على قدر نيتك
على قدر نيتك فإن عون الله للعبد على قدر نيته لِمَا آَلَت الْخِلَافَة إِلَى عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيْز كَتَب إِلَى (حَفِيْد عُمَر بْن الْخَطَّاب) سَالِم بْن عَبْد الْلَّه بْن عُمَر بْن الْخَطَّاب يَقُوْل أَمَّا بَعْد ... فَإِن الْلَّه عَز وَجَل ابْتَلَانِي بِمَا ابْتَلَانِي بِه مِن وِلَايَة أَمْر الْمُسْلِمِيْن عَن غَيْر مَشُوْرَة مِنِّي وَلَا طَلَب . فَأَسْأَل الْلَّه الَّذِي ابْتَلَانِي بِهَذَا الْأَمْر أَن يُعِيْنَنِي عَلَيْه . فَإِذَا جَاءَك كِتَابِي هَذَا ؛ فَابْعَث لِي بِكُتُب عُمَر بْن الْخَطَّاب ، وَأَقْضِيَتِه ، وَسِيْرَتِه ... فَإِنِّي عَازِم عَلَى أَن أَتَّبِع سِيْرَتَه ... وَأَسِيْر عَلَى نَهْجِه إِن أَعَانَنِي الْلَّه عَلَى ذَلِك ... وَالْسَّلام . فَكَتَب إِلَيْه سَالِم يَقُوْل : أَمَّا بَعْد ... فَقَد جَاءَنِي كِتَابُك الَّذِي تَذْكُر فِيْه أَن الْلَّه عَز وَجَل ابْتَلَاك بِإِمْرَة الْمُسْلِمِيْن مِن غَيْر طَلَب مِنْك وَلَا مَشُوْرَة ... وَأَنَّك تُرِيْد أَن تَسِيْر بِسِيْرَة عُمَر ... فَلَا يـفـتـك أَنَّك فِي زَمَان غَيْر زَمَان عُمَر ... وَأَنَّه لَيْس فِي رِجَالَك مِن يُمَاثِل رِجَال عُمَر ... وَلَكِن اعْلَم أَنَّك إِن نَوَيْت الْحَق وَأَرَدْتُه ؛ أَعَانَك الْلَّه عَلَيْه ، وَأَتَاح لَك عَمَّالا يَقُوْمُوْن لَك بِه ... وَأَتَاك بِهِم مِن حَيْث لَا تَحْتَسِب ... فَإِن عَوْن الْلَّه لِلْعَبْد عَلَى قَدْر نِيَّتِه ... فَمَن تَمَّت نِيَّتُه فِي الْخَيْر تَم عُوْن الْلَّه لَه ، وَمَن قَصُرَت نِيَّتُه نَقَص مِن عَوْن الْلَّه لَه بِقَدْر نَقُص نِيَّتِه ... وَإِذَا نَازَعَتْك نَفْسُك إِلَى شَيْء مِمَّا لَا يُرْضِى الْلَّه عَز وَجَل ؛ فَاذْكُر مِن كَان قَبْلَك مِن ذَوِي الْسُّلْطَان الَّذِيْن سَبَقُوك إِلَى الْرَّحِيْل عَن هَذِه الْدُّنْيَا ... وَسَل نَفْسَك كَيْف تَفـقـأَت عُيُوْنُهُم الَّتِي كَانُوْا يَشْهَدُوْن بِهَا الْلَّذَّات ، وَكَيْف تَمَزَّقَت بُطُوْنُهُم الَّتِي كَانُوْا لَا يَشْبَعُون بِهَا مَن الْشَّهَوَات ... وَكَيْف صَارُوْا جِيَفَا لَو تُرِكَت إِلَى جَانِب مَسَاكِنَنَا وَلَم تِوَارِهَا آكَام الْأَرْض [ مُرْتَفَعَاتِهَا ]؛ لضجَجْنا مِن رِيْحِهَا,وَلَمَسَنا الْضُّر مِن نـتـنـهَا منقول |
رضي الله عنهم اجمعين
اللهم اعنا على طاعتك جزاءكى الله خيرا على النقل المتميز |
اللهم ارزقنا الإخلاص في القول والعمل
جزاك الله خير الجزاء أختي الغالية على الموضوع القيم |
اقتباس:
|
اقتباس:
|
| جميع الأوقات حسب التوقيت الدولي +2. الساعة الآن 09:27. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.