
24.09.2010, 09:45
|
|
______________
|
|
الملف الشخصي
التسجيـــــل: |
04.07.2010 |
الجــــنـــــس: |
أنثى |
الــديــــانــة: |
الإسلام |
المشاركات: |
528 [ عرض ] |
آخــــر نــشــاط |
10.01.2012
(09:43) |
تم شكره مرة واحدة في مشاركة واحدة
|
|
|
|
|
أولاً: الأنبياء أخوة:
أيها الأحبة الكرام، يشهد العالم النصراني بل والعالم الإسلامي الهزيل المهزوم، يشهدان في هذه الأيام إحتفالات ضخمة، ضخمة بميلاد المسيح على نبينا وعليه أفضل الصلاة وأزكي السلام، في الوقت الذي سب فيه النصارى رب العزة جل وعلا مسبةَ عظيمة وقالوا قولاً شنيعاً منكراً: {تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا (٩٠) أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَٰنِ وَلَدًا (٩١) وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَٰنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا} [مريم:90-93].
تذكر وقوفك يوم العرض عريانا ***مستوحشاً قلق الأحشاء حيرانا
والنار تلهب من غيظ ومن حنق *** على العصاة ورب العرش غضباناً
إقرأ كتابك يا عبد على مهل *** فهل ترى فيه حرفا غير ما كانَ
فلما قرأت ولم تنكر قراءته *** وأقررت إقرار من عرف الأشياء عرفانا
نادى الجليل خذوه يا ملائكتي *** وأمضوا بعبد عصى للنار عطشانا
المشركون غدا في النار يلتهبوا *** والموحدون بدار الخلد سكانا
{إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَٰنِ عَبْدًا (٩٣) لَّقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا (٩٤) وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا} [مريم:93-95]. فإن من يزعمون أن عيسى ابن الله وأن الله هو المسيح ابن مريم وأن الله ثالث ثلاثة هم أبعد الناس عن عيسى وأكفر الناس بعيسى وإن أولى الناس بعيسى هم الموحدون وعلى رأس الموحدون قدوة المحققين، وإمام الموحدين وسيد النبيين محمد صلى الله عليه وسلم، الذي قال: «أنا أولى الناس بعيسى بن مريم، في الأولى والآخرة»، قالوا: "كيف يا رسول الله؟"، قال: «الأنبياء إخوة من علات، وأمهاتهم شتى، ودينهم واحد، فليس بيننا نبي» [رواه مسلم]، أنا أولى الناس بعيسى بن مريم في الأولى والآخرة (أي في الدنيا والآخرة). قالوا: "كيف يا رسول الله صلى الله عليه وسلم؟"، قال: «الأنبياء أخوة من علات أمهاتهم شتى ودينهم واحد»، فالأنبياء يا أخوة أخوة، دينهم واحد ولذا من كفر بنبي واحد من الأنبياء والمرسلين فإنما كفر بجميع إخوانه من النبيين والمرسلين، إن آمنت بعيسى وكفرت بمحمد فقد كفرت بعيسى قبل محمد صلى الله عليهما وعلى جميع إخوانهما من النبيين، إن آمنت بمحمد وكفرت بعيسى فقد كفرت بمحمد قبل كفرك بعيسى، من كفر بنبي واحد - انظر إلى الإنصاف أنظر إلى العدل الذي عليه الدين - أقول من كفر بنبي الله عيسى فقد كفر بأخيه الحبيب المصطفى محمد، ومن كفر بالحبيب محمد وآمن بعيسى فقد كفر بعيسى قبل أن يكفر بالحبيب محمد.
تدبر معي القرآن، ما أرسل الله إلى قوم نوح إلا نوحاً عليه السلام فلما كذب قوم نوح نوحا عليه السلام وحده ماذا قال الله؟ قال جل وعلا: {كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ} [الشعراء: 105] ما كذب قوم نوح إلا نوحا ما أرسل الله إلى قوم نوح إلا نوحا، فتدبر أن الله عز وجل قال لما كذب قوم نوح نوحا وحده قال: {كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ}،وما كذب قوم لوط إلا لوطا عليه السلام، وبالرغم من ذلك قال الله عز وجل: {كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ} [سورة الشعراء:160]، وما كذب قوم عاد إلا هود عليه السلام، وبالرغم من ذلك قال الله عز وجل {كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ} [الشعراء: 160].
وما كذب قوم عاد إلا هود عليه السلام، وبالرغم من ذلك قال الله عز وجل{كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ} [الشعراء: 123]، وما كذب قوم ثمود إلا صالحاَ عليه السلام، وبالرغم من ذلك قال الله عز وجل {كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ} [الشعراء: 141]، فمن كذب بنبي فقد كذب بجميع إخوانه من النبيين والمرسلين، بل لقد علَّم الله الموحدين هذه الحقيقة فأقروا بها وأذعنوا لها وآمنوا بها فزكى الله إقرار الموحدين في قرآنه إلى يوم القيامة وسجل الله عز وجل في قرآنه هذا الإقرار في آخر سورة البقرة فقال جل في علاه: {آَمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آَمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ } [البقرة: 285] فالأنبياء أخوة، أخوة من عَلات أي من أمهات شتى إلا أن دينهم واحد، فالأنبياء موكب يتراءى على تاريخ البشري الطويل، موكب مهيب جليل كريم يحمل رسالة واحدة ويحمل منهجاً واحداً ويحمل ديناً واحداً، فليس عند الله يا أخوة ليست عند الله ديانة تسمى باليهودية أو بالنصرانية أو بالمسيحية أو بالموسوية أو بالإبراهيمية، ولكن الدين عند الله جل وعلا من لدن آدم إلى الحبيب المصطفى هو الإسلام قال جل وعلا: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَام} [آل عمران: 19] وهذا هو العنصر الثاني من عناصر هذه المحاضرة.
يتبـــــــــــــــــــــــــــــــع بأذن الله تعالي
|