منتديات كلمة سواء الدعوية للحوار الإسلامي المسيحي

منتديات كلمة سواء الدعوية للحوار الإسلامي المسيحي (https://www.kalemasawaa.com/vb/index.php)
-   إجابة الأسئلة ورد الشبهات حول القرآن الكريم (https://www.kalemasawaa.com/vb/forumdisplay.php?f=49)
-   -   المسيح هو كلمة الله !! رد شامل (https://www.kalemasawaa.com/vb/showthread.php?t=28262)

حارس الحدود (أستاذ باحث) 10.12.2016 23:30

المسيح هو كلمة الله !! رد شامل
 
قال المعترض :
المسيح هو كلمة الله " وكلمته ألقاها إلى مريم " .
ويقول الله " وكلمة الله هي العليا " .

حارس الحدود (أستاذ باحث) 10.12.2016 23:38

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... بسم الله الرحمن الرحيم .. وبعد :
قال ابن أبي العز الحنفي رحمه الله في شرحه على الطحاوية :
"وهذا الذي أفسد الدنيا والدين -يقصد التأويل- وهكذا فعلت اليهود والنصارى في نصوص التوراة والإنجيل، وحذرنا الله أن نفعل مثلهم، وأبى المبطلون إلا سلوك سبيلهم، وكم جنى التأويل الفاسد على الدين وأهله من جناية، فهل قتل عثمان رضي الله عنه إلا بالتأويل الفاسد؟ وكذا ما جرى في يوم الجمل وصفين، ومقتل الحسين والحرة؟ وهل خرجت الخوارج واعتزلت المعتزلة ورفضت الروافض، وافترقت الأمة على ثلاث وسبعين فرقة إلا بالتأويل الفاسد؟!" )1( .
هذا الموضوع قديم قدم الزمان وقد تم الرد عليه مراراً وتكراراً وفندوه وأبطلوا من زعم أن الله هو المسيح استنادا إلى أن المسيح هو كلمة الله .
ردَّ حراس العقيدة على هذا الموضوع .
لتشاهد ردَّ مركز الإسلام ويب على الموضوع .
لتشاهد رداً آخر من مركز الإسلام ويب على هذه الفرية .
لتشاهد رد فرسان منتدى ابن مريم على الموضوع .
لتشاهد رد الدكتور منقذ بن محمود السقار على الموضوع .
وهذا محمد صالح المنجد يرد على موضوع كلمة الله :
https://youtu.be/S2cPX5ICh4U
وهذا رد الدكتور منقذ السقار على الموضوع :
https://www.youtube.com/watch?v=T-GolwX09wQ
وهذا رد العلامة ديدات على هذا الموضوع :
https://www.youtube.com/watch?v=OPfrnxmd2xU
رد الدكتور فاضل سليمان على هذا الموضوع :
https://youtu.be/ZdpjzesqtDI
تحميل كتاب ابن تيمية رحمه الله في الرد مسألة كون المسيح كلمة الله .. كتاب رائع ويفند أقوالهم ويرد عليها رد منطقي .. حمل من هنا

رد مختصر :
" كلمة الله " جملة مركبة من مضاف ومضاف إليه ، فهل كل مضاف إلى الله يكون صفة من صفاته ؟ الجواب : لا ، لأننا لو قلنا بهذا سنصطدم بآيات في القرآن بل وفي الكتاب المقدس يضاف فيها الشيءُ إلى الله وليس من صفاته ، كقوله تعالى " ناقة الله " ، وكقولنا بيت الله وأرض الله وسيف الله .. الخ .
فلو قلنا أن كل مضاف لله تعالى إله أو صفة من صفاته ، فهذه الآيات ستكذبنا .
ولو قلنا أن كل مضاف لله مخلوق ، فإننا سنصدم بآيات ونصوص أخرى تجعل هذا القول لا ينضبط ولا يستقيم ، كقولنا " علم الله – حياة الله – قدرة الله – قوة الله " .
لذلك يجب التفريق بين المضاف إلى الله منفصلا عنه قائماً بذاته كالناقة والبين والأرض فهذا النوع من المضاف مخلوق لا مرية ولا شك ، لكنه أضيف إلى الباري جل في علاه تشريفاً وتكريماً ، وبين المضاف إلى الله غيرَ منفصل عنه وهو صفة من صفاته ، فيكون هذا من باب إضافة الصفة للموصوف ، وصفة الرب تبارك اسمه تابعة للموصوف لا تفارقه ، وهذا النوع من المضاف غير مخلوق ولا يستقل بنفسه .
ولا شك ولا مرية أن كلمة الله هي صفة مضافه تابعه للموصوف تلازمه ولا تفارقه ، وليست – أي كلمة الله – منفصلة عنه بل قائمة بذاتها حتى يقال إن المسيح هو الكلمة أو يقال أنه الجوهر .
لكن هل المسيح هو )الكلمة( وهو الرب ؟
الله تعالى قال " وكلمته ألقاها "هل يليق بالرب الخالق أن يلقي نفسه ؟ لا تقل الآب ألقى الإبن ، فأنت لابد أن تثبث لي كون الله ذو ثلاثة أقانيم ، الأقنوم الأول ليس هو الثاني والثاني ليس هو الثالث من كلام المسيح ، كما يقول الكتاب المقدس " إذا الإيمان بالخبر والخبر بكلمة الله " .
وكذا القول بأن الآب أرسل الإبن فهذا يعني أنهما شخصان وليس شخصا واحداً ، فلو كانوا واحد فما المانع من أن يكون الآب هو من تجسد لماذا الإبن ، فهذا التخصيص يُحيز ويقسم الإله ويعطي لكل شخص وظيفة ، وهذا هو الشرك بعينه .
ثم كيف ألقي الإبن بدون انفصال مع الآب ؟ فإن قلت أن الجوهر يملئ المكان ، فلماذا خصصتم حلوله بالإبن دون الآب ؟ وإن قلت الإبن كان في الجسد ، أي في مكان دون مكان ، فهذا تحيز والله ليس متحيزاً ، فهلا دللتمونا كيف يظهر الإبن دون الآب ؟
ولا شك إذا ربطوا قوله تعالى " وألقاها إلى مريم " بالآب والإبن .. فإن هذا مُحال لأن المُلْقَى غير المُلْقٍي ولا يكونان واحداً إلا في دماغ من لا حظ له في اللغة .
وكذلك قوله تعالى " بكلمة منه " نكرة في الإثبات أي أنه كلمة من كلمات الله ، وليس هو كلامه كله ، وهذا يفتح لنا باب آخر للقول بأن هناك آلهة أخرى غير الإبن الكلمة ، فللرب كلمات .
فالآية لا تخدم ما رام إليه القوم وإنما تدينهم .
إذن ما معنى كلمة الله ؟
كلمة الله التي استعملت في خلق المسيح ، هل كلمة في الحقيقة خرجت من الفم وهي التي خلق بها المسيح ، وهذا وارد حتى في العهد القديم عن كلمة الله فنقرأ مثلا في إشعياء ٥٥:‏١١ هكَذَا تَكُونُ كَلِمَتِي الَّتِي ‍تَخْرُجُ مِنْ فَمِي. لاَ تَرْجعُ إِلَيَّ فَارِغَةً، بَلْ تَعْمَلُ مَا سُرِرْتُ بِهِ وَتَنْجَحُ فِي مَا أَرْسَلْتُهَا لَهُ. كذلك ما ورد في المزامير ٣٣:‏٦ بِ‍كَلِمَةِ الرَّبِّ صُنِعَتِ السَّمَاوَاتُ، وَبِنَسَمَةِ فِيهِ كُلُّ جُنُودِهَا.
أي أن الله تكلم بكلام ، هذا الكلام خلق به السماوات والأرض .
ويتكلم إرميا على شعبه الذين رفضوا كلمة الرب ويعاتبهم فيقول إرميا ٨:‏٩ خَزِيَ الْحُكَمَاءُ. ارْتَاعُوا وَأُخِذُوا. هَا قَدْ رَفَضُوا ‍كَلِمَةَ الرَّبِّ، فَأَيَّةُ حِكْمَةٍ لَهُمْ؟
فهل شعب إرميا رفضوا المسيح ؟ رفضوا الإبن ؟ أم رفضوا تعاليم الله ؟
لنقرأ هذا النص لنعرف ماذا قصد إرميا بكلمة الله ... إرميا ١٤:‏١ كَلِمَةُ الرَّبِّ الَّتِي صَارَتْ إِلَى إِرْمِيَا مِنْ جِهَةِ الْقَحْطِ .
شعب إرميا صاحوا قالوا له أين هي كلمة الرب إرميا ١٧:‏١٥ ؟ فقال لهم إرميا هذه هي كلمة الرب إرميا ١٩:‏٣ اسْمَعُوا كَلِمَةَ الرَّبِّ يَا مُلُوكَ يَهُوذَا وَسُكَّانَ أُورُشَلِيمَ. هكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ إِلهُ إِسْرَائِيلَ: هأَنَذَا جَالِبٌ عَلَى هذَا الْمَوْضِعِ شَرًّا، كُلُّ مَنْ سَمِعَ بِهِ تَطِنُّ أُذْنَاهُ.
إذن كلمة الله لشعبه هي " هأَنَذَا جَالِبٌ عَلَى هذَا الْمَوْضِعِ شَرًّا، كُلُّ مَنْ سَمِعَ بِهِ تَطِنُّ أُذْنَاهُ " .
وكذلك كلمة الله في القرآن الكريم هي " كن " قال تعالى " بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ " [ البقرة : 117 ].
قال تعالى " إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ " [ النحل : 40 ] .
وقال تعالى " إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ " [ يس : 82 ] .
فكونه قال " كن " فهذه هي كلمة الله التي خلق بها المسيح عليه الصلاة والسلام ، والله سبحانه وتعالى بين أن ما وجد بكلمة كن فهو مخلوق فقال " ‏كذلك الله يخلق ما يشاء ، إذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون ".
ولو تتبعنا قصة ولادة المسيح فإن الله ختم القصة بقوله سبحانه " ذلك عيسى ابن مريم قول الحق الذي فيه يمترون  ما كان لله أن يتخذ من ولدٍ سبحانه إذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون " ، فاليهود اتهموا المسيح كيف يولد ولا أبّ له ! فرد الله عليهم بأن كون المسيح بلا أب إنما هو قضاء قضاه الله على المسيح بقول كن فكان ، ولهذا سمي بكلمة الله نسبة إلى أنه خلق ب " كن " بدون أب .
لذلك ربنا تبارك وتعالى ذكر لنا أن المسيح مثل آدم ، فكما أني خلقت المسيح بكلمة مني بدون أب ، فأدم أيضا خلقته بكلمة مني بدون أب أو أمّ ، وكلاهما خُلق ب " كن " قال سبحانه وتعالى " إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ " [ آل عمران : 59 ].
خلاصة الكلام :
كلمة الله كونية ودينية ! كونية هي كقوله للشيء كن فيكون والدينية هي شريعته وكتبه وكلامه ... !
فهذه الكلمة التي أرسلت لخلق المسيح كونية التي يخلق الله بها مخلوقاته وهي " كن " وليس المسيح هو كلمة " كن " .
أما ربط هذا الموضوع بقوله تعالى " وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ " .
فهي محاولة ماكرة لبتر النصوص وطمس المعنى الحقيقي ، قال تعالى " إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ " [ التوبة : 40 ] .
الآية تتحدث عن هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وتأييده بالنصر على أعداءه لما تبعته قريش لقتله ، فأيده الله بنصره ، وجعل كلمة الكفار بالنصب وهي الشرك مقهورة مذلولة ، وكلمةُ الله بالرفع التي هي التوحيد والشهادة وهي ضد الشرك والكفر ، وبمعنى آخر أبلغ وأشمل قال تعالى " كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ " [ المجادلة : 21 ].
فهذه هي كلمةُ الله التي كانت ولازالت عُلْيَا وجاءت بالرفع غير مردودة على كلمةَ – بالنصب - الذين كفروا ، وليست كلمة الله هنا المسيح كما زعم كسير عوير على قناة عوراء .
وإن كنتم ممن يهوى النقل وتأويل النصوص فلماذا تجاهلتم هذه الآيات البينات ، التي تدل دلالة ضمنية صريحة فصيحة على أن المسيح مخلوق وعبد وليس بإله ، كقوله تعالى " مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (75) قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (76) قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ ".
وقال تعالى " لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا ".
وقال تعالى " لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَابَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ " .
قال تعالى " وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ (57) وَقَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ (58) إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلًا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ (59) وَلَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنْكُمْ مَلَائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ ".
المسيح عبد رسول له رب واله وهذا ما يوافق ما سطر في كتابكم المقدس .. وليس بإله ولا نصف إله .
ختامها مسك :
عندي سؤال لعل من تزعم تأويل النصوص وفبكرتها ليدعم دينه وعقيدته الناقصة يرد عليه .
سؤال كالتالي :
أين قال المسيح أنا الكلمة ؟ أو نادوا على يسوع بالكلمة ؟
هذا والله أعلم . انتهى

ــــــــــــــــــــــــــــــــ
)1((شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز الحنفي: ص:188( .


جميع الأوقات حسب التوقيت الدولي +2. الساعة الآن 21:22.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.