.. عاجل بشرى المؤمنين ..
ما المقصود بعاجل بشرى المؤمن؟ عاجل بشرى المؤمن أن يعمل المؤمن العمل الصالح مخلصـا لله فيه ، لا يرجو به غير وجه الله ،فيطلع الناس عليه فيثـــنوا عـليه به ،فيسره ذلك ويستبشر به خيرا ، فتلك عاجل بشرى المؤمن . ومن ذلك الر ؤيا الصالحة يراها في نومه أو تُرى له . ومن ذلك وقوع محبته في قلوب الناس ،ورضاهم عنه . ومن ذلك أن يجد في نفسه راحة للعمل الصالح وانشراح صدر . ويكون ذلك وأمثاله من دلائل محبة الله له وقبول عمله ، فيعـجل الله لـه البشرى في الدنيا بهذا الـثناء والرضاوالقبول من الناس ، ويدخر له في الآخرة جز يل الثواب . روى البخاري ومسلم عن أبي هُرَ يْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : .(إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَبْدَ نَادَى جِبْرِيلَ :إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَــأَحْبِبـْهُ . فَيُحِبُّهُ جِبْرِ يلُ، فَينادِي جِبْرِ يلُ فِي أهل السَّمَاءِ : إِنَّ اللَّهَ يُحِـبُّ فُلَانًا فَأَحِبُّوهُ فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي الْأَرْضِ).ورواه الترمذي وزاد : فَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ : .(إِنَّ الَّلذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصـَالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمْ الرَّحْمَـنُ وُدًّا.) قـال النووي رحمه الله :وَمَعـْنَى .( يُوضـَع لَهُ الْقبُول فِي الْأَرْض .) أَيْ : الْحُبّ فِي قُلوب النَّـاس , وَرِضَاهُمْ عَنْهُ , فَـتمِيل إِلَيْهِ الْقُلُوب , وَتَرْضَى عنـْهُ. وَقَدْ جَاءَ فِي رِوَايَة : فَتُوضَع لَهُ الْمَحَــبَّة.. انتهى . وقال ابن كثير رحمه الله : يخـبر تعالى أنه يغرس لعباده المؤمنين اللذين يعملون الصالحات في قلوب عباده الصالحين مودة ، وهذا أمرلا بدمنه ولا محيد عنه انتهى . تفسير ابن كثير وراجع : فتح القدير وروى مسلم عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه قَالَ : قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَرَأَيْتَ الرَّجُلَ يَعْمَلُ الْعَمَلَ مِنْ الْخَيْرِ وَ يَحْمَدُ هُ النَّـاسُ عَلَيْهِ ؟قــَالَ: .(تِلْكَ عَاجِلُ بُشْرَى الْمُؤْمِنِ). قال النووي رحمه الله : " قَالَ الْعُلَمَاء : مَعْنى ههَذِهِ الْبُشْرَى الْمُعَجَّلَة لَهُ بِالْخَيْرِ , وَهِيَ دَلِيل عَلَى رِضَاءاللَّه تَعَالَى عَنـْهُ ,وَمَحَـبَّته لـَهُ , فَيُحَبِّبهُ إِلَى الْخَلْق كَمَا سَـبَقَ فِي الْحَـدِيث , ثُمَّ يُوضَع لَهُ الْقَبُول فِي الْأَرْض.هـَذَا كُلّه إِذَا حَمِدَهُ النَّاس مِنْ غَيْر تَـعَرُّض مِنْهُ لِحَـمْدِهِمْ , وَإِلَّا فَالتَّعَرُّض مـَذْمُوم .انتهى . وقال ابن الجوزي رحمه الله : والمعنى : أن الله تعالى إذا تقبل العمل أوقع في القلوب قبول العامل ومدحه ، فيكون ما أوقع في القلوب مـبشر بالقبول ،كما أنه إذا أحب عبدا حببه إلى خلقه وهم شهداء الله في الأرض .كشف المشكل ص245 وقا ل السيوطي رحمه الله : أي هذه البشرى المعجلة دليل للبشرى المؤخرة إلى الآخرة انتهى . شرح السيوطي على مسلم 5 / 556 وسئل ابن عثيمين :مـا معنى الحديث الذي يقول : (. تلك عاجل بشرى المؤمن).؟ فأجاب رحمه الله تعالى : المؤمن يبشر في الـدنيا بعمله الصـالح من عدة وجوه : أولا : إذا شرح الله صدره إلى اعمل الصالح وصار يطمئن إليه ويفرح به كان هذا دليلا على أن الله تعالى كتبه من السعداء ؛ لقول الله تبارك وتعالى: .( فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَبِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى .) فمن بشرى المؤمن أن يجد من نفسه راحة في الأعمال الصالحة ورضابها وطمأنينة إليها ؛ ولهذا كانت الصلاة قرة عين رسو ل الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم . ومن البشرى للمؤمن : أن يثني الناس عليه خيرا ؛ فإن ثناء الناس عليه بالخير شـهادة منهم له على أنه من أهل الخير . ومنها : أن تُرى له المــرائي الحسنة في المنام. انتهى باختصار .فتاوى نور على الدرب 111 / 45-46 وعن أبي هُرَ يْرَ ةَ رضي الله عنه قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : .( لَمْ يَبـْقَ مِنْ النُّبُوَّةِ إِلَّا الْمُبَشِّرَاتُ ).، قـَالُوا: وَمــا الْمُبَشِّرَاتُ ؟ قَالَ :.( الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ ). وعن أبي الدَّرْدَاءِ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في قـَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى : .(لَهُمْ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ), فَقَالَ : (. هِيَ الرُّؤْيَاالصَّالِحَةُ يَرَاهَا الْمُسْلِمُ أَوْتُرَى لَهُ ). وصححه الألباني في صحيح الترمذي . قـال السعدي رحمه الله : " أماالبـشارة في الدنيا ، فهي :اـثناء الحسن ، والمودةفي قلوب المؤمنين ،والرؤيا الصالحة ، ومـــا يراه الـعـبد من لطـــــف الله بــــه وتيـسير ه لأحسن الأعمال والأخــــلاق ، وصرفه عن مســاوئ الأخـلاق " انتهى . تفسير السعدي رحمه الله" ص 368 منقول من موقع سؤال وجواب ... |
جزاكم الله خيرا اخي ابا جعفر
موضوع قيم جزى الله الكاتب والناقل خير الجزاء تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال |
ولكم شكر الله
وأحسن لكم وأجزل المثوبة بوركتم |
جميع الأوقات حسب التوقيت الدولي +2. الساعة الآن 20:35. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.