اعرض مشاركة منفردة
   
Share
  رقم المشاركة :2  (رابط المشاركة)
قديم 08.07.2011, 19:51
صور جادي الرمزية

جادي

مشرف عام

______________

جادي غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 14.08.2010
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.885  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
08.10.2020 (20:27)
تم شكره 130 مرة في 82 مشاركة
افتراضي


وكذلك الحال بالنسبة لقصة خروج المسيح من قبره كما يزعمون ، فمتى يقول: وعند عشاء ليلة السبت التي تصبح في يوم الأحد أقبلت مريم المجدلانية ومريم الأخرى لمعاينة القبر فتزلزل بهما الموضع زلزلة عظيمة ، ثم نزل ملك السيد من السماء ، وأقبل ورفع الصخرة وقعد عليها ، وكان منظره كمنظر البرق وثيابه أنصع بياضاً من الثلج ، فمن خوفه صعق الحرس ، وصاروا كالأموات ، فقال الملك للمرأتين : لا تخافا قد علمت أنكما أردتما يسوع المصلوب ليس هو هاهنا ، قد حيى وقد تقدمكم إلى جلجال ، كما قال : فانظرا إلى الموضع الذي جعل فيه السيد ، وانهضا إلى تلاميذه ، وقولا لهم : إنه قد حيى ، وفيها ترونه فنهضتا مسرعتين بفرح عظيم ، وأقبلتا إلى التلاميذ وأخبرتاهم الخبر ، فتلقاهما يسوع وقال : السلام عليكما فوقفتا وترامتا إلى رجليه وسجدتا له ، فقال لهما يسوع لا تخافا ، واذهبا أعلما إخواني ليتوجهوا إلى جلجال ، وفيها يروني ، فأقبل بعض الحرس إلى المدينة ، وأعلم قواد القسيسين بما أصابهم فرشوهم بمال عظيم ليقول الحرس : إن تلاميذه طرقوهم ليلاً ، وسرقوه وذهبوا به وهم رقود ففعلوا ، وانتشر الخبر في اليهود إلى اليوم ، وتوجه الأحد عشر تلميذاً إلى جلجال إلى الجبل الذي كان دلهم عليه يسوع ، فلما بصروا به خنعوا له ، وبعضهم شكوا فيه ..
أما مارقش فيقول : فلما خلا يوم السبت اشترت مريم المجدلانية ومريم أم يعقوب وشلوما حنوطاً ليأتين به ويدهنه فأقبلن يوم الأحد بكرة جداً إلى القبور وبلغن هنالك ، وقد طلعت الشمس وهن يقلن من يحول الحجر عن القبر ، فنظرت فإذا بالحجر قد حول ، فدخلن في القبر فأبصرن فتى جالساً عن اليمين متغطياً بثوب أبيض فقال لهن : لا تفزعن فإن يسوع الناصري المطلوب قد قام ، وليس هو هاهنا فانطلقن وقلن لتلاميذه ولباطرة : إنه قد حيى وقد تقدمكم إلى جلجال ، وهنالك تلقونه ، فقام بكرة يوم الأحد ، وتراءى لمريم المجدلانية ، فمضت وأعلمت الذين كانوا معه فلم يصدقوها ، وبعد هذا تظاهر لاثنين منهم وهما مسافران إلى قرية في صفة أخرى ، فأخبرا سائرهم فلم يصدقوا أيضاً ، وآخر الأمر بينما الأحد عشر تلميذاً متكئين إذ تظاهر لهم وفتح كفرهم وقسوة قلوبهم ..


وأما لوقا فيقول : لما انفجر الصبح يوم الأحد بكرة جداً أقبل النسوة إلى القبر يحملن حنوطاً ، فوجدن الحجر مقلوعاً عن القبر فدخلن فيه ، فلم يجدن السيد فيه ، فتحيرن فوقف إليهن رجلان في ثياب بيض فقالا لهن : لا تطلبن حياً بين أموات ، قد قام ليس هو هاهنا ، فانصرفن وأعلمن الأحد عشر تلميذاً ومن كان معهم فلم يصدقوهن ، فقام باطرة مسرعاً إلى القبر فرأى الكفن وحده فعجب وانصرف ، ثم تراءى المسيح لرجلين منهم كانا ناهضين إلى حصن يقال له أماوس على سبعة أميال ونصف من أورشلم ، فلم يعرفاه حتى ارتفع عنهما وغاب ، فانصرفا في الوقت إلى أورشلم ووجد الأحد عشر تلميذاً مجتمعين مع أصحابهم فأخبراهم بالخبر ، فبينما هم يخوضون في هذا وقف يسوع في وسطهم فقال : السلام عليكم أنا هو فلا تخافوا ، فجزعوا وظنوه شيطاناً ، فقال لهم : لمَ فزعتم ؟ أبصروا قدمي ويدي أنا هو ، فإن الشيطان ليس له لحم ولا عظام ، ثم قال : أعندكم شيء يؤكل فأتوه بقطعة حوت مشوي وشربة عسل فأكل ، وبرئ إليهم بالبقية ، ثم أوصاهم وارتفع عنهم ..

وأما يوحنا فيقول : في يوم الأحد أقبلت مريم صباحاً والظلمات لم تنجل بعد إلى القبر فرأت الصخرة مقلوعة عن القبر فرجعت إلى شمعون باطرة وإلى التلميذ الآخر ( يعني يوحنا بهذا نفسه ) وقالت لهما : نزع سيدي من القبر فوجدا الأكفان موضوعة ، ثم رجعوا ، فوقفت مريم باكية إلى القبر فرأت ملكين منتصبين فقالا لها : من تريدين فظنت أنه الحسان ، فقالت له سيدي : إن كنت أنت أخذته فقل لي أين وضعته ؟ فقال لها : يا مريم فالتفتت وقالت : معلمي ؟ فقال لها يسوع : لا تمسيني لم أصعد بعد إلى أبي ! اذهبي إلى إخوتي وقولي لهم : إني صاعد إلى أبي وأبيكم إلهي وإلهكم . قالت : فأخبرتهم ، ثم بينما التلاميذ مجتمعون أقبل يسوع ووقف في وسطهم وقال السلام عليكم : وعرض عليهم يديه وجنبه ..
يقول ابن حزم : فأعجبوا لهذه القصة وما فيها من الكذب والشنع ، يقول متى : إن مريم ومريم أتتا إلى القبر عشاء ليلة السبت التي تصبح في يوم الأحد فوجدتاه قد قام ، ويقول مارقش : إن مريم ومريم وغيرهما أتيا إلى القبر بعد طلوع الشمس من يوم الأحد فوجدته قد قام والظلمة لم تنجل بعد ، فهذه كذبات منهم في وقت بلوغهن إلى القبر ، وفيمن جاء إلى القبر أمريم وحدها أم مريم ومريم أخرى معها أم كلتاهما ومعهما نسوة أخر ؟؟ ويقول متى : إن مريم ومريم رأتا الملك إذ نزل من السماء ورفع الصخرة بحضرتهما بزلزلة عظيمة وصعق الحرس ، وقال الملك للمرأتين : لا تخافا إنه قد قام ، ويقول مارقش : إن النسوة وجدن الصخرة قد قلعت بعد وأنه وقف إليهن رجلان مبيضان فأخبراهن بقيامه ، ويقول يوحنا : إن مريم وحدها أتت ووجدت الصخرة قد قلعت ، ولم تر أحداً ، ورجعت حائرة فأخبرت شمعون ويوحنا حاكي القصة فنهضا معاً إلى القبر فلم يجدا فيه أحداً وانصرفا ، فالتفتت هي فإذا بالمسيح نفسه واقفاً وسلم عليها ، وأخبرها بقيامه ، فهذا كذب آخر في وقت قلع الصخرة ، وهل وجد عند القبر ملك واحد أو ملكان اثنان ، أم لم يوجد فيه أحد أصلاً ، ويقول متى : إن المرأتين أتياهم بوصيته فصدقوهما ، وأنهم نهضوا كلهم إلى جلجال ، وهنالك اجتمعوا معه ، ويقول مارقش : إنه تراءى لمريم وأخبرتهم ولم يصدقوها ، ثم تراءى لاثنين فأخبراهم فلم يصدقوهما ، ثم نزل عليهم كلهم ، ويقول لوقا : إنهم لم يصدقوا النساء وأن باطرة نهض إلى القبر ولم يجد شيئاً ، ولا رأى أحداً ، وأنه نزل بينهم بأوراشلم فرأوه حينئذٍ ، وأكل معهم الحوت المشوي .. ويقول يوحنا : إنه تراءى لعشرة منهم حاشى طوما ، ثم تراءى لهم ولطوما ..


يقول ابن حزم : ومثل هذا الاختلاف في قصة واحدة عن مقام واحد كذب لا شك فيه ، لا يمكن أن يقع من معصومين .(7).

ومن تلك الأخطاء أيضا ما ذكره متى أن المسيح رجع إلى بلاده وجعل يوصي جماعتهم بوصايا يعجبون منها ، وكانوا يقولون : من أين أوتي هذه العلوم وهذه القدرة ، أما هذا ابن الحداد وأمه مريم وإخوته يعقوب ويوسف وشمعون ويهوذا وأخواته ، أما هؤلاء كلهم عندنا فمن أين أوتي هذا ، وكانوا يشكون فيه ، فقال لهم يسوع : ليس يعدم النبي حرمته إلا في بيته وبلده ، ولتشككهم وكفرهم لم يطلع في ذلك الموضع عجايب كثيرة ..

وهذا الخبر يورده مارقش في إنجيله بصورة مخالفة فيقول : وكانت الجماعة تسمع منه وتعجب منه العجب الشديد من وصيته ، ويقولون : من أين أوتي هذا ، وما هذه الحكمة التي رزقها ، ومن أين هذه الأعاجيب التي ظهرت على يديه ، أليس هو ابن الحداد وابن مريم أخو يوسف ويعقوب وشمعون ويهوذا ، ليس أخواته هن ههنا معنا ، وكان يقول لهم يسوع : ليس يكون نبي بغير حرمة إلا في وطنه وبين عشيرته وفي أهل بيته ، وليس كان يقوى أن يفعل هنالك آية ، لكن وضع يديه على مرضى قليل فأبرأهم .

كما جاء أيضا بصورة مغايرة في إنجيل لوقا ، حيث يقول : فلما دخل والد المسيح البيت ، وبعد هذا بيسير قال ، فكان يعجب منه أبوه وأمه ، وبعده بيسير قول مريم أمه له : فقد طلبك أبوك وأنا معه ،
يقول ابن حزم : في هذه الفصول ثلاث طوام ، نذكرها طامة طامة إن شاء الله تعالى ، أولها : اتفاق الأناجيل الأربعة على أنه كان له والد معروف من الناس وإخوة وأخوات ، سمى الإخوة بأسمائهم ، وهم أربعة رجال ، سوى الأخوات ، ولا يعول في ذلك إلا على إقرار أمه بأن له والداً طلبه معها ، وهو يوسف الحداد أو النجار ، فأما أمه فقد اتفقنا نحن واليهود وجمهور النصارى على أنها حملت به حمل النساء وولدته كما تلد النساء أولادهن إلا طائفة من النصارى قالت : لم تحمل به ولكن دخل من أذنها ، وخرج من فرجها في الوقت كالماء في الميزاب ، ولكن بقي علينا أن نعرف كيف تقول أمه عليها السلام عن النجار أو الحداد أنه أبوه ووالده ؟؟


فإن قالوا : إن زوج الأم يسمى في اللغة أبا قلنا : هبكم أن هذا كذلك ، كيف العمل في هؤلاء الذين اتفقت الأناجيل على أنهم إخوته وأخواته ، وإنما هم أولاد يوسف النجار أو الحداد ؟ وما وجد قط في اللغة العبرانية أن ولد الربيب من غير الأم يسمى أخاً إلا أن يقولوا إن مريم ولدتهم من النجار ، فقد قال هذا طائفة من قدمائهم منهم بليان مطران طليطلة ، ونزيد على كلام ابن حزم ـ رحمه الله ـ هنا أن اللغة اليونانية المسجل بها أقدم إنجيل تطلق كلمة أدلفوس adelphos على الأخ الشقيق ، وكلمة آنبسوى anepsoy على غير الشقيق أو ابن العم ، والكلمة الموجودة في النص اليوناني للإنجيل هي آدلفوس أي أخ شقيق..

يقول ابن حزم : والطامة الثانية إقرارهم بأن المسيح لم يكن يقوى في ذلك المكان على آية ، ولو كان لهم عقل لعلموا أن هذه ليست صفة إله يفعل ما يشاء بل صفة عبد مخلوق مدبر لا يملك من أمره شيئاً ، كما قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : " قل إنما الآيات عند الله".
والثالثة : إقرارهم أن المسيح سمعهم ينسبونه إلى ولادة الحداد ، وأنه أبوه ، ولم ينكر ذلك عليهم ، فقد حققوا عليه أحد شيئين لا ثالث لهما البتة : إما أنه سمع الحق من ذلك فلم ينكره ، وفي هذا ما فيه من خلاف قولهم جملة ، وإما أنه سمع الباطل والكذب فأقر عليه ولم ينكره ، وهذه صفة سوء وتلبيس في الدين .(8).


ومن تلك الأخطاء أيضا ما جاء في الباب الحادي عشر من إنجيل متى ، إذ يقول : فلما تدانى المسيح من برشلام ، وكان في موضع يقال له تتفيا جوار جبل الزيتون ، بعث رجلين من تلاميذه وقال لهما : امضيا إلى الحصن الذي يقابلكما وستجدان فيه حمارة مربوطة بفلوها ، فحلا عنهما وأقبلا إلي بهما فإن تعرضكما أحد فقولا : إن السيد يريدهما فيدعكما من وقته ، وكان ذلك ليتم به قول النبي القائل لابنه صهيون : سيأتيك ملكك متواضعاً على حمارة وابن أتان ، فتوجه التلميذان وفعلا كما أمرهما به ، وأقبلا بالحمارة وفلوها ، وألقوا ثيابهم عليها ، وأجلسوه من فوقها ..
وأما في الباب التاسع من آخر إنجيل مارقش فيقول : فلما بلغ المسيح تتفيا إلى جبل الزيتون أرسل اثنين من تلاميذه وقال لهما : اذهبا إلى الحصن الذي بحي لكما ، فإذا دخلتما ستجدان فلو أمر بوظالم يركبه بعد أحد من الآدميين حلاه وأقبلا به إلي ، فإن قال لكما أحد : ما هذا الذي تفعلان فقولا له : إن السيد يحتاج إليه فيخليه لكما ، فانطلقا ووجدا الفلو مربوطاً قبالة رحبة الباب في زقاقين ، فحلاه فقال لهما بعض الوقوف هنالك : ما لكما تحلان الفلو ؟ فقالا له كالذي أمرهما يسوع فتركوه لهما ، وساقا الفلو إلى يسوع ، فحملوا عليه ثيابهم ، وركب من فوق ...


يقول ابن حزم : فهاتان قضيتان كل واحدة منهما تكذب الأخرى ، متّى يقول : ركب حمارة ، ومارقش يقول : ركب فلواً ، والعجب كله من استشهادهم لذلك بقول النبي يأتيك ملكك راكباً على حمارة وابن أتان ، وما كان المسيح قط ملك برشلام ، فهذه كذبة أخرى ، وأظرف شيء استشهادهم لصحة أمره بركوبه حمارة ، أتراه لم يدخل قط برشلام إنسان على حمارة سواه هذه ؟؟ (9) ثم هل كان المسيح عليه السلام يحل لنفسه أخذ حمارة الغير أو الفلو دون اشترائها أو إجارتها ؟..

وحتى موضوع حمل الخشبة التي صلب عليها المسيح كما يدعون تتناقض روايات الإنجيل في ذكرها ، ففي الباب الثامن والعشرين من إنجيل متى أن الخشبة التي صلب عليها المسيح أخذ لحملها سخرة سيمون ، وفي الباب الثامن عشر من إنجيل مارقش أن تلك الخشبة التي صلب عليها يسوع أخذ لحملها سيمون القيرواني والد الإسكندر وورفه ، وفي الباب الموفي عشرين من إنجيل لوقا أنه سخر لحمل تلك الخشبة شمعون القيرواني ، وفي الباب الرابع عشر من إنجيل يوحنا أن يسوع نفسه هو الذي حملت عليه الخشبة التي صلب فيها..

وكذلك الحال بالنسبة لمشهد الصلب ، فقد جاء في الباب الثامن والعشرين من إنجيل متى أنه صلب معه لصان أحدهما عن يمينه والآخر عن يساره ، وكان يشتمانه ويتناولانه محركين رؤسهما ويقولان : يا من يهدم البيت ويبنيه في ثلاث سلم ( نجِ ) نفسك إن كنت ابن الله فانزل عن الصلب ، وفي الباب الثالث عشر من إنجيل مارقش أنه صلب معه لصان أحدهما عن يمينه والآخر عن شماله ، واللذان صلبا معه كانا يستعجزانه ، وفي الباب الموفي عشرين من إنجيل لوقا : وكان أحد اللصين المصلوبين معه يسبه ويقول : إن كنت أنت المسيح فسلم نفسك وسلمنا ، فأجابه الآخر وكشر عليه وقال : أما تخاف الله وأنت في آخر عمرك وفي هذه العقوبة ؟ أما نحن فكوفئنا بما استوجبنا ، وهذا لا ذنب له ، ثم قال ليسوع : يا سيدي اذكرني إذا نلت ملكك ، فقال له يسوع : أمين أقول لك اليوم تكون معي في الجنة ..
يقول ابن حزم : إحدى القضيتين كذب بلا شك لأن متى ومارقش أخبرا بأن اللصين جميعاً كانا يسبانه ، ولوقا يخبر بأن أحدهما كان يسبه والآخر كان ينكر على الذي يسبه ويؤمن به ، والصادق لا يكذب في مثل هذا ، وليس يمكن هاهنا أن يدعي أن أحد اللصين سبه في وقت وآمن به في آخر لأن سياق خبر لوقا يمنع من ذلك ، ويخبر أنه أنكر على صاحبه سبه إنكار من لم يساعده قط على ذلك ، وكلهم متفق على أن كلام اللصين وهم ثلاثتهم مصلوبون على الخشب فوجب ضرورة أن لوقا كذب ، أو كذب من أخبره ، أو أن متى كذب ، وكذب مارقش أو الذي أخبره (10) .


ونختم بهذه العبارة من إنجيل لوقا التي تذكر أن المسيح كان ابن يوسف النجار ، حيث يقول : وكان أبواه مختلفين إلى بورشلام كل سنة أيام الفصح ، فلما بلغ ثنتي عشرة سنة وصعدا إلى بورشلام على حال سنتهما في يوم العيد وهبطا عند انقراضه بقي يسوع في بورشلام ، وجهل ذلك أبواه ، وظناه في الطريق مقبلاً ، فسارا يومهم وهما يطلبانه عند الأقارب والإخوان ، فلما لم يجداه انصرفا إلى بورشلام طالبين له ، فوجداه في الثالث قاعداً مع العلماء في البيت وهو يسمع منهم ويكاشفهم ، فكان يعجب منه كل من سمعه ومن يراه من حسن حديثه وحسن مراجعته ، فقالت له أمه : لم أشخصتنا يا بني وقد طلبك أبوك وأنا معه محزونين ؟ فقال لهما : لم طلبتماني ؟ أتجهلان أنه يجب علي ملازمة امرآي ، فلم يفهما عنه جوابه ، فانطلق معهما إلى ناصرة ..

يقول ابن حزم : كيف يطلق لوقا وهو عندهم أجل من موسى عليه السلام أن يوسف النجار والد المسيح في غير ما موضع ، ويكرر ذلك كأنه يحدث بحديث معهود؟ أم كيف تقول مريم لابنها طلبك أبوك تعني زوجها بزعمك ، وكيف يكون أباه ولا أب له ، وإنما يطلق هذا الإطلاق في الربيب فيمن يعرف أبوه ، فيقال له أبوك عن ربيبه ، بمعنى كافله لأنه لا إشكال فيه ، وأما من لا أب له من بني آدم فإطلاق الأبوة فيه على زوج أمه إشكال وتلبيس وتطريق إلى البلاء ، أم كيف تبقى مريم العذارء مع زوجها بزعمهم ـ فض الله أفواههم ـ أزيد من ثلاث عشرة سنة كما يبقي الرجل مع امرأته يغلقان عليهما باباً واحداً ، أم كيف يصح مع هذا عند هؤلاء أنه مولود من غير ذكر ، أين هذا الزور المفترى من النور المقتفى؟! (11) .

وهذا التناقض العجيب والاختلاف الجسيم يؤكد أن تلك الأناجيل من تأليف البشر ، وصدق الله العظيم حين قال عن القرآن الكريم : " أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا " [النساء : 82]
ــــــــــــــــــــــــــ
الهوامش :
الفصل في الملل والأهواء والنحل - (1 / 138)
الفصل في الملل والأهواء والنحل - (1 / 139)
الفصل في الملل والأهواء والنحل - (1 / 139)
الفصل في الملل والأهواء والنحل - (1 / 141)
الفصل في الملل والأهواء والنحل - (1 / 144)
الفصل في الملل والأهواء والنحل - (1 / 152)
الفصل في الملل والأهواء والنحل - (1 / 164)
الفصل في الملل والأهواء والنحل - (1 / 153)
الفصل في الملل والأهواء والنحل - (1 / 162)
الفصل في الملل والأهواء والنحل - (1 / 162)
الفصل في الملل والأهواء والنحل - (1 / 162)
الفصل في الملل والأهواء والنحل - (1 / 166)
المصدر : موقع التاريخ بتصرف







توقيع جادي
رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آَمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآَمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ (193) رَبَّنَا وَآَتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ ( آل عمران )
جلس أبو الدرداء يبكي بعد فتح جزيرة قبرص لمّا رأى بكاء أهلها وفرقهم، فقيل: ما يبيكيك يا أبا الدرداء في يوم أعزالله به الإسلام؟ فقال: (ويحكم ما أهون الخلق على الله إن هم تركوا أمره بينما هم أمة كانت ظاهرة قاهرة، تركوا أمر الله فصاروا إلى ما ترون




رد باقتباس