هو الموت ما منه ملاذ ومهرب
http://nawasreh.com/islamic/up/12050969695109.gif
هُـوَ المَـوتُ ما منهُ ملاذٌ وَمهربُ * * * متـى حُـطَّ ذا عن نَعشهِ ذاكَ يَركبُ نُشاهـدُ ذا عَيـنَ اليَقين حَقيقَةً * * * عَلَيهِ مضـى طِفـلٌ وَكهلٌ وَأَشيَبُ وَلكـن عَلـى الرانِ القُلوبُ كَأَنَّنا * * * بِما قـد عَلمنـاهُ يَقيـناً تُكـذِّبُ نُـؤَمِّلُ آمـالاً وَنـرجـو نِتاجَها * * * وَعـلَّ الـرَدى مِمّـا نُرَجّيهِ أَقرَبُ وَنَبني القصورَ المُشمخِرّاتِ في الهَوى * * * وَفي عِلمِنـا أَنّا نَموتُ وَتَخـرَبُ وَنَسعـى لِجَمع ِ المالِ حِلّاً وَمَأثَماً * * * وَبِالـرَغـم ِ يَحـويهِ البعيدُ وَأَقرَبُ نُحاسَـبُ عنـهُ داخِلاً ثمَّ خارجاً * * * وَفيـمَ صَـرَفناهُ وَمن أَينَ يُكسَبُ وَيَسعـدُ فيـه وارِثٌ مُتَعَفِّـفٌ * * * تَقِيٌّ و َيَشقى فيـه آخـرُ يَلعَـبُ وَأَوَّلُ مـا تَبدو نَـدامةُ مُسـرِفٍ * * * إِذا اِشتَدَّ فيهِ الكَربُ وَالروحُ تُجذَبُ وَيُشفِقُ من وَضعِ الكتابِ وَيَمتَني * * * لَـوَ انْ رُدَّلِلدّنيا وَهَيـهات مَطلَبُ وَيشهـدُ مِنّا كلُّ عُضـوٍ بِفِعلـهِ * * * وَليـسَ عَلـى الجَبّارِ يَخفى المُغَيَّبُ إِذا قيلَ أَنتُـم قـد عَلِمتُم فَما الذي * * * عَمِلتُـم وَكلٌّ فـي الكِتابِ مُرَتَّبُ وَماذا كَسَبتُم فـي شَبابٍ وَصِحَّةٍ * * * وَفـي عُمُـرٍ أَنفاسُكُم فيه تُحسَبُ فَيا لَيتَ شِعـري ما نَقولُ وَما الَّذي * * * نُجيـبُ بـهِ وَالأَمرُ إِذ ذاكَ أَصعَبُ إِلى اللَهِ نَشكـو قَسوَة ً فـي قُلوبِنا * * * وَفـي كُلِّ يَومٍ واعِظُ المَوتِ يَندُبُ وَلِلَّهِ كـم غادٍ حَبيـبٍ وَرائـحٍ * * * نُشَيِّعهُ لِلقَبـرِ وَالـدَمعُ يُسكَـبُ أخٍ أَو حميـمٍ أو تَقـيٍّ مُهـذَّبٍ * * * يُـواصِـلُ فـي نُصحِ العِبادِ وَيَدأَبُ نَهيـلُ عَليـهِ التُـربَ حَتّى كَأنَّهُ * * * عَـدوٌّ وفـي الأَحشـاءِ نـارٌ تَلَهَّبُ سَقى جدثاً وارى ابنَ أحمـدَ وابِـلٌ * * * مـنَ العَفـوِ رَجّاسُ العَشِيّاتِ صَيِّبُ وَأَنزَلَهُ الغُفرانُ وَالفَـوزُوَالـرِضى * * * يُطافُ عَليهِ بِـالرَحـيقِ وَيَشـربُ فَقد كانَ في صَـدرِ المَجالسِ بَهجةً * * * بهِ تُحـدِقُ الأَبصـارُ وَالقَلبُ يَرهبُ فَطـوراً تَـراهُ مُنـذِراًوَمُحَـذِّراً * * * عَواقِـبَ ما تَجني الذُنوبُ وَتَجلُبُ وَطَـوراً بِـآلاءِ مُذكِّـراً * * * وَطَـوراً إلـى دارِ النَعيـمِ يُرَغِّـبُ وَلم يَشتَغِـل عَـن ذابِبَيعٍ وَلا شِرا * * * نَعَم في اِبتِناءِ المَجدِ لِلبَـذلِ يَطـرَبُ فَلو كان يُفـدى بِالنُفوسِ وَما غَلا * * * لَطِبنا نُفـوساً بِالذي كان َيَطلُـبُ وَلكِن إِذا تَمَّ المَـدى نَفَذَ القَضا * * * وَما لامرىءٍ عَمّا قَضى اللَهُ مَهرَبُ أخٌ كانَ لي نِعـمَ المُعينُ على التُقى * * * بـهِ تَنجَلـي عَنّـي الهُمومُوَتَذهَبُ فَطَـوراً بِأَخبارِ الرَسولِ وَصحبهِ * * * وَطَـوراً بِآدابٍ تَلـذُوَتَعـذُبُ عَلى ذا مَضى عُمري كَذاكَ وَعُمرهُ * * * صَفِيَّيـنِ لا نَجفـو وَلانَتَعَتَّـبُ وَما الحالُ إِلّا مِثلُ ما قالَ مَن مَضى * * * وَبِالجُملَةِ الأَمثـالُ لِلنّـاس ِ تُضرَبُ لِكُلِّ اجتِماع من خَليلَينِ فُرقَةٌ * * * وَلَوبَينَهُم قَد طابَ عَيشٌ وَمَشرَبُ وَمن بعدِ ذا حَشرٌ وَنشرٌ وَمَوقِفٌ * * * وَيَـومٌ بهِ يُكسـى المَـذَلَّةَ مُـذنِبُ إِذا فـرَّ كـلٌّ مـن أَبيـهِ وَأُمِّهِ * * * كَذا الأُمُّ لم تَنظُـر إِلَيـهِ وَلا الأَبُ وَكـم ظالمٍ يندي من العَضِّ كَفَّهُ * * * مَقالتَه ُ يا وَيلَتَـى أَيـنَ أَذهَـبُ إِذا اِقتَسَمـوا أَعمـالَهُ غُرَماؤهُ * * * وَقيـلَ لـهُ هـذا بما كنتَ تَكسِبُ وَصُـكَّ له صَكٌّ إِلى النارِبعدَ ما * * * يُحَمَّـلُ مـن أَوزارِهِـم وَيُعَذَّبُ وَكم قائِـلٍ واحَسـرَتا ليتَ أَنَّنا * * * نُـرَدُّ إِلـى الـدُنيا نُنيبُ وَنَرهبُ فَما نحـنُ فـي دارِ المُنى غيرَ أَنَّنا * * * شُغِفنـا بِـدُنيا تَضمَحِلُّ وَتَذهَبُ فَحُثّـوا مَطايا الارتِحالِ وَشَمِّروا * * * إِلـى اللَهِ وَالدارِ التي لَيسَ تَخرَبُ فَما أَقرَبَ الآتي وَأَبعدَ ما مَضى * * * وَهـذا غـُرابُ البَينِ في الدارِ يَنعَبُ وَصَلِّ إلهي ما هَمى الوَدقُ أَو شَدا * * * عَلى الأَيكِ سَجّاعُ الحمامِ المُطَرِّبُ عَلى سَيِّدِ الساداتِ وَالآلِ كُلِّهِم * * * وَأَصحابِهِ مالاحَ في الأُفقِ كَوكَبُ منقول |
اقتباس:
|
|
اللهم توفنا مسلمين وألحقنا بالصالحين |
اللهم توفنا مسلمين وألحقنا بالصالحين
|
جميع الأوقات حسب التوقيت الدولي +2. الساعة الآن 11:46. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.