الخطيئة الأصلية
شرح عقيدة الخطيئة الأصلية كما تؤمن بها الكنيـسة
.
.
ما هي الخطيئة الأصلية (او الجدية) في المسيحية ؟
جاء في كتاب ’’المسيحية في الإسلام‘‘ للقمص ابراهيم لوقا 159 :- إنّ الإنسان الأول سقط في العصيان، وبسقوطه هذا وقع تحت حكم الموت، الذي أنذره به الله عندما وضعه في جنة عدن، وقضى به عليه، كما أنه قد خسر حالة الكمال الأخلاقي التي خلقه الله عليها، وأصبح خاضعاً لناموس الفساد وسلطان الخطية.
ولما كان الشوك لا يثمر تيناً فقد صار جميع نسل هذا الإنسان الأول فاسداً كفساده، واقعاً مثله تحت حكم الموت .
إذن فالمسيحية تعتبر أن الموت سببه خطيئة آدم التي ورثها الناس عنه ، وأن الإنسان خُلِقَ خالداً ، وأن آدم لو لم يخطء لما مات ومات البشر من بعده ، وتعتبر ان الموت ليس من صنع الله ؛ لان الله خالد وخلق الإنسان على صورة ذاته خالداً ايضاً (انظر: سِفر الحكمة 13:1) ... فالله "حاشا لله" قد خلق الحياة فقط
(انظر: تفسير القمص انطونيوس فكري للفقرة) .
كما يفسر البعض بأن الموت المقصود هو الموت الروحي (أي الإنفصال عن الله) .
ووقع آدم تحت الحكم الإلهي وأخذ عقاب اللعنة وهي الحرمان من نعمة الله ، والموت هو التوقف عن مسيرة الخلود .. وسلَّم آدم ذريته هذه الطبيعة ، طبيعة غير منفتحة على الله ، بل منفتحة على الشيطان ، طبيعة تحت اللعنة بمعنى أنها خالية من نعمة الله ، قابلة للموت بمعنى توقفها عن الخلود (الحياة الأبدية) ... [شرح رسالة القديس بولس إلى اهل رومية للأب متى المسكين ص91] .
ويُفسر أتباع اليهود سبب عقاب الرب لآدم وذريته كالآتي :- إن المسيحية تعلِّم أن الله لكي يجمع بين عدله ورحمته في تصرفه مع الإنسان عقب سقوطه ، دبَّر طريقة فدائه بتجسيد ابنه الحبيب وموته على الصليب نيابة عنا ، وبهذا أخذ العدل حقه واكتملت الرحمة فنال البشر العفو والغفران وهذه هي نظرية الفداء . [كتاب: المسيحية في الإسلام ص171] .
ولماذا إذن الإله نفسه هو الذي يُصلب ويفدي البشرية ؟
يجيب عن هذا السؤال البابا شنودة الثالث في كتابه ’’الخلاص في المفهوم الأرثوذكسي‘‘ :- الخطية هى عصيان لله ، وتعد على حقوقه ، وعدم محبة له .. والله غير محدود ، اذن فالخطية غير محدودة لأنها موجهة ضد الله غير المحدود . ومهما عمل الانسان فان أعماله محدودة ، لذلك لا تغفر الخطية الا كفارة غير محدودة ، ولا يوجد غير محدود الا الله . لذلك لم يكن هناك حل لمغفرة الخطية سوى أن يتجسد الله ذاته ويموت . ويكون موته كفارة غير محدودة ، توفى عدل الله غير المحدود ، في الاقتصاص من الخطية غير المحدودة . الموجهة ضد الله غير المحدود ... رابط المصدر (انقر هنا) .
إذن الخطيئة الأصلية هي أساس عقيدة تجسد الإله وصلبه لفداء البشرية ، ولو تم نقضها وبيان بطلانها سقطت العقيدة المسيحية من جذورها .
.
يتبع :- للمزيد من مواضيعي