سيكفيك عمن أغلق الباب دونه *** وظن به الأقوام خبز مقمر أطعت مطامعي فاستعبدتني *** ولو أني قنعت لكنت حرا |
إن كان عندك يا زمان بقية *** فما يهان به الكرام مهاتها |
لعل الليالي بعد شحط من النوى *** ستجمعنا في ظل تلك المآلف |
قل للذي بصروف الدهر عيرنا *** هل عاند الدهر إلا من له خطر |
لا أشرئب إلى ما لم أنل طمعا *** ولا ابيت على ما فات حسرانا |
دع المقادير تجري في أعنتها *** ولا تبيتن إلا خالي البال ما بين غمضة عين وانتباهتها *** يغير الله من حال إلى حال |
وأقرب ما يكون المرء *** من فرج إذا يئسا |
ربما أشفى على الآمال ما يأس *** والليالي بعدما تجرح بالمكروه تأسو |
ولربما كره الفتى *** أمرا عواقبه تسره |
كم مرة حفت بك المكاره *** خار لك الله وأنت كاره |
من راقب الناس مات هما *** وفاز باللذة الجسور |
اتخذ الله صاحبا *** واترك الناس جانبا |
أزمعت يأسا مقيما من نوالكمو *** ولا يرى طارد للحر كاليأس |
وفي السماء نجوم لا عداد لها *** وليس يكسف إلا الشمس والقمر |
رغيف خبز يابس تأكله في عافية *** وكوز ماء بارد تشربه في صافية وغرفة ضيقة نفسك بها راضية *** ومصحف تدرسه مستندا لسارية خير من السكنى بأبراج القصور العالية *** وبعد قصر شاهق تصلى نار حامية |
أخلق بذي الصبر أن يحظى بحاجته *** ومدمن القرع للأبواب أن يلجأ |
والناس يأتمرون الأمر بينهمو *** والله في كل يوم محدث شأنا |
وإني لأرجو الله حتى كأنني *** أرى بجميل الصبر ما الله صانع |
وإذا أراد الله نشر فضيلة *** طويت أتاح لها لسان حسود لولا اشتعال النار فيما جاورت *** ما كان يعرف عرف طيب العود |
إني وإن لمت حاسدي فما *** أنكر أني عقوبة لهمو |
عسى الهم الذي أمسيت فيه *** يكون وراءه فرج قريب |
إذا اشتملت على اليأس القلوب *** وضاق بما به الصدر الرحيب وأوطنت المكاره واطمأنت *** وأرست في أماكنها الخطوب ولم تر لانكشاف الضر نفعا *** وما أجدى بحيلته الأريب أتاك على قنوط منك غوث *** يمن به اللطيف المستجيب وكل الحادثات وإن تناهت *** فموصول بها فرج قريب |
رب أمر تتقيه *** جر أمرا ترتجيه خفي المحبوب عنه *** وبدا المكروه فيه |
كم نعمة لا تستقل شكرها *** لله في جنب المكاره كامنة |
أجارتنا إن الأماني كواذب *** وأكثر أسباب النجاح مع اليأس |
قد ينعم الله بالبلوى وإن عظمت *** ويبتلي الله بعض القوم بالنعم |
والحادثات وإن اصابك بؤسها *** فهو الذي أنبأك كيف نعيمها |
والدهر لا يبقى على حاله *** لا بد أن يقبل أو يبدرا |
رب زمان ذله أرفق بك *** ولم يدم شئ على مر الفلك |
أتحسب أن البؤس للمرء دائم *** ولو دام شئ عده الناس في العجب |
فلا تغبطن المكثرين فإنه *** على قدر ما يعطيهم الدهر يسلب |
أيها الشامت المعير بالدهر *** أأنت المبرؤ الموفور؟ |
ألم تر أن الليل لما تكاملت *** غياهبه جاء الصباح بنوره |
عسى فرج يأتي به الله إنه *** له كل يوم في خلقه أمر |
عسى الله أن يشفي المواجع إنه *** إلى خلقه قد جاد بالنفحات |
عوى الذئب ما استأنست بالذئب إذ عوى *** وصوت إنسان فكدت أطير |
تزداد هما كلما ازددنا غنى *** والحزن كل الحزن في الإكثار |
كنز القناعة لا يخشى عليه ولا *** يحتاج فيه إلى الحراس والدول |
وما النفي إلا حيث يجعلها الفتى *** فإن أطعمت تاقت وإلا تسلت |
الجوع يدفع بالرغيف اليابس *** فعلام حسرتي ووساوسي |
| جميع الأوقات حسب التوقيت الدولي +2. الساعة الآن 12:57. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.