و الذين آمنوا أشد حبا لله
بســــــــــــــــــم الله الرحمـــــــــــــن الرحيـــــــــــــــــــم ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ بعد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله عليه الصلاة والسلام أما بعد: فإخوتاه . . . لو رأيتم أرباب القلوب والأسرار، وقد أهبة التعبد فى الأسحار، وقاموأ فى مقام الخوف على قدم الاعتذار، ( يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار ). الدعاء والمناجاة والتضرع والأفتقار بالأسحار، عبادة لها لذة، والسعيد من قام فى السحر يناجى ربه ويتملقه، ليستنشق نسيم الأنس بالله، فوالله ثم وتالله لو شممت نسيم الأسحار لاستفاق منك قلبك المخمور. ليس فى الدنيا شئ يشبه نعيم أهل الجنة إلا حلاوة المناجاه فى القيام رزقنا الله وإياكم إياها آآآآآمين ارجوا من جميع إخوانى وأخواتى أن يكتبوا لنا ما أحسه فى نسيم الأسحار وما هو معنى حبه لله هيا حتى نتعلم من بعضنا هذه الأية ( والذين أمنوا أشد حبا لله ) سبحانك خالقى . . أنت غياث المستغيثين، وقرة أعين العابدين، وحبيب قلوب الزاهدين إلهى . . ما أشوقنى إلى لقائك، يا حبيب التائبين، ويا سرور العابدين، ويا أنيس المنفردين، ويا من حبب إليه قلوب العارفين يا من أذاق قلوب العابدين لذيذ الحمد إلهى . . كيف أنقلب من عندك محروما وقد كان حسن ظنى بك منوطا إلهى . . ما طابت الدنيا إلا بذكرك وما طابت الأخرة إلا بعفوك وما طابت الجنة إلا لرؤيتك يا قرة عيون الموحدين ويا أنيس الذاكرين ياااااااااربى فى إنتظار إحساساتكم ومشاعركم فى هذا الباب فلا تبخلوا علينا يا أصحاب القلوب المتدفقة بالمشاعر الجياشة بحب الله بالله عليكم لا تبخلوا علينا علمونا كيف نحب الله اللهم ارزقنا حبك وحب من يحبك وحب عمل يقربنا إلى حبك آآآآآآآآآآآمين |
يا رب جئتك أجمل الكلمات وأحسن العبارات لدى رب الأرض والسماوات قول العبد يا رب أذنبت يا رب أسئت يا رب أخطأت وأسمع جوابها إذ رضي عنك عبدي قد غفرت وسامحت وسترت وصفحت وتذكر)وإني لغفارٌ لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى( الإعتراف بالإقتراف طبيعة الأشراف، قف بالباب وقل أذنبنا وطف بتلك الديار وقل تبنا وارفع يديك وقل أنبنا(أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه والله غفور رحيم) إطرح نفسك على عتبة الباب ومد يدك وقل ياوهاب، أرغم أنفك بالطين وناد رحمتك ارجو يارب العالمين |
ارجوا من جميع إخوانى وأخواتى أن يكتبوا لنا ما أحسه فى نسيم الأسحار وما هو معنى حبه لله هيا حتى نتعلم من بعضنا هذه الأية ( والذين أمنوا أشد حبا لله ) |
فى إنتظار إحساساتكم ومشاعركم فى هذا الباب فلا تبخلوا علينا يا أصحاب القلوب المتدفقة بالمشاعر الجياشة بحب الله بالله عليكم لا تبخلوا علينا علمونا كيف نحب الله اللهم ارزقنا حبك وحب من يحبك وحب عمل يقربنا إلى حبك آآآآآآآآآآآمين |
اللهم بك تفرد المتفردون في الخلوات ، ولعظمتك سبحت الحيتان في البحار الزاخرات، ولجلال قدسك اصطفت الأمواج المتلاطمات، أنت الذي سجد لك سواد الليل وضوء النهار، والفلك الدوار، والبحر الزخار، والقمر النوار، وكل شيء عندك بمقدار !! 0 طوبى لقلوب ملأتها خشيتك ، واستولت عليها محبتك، فمحبتك مانعة لها من كل لذة غير مناجاتك ، والاجتهاد في خدمتك، وخشيتك قاطعة لها عن كل معصية، خوفاً لحلول سخطك !! |
إلهى يا لطيف أجب دعائى وجد لى بالرضا وأدم هنائى ... إلهى قد أتيتك بانكسارى ومالى حيلة إلا رجائى ... إلهى أنت تعلم ما أعانى فمن بنفحة فيها دوائى ... إلهى أنت مقصودى وذخرى وجودك سيدى يمحو شقائى ... وقفت ببابك الأعلى ذليلا وحاشا أن أرد بلا عطاء ... إليك أبث شكواى وحزنى وعندك يا كريم شفاء دائى ... إلهى إننى عبد فقير فحقق بغيتى واكشف بلائى ... إلهى أنت تعطى من تشاء بمحض الفضل منك بلا عناء ... إلهى لا تعاملنى بفعلى وعاملنى بجودك والسخاء ... وبعد الإنكسار وحسن ظنى هل الحرمان تجعله جزائى ... بسطت بالافتقار يدى لربى ومن ذنبى أذوب من الحياء ... إلهى نجنى من كل كرب وقربنى إليك وزد صفائى |
ليس فى الدنيا شئ يشبه نعيم أهل الجنة إلا حلاوة المناجاه فى القيام رزقنا الله وإياكم إياها آآآآآمين |
قيام الليل .. زاد الطريق ومدد الروح وجلاء القلوب .. اللمسات الحانية للقلب المُتعب المكدود .. حين يضمُّ الليل جناحه الرهيب على الدنيا ، وتعمّ السكينة أرجاء المكان إلا من نبضات قلب واجف ضعيف ، قد اكتنفته ظلمات الدجى والشك والجزع .. يأتي قيام الليل ليسرج النور الخالد .. ويبدد بصفائه وقوته كل ما حاك في صدر المؤمن من الحيرة والخوف والتردد . إنه الصلة العميقة بالله عز وجل .. إنه جبين يتمرّغ إخباتاً .. وعين تدمع خشيةً .. وقلب يتذكر رغبة ورهبة ، فيشتد عود الإيمان والثقة في النفس ، حتى تخضّر براعمه صبراً ، وتمتد فروعه سكينة، وتضرب أصوله يقيناً، فترى القلب لما تتلظى عليه هاجرة الصعاب .. يأوي إلى مصلاه ، يستظل أفياءه ويستقي ماءه . ركعات السحر تسكب في القلب أنساً وراحة وشفافية، قد لا يجدها العبد في صلاة النهار وذكره، والله الذي خلق هذ القلب يعلم مداخله وأوتاره، ويعلم ما يتسرب إليه، وما يوقع عليه، وأي الأوقات يكون أكثر تفتحاً واستعداداً وتهيئاً، وأي الأسباب أكثر تعلقاً، وأشد تأثيراً فيه. يا رجال الليل جِدوا == رب صوت لا يرد ما يقــوم الليل إلا == من له عزم وجـد ما أحوج الإنسان لخلوة بربه، ومولاه يناجيه، ويدعوه، ويتلذذ بالتعبد بين يديه، والتقرب إلى أكنافه، والانطراح إلى جنابه، يستمد منه العون، يستلهم منه التوفيق، ويسترشد به ملامح الطريق ! ها هو نبي الله صلوات ربي عليه وسلامه يقول: ( أتاني جبريل فقال: يا محمد! عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزي به، واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل، وعزه استغناؤه عن الناس ) . وقال الواصف في وصف أصحابه الكرام رضوان الله عليهم : « وهل كان أصحاب رسول الله إلا شباباً، شباب مكتهلون في شبابهم، ثقال عن الشر أعينهم، بطيئة عن الباطل أرجلهم، قد نظر إليهم في جوف الليل، منثنيةً أصلابهم بمثاني القرآن، إذا مر أحدهم بآية فيها ذكر الجنة، بكى شوقاً إليها، وإذا مر بآية فيها ذكر النار شهق شهقة كأن زفير جهنم في أذنيه، قد وصلوا كلالهم بكلالهم، كلال ليلهم بكلال نهارهم، قد أكلت الأرض جباههم وأيديهم وركبهم، مصفرة ألوانهم، ناحلة أجسامهم من طول القيام وكثرة الصيام، مستقلين لذلك في جنب الله، وهم موفون بعهد الله، منجزون لوعد الله، إذا رأوا سهام العدو فوقت ورماحه قد أشرعت، وسيوفه قد انتضيت، وأبرقت الكتيبة وأرعدت بصواعق الموت، استهانوا بوعيد الكتيبة، لوعيد الله، مضى الشاب منهم قدماً حتى تختلف رجلاه عن عنق فرسه، قد اختضبت محاسن وجهه بالدماء، وعفر جبينه في الثرى، وأسرعت إليه سباع الارض، فكم من عين في منقار طائر طالما بكى صاحبها من خشية الله، وكم من كف قد بانت بمعصمها، طالما اعتمد عليها صاحبها في سجوده في جوف الليل لله، وكم من خد رقيق وجبين عتيق قد فلق بعمد الحديد، رحمة الله على تلك الأبدان، وأدخل أرواحها الجنان » قال ابن كثير في ترجمة السلطان الزاهد المجاهد، نور الدين زنكي: « إن جماعة من العبّاد ممن يعتمد على قولهم دخلوا بلاد القدس للزيارة أيام أخذ القدس الفرنج فسمعوهم يقولون أن القسيم ابن القسيم يعنون نور الدين له مع الله سر، فإنه لم يظفر وينصر علينا بكثرة جنده وجيشه، وإنما يظفر علينا وينصر بالدعاء وصلاة الليل، فإنه يصلي بالليل ويرفع يده إلى الله ويدعوه، فإنه يستجيب له ويعطيه سؤله فيظفر علينا، قال: فهذا كلام الكفار في حقه » . جمع الشجاعة والخشوع لربه == يا حبذا المحراب في المحراب أين نحن من هؤلاء الأبرار ؟ وهل لواحدٍ منا العذر عند الله في تخلفه عن هذا الركب؟ وأخذه لهذا الزاد ؟ إنه في مقدورنا وفي إمكاننا فلا نحرم أنفسنامنه، ونضيع أعمارنا ونحن نلهث وراء السراب، بل يجب أن يكون واقع المسلم تطبيقًا لما يدعو إليه، وأن يكون كل مواقفه شهادة له لا عليه . |
هل من الممكن أن يصير الليل المظلم مُشرق الأنوار؟ أو يتعطر الصمت المطبق بآيات القرآن؟. نعم، يمكن أن يتبدد السكون الموحش بانحناء الأصلاب وسجود الجباه، ويتبلل الجفاف اليابس بدموع الأسحار، وخشوع القلوب، وتزكية الأنفس زكية، وذكر الألسن، وسهر الأعين، وجباه ساجدة، وجنوب متجافية. إنه مساء الصالحين وليل العابدين. إنها همة المتهجدين ولذة المتضرعين. إنه أنس المنفردين وحب المخلصين. إنها مجاهدة السالكين ومكابدة المرابطين؛ الله أكبر، ما أروع هذا الليل وما أحبه وما أمتعه وما أروعه. أين هذا الليل من نوم طويل وركون ثقيل وغفلة تامة؟ شتان بين النور والظلمة، وبين السمو والدنو، وبين الثرى والثريا. إنه قيام الليل أيها النائمون، اسمعوا النداء ممن عمروه بالطاعات، وملئوه بالصلوات. فهذا "زمعة العابد" كان يقوم فيصلي ليلا طويلا فإذا كان السَحَر نادى بأعلى صوته: " يا أيها الركب المعرسون، أَكُل هذا الليل ترقدون؟ ألا تقومون فترحلون"، فإذا طلع الفجر نادى: " عند الصباح يحمد القوم السرى" ليلة بينهم.. دعني أريك ليلهم، بل دعني وإياك نقضي ليلة معهم. هذا أبو هريرة رضي الله عنه " كان هو وامرأته وخادمه يقسمون الليل ثلاثا، يصلي هذا ثم يوقظ هذا " فالليل كله صلاة ومناجاة، ودموع وخشوع، وذكر وشكر، والشعار لا للفرش الوثيرة، والنوم اللذيذ. إنهم الموصوفون بأبلغ قول وأعظم صورة في قوله تعالى:{ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبهُمْ خَوْفا وَطَمَعا } [السجدة:16]، يرسم القرآن لهم " صورة المضاجع في الليل تدعو الجنوب إلى الرقاد والراحة والتذاذ المنام ولكن هذه الجنوب لا تستجيب؛ لأن لها شغلا عن المضاجع اللينة والرقاد اللذيذ شغلا بربها، شغلا بالوقوف في حضرته، والتوجه إليه في خشية وفي طمع يتنازعها الخوف والرجاء " لا أنام الله عيني استمع إلى يزيد الرقاشي وهو يقول: "إذا نمتُ فاستيقظتُ ثم عدتُ في النوم فلا أنام الله عيني"، وتأمل هذا الحوار مع الفراش حيث كان عبد العزيز بن أبي رواد " يُفرش له فراشه لينام عليه بالليل، فكان يضع يده على الفراش ويتحسسه ثم يقول: ما ألينك، ولكن فراش الجنة ألين منك، ثم يقوم إلى صلاته. هؤلاء القوم مشغولون عن النوم المريح اللذيذ بما هو أروح منه وأمتع، مشغولون بالتوجه إلى ربهم، وتعليق أرواحهم وجوارحهم به، ينام الناس وهم قائمون ساجدون، ويخلد الناس إلى الأرض وهم يتطلعون إلى عرش الرحمن ذي الجلال والإكرام ولله در الفضيل بن عياض وهو يعرض وضعا شعوريا إيمانيا بديعا؛ حيث يقول: " أدركت أقواما يستحيون من الله في سواد هذا الليل من طول الهجعة، إنما هو على الجنب فإذا تحرك قال: ليس هذا لكِ، قومي خذي حظكِ من الآخرة. ولا تنس أنهم كانوا بذلك التعب يتلذذون، وبالقيام يفرحون، وبعيون غير أعيننا إلى الليل ينظرون. فهو عندهم موطن تنتعش فيه الأرواح، وتبتهج وترتاح، وتتقلب بين مسرات وأفراح، وتكثر من المساءلة والإلحاح. فهي قائمة بين يدي خالقها، عاكفة على مناجاة بارئها، تتنسم من تلك النفحات، وتقتبس من أنوار تلك القربات، وما يَرِدُ عليها في تلك المقامات " ولذا جاءت وصاياهم وقد عملوا، وتذكيرهم وقد اعتبروا، وحثهم وقد سبقوا، فها هو الحسن ينادي بكم قائلا: " كابِدوا الليل، ومدوا الصلاة إلى السحر ثم اجلسوا في الدعاء والاستكانة والاستغفار" اسجد واقترب وقال أبو محمد الجريري: " قصدتُ الجنيد فوجدتُه يصلي فأطال جدا، فلما فرغ قلتُ: قد كبرتَ وَوَهَنَ عَظْمُكَ ورق جلدكَ وضعفتْ قوتكَ ولو اقتصرتَ على بعض صلاتك، فقال: اسكت، طريق عرفنا به ربنا، لا ينبغي لنا أن نقتصر منه على بعضه، والنفس ما حملتها تتحمل، والصلاة صلة والسجود قربة ولهذا قال تعالى: { وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ }، ومن ترك طريق القرب يوشك أن يُسلَك به طريق البعد" ويجدد أبو سليمان الداراني هذا الفقه، ويبين هذا الشعور بقوله: " أهل الليل بليلهم ألذ من أهل اللهو بلهوهم، ولولا الليل ما أحببت البقاء في الدنيا، ولو لم يعط الله تعالى أهل الليل في ثواب صلاتهم إلا ما يجدون من اللذة فيها لكان الذي أعطاهم أفضل من صلاتهم في ظلمة الليل للعباد أنوار *** منها شموس ومنها فيه أقمار تسري قلوبهم في ضوئهن إلى *** ذاك المقام ومولاهم لهم جار تخالهم ويك موتى لا حراك بهم *** وهم مع الله إقبال وإدبار إن ينطقوا فتلاوات وأذكار *** أو يسكتوا فاعتبار وأفكار مستيقظين لذي الذكرى فكلهم *** لذا التذكرِ أسماع وأبصار ولم يستثقلوا القيام لأن النفوس راغبة، والنوايا صادقة، والخشية غامرة، " وإذا قوي الباعث وكثرت الرغبة، وعظمت الرهبة، نشطت النفس وخف الجسد، وذل الصعب، وهانت المؤنة " وإليك الترجمة العملية لذلك فيما قاله رجل لحممة العابد: "ما أفضل عملك ؟ فقال: " ما أتتني صلاة قط إلا وأنا مستعد لها ومشتاق إليها، وما انصرفت من صلاة قط إلا كنت إذا انصرفت منها أشوق إليها مني حيث كنت فيها، ولولا أن الفرائض تقطع لأحببت أن أكون ليلي ونهاري قائما راكعا ساجدا " شوق وظمأ فذلك هو الشوق والتعلق والذوق والتعبد. وتتصل القلوب بالله؛ عندما تراها ظامئة للعبادة، ترتشف ولا ترتوي، تزيد ولا تحيد. وتتلذذ النفوس بالذكر، وتغترف ولا تنصرف، تنصب ولا تتعب، إذ " كان صلة بن أشيم يقوم الليل حتى يفتر فما يجيء إلى فراشه إلا حبوا " ويقتدي المؤمنون حقا في قيام الليل بسيد الخلق صلى الله عليه وسلم. وقد خاطبه ربه: { يَاأَيهَا الْمُزملُ * قُمِ الليْلَ إِلا قَلِيلا } وناداه مولاه: { وَمِنَ الليْلِ فَتَهَجدْ بِهِ نَافِلَة لَكَ }، فقام ليله بلا مزيد عليه وسئل عن إتعاب نفسه وقد تورمت قدماه فقال - وما أعظم ما قال -: "أفلا أكون عبدا شكورا". ومن هنا جاء وصفهم بلسان الحسن حيث قال: " صحبت أقواما يبيتون لربهم في سواد هذا الليل سجدا وقياما، يقومون هذا الليل على أطرافهم، تسيل دموعهم على خدودهم، فمرة ركعا ومرة سجدا، يناجون ربهم في فكاك رقابهم، لم يَمَلُوا كلال السهر لما قد خالط قلوبهم من حسن الرجاء في يوم المرجع، فأصبح القوم بما أصابوا من النصب لله في أبدانهم فرحين. وبما يأملون من حسن ثوابه مستبشرين، فرحم الله امرأ نافسهم في مثل هذه الأعمال، ولم يرض من نفسه لنفسه بالتقصير في أمره باليسير من فعله، فإن الدنيا عن أهلها منقطعة، والأعمال على أهلها مردودة " ثم يبكي حتى تبتل لحيته بالدموع . وحالهم يطول وصفه، والسعيد من اقتدى بهم، ولي ولكم أقول: " هكذا كانوا.. فهل نكون ؟ ". |
ابك على خطيئتك إخوانى : لو تفكرت النفوس فيما بين يديها ، وتذكرت حسابها فيما لها وعليها ، لبعث حزنها بريد دمها إليها ، أما يحق البكاء لمن طال عصيانه : نهاره في المعاصي ، وقد طال خسرانه ، وليله في الخطايا ، فقد خف ميزانه ، وبين يديه الموت الشديد فيه من العذاب ألوانه . روى ابن عمر رضي الله عنهما قال : استقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحجر فاستلمه ، ثم وضع شفتيه عليه يبكي طويلاً ، فالتفت ، فإذا هو بعمر يبكي ، فقال : يا عمر ههنا تسكب العبرات . وقال أبو عمران الجوني : بلغني أن جبريل عليه السلام جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يبكي ، فقال : يا رسول الله ما يبكيك : فقال : أو ما تبكي أنت ؟ فقال : يا محمد ، ما جفت لي عين منذ خلق الله جهنم مخافة أن أعصيه فيلقيني فيها . وقال يزيد الرقاشي : إن لله ملائكة حول العرش تجري أعينهم مثل الأنهار إلى يوم القيامة : يميدون كأنما تنفضهم الريح من خشية الله ، فيقول لهم الرب عز وجل : يا ملائكتي ، ما الذي يخيفكم وأنتم عبيدي : فيقولون : يا ربنا لو أن أهل الأرض اطلعوا من عزتك وعظمتك على ما اطلعنا : ما ساغوا طعاماً ولا شرباً ، ولا انبسطوا في شربهم ، ولخرجوا في الصحاري يخورون كما تخور البقر . وقال الحسن : بكى آدم عليه السلام حين أهبط من الجنة مائة عام حتى جرت أودية سرنديب من دموعه ، فأنبت الله بذلك الوادي من دموع آدم الدارصيني والفلفل ، وجعل من طير ذلك الوادي الطواويس ، ثم إن جبريل عليه السلام أتاه وقال : يا آدم ارفع رأسك فقد غفر لك ، فرفع رأسه ، ثم أتى البيت فطاف ( به ) أسبوعاً ، فما أتمه حتى خاض في دموعه . وقال ابن أسباط : لو عدل بكاء أهل الأرض ببكائه عليه السلام : كان بكاء آدم أكثر : بكيت على الذنوب لعظم جرمي وحق لمن عصى مر البكاء فلو أن البكاء يرد همي لأسعدت الدموع مع الدماء قال وهيب بن الورد : لما عاتب الله نوحاً أنزل عليه " إني أعظك أن تكون من الجاهلين " ، فبكى ثلاثمائة عام حتى صار تحت أعينه أمثال الجداول من البكاء . قال يزيد الرقاشي : إنما سمي ( نوحاً ) لأنه كان نواحاً . أنوح على نفسي وأبكي خطيئةً تقود خطايا أثقلت مني الظهرا فيا لذة كانت قليل بقاؤها ويا حسرةً دامت ولم تبق لي عذرا وقال السدي : بكى داود حتى نبت العشب من دموعه فلما رماه سهم القدر جعل يتخبط في دماء تفريطه ولسان اعتذاره ينادي : اغفر لي ، فأجابه : للخطائين ، فصار يقول : اغفر للخطائين . قال ثابت البناني : حشى داود سبعة أفرش بالرماد ثم بكى حتى أنفذتها دموعه . تصاعد من صدري الغرام لمقلتي فغالبني شوقي بفيض المدامع وإن في ظلام الليل قمرية إذا بكيت بكت في الدوح طول المدامع قال سليمان التيمي : ما شرب داود عليه السلام شراباً إلا مزجه بدموع عينيه . قال مجاهد : سأل داود ربه أن يجعل خطيئته في كفه فكان لا يتناول طعاماً ولا شراباً إلا أبصر خطيئته فبكى ، وربما أتى بالقدح ثلثاه فمد يده وتناوله ، فينظر إلى خطيئته ، ولا يضعه على شفتيه حتى يفيض من دموعه . وقال بعض أصحاب فتح : رأيته ودموعه خالطها صفرة فقلت : على ماذا بكيت الدم ؟ قال : بكيت الدموع على تخلفي عن واجب حق الله ، والدم خوفاً أن لا أقبل ، قال : فرأيته في المنام ، فقلت : ما صنع الله بك ؟ قال : غفر لي ، قلت : فدموعك ! قال : قربتني ، وقال : يا فتح على ماذا بكيت الدموع ؟ قلت : يا رب على تخلفي عن واجب حقك ، قال : فالدم ؟ قلت : بكيت على دموعي خوفاً أن لا تصبح لي ، قال : يا فتح ، ما أردت بهذا كله ، وعزتي وجلالي لقد صعد إلى حافظاك أربعين سنة بصحيفتك ما فيها خطيئة . أجارتنا بالغدر والركب متهم أيعلم خال كيف بات المتيم رحلتم وعمر الليل فينا وفيكم سواءً ولكن ساهرات ونوم تناءيتم من ظاعنين وخلفوا قلوباً أبت أن تعرف الصبر عنهم ولما جلى التوديع عما حذرته ولا زال نظرة تتغنم بكيت على الوادي فحرمت ماؤه وكيف يحل الماء أكثره دم قال عبد الله بن عمرو : كان يحيى يبكي حتى بدت أضراسه . قال مجاهد : كانت الدموع قد اتخذت في خده مجرى . يا من معاصيه أكثر من أن تحصى ، يا من رضى أن يطرد ويقصى ، يا دائم الزلل وكم ينهى ويوصى ، يا جهولا بقدرنا ومثلنا لا يعصي ، إن كان قد أصابك داء داود ، فنح نوح نوح ، تحيا بحياة يحيى . روى عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه كان في وجهه خطوط مسودة من البكاء . وبكى ابن مسعود ، حتى أخذ بكفه من دموعه فرمى به . وكان عبد الله بن عمر يطفىء المصباح بالليل ثم يبكي حتى تلتصق عينيه . وقال أبو يونس بن عبيد : كنا ندخل عليه فيبكي حتى نرحمه . وكان سعيد بن جبير ، قد بكى حتى عمش . وكان أبو عمران الجوني ، إذا سمع المؤذن ، تغير وفاضت عيناه . وكان أبو بكر النهشلي ، إذا سمع الأذان تغير لونه وأرسل عينيه بالبكاء . وكان نهاد بن مطر العدوي ، قد بكا حتى عمي . وبكى ابنه العلا ، حتى عشى بصره . وكان منصره قد بكى حتى جردت عيناه . وكانت أمه تقول : يا بني ، لو قتلت قتيلاً ما زدت على هذا . وبكى هشام الدستوائي حتى فسدت عيناه وكانت مفتوحة ، وهو لا يبصر بها . وبكى يزيد الرقاشي أربعين سنة حتى أظلمت عيناه وأحرقت الدموع مجاورتها . وبكى ثابت البناني حتى كاد بصره أن يذهب ، وقيل له : نعالجك ، على أن لا تبكي ، فقال : لا خير في عين لم تبك : بكى الباكون للرحمن ليلاً وباتوا دمعهم ما يسأمونا بقاع الأرض من شوقي إليهم تحن متى عليها يسجدونا كان الفضل قد ألف البكا ، حتى ربما بكى في نومه حتى يسمع أهل الدار : ورقت دموع العين حتى كأنها دموع دموعي ، لادموع جفوني وكان أبو عبيدة الخواص يبكي ، ويقول : قد كبرت فاعتقني . ويقول الحسن بن عدقة : رأيت يزيد بن هارون بواسط من أحسن الناس عينين ثم رأيته بعد ذلك مكفوف البصر فقلت له : ما فعلت العينان الجميلتان ؟ قال : ذهب بهما بكاء الأسحار ، يا هذا لو علمت ما يفوتك في السحر ما حملك النوم ، تقدم حينئذ قوافل السهر على قلوب الذاكرين ، وتحط رواحل المغفرة على رباع المستغفرين ، من لم يذق حلاوة شراب السحر لم يبلغ عرفانه بالخير ، من لم يتفكر في عمره كيف انقرض لم يبلغ من الحزن الغرض . قيل لعطاء السليمي : ما تشتهي ؟ قال : أشتهي أن أبكي حتى لا أقدر أن أبكي ، وكان يبكي الليل والنهار ، وكانت دموعه الدهر سائلة على وجه . وبكى مالك بن دينار حتى سود طريق الدموع خديه ، وكان يقول : لو ملكت البكاء لبكيت أيام الدنيا : ألا ما لعين لا ترى قلل الحمى ولا جبل الديان إلا استهلت لجوخ إذا الحب بكى إذا بكت قادت الهوى وأحلت إذا كانت القلوب للخوف ورقت رفعت دموعها إلى العين وقت فأعتقت رقاباً للخطايا رقت من لم يكن له مثل تقواهم ، لم يعلم ما الذي أبكاهم ، من لم يشاهد جمال يوسف : لم يعلم ما الذي [ آلم ] قلب يعقوب : من لم يبت والحب حشو فؤاده لم يدر كيف تفتت الأكباد فيا قاسي القلب ، هلا بكيت على قسوتك ، ويا ذاهل العقل في الهوى هلا ندمت على غفلتك ، ويا مقبلاً على الدنيا فكأنك في حفرتك ، ويا دائم المعاصي خف من غب معصيتك ، ويا سيىء الأعمال نح على خطيئتك ، ومجلسنا مأتم للذنوب ، فابكوا فقد حل منا البكاء ، ويوم القيامة ميعادنا لكشف الستور وهتك الغطاء . |
معرفة الله سبيل النجاة عن الفضيل بن عياض قال: يوقف رجل بين يدى الله عز وجل يكون معه حسنة،فيقول الله عز وجل له: وانظر هل تعرف أحدا من الصالحين حتى أغفر لك بمعرفته! فيذهب، فيدور مقدار ثلاثين سنة، فلا يرى أحدا، فيرجع إلى الله تعالى، فيقول: يارب، لا أرى أحدا. فيقول الله عز وجل: اذهبوا به إلى النار، فتتعلق به الزبانية، فيجرونه، فيقع فى قلبه رحمة الله عز وجل، فيقول: يارب، إن كنت تغفر لى بمعرفة المخلوقين، فإنى كنت أعرفك بوحدانيتك، أنت أحق أن تغفرلى! فيقول الله تعالى للزبانية: رُدُوا عبدى عارفى، فإنه كان يعرفنى، واخلعوا عليه خُلع كرامتى، ودعوة يتبحبح فى رياض جنتى، فإنه عارف وأنا له معروف |
كان من دعاء الصالحين: اللهم إن كنا قد عصيناك فقد تركنا ما هو أبغضها إليك وهو الاشراك، وان كنا قصرنا عن بعض طاعتك، فقد تمسكنا بأحبها إليك وهو شهادة أن لا إله إلا الله وأن رسلك جاءت بالحق من عندك ومن دعاء سلام بن مطيع: اللهم إن كنت بلغت أحدا من عبادك الصالحين درجة ببلاء فبلغنيها بالعافية وقيل لفتح الموصلي: ادع الله لنا فقال: اللهم هبنا من عطائك ولا تكشف عنا غطائك وكان دعاء بعض السلف: اللهم لا تحرمني خيرا من عندك لشر من عندي، فإن لم تقبل تعبي ونصبي فلا تحرمني أجر المصاب على مصيبته، اللهم لا تكلنا إلى أنفسنا ولا إلى الناس فنضيع وقال الحسن: من دخل المقابر فقال: اللهم رب الأرواح الفانية، والأجساد البالية، والعظام النخرة التي خرجت من الدنيا وهي بك مؤمنة، أدخل عليها روحا من عندك وسلاما مني كتب الله له بعدد من مات من لدن آدم إلى أن تقوم الساعة حسنات قال الأصمعي: حسدت عبد الملك على كلمة تكلم بها عند الموت وهي: اللهم إن ذنوبي وإن كثرت وجلت عن الصفة فإنها صغيرة في جنب عفوك فاعف عني وركب إبراهيم بن أدهم سفينة فهاجت الرياح وبكى الناس وأيقنوا بالهلاك وكان إبراهيم نائما في كساء فاستوى جالسا وقال: أريتنا قدرتك فأرنا عفوك ، فذهب الريح وسكن البحر وكان بعض الأعراب إذا أوى لفراشه قال: اللهم إني أكفر بكل ما كفر به محمد عليه الصلاة والسلام، وأومن بكل ما آمن به ثم يضع رأسه وقيل لأعرابي: أتحسن أن تدعو ربك؟ قال: نعم ثم قال: اللهم إنك أعطيتنا الإسلام من غير أن نسألك، فلا تحرمنا الجنة ونحن نسألك وقال ابن المسيب : سمعت من يدعو بين القبر والمنبر: اللهم إني أسألك عملا بارا ورزقا دارا وعيشا قارا فدعوت به فما وجدت إلا خيرا ودعت أعرابية في الموقف فقالت: أسألك سترك الذي لا تزيله الرياح، ولا تخترقه الرماح ومن دعاء علي(رضي الله عنه): اللهم صن وجهي باليسار، ولا تبدل جاهي بالإقتار، فأسترزق طامعا في رزقك من غيرك، وأستعطف شرار خلقك، وأبتلى بحمد من أعطاني، وأفتن بذم من منعني، وأنت من وراء ذلك كله ولي الإجابة والمنع وروى الحافظ بإسناده عن الزهري، عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنهما قال: مر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) برجل ساجد وهو يقول في سجوده: اللهم إني أستغفرك وأتوب إليك من مظالم كثيرة لعبادك، أو أي مظلمة ظلمتها لأحد من مال أو بدن أو عرض، علمتها أو لم أعلمها، ولم أستطع أن أتحللها، فأسألك أن ترضيه عني بما شئت وكيف شئت ثم تهبها لي من لدنك، إنك واسع المغفرة، وبيدك الخير كله، يا رب ما تصنع بعذابي ورحمتك وسعت كل شيء؟ فلتسعني رحمتك فإني شيء، وأسألك يا رب أن تكرمني برحمتك، ولا تهني بذنوبي، وما عليك أن تعطيني الذي سألتك يا الله فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ارفع رأسك، فقد غفر الله لك، إن هذا دعاء أخي شعيب عليه السلام وقال سعيد بن المسيب: دخلت المسجد في ليلة مقمرة وأظن أني قد أصبحت،وإذا الليل على حاله، فقمت أصلي وجلست أدعو، وإذا بهاتف يهتف بي من خلفي،يا عبد الله قل، قلت: وما أقول؟ قال: قل: اللهم إني أسألك بأنك ملك الملوك وأنت على كل شيء قدير، ما تشاء من أمر يكون قال سعيد: فما دعوت به قط في شيء إلا رأيت نجاحه |
قم الليل واترك التكاسل لله در أقوام هجروا لذيذ المنام وتنصلوا لما نصبوا له الأقدام وانتصبوا للنصب في الظلام ، يطلبون نصيباً من الإنعام ، إذا جن الليل سهروا ، وإذا جاء النهار اعتبروا ، وإذا نظروا في عيوبهم استغفروا ، وإذا تفكروا في ذنوبهم بكوا وانكسروا . قال عليه الصلاة والسلام : " عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم ، وإنه قربة إلى ربكم ، ومغفرة للسيئات ، ومنهاة عن الإثم " . وفي المسند عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم : " عجب ربنا من رجلين : رجل ثار عن وطائه ولحافه من بين حبه وأهله إلى صلاته ، ورجل غزا في سبيل الله فانهزموا فعلم ما عليه في الفرار وما له في الرجوع فرجع حتى أهريق دمه " . قال أبو ذر رضي الله عنه : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم " أي صلاة الليل أفضل ؟ قال : نصف الليل وقليل فاعله " . قال داود عليه الصلاة والسلام : يارب ، أي ساعة أقوم لك ؟ فأوحى الله إليه : يا داود ، لا تقم أول الليل ولا آخره ، ولكن قم في شطر الليل حتى تخلو بي وأخلوا بك ، وارفع إلى حوائجك . وروى عمر بن عبسة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر ، فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة ، فكن " . كان همام بن الحارث يدعو : اللهم ارزقني سهراً في طاعتك ، فما كان ينام إلا هنيهة وهو قاعد ، وكان طاوس يتقلب على فراشه ثم يدرجه ويقول : طير ذكر جهنم نوم العابدين . وقال القاسم بن راشد الشيباني : كان ربيعة نازلاً بيننا ، وكان يصلي ليلاً طويلاً ، فإذا كان السحر نادي بأعلى صوته : يأيها الركب المعرسون : أهذا الليل تنامون ، ألا تقومون فترحلون ، قال : فيسمع من ههنا باك ومن ههنا داع . فإذا طلع الفجر نادى بأعلى صوته : عند الصباح يحمد القوم السرى . وكان كهمس يختم في الشهر تسعين ختمه . قال الضحاك : أدركت قوماً يستحيون من الله في سواد هذا الليل من طول الضجعة . يا منزل الأحباب : أين ساكنوك ؟ يا بقاع الإخلاص : أين قاطنوك ؟ يا مواطن الأبرار : أين عامروك ؟ يا مواضع التهجد : أين زائروك ؟ خلت والله الديار ، وباد القوم ، وارتحل أرباب السهر وبقى أهل النوم ، واستبدل الزمان أكل الشهوات يا أهل الصوم : كفى حزناً بالواله الصب أن يرى منازل من يهوى معطلة قفرا لله در أقوام اجتهدوا في الطاعة ، وتاجروا ربهم فربحت البضاعة ، وبقى الثناء عليهم إلى قيام الساعة ، لو رأيتهم في الظلام وقد لاح نورهم ، وفي مناجاة الملك العلام وقد تم سرورهم فإذا تذكروا ذنباً قد مضى ضاقت صدورهم ، وتقطعت قلوبهم أسفاً على ما حملت ظهورهم ، وبعثوا رسالة الندم والدمع سطورهم . ولما وقفنا والرسائل بيننا دموع نهاها الواجدون توقفا ذكرنا الليالي بالعقيق وظله الأنيق فقطعنا القلوب تأسفا نسيم الصبا إن زرت أرض أحبتي فخصهم مني بكل سلام وبلغهم أني برهن صبابة وأن غرامي فوق كل غرام وإني ليكفيني طروق خيالهم لو أن جفوني متعت بمنام ولست أبالي بالجنان ولا لظى إذا كان في تلك الديار مقامي وقد صمت من أوقات نفسي كلها ويوم لقاكم كان فطر صيامي جال الفكر في قلوبهم فلاح صوابهم ، وتذكروا فذكروا كذكر إعجابهم ، وحاسبوا أنفسهم فحققوا حسابهم ، ونادموا للمخافة فأصبحت دموعهم شرابهم ، وترنموا بالقرآن فهو سمرهم مع أترابهم ، وكلفوا بطاعة الإله فانتصبوا بحرابهم ، وخدموه مبتذلين في خدمته شبابهم ، فيا حسنهم وريح الأسحار قد حركت أثوابهم ، وحملت قصص غصصهم ثم ردت جوابهم . |
إلهي .. تم نور وجهك فهديت فلك الحمد .. عظم حلمك فغفرت فلك الحمد .. بسطت يدك فأعطيت فلك الحمد .. ربي .. وجهك أكرم الوجوه .. جاهك أعظم الجاه .. عطيتك أفضل العطايا وأهنأها .. تطاع ربنا فتشكر .. وتعصى فتغفر .. وتجيب المضطر .. وتكشف الضر .. وتشفي السقيم .. وتغفر الذنب .. وتقبل التوبة .. ولا يجزي بآلائك أحد .. ولا يبلغ مدحتك قول قائل .. أسألك اللهم صبراً يبلغني ثواب الصابرين لديك .. وأسألك اللهم شكراً يبلغني مزيد الشاكرين لك .. وأسألك اللهم توبة تطهرني بها من دنس الآثام .. حتى أحل بها عندك محل المنيبين إليك .. فأنت ولي جميع النعم والخير .. وأنت المرغوب إليك في كل شدة وكرب وضر. حبيبي .. من أولى بالزلل والتقصير مني وقد خلقتني ضعيفا .. ومن أولى بالعفو منك .. وعلمك فيّ سابق .. وقضاؤك بي محيط .. أطعتك بإذنك والمنتهى إليك .. وعصيتك بعلمك والحجة لك .. فأسألك بوجوب حجتك علي .. وإنقطاع حجتي .. وفقري إليك وغناك عني .. إلا ماغفرت لي. يارب .. كم من نعمة أنعمت بها علي قلّ لك بها شكري .. وكم من بلية ابتليتني بها قلّ لك بها صبري .. وكم من خطيئة ركبتها فلم تفضحني.. فيا من قل عند نعمته شكري فلم يحرمني .. ويامن قل عند بلائه صبري فلم يخذلني .. ويامن رآني في الخطايا فلم يهتك عرضي ولم يعاقبني .. ياذا المعروف الذي لاينقضي أبدا .. وياذا الأيادي التي لا تحصى عددا ,, وياذا الوجه الذي لايبلي أبدا .. وياذا النور الذي لايطفأ سرمدا .. أسألك رحمة من عندك تهدي بها قلبي .. وتجمع بها شملي .. وتلم بها شعثي .. وترد بها الفتن عني .. وتصلح بها حالي .. وتشفي بها أمراضي .. وتهدي بها أهلي وأحبتني ومن تسألني عن صحبته ولو ساعة .. وتحفظ بها غائبي .. وترفع بها شاهدي .. وتلهمني بها رشدي .. وتعصمني بها من كل سوء.. خالقي .. مازويت عني مما أُحب .. فاجعله قوة لي فيما تحب .. وإجعلني لك كما تحب.. معبودي .. إجعل حبي لك كله .. وسعيي كله في مرضاتك .. يا أرحم الراحمين .. |
بـبابـك لـن أغـادره و لن أسعى إلى غيرك سأنسـج بالرضـا ثوبى و أشـرف أننى عبدك و أهتف فى جبين الصبح حـين يقال مـن ربك إلهى خـالق الأكـوان أشـرف أننى عبـدك إلهى خـالق الإصبـاح شـرفى أننى ملكـك |
قال الأزدى: سمعت الخواص يقول: دواء القلب خمسة أشياء: قراءة القرآن بالتدبر، وخلاء البطن، وقيام الليل، والتضرع عند السحر، ومجالسة الصالحين |
سيدى قصدك عبد روحه لديك وقياده بيديك واشتياقه إليك واحسرتاه عليه ليله أرق ونهاره قلق وأحشاؤه تحترق ودموعه تستبق شوقا إلى رؤيتك وحنينا إلى لقائك ليس له راحة دونك ولا أمل غيرك |
إلهى .. وسيدى .. ومولاى يا من لا تُمل حلاوة ذكره ألسن الخائفين ولا تكل من الرغبات إليه مدامع الخاشعين أنت منتهى سرائر قلبى فى خفايا الكتم وأنت موضع رجائى بين إسراف الظلم يا قريب يا حبيب يا ودود كيف أنقلب من عندك محروما وقد كان حسن ظنى بك منوطا ! ! |
اذكر ربك ذكر الله أشرف الأذكار فاذكروه بالعشى والإبكار فاذكر الله كثيرا وكبره تكبيرا واذكر الله فى نفسك يذكرك فى نفسه وقل لمن يذكر الله بلسانه تورعا واذكر ربك فى نفسك تضرعا |
العارف لا يحب إلا الله تعالى العارف لايحب إلا الله تعالى فإن أحب الرسول أحبه لأنه رسول محبوبه وإن أحب الصحابة فلأنهم محبوبو رسوله ولأنهم محبوه وعبيده والمواظبوم على طاعته وإن أحب طعاما فلأنه يقوى مركبه الذى به يصل إلى محبوبه وأعنى البدن وإن أحب الدنيا فلأنها زاده إلى محبوبه وإن أحب النظر إلى الأزهار والأنهار والأنوار والصور الجميلة فلأنها صنعة محبوبه وهى دلالات على جماله وجلاله ومذكرات لصفات المحامد التى هى المحبوبة فى ذاتها وإن أحب المحسن إليه والمعلم إياه علوم الدين فيحبه لأنه واسطة بينه وبين محبوبه |
بعض علامات المحبة اعلم أن للمحبة علامات كثيرة يطول إحصاؤها ومن علاماتها تقديم أمر الله تعالى على هوى النفس والتوقى بالورع ورعاية حدود الشرع ومن علاماتها الشوق إلى لقاء الله والخلو عن كراهية الموت إلا من حيث يتشوق إلى زيادة المعرفة فإن لذة المشاهدة بقدر كمال المعرفة فإنها بذر المشاهدة فتختلف لا محالة باختلافها ومن علاماتها الرضا بالقضاء ومواقع قدر الله عز وجل |
حلاوة محبة الله من عاملته بالدنايا وعاملك بالمنن كيف لا تحبه؟ من عاملك بالكرم وعاملته باللؤم كيف لا تحبه؟ إياك أن تخرج من هذه الدار وما ذقت حلاوة حبه ليس حلاوة حبه فى المآكل والمشارب لأنه يشاركك فيها الكافر والدابة بل شارك الملائكة فى حلاوة الذكر والجمع على الله تعالى لأن الأرواح لا تحمل رشاش النفوس |
اقطع يأسك من المخلوقين كم حُصل لك الهوان بالوقوف على أبواب المخلوقين وكم أهانوك وأنت لا ترجع إلى مولاك!! إذا أحبك مولاك أعرض عنك أصحابك حتى لا تشتغل بهم عنه وقطع علاقتك من المخلوقين حتى ترجع إليه لو فتح لك باب الأنس بينك وبينه ما طلبت من تأنس به ولو اختارك لربوبيته ما قطعك عنه ولو كرُمت ما رماك لغيره إذا عزل عنك محبة مخلوق فافرح فهذا من عنايته بك |
فى إنتظار إحساساتكم ومشاعركم فى هذا الباب فلا تبخلوا علينا يا أصحاب القلوب المتدفقة بالمشاعر الجياشة بحب الله بالله عليكم لا تبخلوا علينا علمونا كيف نحب الله اللهم ارزقنا حبك وحب من يحبك وحب عمل يقربنا إلى حبك آآآآآآآآآآآمين |
إلهى! سمع العابدون بذكرك فخضعوا،وسمع المذنبون بحسن عفوك فطمعوا إلهى! إن كانت أسقطتنى الخطايا من مكارم لُطفك،فقد آنسنى اليقين إلى مكارم عطفك إلهى! إن أمنتنى الغفلة من الاستعداد للقائك،فقد نبهتنى المعرفة لكرم آلائك إلهى! إن دعانى إلى النار أليم عقابك،فقد دعانى إلى الجنة جزيلُ ثوابك لا إله إلا الله،نعم الرب ونعم الإله،أُحبه وأخشاه إلهى! أنا الذى كلما طال عمرى زادت ذنوبى أنا الذى كلما هممت بترك خطيئة عرضت على أخرى وا ذنوباه ! خطيئة لم تبلُ وصاحبُها فى طلب أُخرى وا ذنوباه ! إن كانت النارُ لى مقيلا ومأوى وا ذنوباه ! إن كانت المقامع لرأسى تُهيأ |
يالله .. أما بكيت شوقاً لله !! .. أما بكيت شوقاً لله ، وسكنى جنته في جواره .. أما بكيت خوفاً من دخول النار ، والحرمان من رؤية القهَّار .. اسمع ماذا قال الله عن أهل النار { كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ ،كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ ،ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُوا الْجَحِيمِ ،ثُمَّ يُقَالُ هَذَا الَّذِي كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ } والله .. والله .. والله... ما في الجنة نعيم ألذ وأحلى وأعظم من ... رؤية الرحمن الرحيم ... ووالله .. والله.. والله ... ما في النار عذاب أشد وأعظم من ... الحرمان من رؤية وجهه الكريم .. قال ابن عثيمين رحمه الله : والله لو أنَّ القلوب سليمة لتقطّعت ألماً ولتفطّرت حزناً وهي تقرأ قول الله مخاطباً عباده:{ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُم مُّلاَقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ } .. وأي بشارة أعظم من لقاء الحبيب ... فكل حبيب يشتاق إلى لقاء حبيبه ... قال صالح المري بلغني عن كعب الأحبار أنه كان يقول : من بكى خشية من ذنب ، غُفر له .. ومن بكى اشتياقاً إلى الله ، أباحه النظر إليه تبارك وتعالى يراه متى شاء .. وحدث عيسى المعلم عن ذادان أبي عمر قال : بلغنا أنه من بكى خوفاً من النار ، أعاذه الله منها .. ومن بكى شوقاً إلى الجنة ، أسكنه الله إياها .. اللهم لا تحرمنا فضلك .. عن ابن عمر قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب وهو يقول : ( لا تنسوا العظيمتين ).. ( لا تنسوا العظيمتين ).. قلنا : وما العظيمتان ،؟!. قال : ( الجنة والنار ) . قال فذكر سول الله صلى الله عليه وسلم ما ذكر ثم بكى حتى جرى أوائل دموعه جانبي لحيته ثم قال : ( والذي نفس محمد بيده لو علمتم ما أعلم من علم الآخرة لمشيتم إلى الصعيد ، ولحسيتم على رؤوسكم التراب ) وفي حديث آخر : ( والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ، ولبكيتم كثيراً ، ولما تلذذتم بالنساء على الفرش ، ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله ) .. فلما سمع أبو ذر هذا قال : وددت أني كنت شجرة تعضد .. والله لو أن القلوب سليمة لتقطّعت ألماً من الحرمان .. ولكنها سكرى بحب حياتها الدنيا وسوف تفيق بعد زمان .. قال ابن القيم رحمه الله : فمن لم يتقطّع قلبه في الدنيا على ما فرط حسرة وخوفاً لتقطّع في الآخرة إذا حقت الحقائق، وظهرت الأمور.. فلا بدّّ من تقطّع القلب .. إما في الدنيا .. وإما في الآخرة .. ولك الخيار .. الفرق بيننا وبينهم أنَّ الكلمات القليلة البسطية تذكرهم وتبكيهم .. ونحن نسمع الزواجر والروادع مرات مرات ولا يتغير الحال .. أراد عمر بن عبد العزيز أن يضرب غلاماً له على خطأ أخطأه .. فقال له الغلام : يا عمر ..اتق الله .. فقال له الغلام : يا عمر ..اتق الله يا عمر ..واذكر ليلة صبيحتها يوم القيامة .. قال : فبكى عمر ، ولم يتوقف بكاءه إلا عندما سمع المنادي يناديه ، وهو في ساعات احتضاره ، وهو يقرأ عليه { تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ }.. أسألك مرة أخرى .. وأكرر عليك السؤال .. أما تبكيك الذنوب ؟ !. أما يبكيك تجرأك على علام الغيوب ؟ !. |
على أبوابكم عبد ذليل كثير الشوق ناصره قليل ... له أسف على ما كان منه وحزن من صدودكمُ طويل ... يمد إليكمُ كف افتقار ودمع العين منهمل يسيل ... يرى الأحباب قد وردوا جميعا وليس له إلى ورد سبيل ... أكون نزيلكم ويضام قلبى وحاشا أن يضام لكم نزيل ... فإن يرضيكم طردى وبعدى فصبرى فى محبتكم جميل ... صرفت بحبكم أيام عمرى فلا أسلو وقد بقى القليل ... |
يارب جئتك والذنوب كثار طامعا برحمةوأنت الغفار ماعدت أرى ألابصيصا من نهار وبقايا أنسان وعودا بلا أوتار أعزف عليه أهاتا وأحلاما تنهار عفوك ياسيدى جفت ينابيعى ذبلت الازهار عفوك ياسيدى بمجدافى وحدى أعبر الانهار اللهم أعظمك حين أناديك بالغداة والاسحار اللهم اعظمك أحشرنى فى ذمرة الابرار اللهم أعظمك أناديك فتغفر سبحانك اللهم ياغفار |
يا عليما بالخفايا يا مهيمن يا جليل ... من ذنوبى صرت أبكى والموع منى تسيل ... والهموم قد حيرتنى والفؤاد منى عليل ... فامح بالغفران ذنبى يا مهيمن يا جليل ... واغننى منكم بفضل واهدنى قصد السبيل ... وارحم المسكين واقبل من غدا فيكم نحيل ... ليس قصدى غير عفوك عن حماكم لا أزول ... فاشف سقمى واهد قلبى وامنح الخير الجزيل ... واصلح الأحوال ربى حسبنا أنت الوكيل |
لا إله إلا الله أعلى من كل شئ لاإله إلا الله أطهر من كل شئ لاإله إلا الله أظهر من كل شئ لاإله إلا الله أغلى من كل شئ يامن يرانى ولا أراه أنظر بعين الرضا لحالى والطف بعبدك فى كل هول فضلا ومنا ياذا الجلال وارحم بعفوك ضعفى وذلى وكن لى عونا عند السؤال فإنى عبد حملى ثقيل ولى ذنوب مثل الرمال فاغفر ذنوبى واستر عيوبى واكشف كروبى وارأف بحالى وإن عفوك ربى جميل تعفو وتستر قبح الفعال ونق قلبى من كل حقد وكل رين يردى خصالى وزدنى علما ربى وحلما واحسن ختامى عند ارتحالى واهلك عدانا واقطع رجاهم ولا تبلغهم الآمــــال وامنن علينا بالقرب يامن قربت أهل النهى الموالى وصل دوما على نبينا الممجد باهى الجــمال كذاك سلم عليه دوما والصحب جمعا من بعد آل واختم بخير لكل مؤمن واغفر لناظم هذا وتالى آمين...آمين...آمين يارب رضاك والجنة |
يارب النار ما لنا قوة على النار ولا طاقة بغضب الجبار يا رب رضاك والجنة آمين..آمين..آمين وصل اللهم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين |
الحمدلله رب العالمين كما ينبغى لجلال وجهه وعظيم سلطانه زرع المحبةفى قلوب أوليائه وأدخلهم فى دائرة إحسانه غفر ذنوبهم وستر عيوبهم وأظلهم بمظلة حبه ورضوانه أصلح بالهم ونظم أحوالهم وجمع الشتيت منهم بأقرانه لا إله إلا الله هدى المتقين بقرآنه وشرح صدورهم وأذهب غيظ قلوبهم بسحق العدو ورد عدوانه وأتم نعمته عليهم وأكمل لهم دينهم فى أساسه وأركانه ووعد بإظهاره على الدين كله والوعد متحقق فى أوانه نحمده تبارك وتعالى ونسأله واسع رحمته وغفرانه آمين |
ألا قد طال شوق الأبرار إلى لقائي وإني أشد شوقاً لهم ألا من طلبني وجدني ومن طلب غيري لم يجدني من ذا الذي أقبل علي وما قبلته من ذا الذي طرق بابي وما فتحته من ذا الذي توكل علي وما كفيته من ذا الذي دعاني وما أجبته من ذا الذي سألني وما أعطيته أهل ذكري أهل مجالستي أهل شكري أهل زيادتي أهل طاعتي أهل كرامتي وأهل معصيتي لا أقنطهم أبداً من رحمتي إن تابوا فأنا حبيبهم وإن لم يتوبوا فأنا طبيبهم أبتليهم بالمصائب لأطهرهم من المعايب من أقبل علي فقبلته من بعيد ومن أعرض عني ناديته من قريب ومن ترك لي أجري أعطيته المزيد ومن أراد رضائي أردت ما يريد ومن تصرف بحولي وقوتي ألنت له الحديد من صفا معي صافيته من أوى إلى آويته من فوض أمره إلي كفيته ومن باع نفسه مني اشتريته وجعلت الثمن جنتي ورضاي وعد صادق وعهد سابق ومن أوفى بعهده من الله قال طلق بن حبيب : إن حقوق الله أعظم من أن يقوم بها العباد، ولكن أصبحوا تائبين وأمسوا تائبين. فليس عيباً أن تخطئ، ولكن كل العيب أن تصر على الخطأ. عيب أن تتمادى في الخطأ، عيب أن تنسى فضل الله عليك و أن تنسى .رقابة الله لك |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إخوانى وأخواتى كيفكم ؟ كم يسعد الإنسان ويشرف لوجوده بينكم فهل تدعون لى الله كما أنا ادعوا لكم اسأل الله أن يجمعنا فى الفردوس بين نبيكم وأن يرزقنا ويمتعنا بالنظر لربكم وهذا لا يتم إلا كما قال الله : فاصلحوا ذات بينكم : |
إلهي ما زلت تغمرنا بوابل النعم حتى لا نستطيع إحصاءها و ما زلت تسبغ علينا آيات الرضى حتى عجزنا عن أداء الشكر عليها و ما زلت تستر من سيئاتنا ما لا نملك معه إلا الطمع بغفرانك لها و ما زلت تمدنا بوسائل العون حتى لا نرى لأنفسنا أهلا لاستحقاقها ملأت قلوب المذنبين طمعاً برحمتك و ملأت قلوب العابدين أملا بجنتك و ملأت قلوب العارفين رجاء بدوام تجلياتك و ملأت قلوب المحبين رغبة في دوام أعطياتك العطاء عطاؤك و المنة منتك و الرضى رضاك و الوصال وصالك و الجمال جمالك و الجلال جلالك و السعادة جنتك و الشقاء نارك و الفناء لخلقك و البقاء لذاتك و كل ما عداك فهالك وكل فضل لغيرك قيد و كل عطاء من سواك رق و كل عفو غير عفوك مهانة و كل حلم غير حلمك مذلة و كل التفات لغير و وجهك شرك و كل تقرب من غير ذاتك بعد و كل لذة غير عبادتك مرارة تباركت يا رب كيف يجحدون و أنوارك تغشي أبصاركم؟ و كيف لا يعبدونك و جلالك يملأ بصائرهم؟ وكيف يبتعدون عنك و نعمتك تجذبهم إليك؟ و كيف لا يهابونك و عظمتك تجبرهم على الترامي عليك؟ و كيف لا يخافونك وآيات عذابك قريبة منهم؟ و كيف لا يحبونك و كل ذرة من ذرات و جودهم من فيضك؟ و كيف يدهشهم جمال من خلقت بيدك، و لا يدهشهم جمالك؟ و أنت الذي صنعت جمالهم على عينك؟ يا مفيض النعم حتى على الجاحدين و يا واهب الكرم حتى للمنكرين و يا واسع الحلم حتى على المتكبرين و يا عظيم الرحمة حتى للمعاندين تعطف على من عبدوك حتى هجروا فيك الجاحدين و تحنن على من أحبوك حتى كرهوا بك المعاندين و لولاك ما عبدوك و لا أحبوك و لا اهتدوا إليك و لا تعرفوا عليك فكيف تتخلى عنهم و قد سلكت بهم الطريق إليك و كيف لا ترحمهم و رحمتك هي التي جعلتهم أساري بين يديك حاشا لكرمك أن تفعل بهم ذلك و هم على الوفاء مقيمون و للجلال خاشعون و بالعبودية معترفون و بالحب مدلهون سبحانك! سبحانك! سبحانك! أنت القائل: ( و إذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي و ليؤمنوا بي لعلهم يرشدون*) نشهدك أنا لك مستجيبون، و بك مؤمنون، فاسلكنا مع المهتدين، و اجعلنا مع الراشدين، و اكتبنا مع المقربين و الحمد لله رب العالمين |
مطلب صعب ..
ومنالٌ عسير .. ومنىً غال ٍ .. فكيف أصفُ لك موقفًا .. أعيى العقول حاله .. وأنسى الفؤاد مقاله .. وقد إرتعش القلب .. وفرقت الروح .. وساحت الجوارح .. فلا تسمعُ إلا همساً .. وأُنسينا الكلمات .. فتحدثنا بالعبرات والآهات .. وكل كلامي إعتذار .. والدمع مقرٌ بحالي .. وحالي بالدمع إقرار .. على سالف الذنوبِ وسئ الآثار .. غريبٌ أنا .. أحبه وأعصيه .. أرجوه ولا أوفيه حقه .. لكن من منا غير ذلك .. وكُلنا للنقصان عنوان ؟؟؟ سبحان من تفرد بالكمال .. و أعجزت خصاله فصيح المقال .. سبحانه مُبدل الحال إلى خير حال .. بدل اللهم حالي إلى خير حال .. وأبدل اللهم سيئاتنِا حسنات .. ومغفرة وغفران .. بعفوك ياحنان يا منان .. يا عظيم الشأن يارحمن .. يا الله .. ********* جزاك الله أخي الفاضل أبوحمزة السكندري خير الجزاء وواسع العطاء وأكرمك بطيب الدعاء وتقبل منا ومنك صالح الأعمال |
سبحانك ربنا مهما فعلنا وقلنا لم نوفك حقك .. وأنت خيرٌ وأطيب من ذلك .. أنت كما أثنيت وقلت عن نفسك .. ليس كمثلك شئ .. فكيف نصفُ على عجزنا من فاق الكمال كماله .. لا نستطيع .. فتقبل اللهم منا صالح أعمالنا على نقصانها .. فغفرانك ورحمتك من كمالك .. تباركت وتعاليت ربنا .. يامن لا نستغني عنك .. وأستغنيت عن العالمين .. |
اقتباس:
اقتباس:
جزاك الله خيرا اللهم اغفر لعبدك الفقير ويسر له كل عسير وكن له خير نصير وفرج همه يا ستير ومتعه بالنظر إلى وجهك يا قدير آآآآآآآآآآآآآمين |
إلهي.. أُحِبُّ طاعتَك وإِنْ قَصِرتُ عنها.. وَأكرَهُ مَعصِيَتَكَ وإِنْ رَكِبْتها.. |
آمين لما دعوت لي أخي الفاضل ولك مثل وزادك الله فضلاً وغفر لك ووالديك والمسلمون وأصبحت على مغفرةٍ ورضىً منه وتقبل الله منا ومنك صالح الأعمال وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين |
جميع الأوقات حسب التوقيت الدولي +2. الساعة الآن 07:04. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.