الفرق بين «إفطار صائم» و«إفطار محتاج»
قال الله سبحانه وتعالى في سورةآل عمران: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْوَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْلِلْمُتَّقِينَ (133)}.
وقال سبحانهفي سورة الحديد: {سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْوَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِأُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَفَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (21)
(الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِوَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَ الْعَافِينَعَنْ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134) وَالَّذِينَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَفَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَإِلاَّ اللَّهُ وَلَمْيُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُواوَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) (آل عمران)
عن زيد بنخالد الجهني رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ عن النبيصَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم قال:
منفطر صائماً كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص منأجر الصائم شيء رواه التِّرمِذِيُّوَقَالَحَدِيثٌ حَسَنٌ صحيح.
- وعن أم عمارة الأنصارية رَضِيَ اللَّهُعَنها أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمدخل عليها فقدمت إليه طعاماً فقال: كلي فقالت:
إنيصائمة، فقال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِوَسَلَّم:
إن الصائم تصلي عليه الملائكة إذا أكل عنده حتىيفرغوا وربما قال: حتىيشبعوا رواهالتِّرمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ.
- وعن أنس رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم جاءإلى سعد بن عبادة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ فجاء بخبزوزيت فأكل،
ثم قالالنبي صَلَّى اللَّهُعَلَيهِ وَسَلَّم: أفطرعندكم الصائمون، وأكل طعامكم الأبرار، وصلت عليكم الملائكةرواه أبُو دَاوُدَ بإسنادصحيح

من هم المحتاجون لإفطار صائم
المحتاجون الحقيقيونستمنعهمالعادات والتقاليد، وحفظ ماء الوجه من ذلالسؤال،والدخول فيالحسابات الاجتماعية لحظة الدخول والخروج من وإلى هذه المخيمات في ظلتسابق الناس على تزويدهذه الأماكن بالوجبات - ولا اعتراض على ذلك - لكن لنتذكر أفواهاً تشاهد كل هذا التسابق وتحلم أن تنال شيئاًمما يذهب ويوزع بالمجان، ليسصعباً أن نقتسم ما نعد على موائد الإفطار مع كل من حولنا بطريقة لا تجرحمشاعرهم أو تشعرهم بأنهمالأقل، ونحن أكثر من نعرف أحوالهم، ونقدر حاجتهم الحقيقية، فبشيء منالتكافل والترابطالاجتماعي المنظم والأخذ «الأقربون فالأقربون» سندخلالابتسامة على كل هؤلاءالبسطاء، والضعفاء، وما المانع أن نصنع مخيمات بذات المساحة والحجمونعنونها بـ «إفطارمحتاج»؟ ونشرك أهل الحي أو المسجد الذين يجيدون قراءة أحوالالناس المحتاجين لتقسيمما يصل من معونات بالتساوي انطلاقاً من المخيمات، وليستجمعاً عشوائياً، وليس من الضروري أن تكون التبرعاتأطعمة متنوعة، بل الأكثر بهجةوتوقيراً أن نمدهم بمواد معيشة أساسية يصنعون بها ما يريدون وفق الحاجةمندون أننجرحمشاعرهموإنسانيتهم.
يجب ألا نحصر مبادراتنا ودوافعنا الإنسانية ومساحةالأجر في مفردات معينة،ونظن الفارق كبيراً جداً بين عبارتي «إفطار صائم» و«إفطار محتاج» فليسبالضرورة أن يكون كل صائم محتاجاً، ولكن من المؤكد أن هناكمحتاجينصائمين.

لست ضد إقامة مثلهذه السرادق او الخيم ألرمضانيه ولكني لا أرى فعالية العدد الكبير منها وضبطتنظيمها، فبقدر ما شاهدتفيها طقوس إفطار جميلة، واجتماعاً لا يتكرر إلا في هذاالشهر، بالقدر ذاته الذي رأيت فيه ما يشبه البوفيهاتأو المطاعم المجانية المفتوحةالتي لا يشترط أن تكون للصائمين أو المحتاجين، بل أحياناً ما تكونمكاناً مناسباًلكلالنائمين نهاراً الذين لا يمكنهم الاستيقاظ إلا على مائدة إفطار، والمتطفلينالذين وجدوا الموقعالملائم للأكل والشرب من دون خسارة
أختكم بنت الحرمين الشريفين
للمزيد من مواضيعي