منتديات كلمة سواء الدعوية للحوار الإسلامي المسيحي

حُكِيَ في بطون الأسفار

قصة فيها حكمة واعتبار

عن أحد الملوك الأجواد

الكبراء الأسياد

كان مرة في رحلة صيد غزلان

فمَرَّ بشيخٍ عليه علامات الشبان

يزرع شجرة جوز

قرب شجرة لوز

فأقبل عليه مستفهما

ولم يكن لعقلِهِ متَّهما:

ما بالُك تزرع ما لا تجني ثمارهُ بنفسك؟

وتُتعِب جسدك بدل أن تحتفظ ببأسِك

فقال الفلاح:

بسرور وانشراح

نأكُل ما قد زرع أجدادُنا

ونزرع ليأكُل من بعدنا أحفادُنا

فاستحسَنَ الملك ما قال

وأمرَ له بألف دينارٍ في الحال

تناولها الشيخ قائلاً شاكِرا

ما أضحى به ظافرا

إن أشجارَ الناسِ يا سيّدي المفضال

تثمر بعد سنوات طوال

أما شجرتي التي أقوم بوضعها

أثمرت ساعة زرعها

فازدادَ الملِكُ إعجابا

بما قال الشيخ جوابا

وأمر له بألف دينارٍ أخرى

والشيخ مندهش مما يسمع ويرى

ففاضت الحكمة على لسان الشيخ ينبوعا

فقال: يا سيدي، زاد الله جذوع مملكتك فروعا

تعطي أشجار الناس محصولها مرة كالعادة

وأما شجرتي فقد قدَّمَت لي محصولين ويمكن زيادة

فازدادَ الملك انبهارًا من حكمته

وأمر له بألف ثالثة لسرعة بديهته

وأسرع إلى جواده العظيم

قائلاً: أيها الشيخ الحكيم

لا أجرؤ على البقاء معك أكثر

حتى لا يستنفد فكرك المنوّر

ما في خزائني من مالٍ وطحين وسُكَّر

منقول