اعرض مشاركة منفردة
   
Share
  رقم المشاركة :134  (رابط المشاركة)
قديم 04.05.2011, 17:41

بن الإسلام

مشرف عام

______________

بن الإسلام غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 08.05.2010
الجــــنـــــس: ذكر
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 3.061  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
22.03.2021 (13:42)
تم شكره 303 مرة في 228 مشاركة
افتراضي


يقول الشيخ : رفاعة سرور , حفظه ُالله فى كتابه " المسيح دراسة سَلفية "

أما الإحكام القرآني لتفسير العلاقة بين الله سبحانه وتعالى والبشر.. فيقررها قول الله عز وجل: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ على حَكِيمٌ} [الشورى: 51].

فليس هناك احتمال يخرج عن هذه الاحتمالات الثلاثة:
- الكلام عن طريق الوحي المباشر..«تفسير الوحي».
- والكلام من وراء حجاب..
- والكلام من خلال الرسول – الملك..

وختام الآية بهذين الوصفين: «عليٌّ حَكِيمٌ» له معناه؛ فعلو الله فوق خلقه يقتضي حجابه عنهم..
وحكمته سبحانه تقتضي إرسال الرسل لهدايتهم وصلاح حالهم..
ولا يكون هذا بذاك إلا بأن يوحي الله إلى الملائكة.. فتتلقى كلام الله من الله.. وتنزل به على الأنبياء عليهم السلام.. فيكون وصول كلام الله إلى الملائكة قبل وصوله إلى البشر.. وهم الوسائط في نزول الوحي بين الله «العلي» والبشر.

وإذا كان الله لا يكلم بشرًا إلا وحيًا، أو من وراء حجاب، أو يرسل رسولًا فيوحي بإذنه ما يشاء- فتكليمه للبشر عن طريق الوحي وعن طريق مَلَك رسول.. كوحيه سبحانه لجميع الأنبياء، وإرساله الملائكة لهم..
وتكليمه للبشر من وراء حجاب كتكليمه لموسى فوق الطور، وتكليمه لمحمد صلى الله عليه وسلم عند سدرة المنتهى..

وتكليمه للبشر عن طريق رسول -كما أرسل الملائكة- إما أن يكون كافيًا في حصول مراد الرب من الرسالة إلى عباده أو ليس كافيًا، فإن كان ذلك كافيًا أمكن أن يكون المسيح مثل غيره؛ فيوحي الله إليه، أو يرسل إليه ملكًا فيوحي بإذن الله ما يشاء، أو يكلمه من وراء حجاب كما كلم موسى؛ وحينئذ فلا حاجة به إلى اتحاده ببشر مخلوق، وإن كان التكلم ليس كافيًا وجب أن يتحد بسائر الأنبياء كما اتحد بالمسيح، فيتحد بنوح وإبراهيم وموسى وداود وغيرهم.

ولو جاز أن يتحد الرب سبحانه بحيٍّ من الأحياء ويحل فيه لكان حلوله في ملك من الملائكة واتحاده به باعتباره من « اللطائف» أولى من حلوله واتحاده بواحد من البشر باعتباره من« الكثائف».
ولكن الاتحاد مستحيل على الله..
ومن حقيقة الوحي إلى البشر يأتي تفسير هذه الاستحالة.. فالله تعالى أيد رسله من البشر بالوحي حتى أطاقوا التلقي عن الملائكة وكانت الملائكة تأتيهم أحيانا في غير الصورة البشرية وأحيانا في الصورة البشرية.
ولذلك هيَّأ الله الرسل من البشر لتلقي الوحي عن الملائكة، حتى أُوتي الرسول قوة الأربعين رجل لتحمل الوحي، وحتى أن جبينه يتفصد عرقًا في الليلة الشديدة البرد، وحتى أن الناقة كانت تبرُك به إذا نزل عليه الوحي وهو فوقها.
ويحدث كل ذلك بمجرد نزول الوحي عليه بواسطة جبريل..... أ.هـ





رد باقتباس