شبهة حول قصة طرد ابليس من الجنة
 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اود ان اجد ردا عند اخواني على شبهة تعرضت لها من خلال مع احد الملحدين وهي تخص قصة طرد ابليس من الجنة بحيث قال الملحد الشبهة التالية: ادعى الملحد ان قصة طرد ابليس من الجنة اخدها الاسلام عن المسيحية وان المسيحيين ابتدعوا عقيدتهم هذه من تاويل وتحريف لسفر اشعياء و سفر حزقيال بحيث ان هناك يتحدث عن ملك بابل و ملك صور حرفه اباء الكنيسة وفسروه على انه يروي قصة طرد ابليس من الجنة وان الاسلام اخد هذه القصة عن اباء الكنيسة و بالفعل ذهبت فوجدت انه هناك نص في سفر اشعياء في الاصحاح 14 يتحدث عن نبؤة اشعياء عن نهاية ملك بابلي ونص في سفر حزقيال في الاصحاح 28 يتحدث عن ملك صور وعندما قرات عن الموضوع وجدت ان النصارى هم من اولوا النصين على انهما يتحدثان عن ابليس وان عبارة سفر اشعياء تتحدث عن زهرة بنت صبح حولها النصارى الى الشيطان وان اليهود لا يؤمنون بقصة طرد ابليس من الجنة ارجوا من اخواني الكرام ان يقوموا بدفع هذه الشبهة ويعطوني اجابة عن شبهة الملحد

حياكم الله أخي الكريم ،


بداية أخي الكريم دعني أوضح لكَ أمرا ،
التفاسير ونصوص الكتاب المسيحية لا تُلزمنا كمسلمين في شيء !


المــُرجف بنى شبهته الباطلة على أساس تأويلات القـُسـُس و مفسري كتاب المسيحيين المقدس العاطلة !

طالبه أخي الكريم - بدل ذلك - أن يُخرج لكَ من بين دفتي العهد القديم نصّا يكون واضحا صريحا لا يقبل التأويل يـُفيد بطرد إبليس من الجنة كما هو مذكور في القرآن الكريم !

يقول الحقّ :

سـورة الأعراف /

(( قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ ۖ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ (12) قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ (13) ))


المـُلحد يستغرب وجود تشابه بين بعض قصص التوراة و بين تلك المذكورة في قرآن ربّ العزة !


حتى لو فرضنا جدلا حدوث هذا الأمر فليس معنى ذلك أن الإسلام اقتبس من الكتب السابقة !


ربما نسي المـُرجف أن التوراة و قرآن ربّ العزّة خرجا من مشكاة واحدة !


بالنسبة لمزاعم الملحد بأن اليهود لا يؤمنون بقصة طرد ابليس من الجنة فنحن لا نملك سوى صفع قفا هذا المرجف بما هو آت :

في إحدى كتابات اليهود المتأخرة المسمّاة " حياة آدم و حوّاء " إبليس يشرح لآدم لمَ تمرّد على الربّ وكيف تسببت غيرته في طرد آدم من الجنّة .


تنهّد إبليس قائلا : " يا آدم انتَ سبب كراهيتي و حزني ، بسببكَ طردتُ و حُرمتُ من مجدي الذي كنتُ اتمتّع به بين الملائكة في السماوات . بسببكَ طردتُ بعيدا إلى الأرض .

الربّ غضب مني ولذلك أرسلني مع ملائكتي ( جنودي ) بعيدا عن مجدنا .
بسببك طُردنا إلى هذا العالم و ألقيَ بنا إلى الأرض .

From James Charlesworth, The Old Testament Pseudepigrapha, volume 2, page 262, 1985

المصدر

السلام عليكم ورحمة الله
بعد إذن الأستاذ الفاضل مدير المنتدى
من قال إن إبليس لما رفض السجود لأدم تم طرده من الجنة؟
بل تم طرده من الملأ الأعلى وليس الجنة
أما خروجه من الجنة فكان مع أدم وحواء نتيجة إشتراكه فى معصيتهما حيث هو الذى وسوس لهما وزين لهما المعصية فهؤلاء الملحدين معدومى العقول قلنا لهم ألف مليون مرة لا مانع أن تتكلموا فى الإسلام ولكن تعلموا أولا بدلا من أن تقولوا كلاما يثبت عدم فهمكم فالذى يريد أن ينتقد ديانة لابد أن يفهم أصولها أولا
نحن عندما ننتقد النصرانية ونهدمها نقرء كتابهم وتفاسير كتابهم ثم نتكلم
سبحان الله فى عقول هؤلاء!

حيّاكم الله أخي الحبيب عُبيد الله ،،

يقول الحقّ :

(( وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ (11)
قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ ۖ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ (12) قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ (13) ))


نقرأ من تفسير الطّبري :

يقول تعالى ذكره: فقال الله له: " اهبط منها "، يعني: من الجنة =" فما يكون لك ", يقول: فليس لك أن تستكبر في الجنة عن طاعتي وأمري.
فإن قال قائل: هل لأحد أن يتكبر في الجنة؟ قيل: إن معنى ذلك بخلاف ما إليه ذهبتَ, وإنما معنى ذلك: فاهبط من الجنة, فإنه لا يسكن الجنة متكبر عن أمر الله, فأما غيرها، فإنه قد يسكنها المستكبر عن أمر الله، والمستكين لطاعته.
وقوله: (فاخرج إنك من الصاغرين)، يقول: فاخرج من الجنة، إنك من الذين قد نالهم من الله الصَّغَار والذلّ والمَهانة.

ونقرأ أيضا من تفسير أبن كثير :

يقول تعالى مخاطبا لإبليس بأمر قدري كوني : ( فاهبط منها ) أي : بسبب عصيانك لأمري ، وخروجك عن طاعتي ، فما يكون لك أن تتكبر فيها .
قال كثير من المفسرين : الضمير عائد إلى الجنة ، ويحتمل أن يكون عائدا إلى المنزلة التي هو فيها في الملكوت الأعلى .

للإستزادة نورد كلاّ من تفسير :

1-البغوي :

قوله تعالى : ( قال فاهبط منها ) أي : من الجنة
قوله تعالى : ( فما يكون لك أن تتكبر ) بمخالفة الأمر ، ( فيها ) أي : في الجنة

2-الوسيط :

أي: قال الله- تعالى- لإبليس: فاهبط من الجنة بسبب عصيانك لأمري وخروجك عن طاعتي.

بارك الله فيك ايها الأستاذ الفاضل ولكن المعذرة
فهناك نوعان من الأمر:أمر شرعى وأمر قدرى
فالأمر الشرعى ما يأمر به الرب عبده ولا يقهره عليه
والأمر القدرى يتحقق فى زمن قول الله جل وعلا كن أى فى لا زمن
وهذا لم يقع لإبليس بدليل أنه هبط مع أدم وزوجته كما فى أية البقرة
وَقُلْنَا يَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (35) فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (36) فَتَلَقَّى آَدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (37) قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (38)
ومن حديث الشفاعة يتضح أن جنة أدم هى جنة المأوى العليا
يجمعُ اللَّهُ تبارَكَ وتعالى النَّاسَ ، فيقومُ المؤمنونَ حتَّى تُزلَفَ لَهُمُ الجنَّةُ ، فيأتونَ آدمَ ، فيقولونَ : يا أبانا ، استَفتِح لَنا الجنَّةَ ، فيقولُ : وَهَل أخرجَكُم مِنَ الجنَّةِ إلَّا خَطيئةُ أبيكُم آدمَ ، لَستُ بصاحبِ ذلِكَ ، الراوي: أبو هريرة و حذيفة بن اليمان المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 195
خلاصة حكم المحدث: صحيح
ومما سبق يتضح أن الأمر الإلهى بالطرد إن صح أنه من الجنة فهو ليس أمرا قدريا بل شرعيا فالله عزوجل لم يقل لإبليس لعنه الله تعالى"أنت مطرود"ولكن"أخرج منها فإنك رجيم"فالأمر بالخروج شرعى والأمر بكونه رجيما أى متصفا باللعائن هو من القدر والأمر الشرعى بالخروج خالفه إبليس حتى يضل أدم عليه السلام ثم جاء الأمر القدرى بعد معصية أدم والله أعلم

اخواني شكرا على الردود ومجهوداتكم ولقد بحث في الموضوع ففيما جاء في سفر حزقيال الاصحاح 28 وان كان يتكلم عن ملك صور فلا يمكن ان يفهم الا في اطاره المجازي بانه مقارنة بين ملك صور والشيطان مما يدل ان عصيان ابليس لربه كانت معلومة بين اليهود مما يدل على ان فهم النصارى للنص كان تاويلا صحيحا وهم الكاذبون ثم بحث ان قصة سقوط الملائكة كانت منتشرة بين اليهود كما جاء في سفر اخنوخ ومن wikipedia جاء في موضوع ángel fallen اي الملائكة الساقطة ان عقيدة سقوط الملائكة و خروجهم من الجنة عقيدة كانت منتشرة بين اليهود وقصة قديمة ربما كانت مكتوبة مند كتابة سفر التكوين كما ان سفر اليوبيلات جاءت فيه قصة مشابهة للقصة القرانية في مسالة عصيان ابليس وعدم سجوده واخراجه من الجنة و كذلك في القصة موجودة في التراث الشفهي اليهودي و المدراشات لذلك تسقط حجة الملحد مراجعي التي اعتمدت عليها هي wikipedia موضوع fallen angels ثم هناك بحث لـــ ##### عن قصة ابليس في الجنة في الكتب المقدسة على facebook ولم انقل المراجع لانني لا احسن استعمال الحاسوب و لا اليات نسخ لصق على المنتدى

بما انّ الإجابة وصلت للمرجف ،
يُغلق حتى لا يتحوّل الموضوع لحوار إسلامي - إسلامي .