منتديات كلمة سواء الدعوية للحوار الإسلامي المسيحي

منتديات كلمة سواء الدعوية للحوار الإسلامي المسيحي (https://www.kalemasawaa.com/vb/index.php)
-   إجابة الأسئلة ورد الشبهات حول القرآن الكريم (https://www.kalemasawaa.com/vb/forumdisplay.php?f=49)
-   -   الرد على شبهة أمرنا مترفيها ففسقوا فيها (https://www.kalemasawaa.com/vb/showthread.php?t=116)

أبوجنة 12.04.2009 05:17

الرد على شبهة أمرنا مترفيها ففسقوا فيها
 
بسم الله الرحمن الرحيم
و الحمد لله رب العالمين
و الصلاة و السلام على أشرف الخلق و سيد المرسلين
سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين
و من أتبعه بإحسان إلى يوم الدين

فهذا رد بسيط بديهى على شبهة طالما تشدق بها الجاهلون

و هى عن آية سورة الإسراء 16

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً

فكيف يأمر الله بالفسق؟ ثم يعاقبهم عليه بعد ذلك؟ و هل يأمر الإله بالفسق؟

و الرد بسيط جدا لمن يتدبر لحظة فى الآية و كلماتها بمعناها الصحيح

نحن لا نفسر بالروح القدس و إنما قواعد التفسير معروفة و هى حجة على كل من يدعى علم

و إجابة السؤال ببساطة تكون بالرد على السؤال الآخر:

ما هو الفـــســـــق؟

الرد من لسان العرب:
الفسق هو ترك أمر الله و الخروج على طاعته

و فى كل تفاسير و شروح مادة "ف س ق" فى كل المعاجم العربية تجد أن الأصل فيها هو الترك و الخروج و العصيان

إذن معنى الآية:

و إذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها فتركوا أمرنا و خرجوا على طاعتنا فأهلكناهم

فما هى أوامر الله التى تركوها و خرجوا عليها؟

و القرآن يفسر بعضه بعضا

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ
النحل:90

أى أن الله أمرهم بالعدل و الإحسان و إيتاء ذى القربى أى بكل الخير و الحق و العدل و نهاهم عن الفحشاء و المنكر و البغى

تأمل معى السياق: أمرناهم .... ففسقوا

أى خرجوا على أوامر الله تلك فحق عليهم القول فأهلكهم

و هل يريد الله أن يهلك قرية؟

نــعــم

يريد أن يهلكها إذا استحقت الهلاك عقابا لها

فإن الله لا يتدخل فى إرادة خلقه و إنما هم يقررون أفعالهم بأنفسهم و باختيارهم

و الإنسان مخيّر فيم سيحاسب عليه

فالقرية التى كانت تظلم و تكفر و تعصى يأمرها الله بالحق و العدل و الإيمان و ينهاها عن كل فاحشة من القول و الفعل

فإن اختارت العصيان فإنها تستحق الهلاك و التدمير

و الدليل هو قوله تعالى فى الآية موضع السؤال:

فــحــــــق عليها القول

و قوله تعالى:

وَ أَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ
فصلت: 17

الخلاصة:

كان يمكن أن يكون السؤال ذا موضوعية أكبر و ذا محل لو كانت الآية:

و إذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها فـفســـــدوا ... أو أفــســــدوا فيها

أو يكون النص "أمرناهم بالفسق"

هنا يكون الأمر بالفساد ويكون للسائل موضوع يمكن أن يتكلم فيه

فإن الأمر بالفسق واضح هنا

و لكن عز من قال: فـفســـــقــــوا

أى أنهم عصوا الأمر الموجه إليهم و تركوه

ولو كان الله أمرهم بالفساد و الإفساد ففسدوا فعلا لما كان هذا فسوقا و إنما طاعة لأمر الله بالفساد و الإفساد و سبحانه و تعالى عن ذلك

وإنما هم فــســــقـــــوا

و الفسوق هو عصيان الأمر الموجّه إليهم

أى أن الأمر كان بالعدل و الإحسان و نهى عن الفحشاء و المنكر والبغى

و هم خرجوا عليه

تركوا هذا الأمر

فـــســـــقـــوا

فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً

و زيادة فى الإيضاح فإن فهم المعنى على أن الله قد أمر بالفسق مستحيل عقليا و لغويا

فكيف يأمر الله بعصيان أمره؟

كيف يأمر الله بترك أمره؟

و هل تكون هذه طاعة أم معصية؟

كيف يجتمع الشئ مع نقيضه؟

يستحيل أن يجتمع الأمر مع الأمر بتركه

و من هنا يستحيل حمل معنى الآية على أن الأمر .... هو أمر بالفسق

و فهم الآية على هذا الوجه إنما هو من أمراض العقول

و المعنى الصحيح واضح لمن له الحد الأدنى من العقل الراشد

فسبحان من أنزل الذكر

لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ

Dr-AlGharieb 12.04.2009 12:59

وهذا القول في هذه الآية هو الذي رجحه الشيخ الإمام محمد الأمين الشنقيطي من ضمن أقوال أخرى..ويدل على صحة هذا القول الذي ذكره أخونا أبو جنة قوله تعالى في سورة سبأ( وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ (34)) .
وفي الاية أقوال أخرى ذكرها بعضهم..مثل أمرنا بمعنى أكثرنا وهو لغويا صحيح.. وبعضهم قال أمرنا بتشديد الميم أي صار المترفون هم الأمراء وهذا القول قال به من قرأ بتشديد الميم.
وإن كان أصح الأقوال التي يدل عليها القرآن نفسه هو القول الذي ذكره أخونا الكريم أبو جنة.
جزاكم الله خيرا

أبوجنة 12.04.2009 17:44

جزاك الله خيرا أخى الفاضل دكتور الغريب

و قد عطرت الموضوع بمرورك

و لكن اسمح لى بسؤال:

مَن مِن القراء قرأ أمّرنا بتشديد الميم؟

Dr-AlGharieb 12.04.2009 19:16

بارك الله فيكم .. هي قراءة علي بن أبي طالب وأبي عثمان النهدي ومجاهد والحسن في آخرين ذكرهم صاحب فتح القدير وغيره بارك الله فيكم.

أبوجنة 12.04.2009 20:20

أى أنها قراءة شاذة أو موضوعة و ليست متواترة. و إن كان لا يوجد لها أى سند صحيح ولا ذكر بين القراء ولا حتى فى القراءات الشاذة الأربعة المعروفة مما يخرجها حتى من نطاق القراءات الشاذة
فأظن أنه لا اعتبار لها ولا حتى فى التفسير إلا أن يكون هناك ما لا أعلمه و الله أعلم
بارك الله بك و أحسن إليك أخى الكريم

Dr-AlGharieb 12.04.2009 20:34

لا يا أخي الكريم القراءة الشاذة يستفاد منها في التفسير.. وإلا لما كان ثمت فائدة من ذكر هذه القراءات عند المفسرين ..ولو راجعت قراة ابن مسعود رضي الله عنه في بعض المواضع لوجدت ذلك ..لكن ليس هذا مجال البسط هنا .

أبوجنة 12.04.2009 21:01

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبها abogannah (المشاركة 371)

لا يوجد لها أى سند صحيح ولا ذكر بين القراء ولا حتى فى القراءات الشاذة الأربعة المعروفة مما يخرجها حتى من نطاق القراءات الشاذة

إن عرفت لها سندا صحيحا ولو كان شاذا فأخبرنى به أكرمك الله

أبو عمر الباحث 15.04.2009 00:13



موضوع طيب جدا والله
نفع الله بكم
وبارك الله فيكم
وجزاكم الله خيرا


أبوجنة 15.04.2009 04:27

بارك الله بك و أحسن إليك أخى الكريم الصقر السلفى

و قد فاح أريج الموضوع بمرورك أيضا

أبوحمزة السيوطي 10.05.2009 09:45

رد: الرد على شبهة أمرنا مترفيها ففسقوا فيها
 
قال ابن كثير رحمه الله :
اختلف القراء في قراءة قوله: { أَمَرْنَا } فالمشهور قراءة التخفيف، واختلف المفسرون في معناها، فقيل: معناها أمرنا مترفيها ففسقوا فيها أمرًا قدريًا، كقوله تعالى: { أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلا أَوْ نَهَارًا } [ يونس: 24 ]، فإن الله لا يأمر بالفحشاء، قالوا: معناه: أنه سخرهم إلى فعل الفواحش فاستحقوا العذاب.
وقيل: معناه: أمرناهم بالطاعات ففعلوا الفواحش فاستحقوا العقوبة. رواه ابن جريج عن ابن عباس، وقاله سعيد بن جبير أيضًا.
وقال ابن جرير: وقد يحتمل أن يكون معناه جعلناهم أمراء.
قلت: إنما يجيء هذا على قراءة من قرأ "أَمَّرْنَا مُتْرَفِيهَا" قال علي بن طلحة، عن ابن عباس قوله: { أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا } يقول: سلطنا أشرارها فعصوا فيها، فإذا فعلوا ذلك أهلكتهم بالعذاب، وهو قوله: { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا } [ الأنعام: 123 ]، وكذا قال أبو العالية ومجاهد والربيع بن أنس.
وقال العَوْفِي عن ابن عباس: { وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا } يقول: أكثرنا عددهم، وكذا قال عكرمة، والحسن، والضحاك، وقتادة، وعن مالك عن الزهري: { أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا } : أكثرنا.
وقد استشهد بعضهم بالحديث الذي رواه الإمام أحمد حيث قال: حدثنا روح بن عبادة، حدثنا أبو نعامة العدوي، عن مسلم بن بُدَيْل، عن إياس بن زهير، عن سُوَيْد بن هُبَيْرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: خير مال امرئ له مهرة مأمورة أو سكة مأبورة".
قال الإمام أبو عبيد القاسم بن سلام، رحمه الله، في كتابه "الغريب": المأمورة: كثيرة النسل . انتهى

قلت : أخرج البخاري أيضا عن ابن عباس رضي الله عنهما :
" أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ أَخْبَرَهُ أَنَّ هِرَقْلَ أَرْسَلَ إِلَيْهِ وَهمْ بِإِيلِيَاءَ ثُمَّ دَعَا بِكِتَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ قِرَاءَةِ الْكِتَابِ كَثُرَ عِنْدَهُ الصَّخَبُ فَارْتَفَعَتْ الْأَصْوَاتُ وَأُخْرِجْنَا فَقُلْتُ لِأَصْحَابِي حِينَ أُخْرِجْنَا لَقَدْ أَمِرَ أَمْرُ ابْنِ أَبِي كَبْشَةَ إِنَّهُ يَخَافُهُ مَلِكُ بَنِي الْأَصْفَرِ "

وأَمِرَ أَمْرُ : أي كثر أمره , وقيل : كثر كثيرا كما نقل ابن حجر في الفتح ..

وأخرج البخاري عن ابن مسعود رضي الله عنه في تفسير الآية قال :
"كُنَّا نَقُولُ لِلْحَيِّ إِذَا كَثُرُوا فِي الْجَاهِلِيَّةِ أَمِرَ بَنُو فُلَانٍ "

قال ابن حجر في الفتح :
( قوله باب وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها الآية )
ذكر فيه حديث عبد الله وهو بن مسعود كنا نقول للحي إذا كثروا في الجاهلية أمر بنو فلان ثم ذكره عن شيخ آخر عن سفيان يعني بسنده قال أمر فالأولى بكسر الميم والثانية بفتحها وكلاهما لغتان وأنكر بن التين فتح الميم في أمر بمعنى كثر وغفل في ذلك ومن حفظه حجة عليه كما سأوضحه وضبط الكرماني أحدهما بضم الهمزة وهو غلط منه وقراءة الجمهور بفتح الميم وحكى أبو جعفر عن بن عباس أنه قرأها بكسر الميم وأثبتها أبو زيد لغة وأنكرها الفراء وقرأ أبو رجاء في آخرين بالمد وفتح الميم ورويت عن أبي عمرو وبن كثير وغيرهما واختارها يعقوب ووجهها الفراء بما ورد من تفسير بن مسعود وزعم أنه لا يقال أمرنا بمعنى كثرنا إلا بالمد وأعتذر عن حديث أفضل المال مهرة مأمورة فإنها ذكرت للمزاوجة لقوله فيه أو سكة مأبورة وقرأ أبو عثمان النهدي كالأول لكن بتشديد الميم بمعنى الأمارة واستشهد الطبري بما أسنده من طريق على بن أبي طلحة عن بن عباس في قوله أمرنا مترفيها قال سلطنا شرارها ثم ساق عن أبي عثمان وأبي العالية ومجاهد أنهم قرؤوا بالتشديد وقيل التضعيف للتعدية والأصل أمرنا بالتخفيف أي كثرنا كما وقع في هذا الحديث الصحيح ومنه حديث خير المال مهرة مأمورة أي كثيرة النتاج أخرجه أحمد ويقال أمر بنو فلان أي كثروا وأمرهم الله كثرهم وأمروا أي كثروا وقد تقدم قول أبي سفيان في أول هذا الشرح في قصة هرقل حيث قال لقد أمر أمر بن أبي كبشة أي عظم واختار الطبري قراءة الجمهور واختار في تأويلها حملها على الظاهر وقال المعنى أمرنا مترفيها بالطاعة فعصوا ثم أسنده عن بن عباس ثم سعيد بن جبير وقد أنكر الزمخشري هذا التأويل وبالغ كعادته وعمدة إنكاره أن حذف ما لا دليل عليه غير جائز وتُعُقِب بأن السياق يدل عليه وهو كقولك أمرته فعصاني أي أمرته بطاعتي فعصاني وكذا أمرته فامتثل . انتهى

وجزاكم الله خيرا



جميع الأوقات حسب التوقيت الدولي +2. الساعة الآن 05:31.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.