اعرض مشاركة منفردة
   
Share
  رقم المشاركة :3  (رابط المشاركة)
قديم 18.08.2009, 22:43
صور نوران الرمزية

نوران

مديرة المنتدى

______________

نوران غير موجود

الملف الشخصي
التسجيـــــل: 13.04.2009
الجــــنـــــس: أنثى
الــديــــانــة: الإسلام
المشاركات: 4.608  [ عرض ]
آخــــر نــشــاط
30.06.2014 (14:52)
تم شكره 92 مرة في 54 مشاركة
افتراضي رد: كمشتكين بن دانشمند



بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته





الحملة الصليبية الثانية :




وجاءت الحملة الصليبية الثانية ,

وعلى الرغم من أن الهدف الرئيسي لهذه الحملة هو الوصول إلى الأراضي المقدسة في الشام ,

إلا أنه وبعد ضغوط من غالبية الجيش توجهت الحملة إلى جبال ( بنطس ) في شمال شرق الأنضول

لإطلاق سراح ( بوهيمند) الذي كان مسجوناً هناك ،

و انتزاع بلاد الشام من (كمشتكين) .

فكيف استطاع (كمشتكين) مواجهة هذه الحملة ببضعة آلاف من رجاله ؟:

إنها الثقة بالله وبنصره للمؤمنين ,

وإعداد المستطاع من القوة ,

والدعاء ,

ثم الصبر والثبات

( ولما برزوا لجالوت وجنوده قالوا ربنا أفرغ علينا صبراً

وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين ) البقرة (250 )

وما أحوج المسلمين اليوم وهم يواجهون حملات صليبية متتالية إلى تأمل التكتيك الذي قام به هذا القائد الفذ

أمام هذا العدوان الوحشي على بلاد المسلمين .





لما علم (كمشتكين) بتوجههم نحوه أتخذالخطط العسكرية ,

فلم يُقْدِم على الاشتباك بهم مباشرة ,

بل أمر بإخلاء المدن والبلاد الواقعة على طريقهم ، وإحراق المؤَن والأقوات ،

وذلك حتى يحل التعب والإعياء و الجوع بهم ،

ثم يتم استدراجهم إلى المناطق الوعرة والحصينة ..

حتى إذا تعبوا انقض عليهم الأتراك المسلمون كالأسود .




تقدم الصليبيون و استولوا على أنقرة وقتلوا كل من كان بها من المسلمين ،

ومضى الصليبيون في طريقهم فقاسوا من التعب و الجوع ما قاسوا ،

وازدادت متاعبهم بسبب حرارة الصيف الشديدة في هضبة الأنضول .

ثم توجهوا نحو الشمال الشرقي إلى ( قصطمونية)

غير أن تحركهم إليها كان بطيئاً و قاسياً

إذ عمد الأتراك المسلمون إلى تدمير كل المحاصيل ،

إضافة إلى نفاذ الماء عبر الصحراء ،

زد على ذلك ما يجدون من الغارات تلو الغارات التي يشنها عليهم المسلمون .




وحدث مرة أن خرجت فرقة من الصليبيين بهدف جمع حبوب الشعير و النباتات التي لم تنضج بعد والتفاح البري ،

فطوقهم المسلمون في حرش كبير ،

و أحرقوه عليهم و أبادوهم عن أخرهم ,

مما أجبر الجيش الصليبي على أن يمشي كتلة واحدة وهذا يضاعف من معاناته .


وخارج أخرجه حب الطمع *** فرَّ من الموت وفي الموت وقع







معركة (مرسيفان) :



وأرسل(كمشتكين) إلى بعض حكام المسلمين يطلب المدد ,

استعدادا لملاقاة الصليبيين في معركة (مرسيفان) الشهيرة .

ففي شهر شوال من عام 494 هـ

جهز (كمشتكين) جيشه وأعد الكمائن للصليبيين ،

وبنى خطته في مهاجمة الصليبيين على أن تكون على شكل موجات من الفرسان

الرماة الذين يأتون بسرعة شديدة إلى قرب الجيش الصليبي فيمطرونهم بسهامهم الماضية ،

ثم يعودون وتعقبهم موجة أخرى من مكان آخر ,

وهي خطة درج الأتراك المسلمون على استخدامها ،

ففرضوا بذلك أسلوبهم في القتال على الصليبيين .

وكانت ألسنتهم تصيح بالتكبير


مما زاد من رعب الصليبيين ، وأوهن عزائمهم .

وانتهى اليوم الأول من معركة ( مرسيفان )

وقد صمد فيها الصليبيون رغم ما تكبدوه من خسائر ,


وفي اليوم الثاني من المعركة توجهت فرقة من جيش الصليبيين إلى قلعة في منطقة مجاورة لمرسيفان

ونهبوا كل ما وجدوه ،

فنصب لهم المسلمون كميناً واستردوا كل ما سلبوه وقتلوا المئات من عسكر الصليبيين .




وفي اليوم الثالث من المعركة ,

قام رئيس أساقفة ( ميلان) برفع الروح المعنوية المنهارة بين الصليبيين ،

فألقى موعظة على كل الجيش الصليبي وطالبهم أن يعترفوا بذنوبهم ‍،

وعرض عليهم ما زعم أنه أثر مقدس لأحد القديسين

وطعام مقدس ، وحرب مقدسة ,

وبعد سماع الموعظة انتظمت الحشود الصليبية في خمسة جيوش مقاتله .





وأعد ( كمشتكين ) خطته بإحكام وتقدم بقواته واشتبك مع الصليبيين في قتال شديد ،

وما هو إلا أن قام قائم الظهير ،وإذ بالجيش الصليبي ينحل عقده و ينفرط نظامه ,

و المسلمون يحصدونهم بنبالهم وسيوفهم ,

حتى إذا جاء الغسق فروا إلى معسكرهم مهزومين ،

فطاردهم المسلمون و طوقوا المعسكر بكامله , وأغلقوا كل المنافذ أمام الصليبيين ،

فلم ينج من الحصار إلا الفرسان الذين هربوا من المعسكر قبل اكتمال التطويق .

وتقدم المسلمون في داخل المعسكر الصليبي ، فحصدوا المشاة ,

وغنموا كل ما في المعسكر من النساء و الأطفال و الأموال و المتاع .






ولم يكتف القائد المسلم ( كمشتكين) بهذا النصر

بل هرع – و معه بعض الفرسان – بمطاردة فلول الصليبيين

فقتل ما يزيد على ثمانية من أمراء الصليبيين .



ودنونـا ودنوا حتى إذا *** أمكن الضرب فمن شاء ضرب

تركوا القاع لنا إذ كرهوا *** غمرات الموت واختاروا الهرب




__________________









توقيع نوران






رد باقتباس