ذكرنا أن فكرة موت الإله وبعثه من أجل خلاص البشر قد ظهرت في جميع الأديان الوثنية ، مثل : الأديان الهندية القديمة والمصرية القديمة واليونانية والرومانية وغيرهم كثير .. وإليك تفاصيل هذه الفكرة في بعض الأديان الوثنية :-
اولاً : في الأديان الهندية القديمة :-
كان الهنود الوثنيين يعتقدون بفكرة الخلاص بجذورها المعروفة كما يؤمن بها المسيحيين ،
فكانوا يعتقدون بالخطيئة الأصلية .. وقد نقل المؤرخ "هورينور وليمس" ما جاء في تضراعاتهم : (
إني مذنب ومرتكب الخطيئة وطبيعتي شريرة وحملتني أمي بالإثم فخلصني يا ذا العين الحندقوقية، يا مخلص الخاطئين، يا مزيل الآثام والذنوب) ، وكانوا يعتقدون ايضاً بتجسد أحد الآلهة وتقديم نفسه ذبيحة فداء عن الناس من الخطيئة [انظر كتاب: العقائد الوثنية ص37،33] .
وكانت الآلهة المتجسدة عندهم من أجل الخلاص متعددة ، نذكر منها ما يلي :-
1 -
كرشنا
الإله كرشنا هو أحد الآلهة التي كانت تمثل عندهم صورة "الإله المخلص الذي قدم نفسه ذبيحة عن البشر" [المرجع السابق ص37] .
يقول العلامة دوان :
ويعتقد الهنود بأن كرشنا المولود البكر الذي هو نفس الإله (فشنو) والذي لا ابتداء ولا انتهاء له ، على رأيهم تحرك حنواً كي يخلص الأرض من ثقل حملها فأتاها وخلص الإنسان بتقديم نفسه ذبيحة عنه [المرجع السابق ص38] .
وقد صوَّر المؤرخ "ول ديورانت" أقوال الباحثين في موت كرشنا فقال : و
يزعم بعض الرواة أنه مات مطعوناً بسهم ، ويزعم آخرون أنه قتل مصلوباً على شجرة وهبط إلى جهنم ثم صعد إلى السماء على أن يعود في اليوم الآخر ليحاسب الناس أحياءهم وأمواتهم 
[انظر: قصة الحضارة المجلد الأول (204/3))] .
2-
بوذا
عبد البوذيون (بوذا) على صورة الإله الذي تجسد من أجل خلاص البشرية ، بأن يحمل عنها عبء خطاياهم القديمة ويحول بينهم وبين ارتكاب خطايا أخرى جديدة [انظر كتاب: الفلسفة الشرقية ص147] .
ويقول
المبشر المسيحي / هوك :
إن بوذا بنظر البوذيين إنسان وإله معاً وأنه تجسد بالناسوت في هذا العالم ليهدي الناس ويفديهم ويبين لهم طريق الأمان ، وهذا التجسد اللاهوتي يعتقده كافة البوذيين . كما يعتقدون أن بوذا هو مخلص الناس 
[انظر كتاب: العقائد الوثنية ص42] .