الخليفة الذى أظهر السنة بعد فتنة خلق القرآن
إنه خليفة عباسى ولد عام 206هـ ببلدة على نهرالفرات قريبا من مدينة واسط .
أمه أم ولد يقال لها شجاع ، وكانت من سروات النساءسخاء وكرما (1)، قيل إنه خوارزمية ، وقيل تركية . شاركت فى تربية ابنها الخليفةالذى أحيا السنة بعد فتنة خلق القرآن وعملت على إعداده لاعتلاء عرشالخلافة. تولى هذا الخلافة إمارة الحج سنة 227هـ لأخيه الواثق . رأى هذاالخليفة فى منامه أن سكرا سليما نيئا يسقط عليه من السماء مكتوب عليه جعفر المتوكلعلى الله ، فقال له بعض خواصه " هى والله أيها الأمير أعزك الله الخلافة" ، ولمابلغ أخاه الوايق ذلك حبسه وضيق عليه(2) . إنه الخليفة المتوكل على الله جعفر بنالمعتصم بالله بن هارون الرشيد . تولى الخلافة بعد أخيه الواثق من العام 232هـحتى العام 247هـ. كان يعمل على نصرة أهل السنة ، وقد ضرب بالسياط رجلا سب ابابكر وعمر وعائشة وحفصة. بدا حكمه بنهى الناس عن القول بخلق القرآن الذى شغلالدولة العباسية طيلة عصر المأمون بن الرشيد والمعتصم بن الرشيد والواثق بالله بنالمعتصم . وقد أمر المتوكل بترك النظر والمباحثة فى الجدال ، وترك ما كان عليهالناس أيام الواثق والمعتصم ، وأمر الشيوخ المحدثين بالتحديث وإظهار السنة والجماعة، وكتب بذلك إلى الأمصار (3) وقد ترتب على ذلك أن قال البعض من الناس " الخلفاءثلاثة : أبوبكر يوم الردة ، وعمر بن عبدالعزيز فى رده المظالم ، والمتوكل فى إحياءالسنة وإماتة التجهم" (4). ومثل هذه الأقوال تكررت كثيرا عن أبى بكر وعمر وعثمانوعلى ووردت عن الإمام أحمد بن حنبل وغيره . _________ (1) البغدادى ، تاريخ بغداد ، 7/166. (2) الطبرى ، تاريخالأمم والملوك ، 11/27. (3) المسعودى ، مروج الذهب ، 2/369. (4) السيوطى ،تاريخ الخلفاء ، ص320 |
وفى العام 234هـ كتب المتوكل الكتب إلىالآفاق يامرم باتباع السنة ، واستقدم المحدثين غلى سامراء وأجزل لهم العطاياواكرمهم ، وأمرهم أن يحدثوا الناس باحاديث الصفات والرؤية .
فجلس ابوبكر بن أبىشيبة فى جامع الرصافة ، فاجتمع إليه نحو من ثلاثين ألف شخص . وجلس أخوه عثمان فىجامع المنصور فاجتمع إليه نحو من ثلاثين ألف نفس . وتوفر دعاء الناس للمتوكلوبالغوا فى الثناء عليه والتعظيم له ، وامتدحه الشعراء لإحياه السنة وإماتته التجهم، وممن مدحه أبوبكر بن الخبازة الذى قال فيه : وبعدُ فإن السنة اليوم أصبحت ** معززةً حتى كأنْ لم تذلل تصول وتسطو إذ أقيم منارها ** وحُطَّ منارُ الإفكوالزور من عل وولى أخو الإبداع في الدين هارباً ** إلى النار يهوي مدبراً غيرمقبل شفى الله منهم بالخليفة جعفر ** خليفته ذي السنة المتوكل وجامع شملالدين بعد تشتتٍ ** وفاري رؤوس المارقين بمنصل (1) ــــــــــ (1) السيوطى ،تاريخ الخلفاء ، ص320. كتب الموضوع الدكتور عبدالباقي السيد |
جميع الأوقات حسب التوقيت الدولي +2. الساعة الآن 17:35. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.