الكتاب المقدس يُبطل ما يُسمى بالخطيئة الأصلية
.
كما أشرنا من قبل ان الكتاب المقدس بعهديه لم يذكر شيء عن الخطيئة الأصلية ، ولكن هل اكتفى بعدم ذِكرها ؟ لا ، بل ونقضها في أكثر من عدد .. وإليكم تفصيل ذلك مع ذِكر التفاسير المسيحية .
تث-24-16
لا يقتل الآباء عن الاولاد ولا يقتل الاولاد عن الآباء.كل انسان بخطيته يقتل
يقول القمص انطونيوس فكري :- يكون الحكم بالعدل على القاتل وحده وليس على أولاده، لمنع الثأر من الأقارب .
ويقول القمص تادرس يعقوب ملطي :- كانت العادة لدى الأمم الوثنيَّة أن تسقط عقوبة مرتكب الجريمة على الأسرة كلها[المصدر: Wsther 9:13,14; Herod. 3:118,119p Ammian: Marcell 23:6; Curtius 6:11.20 etc. Pulpit: Deut., p. 382] .
حقًا لقد هدَّد الله شعبه بأنَّه يفتقد ذنوب الآباء في الأبناء في الجيل الثالث والرابع من مبغضيه (خر 20: 5)، لكي يحذِّرهم من ثمار الخطيَّة المُرَّة وأثرها على الأبناء والأحفاد، ولكي يردعهم لأن الإنسان أحيانًا لا يبالي بالعقوبة التي تحل عليه، لكنَّه يخشى جدًا أن تحل على أولاده وأحفاده. يلزم ألاَّ يستغل القضاة هذا التهديد الإلهي ويظنُّون أن في سلطانهم معاقبة أحد أفراد الأسرة من أجل عضو آخر فيها.
إذ يتعرَّض للحياة الأسريَّة تؤكِّد الشريعة للقضاة ألاَّ يُعاقب عضو من الأسرة بسبب عضو آخر، إنَّما يلتزم كل واحد أن يتحمَّل مسئوليَّة نفسه.
"لا يُقتل الآباء عن الأولاد، ولا يُقتل الأولاد عن الآباء. كل إنسان بخطيَّته يُقتل" [16].
طبَّق أمصيا بن يوآش ملك يهوذا هذا المبدأ، فقد "قتل عبيده الذين قتلوا الملك أباه، ولكنَّه لم يقتل أبناء القاتلين حسب ما هو مكتوب في سفر شريعة موسى حيث أمر الرب قائلاً: لا يُقتل الآباء من أجل البنين، والبنون لا يُقتلون من أجل الآباء" (2 مل 14: 6).
.
ار-32
17 آه ايها السيد الرب ها انك قد صنعت السموات والارض بقوتك العظيمة وبذراعك الممدودة.لا يعسر عليك شيء 18 صانع الاحسان لالوف ومجازي ذنب الآباء في حضن بنيهم بعدهم الاله العظيم الجبار رب الجنود اسمه 19 عظيم في المشورة وقادر في العمل الذي عيناك مفتوحتان على كل طرق بني آدم لتعطي كل واحد حسب طرقه وحسب ثمر اعماله
قال القمص تادرس يعقوب ملطي في تفسيره ان هذه هي سمات الرب الإله ، ومن ضمن صفاته انه يحاسب كل إنسان حسب أعماله (ار-32-19) . 
.
حز-18
1 وكان اليّ كلام الرب قائلا 2 ما لكم انتم تضربون هذا المثل على ارض اسرائيل قائلين الآباء اكلوا الحصرم واسنان الابناء ضرست 3 حيّ انا يقول السيد الرب لا يكون لكم من بعد ان تضربوا هذا المثل في اسرائيل 4 ها كل النفوس هي لي.نفس الاب كنفس الابن.كلاهما لي.النفس التي تخطئ هي تموت
يقول القمص انطونيوس فكري في تفسيره لهذه الفقرات :- نجد هنا مثل شرير آخر قاله هؤلاء الأشرار الأباء أكلوا الحصرم وأسنان الأبناء ضرست = أى أن الخراب الذى نحن فيه سببه خطايا أبائنا، فما ذنبنا نحن، إذ أننا لم نخطئ مثلهم. وهذا الكلام فيه إتهام مباشر لله بأنه ظالم.... ولكن نلاحظ أن الله يؤدب الخاطئ بطريقة فردية . 
يقول القمص تادرس يعقول ملطي :- في الأصحاح الرابع عشر تحدث عن مسئولية الإنسان الشخصية عما يرتكبه من آثام أو يفعله من برّ، فالنبي الكاذب إذ يضل يكون إثمه عليه، وكل فرد من الشعب يسأل نبيًا كاذبًا أو يرتكب إثمًا يحمل إثم نفسه. وأكد أنه متي عاقب الرب المدينة لشرها فإن وجد "نوح ودانيال وأيوب" يخلصون أنفسهم ولا يخلصون الشعب ولا حتي أبناءهم أو بناتهم. أما هنا فيتحدث عن التزام كل إنسان بما يفعله بغض النظر عن والديه وسلوكهما، أو ماضيه وما كان عليه .
وفي هذا الأصحاح عالج الرب المثل الشائع بين الشعب اليهودي: "الآباء أكلوا الحصرم وأسنان الأبناء ضرست" [2]. فقد شعروا أن ما يحل عليهم من غضب إلهي إنما هو ثمرة شر آبائهم الذين أدخلوا العبادة الوثنية إلي المقدسات الإلهية. لكن الرب أراد أن يؤكد أنه لن يجازي إنسانًا من أجل خطايا والديه. وأن ما يسمح به من تأديب فهو من أجل ما يصنعه الناس في ذلك الوقت.
سبق أن عالجنا هذا الموضوع أثناء تفسير سفر الخروج، إذ يقول الرب: "لأني أنا الرب إلهك إله غيور، أفتقد ذنوب الآباء في الأبناء في الجيل الثالث والرابع من مبغضيَّ" (خر 20: 5). رأينا أن الله لا يعني بهذا أنه يُحمِّل جيلاً ما خطايا الأجيال السابقة، لكنه في محبته يطيل أناته علي جيل وجيلين لعلهم يتوبون، فإن لم يتوبوا يحمِّل الجيل الثالث وأيضًا الرابع التأديب لأنهم لم يتوبوا عن طريق آبائهم، إذ يسميهم "من مبغضيَّ"، أما إذا تابوا عن طريق آبائهم فلا يحسبون أبناء للأشرار بل يصير الله نفسه أباهم، فينعموا بنعمته.
v النفس التي لا تسكن في الله هي مصدر شرورها، فتخطئ، والنفس التي تخطئ هي نفسها تموت [Isaac or the Soul 7:16] .
القديس أمبروسيوس :- ليس لدي الله محاباه، نفس الأب كنفس الإبن، أو كما يقول: "ها كل النفوس لي. نفس الأب كنفس الابن، كلاهما لي. النفس التي تخطئ هي تموت" [4]... هنا نتسأل:
أولاً: ألا يرث الإنسان شيئًا من ضعفات أبيه؟
لا يتجاهل الكتاب المقدس أثر الوالدين علي حياة الإنسان، فالإنسان الذي يولد في بيت مقدس، يتربي بين أبوين تقيين، يجد إمكانية تساعد علي نمو حياته الروحية، وانطلاق نفسه للحياة مع الله. وبالعكس إذا وجد أب شرير وأم شريرة إن لم يشجعا ابنهما علي الخطيئة والشر فلا أقل من أن يقفا عثرة أمام نموه الروحي. ومع هذا فكثير من الأبناء أحبوا الشر بالرغم من تقوي والديهم مثل ابني عالي الكاهن، وأيضًا من الأبناء من أحبوا البر بالرغم من شر آبائهم. البيئة التي يحيا فيها الإنسان قد تكون صالحة أو شريرة لكنها لا تلزمه بالصلاح أو الشر.
2. ابن شرير لأب بار:
أول مثل قدمه الرب عن المسئولية الشخصية هو الابن الشرير للأب البار إنه "لا يحيا؛ قد عمل كل هذه الرجاسات فموتًا يموت. دمه يكون علي نفسه" [13]. بر أبيه لا ينقذه من ثمر رجساته بل موتًا يموت.
كتب القديس جيروم إلي الشماس سابنيانُس Sabinianus يحثه علي التوبة هكذا: [ربما تغتر في نفسك أن الأسقف الذي سامك رجل قديس، فتظن أن استحقاقاته تكفر عن معاصيك. لقد سبق فقلت لك إن الأب لا يُعاقب عن ابنه ولا ابن عن أبيه. النفس التي تخطئ هي تموت [Epist 147:10] .
3. ابن بار لأب شرير:
لقد ظن الشعب في أيام الملك صدقيا أنهم أبر من الشعب في أيام الملك منسي فشعروا أنهم يتحملون إثم آبائهم، لكن الرب يؤكد هنا: "إن وَلد ابنا رأى جميع خطايا أبيه التي فعلها فرآها ولم يفعل مثلها... فإنه لا يموت بإثم أبيه، حياة يحيا. أما أبوه فلأنه ظلم واغتصب أخاه اغتصابًا وعمل غير الصالح بين شعبه فهوذا يموت بإثمه" [14-19].
4. رجوع الإنسان عن شره:
قلنا إن الرب أراد بحديثه هنا أن يدفع شعبه نحو التوبة، بعدم ارتباكهم بسبب خطايا آبائهم، بل وأيضًا عدم ارتباكهم بخطاياهم الشخصية السابقة أو الحالية إن قدموا توبة صادقة، إذ يقول: "فإذا رجع الشرير عن جميع خطاياه التي فعلها وحفظ كل فرائضي وفعل حقًا وعدلا فحياة يحيا. لا تموت" [21]. يعتبر البعض هذه العبارة هي مركز السفر كله، أثمن عبارة وردت فيه، إنها دعوة قوية للتوبة! "هل مسرةً أُسر بموت الشرير، يقول السيد الرب، إلا برجوعه عن طريقه فيحيا؟!" [23] إنه يفتح باب الرجاء علي مصراعيه لكي لا تهلك نفس واحدة بروح اليأس القاتل .
.
وفي النهاية أقول : هل هناك كلام أفضل من كلام الكتاب المقدس والمفسرين المعمَّدين بالروح القدس ؟
النصوص واضحة للأعمى .. ومن له عينان للقراءة فليقرأ .
يتبع :-