منتديات كلمة سواء الدعوية للحوار الإسلامي المسيحي

منتديات كلمة سواء الدعوية للحوار الإسلامي المسيحي (https://www.kalemasawaa.com/vb/index.php)
-   القسم الإسلامي العام (https://www.kalemasawaa.com/vb/forumdisplay.php?f=14)
-   -   تسعة أعشار حسن الخلق فى التغافل (https://www.kalemasawaa.com/vb/showthread.php?t=17150)

بن الإسلام 15.01.2012 11:42

تسعة أعشار حسن الخلق فى التغافل
 
بسم الله الرحمن الرحيم




لا يخلو شخص من نقص، ومن المستحيل يجد كل ما يريده أحدنا في الطرف الآخر كاملاً..
كما أنه لا يكاد يمر وقت دون أن يشعر أحدنا بالضيق من تصرف عمله الآخر .
ولهذا على كل واحد منا تقبل الطرف الآخر والتغاضي عما لا يعجبه فيه من صفات، أو طبائع، وكما قال الإمام أحمد بن حنبل:
" تسعة أعشار حسن الخلق في التغافل"
التغــافل
التغافل لغةً : هو تعمد الغفلة، و أرى من نفسه أنه غافلُ و ليس به غفلة
التغافل : وهو تكلف الغفلة مع العلم والإدراك لِمَا يتغافل عنه تكرماً وترفعاً عن سفاسف الأمور .

النبي صلى الله عليه وسلم والتغافل
قال تعالى: {وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثاً فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ } [ التحريم:3 ] . أي أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم حفصة ببعض ما أخبرت به عائشة معاتباً لها،
ولم يخبرها بجميع ما حصل منها حياءً منه وكرماً، فإِن من عادة الفضلاء التغافل عن الزلات، والتقصير في اللوم والعتاب..
فأما التغافل عن ما لا يعني فهو العقل.
وقد قال الحكماء:
لا يكون المرء عاقلاً حتى يكون عما لا يعنيه غافلاً
.
مواقف فى أدب التغافل

(لماذا سمي حاتم الأصم بذلك؟)
القدوة الرباني أبو عبد الرحمن حاتم بن عنوان بن يوسف البلخي ، الواعظ الناطق له كلام جليل في الزهد والمواعظ والحكم ، كان يقال له:
" لقمان هذه الأمة " .
قال أبو علي الدقاق:
جاءت امرأة فسألت حاتماً عن مسألة ، فاتفق أنه خرج منها صوت في تلك الحالة فخجلت ،فقال حاتم : ارفعي صوتك فأوهمها أنه أصمّ فسرّت المرأة بذلك ، وقالت : إنه لم يسمع الصوت فلقّب بحاتم الأصم. انتهى.
[ مدارج السالكين ج2ص344].
هذا الأدب الذي وقع من حاتم الأصم هو من أدب السادة ، أما السوقة فلا يعرفون مثل هذا الآداب، ولذلك تراهم لدنو همتهم يحصون الصغيرة، ويجعلون من الحبة قبة، ومن القبة مزاراً ، وهؤلاء وإن أظهروا في الإحصاء على الآخرين فنون متنوعة من ضروب الذكاء والخداع، ولكنه ذكاء أشبه بإمارات أهل الحمق والترق الذين تستفزهم الصغائر عند غيرهم، ولا يلقون بالا للكبائر عند أنفسهم، وأمثال هؤلاء لا يكونون من السادة في أقوامهم

ومن المواقف الجلية في أدب التغافل، ما ذكره ابن جريج عن عطاء بن أبي رباح قال:
إن الرجل ليحدثني بالحديث فأنصت له كأن لم أسمعه قط وقد سمعته قبل أن يولد.
[ تاريخ مدينة دمشق ج:40 ص:401].

(صلاح الدين والتغافل)
قال ابن الأثير متحدثًا عن صلاح الدين الأيوبي:
"وكان صبورًا على ما يكره، كثير التغافل عن ذنوب أصحابه، يسمع من أحدهم ما يكره، ولايعلمه بذلك، ولا يتغير عليه.
وبلغني أنه كان جالسًا وعنده جماعة، فرمى بعض المماليك بعضًا بسرموز يعني ـ بنعل ـ
فأخطأته، ووصلت إلى صلاح الدين فأخطأته، ووقعت بالقرب منه، فالتفت إلى الجهة الأخرى يكلم جليسه؛ ليتغافل عنها".
التغافل شيمة أهل الدين
وقد قال عيسى عليه السلام
للحواريين كيف تصنعون إذا رأيتم أخاكم نائما وقد كشف الريح ثوبه عنه قالوا نستره ونغطيه قال بل تكشفون عورته قالوا سبحان الله من يفعل هذا فقال أحدكم يسمع بالكلمة في أخيه فيزيد عليها ويشيعها بأعظم منها.

(الأمير المجاهد قتيبة بن مسلم والتغافل)
دخل رجل على الأمير المجاهد قتيبة بن مسلم الباهلي، فكلمه في حاجة له، ووضع نصل سيفه على الأرض فجاء على أُصبع رجلِ الأمير، وجعل يكلمه في حاجته وقد أدمى النصلُ أُصبعه، والرجل لا يشعر، والأمير لا يظهر ما أصابه وجلساء الأمير لا يتكلمون هيبة له، فلما فرغ الرجل من حاجته وانصرف دعا قتيبة بن مسلم بمنديل فمسح الدم من أُصبعه وغسله، فقيل له: ألا نحَّيت رجلك أصلحك الله، أو أمرت الرجل برفع سيفه عنها؟ فقال: خشيت أن أقطع عنه حاجته.
فلقد كان في قدرة الأمير أن يأمره بإبعاد نصل سيفه عن قدمه، وليس هنالك من ملامة عليه، أو على الأقل أن يبعد الأمير قدمه عن نصل سيفه، ولكنه أدب التغافل حتى لا يقطع على الرجل حديثه، وبمثل هذه الأخلاق ساد أولئك الرجال

أقوال فى التغافل
قال عمرو بن عثمان المكي:
المروءة التغافل عن زلل الإخوان .


قال الأعمش:
التغافل يطفئ شراً كثيراً .

قال كسرى لوزيره ما الكرم ؟
قال : التغافل عن الزلل .."

وفي قوله صلى الله عليه وسلم :
(إن الله يحب الرفق في الأمر كله)
استحباب تغافل أهل الفضل عن سفه المبطلين إذا لم يترتب عليه مفسدة.

قال الشافعي:
الكيس العاقل هوالفطن المتغافل.

قال جعفر بن محمد الصادق‏:‏
‏(‏عظموا أقدراكم بالتغافل‏)‏‏.‏

‏قال أعرابي لرجل‏:‏
قد استدللت على عيوبك بكثرة ذكرك لعيوب الناس لأن طالبها متهم بقدر ما فيه منها‏.‏

وكما قال الإمام أحمد بن حنبل
" تسعة أعشار حسن الخلق في التغافل"
والحسن البصري يقول:
ما زال التغافل من فعل الكرام

و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين


جميع الأوقات حسب التوقيت الدولي +2. الساعة الآن 09:18.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.