داء التفاهة عند بعض الشباب
http://up.7cc.com/upfiles/Zjg93084.gif داء التفاهة عند بعض الشباب علي حسن فراج لا تكاد تنتقل في أي بلَد من مجتمعاتنا العربيَّة، إلا ويسترعي انتباهك - إذا سرتَ في شوارعها - هيئة بعض شبابنا، وقد غايَر في لباسه ومظهره قانونَ مجتمعِه، محاكيًا المُوضَةالغربيَّة في صورة تُثير الاشمئزاز، قبل أن تثيرَ الانتباه، الذي هو مقصودُ هذا الشابِّ المتغرِّب، أو هذه الفتاة المتبَرِّجة المحاكية - دائمًا - للباسٍ قصيرٍ ضيِّقٍ، قد انتشَرَ في بُيُوت الأزياءالغربيَّة منذ سنين، لكنَّه يَفِد إلينا دائمًا (بعد الهنا بسنة). في حق أولئك الشباب، أو تحريم التشَبُّه والتبَرُّج في حقِّ أولئك الفتيات مع أهميته، لكن أتَكَلَّمُولسْتُ أتَكَلَّم هنا عما يُمكن أن يقولَه علماءُ الشرْع في تحريم تَشَبُّه المسلم بغَيْر المسلم هنا عن قضية مهمَّة من جانب آخر، وهي: لماذا لا يَسأَلُ هؤلاءِ الشباب والفتيات أنفسهم وأنفسهن: لماذا يفعلون ويفعلْنَ هذا الأمر؟أجل، لماذا لا يُوَجِّه الشابُّ أو الفتاة لنفسه هذا السؤال: ما الذي يحملني - وأنا إنسان أيُّ فضلٍ للشابِّ الغربي أو الفتاة الغربية يحملني على أن أُصَفِّف شعر رأسي بالطريقة ما الذي يحملني - وأنا رجل - على أن ألبس بنطالاً ضيِّقًا (مُشَجَّرًا)، خارجًا على سِوى أنَّ تافهًا من الغرب ظَهَر به في فيلم، أو أغنية، أو مسلسل؟ في قصِّ شِعْري ونوع بنطالي وقميصي، بل وحذائي، لكلِّ مُوضة تَحدُث في العالَم؟لماذا يستولي الاهتمام بمظهري على شخصيتي، ولَم أحرصْ على أن أكون متابعًا هل الباعث على هذا مُجَرَّدُ التفاهة والفراغ الفكري، أو الشُّعُور بالنقْص، تلفت الأنظار إليّ، وتجعلني محل اهتمام من الآخرين، ولو بِمُجَرَّد النظر منهم بعد فشلي في أن أكون مُهِمًّا عندهم بأفعالي وإنجازاتي؟لا أعرف شابًّا مُتَفَوِّقًا في دراسته، لديه أحلامٌ في بناء مستقبله أو مستقبل أمتِه، ولا يمشي في طريق من طُرُق مدينته إلاَّ وهو مُلفِتٌ النَّظَر إليه بمظهره وملبسه المخالِف لِمَظْهر مَن حوله.ويلاحَظ أنَّ هذا الأمر - الذي في رأيي هو نَوْعٌ من المرَض النفسي - أكثر وُجودِه وإذا كان كذلك، فإنَّ الحاجةَ مُلحَّةٌ جدًّا لإعادة تربية أبنائِنا وفتياتنا على الثِّقة بأنفسهم، ما يُقَدِّمونه لأمَّتِهم وأنفسهم من إنْجازات، لا أن يعيشوا هكذا بلا قضيَّة ولا معنى، سِوى ما يلبسونه أو يأكلونه.إنه لا بأس على الشباب والفتيات من التأنُّق في الملْبس والهيئة، بما لَم يُحَرِّمْه عليهم الشرْعُ، ولكن الذي ينبغي إنكاره جَعْل ذلك التأنُّق غايتهم في الحياة، ومصْدَرسعادتهم أو تعاستِهم، وإذا كان الشبابُ الغربي عنده منَ الفراغ الديني ما يُبَرِّر له جعْل هذه الأشياء مِحْور الاهتمام لديه، فالشبابُ المسلمُ الذي آمَن بالله ورسولهواليوم الآخر، ليس عنده أبدًا ما يُبَرِّر له هذا الفِعْل، فهو دائمًا وأبدًا يَحْمل رسالةً، ويسعى إلى غايةٍ، مَهْما كان موقعُه في المجتمَع.إنَّ الإسلام لا يحصر قيمةَ الحياة وأهميتها في فئة القادَةِ والعظماء فحسْب، غايةٍ نبيلةٍ، لا غاية أعظم منها، وهي إرضاءُ ربِّه، ودُخُول جنته، وكفى بها نُبْلاً وشغلاً لصاحبها عن أن يهتمَّ بسفاسفِ الأُمُور ومُحَقِّراتها، ومتى أدْرك أيُّ مسلم ذلك، ولامَسشِغاف قلبه، واسْتَقَرَّ في خلايا عقله - وجدته دائمًا يحرصُ على وقته وزمانه، كما يحرصُ عليه العظماءُ والمُبْدِعُون، الذين يُغَيِّرُون حياة الأمم والشعوب، فكلُّ مسلم حقيقيٍّهو إنسان عظيم ومُبْدِع بلا شك. http://up.7cc.com/upfiles/LtK95466.gif منقول |
جميع الأوقات حسب التوقيت الدولي +2. الساعة الآن 19:14. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.