لله درك يا عمر الفاروق
الفارس والغنائم هجعت الحرب , وخمدت قرقعة السيوف , وتناثرت أشلاء القتلى , وارتفعت راية الإيمان خفاقة تعلن نصر المسلمين , فانطلق الأبطال يجمعون الغنائم التي ازدحمت بها ساحة المعركة . وكان من بين هؤلاء الفرسان رجل مغوار لايشق له غبار , أصاب من الأعداء خلقا كثيرا , فأعطاه أبو موسى الأشعرى رضى الله عنه نصيبه ولم يوفه , فأبى أن يأخذه إلا جميعه , لايترك منه خردلة , فضربه أبو موسى عشرين سوطا وحلق رأسه . جمع الرجل شعره المتناثر على الأرض فى صرة , وذهب به إلى المدينة , فلما دخل على أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه أخرج الرجل شعره من جيبه , فضرب به صدر عمر رضى الله عنه . فقال عمر بن الخطاب رضى الله عنه : مالك ؟ فذكر الرجل قصته , ثار بركان الغضب الراقد فى صدر أمير المؤمنين , فكتب إلى أبو موسى الأشعري : سلام عليك , أما بعد : فإن فلان بن فلان أخبرنى بكذا وكذا , وإنى أقسم عليك إن كنت فعلت مافعلت في ملأ من الناس جلست له في ملأ من الناس فاقتص منك , وإن كنت فعلت مافعلت في خلاء فاقعد له في خلاء فليقتص منك |
اليوم أسبق أبا بكر
وقف النبي عليه الصلاة والسلام خطيبا يحث الصحابة ( رضوان الله عليهم ) على الإنفاق والصدقة , وكان من بين هؤلاء الصحابة عمر بن الخطاب رضى الله عنه الذى انشرح صدره وتهلل وجهه , لأنه وافق مالا عنده . فقال عمر رضى الله عنه : اليوم أسبق أبا بكر رضى الله عنه . فقام مسرعا يسبق الريح , ثم عاد وقد تعلقت بيده صرة كبيرة من المال وضعها بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم نظر النبي إلى هذه الصرة الكبيرة ثم استقبله بنظره قائلا : ما أبقيت لأهلك ؟ قال عمر رضي الله عنه : أبقيت لهم مثله . ثم انصرف عمر رضى الله عنه إلى جوار النبي صلى الله عليه وسلم , وما هي إلا هنيهه إلا دخل أبو بكر رضى الله عنه المسجد حاملا صرة أكبر وأعظم من التي جاء بها عمر رضى الله عنه , فوضعها بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم . تبسم النبي صلى الله عليه وسلم قائلا : ما أبقيت لأهلك ؟! أجابه بكلمات خاشعة : أبقيت لهم الله ورسوله . حرك عمر رضى الله عنه رأسة إعجابا بالصديق قائلا : لا أسبقك إلى شئ أبدا يا أبا بكر . |
|
جميع الأوقات حسب التوقيت الدولي +2. الساعة الآن 01:27. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.