منتديات كلمة سواء الدعوية للحوار الإسلامي المسيحي

منتديات كلمة سواء الدعوية للحوار الإسلامي المسيحي (https://www.kalemasawaa.com/vb/index.php)
-   القسم الإسلامي العام (https://www.kalemasawaa.com/vb/forumdisplay.php?f=14)
-   -   هديتنا إليكم يوم الجمعة (https://www.kalemasawaa.com/vb/showthread.php?t=11117)

شذى الإسلام 29.07.2011 13:09


۩
نفحــــــة يوم الجمعة
۩
الشيخ / على القرنى


إن الكلمة الطيبة لها ملامح، أرجو الله أن تتوفر في هذه الكلمة تلك الملامح؛ لتتغلغل إلى الجوانح، فتظهر على الجوارح. فالكلمة الطيبة مِعْطَاءَ جميلة رقيقة لا تؤذي المشاعر، ولا تخدش النفوس، جميلة اللفظ ، جميلة المعنى، رقيقة المبنى، رقيقة المعنى، يشتاق لها السامع فيطرب ويخشى ويسعى، طيبة الثمر، نتاجها مفيد، غايتها بنَّاءة، منفعتها واضحة، أصلها ثابت مستمد من النبع الصافي؛ من كتاب الله، وسنة رسوله –صلى الله عليه وسلم-،


وتمتد شامخة بفرعها إلى السماء؛ لأنها نقية، وصادرة بإذن الله عن صدق نية، تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها، يسمعها السامع فينتفع بها، وينقلها لغيره فينتفع، حتى إنه لينتفع بها اللئام من الناس، ويمتد النفع إلى ما شاء الله وصاحبها لا يعلم مداها؛ فتبقى ذخرًا له بعد الممات، ورصيدًا له في الحياة. كلمة من رضوان الله يكتب الله بها الرضوان للعبد إلى أن يلقى الله.


أسأل الله أن يجعل هذه الكلمات من الباقيات الصالحات، وأن ينفعني بها ومن رام الانتفاع بها من إخواني، وأن يجعلها من الأعمال التي لا ينقطع عني نفعها بعد أن أدرج في أكفاني، وأن تجعلها للجميع ذخرًا في يوم الحسرات على ضياع الأوقات في غير الطاعات، يوم يوقف العبد بشحمه ولحمه ودمه وعصبه وشعره وأظفاره يعرض على الله لا يخفى منه خافٍ، الجسد مكشوف، والضمير مكشوف، والقلب مكشوف، والصحيفة مكشوفة، والتاريخ مكشوف
(يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لاَ تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ)



لَوْ يَعلَمُ العَبدُ مَا فِي الذِّكْرِ مِنْ شَرَفٍ
أمْضَى الحـــــــــياةَ بتسبيحٍ وتَهْليلِ
لَوْ يَعْلمُ النَّاسُ مَا في الشُّكْرِ مِنْ شَرَفٍ
لَمْ يُلْــــــــــــهِهِم عَنْهُ تَجْمِيعُ الدَّنانيرِ
ولم يُبــــــــــــــالُوا بأوراقٍ ولا ذهبٍ
ولَو تــــــــــــــــــــجَمَّع آلافُ القناطيرِ

https://mail.google.com/mail/?ui=2&i...10&disp=emb&zw



أستودعكم الله الذى لا تضيع ودائعه ... إلى أن نلتقى فى الجمعة القادمة إن قدر الله ذلك



( شذى الإسلام )



شذى الإسلام 05.08.2011 17:20

https://mail.google.com/mail/?ui=2&i....3&disp=emb&zw

https://mail.google.com/mail/?ui=2&i....4&disp=emb&zw


۩
نفحــــــة يوم الجمعة
۩

الشيخ / على القرنى



https://mail.google.com/mail/?ui=2&i....5&disp=emb&zw

رجل كان يعيش حياة الضياع والحرمان والتعاسة وعدم المبالاة، فيمر على مسجد بعد صلاة المغرب، وإذا بالمتكلم يتكلم فيه حول قول الله:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)
فألقى سمعه وقلبه، وصار في حالة من الذهول، سمع مصيره ومآله -ولا عدة له-، تذكر أيامه السوداء البائسة، ووقوفه بين يدَيْ ربه لا تخفى على الله منه خافية، استفاق قلبه، استيقظ إيمانه، تغلغلت الموعظة إلى سويداء قلبه، اندفع يبكي وينتحب، ويقول: أتوب إلى الله، أتوب إلى الله، غفرانك يا رب، رحمتك يا أرحم الراحمين، بادر واغتسل وصلّى صلاة المغرب، وذهب إلى هذا الداعية المتكلم، فقصَّ عليه قصته، وأوصاه الداعية بوصايا، وسأل الله له الثبات، أقبل على تنفيذ هذه الوصايا إقبال الظامئ على الماء البارد في يوم قائظ.
يقول هذا التائب -وقد ذاق ذلكم البلسم-: -الذي لا إله إلا هو- ما نمت تلك الليلة، في فرحي بالهداية والإقبال على الله، وتالله لقد حفظت القرآن في أربعة أشهر عن ظهر قلب، صلح حالي، وانشرح بالي، وذهبت غمومي وهمومي تراه طلق المُحيَّا بشوشًا يختم القرآن في كل ثلاث، صدق الله -جل وعلا- يوم قال:

( أَفَمَن شَرَحَ اللهُ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللهِ )



https://mail.google.com/mail/?ui=2&i....6&disp=emb&zw

قال شيخ الإسلام وتلميذه -رحمهما الله-: إن القلب لا يصلح ولا يفلح ولا ينعم ولا يُسر ولا يطيب ولا يسكن ولا يطمئن إلا بعبادة ربه وحده، ومحبته والإنابة إليه، فلو حصل على كل ما يتلذذ به المخلوقات لم يطمئن ولم يسكن إذ فيه فقر ذاتي، واضطرار وحاجة إلى ربه معبوده محبوبه مطلوبه بالفطرة، لا يسعد ولا يطمئن ولا يَقِرُّ إلا بالإيمان بالله رب العالمين، فمن قرَّت عينه بالله قرَّت به كل عين، ومن لم تقِر عينه بالله تقطعت نفسه على الدنيا حسرات، وإنما يصدِّق هذا من في قلبه حياة . فوا أسفاه، وواحسرتاه، كيف ينقضي الزمان وينفد العمر، والقلب محجوب، ما شم لهذا البلسم رائحة؟ وخرج من الدنيا كما دخل فيها وما ذاق أطيب ما فيها، بل عاش فيها عيش البهائم، وانتقل منها انتقال المفاليس، فكانت حياته عجزًا، وموته كمدًا، ومعاده حسرة وأسفًا، اللهم فلك الحمد وإليك المشتكي، وأنت المستعان، وبك المستغاث، وعليك التكلان، ولا حول ولا قوة إلا بك .
فيا أيها الذين آمَنوا آمِنوا، ويا من أعرضوا أقبلوا تسعدوا.


(مَنْ عَمِلَ صَالِحًا من ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)


https://mail.google.com/mail/?ui=2&i....7&disp=emb&zw


اللهم ارزقنا إيمانًا نجد حلاوته، وقلوبًا خاشعة، وألسنة ذاكرة، وأعينًا من خشيتك مدرارة، لا إله إلا أنت سبحانك إنا كنا من الظالمين، وأستغفر الله فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين، وأشهد أن محمدًا خاتم النبيين.


https://mail.google.com/mail/?ui=2&i....8&disp=emb&zw


أستودعكم الله الذى لا تضيع ودائعه ... إلى أن نلتقى فى الجمعة القادمة إن قدر الله ذلك



( شذى الإسلام )




شذى الإسلام 12.08.2011 15:23

۩ نفحــــــة يوم الجمعة ۩
الشيخ / على القرنى

عبد الله كم عصيت الله فوجدت ضيقًا في صدرك، وشقاءً في قلبك، ووحشة بينك وبين الله ربك، ووحشة بينك وبين عباد الله الصالحين؟ كم أطلقت بصرك فيما حرم الله، وتكلمت فيما لا يعنيك؛ فوجدت غِب ذلك ضيقًا ونكدًا، وتعاسة وشقاءً؟ كيف بمن يقارف الكبائر والفواحش، وينتقل من معصية إلى معصية دون استغفار أو توبة، لا شك أنه في ضيق وشقاء وعَنَتٍ وعناء.
المسألة باختصار -أيها المؤمنون- أن من أطاع الله قرَّبه وأدناه؛ فأنس به وسعد واستغنى، ومن عصي الله طرده وأبعده بقدر ذنبه فاستوحش وشقي وافتقر.
أترجو مواهب نعمائه *** وأنت إلى صف أعدائه
كلاّ. فلا تشتغل بما ضمنه الله لك، واقبل على الله تجده غفورًا رحيمًا، وتسعد سعدًا عظيمًا.




قال الإمام ابن القيم رحمه الله في كلام قيم ما ملخصه : فرِّغ خاطرك للهمِّ بما أمرت به، ولا تشغله بما ضُمِنَ لك، فما دام الأجل باقيًا كان الرفق آتيًا، وإذا سد الله عليك بحكمته طريقًا من طرقه فتح لك برحمته طريقًا أنفع لك منه وأكمل، فتأمل حال الجنين يأتيه غذاؤه؛ وهو الدم من طريق واحدٍ وهو السُّرة، فلما خرج من بطن أمه وانقطعت تلك الطريق، فتح الله له طريقين اثنين؛ أعني الثديين وأجرى له فيهما رزقًا أطيب وألذ من الأول؛ لبنًا خالصًا سائغًا، فإذا تمت مدة الرضاع وانقطع الطريقان بالفطام، فتح طرقًا أربعًا أكمل منها، هما طعامان وشرابان؛ فالطعامان من حيوان ونبات؛ والشرابان من مياه وألبان وما يضاف إليهما من المنافع والملاذ، فإذا مات وانقطعت عنه هذه الطرق الأربع، فتح الله له إن كان سعيدًا طرقًا ثمانية؛ هي أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء، نسأل الله من فضله.



فالله لا يمنع عبده المؤمن شيئًا من الدنيا إلا ويؤتيه أفضل منه وأنفع، وليس ذلك لغير المؤمن، إن الله يمنعه الحظ الأدنى الخسيس ليعطيه الأعلى النفيس، والعبد لجهله بمصالح نفسه وكرم ربه ورحمته لا يعرف التفاوت بين ما مُنع منه وما ادخر له، بل هو مولع بحب العاجل، وإن كان دنيئًا وبقلة الرغبة في الآجل وإن كان عليًا، ولو أنصف العبدُ ربه وأنَّى له بذلك، لعلم أن فضله عليه فيما منعه في الدنيا ولذاتها أعظم من فضله عليه فيما آتاه منها. فما منعه إلا ليعطيه، وما ابتلاه إلا ليعافيه، وما امتحنه إلا ليصافيه، ولا أماته إلا ليحييه، ولا أخرجه إلى هذه الدار إلا ليتأهب للقدوم عليه، ويسلك الطرق الموصلة إليه
" وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا "
وأبى الظالمون إلا كفورًا والله المستعان.
أيها المؤمنون، إن الحديد إذا لم يستعمل غَشِيه الصدأ حتى يفسده، فكذلك القلب، إذا عُطِّل عن الإيمان بالله وحبه وذكره والإقبال عليه بالعمل الصالح غلبه الجهل والهوى والران حتى يميته ويهلكه؛ فلا يعرف معروفًا ولا ينكر منكرًا

.



أستودعكم الله الذى لا تضيع ودائعه ... إلى أن نلتقى فى الجمعة القادمة إن قدر الله ذلك



( شذى الإسلام )


* إسلامي عزّي * 12.08.2011 16:24

السلام عليكم ورحمة الله


اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

اللهم انس وحشتنا بقربك و أجعل قلوبنا حيّة ورطبة بذكرك .

جزاكم الله خيرا وجعله في ميزان حسناتكم



شذى الإسلام 02.09.2011 01:49

۩ نفحــــــة يوم الجمعة ۩
الشيخ شعيب عبد الكافى رحمه الله


الحمد لله عزت معرفته فلا يدرك بالمعقول خافيها ، وجلت صفته فلا يتكدر بالمنقول صفو صافيها ، وتمت كلمته فلا يرد حكم قاضيها ، وعلت سلطته فجعل تعاليها ، ودامت أزليته فمن ذا يضاهيها ، توحده الكائنات ونواحيها ، والسموات ودراريها والشهور والأيام ولياليها ، وفضل شهر رمضان وجعله معظماً فيها ، وفتح به باب العزة وأنزل منه آيات جلت عن كلام يحاكيها .


وقال سبحانه فى محكم الآيات " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ " تفضيلاً لهذه الأمة إذا لا أمة تباهيها ، والجزاء تمتع الإبصار بنور باريها ، هل قيل لغيرها بالإعلان " للصائم فرحتان " واسمع ذلك قاصيها ودانيها ، هل بشر سواها بليلة القدر التى تنزل الملائكة والروح فيها ، هل أعطى غيرها فضل أول ليلة منه تفتح أبواب الجنان وتقبل الحور والولدان من سائر نواحيها ، فى أول ليلة تغلق فيه أبواب النيران وتصفد الجان وتمنع من تصرفها وتدانيها ، وتكتب أسماء العتقاء " اللهم إجعلنا وإياكم منها " وتأتى الملائكة بالبشارة لهذه الأمة وتهنيها .

شهر الصيام فقد كرمت نزيلا
ونويت من بعد القيام رحيلا
وأقمت فينا ناصحا ومؤدبا
وشفيت منا بالفؤاد عليلا
نبكيك يا شهر الصيام بأدمع
تجرى تحكى فى الخدود ميولا
أسفا على الأنس الذى عودتنا
وصنيع فعل لا يزال جميلا
طوبى لمن صح فيه صيامه
ودعا المهيمن بكرة وأصيلا

أستودعكم الله الذى لا تضيع ودائعه ... إلى أن نلتقى فى الجمعة القادمة إن قدر الله ذلك



( شذى الإسلام )


شذى الإسلام 09.09.2011 12:29

۩ نفحــــــة يوم الجمعة ۩
الشيخ على القرنى يحفظه الله

حكيم رضى الله عنه، يسلم إسلامًا يملك عليه لبَّه، ويؤمن إيمانًا يخالط دمه، ويمازج قلبه، وهو يقطع على نفسه عهدًا أن يكفر عن كل موقف وقفه في الجاهلية، أو نفقة أنفقها في عداوة رسول الله –صلى الله عليه وسلم- بأضعاف أضعافها، وقد بَرَّ في قَسَمِه، وصدق فيما عاهد، فإذا بك تتخيل وتنظر فإذا حكيم قد آلت إليه دار الندوة التي كانت تعقد قريش مؤتمراتها فيها في الجاهلية، ويجتمع ساداتها وكبراؤها فيها ليأتمروا برسول الله -صلى الله عليه وسلم- تخيله وهو يتخلص من تلك الدار مسدلا الستار على ماض بغيض أليم، ويبيعها بمائة ألف درهم، فيقول فتى من قريش: بعت مكرمة قريش يا حكيم، فقال: يا بني؛ ذهبت المكارم كلها، ولم يبقَ إلا التقوى، أو ما يسرك يا بني أن أشتري بها دارًا في الجنة؟ إني أشهدكم أني جعلت ثمنها في سبيل الله؛ أرجو ذخرها وبرها عند الله، وربح البيع .


ثم أنظر إليه أخرى يوم يحج بعد ذلك، فيسوق أمامه مائة ناقة مجللة بالأثواب الزاهية، ثم ينحرها جميعها؛ تقربًا إلى الله تعالى، ولا تعجب يوم يحج ثانية فيقف في عرفات ومعه مائة من عبيده قد جعل في عنق كل واحد منهم طوقًا من فضة، نقش عليه عتقاء لله -عز وجل- ثم يعتقهم جميعًا على عرفات، ويسأل الله -عز وجل- أن يعتق رقبته من النار، ثم يحج ثالثة فيسوق أمامه ألف شاة، ثم يريق دماءها كلها في منى، ويطعم بلحومها فقراء المسلمين؛ تقرُّبًا لله -عز وجل- فلا تنساه البطون الجائعة، ولا الأكباد الظامئة ما دام على الأرض بطن جائع أو كبد ظمأى.
يا ناعمَ العَيشِ والأموالُ بائدةٌ أين التبرعُ لا ضَاقتْ بكَ النِّعَمُ


كان المال في أيديهم لا يدور عليه الحول حتى ينفقه في سبيل الله
لا يألفُ الدرهمُ المضروبُ سُرَّتهم لكِنْ يمرُّ عليها وهو يستبقُ
كبر حكيم بعد أن قدم ما قدم، وذهب بصره باحتسابه لله، ونزل به الموت، واشتد وجعه، وإذ به يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله ويقول: أخشاك ربي وأحبك، أخشاك ربي وأحبك ليلقى الله. رضي الله عنه وأرضاه، وجعل أعلى علِّيين مثواه، ورحم الله أولئك الرجال، طلبوا الدنيا على قدر مكثهم فيها، وطلبوا الآخرة على قدر حاجتهم إليها. لم يضحوا بأموالهم فحسب، بل ضحوا بدمائهم في سبيل الله؛ رجاء ما عند الله، وما عند الله خير للأبرار .

(مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ اللهِ بَاقٍ)

https://mail.google.com/mail/?ui=2&i....7&disp=emb&zw


أستودعكم الله الذى لا تضيع ودائعه ... إلى أن نلتقى فى الجمعة القادمة إن قدر الله ذلك



( شذى الإسلام )


شذى الإسلام 16.09.2011 01:15


۩
نفحــــــة يوم الجمعة ۩
الشيخ على القرنى يحفظه الله


الكون كتاب مفتوح، يُقرأ بكل لغة، ويُدرك بكل وسيلة، يطالعه ساكن الخيمة، وساكن الكوخ، وساكن العمارة والقصر، كل يطالعه فيجد فيه زادًا من الحق إن أراد التطلع إلى الحق، إنه كتاب قائم مفتوح في كل زمان ومكان، تبصرة وذكرى لكل عبدٍ خضع وأناب، يأخذك كتاب الله إن تأمَّلته في جولات وجولات، ترتاد آفاق السماء، وتجول في جنبات الأرض والأحياء، يقف بك عند زهرات الحقول، ويصعد بك إلى مدارات الكواكب والنجوم، يفتح بصرك وبصيرتك إلى غاية إحكام وإتقان لا له مثيل، قد وضع كل شيء في موضع مناسب، وخُلِق بمقدار مناسب، يُرِيك عظمة الله، وقدرة الله، وتقديره في المخلوقات، ثم يكشف لك أسرار الخلق والتكوين، ويهديك إلى الحكمة من الخلق والتصوير، ثم يقرع الفؤاد بقوله:

(أَإِلَهٌ مَّعَ اللهِ تَعَالَى اللهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ)


إن نظرت إليه بعين البصيرة طالعك بوحدانية الله في الربوبية مستدلا بها على وحدانيته في العبادة والألوهية، ذلَّت لعزة وجهه الثَّقلان. وفي نهاية الآيات، يقرع القلوب، ويطرق الآذان، ويصكُّ المشاعر والأحاسيس بذلك التعقيب الإلهي العظيم، لعلهم يذكَّرون، لعلهم يتفكرون، لعلهم يتَّقون، لعلهم يرجعون، كل هذا، وهناك من هم عنه معرضون، أم تحسب أنَّ أكثرهم يسمعون. إنه حديث طويل، يطالعك في طوال السور وقصارها، لكنه مع ذلك شائق جميل، تسكن له النفس، ويتلذَّذ به السمع، وتتحرك له الأحاسيس والمشاعر، تستجيب له الفِطَر السليمة المستقيمة، ومع ذا ينبِّه الغافل، ويدمغ المجادل المكابر؛ إذ هو حق، والحق يسطع ويقطع.

والحق شمس والعيون نواظر لا يختفي إلا على العميان
والشرع والقرآن أكبر عُدَّة فهما لقطع لجاجهم سيفان



يا منبت الأزهار عاطرة الشَّذَى يا مجري الأنهار عاذبة الندى ما خاب يومًا من دعا ورَجَاك يا أيها الإنسان مهلا ما الذي بالله جل جلاله أغراك ؟
أحبتى في الله، الله نصب لخلقه دلالات، وأوضح لهم آيات بيِّنات في الأنفس والأرضين والسماوات :


(لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ) (وَفِي الأرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ * وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلاَ تُبْصِرُونَ)
وتحسب أنك جِرْم صغير وفيك انطوى عالم أكبر



أستودعكم الله الذى لا تضيع ودائعه ... إلى أن نلتقى فى الجمعة القادمة إن قدر الله ذلك



( شذى الإسلام )



شذى الإسلام 23.09.2011 01:52



۩ نفحــــــة يوم الجمعة ۩
فضيلة الأستاذ الدكتور / صلاح سلطان
بين القرآن والشيطان

القرآن كلام الله، والشيطان عدو الله، القرآن يدعو إلى الهدى، والشيطان يدعو إلى الردى، القرآن يهدي للتي هي أسنى وأقوم، والشيطان يغوي للتي هي أعوج وأظلم، القرآن نور يملأ الأكوان، والشيطان ينشر الظلام في كل مكان، القرآن أمان واطمئنان، والشيطان يدع الإنسان في الأرض حيران، القرآن يدعو إلى الغنى والمرحمة، والشيطان يدعو إلى الفقر والمسكنة، القرآن يصنع رجالا أعزاء أقوياء، والشيطان يصنع عيالا ضعفاء أذلاء، القرآن يدعو إلى العفو والصفح والغفران، والشيطان يدعو إلى الشقاق والخلاف والانتقام، القرآن يدعو إلى العفة والحياء والطهارة، والشيطان يدعو إلى الخنا والزنا والجسارة، القرآن يأخذ بيد العصاة إلى بساط الرحمة والأمل في عفو الرحمن، والشيطان يأخذ الصالحين إلى دوائر الطالحين وأهل الفسوق والعصيان، القرآن أنيس للإنسان في قبره شفيع له عند حشره، والشيطان يتبرأ من الإنسان ويدعه يعض يديه من هول الثبور والخسران، القرآن يدعو إلى الجد والعمل، والشيطان يدعو إلى الخمول والكسل، القرآن يجتث الألم ويرسخ الأمل ويعطيك خطة عمل، والشيطان يوسع الألم ويعمق اليأس ويصرف عن العمل. القرآن يسكن المساجد ومراكز التحفيظ وبيوت الصالحين، والشيطان يعشش في الأسواق والحانات والشاشات والبيوتات المحرومة من ذكر الرحمن .



القرآن يحفز العقل بفكرة قوية، ويزكي القلب بالخشية الإيمانية، ويحرك النفس إلى الخير حركة فتية، أما الشيطان فيحشو العقل بالتفاهات الشكلية، والقلب بالأوهام الخيالية، والنفس بالحركة الدنية نحو كل رزية، القرآن دواء كل مريض وعلاج كل سقيم، والشيطان داء كل سليم وسم في العسل عقيم، القرآن طريق الله المستقيم، والشيطان وساوس متعرجة وطرق مشتتة وسبل متفرقة، القرآن كلام الله المحفوظ من التحريف والتبديل إلى يوم الدين، والشيطان رمز التحريف والتدليس و التحريش إلى يوم يبعثون. القرآن يدعو إلى الجنة والمغفرة ورضا الرحمن، والشيطان يدعو حزبه ليكونوا في سعير النيران وغضبة العزيز الجبار.

وفي رمضان ينطلق القرآن في عقول ووجدان أهل الإسلام ليتضاعف الخير في كل مكان، تلاوة بالليل والنهار، في الوقت الذي تصفد فيه مردة الشياطين؛ لتضعف عن إغواء الإنسان، وهي فرصة للتحرر من نزغاته والالتحام بفهم وتطبيق القرآن عسى أن نصل إلى الرحمة والمغفرة والعتق من النيران.


إذا ما لم يفِدْك الذكرُ شيئًا فليتَك ثمَّ ليتَك ما ذَكَرتا
إذا مَا لَمْ يُفِدْك العلمُ شيئًا فليتَكَ ثمَّ ليتَك ما عَلِمْتَا
وإنْ ألقَاكَ فهمُكَ في مَغَاوٍ فليتكَ ثمَّ ليتَكَ ما فَهمْتا









أستودعكم الله الذى لا تضيع ودائعه ... إلى أن نلتقى فى الجمعة القادمة إن قدر الله ذلك



( شذى الإسلام )


* إسلامي عزّي * 23.09.2011 02:12

السلام عليكم ورحمة الله

اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين


جزاكم الله خيرا

احبك ربى 23.09.2011 22:14

السلام عليكم اختى الكريمه شذى الاسلام
طبت وطاب سعيك وممشاك وتبؤت من الجنة منزلا اللهم امين
جزاك الله خيرا حبيبتى فى الله على هذه الكلمات الطيبه اسال الله ان يجعلها فى ميزان حسناتك وان يتقبل منا ومنكم صالح الاعمال واساله سبحانه وتعالى الا يخرج منا الا ما يرضيه عنا

شذى الإسلام 30.09.2011 01:02

جزاكم الله خيرا
أسعدنى مروركم وازداد موضوعى قيمة

شذى الإسلام 30.09.2011 01:03


https://mail.google.com/mail/?ui=2&i....3&disp=emb&zw
۩ نفحــــــة يوم الجمعة ۩

فضيلة الأستاذ الدكتور / صلاح سلطان

بين الفرح الإيجابي والسلبي



الفرح الإيجابي فرح المؤمنين بفضل الله عليهم أن جعلهم مسلمين وحبَّب إليهم الإيمان وزينه في قلوبهم، واستعملهم لطاعته وجندهم لخدمة دعوته، لقوله تعالى:

(قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ) (يونس:85)،

أما الفرح السلبي فهو فرح من تستغرقه وتستعبده النعم فينسى المنعم سبحانه ولسان حاله مثل قارون:

(إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ * قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي)

(القصص: 77-78).


الفرح الإيجابي فرح المؤمن بتوفيق الله أن يكون ليله ونهاره في فعل الخيرات وترك المنكرات وحراسة الحق والعدل:

(إذا سرتك حسنتك وساءتك سيئتك فأنت مؤمن)

(السلسلة الصحيحة للألباني)

، أما الفرح السلبي فانبهار بعَرَض الدنيا، وركون إلى سعة الرزق، وفرح بتوسع السُلطات والصلاحيات، وتورم في النفس استكبارًا وعلوًا في الأرض "يا أرض انهديِّ ما عليك أدِي"، وهو الفرح الفرعوني:

(أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلا تُبْصِرُونَ) (الزخرف:51)

وشأنهم كما قال تعالى:

(وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلا مَتَاعٌ) (الرعد:26)


الفرح الإيجابي أن يكثر حولك الصالحون، ويطرق بابك المحتاجون، ويكثر على موائدك الفقراء والمساكين لنكون مثل جعفر الطيار أبي المساكين:

(اللهم أحيني مسكينا وأمتني مسكينًا واحشرني في زمرة المساكين) (الترغيب والترهيب للمنذري)، أما الفرح السلبي فبقدوم الكبار وعلية القوم والضجر من نظرات وملاحقات الفقراء والمساكين:

(كَلا بَلْ لا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ * وَلا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ) (الفجر:17-18)

الفرح الإيجابي يملأ جوانح ذوي المروءات عندما يحلون معضلة، ويغيثون ملهوفًا، ويقدمون معروفًا لذوي القربى والأرحام والجيران والخلان مسلمين أو غير مسلمين، (خير الناس أنفعهم للناس)(صحيح الجامع للألباني)، والفرح السلبي عند المنافقين المتخاذلين بقدر الهروب من المعونة والنصرة والمساعدة لدينهم وأمتهم وأهلهم وأوطانهم، كما قال تعالى:

(فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلافَ رَسُولِ اللَّهِ) (التوبة:81(




الفرح الإيجابي أن أفرح لفوز ذوي الكفاءات المتميزة ولو كانوا من غير حزبي السياسي أو فريقي الرياضي أو مذهبي أو جماعتي أو ابن عمي أو بلدتي أو.. ، والفرح السلبي هو فرح أجوف ولو فاز الغر الأجوف مادام من فريقي أو عصبتي كما قال تعالى :

(فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ) (المؤمنون:53(

يا إخواني و أخواتي فلتكن أفراحنا مزيدًا من الذكر والشكر القولي والعملي، ولا نفرح فرح الكافرين والمنافقين بعرض فانٍ وعزٍ لا يدوم

.

أستودعكم الله الذى لا تضيع ودائعه ... إلى أن نلتقى فى الجمعة القادمة إن قدر الله ذلك



( شذى الإسلام )


ام البراء الاندلسيه 30.09.2011 20:30

جزاكِ الله خيرا أختى

ربنا يبارك فى مجهودك الرائع تقبل الله

شذى الإسلام 07.10.2011 15:09

۩ نفحــــــة يوم الجمعة ۩
فضيلة الشيخ / على القرنى يحفظه الله

أيها المُمْـتَحِن وكلنا مُمْـتحَن تذكر وقوفك لاستلام النتيجة ، يوم يوقف العبد بين كفتي الميزان ، ويوكل به ملك ، فإن ثقل ميزانه نادى بصوت يسمع الخلائق : لقد سعد فلان ابن فلان سعادة لا يشقى بعدها أبدًا. ذاك هو النجاح ، عندها يطرب ويفرح ويقول :
( هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيَه )
وإن خفَّ ميزانه نادى المَلك بصوت يُسْمع الخلائق : لقد شقي فلان بن فلان شقاوة لا يسعد بعدها أبدًا . فذاك هو الرسوب . عندها يقول :
( يَا لَيتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَه )


لا إله إلا الله ما عساك فاعل يوم ينادى باسمك يا فلان ابن فلان هلم إلى العرض على الله قمت ولم يقم غيرك يا لضعفك يا لشدة خوفك يا لخفقان قلبك يوم تقف بين يدي الملك الحق المبين وبيدك صحيفة لا تغادر صغيرة ولا كبيرة يا الله لك يوم تقرأ صحيفتك بلسانٍ كليل وقلبٍ كسير و حياءٍ من الله عظيم بأي لسان تجيبه حين يسألك عن عملك القبيح بأي لسان تجيب يوم يسألك يا أيها الممتحن عن عمرك فيما أفنيته و شبابك فيما أبليته و مالك يا من جعلت الربا و الفوائد عنوانا له مالك من أين اكتسبته و فيما أنفقته و عن علمك ماذا عملت فيه بأي قدمٍ تقف غدا بين يديه بأي عين تنظر إليه بأي قلب تجيب عليه ما تقول له إذا قال لك يا عبدي ما أجللتني أما استحييت مني أما راقبتني استخففت نظري إليك ألم أحسن إليك ألم أنعم عليك عندها تكاد تسقط فروة وجهك حياء من الله فكيف بك إن شقيت .


فيا أيها الممتحنون غدا و كلنا ممتحن لمثل هذه المواقف فأعدوا وتذكروا بامتحان الدنيا وقوفكم بين يدي المولى إذ تعدوا وأعدوا وتزودوا وخير الزاد التقوى . جد واتعب أيها الطالب وانصب فوالذي نفسي بيده لن تجد طعم الراحة إلا عند أول قدم تضعها في الجنة.
تفنى اللذاذة ممن نال صفوتها من الحرام ويبقى الإثم والعار
تبقى عواقب سوء في مغبتها لا خير في لذة من بعدها النار

أستودعكم الله الذى لا تضيع ودائعه ... إلى أن نلتقى فى الجمعة القادمة إن قدر الله ذلك



( شذى الإسلام )


جادي 07.10.2011 16:07

تفنى اللذاذة ممن نال صفوتها من الحرام ويبقى الإثم والعار
تبقى عواقب سوء في مغبتها لا خير في لذة من بعدها النار

جزاكِ الله خيرا اختنا الكريمة
رزقنا الله واياكم الفردوس الاعلى

شذى الإسلام 14.10.2011 01:00


۩
نفحــــــة يوم الجمعة
۩
أ . د صلاح الدين سلطان

الأمل من فعل الإنسان توفيقا من الرحمن، والأجل كله بقضبة الملك العلاَّم، الأمل حبل ممدود ليس له حدود، والأجل حبل محدود خيوطه بيد ربنا المعبود، الأمل يدفع إلى العمل، والأجل يقطع العمل، الأمل يجعل أضعف الناس يتحدى الأزمات و يغالب الصعاب، والأجل يجعل أقوى الناس أسيرا لما قدّر في الكتاب، الأمل عند المؤمن يمتد من الدنيا إلى الآخرة، وعند غير المؤمن أمل في إصلاح دنياه فقط :
( يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ) (الروم:7)
أما الأجل فثابت للصالح والطالح، والبَر والفاجر .



الأمل يتنوع إلى أمل في شفاء بعد مرض، ونجاح بعد فشل، وهداية بعد غواية، وحرية بعد كبت، وعزة بعد ذل، وغنى بعد فقر، وصحة بعد مرض، واجتماع بعد فرقة، وعودة بعد غيبة، وسعادة بعد شقاء، وزواج بعد عزوبة، وإنجاب بعد عقم، وتوبة بعد معصية، ويعبر الشاعر عن الأمل مع الضجر في قوله:
صغير يبتغي الكبرا وشيخ ودَّ لو صغُرا
وخالٍ يشتهي عملا وذو عمل به ضجرا
ورب المال في تعب وفي تعب من افتقرا
فهل حاروا مع الأقدار أم هم قد حيَّروا القدرا
أما الأجل فيتنوع إلى أجل الحمل :
( وَنُقِرُّ فِي الأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى) (الحج:5)،
وأجل الرضاعة:
(وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ) (البقرة:233)،



وأجل الطفولة حتى البلوغ: (والصبي حتى يحتلم)، وأجل الدين موعد الوفاء: (إنما جزاء الدين الحمد والوفاء)، وأجل المطلقة انتهاء عدتها :
( فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ) (البقرة:234)
وأجل الإنسان إلى انتهاء عمره، وأجل الأمم انتهاء قوتها وهيبتها (لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ) (يونس:49)، وأجل الكواكب مداراتها المحددة: (وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُسَمًّى) (الزمر:5)، الأمل يزيد حتى يصير أمنا من مكر الله، وينقص حتى يصير قنوطا ويأسا من روح الله، أما الأجل فلا يزيد ولا ينقص (فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ) (الأعراف: 34 )
فلنستصحب دائما الأمل أن اليوم أفضل من الأمس والغد أفضل من اليوم مادمنا على طريق الإيمان:
(اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ) (البقرة:257)
وليكن العمل مشفوعا بالأمل قبل أن يباغتنا الأجل فيكون الندم، وينقطع الأمل في إصلاح الخلل.


أستودعكم الله الذى لا تضيع ودائعه ... إلى أن نلتقى فى الجمعة القادمة إن قدر الله ذلك



( شذى الإسلام )


على ابوموسى 14.10.2011 10:09

بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين [جزاكم الله خيرا

شذى الإسلام 21.10.2011 01:50


۩
نفحــــــة يوم الجمعة
۩
الشيخ على القرنى حفظه الله

لم يزل كثير من الخلق يلهثون ينصبون، يسعون يكدون، فمنهم من يسعى لجمع المال من أي القنوات، ومنهم من يلهث في بهيمية خلف الشهوات وأودار القنوات، ومنهم من يهرول وراء الشهرة والجاه والسلطان في سبات التيه قد أمضى رحلات، ومنهم من يعدو وراء الأماني والأحلام، يسبح في غير ماء، ويطير من غير جناح .
إن ضياع أعمار نفيسة في طلب أغراض خسيسة، أَمَا إنك لو سألتهم جميعًا من وراء ذلك السعي واللهث ما تريدون؟ لأي شيء تهدفون؟ لأجابوك: الحياة الطيبة نريد، إلى السعادة نهدف، نركض نعدو إلى سرور النفس ولذة القلب، ونعيم الروح وغذائها ودوائها وحياتها وقرة عينها نتوق .




أرادوها فأخطئوا طريقها، وتاهوا فعطشوا وجاعوا، وعلى الوهم عاشوا؛ فصار حالهم كمن سقي على الظمأ بالسراب وكانوا كمن تغدى في المنام، وفي تيههم فقدوا حاسة الشم والذوق فلم يفرقوا بين الروائح العطرة من الكدرة، ولا العذب في الفرات، فشقوا وتعسوا ويظنون أنهم سيسعدون، غفلوا في تيههم عن داعي الحق على الطريق وهو يندبهم ويقول: مهلا مهلا. والله لا يسعد النفس ولا يزكيها ولا يطهرها ولا يُذهب غمها همَّها وقلقها ويسد جوعتها وظمأها، ويعيد لها شمها وذوقها، إلا الإيمان بالله رب العالمين بلسم الحياة، بلسم الحياة ومفتاح السعادة، قال الله عز وجل :
(مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )

هذا خبر من أيها المؤمنون؟


يقول ابن القيم بما ملخصه . إنه خبر أصدق الصادقين وأحكم الحاكمين، الله رب العالمين، وهو خبر يقين، وعلم يقين بل عين يقين، فحوى الخبر، أنه لابد لكل من عمل صالحًا مؤمنًا أنه يحييه الله حياة طيبة، بحسب إيمانه وعمله :
(وَعْدَ اللهِ لاَ يُخْلِفُ اللهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ)
الحفاة الأغلاظ، لا يعلمون، غلطوا في مسمى هذه الحياة فظنوها التنعم في أنواع المآكل والمشارب والملابس، والمراكب والمناكف ولذة الرياسة، والمال وقهر الأعداء والتفنُّن بأنواع الشهوات والملذَّات، حال أحدهم:
إذا تغديت وطابت نفسي *** فليس في الحي غلام مثلي
لا ريب أن هذه لذة مشتركة بين البهائم، بل قد يكون حظ كثير من البهائم منها أكثر من حظ الإنسان، فمن لم تكن عنده لذة إلا اللذة التي تشاركه فيها السباع والدواب والأنعام والبهائم فذلك مسكين ينادى عليه من مكان بعيد، هِمَّتُه هِمَّةٌ خسيسة دنيئة .


https://mail.google.com/mail/?ui=2&i....8&disp=emb&zw


أستودعكم الله الذى لا تضيع ودائعه ... إلى أن نلتقى فى الجمعة القادمة إن قدر الله ذلك



( شذى الإسلام )


* إسلامي عزّي * 21.10.2011 02:19

السلام عليكم ورحمة الله

اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين


جعله الله في ميزان حسناتكم أختنا الفاضلة

على ابوموسى 21.10.2011 11:07

بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين [جزاكم الله خيرا

شذى الإسلام 28.10.2011 01:28



۩
نفحــــــة يوم الجمعة ۩

الشيخ على القرنى حفظه الله


لا تستقلوا قليلا، ولا تستكثروا كثيرًا، وأحسنوا النية؛ فربَّ صغير تعظِّمه النية، ورب عظيم صغرته النية. والقليل أولى من القعود، حتى لو كان حديثًا لأهل، أو كلام لطفل، أو مسحًا لرأس يتيم، أو تبسمًا لجار، أو نصحًا لرفيق في عمل، أو استماع كلمة أو محاضرة أو قراءة قرآن، حتى لو كان ذلك في السيارة. وداوم فأحب العمل أدومه وإن قل وكل ذلك يكسب الأجر ويلحق بالركب
(فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ)


إذا فرغت فانصب، إذا فرغت من طاعة فانصب في طاعة أخرى، ألحق العمل بالعمل، والتعب بالنَصَب، ولا تغتر بالرأي؛ فالحكمة ضالة المؤمن، وهو أولى بها. ما ضرك أيها المؤمن؟ بدلا من صرف الوقت فيما لا ينفع أن تتناول كتابًا لتقرأه وتلخصه، أو تستمع لمحاضرة، أو تطالع في سير الصحابة، وما أكثر الأعمال! ، بل والله أين الأوقات. زيارة تكسب فيها صديقًا، أمرًا بمعروف، أو نهيًا عن منكر، تعرفًا على تاجر يعين أنشطة الدعوة الإسلامية بماله، بحثا عن شيخ يؤثر في مستمعيه، درسًا للزوجة والأطفال ولو بالقراءة من كتاب، زيارة للمقابر، ذكرًا وتذكرًا للآخرة، حضور الجنائز، كثرة السنن، قيام الليل، صيام التطوع، صدقة السر، كل ذلك يكون في غير توان ولا بطالة؛ فإن التواني والبطالة -والله- لا يولدان إلا الخزي والندامة على حد قول القائل:
تزوجت البطالة بالتوانِي *** فأولَدَهَا غُلامًا مع غُلامَة
فأمَّا الابن سَمَوْهُ بفقرٍ *** وأما البنتُ سّموْهَا النَّدَامَة
إن تيار الحياة محدود، وفرصة العيش بها قصيرة، فسددوا وقاربوا ولا تجهدوا أنفسكم فتملوا وتتركوا، ولكم كما قيل: يمشي الهوينا ويجيء في الأول.






أستودعكم الله الذى لا تضيع ودائعه ... إلى أن نلتقى فى الجمعة القادمة إن قدر الله ذلك



( شذى الإسلام )

شذى الإسلام 11.11.2011 01:58


۩
نفحــــــة يوم الجمعة
۩
مصطفى لطفى المنفلوطى


إن كنت تعلم انك أخذت على الدهر عهداً أن يكون لك كما تريد في جميع شؤونك وأطوارك .. وألا يعطيك ولا يمنعك إلا كما تحب وتشتهي، فجدير بك أن تطلق لنفسك في سبيل الحزن عنانها كلما فاتك مأرب أو استعصى عليك مطلب. وان كنت تعلم أخلاق الأيام في أخذها وردها وعطائها ومنعها وأنها لا تنام عن منحة تمنحها، حتى تكر عليها راجعة فتستردها .. وأن هذه سنتها وتلك خلتها في جميع أبناء آدم .. سواء في ذلك ساكن القصر وساكن الكوخ .. ومن يطأ بنعله هام الجوزاء .. ومن ينام على بساط الغبراء ،



فخفض من حزنك وكفكف من دمعك .. فما أنت بأول غرض أصابه سهم الزمان .. وما مصابك بأول بدعة طريفة في جريدة المصائب والأحزان.
أنت حزين لأن نجماً زاهراً من الأمل كان يتراءى لك في سماء حياتك فيملأ عينيك نوراً .. وقلبك سروراً، وما هي إلا كرة الطرف إن افتقدته .. فما وجدته. ولو أنك أجملت في املك ما غلوت في حزنك .. ولو أنت أنعمت نظرك فيما تراءى لك لرأيت برقاً خاطفاً (فانياً) .. ما تظنه نجماً زاهراً(دائماً) . وهنالك لا يبهرك طلوعه، فلا يفجعك أفوله.
أسعد الناس في هذه الحياة من إذا وافته النعمة ترقب في كل ساعة زوالها وفنائها .. فإن بقيت في يده فذاك ، وإلا فقد أعد لفراقها عدته من قبل.
لولا السرور في ساعة الميلاد ما كان البكاء في ساعة الموت، ولولا الوثوق بدوام الغنى ما كان الجزع من الفقر. ولولا فرحة التلاق ما كانت ترحة الفراق .



https://mail.google.com/mail/?ui=2&i....7&disp=emb&zw



أستودعكم الله الذى لا تضيع ودائعه ... إلى أن نلتقى فى الجمعة القادمة إن قدر الله ذلك

( شذى الإسلام )



شذى الإسلام 18.11.2011 01:28

۩ نفحــــــة يوم الجمعة ۩

قال عُتبة بن أبي سفيان لعبد الصَّمد مؤدِّب ولدِه: ليكن أوَّلَ ما تبدأُ به من إصلاحك بَنِّي إصْلاحُك نَفسَك؛ فإنَّ أَعينهم معقودة بعينك، فالحسَنُ عِندهم ما استحسنت، والقبيحُ عندهم ما استقبحت، علِّمْهم كتابَ اللَّه، ولا تُكرِهْهم عليه فيَملُّوه، ولا تتركْهم منه فيهجُروه، ثم روِّهم من الشِّعر أَعَفَّه، ومن الحديث أَشْرَفه، ولا تُخْرِجْهم من عِلْمٍ إلى غيره حتّى يحْكموه، فإنَّ ازدحامَ الكلام في السَّمع مَضَلَّةٌ للفهم، وعلِّمْهم سِيَرَ الحكماء وأخلاقَ الأدباء، وجنِّبْهُم محادَثة النساء، وتهدَّدْهم بي وأدِّبْهم دُوني، وكنْ لهم كالطَّبيب الذي لا يَعجَل بالدَّواء حتى يعرف الداء، ولا تَتّكل على عُذري، فإني قد اتَّكلتُ على كفايتِك، وزد في تأديبهم أزدك في برّي إن شاء اللَّه.

وروي عن الحسن أَنه قال: لما حضرت قيسَ بن عاصمٍ الوفاةُ دعا بَنيه فقال: يا بَنيّ احفظوا عنّي، فلا أَحَدَ أَنصحُ لكم منِّي، إذا متُّ فسَوِّدوا كبارَكم، ولا تسَوِّدوا صغارَكم فيسفّهَ الناسُ كبارَكم وتهونوا عليهم، وعليكم بإصلاح المال فإنَّه مَنبهة للكريم، ويُستغنَى به عن اللئيم، وإياكم ومسألة الناس، فإنها شَرُّ كسب المرء .



أستودعكم الله الذى لا تضيع ودائعه ... إلى أن نلتقى فى الجمعة القادمة إن قدر الله ذلك

( شذى الإسلام )



شذى الإسلام 25.11.2011 13:38


۩
نفحــــــة يوم الجمعة
۩
الشيخ / شعيب عبد الكافى رحمه الله


كان بالبصرة شاب يقال له رضوان ، كثير اللهو والعصيان ، والتيه والطغيان ، يبيت الليالي بالخمر سكران ، قد غلبت عليه شقوته وأغواه الشيطان ، فبينما هو في الأيام معتكف على شرب المدام ، ومعه جماعة من أصحاب الموافقين له على الذنوب والآثام ، إذا سمع رجلاً فقيراً ينشد في الطريق :
إذا ما خلوت الدهر يوما فلا تقل خلوت ولكن قل علىّ رقيب
ولا تحسبنّ الله يغفل لمحة ولا أن ما يخفي عليه يغيب
فبكى الشاب وقال : بالله عليك يافقير إلا ما أعدت إلىّ قولك فأعاده فأقسم عليه الشاب أن يحضر مجلسهم فحضر فقال له : والله ياسيدي لقد سعدنا برؤياك وأعجبنا صوتك وحسن غناك ، فغنّ لنا وطيب عيشنا فأنشد الفقير وقال :
تعصى الإله وأنت تأكل رزقه ويراك إذ من خلقه تتكتم
فاحذر فما حاولت أمرا منكرا إلا وينظره لديك ويعلم


فبكى الشاب وخرّ مغشيا عليه ، فلما أفاق من غشيته كسر أواني الخمر وأقبل على الفقير وقال :ياسيدي هل من توبة ؟ فأنشد :

هذا زمان الصلح ما أقعدك عن باب من للخير قد عوّدك
فإن محوت اليوم ما سطرت أيدي خطاياك فما أسعدك
فصرخ الشاب ورمى بنفسه إلى الأرض مغشيا عليه ، فلما أفاق قال ياسيدي هل يؤاخذني بما مضى ؟ فأنشد وقال :
لله ما أطيب صفو الوداد وما ألذّ القرب بعد البعاد
وما أشدّ الهجر من بعدما قد كنت من جملة أهل الوداد
ياناسياً للعهد عاملتنا ثم تعللت بطيب الرقاد
بمن تشاغلت وأين الذي حصلت كلا بل حرمت المراد
شمر من اليوم ودع مامضى وكن فقيراً ما مضى لا يعاد


فبكى الشاب وبكى أصحابه ثم تابعو وخلعوا ماكان عليهم من لباس الزينة وتاب الشاب إلى ربه وندم على قبيح ذنبه وبات ليلته بحضرة الفقير في بكاء ونحيب وحسرات وزفرات ، فلما كان وقت السحر ذكر ذنوبه والسيئات فصرخ وأسبل العبرات ، ثم غشى عليه فحركه الفقير فاذا به قد مات :

أجلّ ذنوبي عند عفوك سيدي حقير وإن كانت ذنوبي عظائما
فما زلت غفار وما زلت راحما وما زلت ستار علىّ الجرائما
لئن كنت قد تابعت جهلي في الهوى وقضيت أوطار البطالة هائما
فها أنا قد أقررت يارب بالذي جنيت وقد أصبحت حيران نادما
فتب واعف عني يا إلهي تكرما وكن لي ياربّ البرية راحما


(( إخواني )) :
إلى كم تضيعون السنن والفرائض ، إلى متى تتيممون يالتراب والماء فائض ، يا كسلان في الطاعة وهو في المعصية ناهض ، تالله من لم يكن له من نفسه واعظ لم تنفعه المواعظ :
لا ينفع الوعظ قلبا قاسيا أبدا ولا يلين لوعظ الواعظ الحجر
ولا أرى أثرا للذكر في جسدي والحبل في الحجر القاسي له أثر


أستودعكم الله الذى لا تضيع ودائعه ... إلى أن نلتقى فى الجمعة القادمة إن قدر الله ذلك

( شذى الإسلام )

شذى الإسلام 02.12.2011 12:35



۩ نفحــــــة يوم الجمعة ۩

حكي عن عبد الواحد بن زيد قال : كنت في مركب فطرحتنا الريح إلى جزيرة وإذا فيها رجل يعبد صنماً فقلنا له: يا رجل ! من تعبد ؟ فأومأ إلى الصنم فقلنا: إن معنا في المركب من يسوى مثل هذا وليس هذا إله يعبد قال : فأنتم من تعبدون ؟ قلنا: الله قال : وما الله قلنا : الذي في السماء عرشه وفي الأرض سلطانه وفي الأحياء والأموات قضاؤه فقال : كيف علمتم له ؟ قلنا : أرسل إلينا هذا الملك رسولاً كريماً فأخبر بذلك قال : فما فعل الرسول ؟ قلنا: أدى الرسالة ثم قبضه الله قال: فما ترك عندكم علامة ؟ قلنا : بلى ترك عندنا كتاب الملك فقال: أروني كتاب الملك فينبغي أن تكون كتب الملوك حساناً فأتيناه بالمصحف فقال: ما أعرف هذا فقرأنا عليه سورة من القرآن فلم نزل نقرأ ويبكي حتى ختمنا السورة فقال : ينبغي لصاحب هذا الكلام أن لا يعصى!


ثم أسلم وحملناه معنا وعلمناه شرائع الإسلام وسوراً من القرآن وكنا حين جننا الليل وصلينا العشاء وأخذنا مضاجعنا قال: لنا يا قوم ! هذا الإله الذي دللتموني عليه إذا جنه الليل ينام؟ قلنا: لا يا عبد الله! هو عظيم قيوم لا ينام قال: بئس العبيد أنتم تنامون ومولاكم لا ينام؟ فأعجبنا كلامه فلما قدمنا عبادان قلت لأصحابي: هذا قريب عهد بالإسلام فجمعنا له دراهم وأعطيناه فقال: ما هذا؟ قلنا تنفقها فقال: لا إله إلا الله! دللتموني على طريق سلكتموها أنا كنت في جزائر البحر أعبد صنماً من دونه ولم يضيعني .
أيضيعني وأنا أعرفه؟! فلما كان بعد أيام قيل لي: إنه في الموت فأتيته فقلت له: هل من حاجة فقال: قضى حوائجي من جاء بكم إلى جزيرتي قال: عبد الواحد فحملتني عيني فنمت عنده فرأيت مقابر عبادان روضة وفيها قبة وفي القبة سرير عليه جارية لم ير أحسن منها فقالت: سألتك بالله إلا ما عجلت به فقد اشتد شوقي إليه فانتبهت وإذا به قد فارق الدنيا فقمت إليه فغسلته وكفنته وواريته فلما جن الليل نمت فرأيته في القبة مع الجارية وهو يقرأ:
" وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ "
سورة الرعد




أستودعكم الله الذى لا تضيع ودائعه ... إلى أن نلتقى فى الجمعة القادمة إن قدر الله ذلك

( شذى الإسلام )


شذى الإسلام 06.01.2012 01:19

۩ نفحــــــة يوم الجمعة ۩
الأستاذ / عباس السيسى رحمه الله


أريد أن تُوقِنَ أن دعوتنا إسلامية صحيحة ومهمتنا في هذه الظروف ليست إثارة النفوس وتَصَيُّدَ الأخطاء وتجريح الأشخاص والهيئات، فنحن أبعد الناس عن ذلك، بل إنّ ذلك يعوق مهمتنا الأساسية وينشئ خصومات لسنا في حاجةٍ إليها لأن مهمتنا نجمعُ ولا نفرق. نبني ولا نهدمُ. نتعاونُ فيما اتفقنا عليه ويعذرُ بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه .
مهمتنا في هذه المرحلة إنارةُ العقول وتزكية النفوس والارتقاء وبعواطف الناس ومشاعرهم ونقلهم إلى الصالح المفيد، والتعاون على تكوين الشخصية المسلمة التي هي قاعدة بناء المجتمع المسلم.
وإذا وُجِدَ المؤمنُ بحقٍ وُجِدَتْ معه أساليبُ النجاح جميعاً نحس من أعماقنا بضرورة إنقاذ هذه الأمة من غفلتها وتنبيهها إلى ما يتهددها من أخطار وما يتربص بها من أعداء.
إن هذا الشباب بحاجة إلى قلوب كبيرة تعينه على الخروج من هذا المحيط الآسن إلى المحيط الهادئ، ومن البحر الأسود إلى البحر الأبيض في حاجة إلى عاطفةٍ طاهرة يستعذبُ حلاوتَهَا ويتذوق شَهْدَهَا ويأنسُ إليها ويستأنس بها، وليس إلا الإسلام أولاً وأخيراً فهو الواحة الظليلة والمرفأ الأمين والشريعة العادلة والدين القيم .
" وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ".



شذى الإسلام 13.01.2012 01:41


۩ نفحــــــة يوم الجمعة ۩
مما قرأت

لا تستعجلوا؛ فإن الاستعجال يقود إلى الفشل فتضطر إلى تكرار العمل، فلو جمعت الوقت الأول مع وقت الإعادة لكان أطول من وقت واحد. أقول هذا لبعض المتعجلين الذين يتهمون أهل الأناة بالتباطؤ؛ لأنهم هم يستعجلون، وليتهم يفلحون ويعملون، لكن لا حاجة يدركون ولا أرضًا يقطعون، ولا ظهرًا يبقون، ولا لسانًا يكفون، وفي ذلك يستعجلون
منا الأناةُ وبعضُ القومِ يحسبُنَا *** أنا بطاءٌ وفي إبطائِنَا سرع
إياكم والفراغ؛ فإن من مقت الإنسان أن يكون فارغًا ليس في عمل دنيا ولا آخرة، والوقت هو الحياة، فلا يضيع، وما هذا المخيم إلا مساهمة في استغلال الوقت
دقات قلب المرء قائلة له *** إنَّ الحياةَ دقائقٌ وثوانِ

إذا فتح لأحدكم باب خير فليسرع إليه؛ فإنه لا يدري متى يغلق عنه ذلك الباب:
إذا هبت رياحك فاغتنمها *** فإن لكل خافقة سكون
إن حياة بعض الأخيار لا تخلو من ذنوب تضخم أحيانا لحاجة في نفس، ولكني أقول للأخيار: ووالله ما أظن من حضر إلا أخيارًا. إن التوبة تعدل ذلك كله ولا ضير، فصاحب التوبة بكل حال في خير، وكل منصف يعلم أن الكثير من أبناء الأمة غثاء غفلات وشهوات شطط وفساد وعدوان وعداوات، فيهم كل منخنقة وموقودة ومتردية ونطيحة وما أكل السبع، فيهم من لوَّثه الربا، وأذهله الخمر، والأخيار -وما أنتم إلا جزء من الأخيار- رغم كل شيء هم أهل المناقب والصدق والعفة، ولا ننزِّه أحدًا، ولا نزكِّي أحدًا؛ فكلنا ذوو خطأ. من لم يلحظ هذا فهو عن ميزان العدل ناكب، يليق بكم –يا أيها الأخيار- أن تثقوا بأنفسكم أنكم أمثل من على الساحة، وأنكم أهل للإصلاح، وأهل للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أهل لأن تأخذوا الزمام، فلا تلتفتوا إلى وسوسة شيطان أو أكاذيب ملا، أو تخذيل مخذِّل، ولكن اعملوا ومن أخطأ فليتب. ووالله، ثم والله، ثم والله لا يسعكم القعود، ابرؤوا ممن إذا أقدمتم أحْجَم، وإذا أعربتم أعجم، ألحقوا العمل بالعمل؛ فالعمل يدفع إلى العمل، والحسنة تقود إلى الحسنة، والحركة تولِّد الحركة، والطاعة تجلب الطاعة .
https://mail.google.com/mail/h/j7dxk....5&disp=emb&zw

أستودعكم الله الذى لا تضيع ودائعه ... إلى أن نلتقى فى الجمعة القادمة إن قدر الله ذلك




( شذى الإسلام )


شذى الإسلام 20.01.2012 18:30


۩ نفحــــــة يوم الجمعة ۩
زاهية بنت البحر


الأيام تمرُّ مسرعةً دون إستئذان منَّا، وبغروب كل شمسٍ ندفن يومًا كنَّا به نلهث ربما على هدى أو على غير هدى ، خلف خيال قد نمسك به أولا نمسك أو قد يشفق علينا فينظر إلينا معاتبًا، أو ساخراً ، فيلقي تكرُّمِّا منه في سمعنا همسات تتلقاها آذان المنتبهين منا صواعق إنذارٍ مبكرٍ في بهو الوعي .
أفيقوا من غفلةِ الأيام وأعيدوا حساباتِكم مع أنفسكم ، وقدموا لها ما يفيد، فالعمر كالسُّكر سريع الذوبان .

ولن يستطيع أحد ترميم جروح آخر مهما حاول إن لم يكن عند الجريح رغبة في ذلك .
وخير خياطة للجرح الداخلي الذي لايعرف كنهه الآخرون هو مداواة الذات بذكر الله عزَّ وجل فبذكر الله تطمئن القلوب واطمئنانها دواء من كل الجراح التي يتسبب بها الآخرون من بني البشر
ومن وساوس الشياطين .

لا يُطفئ النارَ إنْ شبَّت حرائقُها
بينَ الشرايينِ إلا أنتَ يا سندي
إني أحبُّكَ حـــــــــبًا لا يقربُني
إلاهُ مــنكَ فـــــزد في حبِّهِ يزِدِ
أدري إلهي بأنِّي لستُ قانطةً
من رحمةٍ لا تكنْ إلا من الأحدِ
فامننْ عليَّ بها جبرًا لمنكسرٍ
طردًا لجنٍ ، ووسواسٍ، وذي حسدِ

https://mail.google.com/mail/?ui=2&i....7&disp=emb&zw

أستودعكم الله الذى لا تضيع ودائعه ... إلى أن نلتقى فى الجمعة القادمة إن قدر الله ذلك




( شذى الإسلام )


شذى الإسلام 27.01.2012 13:57



۩
نفحــــــة يوم الجمعة
۩
زاهية بنت البحر

http://up.7cc.com/upfiles/aVv42970.gif

الأمل هو سلاحُ القويّْ والضعِيف في آن واحدٍ، به يتحدى الشعورَ بالعجزِ، والخوف من الانهيارِ، وهو عين التطلعِ بالتفاؤلِ للمستقبلِ . لاحرَم اللهُ مخلوقًا الأملَ بحياةٍ كريمةٍ عزيزةٍ دون يأسٍ وخنوع، يسعدُ فيها في الدنيا والآخرةِ .
وعندما يتعلق القلب بخالقه يحدث ما لا يستطيع إنسان وصفه . ربما كان النقاء والصفاء والغياب عن كل الموجودات لأن أي شيء مع الحب الأسمى مستحيل ، فتصبح حياة المحب وتصرفاته مع البشر من خلال حبه للواحد الأحد أجمل وأصدق ماتكون .

http://up.7cc.com/upfiles/aVv42970.gif
ويعود الصباح مشرقًا رغم الليل والعتم فمن كان نوراً لن تحجبه ليالي العمرِ كله ، لأن الظلام يتوارى خجلاً من النور المتوهج بأمر الله .

إن غاب عنَّا في الحياةِ دليلها
فالعيشُ يُصبحُ بؤسَ عيشٍ للورى
والعقلُ يخشى أن يبوح بفكره
والقلب يمسي خائفًا ومحيَّرا
والعين تعشى والظلاُم يلفها
والّرُوح يخنقها الأسى فيما انبرى

http://up.7cc.com/upfiles/aVv42970.gif

https://mail.google.com/mail/?ui=2&i....7&disp=emb&zw

أستودعكم الله الذى لا تضيع ودائعه ... إلى أن نلتقى فى الجمعة القادمة إن قدر الله ذلك



( شذى الإسلام )



شذى الإسلام 03.02.2012 01:39


۩
نفحــــــة يوم الجمعة
۩
سحر المصرى

كثيرة هي المحطات التي نتوقف عندها ونتساءل: لِم يفكر الناس بهذه الطريقة؟! ولِم علينا أن نتحمّل هلوساتهم غير المبنية على أسس إيمانية وعقائدية واجتماعية صحيحة.. حتى وإن كانوا ملتزمين بالدّين.. ومع ذلك فهم يفتقدون للحكمة والدماثة والشفافية!


يؤذيني جداً..
أن أرى أناساً يقوِّمون الآخرين حسب هويّاتهم.. وترتقي نظرتهم لهم تبعاً لانتسابهم للعائلة الفلانية أو اتّصافهم بصِفة اجتماعية.. حتى وإن كانت أفئدتهم وعقولهم هواءا!



ويؤذيني جداً..
أن يحكم الناس مسبقاً على إنسان ما اعتباراً لهندامه أو لمعلومات وصلت إليهم عنه.. قد تكون مغلوطة أو شخصانية في أغلب الأحيان.. فيقع ضحية الحكم المسبق ويدفع ثمنه بدون ذنب أتاه!


ويؤذيني جداً..
أن يقارن الناس إنساناً ما وصل بتقدير الله جل وعلا إلى مكانِ شخص آخر نتيجة غياب مقدَّر.. وقبل أن يروا خيره أو شرّه يطلقون عليه شرور المقارنات فيقطعون حبل وصله بهم قبل أن يخطو خطوة واحدة في ميدانه !


ويؤذيني جداً..
أن يقوِّم بعض الناس المسلم الذي لم يتعرّف على الإسلام إلا بعد أن شبّ بصورة سلبية.. ويعتقدوا أن تأخره في التزامه نقطة تجعله في مؤخرة الركب مع أن الدرب لِمن صدق وليس لمن سبق.. ويا ليتهم استفادوا من حكمة النبي عليه الصلاة والسلام “خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام لو فقهوا”.. وما علموا أن تخبطه في الحياة بعيداً عن الدِّين قد يكون أورثه مفاهيم وسلوكيات ومعارف سيُفيد بها الدعوة ولا شك..



أستودعكم الله الذى لا تضيع ودائعه ... إلى أن نلتقى فى الجمعة القادمة إن قدر الله ذلك



( شذى الإسلام )


شذى الإسلام 24.02.2012 13:03

۩ نفحــــــة يوم الجمعة ۩
الأستاذ الدكتور / صلاح الدين سلطان

الدعاة يبحثون عن أرض صحراء يزرعونها، والرعاة يركضون وراء أرض خضراء يأكلونها، الدعاة نظرهم إلى عنان السماء، والرعاة يطأطئون رؤوسهم إلى خشاش الأرض، فإن كنت من عمار بيوت الله من الفجر إلى العشاء، فهذا من صفات الدعاة، وإن كنت ممن يعمر المجالس والمشاهد دون المساجد فأنت من الرعاة!!.
إن كنت ممن يسعى نحو الغنائم الباردة في أذكار واردة أو حلقات علم شاهدة تأخذ بعقلك وقلبك إلى ذكرى الآخرة، وعمارة الدنيا فأنت على صفة من صفات الدعاة، وإن كنت من أصحاب الغنائم الهابطة، تغزو الأسواق بلا ضابط شرعي أو ميزان، حركتك وسفرك للدراهم والدنانير والدولارات فأنت من الرعاة لا الدعاة.


إن كنت تستضيف القوم من غني وفقير، تصل بطونهم بالطعام، وعقولهم بالأفكار، وقلوبهم بالحب والوداد، وترتقي معهم في مدارج السالكين إلى اللهفأنت من أصحاب هجرة الدعاة، وإن كنت تستضيف فقط الأغنياء أو ذوي المصالح لك والحاجات، لتختال بأنواع المطعومات والمشروبات فأنت من أصحاب هجرة الرعاة.
إن كنت تربي نفسك وأهلك وأولادك على أنكم أصحاب رسالة وحملة أمانة، وتحرصون على فعل الخير، ونفع الغير، وإدخال السرور إلى كل بيت فأنتم من أصحاب هجرة الدعاة، وإن كان البيت كالقبر يخلو من الحنان، ولا يقرأ فيه القرآن، ولا يقومون للصلاة ولا يجتمعون للأذكار ولا تلتفتون إلى حاجات ذوي البأس من الناس، فأنتم من أصحاب هجرة الرعاة.

إن كنت تحلم بالإسلام عزيزا في الأرض، عاليا في كل صوب، حاكما في كل درب، وتسعى لنصرته وتمكينه في نفسك ومجتمعك فأنت من أصحاب هجرة الدعاة، وإن كنت تحلم فقط بوظيفة زاهية، ورواتب عالية، ومراكب فانية و........فأنت من أصحاب هجرة الرعاة .


أستودعكم الله الذى لا تضيع ودائعه ... إلى أن نلتقى فى الجمعة القادمة
إن قدر الله ذلك





( شذى الإسلام )

شذى الإسلام 02.03.2012 13:32


۩ نفحــــــة يوم الجمعة ۩
فضيلة الشيخ / على القرنى

إن الهداية إلى الصراط المستقيم، والسير في ركاب الصالحين، والتجافي عن طريق الضالين؛ لهو أعزُّ وأنفس وأغلى ما يملكه المرء، وهو أتم نعمةٍ يمتن بها الله على العبد:
"بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ "
[الحجرات:17]
إنها حصن الله الحصين، من دخله كان من الآمنين، وهي الباب العظيم الذي من ولجه كان إلى الله من الواصلين، نوره يسعى بين يديه وبأيمانه إذا أطفئت أنوار المبتدعة والمنافقين، قال الله تعالى :
" أَوَمَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا "
[الأنعام:122]

من تكن همته نسج الحصير فهو لا يعلم ما نسج الحرير
من رام الهداية على الحقيقة طلبها وبحث عنها، وحشد همته، وعبأ طاقته، وجرد نفسه من كل شاغل، وعالج عثرات طريقه، ومن علم الله صدقه أعطاه وهداه وآتاه، ومن أوتيها فقد أوتي خيراً كثيراً، وما يذكر إلا أولوا الألباب، قال الله:
" مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ " [الأعراف:178]
" وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِهِ وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْياً وَبُكْماً وَصُمّاً مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيراً" [الإسراء: 97]

وأسلمت وجهي لمن أسلمت له الأرض تحمل صخراً ثقالا
دحاها فلما استوت شدها سواءً وأرسى عليها الجبالا
وأسلمت وجهي لمن أسلمت له المزن تحمل عذباً زلالا
إذا هي سيقت إلى بلدةٍ أطاعت فصبت عليها سجالا
وأسلمت وجهي لمن أسلمت له الريح تصرف حالاً فحالا
https://mail.google.com/mail/?ui=2&i....7&disp=emb&zw


أستودعكم الله الذى لا تضيع ودائعه ... إلى أن نلتقى فى الجمعة القادمة إن قدر الله ذلك





( شذى الإسلام )




بن الإسلام 02.03.2012 15:00

جزاكم الله خيرا

ودائماً فى تقدم وازدهار

تقبل الله منكم صالح الأعمال

شذى الإسلام 09.03.2012 14:12

۩ نفحــــــة يوم الجمعة ۩
فضيلة الأستاذ الدكتور / عمر عبد الكافى

ان الله عز وجل ما ذكر الهوى فى موضع من كتابه إلا ذمه ، وسمى الهوى بهذا الإسم لأنه يهوى بصاحبه ..
إن العبد لم يخلق للهوى وإنما خلق لمهمة كبيرة قد يكون الهوى عائقا وحاجزا بينه وبين ما خلق من أجله ..
والقرآن الكريم فى غير موضع يذم الهوى :
(وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ)
(الأعراف :176)
(أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ)
(الجاثية :23)
(أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ)
(الكهف :28)
(وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ )
(ص :26)
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" أخوف ما أخاف عليكم شهوات الغى فى بطونكم ومضلات الهوى "


وقال مالك بن دينار
" بئس العبد عبد همه هواه وبطنه"
وكان الصديق رضى الله عنه يردد
" إنى بليت بأربع ما سلطوا إلا لجلب مشقتى وعنائى إبليس والدنيا ونفسى والهوى ، كيف الخلاص وكلهم أعدائى "
وقال على بن سهل:
" العقل والهوى يتنازعان فمعين العقل التوفيق وقرين الهوى الخذلان "
ولكن الشرع الحنيف وضع حلولا شافية لهوى النفس فيقول رسولنا الكريم :
" الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله".
والمؤمن الحق قوام على نفسه دائم الحساب ومراجعة النفس حتى يفيق من سكرة الهوى ومما يعالج هوى النفس ليكون موافقا لشرع الله الصبر والتصبر .
ولقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم :
" ما أعطى أحد عطاء خيرا وأوسع من الصبر" لأن الإنسان اذا ظل متبعا للهوى فيصدأ قلبه
وكان يحيى بن معاذ يقول
" سقم الجسد بالأوجاع وسقم القلوب بالذنوب فكما لا يجد الجسد لذة الطعام عند سقمه فكذلك لا يجد القلب حلاوة العبادة مع الذنوب" .
ولذلك كان أمر الرسول صلى الله عليه وسلم لنا بغض النظر ومن قبل القرآن الكريم :
(قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ )
[النور:30]
كى يغلق باب الهوى من البداية فإن النظر سهم من سهام ابليس ، وأفضل ما يضبط أعمال المسلم أن يزن أفكاره وآراءه وأقواله وأفعاله بميزان الكتاب والسنة لا برأيه ولا برأى غيره




أستودعكم الله الذى لا تضيع ودائعه ... إلى أن نلتقى فى الجمعة القادمة إن قدر الله ذلك





( شذى الإسلام )




شذى الإسلام 16.03.2012 12:57


https://mail.google.com/mail/?ui=2&i...=emb&zw&atsh=1

۩ نفحــــــة يوم الجمعة ۩
فضيلة الأستاذ الدكتور / صلاح سلطان


المعية أن تأتي بعقلك وقلبك لتساند رسالة أو هدفا أوقضية، والتبعية أن تلغي عقلك وقلبك وأن تتبع شخصا أومذهبا أو جماعة فتكون دمية كحجر في اليم أو ريشة في الهواء، المعية منهج الإسلام:
(مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ)
(الفتح: ٢٩)
، أو كما قال تعالى:
(وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) (النمل: ٤٤ )
، فلم تسلم ملكة سبأ لسليمان، وإنما مع سليمان النبي الملك الغني، وكذا أصحاب النبي لم يسلموا له وإنما أسلموا معه؛ فصنعوا حضارة عالمية، أما التبعية فهي منهج الفراعنة في كل زمان ومكان، منهاجهم:
(مَا أُرِيكُمْ إِلا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلا سَبِيلَ الرَّشَادِ ) (غافر: ٢٩)،
كلماتهم "أنا الشعب" ، فصنعوا ذيولا بشرية، ومخلفات حضارية، المعية تفكير وإبداع واختراع وابتكار، والتبعية تقليد وانصياع، وذل وضياع، (كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لا يَسْمَعُ إِلا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ) (البقرة: ١٧١)
أو كما قالوا:
(إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ) (الزخرف: ٢٣)


، المعية تقدير واحترام متبادل للغير لأن معيار التفاضل التقوى، وهي مدفونة في أعماق القلب لا يعلمها إلا رب هذه القلوب، الذي يدوم ولا يزول، أما التبعية فعبودية لمعايير التفاضل في المال والحسب والنسب والمنصب، مما يزول ولا يدوم، المعية مع القادة تعني التشاور والتناصح: (مَا كُنْتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ) (النمل: ٣٢ )، أو
(أهذا منزل أنزلكه الله أم هو الرأي والحرب والمكيدة ...)، ليصل القائد ومن معه إلى أرقى المنازل وأفضل الآراء وأقوى الأدلة، أما التبعية فهي انحصار للعقول في عقل واحد، وتقديس لآراء الزعماء، وتخليد وتقليد لأراء الكبراء، وانتقاص من مبادرة النصحاء، وارتجاف أمام المدراء "صباح المدير يا سعادة الخير" و"شبيك لبيك، محسوبك بين إيديك"، و"من إيدك دي لإيدك دي".
المعية تكريم الإنسان لنفسه وتقدير لرأيه واعتزاز بشخصيته واحترام لغيره، والتبعية إهانة الإنسان لنفسه، وذلة لغير ربه، واستجداء في غير موضعه.


رحم الله الشافعي كان يخرج رجالا معه فكان مؤذن مسجده الربيع بن سليمان المرادي عالم الأصول معه وبعده، وأخبر تلميذه المزني أن يخبر من خلفه حرمة تقليده أو تقليد غيره من الأئمة، لكن التبعية أنتجت هذا السؤال الردئ: هل يجوز أن يتزوج الشافعي حنفية؟! فأجاب المقلد الأعمى: لا يجوز، ثم استدرك قائلا: يجوز قياسا على نكاح الذمية، ولو بعث الإمامان أبو حنيفة والشافعي لتبرآ من السائل والمجيب معا.
فهل آن الأوان أن نكون أصحاب معية وهوية ورسالة تسمو إلى العلياء، وليس أتباعا أندالا ملتصقين بالتراب، نلهث وراء السراب!.
https://mail.google.com/mail/?ui=2&i...=emb&zw&atsh=1

أستودعكم الله الذى لا تضيع ودائعه ... إلى أن نلتقى فى الجمعة القادمة إن قدر الله ذلك





( شذى الإسلام )



شذى الإسلام 23.03.2012 12:14

http://im22.gulfup.com/2012-03-23/1332496762731.gif



۩ نفحــــــة يوم الجمعة ۩
فضيلة الشيخ / على القرنى

جاء فى الحديث القدسي:
{ يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته، فاستهدوني أهدكم }
يمين الله ملأى سحاء لا يغيضها شيء.
سبحانه وسعت آثار رحمته أهل الأراضي وسكان السماوات
فمن استهداه هداه، ومن توكل عليه كفاه، يقول ابن عمر رضي الله عنه وأرضاه كما في صحيح البخاري: ( إن زيد بن عمرو بن نفيل-وهو ابن عم عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أبو سعيد بن زيد أحد العشرة المبشرين بالجنة رضي الله عنه- يقول: إن زيداً هذا خرج إلى الشام يسأل عن الدين يبحث عن الهداية في وقت فترةٍ من الرسل- من الشام إلى الموصل إلى الجزيرة ، فلقي عالماً من علماء اليهود، فسأله عن دينه، فقال: لعلي أن أدين بدينكم، فأخبرني، فقال اليهودي: لا تكون على ديننا حتى تأخذ بنصيبك من غضب الله!
قال زيد: ما أفرُّ إلا من غضب الله تعالى، ولا أحمل من غضب الله شيئاً أبداَ، وأنَّى أستطيعه ؟! فهل تدلني على غيره؟
قال: ما أعلمه إلا أن يكون حنيفاً، قال زيد: وما الحنيف؟
قال: دين إبراهيم، لم يكن يهودياً ولا نصرانياً ولا يعبد إلا الله.
فخرج زيد ، فلقي عالماً من علماء النصارى، فقال مثله: أخبرني عن دينكم لعلي أن أدين به.
فقال: لن تكون على ديننا حتى تأخذ بنصيبك من لعنة الله.
قال: ما أفرُّ إلا من لعنة الله، ولا أحمل من لعنة الله ولا من غضبه شيئاً أبداً، وأنًّى أستطيع؛ فهل تدلني على غيره؟
قال: ما أعلمه إلا أن يكون حنيفاً، قال: وما الحنيف؟
قال: دين إبراهيم، لم يكن يهودياً ولا نصرانياً ولا يعبد إلا الله.
فلما رأى زيد قولهم في إبراهيم عليه السلام، خرج وبرز، ورفع يديه لمولاه، وقال: اللهم إني أشهدك أني على دين إبراهيم، اللهم إني أشهدك أني على دين إبراهيم.


عبد الله! أن يتجه العبد إلى الله وحده دون سواه؛ طلبةٌ عزيزة منيعةٌ تحتاج إلى اصطبار، وطريقٌ يحتاج إلى مجاهدة ليخلص القلب من اتباع الهوى إلى حب مولاه:
( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ) [العنكبوت:69]
تتلوها لذةٌ لا يعرفها إلا من ذاق طعمها وعرف حلاوتها، لكنها تبقى عزيزةً إلا بمشقة، فإذا تجاوزت تلك المشقة، منحتك عطرها، فتنسمت عرفها وريحها وكنت من أهلها، وإلا:
فما أنت من أرض الحجون ولا الصفا
ولا لك حظ الشرب من ماء زمزم

شذى الإسلام 06.04.2012 12:57

http://im22.gulfup.com/2012-03-23/1332496762731.gif


۩ نفحــــــة يوم الجمعة ۩
د . هانى ضرغام




إنَّها رُوح الحياة، وطَعم الوجود، وجنَّة الدنيا وغذاء الرُّوح، وبهجة القلْب، إنها أصلُ العبادة، وأساس السعادَة، إنها أجلُّ مقامات العابدين، وأعظم منازل السائرين، فليس للقلب لذَّة ولا نعيم، ولا فلاح ولا حياة إلاَّ بها، وإذا فقَدَها القلب كان ألمه أعظمَ مِن ألم العين إذا فقدتْ نورها، والأذن إذا فقدتْ سمعها، والأنف إذا فقدَ شمَّه، واللسان إذا فقدَ نُطقه، بل فساد القلْب إذا خلا منها أعظم مِن فساد البدن إذا خلاَ منه الرُّوح، وهذا الأمر لا يصدِّق به إلا مَن فيه حياة.





هل تدري عما أُحدِّثك؟
إنَّها محبَّة الله، وما أدراك ما محبَّة الله؟! إنها "المنزلة التي فيها تنافَس المتنافِسون، وإليها شخص العالمون، وإلى عَلَمها شمَّر السابقون، وعليها تفانَى المحبُّون وبِرَوح نسيمها تروَّح العابدون، فهي قوتُ القلوب وقُرَّة العيون، وهي الحياة التي مَن حُرمها، فهو في جُملة الأموات، والنُّور الذي مَن فقدَه فهو في بِحار الظُّلمات، والشِّفاءُ الذي مِن عدمه حلَّتْ بقلبه جميع الأسْقام، واللَّذة التي مَن لم يظفرْ بها، فعيشه كلُّه هموم وآلام، تاللهِ لقدْ ذهَب أهلها بشرف الدُّنيا والآخرة؛ إذ لهم مِن معرفة محبوبهم أوفر نصيب"



ألاَ ما أروعَ محبَّة الله! إنها "منهلٌ عذب لا أعذبَ منه على نفْس المحبِّ ولا أشْهَى، وهل أمْتَع لنفس المحبِّ مِن ذِكر مَن يحبُّ، وتَكرار حديثه، والترنُّم بذِكراه، إنَّه امتحان يفوز بعدَه المؤمن بهذه الشهادة؛
﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ ﴾ (البقرة: 165)
والذين آمنوا أشدُّ حبًّا لله؛ لأنَّهم يدعون الله رغبًا ورهبًا، ويعبدون الله في السرَّاء والضرَّاء، فقلوبُهم امتلأتْ بتعظيم الله تعالى وخشيته، وإجلاله وهيبته
والذين آمنوا أشدُّ حبًّا لله؛ لأنَّهم يؤثِرون مرضاةَ الله تعالى على أيِّ هوًى أو رغْبة، ويبذلون في سبيلِ الله مُهجهم وأرواحهم.
والذين آمنوا أشدُّ حبًّا لله؛ لأنَّهم يأوون إلى رُكن الله المكين، ويتمسَّكون بحبل الله المتين، ويلوذون بحِمى الله الذي لا يُضام.
والذين آمنوا أشدُّ حبًّا لله؛ لأنَّهم يتقلَّبون على الجمْر، ويتلذَّذون بالصبر، ولا ترهبهم قوَّة، ولا تأسرهم شهوة، ولا تحكمهم نزْوة، يشتاقون إلى الله ويحبُّون لقاءه، فيحبُّ الله لقاءَهم .
والذين آمنوا أشدُّ حبًّا لله، إنَّها لشهادة أكْرِم بها مِن شهادة ! لا أرفع منها ولا أجلَّ، ولا أفضلَ منها ولا أكمل.





https://mail.google.com/mail/?ui=2&i...=emb&zw&atsh=1


أستودعكم الله الذى لا تضيع ودائعه ... إلى أن نلتقى فى الجمعة القادمة إن قدر الله ذلك





( شذى الإسلام )


شذى الإسلام 13.04.2012 10:49

۩ نفحــــــة يوم الجمعة ۩
د . هانى ضرغام



"لو أنَّ رجلاً ثقة أخبرك بأنَّ ابنك - مثلاً - مريضٌ، وأنه قد حُمل إلى المستشفى، فماذا تفعل؟ إن قلتَ لذلك الرجل: أنت صادق ولقد صدَّقتك في إخبارِك، ثم بقيتَ كما أنت لم تغير جلسةً أو وضعًا، ولم تحاول الاطمئنان على ابنِك فأنت مصدِّق، لكن تصديقَك هذا بارد جامد لا خيرَ فيه، ولا نفع لك ولا لغيرك، وإن قلت للرجل: أنت صادقٌ ولقد صدقتك ثم خرجتَ فورًا بلهفةٍ واهتمام بارزين على كيانك، وسارعت إلى المستشفى وما هي إلاَّ لحظات حتى تكون فوق رأسِ ابنك لتطمئن عليه، فأنت مصدِّق ولكن تصديقَك هو الحي والمعتبر والنَّافع والحار، فهما تصديقان إذًا وشتَّان بينهما، وهكذا الإيمان.

إنَّ الإيمانَ الذي يريدُه الله هو الإيمان الحي الفاعل، هو الإيمان المؤثر النَّامي، هو الإيمانُ القائد الموجه؛ الإيمان الذي ينفعُ صاحبَه، هو الإيمان الذي يُغرس في قلبِه فينمو ويزدهر وينير ويضيء، ويزين هذا القلب بزينته ويملؤه في كلِّ جوانبِه وزواياه، الإيمان الذي يمد أغصانَه وفروعه على كيانِ هذا المؤمن ووجوده، ويلقي ظلالَه على حياته وواقعه، ويعطي ثمارَه له في ليلِه ونهاره، الإيمان المعتبر هو الذي يبعثُ على الحركةِ والهمة، والنشاطِ والسعي، والجهدِ والمجاهدة، والجهادِ والتربية، والاستعلاء والعزة، والثبات واليقين.
إخواني في الله:
"إنَّ الإيمانَ في حقيقتِه ليس مجرد عملٍ لساني، ولا عمل بدني، ولا عملٍ ذهني، إنَّ الإيمان في حقيقتِه عملٌ نفسي يبلغ أغوارَ النفس، ويحيط بجوانبها كلِّها؛ من إدراك، وإرادة، ووجدان، فلا بدَّ من إدراكٍ ذهني تنكشف به حقائقُ الوجودِ على ما هي عليه في الواقع، وهذا الانكشافُ لا يتم إلا عن طريقِ الوحي الإلهي المعصوم، ولا بد أن يبلغَ هذا الإدراكُ العقلي حدَّ الجزم الموقن واليقين الجازم الذي لا يزلزله شكٌّ ولا شبهة؛
﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ﴾ [الحجرات : 15]، ولا بدَّ أن يصحبَ هذه المعرفة الجازمة إذعان قلبي وانقيادٌ إرادي؛ يتمثَّلُ في الخضوعِ والطاعة لحكم من آمن به مع الرِّضا والتسليم:
﴿ فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [النساء : 65]،
ولا بد أن يتْبعَ تلك المعرفة وهذا الإذعان حرارةٌ وجدانية قلبية تبعثُ على العملِ بمقتضيات العقيدة والالتزام بمبادئها الخلقية والسلوكية، والجهاد في سبيلِها بالمال والنفس

أستودعكم الله الذى لا تضيع ودائعه ... إلى أن نلتقى فى الجمعة القادمة إن قدر الله ذلك





( شذى الإسلام )



شذى الإسلام 20.04.2012 14:11

http://im22.gulfup.com/2012-03-23/1332496762731.gif



۩ نفحــــــة يوم الجمعة ۩
محمد حسين جمعة


يُروى أن عمر - رضي الله عنه - جاءه مَلِك من ملوك الغساسنة مسلمًا، هو جبلةُ بن الأيهم، فرحب به أشدَّ الترحيب، وكان الموسمُ موسمَ حجٍّ، وفي أثناء طواف المَلِك حول الكعبة، دَاسَ بدويٌّ من فزارة طَرفَ ردائه، فلم يحتمل المَلِك هذا، فالتَفَتَ نحوه وضربه ضَرْبة هشَّمتْ أنفه، هذا البدوي ليس له إلا عمر، ذهب إليه ليشكو هذا الملك الغسَّاني جبلةَ بن الأيهم، فاستدعى عمر جبلةَ، وإليك هذا الحوارَ، الذي دار بينهما على لِسان شاعر معاصر صاغه بأسلوب أدبي :
وقال عمر: أصحيحٌ ما ادَّعى هذا الفزاريُّ الجريح؟
قال: لست ممن ينكر شيئًا، أنا أدَّبْت الفتى، أدركت حقِّي بيدي.
قال عمر: أَرْضِ الفتى، لا بُدَّ من إرضائه، فما زال ظفرك عالقًا بدمائه.
قال له: وإن لم أفعل؟
قال له: ليُهشَّمنَّ الآن أنفك، وتنال ما فعلت كَفُّك.
قال له: كيف ذاك، يا أمير المؤمنين؟!
هو سوقة، وأنا عرش وتاج،
كيف ترضى أن يخرَّ النجم أرضًا؟
قال له: نزوات الجاهلية، ورياح العنجهية قد دفناها،
وأقمنا فوقها صرحًا جديدًا، وتساوى الناسُ أحرارًا لدينا وعبيدًا.
فقال جبلة: كان وهمًا ما جرى في خلدي أنني عندك أقوى وأعزُّ، أنا مرتد إذا أكرهتني،
فقال عمر: عُنُق المرتد بالسيف تُحز، عالَمٌ نبنيه، كلُّ صدع فيه بشَبَا السيف يُداوى، وأعز الناس بالعبد الصعلوك تساوى.
إذًا؛ هذا هو عصر المبادئ.
( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ )



أستودعكم الله الذى لا تضيع ودائعه ... إلى أن نلتقى فى الجمعة القادمة إن قدر الله ذلك



( شذى الإسلام )


أنا من البشر وربي الله 20.04.2012 17:59

جزاك الله خيرا على المجهود


جميع الأوقات حسب التوقيت الدولي +2. الساعة الآن 14:28.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.