منتديات كلمة سواء الدعوية للحوار الإسلامي المسيحي

منتديات كلمة سواء الدعوية للحوار الإسلامي المسيحي (https://www.kalemasawaa.com/vb/index.php)
-   القرآن الكـريــم و علـومـه (https://www.kalemasawaa.com/vb/forumdisplay.php?f=10)
-   -   لفظ الأمر في القرآن (https://www.kalemasawaa.com/vb/showthread.php?t=1690)

Just asking 17.07.2009 16:11

لفظ الأمر في القرآن
 


ورد لفظ ( الأمر ) بمشتقاته المختلفة في القرآن الكريم في أكثر من مائتي موضع، بين اسم وفعل، وبمعان مختلفة، بحسب السياق الذي ورد فيه؛ كقوله تعالى: { أَتَى أَمْرُ اللّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ} (النحل:1)، وقوله سبحانه: { وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ } (النساء:83)، وقوله تعالى: { فَلَا يُنَازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ } (الحج:67)، ونحو ذلك من الآيات .

وقبل الوقوف على المعاني التي ورد فيها لفظ ( الأمر ) في القرآن، يحسن بنا أن نعود إلى معاجم اللغة، لمعرفة معنى ( الأمر ) في لغة العرب:

تفيد معاجم اللغة أن لفظ ( الأمر )، يأتي على خمسة معان أساسية:

الأول: ( الأمر ) بمعنى ( الفعل ) و( الشأن )، ويجمع على أمور؛ تقول: هذا أمر رضيته، وهذا أمر لا أرضاه. وعلى هذا المعنى جاء قولهم في المثل: أمر ما أتى بك .

الثاني: ( الأمر ) الذي هو نقيض ( النهي )، ويجمع على أوامر؛ كقولك: افعل كذا، على جهة الأمر والطلب؛ وهو مقابل ( النهي ) عن فعل ما .

الثالث: ( الأمر ) بمعنى النماء والبركة؛ وعلى هذا المعنى جاء قول العرب: من قل ذلَّ، ومن أمِرَ فلَّ، أي: من كثر غلب. ومنه قولهم: لقد أمِرَ بنو فلان، أي: كثروا .

الرابع: ( الأمر ) بمعنى العلامة، تقول: جعلت بيني وبينك أمارة وأمارًا، أي: موعدًا وأجلاً .

الخامس: ( الإمْر ) بكسر الهمزة، كـ ( الإصر ) بمعنى ( العَجَب )؛ يقال: شيء إمْر، أي: عجب ومنكر، ومنه قول الشاعر:


أما في القرآن الكريم، فقد جاء لفظ ( الأمر ) على عدة معان مختلفة:

فجاء بمعنى ( الوعد )، ومنه قوله تعالى: { أَتَى أَمْرُ اللّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ } فـ ( الأمر ) هنا ( الوعد )، أي: ما وعدهم به من المجازاة؛ ومثله قوله سبحانه: {حَتَّى إِذَا جَاء أَمْرُنَا} (هود:40) أي: جاء وعد الله، بإرسال الطوفان على قوم نوح .

وجاء ( الأمر ) في القرآن بمعنى ( الدين )، ومنه قوله تعالى: { حَتَّى جَاء الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللّهِ} (التوبة:48)، يعني دين الله الإسلام؛ ومثله قوله سبحانه: {فَلَا يُنَازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ } (الحج:67) فـ ( الأمر ) في الآيتين يراد به دين الإسلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم .

وجاء ( الأمر ) في القرآن بمعنى ( الشأن ) و( الفعل )؛ ومنه قوله تعالى: { وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ} (هود:97)، أي: وما فعل فرعون وشأنه برشيد؛ ومنه قوله سبحانه: { فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ } (النور:63) أي: عن سبيله، ومنهاجه، وطريقته، وسنته .

وجاء ( الأمر ) بمعنى ( القول )، ومنه قوله تعالى عن قوم فرعون ، حين اختلفت أقوالهم حول موسى عليه السلام، وما جاءهم به: { فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى} (طه:62)، أي: تنازعوا القول بينهم، واختلفوا في أمر موسى ؛ وقوله سبحانه عن أصحاب الكهف: { إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ} (الكهف:21)، أي: اختلف قول علية القوم في شأن الفتية المؤمنة، الذين فروا بدينهم ولجؤوا إلى الكهف .

وجاء ( الأمر ) بمعنى ( الحساب )، ومنه قوله تعالى: { وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ } (إبراهيم:22) أي: انتهي من الحساب، وبيان كل إنسان ما له وما عليه؛ وقوله سبحانه: { وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ} (مريم:39)، أي: فُرغ من الحساب، وأدخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار .

وجاء ( الأمر ) بمعنى ( الذنب )، ومنه قوله تعالى: {لِّيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ} (المائدة:95)، وقوله سبحانه: { ذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ} (الحشر:15)، فـ ( الأمر ) في الآيتين وما شابههما معناه ( الذنب )، أي: نالهم عاقبة ما ارتكبوه من الذنوب والمعاصي .

وجاء ( الأمر ) بمعنى القضاء والقدر، ومنه قوله تعالى: { يُدَبِّرُ الأَمْرَ} (يونس:3)، وقوله سبحانه: {وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ } (يونس:31)، قال مجاهد : يقضيه ويقدره وحده .

وأخيرًا لا آخرًا، فقد جاء ( الإمْر ) بكسر الهمزة، في القرآن بمعنى ( العجب )، ومنه قوله تعالى: {لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً} (الكهف:71)، أي: لقد جئت شيئًا عجبًا ومنكرًا .

ولا يقتصر لفظ ( الأمر ) في القرآن على المعاني السابقة، بل قد يأتي على معان أُخر، يحددها السياق والموضوع. والمهم في هذا الصدد، أن نعلم أن هذه المعاني المذكورة للفظ ( الأمر )، ليست معان متعينة، لا يحتمل المقام غيرها، وإنما هي معان يحتملها اللفظ، ويحتمل غيرها، وقد يرجح السياق الذي ورد فيه لفظ ( الأمر ) معنى على آخر .

miran dawod 05.08.2009 12:42

رد: لفظ الأمر في القرآن
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

ربنا يكرمكِ أختي جاست مواضيع دائماً قمة من الروعو والفائدة والابداع

مهندس محمد 05.08.2009 12:50

رد: لفظ الأمر في القرآن
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيراً يا اختي علي هذا الموضوع الرائع

من المشترك اللفظي في القرآن كلمة (أمر)فضيلة الشيخ / محمد السيد الداودي
من المشترك اللفظي في القرآن كلمة ( أمر ):

قال القرطبي رحمه الله ما نصه ج2 ص 88، 89: قال علماؤنا: الأمر في القرآن يتصرف على ثلاثة عشر وجهًا:

1-
الدين: ﴿لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ حَتَّى جَاءَ الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ [التوبة: 48]، أي دين الله.

2- القول: ﴿ حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ ﴾ [هود: 40] ، أي قولنا، ومنه ﴿ فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى ﴾ [طه:62]، أي قولهم.

3
- العذاب: ﴿ قُلْ لَوْ أَنَّ عِنْدِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ لَقُضِيَ الْأَمْرُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ ﴾ [الأنعام:58]، أي وجب العذاب بأهل النار.

4 - عيسى بن مريم: ﴿ بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ﴾ [البقرة: 117]، يعني عيسى، وكان في علمه أن يكون من غير أبٍ، ومثلها ﴿ بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ﴾ [آل عمران:47].

5
- القتل: ﴿ فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ ﴾ [غافر:78]، يعني القتل، وقوله ﴿ بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ﴾ [الأنفال:42]، يعني قتل كفّار مكة.

6
- فتح مكة: ﴿ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ﴾ [التوبة: 24]، يعني فتح مكة.

7
- قتل قريظة وجلاء بني النضير: ﴿ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ﴾ [البقرة: 109].

8
- القيامة: ﴿ أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ ﴾ [النحل:1].

9
- القضاء: ﴿ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ ﴾ [يونس: 31 ]، أي القضاء.

10
- الوحي: ﴿ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ ﴾ [السجدة: 5 ]، يعني تنزيل الوحي من السماء إلى الأرض، وقوله ﴿ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ ﴾ [الطلاق: 12]، أي الوحي

11
- أمر الخلق: ﴿ أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ ﴾ [الشورى: 53].

12
- الذنب: ﴿ فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا وَكَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهَا خُسْرًا ﴾ [الطلاق:9 ]، يعني جزاء ذنبها

13
- الشأن والفعل: ﴿ وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ ﴾ [هود : 97 ]، أي فعله وشأنه.



جميع الأوقات حسب التوقيت الدولي +2. الساعة الآن 15:10.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.