خطأ فكرة التنفيس عن الغضب
خطأ فكرة التنفيس عن الغضب إليكم هذه القصة بمجرد ما ركبت سيارة أجرة ذات يوم , شاهدت شابا يعبر الطريق , ويقف أمام السيارة ينتظر أن تخف حركة المرور , صاح السائق بصبر نافذ مشيرا إلى الشاب أن يتحرك من أمامه ويفسح له في الطريق , لكن الشاب لم يرد عليه إلا بتقطيبة وجه وإشارة بذيئة . فصرخ عليه السائق وضغط على البنزين , ثم ( فرمل ) مرة واحدة , مهددا الشاب في الوقت نفسه , ومع هذا التهديد المهلك تحرك الشاب إلى جانب الطريق وهو مقطب الوجه , وضاربا السيارة بقبضة يده وهي تواصل تحركها في زحمة المرور . أما السائق فقد اخذ يشتم ذلك الشاب المزعج بسيل من الشتائم التي لم يسمعها الشاب . ثم قال السائق , وكان لا يزال متوترا , ( لا احد يستطيع اليوم أن يعاقب أي فرد , أنت لا تملك إلا أن تصرخ ,على الأقل أن تنفس عن نفسك . . . ! ) هكذا يكون التنفيس عن الغضب أحيانا تخفيفا من الانفعالات , ووسيلة منفصلة للتعامل مع الغضب , فهناك نظرية شائعة تقول : ( هكذا التنفيس يجعلك في حالة أفضل ) لكن كما أوضحت نتائج أبحاث فأن هناك برهانا على خطأ فكرة تخفيف الانفعال . نشأ هذا البرهان منذ الخمسينيات عندما بدأ السيكولوجيون يختبرون آثار تخفيف الانفعال بالبحث التجريبي , فوجدوا أن التنفيس عن الغضب لا يؤثر مع الوقت إلا بالقليل , بل لا يفعل شيئا للتخلص منه . ( وعلى الرغم من أن طبيعة الغضب الاغرائية قد تحقق الشعور بالرضى ) , وهناك بعض ظروف معينة قد يفيدها الانفجار غضبا بالتعبير عنها مباشرة للشخص الذي استفز الغضب , هذا التنفيس مفيد خاصة إذا حمل معنى المواجهة , أو تصحيح ظلم ما , أو كان بمنزلة عقوبة إذا ارتكبه هذا الشخص لدفعه إلى تغيير أنشطته الخطيرة من دون الانتقام منه , ولكن نظرا لطبيعة الغضب المهيجة تجد أن القول بذلك أسهل من القيام به. وتوصلت إحدى الباحثات إلى أن التنفيس عن الغضب هو أسوأ الوسائل لتهدئته . فانفجار نوبة الغضب الشديدة يرفع مستوى الإثارة في المخ الانفعالي , فيزداد الشعور بالغضب وليس العكس . وجدت أيضا أن أولئك الذين اخبروا عن الأوقات التي انفجروا فيها غضبا في وجه من استفزوا غضبهم ترتب عليه إطالة تأثير الغضب في حالتهم النفسية أكثر من انتهاء هذا التأثير . انتهت هذه الباحثة إلى أن تهدئة الغضب في مهده , هي الأكثر فعالية , يأتي بعدها مواجهة الشخص الذي استفز الغضب بسلوك بناء وأكثر وثوقا , بهدف إنهاء النزاع بين الطرفين , معلم من التبت , عندما سئل , ما أفضل وسيلة للتعامل مع الغضب ؟ قال : ( لا تقهره , ولكن إياك أن تطيعه ) . أما هدي الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم في التعامل مع حالات الغضب وكيفية علاجها فأتركه لكم فهو غني عن التعريف وغني عن الحديث . منقول بتصرف |
جميع الأوقات حسب التوقيت الدولي +2. الساعة الآن 07:16. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.