سابعاً: مآثر لا يمكن أن تجتمع إلا لنبي مؤيد من الله :
لقد اجتمعت في النبي - صلى الله عليه وسلم - مآثر عظيمة مجموعها يدلك على صدق نبوته ، وهي كالآتي :
- كان نبياً يتنبأ كما مر معنا في الدليل الثاني (اضغط هنا).
- وسياسياً ناجحاً بنى أساس أمة و دولة من لا شيء ، من قبائل و شراذم متفرقة لا تعرف إلا الثأر و التفاخر بالاحساب و الأنساب.
- ومشرعاً وضع قانوناً يشمل الأحوال الشخصية والعقوبة الجنائية والأوضاع الاقتصادية والاجتماعية.
- وقائداً عسكرياً ناجحاً وهو ما اقر به خصومه إذ يقول القس يوسف درة الحداد و هو من اعتي خصوم الإسلام : " كان محمد عبقرية عسكرية و من أعظم قواد العالم العسكريين فى التصميم و التنفيذ .. و هو يقود الغزوات و الحملات بذاته يعرف كيف يهيىء الحملة و كيف يقودها و كيف يعود منها غالبا و كيف ينقلب مغلوبا ، و التصرف في حال الهزيمة ابرع من نشوة الظفر ، يتوسع بالجهاد كلما ازداد قوة ، و لا يعلن عن أهدافه إلا متى حان وقتها.
يعرف كيف يستشير و كيف يأخذ برأي صائب , و كيف يفرض رأيه في الظرف الحاسم و لو خالف رأى زعماء الصحابة كما حدث في أسرى بدر و صلح الحديبية و غزو تبوك و يكون هو بذاته الأسوة الحسنة في المعركة ، فلولا موقفه البطولي في هزيمة أُحد [6] ، وحصار المدينة [7] لقضي على الإسلام ، و لولا موقفه الجريء في معركة حنين لخسر فتح مكة و نصر الإسلام " .
- وكان صلى الله عليه وسلم إدارياً موفقاً [8] .
- ومُعلماً دينياً.
- وربانياً عابداً [9].
- ولُقب بالأمين فكان مثلاً أعلى في الخلق الكريم [10].
- وفوق هذا و ذاك هو صاحب معجزة عقلية بيانية ألا وهي القرآن الكريم.
من ذا يسامى هذه المآثر أو يظفر بمثل هذه المنزلة ؟
لقد كان الاسكندر فاتحا عسكرياً مظفراً , و تتلمذ على يد أعجوبة البشرية أرسطو و لكنه لم يكن المشرع و لم يكن النبي ..
و كان أعجوبة البشرية أرسطو فريداً في الفلسفة و المنطق و الآداب و العلوم ، و لكنه لم يكن رجل الدولة و لا رجل الدين و لا القائد العسكري .
و كان قيصر رجل دولة و رجل سياسة و آداب و قائداً منتصراً ، و لكنه لم يكن رجل الدين أو المشرع ...
وكان نابليون رجل دولة و رجل سياسة و قائداً عسكرياً و مشرعاً ، و لكنه لم يكن صاحب الدين أو رجل اللغة و الأدب أو المثل الأعلى في الأخلاق .
و كان كل من شكسبير و جوته علما من أعلام الأدب و الشعر و المسرح و لكنهما كانا أصفاراً في السياسة و التشريع و القيادة العسكرية أو الرسالة الدينية .
أين كل هؤلاء الآن وما هو تأثيرهم وأين نبي الله محمد ومدى تأثيره !!!!!
ان الشخصية الباهرة غير العادية للرسول قد فرضت نفسها .. و كل هذا يصدر من عربي .. فإذا لم يكن هذا وحياً و إذا لم يكن محمد نبياً فان البديل الوحيد هو أن يكون محمد كما كان يرى اليونان و الرومان إلهاً أو نصف اله ! [11]
توقيع د/مسلمة |
اللهم اغفر لنا
|