
28.09.2011, 04:21
|
|
______________
|
|
الملف الشخصي
التسجيـــــل: |
26.12.2009 |
الجــــنـــــس: |
ذكر |
الــديــــانــة: |
الإسلام |
المشاركات: |
1.222 [ عرض ] |
آخــــر نــشــاط |
25.10.2015
(14:30) |
تم شكره 9 مرة في 8 مشاركة
|
|
|
|
|
ومن بالغ إخلاص فضيل قوله: «والله لأن أكون ترابا أحب إلي من أن أكون في مسلاخ أفضل أهل الأرض».
وثبت عنه أنه قال: «إنْ قدرتَ أن لا تُعْرَف فافعل، وما عليك إنْ لم يُثْنَ عليك، وما عليك أن تكون مذمومًا عند الناس إذا كنت عند الله محمودًا، من أحب أن يُذْكَر لم يُذْكَر، ومن كره أن يُذْكَر ذُكِرَ».

قلت: بلى والله، قد نشر الله ذكرك رغم أنفك، وأعلى في العالمين كعبك مع علمه بعدم رضاك عن نفسك. وما كان هذا إلا بما علمه الناس من محض إخلاصك وصدْقِك.
وهكذا يكون حال من أبى أن يُعْرَف بين الدهماء، وتنكب عن التماس الشهرة في محافل العلماء ومجالس الغوغاء، فإن الله رافعٌ له في أفق السماء أعلامًا منشورة، وجاعلٌ له من طيب الثناء ما يفوح شَذَاه في أرجاء المعمورة.
وهكذا كان حال أكثر سلفنا الصالح ممن رام من دنياه الخلاص، وخلع ثوب الشهرة وتردَّى برداء الإخلاص، وكأني بهم متكئين على الأرائك بعد طول السفر، وكئوس الرضا عليهم دائرة والقطوف منهم دانية بأنواع الثَّمَر، تجري من تحت قُصور فرحهم فُيوضُ تَرَحهم وبعدها نَهَرٌ بعد نَهَر، فكم هناك من ساقيةٍ جاريةٍ عليها جاريةٌ ساقيةٌ يَحار في محاسنها البَصر، وعِيدانُ الأشجار دونهم تُغنِّي فَتُغْني ترانيمُها عن عِيدَان الوَتَر، حتى إذا أسكرتْهم نشْوةُ النعيم وغمرتهم لذةُ ذلك الجمال المقيم تجلَّى عليهم الرحمن للنظر، فما كفاهم ما أعطاهم وهل ثمة نعمة بعد أن يكشفَ الرحمن حجابَ وجهه لمن شاء من البَشَر؟
قد طال والله ليل المخلصين غير أن صباح بِشارتهم كاد عليهم يُشْرِق، وامتدَّ حُزْنُ الصادقين إلا أن عناية الرحمن بهم لا تزال تُرْعِدُ وتُبْرِق.

ومن منثور أقوال السلف في باب الإخلاص وذم الشهرة:
ما رُوِّيناه بالإسناد الصالح عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ، عَنِ عبد الله بن بريدة بْنِ الحصيب، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : «شَهِدْتُ خَيْبَرَ، فَكُنْتُ فِيمَنْ شَهِدَ الثُّلْمَةَ، فَقَاتَلْتُ حَتَّى رُئِيَ مكَانِي، وَعَلَيَّ ثَوْبٌ أَحْمَرُ، فَمَا أَعْلَمُ أَنِّي رَكِبْتُ الْإِسْلَامَ ذَنْبًا أَعْظَمَ عَلَيَّ مِنْهُ لِلشُّهْرَةِ».
وروينا بإسناد ثابت عن داود بن المهاجر عن ابن محيريز قال: «صحبت فضالة بن عبيد صاحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقلت: أوصني رحمك الله قال: احفظ عني ثلاث خلال ينفعك الله بهن: إن استطعت أن تَعرِفَ ولا تُعْرَف فافعل، وإن استطعت أن تسمع ولا تَكَلَّمَ فافعل، وإن استطعت أن تجلس ولا يُجْلَس إليك فافعل».

قلت: هكذا كانت حال أصحاب رسول الله –صلى الله عليه وسلم – في الإخلاص، ومجانبة التصنَّع للناس.
وروينا بأصح إسناد عن ثَابِتِ الْبُنَانِيِّ قَالَ : قَالَ لِي مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ :« يَا أَبَا مُحَمَّدٍ ، إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَمْنَعُنِي مِنْ مُجَالَسَتِكُمْ إِلاَّ مَخَافَةُ الشُّهْرَةِ، فَلَمْ يَزَلْ بِي الْبَلاَءُ حَتَّى أُخِذَ بِلِحْيَتِي، فَأُقِمْتُ عَلَى الْمَصْطَبَةِ، فَقِيلَ: هَذَا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ أَكَلَ أَمْوَالَ النَّاسِ».
قلت: كان ابن سيرين ذا مقام عظيم من الورع وترك الشبهات، ورث ذلك عن مولاه أنس بن مالك، وشيخه أبي هريرة.
وروينا بإسناد جيد عن عَاصِمٍ بن بهدلة قَالَ: «كَانَ أَبُو وَائِلٍ- يعني شقيق بن سلمة- إِذَا صلى في بيته ينشج نشيجًا، ولو رجعت لَهُ الدُّنْيَا عَلَى أَنْ يَفْعَلَهُ وَأَحَدٌ يَرَاهُ ما فعله».

قلت: فكيف لو أبصر أبو وائل من أهل زماننا من ينسج البكاء في حديثه تصنُّعًا، ويأتي بالنحيب في كلامه تكلُّفًا! كأنم يرون أنهم لن ينفقون عند الناس إلا بذلك التخاشع البارد، فأنساهم محبةُ الظهور ما يقصم الظهور!
وأين هم مما صح عن حماد بن زيد أنه قال: «كان أيوب السختياني ربما حدث الحديث فيرِقّ، فيلتفت فيمتخَّط فيقول: ما أشدَّ الزُّكامُ»؟
وروينا بأصح إسناد عَنْ عَلْقَمَةَ بن قيس، أَنَّهُ قِيلَ لَهُ حِينَ مَاتَ عَبْدُ اللَّهِ بن مسعود : «لَوْ قَعَدْتَ في المسجد فَعَلَّمْتَ السُّنَّةَ؟ قَالَ : أَتُرِيدُونَ أَنْ يُوطَأَ عَقِبِي- يعني يكثر الناس عليه- و يقال: هذا علقمة هذا علقمة».
قلت: كان علقمة أشبه الناس بابن مسعود هديًا و دِلًّا و سَمْتًا، كما قال أبو معمر الأزدي، ولولا أنه رأى ابن مسعود يفْرق من الشهرة، لما انتهج نهجه، واتبع سبيله.
وثبت عن مالك بن دينار أنه قال: «مذ عرفت الناس لم أفرح بمدحهم، ولم أكره ذمهم؛ لأن حامدهم مُفْرِط، وذامهم مُفَرِّط، إذا تعلم العالم العلم للعمل كَسَره، وإذا تعلمه لغير العمل زاده فخرًا».

قلت: مالك هذا أحد رُهْبان هذه الأمة، كانت له في الزهد والوعظ كلمات تُذيب الصخر من غُلُوائها، وتذهَبُ بالنفوس من حرارة وقْعِها. وأشهد بالله أن ذلك الرجل قد كسره العلم والخشية حتى صار ليس في كلامه لأغراض النفس مدخل، ولا في أفعاله لأهواء قلبه طريق يُرْتَقى به ويُتَوصَّل.
أليس مالك هذا هو الذي شتمه إنسان وقال له: «يَا مُرَائِي»! فقَالَ له مالك: «مَتَى عَرَفْتَ اسْمِي؟ مَا عَرَفَ اسْمِي غَيْرُكَ»؟ صح ذلك عنه.
ولقد بلغ الخوف بمالك مبلغًا عظيمًا، حتى جعله يقول فيما صح عنه: «وددت أن الله يجمع الخلائق، فيأذن لي أن أسجد بين يديه، فأعرف أنه قد رضي عني، فيقول لي: كن ترابا».
وروينا بإسناد ثابت عن إبراهيم بن أدهم أنه قال: «ما صَدَقَ اللهَ عَبدٌ أَحَبَّ الشُّهرَةَ».

قلت: أما أنت فقد صدقتَه يا إبراهيم، وتبوَّأتَ بإخلاصك ذلك المقام العظيم.
ونقل الذهبي في «سير النبلاء» عن عَوْن بن عُمَارَةَ أنه قال: سَمِعْتُ هِشَاما الدَّسْتُوَائِيَّ يَقُوْلُ: «وَاللهِ مَا أَسْتَطِيْعُ أَنْ أَقُوْلَ: إِنِّي ذَهَبتُ يَوْماً قَطُّ أَطْلُبُ الحَدِيْثَ, أُرِيْدُ بِهِ وَجْهَ اللهِ -عَزَّ وَجَلَّ».
قال الذهبي: « قُلْتُ: وَاللهِ وَلاَ أَنَا, فَقَدْ كَانَ السَّلَفُ يَطلُبُوْنَ العِلْمَ للهِ فَنَبُلُوا، وَصَارُوا أَئِمَّةً يُقتَدَى بِهِم، وطَلَبَهُ قَوْمٌ مِنْهُم أَوَّلا لاَ للهِ، وَحَصَّلُوْهُ ثُمَّ اسْتَفَاقُوا، وَحَاسَبُوا أَنْفُسَهُم، فَجَرَّهُمُ العِلْمُ إِلَى الإِخْلاَصِ فِي أَثنَاءِ الطَّرِيْقِ، كَمَا قَالَ مُجَاهِدٌ، وَغَيْرُهُ: «طَلَبْنَا هَذَا العِلْمَ وَمَا لَنَا فِيْهِ كَبِيْرُ نِيَّةٍ، ثُمَّ رَزَقَ اللهُ النِّيَّةَ بَعْدُ» وَبَعْضُهُم يَقُوْلُ: «طَلَبْنَا هَذَا العِلْمَ لِغَيْرِ اللهِ فَأَبَى أَنْ يكون إلَّا للهِ». فَهَذَا أَيْضا حَسَنٌ, ثُمَّ نَشَرُوْهُ بِنِيَّةٍ صَالِحَةٍ. وَقَوْمٌ طَلَبُوْهُ بِنِيَّةٍ فَاسِدَةٍ لأَجْلِ الدُّنْيَا، وليثْنَى عليهم، فلهم ما نووا. قال عليه السلام: «مَنْ غَزَا يَنْوِي عِقَالاً, فَلَهُ مَا نَوَى»، وَترَى هَذَا الضَّربَ لَمْ يَسْتَضِيْؤُوا بِنُوْرِ العِلْمِ، وَلاَ لَهُم وَقْعٌ فِي النُّفُوْسِ، وَلاَ لِعِلْمِهِم كَبِيْرُ نَتِيجَةٍ مِنَ العَمَلِ، وَإِنَّمَا العَالِمُ مَنْ يَخشَى اللهَ- تَعَالَى.
وَقَوْمٌ نَالُوا العِلْمَ، وَوُلُّوا بِهِ المَنَاصِبَ, فَظَلَمُوا، وَتَرَكُوا التَّقَيُّدَ بِالعِلْمِ، وَرَكِبُوا الكَبَائِرَ، والفَوَاحِشَ, فَتَبًّا لَهُم, فَمَا هَؤُلاَءِ بِعُلَمَاءَ!
وَبَعْضُهُم لَمْ يَتَقِّ اللهَ فِي عِلْمِهِ, بَلْ رَكِبَ الحِيَلَ، وَأَفْتَى بِالرُّخَصِ، وَرَوَى الشَّاذَّ مِنَ الأَخْبَارِ. وَبَعْضُهُم اجْتَرَأَ عَلَى اللهِ، وَوَضَعَ الأَحَادِيْثَ فَهَتَكَهُ اللهُ، وَذَهَبَ عِلْمُهُ، وَصَارَ زَادَهُ إِلَى النَّارِ.
وَهَؤُلاَءِ الأَقسَامُ كُلُّهُم رَوَوْا مِنَ العِلْمِ شَيْئا كَبِيْرا، وَتَضَلَّعُوا مِنْهُ فِي الجُمْلَةِ، فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِم خَلْفٌ باَنَ نَقْصُهُم فِي العِلْمِ، وَالعَمَلِ، وَتَلاَهُم قَوْمٌ انْتَمَوْا إِلَى العِلْمِ فِي الظَّاهِرِ، وَلَمْ يُتْقِنُوا مِنْهُ سِوَى نَزْرٍ يَسِيْرٍ أَوْهَمُوا بِهِ أَنَّهُم عُلَمَاءُ فُضَلاَءُ، وَلَمْ يَدُرْ في أذهانهم قَطُّ أَنَّهُم يَتَقَرَّبُوْنَ بِهِ إِلَى اللهِ, لأَنَّهُم مَا رَأَوْا شَيْخا يُقْتَدَى بِهِ فِي العِلْمِ, فَصَارُوا هَمَجًا رَعَاعًا, غَايَةُ المُدَرِّسِ مِنْهُم أَنْ يُحَصِّلَ كُتُبًا مُثَمَّنَةً, يَخْزُنُهَا وَيَنْظُرُ فِيْهَا يَوْمًا مَا, فَيُصَحِّفُ مَا يُوْرِدُهُ، وَلاَ يُقَرِّرُهُ. فَنَسْأَلُ اللهَ النَّجَاةَ وَالعَفْوَ, كَمَا قَالَ بَعْضُهُم: مَا أَنَا عَالِمٌ، وَلاَ رَأَيتُ عَالِمًا».

قلت: لم يدرك الذهبي جماعة من مشيخة زماننا هذا وإلا لطار لبُّه، وطاش حلمُه!
وروينا بالإسناد الصحيح عن سَهْلُ بنُ مَنْصُوْرٍ، قَالَ: «كَانَ بِشْرٌ يُصَلِّي فَيُطوِّلُ، وَرَجُلٌ وَرَاءهُ يَنْظُرُ، فَفَطِنَ لَهُ، فَلَمَّا انْصَرَفَ، قَالَ: لاَ يُعجِبُكَ مَا رَأَيْتَ مِنِّي، فَإِنَّ إِبْلِيْسَ قَدْ عَبْدَ اللهَ دَهْراً مَعَ المَلاَئِكَةِ».
قلت: بشر هذا هو ابن منصور العابد الزاهد الناسك، أحد الأئمة الربانيين، والعلماء العاملين، قال عنه صاحبه علي ابن المديني: « ما رأيت أحدا أخوف لله من بشر بن منصور، وكان يصلى كل يوم خمس مئة ركعة، وكان قد حفر قبره، وختم فيه القرآن».
وأسند أبو نعيم في «الحلية» عن الثوري أنه قال: « السلامة في أن لا تحب أن تُعرف».
وصح عن ابْن المُبَارَكِ أنه قال: قَالَ لِي سُفْيَانُ: «إِيَّاكَ وَالشُّهْرَةَ فَمَا أتيت أحدًا إلَّا وَقَدْ نَهَى عَنِ الشُّهرَةِ».

قلت: هذا الثوري كان أحد تَعاجِيب الدنيا في الزهد والدين والورع! ما أعلم أحدًا كان يبغض الشهرة كما كان هذا الإمام قط! اللهم إلا أن يكون أيوب السختياني.
كأن النار قد خُلِقَتْ له وحده! ولقد كان ابن مهدي يرمقه – أيام كان مقيمًا في بيته - في الليلة بعد الليلة ينهض مذعورًا من نومه ينادي: «النارَ النارَ، شغلني ذكر النار عن النوم والشهوات». صح ذلك عن ابن مهدي .
وما كان سفيان يتكلف هذا الصراخ والضجيج، وإنما الرجل قد تفتَّت كبده من الحُزْن والفَرَق.
وروينا بإسناد صحيح عن حماد بن زيد قال: «كنا إذا مررنا على المجلس، ومعنا أيوب فسلَّم، ردُّوا ردًّا شديدا، فكان ذلك يَغُمه».
وصح عن أيوب السختياني أنه قال: « ما صدق اللهَ عبدٌ إلا سرَّه أن لا يُشْعَرَ بمكانه».
قلت: كم شاهدنا ممن لم يصْدُقِ الله في ذلك، ولا حفظ لنفسه حق الإخلاص فيما هنالك، وإنما رأينا فَراشًا يتساقط على نيران الشهرة أفواجًا، ويتتابعون إليها زرافاتٍ وأرْسالا. قد انبسط عالمهم إلى قول الناس عنه عالم؟ وراق لجاهلهم أن يقال: فاهم!

ولسان أحوالهم كما قال أبو الفرج ابن الجوزي عنهم: «يتشاغلون بالمسائل الطوال، لأنه يكثر فيها قيل وقال، ويتنافسون في الرُّتَب والمجالس، فيتعلَّمُ منهم سوءَ الأدب [كل] مُجَالِس، فتجري بينهم مجالدة لا مجادلة، وملاكمة لا مكالمة، يغضب أحدهم إذا لم يُلَقَّب، وينتظر تقبيل يده ويترقَّبُ، وبما غمصوا بجهلهم المتزهِّدين، وقالوا: بقولنا لا بفعلهم عُرِفَ الدين، وما كان السلف على هذا الطريق، ولا على هذه الجذوة من ذاك الحريق، [بل] كان القوم لا يؤثرون التصدي في للمسائل، وبودِّهم لو أجاب غيرهم السائل».
قلت: ومتى استخفَّ الناس بإصلاح سرائرهم، وتهذيب بواطنهم، تختلف عليهم الكلمة، وتظهر من جراء أفعالهم معالم الجُور، ويكثر الإدغال في الدين، وتُتْرَكَ محاجُّ السُّنَن، فَيُعْمَلَ بالهوى، وتُعَطَّلَ الأحكام، وتكثر عِلَل النفوس، فلا يستوحش أحدٌ لعظيم حقٍّ عُطِّل، ولا لكبير باطلٍ فُعِلَ، فهنالك تُذلُّ الأبرار، ويستطير شَرَر الأشرار، وتعظُم تبِعات الله عند دهماء العباد، وما ربك بغفل عما يعملون.
نسأل الله الإخلاص في القول والعمل، والتوبة الصادقة قبل حلول الأجل،
فإنه بكل جميل كفيل، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
توقيع أبو السائب أكرم المصري |
|
|