فالعقيدة الحقة هي ان الانسان مابين القدرية والجبرية
وان السؤال في هذا نوع من انواع العبث ومن يبحث في هذه الامور لن يصل الى اي نتيجة لأن القدر سر من أسرار الله جل وعلى كما ذكر الامام الآجري
الرد على منهج القدرية او المنهج القائل بأن الانسان يخلق قدرة وان الله الخالق جل وعلى ليس له اي يد في ذلك :
نقول اذا كان الانسان يخلق قدره بنفسه دون اي تدخل من الخالق جل وعلى فهذا يعني عجز رهييب في الاله وفي قدرته وبالتالي يصبح الاله مفقود ومنه يكون ليس اله بل احد اشكال المخلوقات ذات القدرات الخارقة وليس اله
ومن هذا الاشكال نصل الى
هذا الاله المزعوم والعاجز عن خلق قدر مخلوقاته لايستطيع انقاض مخلوقاته من قدرهم الذي ارتسموه لانفسهم
لايستطيع هذا الاله هداية او ضلال اي انسان
لايعلم الغيب بشكل عام فهو لايعلم نهاية مجريات الكون الذي خلقه
وبالتالي قد يتمرد عليه هذا الكون ويصبح لانهائي ويسقط حق الاله في يوم الدينونه
لايستطيع هذا الاله بالتنبوء بالمخلوقات قبل خلقها وبالتالي يكون غير خالق لها فهي تخلق نفسها وفقا للقدر الذي خلقه اسلافها لها
هذا الاله عاجز عن رزق مخلوقاته
هذا الاله عاجز عن شفاء مخلوقاته
هذا الاله عاجز عن اتيان او اخذ الحياة من مخلوقاته
وامام الموت يسقط هذا الوهم فإذا قلنا أن الانسان يخلق قدره من حيث طريقة موته
كأن يختار المنتحر إرادته وخياره الحر بان ينهي حياته بالانتحار اليس هذا الخيار الحر من قبل هذا الانسان يعتبر خلق لقدره وهو الموت بالانتحار دون تدخل الخالق كما يزعم الكاذبون والمنحرفون
ولكن نلاحظ ان ما سبق يناقض طرق اخرى للموت تكون ارادة الانسان مسلوبه ويكون عديم الخيار بل ومسير
مثلا الموت بالمرض
هل لدى الانسان الخيار الكامل في جعل جسده يصاب بالمرض ايا كان
ام ان هذا المرض يصاب به الانسان دون خيار او قدره اي لم يكن لهذا الانسان الحريه في خلق قدره هنا
وبالتالي كان الخالق هنا هو من خلق قدر هذا الانسان وابتلاه بالمرض الذي اماته
نلاحظ هنا ان الانسان لم يملك قدره بل فرض عليه
طيب
هل يعقل ان الانسان يخلق قدره المحتوم والذي اوصله الى موته في بعض الحالات وجهلها الخالق
وفي بعض الحالات الاخرى خلق الخالق قدر هذا الانسان وخلق له طريقة موته اي علمها الله وجهلها هذا الانسان غريب ومتناقض
ومما سبق يمكن لنا ان نقيس ذلك على كل تصرفات الانسان فكل تصرف حر للانسان ممكن ان يوصله الى النهاية المحتومه وهي الموت
والموت اما ان يملكه هذا الانسان او يملكه خالق هذا الانسان
والواقع والمنطق والتجربة ( كما مثلنا بالمرض) يقول ان الموت يملكه الخالق جل وعلى
وبالتالي فأن خيار (مشيئه) الانسان حره تحت مشيئة الخالق جل وعلى
مخير غير مجبر معلوم غير مجهول
مثال على ذلك
كالانسان الجالس على فرع شجرة ومعه منشار ينشر به اصل هذا الفرع فانت تعلم مئة بالمئة انه سوف يسقط لامحالة وهو كذلك يعلم انه سوف يسقط بفعله ذلك ولكن هل انت من اجبره على ذلك الفعل طبعا لا ولكن علمت علم اليقين نهايته
وعلم الله اكبر من ذلك فهو يعلم تفاصيل الحدث من قبل خلق الكون ويعلم نهاية الحدث الى مابعد نهاية الكون فالله خالق كل شىء ومقدر المقادير واعطى كل انسان الخيار(المشيئه) بعلمه ومشيئته
واكرر انه مهما تعمقنا في مسألة القدر لمحاولة فهمها ومعرفة ماهيتها بالتفصيل فاننا سوف نعجز لسبب بسيط انه من علم الله ومن اسراره لايطلع عليه احد ولايعلم كيف يكون او كيف يتم الا هو
قال تعالى ((وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ (21)))الحجر
ولم أجد خير ما اختم به ادعاء القوم بخلق اقدارهم سوى
قوله تعالى ((وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (107) قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ (108))) يونس
فالايتان السابقتان تظهر ان مشئية الانسان من مشيئة الله وبنفس الوقت مخير في تصرفه وليس مجبر عليه وهذا من اعجاز الخالق وبيان كامل قدرته