اعرض مشاركة منفردة
   
Share
  رقم المشاركة :4  (رابط المشاركة)
قديم 31.07.2011, 16:06
صور جادي الرمزية

جادي

مشرف عام

______________

جادي غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 14.08.2010
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.885  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
08.10.2020 (20:27)
تم شكره 130 مرة في 82 مشاركة
افتراضي


المبحث الثالث :

ظهور النور في نهاية النفق - حكام ربانيون ينهون الحكم العبيدي ويسيرون نحوى الاصلاح :



في هذه الفترة العصيبة قيض الله لهذه الامة من يعيد اليها رشدها وعزتها ويحكم شرعها ويبني دولتها اؤلائك هما القائدان المسلمان نور الدين محمود وصلاح الدين الايوبي رحمهما الله .

القائد الرباني :
تكلم العلماء على صفات القائد الرباني ومن أهم صفات هذا القائد ( سلامة المعتقد ، و العلم الشرعي ، و الثقة بالله ، و القدوة ، و الصدق ، و الكفاءة و الشجاعة و المروءة و الزهد و حب التضحية و حسن اختياره لمعاونيه و التواضع و قبول النصيحة و الحلم و الصبر و علو الهمة و التميز بخفة الروح و الدعابة و الحزم و الإرادة القويه ، و العدل و الاحترام المتبادل و القدرة على حل المشكلات و القدرة على التعليم و إعداد القادة )




نعم إنها القيادة الربانية التى لطالما حلمت الفئة المؤمنة بها لكى تخرجها من ظلمات الجاهلية إلى جنة الإسلام و تزيح عنها ظلم الظالمين و تحقق أسباب النصر و التمكين . و لقد من الله على الأمة الإسلامية بها بعد أن كانت فقدت الأمل فيها فهيئ الله لها صلاح الدين الايوبي ونور الدين محمود لكى يعيد لها فجر عزتها .

كان نور الدين محمود يرى إزالة العبيدية هدفاً استراتيجياً للقضاء على الوجود النصراني، والنفوذ الباطني في بلاد الشام؛ ولذلك حرص على إعادة مصر للحكم الإسلامي الصحيح، فوضع الخطط اللازمة وأعد الجيوش المطلوبة وعين الأمراء ذوي الكفاءة المنشودة، فتمم الله له ما أراد على يد جنديه المخلص صلاح الدين الذي نفذ سياسة نور الدين الحكيمة الرشيدة.

وبعد أن استقرت أمور البلاد والعباد في مصر، وانتقل نور الدين إلى ربه الغفور الرحيم، آل الأمر إلى صلاح الدين بعد فتن استطاع أن يقضي عليها، ووحد بلاد الشام ومصر تحت زعامته الفتية، وشرع في تنفيذ الأهداف المرسومة للدولة النورية.



وكان من أهداف نور الدين العظيمة تحرير ديار المسلمين من النصارى وتحرير بيت المقدس، حتى إنه هيأ منبراً عظيماً لهذه الغاية، ولكنه مات قبل تحقيق هذا الهدف الغالي الذي ادخره الله لصلاح الدين، فعزم صلاح الدين على مواصلة حركة الجهاد المقدس، وفك الحصون والمدن من النصارى بالقوة بخطة واضحة محكمة، فانتصر على الفرنجة في موقعة (مرج العيون) سنة 575هـ وموقعة (بانياس) وأسر رؤساءهم ودمر حصن الأحزان في صفد، وما زال يناوش الفرنجة وينتزع منهم الحصون حصناً بعد حصن حتى تجمع عنده جيش كبير في سهل حطين، حيث كانت الموقعة الكبرى التي كسرت عظام الصليبيين ومهدت لفتح القدس، وقد أسر وقتل معظم من حضرها من الفرنجة: "فمن شاهد القتلى قال: ما هناك أسير، ومن عاين الأسرى قال: ما هنالك من قتيل، ومنذ استولى الفرنج على ساحل الشام ما شفى للمسلمين كيوم حطين غليل وماحصل ذلك كله لو لا فترة طويلة من الاصلاح والبناء للمجتمع والناس .

الاصلاح طريق النصر

كان حال الامة عند انهيار العبيديين صعب جدا فالاوضاع الداخلية التي خلفها حكم اكثر من مئتي عام من قبل العبيديين ادى الى انتشار الفاحشة في المجتمع والفساد والانحطاط الخلقي والاخلاقي واصبحت كثير من امارات الاسلام تحت الحكم الصليبي وكان لزاما على صلاح الدين رحمه الله بناء هذا المجتمع فصلاح المجتمع من موجبات النصر والتمكين ومن اجل ذلك قام صلاح الدين رحمه الله
فعزل قضاة مصر العبيديين، وأسند أمر القضاء إلى عبد الملك بن درباس الشافعي، وقطع الأذان بـ "حي على خير العمل" وأقام الخطبة للخليفة العباسي بعد أن انقطعت الخطبة للعباسيين بمصر 208 سنوات، وبشر نور الدين محمود الخليفة العباسي بذلك، وفرح الناس، وقضى صلاح الدين على كل المحاولات الفاشلة لإرجاع مصر للخلافة العبيدية، وأحسن إلى الرعايا إحسانًا كثيرًا.




كما قام رحمه الله بعمارة قلعة مصر وأنشأ فيها مدارس وآثارا، وأول عمل قام به صلاح الدين هو دعمه للمذهب السني؛ وإنشائه مدرستين لتدريس فقه أهل السنة، هما المدرسة الناصرية لتدريس الفقه الشافعي، والمدرسة القمحية لتدريس الفقه المالكي، وسُميت بذلك؛ لأنها كانت توزع على أساتذتها ومعيديها وتلاميذها قمحًا، كانت تغله أرض موقوفة عليها، وولي مناصب القضاء أصحاب المذهب الشافعي، فكان ذلك سببا في انتشار المذهب في مصر وما يتبعها من أقاليم.


المدرسة الناصرية ومسجدها


فلم يشغله الجهاد وتوحيد الصف عن إقامة المدارس والمساجد حتى بلغت مدارسه ومساجده المئات، لا يخلو منها بلد دخل تحت سلطانه، فكان إذا أنشأ مدرسة أوسع لها في النفقة وفي بنائها، واجتهد في اختيار شيوخها، وأوقف عليها الأوقاف الكثيرة، وكانت مدارسه تُعنى بالقرآن والحديث، وكان له شغف بالحديث وسماعه من جلّة المحدثين، وأجازه بعضهم بالرواية كما اعاد للعلماء مكانتهم.




كما عُني صلاح الدين ببناء الأسوار والاستحكامات والقلاع، ومن أشهر هذه الآثار "قلعة الجبل"؛ لتكون مقرا لحكومته، ومعقلا لجيشه، وحصنا منيعا يمكنه من الدفاع عن القاهرة، غير أن صلاح الدين لم يتمكن من إتمام تشييدها في عهده، وأحاط الفسطاط والعسكر بأطلال القلاع كما أحاط القاهرة بسور طوله 15كم، وعرضه ثلاثة أمتار تتخلله الأبراج. واستقرت النظم الإدارية في عهده كما ألغى المكوس التي كانت تفرض على الحجاج الذين يمرون بالأراضي المصرية، وتعهد بالإنفاق على الفقراء والغرباء الذين يلجئون إلى المساجد، وجعل من مسجد أحمد بن طولون مأوى للغرباء من المغاربة.

إراقة الخمور :
رأى صلاح الدين في الأمة انحرافات سلوكية ، فكانت الخمور والخمارات ، وكان الفساد والانحراف مستشرياً ، يضعف في الأمة إيمانها ، ويحقق فيها من أسباب البلاء ومن أسباب نزول سخط الله ، وارتفاع رحمته ، وبُعد نصره - سبحانه وتعالى - الشيء الكثير، فكان من جملة أعماله المباركة أن وجَّه جهوده للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وإزالة أسباب الفساد ، فأغلق الحانات ، ومنع شرب الخمور ، وعاقب المخالفين .


واستمر صلاح الدين في طريقه لبناء دولة اسلامية حقيقة زهاء سبعة عشر عاما من العمل والاصلاح والجهود المضنية لتحكيم شرع الله واعادة الدولة الى طريقها الصحيح وصولا الى فتح بيت المقدس وتحرير اغلب البلاد من الحكم الصليبي ولله الحمد والمنة .


يتبع ....





المزيد من مواضيعي


توقيع جادي
رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آَمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآَمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ (193) رَبَّنَا وَآَتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ ( آل عمران )
جلس أبو الدرداء يبكي بعد فتح جزيرة قبرص لمّا رأى بكاء أهلها وفرقهم، فقيل: ما يبيكيك يا أبا الدرداء في يوم أعزالله به الإسلام؟ فقال: (ويحكم ما أهون الخلق على الله إن هم تركوا أمره بينما هم أمة كانت ظاهرة قاهرة، تركوا أمر الله فصاروا إلى ما ترون




رد باقتباس