
14.06.2011, 23:02
|
|
______________
|
|
الملف الشخصي
التسجيـــــل: |
13.05.2009 |
الجــــنـــــس: |
أنثى |
الــديــــانــة: |
الإسلام |
المشاركات: |
1.525 [ عرض ] |
آخــــر نــشــاط |
01.01.2016
(01:59) |
تم شكره 213 مرة في 148 مشاركة
|
|
|
|
|
الباب الأول
الكتاب والسنة عقيدة ومنهجا
[COLOR="rgb(255, 0, 255)"]أ- الكتاب والسنة عقيدة[/COLOR]
1- بُعث رسول الله صلى الله عليه وسلم في عصر قد انطمست فيه معالم الإيمان بالحق تبارك وتعالى:
أ- فالعرب يعتقدون في وجود الله، وأنه خالق الكون، ومنزل المطر، ولكن هذا الإله في نظرهم لا يستطيع إحياءهم بعد الموت، وليست له غاية من خلق الناس غير هذه الدنيا التي خلقهم فيها، فليس هناك قيامة ولا حساب، ثم هو إله كملوك الأرض يتوسل إليه من أجل الرزق والمطر، والنصر على الأعداء بكل حبيب عنده كالملائكة والصالحين.
ب- وأما النصارى فقد درس دينهم الحق، ولم يبق عليه إلا أفراد قلائل، وأما الكثرة الغالبة فقد اعتقدت أن عيسى هو الله أو ابن الله -تعالى ربنا عما يقولون- وجعلوا علماءهم ورهبانهم أرباباً، ينفذون أقوالهم في كل شيء، ولو خالف ذلك نصوص الكتاب عندهم، ورفعوا الصالحين منهم إلى منزلة التقديس والتأليه.
ج- وأما اليهود فقد غالوا في تشبيه الله بخلقه، ونسبوا إليه كل القبائح التي تنسب إلى البشر من الكذب والبخل، والغفلة، وعدم العلم بالمستقبل.
د- وفي بلاد فارس والهند عاشت فلسفات كثيرة، كل فلسفة تصور معبودها بصورة تروق في عقل قائلها:
- ففلسفة نادت بإلهين للعالم: إله للنور وآخر للظلمة، وزعمت صراعاً بينهما، ودعت الناس إلى مساعدة إله الخير والنور، بإشعال النيران لينتصر الحق على الباطل.
- وفلسفة نادت بخالق للكون، يجب على الإنسان أن يجاهد نفسه بصنوف من المجاهدات حتى يفنى فيه ويلتحق به، ولا تنسخ روحه مرة ثانية بعد الموت إلى هذا العالم.
- وفلسفة نادت بالوجود الكلي لذات واحدة، تعددت وجوداتها بتعدد صفاتها، ولهج الشعراء والكتاب من الفرس بحب هذه الذات التي تتراءى لهم في كل شيء، وتظهر لهم في كل موجود.
هـ- وفي اليونان ظهرت فلسفات كثيرة نادى معظمها بخالق للكون سموه واجباً للوجود أو علة للعلل، عنه نشأ العالم وصدر، ولكن هذه الفلسفة وقفت حائرة عاجزة أمام الغاية والهدف الذي من أجله خلق هذا الخالق الكون، والنهاية التي يسير إليها الناس.
2- وكل هذه الفلسفات السابقة كانت محاولات بشرية لمعرفة الغيب، وما وراء هذا العالم المشاهد، وبديهي أن تنتهي هذه المحاولات البشرية بالإخفاق الذريع، إذ لا سبيل للبشر إلى معرفة الغيب إلا الظن والحدس والتخمين، أو الجن والشياطين.
3- بعث الله رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم ليرشد كل أولئك الحيارى الضالين إلى ربهم وخالقهم سبحانه وتعالى، وليعلمهم الحكمة التي من أجلها خلقهم، والغاية التي إليها يسيرون، والمنهج الذي يحبه الله لعباده ويرضاه لهم.
4- وقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم للناس الدليل الكامل على أنه رسول من الله تبارك وتعالى، يأتيه الوحي من السماء، فقال لهم: هذا كلام الله، أقرؤه عليكم، وإن لم تصدقوني فأتوا بسورة واحدة من مثله.
5- وكان على الرسول صلى الله عليه وسلم أن يواجه كل هذا الركام من الأفكار والعقائد والمذاهب والفلسفات، وأن يقيم الحجة والبرهان على فسادها جميعاً، وصحة ما يدعو هو الناس إليه، وكانت المعركة عقائدية.
6- وتركزت هذه الحرب حول أصلين اثنين يتفرع عنهما فروع كثيرة:
أ- فالأصل الأول هو توحيد الله وحده، وهذا يعني أنه الإله الخالق وحده، المعبود وحده، الذي لا يشاركه في صفاته وأفعاله أحد سبحانه وتعالى، والذي يتصف بكل صفات الكمال والجمال والجلال، وينتفي عنه أضداد ذلك.
ب- والأصل الثاني هو توحيد الطريق إليه، فلا يحكم في شؤون الناس غيره، ولا يتقرب إليه بما شرع هو سبحانه وتعالى، وكان هذا هو معنى "لا إله إلا الله، محمد رسول الله" فلا إله إلا الله: الأصل الأول، ومحمد رسول الله: الأصل الثاني.
7- ولقد نُوزع رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذين الأصلين:
أ- فأما المشركون من العرب فقالوا: {أجعل الآلهة إلهاً واحداً إنَّ هذا لشيءٌ عُجابٌ} (الزمر:3) وقالوا عن آلهتهم: {ما نعبُدهم إلاّ ليقربونا إلى الله زُلفى} (الزمر:3) وقالوا: {هؤلاءِ شُفعاؤُنا عندَ اللهِ} (يونس:18).
وكان رد الله تبارك وتعالى: قل: {لَو كانَ فيهِما ءالهَةٌ إلا اللهُ لفسدَتا} (الأنبياء:22)، {قُل للهِ الشَّفاعَة جميعاً} (الزمر:44).
وعن الأصل الثاني: قال تعالى هادماً تشريعاتهم الباطلة في الحلال والحرام والتقرب: {أم لهم شركاؤا شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله} (الشورى:21).
ب و ج- وأما اليهود والنصارى فزعمت كل طائفة أن طريقها هو الصواب، وأن معبودها هو الحق، وأن الجنة خالصة لهم من دون الناس، فكان رد الله تبارك وتعالى: {قل إن هدى الله هو الهدى} (البقرة:120)، {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله} (آل عمران:31).
والقرآن كله بيان لجهاد الرسول صلى الله عليه وسلم مع هذه الطوائف الثلاث في شأن هذين الأصلين.
8- وآمن بالرسول صلى الله عليه وسلم رجال أخلصوا دينهم لله، فأحبوه وآثروه على كل شيء، وأحبوا رسوله صلى الله عليه وسلم، وافتدوه بأرواحهم وأنفسهم، وبذلوا الجهد في متابعته وطاعته، وفي تنزيه الله وتقديسه وعبادته، وتحققوا بهذين الأصلين، وقاموا بها خير قيام حتى أثنى عليهم الحق سبحانه وتعالى في آيات كثيرة من كتابه. من ذلك قوله جل وعلا:
{محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود}..الآية (الفتح:29)، فرضي عنهم سبحانه ورضوا عنه، وعرفوه حق معرفته، وقاموا بدينه خير قيام.
وأثنى عليهم رسوله صلى الله عليه وسلم فقال: [خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم] (رواه الشيخان وغيرهما عن ابن مسعود، وغيرهم عن غيره)، وشهد لأفراد منهم بالجنة والفضل، وكان من هؤلاء أبو بكر الصديق رضي الله عنه، الذي قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم : [وزنت بالأمة فرجحت، ووزن أبو بكر بالأمة -لست فيها- فرجح، ووزن عمر بالأمة -لست فيها وأبو بكر- فرجح] (رواه أحمد (2/76) بنحوه وإسناد ضعيف، فيه عبيد الله بن مروان أورده ابن أبي حاتم في (الجرح والتعديل-5/334) ولم يحك فيه جرحاً ولا تعديلاً، وذكره ابن حبان في الثقات، وفيه أيضاً أبو عائشة أورده صاحب (الجرح والتعديل-9/417) ولم يحك فيه كذلك جرحاً ولا تعديلاً، وعلى هذا فهما مجهولان وباقي رجاله ثقات. وروى أحمد (5/44 و 50) وأبو داود (4634) والترمذي (2389-تحفة) وصححه، كلهم عن أبي بكرة أن أحد الصحابة رأى في منامه أن ميزاناً دلي من السماء، فوزن به النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر، فرجح النبي صلى الله عليه وسلم، ثم وزن به أبو بكر وعمر، فرجح أبو بكر، ثم وزن عمر وعثمان، فرجح عمر، ثم رفع الميزان. وقد قواه أستاذنا الألباني في (تخريج المشكاة-3/233) بطريقيه).
وقال: [لو كان نبي بعدي لكان عمر] (رواه بنحوه أحمد (4/154) والترمذي (2/293) وحسنه والحاكم (3/85) وصححه وغيرهم، كلهم عن عقبة بن عامر مرفوعاً، وحسنه أستاذنا الألباني في (السلسلة الصحيحة-327) وفي (صحيح الجامع-5160))، وقال لبلال: [إني سمعت دف نعليك بين يدي في الجنة] (رواه البخاري (3/376)-من الفتح) وأحمد (2/333 و439) عن أبي هريرة، ولفظ البخاري: قال النبي صلى الله عليه وسلم لبلال عند صلاة الفجر: [يا بلال، حدثني بأرجى عمل عملته في الإسلام، فإني سمعت دف نعليك بين يدي في الجنة] قال: ما عملت عملاً أرجى عندي أني لم أتطهر طهوراً في ساعة ليل أو نهار إلا صليت بذلك الطهور ما كتب لي أن أصلي. ودف النعل هو صوت حركتها الخفيف وسيرها اللين)، ونحو ذلك كثير جداً.
9- ومع ذلك فقد حرص رسول الله صلى الله عليه وسلم طيلة حياته على بقاء أصلي التوحيد "لا إله إلا الله، محمد رسول الله" نقيين صافيين، فما كان يسمح بتاتاً يخدش هذين الأصلين، ولو من أحب الناس لديه وآثرهم عنده صلى الله عليه وسلم.
توقيع فداء الرسول |
تحمَّلتُ وحديَ مـا لا أُطيـقْ من الإغترابِ وهَـمِّ الطريـقْ
اللهم اني اسالك في هذه الساعة ان كانت جوليان في سرور فزدها في سرورها ومن نعيمك عليها . وان كانت جوليان في عذاب فنجها من عذابك وانت الغني الحميد برحمتك يا ارحم الراحمين |
|