لذة الاستقامة
إن العبد المسلم حينما يشرفه الله بالاستقامة ، يجد في البداية لذة عظيمة ، وأعذوبة عجيبة ، يقول يا ليتها تدوم ، يا ليتها لا تنقطع ؛ ولكن تمضي الأيام وتتغير الأحوال ، ويفقد معاني اللذة ، وربما لا يكون له من الاستقامة بعد حين إلا الاسم ! وقد يتسائل المرء ما سبب هذه اللذة ولماذا لا تستمر ؛ هذه اللذة تأتي من التوبة وترك حياة الظلمة والقرب من الله ، تكون مولود جديد في عالم التوبة ، ويكون فيه طهارة القلب " التائب من الذنب كمن لا ذنب له " ، وربما تشعر بهذا الشعور بعد الحج كذلك ، إنه الصفاء والنقاء ! لكن تيقن أن هذه اللذة إذا لم تحافظ عليها ستزول عنك بعد فترة ، فتشعر بضيق وأنت في عالم الاستقامة ، بل البعض يترك الطريق كليا نسأل الله العافية والسلامة . قد يقول قائل لقد شوقتنا لمعرفة أسباب استمرار اللذة فما هي : أولا : دوام شكر الله على هذه النعمة وسؤال الله أن يديم عليك لذة العبادة وحلاوة الإيمان . ثانيا : جدد العهد والتوبة مع الله بين ألحين والآخر ويا حبذا تكون مع العمرة فأثرها أقوى . ثالثا : نوع بين العبادات ولا تقتصر على نوع واحد ، والشريعة رحبة بعباداتها القلبية والبدنية والمالية . رابعا : الحرص على طول السجود وقيام الليل وفعل النوافل ومجاهدة النفس عليها . خامسا : اجعل بينك وبين الذنوب سدا من حديد ، وتذكر أن الإنسان كما قال وهيب بن الورد رحمه الله لا يجد لذة الطاعة إذا هم بالمعاصي فكيف بمن قارفها . أخي المستقيم ، إن الصراع مع الشيطان طويل وسلعة الله غالية فالثبات الثبات ، جعلنا الله وإياكم من أهل الجنات . كتبه الشيخ / د : صالح عبدالكريم |
جميع الأوقات حسب التوقيت الدولي +2. الساعة الآن 15:07. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.