عن علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – قال : كنا مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في بقيع الغرقد في جنازة فقال: "ما منكم من أحد إلاَّ وقدكتب مقعده من الجنة ومقعده من النار"، فقالوا: يا رسول الله، أفلا نتكل، فقال: "اعملوا فكل ميسر لما خُلق له"،
ثم قرأ قوله تعالى: "فأما من أعطى واتقى وصدقبالحسنى فسنيسره لليسرى"، إلى قوله تعالى: "فسنيسره للعسرى"، ورواه أيضاً مسلم (2647) وأصحاب السنن الترمذي (2136)، وابن ماجة (78)، وأحمد (621)
من كتاب هل الإنسان مسير أو مخير د. نايف بن أحمد الحمد
وخلاصة القول : ان الله عزوجل خلق كل شىء وقدر كل شىء قبل خلقه جل وعلى لكل شىء
قال الحق جل وعلى ((أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (1))) النحل
فأمر الله قد قدر وحسم منذ الأزل ولكن نحن لا نستعجله لأنه سيأتينا كما هو مقدرا لنا
والسؤال الأهم هو هل الانسان مخيرا ام مسيرا ؟؟؟
قال الحق جل وعلى ((أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ (18))) الحج
والسجود هو السير وفق مشيئة الخالق عزوجل
ومن هذه الآية الكريمة نرى ان الانسان مخير ومسير في نفس الوقت فهو ينام ويأكل ويشرب ويموت ويولد وغيرها من التصرفات التي يجبر على فعلها الانسان مثله مثل الموجودات الاخرى جمادات او كائنات
فهنا يعتبر مسيرا
وبنفس الوقت فأن الانسان مخيرا في تصرفاته وتفكيره وخياراته ورغباته ومشيئته فهو الذي قتل ويسرق ويزني ويكفر وهو الذي يؤمن ويصلي ويساعد الاخرين ...الخ
فهو باختصار من يعمل الخير او الشر
قال تعالى ((لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ (4) أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ (5) يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُبَدًا (6) أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ (7) أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ (8) وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ (9) وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ (10))) البلد
والنجدين هوطريق الخير وطريق الشر
عَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:الْحَلَالُ بَيِّنٌ وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ وَبَيْنَهُمَا أُمُورٌ مُشْتَبِهَةٌ فَمَنْ تَرَكَ مَا شُبِّهَ عَلَيْهِ مِنْ الْإِثْمِ كَانَ لِمَا اسْتَبَانَ أَتْرَكَ وَمَنْ اجْتَرَأَ عَلَى مَا يَشُكُّ فِيهِ مِنْ الْإِثْمِ أَوْشَكَ أَنْ يُوَاقِعَ مَا اسْتَبَانَ وَالْمَعَاصِي حِمَى اللَّهِ مَنْ يَرْتَعْ حَوْلَ الْحِمَى يُوشِكُ أَنْ يُوَاقِعَهُ
رواه البخاري برقم 1910 ورواه غيره
فالانسان يعلم الخير ويعلم الشر وهذا ما جاء في الحديث ويصدقة العقل
إذن فالانسان مسير في خلقته ومخير في قراراته بمشيئة الله جل وعلى
كما ذكر الله ذلك في كتابة الكريم بقوله ((لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ (28) وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (29))) التكوير