هل هناك وجود لشيء اسمه الخطيئة الأصلية ؟
.
لننظر سوياً لسِفر التكوين الذي يحكي لنا قصة خلق آدم وحواء وعصيانهما لوصية الإله .
.
في البداية خلق الله آدم من تراب ونفخ فيه من روحه (تك-2-7) ، ووضعه في جنة عدن ليعملها ويحفظها (تك-2-15) ... وهذا يوضح لنا أن وجود آدم في الجنة كان أمر وقتي ليس إلا .. ولذلك نجد سِفر التكوين يذكر لنا ان بعد عصيان الوصية أخرج الرب آدم من الجنة إلى الأرض ليعمرها وهذه هي رسالته (تك-3-23) ... وهذا كله قد أوضحه سِفر التكوين في الإصحاح الأول :-
تك-1
26 وقال الله نعمل الانسان على صورتنا كشبهنا.فيتسلطون على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى البهائم وعلى كل الارض وعلى جميع الدبابات التي تدب على الارض.. 28 وباركهم الله وقال لهم اثمروا واكثروا واملأوا الارض واخضعوها وتسلطوا على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى كل حيوان يدبّ على الارض 29 وقال الله اني قد اعطيتكم كل بقل يبزر بزرا على وجه كل الارض وكل شجر فيه ثمر شجر يبزر بزرا.لكم يكون طعاما
وبعد ان خلق الله آدم ووضعه في جنة عدن ، جاءت الوصية التي أوصاها له ، وهي : [تك2-16 واوصى الرب الاله آدم قائلا من جميع شجر الجنة تأكل اكلا 17 واما شجرة معرفة الخير والشر فلا تأكل منها.لانك يوم تأكل منها موتا تموت] .
إذن الوصية هي ان آدم يأكل من كل شجر الجنة ماعدا شجرة معرفة الخير والشر .
ونلاحظ ان الوصية كانت لآدم فقط ، فلم تكن حواء قد خُلِقت بعد ... فقد جاء خلق حواء في (تك-2-21/22) .
.
وتعالوا سوياً لنرى حوار حواء مع الحية (الشيطان) في الإصحاح الثالث من سِفر التكوين
تك-3
1 وكانت الحيّة أحيل جميع حيوانات البرية التي عملها الرب الاله.فقالت للمرأة أحقا قال الله لا تأكلا من كل شجر الجنة 2
فقالت المرأة للحيّة من ثمر شجر الجنة نأكل 3 واما ثمر الشجرة التي في وسط الجنة فقال الله لا تأكلا منه ولا تمسّاه لئلا تموتا 4 فقالت الحيّة للمرأة لن تموتا 5 بل الله عالم انه يوم تأكلان منه تنفتح اعينكما وتكونان كالله عارفين الخير والشر 6 فرأت المرأة ان الشجرة جيدة للأكل وانها بهجة للعيون وان الشجرة شهيّة للنظر.فأخذت من ثمرها واكلت واعطت رجلها ايضا معها فأكل
هل آدم كان متواجد ورآى حوار حواء مع الحية ؟ ، لا ... إذن حواء لم تعرف الوصية التي اوصاها الله لآدم لأنها لم تكن خُلِقت .
وإن قال قائل ان قول حواء : واما ثمر الشجرة التي في وسط الجنة فقال الله لا تأكلا منه ولا تمسّاه لئلا تموتا ... يعني ان آدم اخبرها بالوصية ، سنقول له : هذا معناه ان آدم كان عنده شريعة اُمِر بتبليغها لكل من كان من جنسه ، وهذا يعني ان آدم نبي وله رسالة ... نكمل كلامنا
نرى في الأعداد التي ذكرتها من سِفر التكوين الإصحاح الثالث أن الشيطان صادق والرب (حاشا لله) كاذب .. لماذا ؟
الرب الإله قال لآدم أنه لو أكل من شجرة معرفة الخير والشر سوف يموت (تك-2-17) والشيطان قال لحواء أنهما لن يموتا (تك-3-4) ..... وبالفعل صدق كلام الحية ولم تمت حواء ولم يمت آدم .
ولو قال قائل ان الموت هنا معناه الموت الروحي ، فهذا كلام أكبر من حجمه في زمن بداية خلق آدم .. فآدم بعقله البِكر لا يعرف الموت الحقيقي فكيف سيعرف الموت الروحي ؟ ... وسوف نوضح هذه النقطة بإذن الله .
.
تك-3-6
فرأت المرأة ان الشجرة جيدة للأكل وانها بهجة للعيون وان الشجرة شهيّة للنظر.فأخذت من ثمرها واكلت واعطت رجلها ايضا معها فأكل
وهنا يظهر لنا أن حواء أكلت قبل أن يأكل آدم ولم يحدث لها شيء ، لذلك إطمأن آدم ولم يشك في حواء لأن حواء لم يُصبها الموت ، أو تعري أو أي شيء آخر ، ثم بعد ذلك أعطت آدم (الذي لم يتواجد بين حوار حواء مع الحية) وأكل .
ولكن عندما وجد نفسه عاري كما جاء في (تك-3-7) عرف آدم أن حواء أعطته من الشجرة ، لذلك عندما سُأل آدم عن سبب تعريه كان رده واضح وصريح ووجه اللوم للمرأة لأنها هي التي عصت وضللته ؛ لأنها لم تذكر له أنها ثمرة من الشجرة المحرمة فضللته علماً بأنه وثق بها
تك-3
12 فقال آدم المرأة التي جعلتها معي هي اعطتني من الشجرة فأكلت 13 فقال الرب الاله للمرأة ما هذا الذي فعلت.فقالت المرأة الحيّة غرّتني فاكلت
وهنا نجد أسلوب الرد لآدم مختلف عن رد حواء ، لأن حواء إعترفت أن الحية هي التي أغوتها لأن حواء هي التي أخذت الثمرة من الشجرة ، ولم يقل آدم أن حواء هي التي أغوته او ان الحية هي التي أغوتهما ، بل قال أن المرأة هي التي أعطته الثمرة بدون علمه بمصدرها ... وهذه كلها دلائل تثبت أن آدم ما كان يعرف أن الثمرةالتي أخذها من المرأة كانت من الشجرة المحرمة ، فالوصية كانت له فقط وهو لم يتواجد بين حوار حواء والحية كما وضحت سالفاً .
تعالوا الآن لنرى عقاب معبود الكنيسة للحية وحواء وآدم .
تك-3-14
فقال الرب الاله للحيّة لانك فعلت هذا ملعونة انت من جميع البهائم ومن جميع وحوش البرية.على بطنك تسعين وترابا تأكلين كل ايام حياتك
سؤالي : هل كانت الحية تطير مثلاً قبل ان تزحف على بطنها ؟ وهل الحية فقط هي من تزحف على بطنها ؟ غريبة !
هناك كثير من المخلوقات تزحف على بطنها ، بل وهناك من المخلوقات التي تأكل برازها ... فأيهما أشد ، أكل التراب ام اكل البراز ؟ .gif)
تك-3-16
وقال للمرأة تكثيرا اكثر اتعاب حبلك.بالوجع تلدين اولادا.والى رجلك يكون اشتياقك وهو يسود عليك
هل ولادة المرأة بتعب يعد من عقاب كسر الوصية ؟ كل الحيوانات من الإناث تلد بتعب وما زالت المرأة تلد بتعب حتى بعد صلب يسوع وتحقيق الفداء المزعوم ... فما ذنب الحيوانات ؟ هل الحيوانات من ذرية آدم ؟
ثم ، هل اشتياق المرأة لرجلها يعد عقاب ؟ بالطبع لا ، فالشهوة الجنسية بين الرجل وزوجته تعتبر ألذ شهوة يمتكلها البشر .
تك-3-17
وقال لآدم لانك سمعت لقول امرأتك وأكلت من الشجرة التي اوصيتك قائلا لا تأكل منها ملعونة الارض بسببك.بالتعب تأكل منها كل ايام حياتك
هنا نجد ان عقاب آدم هو لعن الأرض ! .. فما دخل الأرض في هذا الأمر ؟ هل هذا لأنه خُلق من ترابها مثلاً ! :d
كما ان من الطبيعي ان يكد الإنسان ويتعب ليحصل على الطعام ، فمن منا لا يتعب ليحصل على طعامه ؟ حتى الحيوان يكد لكي يحصل على طعامه .
فما الذي تغير بعد فداء يسوع للبشرية ؟ لا شيء ، فالحية ما زالت تمشي على بطنها وتأكل التراب ، وحواء ما زالت تتعب أثناء الولادة وتشتاق لزوجها ، وآدم ما زال يكد ويشقى ليحصل على لقمة عيشه .
.
وبعد أكل آدم وحواء من الشجرة ومعرفتهما الخير والشر ، دب الخوف في قلب الرب ؛ لكي لا يصبح الإنسان مثله
تك-3-22
وقال الرب الاله هوذا الانسان قد صار كواحد منا عارفا الخير والشر.والآن لعله يمد يده ويأخذ من شجرة الحياة ايضا ويأكل ويحيا الى الابد
ثم أخرجه الرب من الجنة ، وهذه هي مهمته كما أوضحت سابقاً
تك3-23
فاخرجه الرب الاله من جنة عدن ليعمل الارض التي أخذ منها
ووضع الإله حراسة على شجرة الحياة لكي لا يأكل منها الإنسان ويصبح خالداً مثله
تك-3-24
فطرد الانسان واقام شرقي جنة عدن الكروبيم ولهيب سيف متقلب لحراسة
طريق شجرة الحياة
.
يتبع :-