بين الامس واليوم (عبرة من التاريخ )
:bismillah2: يقول المؤرخ ابن الأثير في كتابة النفيس الكامل في التاريخ وهو يصف واقعاً شديد الشبه بحال الأمة الإسلامية الآن إذ يقول في أحداث سنة 361 هجرية, وكانت الخلافة العباسية وقتها قد بلغت حالة شديدة من الضعف والتردي بسبب ضعف مركز الخلافة وتسلط الدولة البويهية الشيعية على العراق, حتى أن السلطان البويهي كان هو الحاكم الفعلي والحقيقي للخلافة، والخليفة مجرد صورة ومنصب شرفي ورمز ديني لا أمر له ولا نهي، وهذه الحالة بالغة السوء شجعت أعداء الإسلام في الهجوم على بلاد الإسلام . يقول ابن الاثير رحمه الله : في هذه السنة ( 361 هجرية ) أغار ملك الروم على 'الرها' ونواحيها, وساروا في ديار الجزيرة حتى بلغوا نصيبين - في 'سوريا الآن' - فغنموا وسبوا وأحرقوا وضربوا البلاد, وفعل مثل ذلك بديار بكر, ولم يكن من أبي تغلب بن حمدان 'والي الموصل' في ذلك حركة ولا سعي في دفعه, ولكنه دفع إليه مالاً عظيماً ليرده، فسار جماعة من أهل تلك البلاد إلى بغداد مستنفرين, وقاموا في الجوامع والمشاهد واستنفروا المسلمين, وذكروا ما فعله الروم من النهب والقتل والأسر والسبي فاستعظمه الناس، وخوّفهم أهل الجزيرة من انفتاح الطريق وطمع الروم، فهاجت العامة وقصدوا دار الخليفة وأغلقت الأسواق, وكان (بختيار السلطان البويهي) وقتها يتنزه بنواحي الكوفة ويصطاد هناك، فخرج إليه علماء بغداد ووجوهها منكرين عليه اشتغاله بالصيد وقتال 'عمران بن شاهين' أمير البطائح وهو مسلم، وترك جهاد الروم ومنعهم عن ديار الإسلام حتى توغلوا فيها، فوعدهم بالتجهّز للغزاة, وأرسل لقائد جيشه يأمره بالتجهيز للغزو واستنفار الناس، ففعل القائد ذلك واجتمع من المسلمين عددًا كثيرًا لا يحصون كثرة، وكتب 'بختيار' إلى 'أبي تغلب الحمداني' يأمره بإعداد المسيرة والعلوفات اللازمة، ثم أرسل 'بختيار' إلى الخليفة 'المطيع لله' يطلب منه مالاً يخرجه في الغزوة، فقال 'المطيع': (( إن الغزاة والنفقة عليها وغيرها من مصالح المسلمين تلزمني إذا كانت الدنيا في يدي وتجبى إليّ الأموال، وأما إذا كانت حالي هذه فلا يلزمني شيء من ذلك, وإنما يلزم مَن البلاد في يده, وليس لي إلا الخطبة, فإن شئتم أن اعتزل فعلت )), وترددت الرسائل بينهما حتى بلغوا إلى التهديد، فبذل 'المطيع لله' أربعمائة ألف درهم, فاحتاج إلى بيع ثيابه وأنقاض منزله وغير ذلك, وشاع في الناس حتى خراسان أن الخليفة قد صودر ماله, فلما قبض 'بختيار' المال صرفه في مصالحه، ثم يعلّق ابن الأثير على الحادثة بأبلغ عبارة فقال: ((( وبطل حديث الغزاة ))) . ولاحول ولاقوة الابالله الكامل في التاريخ لابن الاثير احداث سنة 361 هـ مفكرة الاسلام بتصرف وزيادة |
لا حول ولا قوة إلا بالله
اقتباس:
اللهم امنن علينا بنصر قريب تشفي به صدور المسلمين وتقر به أعين الموحدين وتخذل به أعداء الدين جزاك الله خير الجزاء أخي الفاضل جادي وسلمت يمناك |
جزاكِ الله خيرا اختنا نورا بارك الله فيكِ ونفع بكِ ورزقكِ الجنة
آمين لما دعوتِ اختنا الفاضلة |
جميع الأوقات حسب التوقيت الدولي +2. الساعة الآن 18:10. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.