أي خبر في الدنيا ينقسم إلى قسمين :
الخبر نفسه وراوي الخبر
والشرائع عبارة عن نصوص وأخبار عاينها أصحاب الأنبياء وأتباعهم ثم نقلوها إلى الأجيال التي من بعدهم وهكذا حتى وصلت إلينا ..
وأي نص أو خبر أو قصة أو حدث حتى يكون محل ثقة وقبول يلزم أن نتأكد من رواي القصة :
1- من هو - سيرته - .
2- مدى صدقه .
3- مدى علمه .
4- من شيوخه الذين أخذ عنهم العلم .
5- من تلامذته .
فإن لم نعرفه صار مجهولاً ولا يمكن تصديق قصة تناقلها الناس ومصدرها مجهول .
وإن علمنا مصدرها ووجدنا في سيرة هذا الراوي أنه غير صادق فلن نقبل نقله .
وإن علمنا أنه صادق ولكن علمه أو حفظه سيء فلن نقبل نقله .
وإن علمنا سيرته وصدقه وعلمه وحفظه ولكن ثبت لنا انه لم يسمع الخبر بنفسه فلن نقبل نقله .
وهكذا ..
القرآن الكريم والأحاديث الشريفة المدونة في الكتب الن ينقلها فرد عن فرد أو جماعة عن جماعة أو جيل عن جيل على مدى قرون سالفة نعرف سيرة كل راوي ونعرف أصادق هو أم كاذب ونعرف أحافظ عالم هو أم سيء الحفظ في موسوعة تراثية ضخمة من الكتب التي تحتوي على سير كل هؤلاء الرواة ..
ويستفاد من هذا أن ديننا كله ليس فيه مجهول وكل كلمة فيه نعلم من نقلها ونعلم صدقه وسيرته ..
نضرب مثالاً للتوضيح
عندنا كتاب اسمه البخاري فيه مجموعة من الأحاديث التي وردت عن النبي محمد عليه السلام أو خبر أو قصة وهكذا ..
كيف وصلته ؟؟
قال البخاري حَدَّثَنَا الْمَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ قَالَ :
" رَأَيْتُ أَثَرَ ضَرْبَةٍ فِي سَاقِ سَلَمَةَ فَقُلْتُ يَا أَبَا مُسْلِمٍ مَا هَذِهِ الضَّرْبَةُ
فَقَالَ هَذِهِ ضَرْبَةٌ أَصَابَتْنِي يَوْمَ خَيْبَرَ
فَقَالَ النَّاسُ أُصِيبَ سَلَمَةُ
فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَفَثَ فِيهِ ثَلَاثَ نَفَثَاتٍ
فَمَا اشْتَكَيْتُهَا حَتَّى السَّاعَةِ "
سلمة صاحب القصة أحد أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم .
راوي القصة عنه يزيد من الثقات وهو تابع سلمة .
مكي بن إبراهيم عالم ثقة ثبت من تلاميذ يزيد .
والبخاري عالم حافظ من تلاميذ مكي .
كل واحد من هؤلاء نعرف سيرته من مولده لموته واسمه ونسبه ومن شهد لعلمه وحفظه وما هي البلاد التي سافر إليه وكل شيء يهمنا عن حياته مدون في كتب تخص سير رواة الأخبار دواوين ضخمة مسجلة تجعلنا نثق في كل كلمة في شريعتنا ..
وهذا الحديث من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم ويثبت قدرته على أن يشفي الجراح بإذن الله
ومثل هذا التراث الذي بذل في المسلمون المجهودات الجبارة لن تجديه في أمة من الأمم ..
نتحدى عباد المسيح وأتباع بولس أن يثبتوا لنا صحة أقوالهم
أوأن يثبتوا لنا من هم كتبة المخطوطات ومن الذين ترجموها
وهل هم أهل ثقة وإتقان أم الا ..
لن نجدي لن تجدي لن تجدي
وهذا العلم وحده كفيل بإثبات بطلان كل الشرائع الحالية
وإثبات شريعة الإسلام الغضة الطرية على مر الأزمنة
فنحن أمة الإسناد والتثبت من الأخبار
عذرا عن الإطالة وأرجوا أن تكون الصورة قد اتضحت
توقيع أبوحمزة السيوطي |
إذا كُنت تشعر انك لاتعيش جيـداً ...فاعلم أنك لاتصلي جيداً |