منتديات كلمة سواء الدعوية للحوار الإسلامي المسيحي - اعرض مشاركة منفردة - الى كل مسيحى : صور جمالية ... تأمل
اعرض مشاركة منفردة
   
Share
  رقم المشاركة :11  (رابط المشاركة)
قديم 24.06.2011, 23:07

بن الإسلام

مشرف عام

______________

بن الإسلام غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 08.05.2010
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.061  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
22.03.2021 (13:42)
تم شكره 303 مرة في 228 مشاركة
افتراضي


{ أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآَوَى (6) وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (7) وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى (8) فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ (9) وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ (10) وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (11) } سورة الضحى .




{6} أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى "
أَلَمْ يَجِدك يَتِيمًا فَآوَى" وَذَلِكَ أَنَّ أَبَاهُ تُوُفِّيَ وَهُوَ حَمْل فِي بَطْن أُمّه وَقِيلَ بَعْد أَنْ وُلِدَ عَلَيْهِ السَّلَام ثُمَّ تُوُفِّيَتْ أُمّه آمِنَة بِنْت وَهْب وَلَهُ مِنْ الْعُمُر سِتّ سِنِينَ ثُمَّ كَانَ فِي كَفَالَة جَدّه عَبْد الْمُطَّلِب إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ وَلَهُ مِنْ الْعُمُر ثَمَانِ سِنِينَ كَفَلَهُ عَمّه أَبُو طَالِب ثُمَّ لَمْ يَزَلْ يَحُوطهُ وَيَنْصُرهُ وَيَرْفَع مِنْ قَدْره وَيُوَقِّرهُ وَيَكُفّ عَنْهُ أَذَى قَوْمه بَعْد أَنْ اِبْتَعَثَهُ اللَّه عَلَى رَأْس أَرْبَعِينَ سَنَة مِنْ عُمُره هَذَا وَأَبُو طَالِب عَلَى دِين قَوْمه مِنْ عِبَادَة الْأَوْثَان وَكُلّ ذَلِكَ بِقَدَرِ اللَّه وَحُسْن تَدْبِيره إِلَى أَنْ تُوُفِّيَ أَبُو طَالِب قَبْل الْهِجْرَة بِقَلِيلٍ فَأَقْدَمَ عَلَيْهِ سُفَهَاء قُرَيْش وَجُهَّالهمْ فَاخْتَارَ اللَّه لَهُ الْهِجْرَة مِنْ بَيْن أَظْهُرهمْ إِلَى بَلَد الْأَنْصَار مِنْ الْأَوْس وَالْخَزْرَج كَمَا أَجْرَى اللَّه سُنَّته عَلَى الْوَجْه الْأَتَمّ الْأَكْمَل فَلَمَّا وَصَلَ إِلَيْهِمْ آوَوْهُ وَنَصَرُوهُ وَحَاطُوهُ وَقَاتَلُوا بَيْن يَدَيْهِ رَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ وَكُلّ هَذَا مِنْ حِفْظ اللَّه لَهُ وَكِلَاءَته وَعِنَايَته بِهِ .
{7} وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى وَقَوْله تَعَالَى " وَوَجَدَك ضَالًّا فَهَدَى " كَقَوْلِهِ " وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْك رُوحًا مِنْ أَمْرنَا مَا كُنْت تَدْرِي مَا الْكِتَاب وَلَا الْإِيمَان وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاء مِنْ عِبَادنَا " الْآيَة وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ إِنَّ الْمُرَاد بِهَذَا أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَلَّ فِي شِعَاب مَكَّة , وَهُوَ صَغِير ثُمَّ رَجَعَ وَقِيلَ إِنَّهُ ضَلَّ وَهُوَ مَعَ عَمّه فِي طَرِيق الشَّام وَكَانَ رَاكِبًا نَاقَة فِي اللَّيْل فَجَاءَ إِبْلِيس فَعَدَلَ بِهَا عَنْ الطَّرِيق فَجَاءَ جِبْرَائِيل فَنَفَخَ إِبْلِيس نَفْخَة ذَهَبَ مِنْهَا إِلَى الْحَبَشَة ثُمَّ عَدَلَ بِالرَّاحِلَةِ إِلَى الطَّرِيق حَكَاهُمَا الْبَغَوِيّ .
{8} وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى وَقَوْله تَعَالَى " وَوَجَدَك عَائِلًا فَأَغْنَى " أَيْ كُنْت فَقِيرًا ذَا عِيَال فَأَغْنَاك اللَّه عَمَّنْ سِوَاهُ فَجَمَعَ لَهُ بَيْن مَقَامَيْ الْفَقِير الصَّابِر وَالْغَنِيّ الشَّاكِر صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ قَتَادَة فِي قَوْله" أَلَمْ يَجِدك يَتِيمًا فَآوَى وَوَجَدَك ضَالًّا فَهَدَى وَوَجَدَك عَائِلًا فَأَغْنَى " قَالَ كَانَتْ هَذِهِ مَنَازِل رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْل أَنْ يَبْعَثهُ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ. رَوَاهُ اِبْن جَرِير وَابْن أَبِي حَاتِم وَفِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ طَرِيق عَبْد الرَّزَّاق عَنْ مَعْمَر عَنْ هَمَّام بْن مُنَبِّه قَالَ هَذَا مَا حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَة قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لَيْسَ الْغِنَى عَنْ كَثْرَة الْعَرَض وَلَكِنَّ الْغِنَى غِنَى النَّفْس " وَفِي صَحِيح مُسْلِم عَنْ عَبْد اللَّه بْن عَمْرو قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " قَدْ أَفْلَحَ مَنْ أَسْلَمَ وَرُزِقَ كَفَافًا وَقَنَّعَهُ اللَّه بِمَا آتَاهُ " .
{9} فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ ثُمَّ قَالَ تَعَالَى " فَأَمَّا الْيَتِيم فَلَا تَقْهَر " أَيْ كَمَا كُنْت يَتِيمًا فَآوَاك اللَّه فَلَا تَقْهَر الْيَتِيم أَيْ لَا تُذِلّهُ وَتَنْهَرهُ وَتُهِنْهُ وَلَكِنْ أَحْسِنْ إِلَيْهِ وَتَلَطَّفْ بِهِ قَالَ قَتَادَة كُنْ لِلْيَتِيمِ كَالْأَبِ الرَّحِيم .
{10} وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ " وَأَمَّا السَّائِل فَلَا تَنْهَر" أَيْ وَكَمَا كُنْت ضَالًّا فَهَدَاك اللَّه فَلَا تَنْهَر السَّائِل فِي الْعِلْم الْمُسْتَرْشِد قَالَ اِبْن إِسْحَاق " وَأَمَّا السَّائِل فَلَا تَنْهَر " أَيْ فَلَا تَكُنْ جَبَّارًا وَلَا مُتَكَبِّرًا وَلَا فَحَّاشًا وَلَا فَظًّا عَلَى الضُّعَفَاء مِنْ عِبَاد اللَّه وَقَالَ قَتَادَة يَعْنِي رُدَّ الْمِسْكِينَ بِرَحْمَةٍ وَلِين .
{11} وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ " وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبّك فَحَدِّثْ " أَيْ وَكَمَا كُنْت عَائِلًا فَقِيرًا فَأَغْنَاك اللَّه فَحَدِّثْ بِنِعْمَةِ اللَّه عَلَيْك كَمَا جَاءَ فِي الدُّعَاء الْمَأْثُور النَّبَوِيّ " وَاجْعَلْنَا شَاكِرِينَ لِنِعْمَتِك مُثْنِينَ بِهَا عَلَيْك قَابِلِيهَا وَأَتِمَّهَا عَلَيْنَا " قَالَ اِبْن جَرِير حَدَّثَنَا يَعْقُوب حَدَّثَنَا اِبْن عُلَيَّة حَدَّثَنَا سَعِيد بْن إِيَاس الْجُرَيْرِيّ عَنْ أَبِي نَضْرَة قَالَ كَانَ الْمُسْلِمُونَ يَرَوْنَ أَنَّ مِنْ شُكْر النِّعَم أَنْ يُحَدَّث بِهَا . وَقَالَ عَبْد اللَّه بْن الْإِمَام أَحْمَد حَدَّثَنَا مَنْصُور بْن أَبِي مُزَاحِم حَدَّثَنَا الْجَرَّاح بْن فُلَيْح عَنْ أَبِي عَبْد الرَّحْمَن عَنْ الشَّعْبِيّ عَنْ النُّعْمَان بْن بَشِير قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَر " مَنْ لَمْ يَشْكُر الْقَلِيل لَمْ يَشْكُر الْكَثِير وَمَنْ لَمْ يَشْكُر النَّاس لَمْ يَشْكُر اللَّه وَالتَّحَدُّث بِنِعْمَةِ اللَّه شُكْر وَتَرْكهَا كُفْر وَالْجَمَاعَة رَحْمَة وَالْفُرْقَة عَذَاب" وَإِسْنَاده ضَعِيف وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ أَنَس أَنَّ الْمُهَاجِرِينَ قَالُوا يَا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَهَبَ الْأَنْصَار بِالْأَجْرِ كُلّه قَالَ لَا مَا دَعَوْتُمْ اللَّه لَهُمْ وَأَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِمْ " . وَقَالَ أَبُو دَاوُد حَدَّثَنَا مُسْلِم بْن إِبْرَاهِيم حَدَّثَنَا الرَّبِيع بْن مُسْلِم عَنْ مُحَمَّد بْن زِيَاد عَنْ أَبِي هُرَيْرَة عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " لَا يَشْكُر اللَّه مَنْ لَا يَشْكُر النَّاس " وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ عَنْ أَحْمَد بْن مُحَمَّد عَنْ اِبْن الْمُبَارَك عَنْ الرَّبِيع بْن مُسْلِم وَقَالَ صَحِيح . وَقَالَ أَبُو دَاوُد حَدَّثَنَا عَبْد اللَّه بْن الْجَرَّاح حَدَّثَنَا جَرِير عَنْ الْأَعْمَش عَنْ أَبِي سُفْيَان عَنْ جَابِر عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " مَنْ أُبْلِيَ بَلَاء فَذَكَرَهُ فَقَدْ شَكَرَهُ وَمَنْ كَتَمَهُ فَقَدْ كَفَرَهُ " تَفَرَّدَ بِهِ أَبُو دَاوُد . وَقَالَ أَبُو دَاوُد حَدَّثَنَا مُسَدَّد حَدَّثَنَا بِشْر حَدَّثَنَا عُمَارَة بْن غَزِيَّة حَدَّثَنِي رَجُل مِنْ قَوْمِي عَنْ جَابِر بْن عَبْد اللَّه قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " مَنْ أُعْطِيَ عَطَاء فَوَجَدَ فَلْيَجْزِ بِهِ فَإِنْ لَمْ يَجِد فَلْيُثْنِ بِهِ فَمَنْ أَثْنَى بِهِ فَقَدْ شَكَرَهُ وَمَنْ كَتَمَهُ فَقَدْ كَفَرَهُ" قَالَ أَبُو دَاوُد : وَرَوَاهُ يَحْيَى بْن أَيُّوب عَنْ عُمَارَة بْن غَزِيَّة عَنْ شُرَحْبِيل عَنْ جَابِر كَرِهُوهُ فَلَمْ يُسَمُّوهُ تَفَرَّدَ بِهِ أَبُو دَاوُد وَقَالَ مُجَاهِد يَعْنِي النُّبُوَّة الَّتِي أَعْطَاك رَبّك وَفِي رِوَايَة عَنْهُ الْقُرْآن وَقَالَ لَيْث عَنْ رَجُل عَنْ الْحَسَن بْن عَلِيّ " وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبّك فَحَدِّثْ" قَالَ مَا عَمِلْت مِنْ خَيْر فَحَدِّثْ إِخْوَانك وَقَالَ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق مَا جَاءَك مِنْ اللَّه مِنْ نِعْمَة وَكَرَامَة مِنْ النُّبُوَّة فَحَدِّثْ بِهَا وَاذْكُرْهَا وَادْعُ إِلَيْهَا قَالَ فَجَعَلَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَذْكُر مَا أَنْعَمَ اللَّه بِهِ عَلَيْهِ مِنْ النُّبُوَّة سِرًّا إِلَى مَنْ يَطْمَئِنّ إِلَيْهِ مِنْ أَهْله وَافْتُرِضَتْ عَلَيْهِ الصَّلَاة فَصَلَّى . آخِر تَفْسِير سُورَة الضُّحَى وَلِلَّهِ الْحَمْد وَالْمِنَّة .

المصدر :

تفسير القرآن الكريم لابن كثير .





رد باقتباس