أختنا الفاضلة
حديث اللعن يخص المرأة فقط
و لكن كلا من الرجل و المرأة يأثم لو لم يؤت الآخر حقه الجسمانى
و قد تم التوضيح فى مشاركتى السابقة سبب إشارة حديث اللعن للمرأة دون الرجل

أختنا الفاضلة هل تريدين مناقشة أى شئ يتعلق بحديث اللعن أم أنتقل إلى شبهة تنازل السيدة سودة رضى الله عنها عن ليلتها ؟

أختنا الفاضلة
الرد على السؤال الثانى بسيط و يسير و بديهى و لن يستغرق وقتا كثيرا إن شاء الله
لكن قبل أن ننتقل للسؤال الثانى أحب أن أتأكد هل زال اللبس تماما بالنسبة للسؤال عن حديث اللعن أم ما زال فى نفسك شئ من الشبهة ؟

الإسلام كفل للمرأة جميع حقوقها و ضمن ألا ينتقص من حقها للرجل شيئا فى قوله تعالى :

"ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف (228)" (البقرة)

فكما أن المرأة تأثم لو لم توفى حق زوجها الجسمانى عليها فهو أيضا يأثم لو لم يعفها و يتيح لها قضاء شهوتها بما يكفيها

و قلنا أن الحديث فيه تغليظ أكثر على المرأة لأن فى الغالب الرجل هو من يطلب المرأة فى الفراش و لأن فى رفضها مضاجعته حتى يغضب نوع من الإهانة لكبريائه و بطبيعة الحال فعند اللقاء الزوجى تكون المرأة هى محل قضاء الشهوة أما الرجل فدوره يختلف و يصعب أداؤه و هو غير مقبل على إتيان زوجته


و هناك نصوص أخرى يكون ظاهرها بنفس منطقك أنها تكفل حقوق الأنثى و لا تكفل حق الرجل

مثل :

- الجنة تحت أقدام الأمهات
الراوي:أنس بن مالك المحدث:السيوطي - المصدر:الجامع الصغير- الصفحة أو الرقم:3642
خلاصة حكم المحدث:حسن

فأين حق الآباء هنا بنفس منطقك ؟

- ليس أحد من أمتي يعول ثلاث بنات، أو ثلاث أخوات، فيحسن إليهن إلا كن له سترا من النارالراوي:عائشة المحدث:السيوطي - المصدر:الجامع الصغير- الصفحة أو الرقم:7590
خلاصة حكم المحدث:حسن

و هنا لم نجد أن كفالة ثلاث أبناء ستر من النار
فأين حق الأبناء بنفس منطقك ؟

و عموما حقوق المرأة كلها محفوظة بالحديثين التاليين

- أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : كلكم راع ومسؤول عن رعيته ، فالإمام راع وهو مسؤول عن رعيته ، والرجل في أهله راع وهو مسؤول عن رعيته ، والمرأة في بيت زوجها راعية ، وهي مسؤولة عن رعيتها ، والخادم في مال سيده راع وهو مسؤول عن رعيته . قال : فسمعت هؤلاء من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأحسب النبي صلى الله عليه وسلم قال : والرجل في مال أبيه راع ، وهو مسؤول عن رعيته ، فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته . الراوي: عبدالله بن عمرالمحدث:البخاري - المصدر:صحيح البخاري- الصفحة أو الرقم:2409
خلاصة حكم المحدث:[صحيح]

و هنا نجد أن الرجل راع فى أهله أى زوجه و مسؤول أمام الله تعالى عنها

طيب نقرأ الحديث التالى :

- أيما راع غش رعيته فهو في النارالراوي:معقل بن يسار المزني المحدث:السيوطي - المصدر:الجامع الصغير- الصفحة أو الرقم:2987
خلاصة حكم المحدث:حسن

يعنى الزوج مسئول عن زوجته و لو غشها و لم يقم بأمانة رعايتها فهو فى النار
فهل هناك حق يحفظ للمرأة بعد الحديثين السابقين ؟

السلام عليكم

آممم وآخيرآآ اقتنعت ..اشكرك على سعة صدرك ... :)

بارك الله فيكم أختنا
ننتقل للسؤال التالى إن شاء الله

بالنسبة لتعدد زوجات النبي صلى الله عليه و سلم
فراجعى :

http://www.ebnmaryam.com/vb/t103670.html



و أنا لا أنكر عليك استفسارك عن الشبهة أختنا الفاضلة لكن كنت أحب أن يكون الاستفسار عن خصوصيات حياة الحبيب المصطفى رسول الله صلى الله عليه و سلم بصورة أخف من كدة
وفقكم الله

المهم نأتى لشبهة ترك السيدة سودة ليلتها للسيدة عائشة و قبول النبي صلى الله عليه و سلم

نقرأ الحديث التالى للرد على الشبهة :

- كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يفضل بعضنا على بعض في القسم من مكثه عندنا وكان قل يوم إلا وهو يطوف علينا جميعا فيدنو من كل امرأة من غير مسيس حتى يبلغ إلى التي هو يومها فيبيت عندها ولقد قالت سودة بنت زمعة حين أسنت وفرقت أن يفارقها رسول الله صلى الله عليه وسلم يا رسول الله يومي لعائشة فقبل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم منها قالت تقول في ذلك أنزل الله تعالى وفي أشباهها أراه قال { وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا }
الراوي: عائشة المحدث:الألباني - المصدر:إرواء الغليل- الصفحة أو الرقم:7/85
خلاصة حكم المحدث:إسناده حسن


فمن الحديث نرى ما يلى :

أولا
أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يوميا يطوف على نسائه جميعا بغير مسيس حتى يصل إلى التى هو فى يومها فيبيت عندها

و بالتالى فإن النبي صلى الله عليه و سلم حتى لو لم يكن يبيت عند السيدة سودة فإنه كان يدخل عليها يوميا و يجلس عندها لفترة فى حجرتها

و ما سبق فيه رد على قولك أن لها رضى الله عنها حق و لو معنوى على رسول الله صلى الله عليه وسلم

فحقها المعنوى كان النبي صلى الله عليه و سلم يعطيه لها يوميا

ثانيا
أن المرأة لو أسنت و أصبحت لا تستطيع الوفاء بحق زوجها الجسمانى فهو شئ يسبب لها إحراج خاصة عند بياته عندها
فهى تشعر أنها لا تستطيع الوفاء بحق زوجها فى أدق أمور الحياة الزوجية مما قد يسبب لها حرجا و ضيقا
و بالتالى فيكون فى تنازلها عن ليلتها لزوجة أخرى رفعا للحرج عن نفسها
و لعل ما سبق هو سبب قبول النبي صلى الله عليه و سلم منها التنازل


ثالثا
إن السيدة سودة رضى الله عنها هى التى طلبت التنازل و لم يجبرها النبي صلى الله عليه و سلم عليه
مما يدل على أنها كانت تراه خيرا لنفسها

تسجيل مرور ومتابعة