المصدر الثالث : تفسير القرآن الكريم بأقوال الصحابة رضي الله عنهم :
أولا : تعريف الصحابي :
"من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا به ، ومات على ذلك ، وإن تخللت ردة بالأصح كما قال ابن حجر ."
وهذه خصيصة من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم ، فالصحابي في اللغة لا يطلق إلا على من يصحبك مدة طويلة .
ثانيا : تفاوت الصحابة رضي الله عنهم في أخذ التفسير عن النبي صلى الله عليه وسلم:
قال مسروق بن الأجدع :
لقد جالست أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم -, فوجدتهم كالإخاذ فالإخاذ يروي الرجل، والإخاذ يروي الرجلين، والإخاذ يروي العشرة، والإخاذ يروي المائة، والإخاذ لو نزل به أهل الأرض لأصدرهم، فوجدت عبد الله بن مسعود من ذلك الإخاذ." [ والإخاذ هو الغدير]
قال ابن تيمية :
"إذا لم تجد التفسير في القرآن ولا في السنة رجعت في ذلك إلى أقوال الصحابة فإنهم أدري بذلك لما شاهدوه من القرآن والأحوال التي اختصوا بها، ولما لهم من الفهم التام والعلم الصحيح والعمل الصالح لا سيما علماؤهم وكبراؤهم
" أهـ
* ومن أعلم الصحابة بتفسير القرآن الكريم:
1- عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ، فقد كان من السابقين الأولين للإسلام.
2- وأبي بن كعب رضي الله عنه ، جار الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة ومن كتاب الوحي .
3- وعبدالله بن عباس رضي الله عنه ، الذي دعا له الرسول صلى الله عليه ، فقال :" اللهم فقه في الدين وعلمه التأويل " ، وقد أخذ علم علي بن أبي طالب وعبدالله بن مسعود وأبي بن كعب وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين .
ثالثا :طرق تفسير الصحابي للقرآن الكريم:
1- تفسير الصحابي للقرآن بالقرآن .
2- تفسير الصحابي للقرآن بالسنة .
3-تفسير الصحابي للقرآن بقوله واجتهاده .
رابعا: حجية تفسير الصحابي :
تفسير الصحابي حجة إذا كان ليس له مخالف من الصحابة ، وتفسير الصحابي حجة إذا كان يفسر القرآن باللغة ، فالصحابة رضي الله عنهم أدرى بلغتهم .
* نصيحة :
تفسير الصحابة رضي الله عنهم ينبغي على الطالب أن يعتني به ، وأن يعيد له مكانته التي يستحقها، فالحرص على معرفة آراء الصحابة رضي الله عنهم ، أولى من الحرص على معرفة آراء غيرهم ." أهــ
وبذلك انتهيت من اختصار المحاضرة
والحمد لله تعالى ، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
__________________
{يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ }
لله درُ الحاملات أمانةً *** الطامعاتُ بجنةٍ وجزاء