يارسول الله أصبت حدا فطهرني . .
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين جلس الرسول – صلى الله عليه وسلم – يوما في المسجد وأصحابه حوله جلس كالقمر وسط النجوم في ظلام الليل يعلمهم يؤدبهم يزكيهم . . اكتمل المجلس بكبار الصحابة وسادات المهاجرين والأنصار وبالأولياء والعلماء . . وإذا بامرأة متحجبة تدخل باب المسجد . . فسكت عليه الصلاة والسلام ، وسكت أصحابه. . وأقبلت رويدا. . تمشي وجلا وخشية. . رمت بكل مقاييس البشر وموازينهم. . تناست العار والفضيحة. . لم تخش الناس. . أو عيون الناس. . وماذا يقول الناس. . أقبلت تطلب الموت. . نعم تطلب الموت. . فالموت يهون إن كان معه المغفرة والصفح. . يهون إن كان بعده الرضا والقبول. حتى وصلت إليه عليه الصلاة والسلام. . ثم وقفت أمامه. . وأخبرته أنها زنت ؟ ؟ ؟ وقالت: يارسول الله أصبت حدا فطهرني . . ماذا فعل رسول الله – صلى الله عليه وسلم – هل استشهد عليها الصحابة ؟ ؟ هل قال لهم: اشهدوا عليها ؟ ؟ لا. . . احمر وجهه حتى كاد يقطر دما. . ثم حول وجهه إلى الميمنة وسكت كانه لم يسمع شيئا. . حاول الرسول – صلى الله عليه وسلم – أن ترجع المرأة عن كلامها. . ولكنها امرأة رسخ الإيمان في قلبها وفي جسمها. . حتى جرى في كل ذرة من ذرات هذا الجسد. . قالت: أراك يارسول الله تريد أن تردني كما رددت ماعز بن مالك. . فوالله إني حبلى من الزنا. . ؟ ؟ فقال: اذهبي حتى تضعيه. ويمر الشهر تلو الشهر. . والآلام تلد الآلام. . حملت طفلها تسعة أشهر. . ثم وضعته. . وفي أول يوم أتت به وقد لفته في خرقة. . وقالت: يارسول الله طهرني من الزنا. . ها أنا ذا وضعته فطهرني يارسول الله. . فنظر إلى طفلها. . وقلبه يتفطر عليه ألما وحزنا. . لأنه كان يعيش الرحمة للعصاة. . قال بعض أهل العلم: بل هو – صلى الله عليه وسلم – رحمة حتى للكافر. . من يرضع الطفل ويقوم بشؤونه إذا أقام الحد عليها وماتت ؟ ؟ فقال: ارجعي وأرضعيه فإذا فطمتيه فعودي إلي ، فذهبت إلى بيت أهلها. . فأرضعت طفلها. . وما يزداد الإيمان في قلبها إلا رسوخا كرسوخ الجبال. . وتدور السنة تعقبها سنة. . وتأتي به في يده خبزاً يأكلها. . يارسول الله قد فطمته فطهرني. . عجبا لها ولحالها ؟ ؟ ؟ أي إيمان هذا الذي تحمله. . ماهذا الإصرار والعزم. . ثلاث سنين تزيد أو تنقص. . والأيام تتعاقب. . والشهور تتوالى. . وفي كل لحظة لها مع الألم قصة. . وفي عالم المواجع رواية. ثم أتت بالطفل بعد أن فطمته. . وفي يده كسرة خبز. . وذهبت إلى الرسول – عليه الصلاة والسلام – قالت: طهرني يارسول الله. . فأخذ – صلى الله عليه وسلم – طفلها وكأنه سل قلبها من بين جنبيها. . لكنه أمر الله. . قال عليه الصلاة والسلام: من يكفل هذا وهو رفيقي في الجنة كهاتين. ويؤمر بها فتدفن إلى صدرها ثم ترجم. . فيطيش دم من رأسها على خالد بن الوليد. .فسبها على مسمع من النبي – صلى الله عليه وسلم- فقال عليه الصلاة والسلام: مهلا يا خالد والله لقد تابت توبة لو تابها صاحب مكس لقبلت منه. . وفي رواية أن النبي – صلى الله عليه وسلم – أمر بها فرجمت ثم صلى عليها فقال له عمر- رضي الله عنه- :تصلي عليها يا نبي الله وقد زنت ؟ ؟ فقال النبي – صلى الله عليه وسلم - : لقد تابت توبة لو قسمت بين سبعين من أهل المدينة لوسعتهم ، وهل وجدت توبة أفضل من أن جادت بنفسها لله تعالى ؟ ؟ سبحان الله. . مالذي جعلها تفعل هذا كله ؟ ؟ |
جزاكم الله خيرًا على التذْكِرةْ الطيبة أخي الفاضل
بورك فيك ونفع بك وتقبل منا ومنك صالح الأعمال |
الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله وبعد جزاك الله خيرا اخي الكريم وبارك فيك اللهم ارزقنا توبةً قبل الممات يا مجيب الدعوات |
شرفني مروركما نسال الله ان يمتعنا باسماعنا وابصارنا ما احيانا |
بارك الله فيكم ونفع بكم
جزاكم الله خير الجزاء |
جميع الأوقات حسب التوقيت الدولي +2. الساعة الآن 09:02. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.