الموضوع
:
فتح صقلية (Open Sicily) القاضي الفقيه أسد الجزيرة أمير المجاهدين فاتح صقلية ومدمر البيزنطيين أسد بن الفرات رحمه الله
اعرض مشاركة منفردة
Tweet
Share
رقم المشاركة :
2
(رابط المشاركة)
15.08.2011, 18:10
جادي
مشرف عام
______________
الملف الشخصي
التسجيـــــل:
14.08.2010
الجــــنـــــس:
ذكر
الــديــــانــة:
الإسلام
المشاركات:
3.885
[
عرض
]
آخــــر نــشــاط
08.10.2020 (20:27)
تم شكره 130 مرة في 82 مشاركة
الفتح العظيم :
اجتمع زيادة الله التغلبي باصحابه لكي يختار أميرا لهذه الحملة على صقلية وطلب القاضي أسد بن الفرات أن يكون مع المجاهدين، فأبى الأمير خوفًا عليه وضنًّا به، فألح وألح، وقال: "وجدتم من يسير لكم المراكب من النوتية، وما أحوجكم إلى من يسيرها لكم بالكتاب والسنة".
فلما رأى منه الجِدّ، ولاه إمارة الحملة. وكان يريد أن يكون جنديًا متطوعًا، لا يريد الإمارة. فلما أعطيها تألم وقال للأمير: أبعد القضاء والنظر في الحلال والحرام، تعزلني وتوليني الإمارة؟، ذلك لأن القضاء كان في عرفهم فوق الإمارة،. فقال: ما عزلتك عن القضاء، ولكن أضفت إليك الإمارة، فأنت قاض وأمير. وكان أول من جُمع له المنصبان.
جهز الأسطول وكان مؤلفًا من ثمان وتسعين قطعة حربية، فيه جيش من عشرة آلاف راجل وتسعمائة فارس. وخرج الناس للوداع في ميناء سوسة، وكان يومًا لم ير المغرب مثله، وتكلم الحاكم والخطباء، وقام القاضي الأمير ليتكلم.
فلم يَزْهُ ولم يتكبر، ولم يملأ الجو تهديدًا للعدو، وإبراقًا وإرعادًا فخرًا عارمًا، ولكن جعل من هذا الموقف مدرسة، وعاد مدرسًا. فقال: "والله يا معشر الناس ما ولي لي أب ولا جد ولاية قط. وما رأى أحد من أسلافي مثل هذا قط، وما بلغته إلا بالعلم، فعليكم بالعلم، أتعبوا فيه أذهانكم، وكدوا به أجسادكم، تبلغوا به الدنيا والآخرة".
وانطلق ابن الفرات بتسعمائة فارس وعشرة آلاف راجل، وكان معظمهم من الجند المجاهدين في سبيل الله.
وصلت الحملة بعد مسير خمسة أيام في البحر إلى جزيرة صقلية، ونزلوا في أقرب مدينة بها تسمى "مازارا" كان ذلك عام 212هـ.
انهزم البيزنطيون أمام أسد بن الفرات ممن كانوا في هذه المدينة وهربوا إلى مدينة أخرى تسمى "قصريانة"، وفتح المسلمون عدة حصون من الجزيرة ووصلوا إلى أحد القلاع، وقد اجتمع بها خلق كثير، فخادعوا ابن الفرات على الصلح وأداء الجزية، حتى استعدوا للحصار، ثم امتنعوا عليه فحاصرهم، عندها قام أسد بن الفرات في الناس خطيباً فذكرهم بالجنة وموعود الله -عز وجل- لهم بالنصر والغلبة وهو يحمل اللواء في يده ثم أخذ يتلو آيات من القرآن ثم اندفع للقتال والتحم مع الجيش الصقلي الجرار، واندفع المسلمون من ورائه ودارت معركة طاحنة لا يسمع منها سوى صوت قعقعة السيوف وصهيل الخيول والتكبير الذي يخترق عنان السماء في منطقة سهل بلاطة،,اسد الجزيرة أسد بن الفرات الذي جاوز السبعين يقاتل قتال الأبطال الشجعان حتى أن الدماء كانت تجري على درعه ورمحه من شدة القتال وكثرة من قتلهم بنفسه وهو يقرأ القرآن ويحمس الناس.
وتمادت عزائم المسلمين حتى هزموا الجيش الصقلي شر هزيمة، وفر بلاطه من أرض المعركة وانسحب إلى مدينة قصريانة، ثم غلبه الخوف من لقاء المسلمين ففر إلى إيطاليا وهناك قتل على يد بني دينه بسبب جبنه وإحجامه عن قتال المسلمين.
قصريانة
وزحف البيزنطيون بعد ذلك إلى المسلمين وهم يحاصرون مدينة "سرقوسة"، واشتد حصار المسلمين لهذه المدينة براً وبحراً، وأصيب عدد كبير من المسلمين، وهلك عدد آخر، واشتد القتال عندما بعث الإمبراطور البيزنطي مدداً لصقلية، وجرح ابن الفرات وهو يبدي حسن التدبير، وصدق الإيمان، وقوة الإرادة، فمات -رحمه الله- متأثراً بجراحه، ودفن بمدينة "قصريانة".
يقول المؤرخ الايطالي ألماري عن أسد بن الفرات رحمه الله:
إنه رجل يتطلع إلى ما وراء هذا العالم ويتخذ من العلم والجهاد وسيلة لبلوغ الرسالة التي خرج من أجلها .
خلف ابن الفرات في القيادة محمد بن أبي الجواري، وجاء أسطول بيزنطي آخر، فتراجع المسلمون نحو الشمال، لكنهم فتحوا في طريقهم أحد الحصون، وحاصروا قصريانة مرة أخرى. وتوفي محمد بن أبي الجواري أيضاً، فتولى من بعده زهير بن عوف، وضاق الأمر بالمسلمين إلى أن وصل مدد أفريقية، وأسطول آخر من الأندلس من ثلاثمائة مركب بقيادة "الأصبغ"، فانتصر المسلمون، وتوفي الأصبغ أيضاً بطاعون انتشر في ذلك الوقت، غير أن الخلافات التي وقعت بين المسلمين الأندلسيين، والمسلمين الأفريقيين، قد أخرت إتمام فتح الجزيرة.
القيروان ابرز آثار الاغالبة
وفي عام 225هـ أرسل أبو عقال الأغلب مدداً جديداً من أفريقية، ففتح أحد الحصون، مما اضطر الإمبراطور إلى طلب المساعدة من الفرنجة فأمدوه بأسطول دمره الأسطول الإسلامي جنوبي إيطاليا، وكان المسلمون قد فتحوا ثلث الجزيرة تقريباً.
وفي سنة 232هـ حاصر الفضل بن جعفر أحد مدن الجزيرة، ووضعوا فيهم السيف، فلم ينج منهم إلاّ القليل، فسألوا الأمان عن أنفسهم وأموالهم ليُسلِّموا المدينة، فأجابهم المسلمون إلى ذلك، وأمّنوهم فسلموا المدينة، ففتح المسلمون هذا الجزء من الجزيرة بفضل الله تعالى، ثم بفضل شجاعة القائد المسلم الفضل بن جعفر.
ويعتبر العباس بن الفضل بن جعفر هو الفاتح الحقيقي لجزيرة صقلية، فقد خلف أباه في قيادة القوات الإسلامية، فأرسل قواته إلى مختلف جهات صقلية، وكان يقود أغلبها بنفسه، واتجه إلى الساحل الشرقي التي كان البيزنطيون قد استردوها من المسلمين وحاصرهم خمسة أشهر حتى استسلموا، فتح بعدها خمسة حصون، واستسلمت مدينة "قصريانة" وفتح قلعتها التي ظلت تقاوم ثلاثين سنة، وابتنى فيها مسجداً.
كان فتح قصريانة عام 244هـ وهي المدينة التي بها دار الملك بصقلية، فنصبوا السلالم، ودخلوا المدينة والحراس نيام، وفتحوا الأبواب، وجاء العباس في باقي العسكر فدخلوا المدينة، وصلوا الصبح يوم الخميس منتصف شوال، وبنى فيها في الحال مسجداً، ونصب فيه منبراً، وخطب فيه يوم الجمعة.
تلا سقوط "قصريانة"، سقوط "سرقوسة" في يد المسلمين، بعد حصار دام تسعة أشهر، وكان سقوطها كارثة كبرى لبيزنطة وسياستها الحربية؛ فقد انهارت الجهود الجبارة التي بذلتها خلال سنوات طويلة لإعادة النفوذ البيزنطي على ساحل البحر.
وسقطت مدينة أخرى كانت آخر معقل، وبسقوطها أضحت صقلية كلها خاضعة للسيادة الإسلامية، باستثناء بعض القرى الصغيرة قليلة الأهمية التي بقيت خاضعة للبيزنطيين، وبذلك يكون الجيش الإسلامي قد دمر القوة البيزنطية، وساد المسلمون جميع أنحاء الجزيرة.
يقول المستشرق الألماني (كارل بروكلمان): "وفي الحق أن سنوات السلام الثلاث والسبعين التي قدر للعرب أن ينعموا بها في صقلية منذ ذلك الحين كانت كافية لنشر حضارتهم والتمكين لها في ربوع الجزيرة إلى درجة بعيدة، حملت النورمانديين الذين قضوا على الحكم العربي سنة 1060 في عهد الكونت رجار على أن يأخذوا عن العرب نظامهم الإداري ويقتبسوا العناصر الأساسية للثقافة الإسلامية في حياتهم الفكرية
نتائج الفتح الاسلامي لصقلية :
قضى هذا الفتح على اي تواجد للامبراطورية البيزنطية في صقلية وكان بحق كارثة حقيقية على هذه الامبراطورية قضت على احلامها بالتوسع على طول السواحل الايطالية كما فرضت الثقافة الإسلامية على النورمانديين أولاً، وعلى أوربا ثانياً، وأن شعاعاً من ذلك النور العظيم اتخذ سبيله إلى أوربا.
هذا وقد وصل المسلمون إلى ثغور إيطاليا، وحاصروا روما عاصمة
النصرانية
، واهتز الشعب الروماني فرقاً ورعباً، ووصل المسلمون سويسرا وسيطروا منها على أعالي جبال الألب.
أثر الحضارة الاسلامية على صقلية :
أقام العرب، خلال حكمهم للجزيرة والذي دام نحو قرنين ونصف من الزمن (827- 1091م) حضارة ازدهرت تدريجيًا في الميادين الثقافية والإدارية والاقتصادية والفنية. وكانت في حقيقتها مزيجًا من حضارة العرب في المشرق والمغرب من ناحية ومن إنجازات عرب صقلية وإبداعاتهم من ناحية ثانية وما كان موروثًا من الحضارات التي تعاقبت على الجزيرة من ناحية ثالثة. ومن العوامل الأساسية التي مكنت عرب صقلية من إقامة هذه الحضارة كانت سياسة التسامح التي مارسوها في حكم شعوب ذات أعراق وثقافات وديانات مختلفة، حيث سمح العرب لها بممارسة حريتها الدينية وعاداتها وقوانينها الخاصة بها. ويقول أحد رؤساء دير «سانت كاترين»، في العاصمة الصقلية «بالرمو»، إن رجال الدين المسيحيين كانوا أيام العرب أحرارًا في ممارسة واجباتهم الدينية ولم تُمس كنائسهم بسوء.
كما دشن العرب هناك سياسة الإصلاح الزراعي مما أعطى زيادة بالإنتاج الزراعي، وشجعوا بتقوية المشاريع الصغيرة، كالملكيات الفردية للمزارعين، ورغبوا بتقوية سوق العقار. وطوروا أيضا نظام الري وحسنوه، وشجعوا السكان المحليين على زرع الحمضيات التي لم تكن معروفة في تلك البلاد مثل البرتقال والليمون والفستق وقصب السكر. كما أدخلوا إلى هناك زراعة القطن، وشجر التوت.
حسن المسلمون أيضا تقنيات استخراج المعادن من الأرض كالكبريت، والرصاص، والفضة وغيرها من المعادن . وراحوا يعلمون الناس كيف يمكن أن يستخرجوا الملح من ماء البحر، وكيف يصطادون السمك بكل أنواعه .
عندما دخل النورمانديون صقلية أدهشهم ما نقلها المسلمون إليه من رقي وحضارة. لقد بذلوا جهداً في ترقيتها في كل جوانب الحياة حتى بدا الفرق بينها وبين الدول التابعة لبيزنطة بعيداً جداً، شيدوا مبانٍ عظيمة، ونشطوا وسائل التجارة، وعملوا على استصلاح الأراضي وزرعها، وأدخلوا أنواعاً من النباتات ومن الحيوانات لم يكن للأوروبيين بها عهد ولا علم، إلى جانب ذلك كله وجدوا فنوناً راقية وأدباً عالياً، وعديداً من المساجد بها حلقات التعليم، تبدأ بتعليم الكتابة العربية والقرآن الكريم، وتنتهي بدراسات عليا في علوم كثيرة دينية وغير دينية. وهكذا تقدم ورقي في كل شيء. إن الفرق واسع جداً بين ما وجد العرب صقلية عليه بعد خروج البيزنطيين، وبين ما وجدها عليه النورمانديين بعد خروج المسلمين.
شكلت الحضارة العربية في صقلية أساسًا متينًا للحضارة النورمانية التي قامت على أرضها، بل إن الموقف الإيجابي للنورمان من الحضارة العربية وتفاعلهم العميق معها، جعل صقلية من أعظم بلدان أوربا حضارةً في القرن الثاني عشر. ومن نافلة القول أن نذكِّر بأن انطلاق الشرارة الأول، للنهضة الأوربية الحديثة، من إيطاليا بالذات، وقبل أي بلدٍ آخر، كان بتأثيرٍ مباشر من حضارة العرب في صقلية.
خلاصة الموضوع ....
كان أبرز ما قدمه الأغالبة للإسلام هو فتحهم لصقلية وضمها إلى أرض الإسلام ، بقيادة قائدهم أسد بن الفرات في عهد أميرهم زيادة الله بن إبراهيم الأغلب ، الذي تولى الحكم سنة 201 هـ ، كما أنهم تقدموا فاستولوا على جنوب إيطاليا ، ويقال : إنهم واصلوا زحفهم حتى دقوا أبواب روما .
وقد ازدهرت الحركة الاقتصادية والعمرانية في أفريقيا التونسية على عهدهم ، كما أن الأمن قد ساد البلاد وأصبحت تونس ـ على الجملة ـ عامرة مزدهرة ازدهارا عظيما . . وقد أسسوا بالقيروان عدة مساجد لعبت دورا كبيرا في تدعيم الحضارة الإسلامية ، ومن أبرزها جامع الزيتونة الذي أصبح في المغرب كالأزهر في الشرق ولعب دورا مهما في الحياة العلمية الإسلامية .
وقد اشتهر بعض ملوك الأغالبة بالقسوة الشديدة ، وكان سفك الدماء عندهم أسهل من شرب الماء ، ولعل هذا من أبرز ما أخذ عليهم ، وقد مد من عمرهم في المغرب انصراف الخلافة العباسية إلى مشكلاتها المشرقية . . وعدم قطعهم لكل أواصر المودة مع الخلافة العباسية ، وبالتالي رضيت الخلافة في ظل ظروفها بالقدر الذي يدينون به بالطاعة لها . كما أسكتها انتصارات الأغالبة في معارك الجهاد ضد الصليبيين في أوروبا والساحل الجنوبي الأوروبي وجزر البحر الأبيض المتوسط .
هذا كله قد غفر لهم بعض أخطائهم وجعلهم يعيشون أكثر من قرن من الزمان يحكمون تونس وملحقاتها ، ويحكمون صقلية ويفرضون هيبتهم على الدول الأوروبية .
المزيد من مواضيعي
الاستشراق والتنصير ومحاربة الاسلام (نظرة تاريخية)
100 ألف بريطاني أعتنقوا الإسلام في العقد الماضي
ثم تكون خلافة على منهاج النبوة
حمل كتاب موت الغرب The Death Of the West
الى كل جاحد او ناكر (انتصار القيم الإنسانية في الفتوح الإسلامية )
بين الامس واليوم (عبرة من التاريخ )
محاضرات الهجرة
شبهة أن بشارة عيسى عليه السلام كانت بنبي اسمه أحمد وليس محمدا
توقيع
جادي
رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آَمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآَمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ (193) رَبَّنَا وَآَتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ ( آل عمران )
جلس أبو الدرداء يبكي بعد فتح جزيرة قبرص لمّا رأى بكاء أهلها وفرقهم، فقيل: ما يبيكيك يا أبا الدرداء في يوم أعزالله به الإسلام؟ فقال: (ويحكم ما أهون الخلق على الله إن هم تركوا أمره بينما هم أمة كانت ظاهرة قاهرة، تركوا أمر الله فصاروا إلى ما ترون
جادي
اعرض الملف الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى جادي
إيجاد كل مشاركات جادي
إحصائيات المشاركات
عدد المواضيع
345
عدد الـــــردود
3540
المجمــــــــوع
3.885