هديتك غير مقبولة يا نصراني لهذه الاسباب :
الأول : لم تخرّج لنا الحديث و لم تذكر مصدره و أنا أنقل لك مصدرا واحدا من مصادر الروافض الذين جعلتموهم أساتذة لكم تنقلون عنهم فراكم [جمع فرية ] و تخرصاتكم فتصبغونها بأسلوبكم المهترئ الخاص قلت الحديث جاء ذكره في بحار الأنوار الجزء السابع عشر .
الثاني : لم تذكر راوي الحديث فالحديث باصطلاح أهل السنة و الجماعة الذي جئت به ليس حديثا مرفوعا بل هو موقوف على علي بن ابي طالب .
الثالث : ممن ذكروا في الحديث الذي سقته جابر الجعفي و هو راو واه ضعيف عند المحدثين و المتكلمين في الرجال . في تاريخ ابن معين برواية الدوري :
حدثنا العباس حدثنا يحيى بن يعلى بن الحارث المحاربي أفادنى عنه بن أبى شيبة قال قيل لزائدة ثلاثة لا تروى عنهم لم لا تروى عنهم بن أبى ليلى وجابر الجعفي والكلبى قال قال أما بن أبى ليلى فبينى وبين آل بن أبى ليلى حسن فلست أذكره وأما جابر الجعفي فكان والله كذابا يؤمن بالرجعة .
و في تاريخ جرجان لأبي القاسم الجرجاني :
روى بن شاهين أن عبد الرحمن بن مهدي قال سمعت سفيان الثوري يقول ما رأيت أحدا أورع في الحديث من جابر ولا منصور وعن سلام بن أبي مطيع أنه قال قال لي جابر الجعفي عندي خمسون ألف حديث من العلم ما حدثت به أحدا فذكرت ذلك لأيوب فقال أما الآن هذا كذاب وعن زائدة أنه قال كان جابر كذابا يؤمن بالرجعة وعن أبي حنيفة أنه قال ما رأيت أحدا أكذب من جابر ولا أفضل من عطاء وعن يحيى بن معين أنه قال جابر الجعفي لا يكتب حديثه ولا كرامة وقال يحيى مرة أخرى جابر الجعفي ليس بشيء قال أبو حفص وهذه الروايات في جابر مختلفة كذا يقول الثوري لم أر أورع منه في الحديث ويقول أيوب السختياني هو كذاب ويقول زائدة وأبو حنيفة هو كذاب ويقول يحيى بن معين كذلك وأقل ما في هذا الرجل أن يكون حديثه لا يحتج به إلا أن يروى حديثا يشاركه فيه الثقات فإذا انفرد هو بحديث لم يعمل به .
الرابع : أقم علينا الحجة بكتاب الله و سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم الصحيحة ففي استشهادكم بالضعيف إزراء لكم .
و أختم بهذا الملحظ :
أنتم معشر النصارى آخر من يتحدث عن تنزيه الله و عن الصفات التي تليق به سبحانه لأنكم نسبتم إلى الله تعالى ما لا ينسبه جاهل إلى معبوده . و إن كتابكم ليحفل بنصوص تزري بمن يقدسها و إليك هذه المقطوفات من كتابك :
المقطوف الأول : ورد في كتابك الذي تقدسه 2Sm / صموئيل الثاني إ 22 ع 11
ركب على كروب وطار، ورئي على أجنحة الريح.. ترجمة : الفانديك
فانظر إلى ربك كيف يركب على كروب و الذي عرف في قاموس كتابك الذي تقدس :
( صيغة الجمع العبرية ) أو كروبون ( صيغة الجمع العربية ). ملائكة يرسلون من قبل الله أو يقيمون في حضرته تعالى .
فربك يمتطي ظهور ملائكته
و في دائرة المعارف الكتابية
وقد قال الرب لموسى إنه سيجتمع به ويتكلم معه من بين الكروبين اللذين على غطاء تابوت الشهادة (خر 25 :22) ومن هنا جاء القول: “رب الجنود الجالس على الكروبيم” (1صم 4:4، 2صم 6 :2) وفي رؤيا حزقيال (حز 1 :26، 10:110 : 1) كان الله يجلس فوق العرش الذي كان على المقبب الذي كان على رؤوس الكروبيم محمولاً على أجنحتها. ويقول المرنم عن الله: “الجاعل السحاب مركبته، الماشي على أجنحة الريح” (مز 104 :3، انظر أيضاً إش 19 :1). كما يقول: “ركب على كروب وطار، ورئى على أجنحة الريح” (2صم 22 :11، مز 18 :10)·
المقطوف الثاني : دعونا من الإسقاط فما فتحت هذا الموضوع إلا و اقصى ما ترجوه أن نشارككم عيوبكم التي تعانون منها و إلا فما فخركم برب يشبه الحيوانات و الحشرات و الطيور و اللصوص !! و لم ارك تكتب شيئا يعاد به إلى الآن بل تنقل نصوصا من هنا و هناك يزيد من ظلمة طرحك فهمك و خلفيتك العقدية فلو أنك تخليت و لو لبرهة عن معتقدك القائم أساسا على المنقصة لتبين لك الحق .
المقطوف الثالث : أراك تدافع عن نصوص الصفات باسلوب لا يمت غلى العقل و إعماله بصلة و أقصى ما تقصد أن تدغدغ مشاعرنا بذلك الاسلوب فدعنا منه و هات لنا النصوص بعيدا عن الخواطر و الشروح الشخصية القائمة على الهوى .
المقطوف الرابع : أنا أتحداك أن تذكر لي تكاملا بين نصوص العهد القديدم و الجديد في كتابك كما هي عندنا في القرآن الكريم . فالله هو الحي الذي لا يموت و ليس في كتاب ربنا و سنة نبينا ما يناقضه أو يضاده أما أنتم فالعهد القديم يقف على طرف النقيض مع العهد الجديد في هذه الصفة بل إن ربك الذي تؤمن به لم يقم نفسه من بين الأموات بل أقامه إله آخر و يا للعار !!
أنتظر ضيفنا لنواصل المناظرة و أرجو له مقاما طيبا بيننا
{بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ} [الأنبياء : 18]