" نبدأ على بركة الله "
أول طريق للرواية :-
" حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عِلَانَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ إِسْحَاقَ الصُّولِيُّ , قَالَا: ثنا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ , ثنا أَبِي , عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَتَانِي جِبْرِيلُ بِقِدْرٍ يُقَالُ لَهَا الْكَفِيتُ فَأكَلْتُ مِنْهَا أَكْلَةً فَأُعْطِيتُ قُوَّةُ أَرْبَعِينَ رَجُلًا فِي الْجِمَاعِ " .أخرجه أبو نعيم فى ( الحلية ) .
وفى سند الرواية " سفيان بن وكيع " وقد قال فيه أهل العلم :-
قال البخارى : يتكلمون فيه لأشياء لقنوه إياها .
وقال أبن أبى حاتم : أشار أبى اليه أن يغيّر ورّاقه , فإنه أفسد حديثه : وقال له لا تحدّث إلا من أصولك , فقال سأفعل . ثم تمادى وحدث بأحاديث أدخلت عليه .
وقال أبو زرعة : يتهم بالكذب . [1] .
وقال مرة : ثلاثة ليست لهم محاباة عندنا فذكر منهم سفيان بن وكيع . [2] .
وفى سند الرواية ايضاً " أسامة بن زيد " وقد قال فيه أهل العلم :-
قال الذهبى : ضعّفه أحمد وغيره لسوء حفظه .
وقال النسائى وغيره : ليس بالقوى .
وقال بن معين : ضعيف . [3].
وبالتالى أول رواية لا تصح .
=============================================
ثانى طريق لقصة الكفيت تقول :-
" قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ : أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: أُخْبِرْتُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أُعْطِيتُ الْكَفِيتُ» قِيلَ وَمَا الْكَفِيتُ؟ قَالَ: قُوَّةُ ثَلَاثِينَ رَجُلًا فِي الْبُضَاعِ " . أخرجه عبد الرزاق الصنعانى فى ( المصنف ) .
وفى سند الرواية " بن جريج " وهو مدلس , والمدلس إذا صرح بالتحديث , تقبل روايته , وإذا عنعن أو قال " أُخبِرتُ " فلا تقبل روايته . وبذلك قال أهل العلم :-
قال الخليلي : وابن جريج يدلس في أحاديث، ولا يخفى ذلك على الحفاظ . [4] .
وقال الحافظ بن حجر : وحُكم مَنْ ثبتَ عنهُ التَّدليسُ - إِذا كانَ عَدْلاً - : أَنْ لا يُقْبَلَ منهُ إِلاَّ ما صَرَّح فيه بالتحديث، على الأصح . [5].
وقَال أحمد بن حنبل : إذا قال ابن جُرَيْج " قال فلان " " وَقَال فلان " " وأُخبِرتُ " جاء بمناكير، وإذا قال: أخبرني" "وسمعت" فحسبك به. [6] .
ونستنتج من ذلك , أن الرواية الثانية للكفيت , لا يجوز قبولها , لأن فى سندها بن جريج وهو مدلس , والمدلس لا تقبل روايته , ما دام لم يصرّح بالتحديث .
=============================================
ثالث طريق للرواية :-
" حدثنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ عَاصِمٍ الرَّازِيُّ، حدثنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ حِطَّانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : أُعْطِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْكَفِيتُ, قِيلَ لِلْحَسَنِ : وَمَا الْكَفِيتُ ؟ قَالَ : " الْبِضَاعُ ". أخرجه الطبرانى فى ( الأوسط ) .
وفى سند الرواية " معاذ بن هشام " وقد قال فيه أهل العلم :-
قال يحيى بن معين : صدوق , وليس بحجة .
وقال الآجري : قلت لأبي داود معاذ بن هشام عندك حجة , قال أكره أن أقول شيئا , كان يحيى بن القطان : لا يرضاه .
وقال بن معين : ليس بذاك القوى .
ورمى بالقدريّة , قال الحميدى : لا تسمعوا من هذا القدري شيئا . [7] .
وفى السند أيضاً , علة أخرى وهى عنعنة قتادة , وهو " قتادة بن دعامة " وقد قال فيه أهل العلم :-
قال الذَّهبيُّ : مدلِّس معروف بذلك . [8] .
وقال الحافظ بن حجر : كان حافظ عصره , وهو مشهور بالتدليس , وصفه به النسائى وغيره . [9] .
وذكر أسمه الإمام سبط ابن العجمي من ضمن المدلسين : وقال مشهور أيضاً به من جملة التابعين . [10] .
وفى السند عنعنة الحسن وهو " الحسن البصرى " وكان شديد التدليس , قال فيه أهل العلم :-
قال الذهبى : كان الحسن كثير التدليس، فإذا قال في حديث عن فلان ضعف لحاجة . [11] .
وقال مرة : وهو مدلس فلا يحتج بقوله - عن - في من لم يدركه . [12] .
وذكره بن حجر فى المرتبة الثانية من المدلسين : وصفه بتدليس الاسناد النسائي وغيره . [13] .
وبهذا الكلام يتضح لنا , عدم صحة الطريق الثالث لقصة الكفيت .
================================================== ==
أما عن الروايات الأخرى والتى من طريق الواقدى , فقد أجاد وأفاد الأخ " أبو عمر الباحث " فى تفنيدها وتوضيح ما فيها من حق وصواب , وهذا رابط للحلقة من موقع اليوتيوب :-
والحمد لله رب العالمين :
وصلى اللهم وسلم على سيد المرسلين :
وعلى آله وصحبه أجمعين .
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
[1] – ميزان الإعتدال للذهبى – (249/3) – طبعة دار الكتب العلمية .
[2] – الكامل فى ضعفاء الرجال للجرجانى – (1253/4) – طبعة دار الفكر .
[3] – ميزان الإعتدال للذهبى – (323/1) – طبعة دار الكتب العلمية .
[4] – الإرشاد فى معرفة علماء الحديث للخليلى – (353/1) – طبعة مكتبة الرشد .
[5] – نزهة النظر لابن حجر العسقلانى – (102/1) – طبعة جامعة طيبة .
[6] - تهذيب الكمال فى أسماء الرجال للمزى – (348/18) – طبعة الرسالة .
[7] – تهذيب التهذيب لأبن حجر العسقلانى – (197/10) – طبعة دائرة المعارف النظامية بالهند .
[8] – سير أعلام النبلاء – (271/5) – طبعة مؤسسة الرسالة .
[9] - تعريف اهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس – صــ43 – طبعة دار المنار .
[10] – التبيين لأسماء المدلسين – صـــ 46 – طبعة دار الكتب العلمية .
[11] – ميزان الإعتدال فى نقد الرجال – (281/2) – طبعة دارالكتب العلمية .
[12] – تذكرة الحفاظ – (72/1) – طبعة دار الكتب العلمية .
[13] - تعريف اهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس – صــ 29 – طبعة دار المنار .
| توقيع مدافع عن الإسلام |
قريباً ... رد على [ مناظرة وحيد والشيخ إدريس حول , هل محمد  أشرف الخلق ؟؟ ]
|