اعرض مشاركة منفردة
   
Share
  رقم المشاركة :195  (رابط المشاركة)
قديم 05.09.2011, 20:19
صور pharmacist الرمزية

pharmacist

عضوة مميزة

______________

pharmacist غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 28.10.2010
الجــــنـــــس: أنثى
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.814  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
10.10.2021 (12:19)
تم شكره 328 مرة في 292 مشاركة
افتراضي


لا تتسرع في الحكم على الناس

يحكى أن السلطان العثماني بيازيد رأى هاتفاً في المنام فانتفض من مرقده، و أمر أمين سرّه أن يجهز بعض النفر كي يذهبوا جميعاً إلى مكان ما، دون أن يسأله عن الأسباب.. و لكن أعلمه أن هاتفاً جاءه في المنام .

قصد السلطان و صاحبه و الحاشية متنكرين المكان المقصود على حسب ما جاء في المنام و لدى وصولهم إليه وجدوا أنه حي سكني من ذوي الحال الميسور، و رأوا لفيفاً من الناس مجتمعين حول شخص ميت للتو، فسألهم السلطان: ما الأمر؟ فأجابوه أن هذا شخص يعمل في حيهم منذ مدة طويلة و كان مثال الجد و التفاني في عمله كنعّال لحوافر الخيل و كان يحصّل الأجر الوفير من عمله .

فسألهم: لماذا لا تدفنوه إذن؟
فقالوا: إننا لا نعلم أين يسكن و لا من أين يأتي كل يوم، ثم إنه رغم جدّه في عمله كان منبوذاً من كل أهل الحي لأنه كان بعد انتهاء عمله يشاهد حاملاً زجاجات الخمر و مصاحباً لبنات الهوى لذلك حين توفي أقسمنا أن نتركه هكذا دون دفن.
فأشار عليهم السلطان أن يخلّصهم من جثته؛ فوافقوا .

حمل النفر الجثة و ساروا بها، فهمس السلطان في أذن أمين سره أن يدفنه في باحة مسجده (المشهور حتى يومنا هذا - في استانبول) حسب ما جاءه في الحلم؛ فحاول أمين السر أن يعترض مفسراً له يا سيدي السلطان: بعد العمر الطويل ستدفن في ذلك المكان و لا يصح أبداً أن يكون قبرك مجاوراً لقبر ميت كهذا، فقطع عليه الطريق و أمره أن ينفذ دونما اعتراض، و دفن الرجل في مسجد بيازيد.

بقي السلطان حائراً في أمره و قضّ عليه مضجعه، و هو يريد أن يعرف حقيقة أمر ذلك الرجل الميت و حاول مراراً أن يقصد ذلك الحي الذي التقطه منه عسى أن يعثر على بصيص أمل يقربه من الحقيقة إلى أن عثر بعد فترة على عجوز هرم على عكازين كان يعرف المتوفى لأن النعال ساعده ذات يوم ماطر بارد للوصول إلى بيته و أسرّ إليه أنه يسكن في مكان قريب من حيّه فدلّه عليه، و كان الحي في الطرف البعيد من استانبول، فقصد السلطان المكان و هو متنكر أيضاً و سأل أهل الحي عن بيت نعال الخيول فدلوه عليه؛

طرق الباب ففتحت له امرأة و قالت له بعد أن ألقى السلام
لقد توفي زوجي.. أليس كذلك؟
فقال: نعم، و جلس ينظر في زوايا الغرفة الصغيرة التي تقطنها مع أولادها فتعجب السلطان و قال لماذا أنتم على هذه الحال من الفقر و قد علمت أن زوجك المرحوم كان يجني مالاً كثيراً؟
أجابته المرأة: لقد كان زوجي الصالح يأتي كل يوم بالقليل من المال ما يسد به رمقنا لمعيشة يوم واحد .
فسألها: زوج صالح؟!! لقد سمعت أنه كان ينصرف من عمله للّهو و شرب الخمور.
فتبسّمت و قالت: لقد كان ينصرف من عمله و يأتي سيراً على قدميه، فكلما رأى رجلاً من حاملي زجاجات الخمر كان يحاول إقناعه بالعدول عن المحرمات فيأخذها منه و يدفع له ثمنها ليكسرها و يهدرها، أما بنات الهوى فكان ينصح الواحدة و يجعلها تعدل عن فعلها للحرام و يوصلها إلى بيتها بعد أن يدفع لها المال، و كنت أنصحه دائماً أن ينقل عمله إلى حيّنا فيقول: و هل في حينا من يملك قوت يومه كي ينفق على حماره أو بغله؟!
قلت له مرة ماذا لو حانت ساعتك و توفيت في ذلك الحي البعيد حيث لا أحد يعرف أهلك أو بيتك؟
فرد عليّ إن الله معنا و السلطان بيازيد سيتولى كل شيء بإذن الله . و ها أنت السلطان بيازيد عندنا .

هذه القصة الجميلة ذات العبر المفيدة
تبين أولا أن لا نتهم أحدا بشيء لا نعرف حاله حتى نتأكد منه و كأنما الحال يقول لذلك النفر الذين اتهموه بشرب الخمر و مصاحبة النساء بقوله تعالى
(يا أيها الذين ءامنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين)
و أيضا تبين صلاح ذاك الحاكم و السلطان المسلم الذي بين الله تعالى له تلك الرؤية في المنام حتى ألهمه صلاح و خير ذاك الرجل الصالح

منقول







توقيع pharmacist


رد باقتباس