منتديات كلمة سواء الدعوية للحوار الإسلامي المسيحي

منتديات كلمة سواء الدعوية للحوار الإسلامي المسيحي (https://www.kalemasawaa.com/vb/index.php)
-   قسم الحوار العام (https://www.kalemasawaa.com/vb/forumdisplay.php?f=27)
-   -   يا مسلم ... إقرأ ... واعتبر ... (https://www.kalemasawaa.com/vb/showthread.php?t=11332)

pharmacist 07.11.2012 08:43

اهتمامك .. يظهر لك في منامك

ذهب شاب ليصلي المغرب في المسجد
و بينما هو جالس ينتظر صلاة العشاء
سمع رجل يحكي لإمام المسجد عن رؤيته لرسول الله (صلى الله عليه وسلم)
في منامه ويوصف نوره صلى الله عليه وسلم ،
وبعدما ذهب هذا الرجل عن مجلسه ،توجه الشاب إلى الإمام
وقال له :
أنا والحمد لله مجتهد في طاعتي لله ورسوله وأعمل ما أستطيع لنيل رضا رب العالمين
ولكنى لم أرى (النبي صلى الله عليه وسلم) في منامي أبدا
فهل هناك ما أفعله لكي أرى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ولو لمرة واحدة

فرد الإمام : نعم عندي ما تريد

فقال الشاب سأفعل ما تريد مقابل ما أريد

فرد الإمام : عندي فراش من ينام عليه يرى الرسول (صلى الله عليه وسلم)

فتعجب الشاب وقال كيف

فرد الإمام تعال إلى بيتي غدا بعد صلاة العشاء
وستتناول وجبة العشاء عندي في البيت وهذا جزء مما أريد

فقال الشاب لك ما تريد سأفعل

وفى اليوم الثاني وبعد الصلاة ذهب الشاب إلى بيت الإمام وطرق الباب
وفتح الإمام وأجلس الشاب وطلب العشاء .
وقال للشاب تفضل للأكل وجلس الشاب ليأكل ويأكل وكان الطعام كثير
وطلب الإمام من الشاب أنه يجب عليه الانتهاء من الطعام كاملا وبينما هو يأكل
وجد الشاب الأكل فيه ملح كثير ولكنه لم يريد إحراج الإمام
وتناول الطعام كاملا بالرغم من زيادة درجة ملوحته .

فسأل الإمام الشاب هل شبعت ؟

فقال نعم ولكنى أريد ماء لأرتوي.

فقال الإمام للأسف لا يوجد في بيتي ماء الآن ولكنك ممكن أن تخرج لتشرب من بيتك
وتنام هناك وتأتي لي في نفس الميعاد غدا لكي تأكل عندي وتنام على الفراش

فأجاب الشاب لا سأنام اليوم على الفراش وسأستغني عن الماء رغم شدة احتياجي له

فرد الإمام إذا اذهب ونام على هذا الفراش
وفى الصباح قول لي ما رأيت في منامك عن الرسول (صلى الله عليه وسلم)

فذهب الشاب لينام وفى الصباح وجد الإمام أمامه يقول له قص على ما رأيت

وإذا بالشاب ..

يقول للإمام لم أرى الرسول (صلى الله عليه وسلم) في منامي كما وعدتني

فرد الإمام وماذا رأيت؟؟

فرد الشاب رأيت أنهار وأنهار وظللت أشرب وأرتوي .

فقال الإمام لقد رأيت الأنهار لشدة احتياجك لها ولشدة عطشك ..
ولو كنت تنام بالليل وأنت مشتاق لرسول الله صلى الله عليه وسلم اشتياقك للمياه
لرأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم)

ففهم الشاب ما وراء القصد وذهب لمعرفة الكثير عن سيرة الرسول للتقرب إليه ...

منقول

pharmacist 08.11.2012 11:30

كيف تنشر دينك

يحكى أن رجلاً من الصالحين

كان يوصي عماله في المحل

بأن يكشفوا للناس عن عيوب بضاعته إذا وجدت.

وذات يوم جاء يهودي فاشترى ثوباً معيباً

ولم يكن صاحب المحل موجوداً

فقال العامل: هذا يهودي لا يهمنا أن نطلعه على العيب.

ثم حضر صاحب المحل فسأله عن الثوب فقال:

بعته لليهودي بثلاثة آلاف درهم، ولم أطلعه على عيبه

فقال: أين هو ؟

فقال: لقد رجع مع القافلة

فأخذ الرجل المال معه ثم تبع القافلة حتى أدركها بعد ثلاثة أيام

فقال لليهودي: يا هذا لقد اشتريت ثوب كذا وكذا وبه عيب

فخذ دراهمك وهات الثوب

فقال اليهودي: ما حملك على هذا ؟

قال الرجل : الإسلام

إذ يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:

( من غشنا فليس منا )

فقال اليهودي: والدراهم التي دفعتها لكم مزيفة,

فخذ بها ثلاثة آلاف صحيحة

وأزيدك أكثر من هذا:

أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله

التزامك بتعاليم دينك أجمل وسيلة لنشر الإسلام
وتصحيح مفهومه لدى غير المسلمين


تحرى الأمانة والصدق مهما كلف هذا مع المسلمين وغير المسلمين

منقول


pharmacist 09.11.2012 14:36

كيف ساعد الابن الأسير والده !

رجل عجوز يعيش لوحده
رغب أن يزرع البطاطس في حديقة منزله
و لكنه لا يستطيع لكبر سنه
فأرسل لابنه الأسير رسالة

هذه الرسالة تقول :

ابني الحبيب ...
تمنيت أن تكون معي الآن
و تساعدني في حرث الحديقة لكي أزرع البطاطس
فليس عندي من يساعدني

و بعد فترة استلم الأب الرسالة التالية :

أبي العزيز
أرجوك
إياك أن تحرث الحديقة
لأني أخفيت فيها شيئا مهمّا
عندما أخرج من المعتقل سأخبرك ما هو

لم تمض ساعة على الرسالة و إذ برجال الموساد والاستخبارات
والجيش يحاصرون المنزل و يحفرونه شبرا شبرا
فلما لم يجدوا شيئا غادروا المنزل

وصلت رسالة للأب من ابنه في اليوم التالي :

أبي العزيز
أرجو أن تكون الأرض قد حُرثت بشكل جيد
فهذا ما استطعت أن أساعدك به وأنا في الأسر
و إذا احتجت لشيء آخر أخبرني

منقول

هادية 09.11.2012 18:36

اقتباس:


أبي العزيز
أرجو أن تكون الأرض قد حُرثت بشكل جيد
فهذا ما استطعت أن أساعدك به وأنا في الأسر
و إذا احتجت لشيء آخر أخبرني

:p018::p018::p018:
اعذريني فلم اتمالك نفسي عن الضحك
جزاك الله خيرا

pharmacist 10.11.2012 12:19

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبها هادية (المشاركة 140831)
:p018::p018::p018:
اعذريني فلم اتمالك نفسي عن الضحك
جزاك الله خيرا


pharmacist 11.11.2012 12:42

المفتاح الذهبي!

يقول الشيخ عبد العزيز العقل :

من القصص التي مرت عليّ

رجل من قرابتي كان من حفظة القرآن ، وكان صالح من الصالحين ،
وكنت أعهده ، وكنا نحبه ونحن صغار .. الرجل وصول لرحمه ، والرجل مستقيم على طاعة الله ،
كفيف البصر .. أذكر في يوم من الأيام قال لي : يا ولدي - وعمري في ذاك اليوم ستة عشر سنة أو
سبع عشر سنة - لماذا لا تتزوج ؟، فقلت : حتى ييسر الله يا خالي العزيز ..
المسألة كذا - أعني الأمور المادية - قال : يا ولدي أصدق مع الله واقرع باب الله وأبشر بالفرج.

وأراد أن يقص عليَّ قصة أصغيت لها سمعي وأحضرت لها قلبي ، قال لي :
اجلس يا ولدي أحدثك بما جرى عليّ ، ثم قال : لقد عشت فقيراً ووالدي فقيراً وأمي فقيرة
ونحن فقراء غاية الفقر ، وكنت منذ أن ولدت أعمى دميماً ( أي سيء الخِلْقة ) قصيراً فقيراً ..
وكل الصفات التي تحبها النساء ليس مني فيها شيء ! .. يقول : فكنت مشتاقاً للزواج ، ولكن إلى الله المشتكى
حيث إنني بتلك الحال التي تحول بيني وبين الزواج ! ، يقول : فجئت إلى والدي ثم قلت :
يا والدي إنني أريد الزواج ، يقول : فَضَحِك الوالد وهو يريد مني بضحكه
أن أيأس حتى لا تتعلق نفسي بالزواج !، ثم قال : هل أنت مجنون ؟! ، مَنِ الذي سيزوجك؟،
أولاً : أنك أعمى ، وثانياً : نحن فقراء ، فهوّن على نفسك ، فما إلى ذلك من سبيل إلاّ بحال تبدو
والله أعلم ما تكون ! . ثم قال لي الخال – رحمه الله - : والحقيقة أن والدي ضربني بكلمات ،
وإلى الله المشتكى يقول عمري قرابةً أربع وعشرين أو خمس وعشرين يقول فذهبت إلى والدتي أشكو الحال
لعلها أن تنقل إلى والدي مرة أخرى وكدت أن أبكي عند والدتي فإذا بها مثل الأب قالت يا ولدي تتزوج
أنت فاقد عقلك من أين الدراهم وكما ترى نحن بحاجة في المعيشة ماذا نعمل وأهل الديون يطالبوننا صباح مساء
فأعاد على أبيه ثانية وعلى أمه ثانية بعد أيام وإذا به نفس القضية

يقول ليله من الليالي قلت عجباً لي أين أنا من ربي أرحم الراحمين أنكسر أمام أمي وأبي وهم عجزة
لا يستطيعون شيئاً ولا أقرع باب حبيبي وإلهي القادر المقتدر يقول صليت في آخر الليل كعادتي
فرفعت يدي إلى الله عز وجل يقول من جملة دعائي " إلهي يقولون : أنني فقير ، وأنت الذي أفقرتني ؛
ويقولون : أنني أعمى ، وأنت الذي أخذت بصري ؛ ويقولون : أنني دميم ، وأنت الذي خلقتنـي ؛
إلهي وسيدي ومولاي لا إله إلا أنت تعلم ما في نفسي من وازع إلى الزواج وليس لي حيلةٌ ولا سبيل ..
اعتذرني أبي لعجزه وأمي لعجزها ، اللهم إنهم عاجزون ، وأنا أعذرهم لعجزهم ، وأنت الكريم الذي لا تعجز ..
إلهي نظرةً من نظراتك يا أكرم من دُعي .. يا أرحم الرحمين .. قيَـِّض لي زواجاً مباركاً صالحاً طيباً عاجلاً
تريح به قلبي وتجمع به شملي .. دعا بدعواته ، يقول : وعيناي تبكيان ، وقلبي منكسر بين يدي الله .

يقول : فكنت مبكراً بالقيام ونعَسْت ، فلمَّا نعَسْت رأيتُ في المنام – تأمل : في لحظته!، يقول :
فرأيت في النوم أنني في مكانٍ حارٍّ كأنها لَهَبُ نارٍ ، يقول : وبعد قليل، فإذا بخيمةٍ نزلت عليّ بالرؤيا من السماء،
خيمة لا نظير لها في جمالها وحسنها ، حتى نزَلَت فوقي ، وغطتني وحدَثَ معها من البرودة شيءٌ لا أستطيع
أن أصفه من شدة ما فيه من الأنس، حتى استيقظت من شدة البرد بعد الحر الشديد ، فاستيقظت
وأنا مسرور بهذه الرؤيا . من صباحه ذهَبَ إلى عالم من العلماء معبـِّرٍ للرؤيا ؛ فقال له :

يا شيخ رأيتُ في النوم البارحة كذا وكذا ، قال الشيخ : يا ولدي أنت متزوج وإلاّ لم تتزوج ؟! فقال له :
لا واللهِ ما تزوجت . قال : لماذا لم تتزوج ؟! ، قال : واللهِ يا شيخ كما ترى واقعي رجل عاجز أعمى وفقير ..
والأمور كذا وكذا . قال يا ولدي البارحة هل طرقتَ بابَ ربِّك ؟! ، يقول : فقلت : نعم لقد طرقتُ بابَ ربي
وجزمت وعزمت . فقال الشيخ : اذهب يا ولدي وانظر أطيبَ بنتٍ في خاطرك واخطبها ، فإن الباب مفتوح لك،
خذ أطيب ما في نفسك ، ولا تذهب تتدانى وتقول : أنا أعمى سأبحث عن عمياء مثلي .. وإلا كذا وإلا كذا !،
بل أنظر أطيب بنت فإن الباب مفتوح لك . يقول الخال: ففكرتُ في نفسي ، ولاَ واللهِ ما في نفسي مثل فلانة ،
وهي معروفة عندهم بالجمال وطيب الأصل والأهل ، فجئت إلى والدي فقلت : لعلك تذهب يا والدي إليهم
فتخطب لي منهم هذه البنت ، يقول : ففعل والدي معي أشد من الأولى حيث رفض رفضاً قاطعاً نظراً
لظروفي الخـَلْقِية والمادية السيئة لاسيما وان من أريد أن أخطُبَها هي من أجملِ بناتِ البلد إن لم تكن هي الأجمل!،

فذهبت بنفسي ، ودخلت على أهل البنت وسلمت عليهم ، يقول فقلت لوالدها : أنا أريد فلانة ، قال : تريد فلانة ؟!،
فقلت : نعم ، فقال : أهلاً واللهِ وسهلاً فيك يا ابنَ فُلاَنٍ ، ومرحباً فيك مِنْ حاملٍ للقرآن ..
واللهِ يا ولدي لا نجِد أطيبَ منك ، لكن أرجو أن تقتنع البنت ؛ ثم ذهَبَ للبنت ودخل عليها وقال :
يا بنتي فلانة .. هذا فلانٌ ، صحيحٌ أنه أعمى لكنه مفتِّحٌ بالقرآن .. معه كتاب الله عز وجل في صدره ،
فإنْ رأيتِ زواجَه منكِ فتوكلي على الله . فقالت البنت : ليس بعدك شيء يا والدي ، توكلنا على الله ..
وخلال أسبوع فقط ويتزوجها بتوفيق الله وتيسيره!.

صدق الله

( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان)،

إنه الإكسير الفعال والبلسم الوضاء مشفى اليائسين والمكروبين ومغاث المؤمنين !.

إذا اشتدت بك الأزمات وضاقت بك الحيل فارفع يديك يا الله !!
وإذا ناءت بك صروف الدهر شنئا وعييت من طلب حاجاتك فلا تيئس فقل يا ألله!
وإذا طرت من مساقي الحياة جانبا قصيا وصفعتك رياح القنوط فلا تيئس فقل يا الله!

إن كل كربة وأزمة ورائها معاني جميلة من الأمل وفرصة كبيرة من الفرج
وإن كل فتوح الخير تنضب سنا من جمال الابتهال و الانكسار للرب جل جلاله .
مسكين من حرم هذا المفتاح العظيم " الدعاء ".


أتدري من الذي تدعوه ؟ إنه أكرم الأكرمين جل جلاله!!.


من لا يسأل الله يغضب عليه !!.


الآن الآن قبل كل شيء قل يا ألله !!



وردد

(فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا).


ولرب نازلةٍ يضيق بها الفتى .. ضاقت فلما استحكمت حلقاتها

ذرعا وعند الله منها المخرج .. فرجت وكان يظنها لا تفرج

منقول

pharmacist 17.11.2012 18:24

أنثروا القمحَ على رؤوسِ الجبال

أنثروا القمحَ على رؤوسِ الجبال لكي لا يقال : جاعَ طيرٌ في بلاد المسلمين ...

حدثت هذه القصة في بلاد المسلمين الحقيقية التي حكمت بشرع خالقنا جل في عليائه،

حدثت في عهد الخليفة الإسلامي عمر بن عبدالعزيز، حكم بضعاً وثلاثين شهراً كانت أفضل من ثلاثين دهراً،
نشر فيهم العدل والإيمان والتقوى والطمأنينة، وعاش الناس في عز لم يروه من قبل ولكن فوجئ أمير المؤمنين
بشكاوى من كل الأمصار المفتوحة (مصر والشام وأفريقيا...)، وكانت الشكوى من عدم وجود مكان
لتخزين الخير والزكاة، ويسألون : ماذا نفعل ؟
فيقول عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه: أرسلوا منادياً ينادي في ديار الإسلام :

أيها الناس: من كان عاملاً للدولة وليس له بيتٌ يسكنه فليـبن له بيت على حساب بيت مال المسلمين.

يا أيها الناس : من كان عاملاً للدولة وليس له مركَبٌ يركبه، فلْيُشْتَرَ له مركب على حساب بيت مال المسلمين.

يا أيها الناس : من كان عليه دينٌ لا يستطيع قضاءه، فقضاؤه على حساب بيت مال المسلمين.

يا أيها الناس : من كان في سن الزواج ولم يتزوج، فزواجه على حساب بيت مال المسلمين.

فتزوج الشباب الأعزب وانقضى الدين عن المدينين وبني بيت لمن لا بيت له وصرف مركب لمن لا مركب له

و لكن المفاجئة الأكبر في القصة هي أن الشكوى ما زالت مستمرة بعدم وجود أماكن لتخزين الأموال
والخيرات!، فيرسل عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه إلى ولاته :

"عُودوا ببعض خيرنا على فقراء اليهود والنصارى حتى يسْتَكْفُوا"،

فأُعْطُوا، والشكوى ما زالت قائمة، فقال : وماذا أفعل، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء،
خذوا بعض الحبوب وانثروها على رؤوس الجبال فتأكل منه الطير وتشبع..
حتى لا يقول قائل:جاعت الطيور في بلاد المسلمين

فهذا كله ثمرة تطبيق نظام الزكاة في بلاد الله، خير للمسلمين وغير المسلمين والحيوان والطير..

نســأل الله أن يصــلح البــلاد والعــباد..

منقول

pharmacist 19.11.2012 12:32

أليس النظام يقتضي أن ينبري لكل مهمة في الحياة من يقوم بأمرها؟

يخرج عمار من غرفته المنعزلة في زوايا أحد أسطح المنازل القديمة،
يُحكِم إغلاق الباب، ويُعِيد التأكد من إحكامه، قبل أن يحمل صندوقه الأسود الصغير في يده،
ويضع على ظهره كيسًا أفقدته الشمس لونه، ثم ينزل بحركة بطيئة، وهو يتحسس خطواته في تلك
الأدرج الضيقة الملتوية، حتى إذا ما اجتازها بسلام، تنفَّس الصعداء، وأطرق ببصره إلى الأرض،
ثم انطلق مهرولاً، لا يلوي على شيء، وكأنه يخشى أن يطارده أحد من الناس.

هكذا كانت عادة عمار في ذلك الحي الشعبي الذي يمتلئ بالفقراء، والصِّبية، والصراخ،
والحيوانات الأليفة، وروائح القمامة التي تزكم الأنوف، وهكذا كان سكان الحي يضبطون ساعاتهم على
موعد خروج عمار من مسكنه في الصباح الباكر، وعودته إليه بُعيد مغيب الشمس؛
ليغلق على نفسه باب غرفته الحديدي المهترئ، ويغلقه أيضًا
على أسئلة الفضوليين من الناس التي تلاحقه.

http://forum.toleen.com/uploaded1/12...1211489094.gif

عندما يتجاذب فقراء الحي أطراف الحديث في مجالسهم ومجامعهم،
وعندما يقع اختيارهم - الذي يبدو وكأنه نتيجة تخطيط واتفاق مسبقين - على سيرة عمار،
يقولون: إنهم لا يعرفون عن الرجل أي شيء، سوى أن اسمه عمار،
وأنه ربما قَدِم من إحدى القرى البعيدة، التي أتت عليها سنوات عِجَاف،
يَبس فيها الزرع، وجفَّ الضَّرْع، وأنه يعيش وحيدًا في غرفة ضيقة،
يدفع إيجارها بانتظام لـ"مي الحاجة"، التي اشترطت عليه منذ اللحظة الأولى ألا يُسبب لها أية مشاكل،
وألا يُزعجها بموسيقى صاخبة، ولا بكثرة الأصحاب، ولا بعربدة، ولا بغيرها،
وأن "مي الحاجة"، عندما تسألها بعض الجارات، تخبرهنَّ بأن ظنها لم يَخِب في هذا الرجل،
فهي لم تتأذَّ قط من وجوده فوق سطح بيتها، بل تقول: إنها لا تحس أصلاً بوجوده!

أما عمار، فقد اختار أن يعيش الجزء المتبقي من حياته "نكرة"،
أو لربما كان ينتابه إحساس بأنه لا يستطيع إلا أن يكون كذلك، عالمًا مغلقًا على ذاته،
يحمل معه همه وألمه، وحلمه وأمله أينما حلَّ، وحيثما ارتحل، يبوح لذاته فقط بما يعتلج في داخله:
من أفكار، وهواجس، ورغبات، ويردُّ على أسئلة الغير التي تزعجه
بمزيد من الصمت والكتمان والغموض.

http://forum.toleen.com/uploaded1/12...1211489094.gif

على الإنسان أن يحترم الأسلوب الذي يرتضيه غيره في العيش،
وعلى كل واحد أن يلتزم بالدور الذي يلائمه في الحياة، هذه هي الحرية،


وهذا هو النظام كما يتصورهما عمار ويؤمن بهما؛
لذا لم يكن يتحرَّج من العمل الذي وجد نفسه ذات يوم يزاوله،
ولم يكن يشعره ذلك بدونية تجاه غيره من الناس.

أليس النظام يقتضي أن ينبري لكل مهمة في الحياة من يقوم بأمرها؟

ما العيب إذًا في أن أكسب بضع دريهمات، وأنا أنحني لأمسح أحذية أناس يحبون أن يظهروا
في أماكن عملهم بمظهر أنيق، يكسبهم احترام رؤسائهم، ويثير غيرة زملائهم؟
أو أُلمع حذاء شاب يتأهب لزيارة بيت الفتاة التي يريد أن يخطبها لنفسه،
وهو يكاد يطير من الفرح والسعادة.

ما العيب في أن أنفضَ الغُبار عن أحذية مسافرين، تغربوا عن أهلهم وأحبابهم،
وهم يسعون وراء أرزاقهم، وأُمنياتهم، وحاجاتهم التي لا يعلمها إلا الله، ويريدون أن يخفوا
أثر المشقة والبعد والعذاب؛ حتى لا يؤلموا أحبابهم الذين تألَّموا بما يكفي أثناء غيابهم؟

ألست أنا عمار ماسح الأحذية، الوضيع - كما يتخيلونني - في عقولهم وكلماتهم؟!

ألست جزءًا من سعادتهم؟!

http://forum.toleen.com/uploaded1/12...1211489094.gif

كان عمار يحدث نفسه بهدوء وبتأمُّل وهو يفترش قطعة من القماش المخرَّق، على رصيف أحد أكبر
شوارع المدينة، التي تمتلئ بالسيارات، والدرَّاجات، والمارة، وأصوات الأبواق المزعجة.
لقد كان أشبه بذرة صغيرة جدًّا، أو إلكترون ثابت، تحوم حوله ملايين الإليكترونات العمياء بسرعة،
وبحركات عشوائية وجنونية.

وكان وهو يسرح بتفكيره وتأمُّله، لا ينسى أن يركز بصره على أقدام تلك الإلكترونات المجنونة
من حوله، وعلى ما تنتعله تلك الأقدام، التي لا يختلف بعضها عن بعض في شيء،
والتي قد تختلف فيما بينها في كل شيء.

لقد كان عمار يتخيل أن الأحذية والنعال تكشف حقائق أصحابها،
وتَبوح بأسرارهم أكثر مما تفعل لغة الكلام لديهم، أو لغة عيونهم المرتبكة،
أو ابتساماتهم المصطنعة المفضوحة؛ لذا كان عمار يثق في الأحذية أكثر مما يثق في أصحابها،
بل إنه تعلَّم مع مرور الزمن كيف يجيد قراءة لغتها ومكنوناتها، فكان يصنِّفها إلى ميسورة
في عيشها وأخرى بئيسة ومحرومة، ثم إلى سعيدة وأخرى شقية.

http://forum.toleen.com/uploaded1/12...1211489094.gif

وكان يعرف القوي الأمين منها، ويميِّزه عن الضعيف المغشوش،
الذي لا يلبث أن يخدع صاحبه، ويُوقعه في الحرَج.

كانت تُعجِب عمارًا ألوان أحذية بعينها؛ حيث إنها الوحيدة القادرة أن تثير في داخله إحساسًا
بالجمال ولذَّته، فترتسم على وجهه الذي كاد مفعول الشمس يمحو قسَماته.

ابتسامة خافتة يصعب تأويلها، ومعرفة ما إذا كانت تَنِمُّ عن فرحة وسعادة، أو عن حزن وألم،
لقد كان اللون والحجم ودقة الصُّنع من الأشياء التي يعتمدها عمار؛ ليُصدر أحكامه على ما ترصده عيناه
الخبيرتان من أحذية الكائنات التي تحوم من حوله، وكان يشعر بنوع من الزهو والارتياح وهو يحكم عليها
مثل قاضٍ محنَّك، يعلم جيدًا أن تجربته وخبرته كافيتان لتجعلاه يحكم بالعدل
في أي قضية أو نازلة تُعرض عليه.

وبقدر ما كان عمار يفكر في عدد الدريهمات التي يمكن أن يجنيها في آخر النهار،
بقدر ما كان يُثلِج صدره منظرُ كل حذاء يلمع تحت أشعة الشمس، ولكم تمنَّى في قرارة نفسه
أن ينعكس جمال الناس على أحذيتهم، فلعل ذلك يكون سببًا في توحُّدهم وتعاونهم والمساواة بينهم.

http://forum.toleen.com/uploaded1/12...1211489094.gif

يتوقف أحدهم فجأة أمام عمار، وهو يشبه في جفائه جلمود صخرٍ حطَّه السيل من علِ،
يقطع على عمار حبل أفكاره، ولا يكلف نفسه عناء التحية والسلام، فيضع قدمه الثقيلة فوق العلبة السوداء
المخصصة لمسح الأحذية، يتقبل عمار هذا النوع من المعاملة بصبر وبنوع من الاستسلام والبرود،
فلا يرفع رأسه لينظر في وجه "الزبون"، ربما لأنه لم يعد يؤمن بالوجوه، أو لأنه سَئِم من نظراتها
وازدرائها، فينحني بتواضع يمسح الحذاء ويلمعه، وهو يعتقد أنه بعمله البسيط هذا يمكن أن
يَمسح عن قلوب الناس المغلَّفة ما عَلِق بها من غبار اللؤم والغرور،
لعل الله يرحمها، ويُنعم عليها، فيُحييها بعد موتها.

عندما يقترب قرص الشمس من المغيب، وتبدأ المدينة المكتظة تستعد للظلام بتشغيل أضواء
الأعمدة الكهربائية المنتشرة في شوارعها، يكون عمار قد جمع أغراضه ورحَل،
تاركًا مكانه شاغرًا يزحف إليه الظلام رويدًا رويدًا، حتى يبتلعه تمامًا.

http://forum.toleen.com/uploaded1/12...1211489094.gif

الإسلام دستورٌ عظيم، يعمل على استقرار حياةِ الأفراد والجماعات، والأمم والمجتمعات،
وإنَّ التأمُّلَ في منهج الإسلام - الذي ارْتَضاه الله تعالى لنا دِينًا - يجده يُولِي الحِرفةَ،
أو بصِفة عامة "العمل" عنايةً فائقة؛


فقد قال الله - تعالى -:

﴿ وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ﴾ [التوبة: 105]،

كما أنَّ أنبياءَ الله ورُسلَه كان لكلِّ واحد منهم حِرْفة أو مِهْنة يعتزُّ بها ويتقنها،
ورَوَى الحافظُ البزَّارُ عن رِفاعة بن رافِع: أنَّ النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - سُئِل:
أيُّ الكسب أطيبُ؟ قال:

((عمَلُ الرَّجلِ بيده، وكُل بيْع مبرور))؛

وروى البخاريُّ في صحيحِه عن المِقدام بن معدِيكرب - رضي الله عنه - عنِ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال:

((ما أكَل أحدٌ طعامًا قطُّ خيرًا مِن أن يأكُلَ مِن عمل يدِه، وإنَّ نبيَّ الله داود - عليه السلام - كان يأكُل مِن عمل يدِه)).

هذا يدلُّ على أنَّ لكلِّ نبي مِهنةً أو حِرْفة؛ لأنَّ مِن الدِّين أن يقومَ الإنسانُ بأداء ما تتطلَّبه شؤونُ الحياة
مِن زِراعة وصناعة وتِجارة وحِرْفة ومِهنة بالطريقة التي يُوضِّحها الإسلام؛
لهذا نرى الإسلامَ يوجِّه أتباعَه إلى استخدام وسائل الإنتاج المتاحَة لهم في جميعِ مجالات العمل.


منقول


pharmacist 20.11.2012 11:15

لا تنخدع بالمظاهر

يحكي الأب :

ﺫﻫﺒﺖ إلى ﺣﺪﻳﻘﺔ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻥ
ﻓﻮﺟﺪﺕ ﺍﻟﻘﺮﺩ ﻳﻠﻌﺐ ﻣﻊ ﺯﻭﺟﺘﻪ ,
ﻓﻘﺎﻟﺖ ﺻﻐﻴﺮﺗﻲ : ﻳﺎ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺼﺔ ﺣﺐ رائعة

ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺫﻫﺒﻨﺎ إلى ﻗﻔﺺ ﺍﻷﺳﻮﺩ
ﻭﺟﺪﻧﺎ ﺍﻷﺳﺪ ﻳﺠﻠﺲ ﺻﺎﻣتا
ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺗﺒﻌﺪ ﻋﻨﻪ قليلا
ﻓﻘﺎﻟﺖ ﺻﻐﻴﺮﺗﻲ : ﻳﺎ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺼﺔ ﺣﺐ ﻣﺄﺳﺎﻭﻳﺔ

ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻬﺎ : ﺍﻟﻘﻲ ﻫﺬﻩ الزجاجة الفارغة ﺗﺠﺎﻩ ﺯﻭﺟﺘﻪ
ﻭﺷﺎﻫﺪﻱ ﻣﺎﺫا ﺳﻴﻔﻌﻞ
ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ألقتها ﻫﺎﺝ ﺍﻷﺳﺪ ﻭﺻﺎﺡ
ﻣﻦ ﺍﺟﻞ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﺯﻭﺟﺘﻪ

ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ألقتها ﻋلى ﻗﻔﺺ ﺍﻟﻘﺮﻭﺩ
ﺗﺮﻙ ﺍﻟﻘﺮﺩ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻫﺎﺭﺑﺎ" حتى ﻻ تأتي الزجاجة ﺑﻪ

ﻓﻘلت ﻟﻬﺎ : ﻫﻜﺬﺍ ﻳﺎ ﺻﻐﻴﺮﺗﻲ ﻻ ﺗنخدعين
ﻣﻤﺎ ﻳﻈﻬﺮﻩ ﺍﻟﻨﺎﺱ أمامك ..

ﻓﻬﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﻳﺨﺪﻋﻮﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻤﺸﺎﻋﺮﻫﻢ المزيفة
ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﻳﺤﺘﻔﻈﻮﻥ ﺑﻤﺸﺎﻋﺮﻫﻢ ﺩﺍﺧﻞ ﻗﻠﻮﺏ
ﺑﺎﻟﺤﺐ ﻣﻐﻠﻔﺔ ..


منقول


pharmacist 22.11.2012 11:28

واجه مشاكلك ولا تهرب منها

كان هناك ملك ظالم يحكم إحدى المدن، وكان لهذا الملك فيل مدلل إلى أبعد الحدود
حيث كان هذا الفيل يذهب كل يوم إلى السوق ويقوم بتخريب المحلات والبضائع ولا يستطيع الناس
أن يتكلموا خوفاً من الملك الظالم وفي احد الأيام اتفق سكان القرية على أن يذهبوا إلى الملك
ويشكوا له من الفيل فقرر الناس جميعهم الذهاب واتفقوا على وقت معين للذهاب،
وفعلاً تجمعوا وقادهم احد الأشخاص إلى قصر الملك الذي يبعد مسافة عن القرية .

وبدأوا بالسير إلى قصر الملك وكلما اقتربوا من القصر قل عدد الناس لأنهم يخافون من الملك وظلمه،
وبدأ العدد يقل ويقل إلى أن أصبح الرجل وحده أمام قصر الملك، فنظر إلى الخلف فلم يشاهد أحدا،
فخرج له حراس القصر وسحبوه إلى الداخل.

فقالوا له ماذا تريد ؟
قال : أريد مقابلة الملك .

وفعلاً قام الحراس بأخذه إلى الملك، قال له الملك ماذا تريد، وبدلاً من أن يشتكي على الفيل قال له:
(سيدي نحن نرى أن مزاج الفيل متعكر، ونحن في القرية نخاف عليه من الاكتئاب،
لذا اقترح أن تقوموا بتزويجه،والشعب هو من سيدفع مهرها لكي تتحسن حالته !!!)

وفعلاً تم الترحيب بفكرة الشخص من قبل الملك، وقام بتزويج الفيل،
وهكذا وبدلاً من مصيبة فيل واحد أصبحت مصيبتان .....!

حل المشاكل يكون بمواجهتها وليس الهروب منها

منقول

pharmacist 24.11.2012 10:37

الشجرة السحرية

قصة مترجمة من الفرنسية بتصرف

جلس المسافر المتعب للغاية تحت ظل شجرة دون أن يكون لديه
أدنى شك في أنه قد وجد شجرة سحرية ، "شجرة تحقق كل التمنيات ".
جلس على الأرض الصلبة ،و قال لنفسه :
" أعتقد أن الأمر كان سيكون رائعا لو أنني كنت مستلقيا على سرير لين " .
وعلى الفور ظهر السرير بجواره.
ورغم أن المفاجأة كانت كبيرة إلا أنه استلقى على السرير قائلا لنفسه :
" سيكون الأمر أفضل لو كان هناك خادم يقوم بخدمتي" .
فظهر الخادم وبدأ بخدمته.
قال الرجل في نفسه"أنا جائع وتناول الطعام في هذا الوقت سيكون بالتأكيد شيء ممتع ".
فظهرت مائدة محملة بأشهى الأطعمة.
فرح الرجل. أكل وشرب .وبدأت رأسه تدور تحت وطأة التعب
و انخفضت جفونه فاستلقى بكامل طوله على السرير ،
وهو يفكر في الأحداث الرائعة لهذا اليوم الاستثنائي.
قال لنفسه:
" سأنام لمدة ساعة أو ساعتين ولكن المصيبة هي إذا مر نمر من هنا وأنا نائم"!
فبرز النمر فجأة والتهمه على الفور.

بداخلك أنت كذلك شجرة سحرية تستجيب لرغباتك وتنفد أوامرك.

و شجرتك هذه يمكن أن تحقق لك أفكارك الايجابية و تجلب لك السعادة
و يمكنها أيضا أن تحقق لك أفكارك السلبية ومخاوفك و تجلب لك التعاسة
و كل ذلك رهن بنوع تفكيرك أكان ايجابيا أم سلبيا.


الخلاصة :

طريقة تفكيرنا تؤثر كثيرا على الأحداث المحيطة بنا
و على الظروف والعلاقات التي تحدد وجودنا.

- يجب أن نحدد بدقة أهدافنا غالبا ما تكون أمانينا مبهمة غير واضحة وغير دقيقة.
- يجب أن يكون عندنا رغبة قوية و عدم الاكتفاء بالتمني .
- يجدر بنا الابتعاد عن التفكير السلبي.


فإذا كنا نفكّر بموضوعية و بإيجابية وأهدافنا دقيقة و واضحة
لا بد أن يتحقق ذلك عاجلا أم آجلا .

منقول

pharmacist 25.11.2012 12:43

هذه هي الدنيا

يحكى أن فتى قال لأبيه أريد الزواج من فتاة رأيتها , وقد أعجبتني
رد عليه وهو فرح ومسرور وقال أين هذه الفتاة كي أخطبها لك يا بني .
فلما ذهبا ورأى الأب هذه الفتاة أعجب بها وقال لابنه اسمع يا بني
هذه الفتاة ليست من مستواك وأنت لا تصلح لها
هذه يستأهلها رجل له خبرة في الحياة وتعتمد عليه مثلي ,
اندهش الولد من كلام أبيه وقال له كلا بل أنا سأتزوجها يا أبي وليس أنت ,
تخاصما وذهبا لمركز الشرطة لحل المشكلة وعندما قصا للضابط قصتهما
قال لهم احضروا الفتاة لكي نسألها من تريد الولد أم الأب
ولما رآها الضابط وانبهر من حسنها قال لهم هذه لا تصلح
لكما بل تصلح لشخص مرموق في البلد مثلي
وتخاصم الثلاثة وذهبوا إلى الوزير وعندما رآها الوزير قال هذه
لا يتزوجها إلا الوزراء مثلي
وأيضا تخاصموا عليها حتى وصل الأمر إلى أمير البلدة
وعندما حضروا قال أنا سأحل لكم المشكلة احضروا الفتاة
فلما رآها الأمير قال هذه لا يتزوجها إلا أمير مثلي
وتجادلوا جميعا
ثم قالت الفتاة أنا عندي الحل !!
سوف اركض وانتم تركضون خلفي والذي يلحق بي أولا أنا أكون من نصيبه
وفعلا ركضت وركض الخمسة خلفها الشاب والأب والضابط والوزير والأمير
وفجأة وهم يركضون خلفها سقط الخمسة في حفرة عميقة ,
ثم نظرت إليهم الفتاة من أعلى وقالت : هل عرفتم من أنا ؟
.
.
.
.
.
.
.
.
.

أنا الدنيا !!!

أنا التي يجري خلفي جميع الناس ويتسابقون للحصول علي
ويتلهون عن دينهم في اللحاق بي حتى يصلوا القبر ولن يفوزوا


منقول

SALIM ALDIN 25.11.2012 16:34

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبها pharmacist (المشاركة 141488)




أنا الدنيا !!!

أنا التي يجري خلفي جميع الناس ويتسابقون للحصول علي
ويتلهون عن دينهم في اللحاق بي حتى يصلوا القبر ولن يفوزوا








:19:

pharmacist 27.11.2012 11:06

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبها SALIM ALDIN (المشاركة 141497)
:19:


pharmacist 30.11.2012 19:40

لا تقلق ...

لا تقلق ولا تهتم بجسدك البالي

فالمسلمون سيقومون باللازم :

يجردونك من ملابسك

يغسلونك

يكفنونك

ويخرجونك من بيتك إلى حفرتك (قبرك)

وسيأتي الكثيرون لتشييع جنازتك بل سيلغي الكثير منهم أعماله لأجل دفنك

وقد يكون الكثير منهم لم يفكر في نصيحتك يوما ...

وتأكد بأن :

الدنيا لن تحزن عليك !

والعالم والاقتصاد سيستمر !

عملك سيأتي غيرك ليقوم به !

أموالك إن كانت لك منها ستذهب حلالا للورثة وأنت ستحاسب عن النقير والقطمير !

الحزن 3 أنواع :

- الناس الذين يعرفونك سطحيا سيقولون مسكين !

- أصدقائك سيحزنون ساعات ثم يعودون إلى سوالفهم وضحكهم !

- الحزن العميق في البيت!

أهلك أسبوع أسبوعين شهر سنة ومن ثم سيضعونك في الأرشيف .


"انتهت قصتك بين الناس"

و بدأت قصتك مع الآخرة ..

و السؤال المطروح

ماذا أعددت لقبرك وآخرتك ؟

منقول

pharmacist 02.12.2012 10:54

من هو الأب ؟

سؤال تم طرحه على طلاب الماجستير
وكانت الإجابات جميلة ومنها إجابات عادية

ولكن أفضل ما ذكره المحاضر هو هذه الإجابة التي وردته :

الأب...
تلبس حذائه فتتعثر من كبر حذائه لصغر قدمك
تلبس نظارته تشعر بالعظمة
تستعمل أغراضه فتشعر بالوقار
تطلبه مفتاح سيارته وتحلم أنك هو وأنك تقودها
يخطر في بالك شيء تافه فتتصل عليه وقت دوامه ويرد ويتقبلك بكل صدر رحب
ولا تعلم ربما مديره وبخه أو زميله ضايقه أو مصاريفكم أثقلته

وتطلبه بكل هدوء :

"بابا احضر معك عصير "

ويرد :

من عيوني بس لا تغلب أمك

يأتي البيت وقد أُرهق من الدوام والحر والزحمة ونسي طلبك

فتقول بابا وين العصير؟

فيتعنى ويخرج ليحضر لك طلبك التافه بكل سعادة متناسيًا إرهاقه

واليوم ...

لا تلبس حذائه بسبب ذوقه القديم
تحتقر ملابسه وأغراضه وسيارته التي كنت تباهي بها أصحابك
لأنها لا تروق لك
وكلامه لا يلائمك
وحركاته تشعرك بالضيق ويصيبك الإحراج منه لو قابل أصحابك !
تتأخر فيقلق عليك ويتصل بك فتشعر بأنه يضايقك
وقد لا ترد عليه إذا تكرر الاتصال والقلق

تعود للبيت متأخرا فيوبخك ليشعرك بالمسؤولية ويستمر في مشوار تربيتك
لأنه راع وكل راع مسؤول عن رعيته فترفع صوتك عليه وتضايقه بكلامك وردودك
فيسكت
ليس خوفاً منك بل صدمةً منك!

بالأمس في شبابه يرفعك على كتفه واليوم أنت أطول منه بكثير
بالأمس تتلعثم في الكلام وتخطيء في الأحرف واليوم لا يسكتك أحد

تناسيت...

مهما ضايقك فهو والد ...
كما تحملك في سفهك وجهلك
فتحمّله في مرضه و شيخوخته


سألوني أي رجل تحب ؟

فـقلت :
من انتظرني تسعه أشهر
واستقبلني بفرحته
ورباني على حساب صحته
هو الذي سيبقى أعظم حـب بقلبي للأبد

عذراً لـجميع الرجال فـلا أحد يشبه الأب

إلهي
من مات والده فاغفر له وارحمه
وأسكنه فسيح جناتك

ومن كان والده حياً فأطل عمره على طاعتك
وفرج همه وارزقه من حيث لا يحتسب
وأمطره برحمةٍ منك واغفر له وأدخله فسيح جناتك

منقول


pharmacist 02.12.2012 10:54

أين مات أبوك..!


سأل رجل بحارا : أين مات أبوك؟

فأجاب : في البحر،،

و قال له : و أين مات جدك؟

فأجاب : في البحر

فقال : أفبعد كل هذا ما زلت تبحر،،

فابتسم البحار وسأله : وأنت أين مات أبوك؟

فقال الرجل : على الفراش

وسأله من جديد : وأين مات جدك؟

فأجاب : على الفراش

فقال البحار وهو يتجه إلى قاربه :

أفبعد كل هذا ما زلت تنام على الفراش؟

هكذا هم المحبطون لا يرون من الورد إلا شوكه،،

فالموت لن يمنعنا من ممارسة عمل نحبه
لأن ذكرى من مات يعمل و يجتهد
أجمل بكثير من ذكرى من مات و هو نائم


منقول

pharmacist 03.12.2012 16:49

عهد جديد

جلس على مكتبه الأنيق، أمسك بالقلم الذي أمامه، توقف به فوق أول سطر من سطور الورقة البيضاء،
أخذ يفتش في ذهنه عن عبارة جديدة يبدأ بها كتابةَ الفصل الأخير من روايته الجديدة، فجأةً انتزع الورقة في قوة،
اعتصرها بأصابعه، ثم ألقى بها في سلة المهملات القابعة بجوار مكتبه.

اتَّكَأ بظهره على مقعده، شَبَّك أصابعه في ضيقٍ، أخرج أنفاسًا عالية، حدَّث نفسه قائلاً:
"هذه المرة الأولى التي لا أجد فيها رغبة في الكتابة".

نهض من مكانه متثاقلَ الخطوات، أعدَّ لنفسه كوبًا من الشاي، ارتشف منه رشفات سريعة، ثم وضعه أمامَه،
أمسك بالقلم ثانية، توقَّف به على أول سطور الورقة، لكنَّه سُرعان ما ألقى به في ضيق، وهو يقول:
غريبٌ أمر هذه الرواية، كأنَّها لا تريد أنْ تكتمل!

نَهض من على المقعد، ألقى بجسده على السرير، ظل مثبت النَّظَرات على ضوء المصباح المرتعش، الذي
يتوسط الحجرة، حتى غرقت عيناه في النوم، فجأةً ظهر له قلمه أمامه، وهو يهتزُّ فوق سطور الورقة الفارغة.

ثُمَّ صرخ فيه قائلاً: لقد عصيتك هذه المرة، دهش للوهلة الأولى من منظر القلم وهو يهتز ساخرًا منه،
حدث نفسه في دهشة : قلمي يتكلم! القلم ساخرًا: نعم أتكلم، فأنا صوتُ ضميرك الذي طمسته منذ سنوات،
وأنت تُسخِّر مِدادي في كتابة روايتك التي أعْلَت من الرذيلة، وسَخِرَتْ من آلام الناس، الذين صورتهم كحيواناتٍ
لا همَّ لهم إلاَّ اللُّهاث وراء غرائزهم، لقد مَلِلْتُ كتابةَ رِوَايتك هذه التي تَعِجُّ بالرذائل،
ثم يسقط أصحابها في بحور الضَّيَاع.

تلعثم الكاتب ثم همهم قائلاً: ولكنني أصور الواقع، وهذا ما يَجري.

داخلَه القلم : أيُّ واقعٍ هذا الذي يُعلي من الشر على حساب الخير؟! أيُّ واقع هذا الذي ليس به طاقةُ نورٍ تُضاء
في وجوه البائسين؟! أي واقع هذا الذي ليس به براقةُ أَمَل يتشبَّث بها المحرومون؟! تأمَّل رحلةَ عمرِك الطويلة،
وأنت تكتبُ روايتَك هذه بِحُجَّة تجسيد الواقع، وإبراز السلبيَّات، فلا أجد فيها إلا أناسًا يعبُّون من الملذات،
ثم يسقطون في بحور الضياع.

وفجأةً هب الكاتب من نومه مذعورًا، أخذ يَمسح بأصابعَ مرتعشةٍ حبات العرق التي أخذ جبينه
ينضحُها في غزارة، تناولَ كوبَ الماء الموضوع بجواره وأفرغه في جوفه، ألقى نظرة على مكتبه،
وجد قلمه مستكينًا فوق الورقة، حدث نفسه قائلاً: أيُّ حُلم هذا الذي داهمني في هذه الليلة؟!

اتَّجه ناحية مكتبته، أخرج رواياته، أمسك بروايته الأولى، حدَّق في غلافها، ثم قال مستنكرًا:
كيف سمحت لهذا الرسَّام أن يرسم هذه الصورة العارية على غلافها؟! ثم ألقى بها في اشمئزاز.

تناول رواية ثانيةً ظلَّ يقلب صفحاتِها، تعلقت حدقتاه ببعضِ سُطُورها، هتف ساخرًا من نفسه:
كيف وصفت عَوْرَات الناس بهذه الصورة الجارحة؟!

أمْسَك روايةً ثالثة، قال مؤنبًا نفسه: كيف أغلقتُ أبوابَ الخير في وجه هذه الفتاة،
وجعلتها تسبحُ في بُحُور الضياع، وبدلاً من أن أفتحَ أمامَها طريق التوبة والرجوع إلى الله جعلتها
تُنهي حياتَها بالانتحار؟! وهذه الرواية، وهذه، حتى روايتي الأخيرة تسير في هذا الطريق المظلم نفسه.

اعتصر رأسه براحتيه، ثم صرخ قائلاً: ماذا كنت أخط بقلمي طوالَ هذه السنوات؟!

لقد أضعت عُمري في تزيين الرذائل، بحُجة أنَّني أجسِّد الواقع، وأبرز السلبِيَّات،
ونسيت أنَّ هناك الكثير من الفضائل والإيجابِيَّات التي تجاهلتها، وغفلت عنها، وكان يَجب عليَّ أن أقدمها للنَّاس.

صَمَتَ لَحَظاتٍ، ثم أخذ يقول: عليَّ أن أبدأ من الآن في تغيير مسار كتاباتي، اتَّجه ناحية مكتبه،
أمسك بأوراق روايته الأخيرة، انهال عليها تمزيقًا، ثم ألقى بها في سلة المهملات،
نظر إلى قلمه الساكن فوق مكتبه، احتضنه في حنان شديد، وهو يقول :
من الآن يا قلمي الحبيب، سأبدأ معك عهدًا جديدًا.

https://lh6.googleusercontent.com/-H...23ef811c14.png

إنَّ الالتزام يتماشى مع سُنَّة الله في الكون؛ ومن ذلك الكلمة؛ فهي أمانةٌ ومسؤوليةٌ؛
بل هي أعظمُ مِنَّةٍ امْتَنَّ الله بها على الإنسان؛

{الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ} [الرحمن:1-4].

ولابدَّ للأدب الذي مادَّتُه الكلمةُ أن يكونَ – ككلِّ ما خلق اللهُ – ذا هدفٍ؛ إنَّه ابنُ الحياة، وعليه خدمتُها؛
وذلك بمعالجة مشكلاتها، أو محاولةِ تجميلِها، أو تقديمِ تفسيرٍ لها، أو الكشفِ عن أسرارِها، أو إيضاحِ الغَرَضِ منها،
أو بيانِ الحقِّ والباطلِ فيها، وهو بذلك كلِّه يُعينُ الإنسان على العَيْش فيها، ويكون له هادياً في طريقها اللاحب البعيد.


إنَّ كلَّ أديب "مُلتزِم" هو أديبٌ حرٌّ شريفٌ، وإنَّ كلَّ أديب "مُلْزَم" هو أديبٌ "مُسَيَّس" مستعْبَد، مَبِيعٌ أو مُشْترًى،
وشتَّان ما بينهما.


الالتزام ليس قَيْداً كما يدَّعي أعداؤه؛ بل هو الحريةُ عينُها، ولكنَّها الحريةُ الواعية المسؤولة،
الحريةُ التي تَحمِلُ رسالةً تُريدُ إبلاغَها، وليست الحريةَ الزَّائفةَ المنطلقةَ على غير هدى.


منقول


pharmacist 04.12.2012 12:04

ماذا ينفع الندم بعد فوات الأوان !!!

يقول صاحب القصة في فترة المراهقة كنت أبتعد كثيرا عن البيت و أتأخر في العودة ،

و كان ذلك يغضب أمي كثيرا ؛ لأنني لا آكل في البيت ، و لأنني كنت أقضي معظم النهار نائما

ولا أعود ليلا إلا متأخرا بعدما تنام أمي ، فما كان منها إلا أن بدأت تترك لي قبل أن تنام رسالة

على باب الثلاجة ، وهي عبارة عن إرشادات لمكان الطعام و نوعه ،

و بمرور الأيام تطورت الرسالة فأصبحت طلبات لوضع الملابس المتسخة في الغسيل

و تذكير بالمواعيد المهمة ، و هكذا مرت فترة طويلة من مراهقتي على هذا الحال ،

و ذات ليلة ، عدت إلى البيت ، فوجدت الرسالة المعتادة على الثلاجة ، فتكاسلت عن قراءتها ،

و خلدت للنوم ، و في الصباح فوجئت بأبي يوقظني و الدموع في عينيه ،

لقد ماتت أمي ، كم آلمني الخبر و تماسكت حتى دفناها و تقبلنا العزاء ،

و في المساء عدت للبيت و في صدري بقايا قلب من كثرة الأحزان ،

و تمددت على سريري ، و فجأة قمت منتفضا ،

لقد تذكرت رسالة أمي التي على الثلاجة ،

فأسرعت نحو المطبخ ، و خطفت الورقة ، و قرأتها ،

فأصابني حزن شديد

هذه المرة لم يكن بالرسالة أوامر و لا تعليمات و لا نصائح ،

فقط كان مكتوبا فيها :

أشعر أني متعبة

عندما تأتي أيقظني لتأخذني للمشفى

أحسن معاملتك لوالديك قبل فوات الأوان ...

منقول

pharmacist 06.12.2012 13:39

ما هي الشجاعة ؟

جاء رجل إلى عنترة بن شداد وسأله : يا عنترة ما هي الشجاعة؟
كيف صرت شجاعا يهابك كل محاربي العرب وفرسانهم ؟
فقال له عنترة : السر في ذلك أنني أصبر على المكاره أكثر منهم .
فقال له : وكيف يكون ذلك ؟
طلب منه عنترة أن يضع إصبعه تحت أسنان عنترة
وأن يضع عنترة إصبعه تحت أسنان الرجل
وعض كل منهما أصبع الآخر ,
ولم يلبث الرجل أن صاح من الألم .
وحينئذ قال له عنترة :
أرأيت .. لو انك صبرت قليلا , لصحت أنا من الألم ,
لأنني تألمت مثلك , ولكنني صبرت أكثر منك

" إنما الشجاعة صبر ساعة"

منقول

pharmacist 16.12.2012 13:09

كما تَرى تُرى!!

قرّر مجموعةٌ من الأصدقاء أن يقوموا برحلةٍ إلى منطقةٍ جبليّة،
وبعد أن بلغت السيارة بهم مرادَهم ترجّلوا، ثمّ انطلقوا باتِّجاه قمّة أعلى جبلٍ هناك،
وقد تمكّن أحدهم من تسلّقه والوقوف على قمّته.
ومن أعلى الجبل، نظرَ الواقفُ على القمّة إلى أصدقائه وهم في أسفلِ الوادي،
فأرسلَ قهقهةً عاليةً تردّدت أصداؤها بين الجبال.
قال لهم بصوتٍ مرتفع : أتدرون كيفَ أراكم؟
قالوا : كيف؟
قال : كأنّكم ديدان!!
فما كان من بعضهم إلا أن ردّ عليه :
أتدري كيف نراك؟ قال : كيف؟
قال: نراكَ كالبعوضة!!

وكان فيما بينهم شابٌّ يُحسن الشِّعر، فأنشد:

ومَن رآني بِعَينِ نقصٍ *** رأيتهُ بالذي رآني
ومَن رآني بِعَيْـنِ تمٍّ *** رأيتهُ كاملَ المعاني!

الدروس المُستخلَصة :

- كما أنّ لك عيناً ترى عيوبَ الآخرين، للآخرين عيونٌ ترى عيوبك.
- مَن ينتقص من قدر الناس وشأنهم، ينتقصوا من قدره وشأنه.
- لا تنظر إلى الآخرين من فوق .. انظر وهم بالقُرب منك،
فالصورة من فوق خادعة، كما أنّها من تحت مُضلِّلة

منقول


د/مسلمة 16.12.2012 21:17

سلمت يمينكِ أختي موضوع شيق ومفيد .. جعله الله في ميزان حسناتك

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبها pharmacist (المشاركة 139065)
معنى النجاح

في وقت مضى، كان هناك تسعة متسابقين في اولمبياد سياتل،
وكان كل المتسابقون معوقون جسديا أو عقليا ،
وقف الجميع على خط البداية لسباق مئة متر ركض ,
وانطلق مسدس بداية السباق، لم يستطع الكل الركض ولكن كلهم أحبوا المشاركة فيه.

إثناء الركض انزلق احد المشاركين ،
وتعرض لشقلبات متتالية قبل أن يبدأ بالبكاء على المضمار ..
فسمعه الثمانية الآخرون وهو يبكي .. فأبطأوا من ركضهم
وبدأوا ينظرون إلى الوراء نحوه .. ثم توقفوا عن الركض وعادوا إليه ...
عادوا جميعا إليه وسألوه: أتشعر الآن بتحسن؟

ثم نهض الجميع ومشوا جنبا إلى جنب كلهم إلى خط النهاية معاً .
فقامت الجماهير الموجودة جميعا وهللت وصفقت لهم ، ودام هذا التهليل والتصفيق طويلا...

الأشخاص الذين شاهدوا هذا، ما زالوا يتذكرونه ويقصونه ... لماذا؟

لأننا جميعنا نعلم في دواخل نفوسنا بان الحياة هي أكثر بكثير من مجرد أن نحقق الفوز لأنفسنا..

الأمر الأكثر أهمية في هذه الحياة هي أن نساعد الآخرين على النجاح والفوز،
حتى لو كان هذا معناه أن نبطئ وننظر إلى الخلف ونغير اتجاه سباقنا ...


الشمعة لا تخسر شيئا إذا ما تم استخدامها لإشعال شمعة أخرى

منقول

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبها pharmacist (المشاركة 139096)
لا تتعلل بالظروف

هذه القصة مهداة لكل من يقول :
أنا أدرس كذا؛ لأن أهلي يريدون ذلك؛
لكني أحب ذاك، وأريد دراسته فماذا أفعل ؟

كان سن تيم بيرير 22 سنة، وكان يدرس علم المحاسبة في جامعة كاليفورنيا،
وبعد إتمامه لفصلين دراسيين، تيقّن من أنه لا يحب المحاسبة،
ولا يريد قضاء بقية حياته يعمل فيها،
وأيقن كذلك أنه يحب تخصص العصامية، وأنه يريد دراستها والتعمق فيها.

كان في الجامعة ذاتها قسم لدراسة الأعمال، توفر فيه قسم العصامية؛
ولكن كان متوسط درجات تيم لا يؤهله لدخول هذا القسم الذي تتطلب درجات أعلى،
كما أنه لم يكن هناك أماكن شاغرة في القسم، وهو ما شكّل عقبة هائلة أمامه.

وكانت كل الطرق الرسمية مغلقة أمام تيم؛
فلم يجد سوى أن يحضر في كل درس من دروس المواد السبعة،
اللازمة للحصول على شهادة التخرج، وكان يسجّل اسمه، ثم ينتظر؛
حتى إذا قرر أحد الطلاب أنه لا يريد إكمال دراسة هذه المادة،
حل هو مكانه وحصل على درجات المادة.

على مر سنتين، أكمل تيم دراسة 7 مواد بهذه الطريقة؛
حتى إذا أتمّ كل ما يلزمه للحصول على شهادة التخرج،
دخل إلى مكتب عميد الجامعة، وشرح له ما حدث معه وما فعله،
وكيف أنه درس بنجاح كل المواد؛
برغم أنه لم يسجل اسمه -رسمياً- في هذا القسم..
وبرغم شعور العميد بالدهشة؛ إلا أن الانبهار بدا واضحاً عليه أيضاً.

" يبدو لي أنك عصامي بكل ما تحمله الكلمة من معاني،
ولا أدري كيف يمكن لي أن أرفض طلبك هذا "..
كان هذا تعليق العميد، الذي وافق على طلب تيم؛
ليتخرّج بعدها رسمياً في المجال الذي يحبه،
برغم أن درجاته لم تؤهله،
وبرغم عدم وجود أماكن خالية لإشراكه في هذا البرنامج.

لذلك لا تتعلل أبداً بأن ظروفك صعبة، أو لا تمكّنك من تحقيق أحلامك؛
فكل واحد فينا قادر على خلق ظروفه الخاصة التي تؤهله للنجاح.

منقول

أسأل الله أن ينفع بما تكتبين

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبها pharmacist (المشاركة 139119)
لا تقلق ؛ قد لا يحدث أبدا

امرأة عجوز كانت تعيش في لندن أثناء الحرب العالمية الثانية
بينما كانت لندن تتعرض لقصف متواصل,
كانت هذه المرأة تتحلى بفضيلة الهدوء وتعيش طمأنينة طوال حياتها
وكانت تعيش بمفردها

لاحظ أحد جيرانها أنها تحتفظ بلوحة مكتوب عليها :

(لا تقلق......قد لا يحدث أبدا)

ولقد كان هذا الجار متأثرا جدا ومتعزيا بهذه العبارة وكان يتحدث مع العجوز كثيرا بخصوصها
ولكن حدث ذات ليلة ما لم يكن في الحسبان لقد سقطت قنبلة على الجانب الأيمن لمنزلها
وحطمت جميع النوافذ وأسقطت جميع ما تمتلكه من الصيني من الأرفف وسط انفجار مدوي
وعصفت بالطلاء فسقط من على الجدران والسقف وملأت المكان بالتراب وكسر الحجارة

أسرع الجار إليها ليرى حالها ولكن.....ياللعجب لقد وجدها تكنس المكان في هدوء شديد
بينما اللوحة مازالت معلقة على الحائط : لا تقلق قد لا يحدث أبدا
سألها الجار : وماذا نستفيد الآن من شعارك هذا ؟؟
فصاحت قائلة : آه !....لقد نسيت أن أدير اليافطة إلى الجهة الأخرى
ولما أدارتها كان مكتوبا على الجهة الأخرى من اللوحة :

( يمكننا أن نستعيده )

ما أجملهما من عبارتين تبعثان الهدوء والطمأنينة في نفس أي إنسان

منقول

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبها pharmacist (المشاركة 139810)
الراعي والمستشار

يحكى أن راعي أغنام فوجئ بسيارة جديدة تقف قريباً من قطيعه
ويخرج منها شاب حسن الهندام ويقول له:
إذا قلت لك كم عدد البهائم التي ترعاها هل تعطيني واحدا منها ؟
أعجب الراعي بذلك وأجاب بنعم.

فأخرج الشاب كمبيوتراً صغيراً وأوصله بهاتفه النقال ودخل الإنترنت ،
وانتقل إلى موقع وكالة الفضاء الأمريكية ، حيث حصل على خدمة تحديد المواقع
عبر الأقمار الصناعية ( جي.بي.إس) ، ثم فتح بنك المعلومات وجدولا في إكسل
وخلال دقائق كان قد حصل على تقرير من 150 صفحة.

وبعد قراءة التقرير بدقة وإجراء بعض الحسابات ، التفت نحو الراعي وقال له :
لديك 1647 رأسا من البهائم، وكان ذلك صحيحاً.

فقال له الراعي: تفضل باختيار الخروف الذي يعجبك.

فنزل الشاب من سيارته وحام بين القطيع ثم حشر الحيوان الذي وقع عليه اختياره
في الصندوق الخلفي للسيارة.

عندئذ قال له الراعي: لو استطعت أن أعرف طبيعة ونوع عملك هل تعيد إلي خروفي؟
وافق الشاب.


فقال له الراعي: أنت مستشار.

فدهش الشاب وقال: هذا صحيح ولكن كيف عرفت ذلك !؟

فقال له الراعي: بسيطة.

أولاً لقد أتيت إلى هنا دون أن يطلب منك أحد ذلك !.

ثانياً لقد تدخلت في عملي وأنت لا تعرف شيئا عنه !.

ثالثاً لقد سعيت لنيل مكافأة عن عملك في الإجابة على سؤال بسيط غير ضروري
أنت طرحته ولم تكن تعرف الإجابة عنه بينما كنت أنا أعرف إجابته سلفاً !.
وهذه أساس صفات معظم المستشارين.
على كل حال أرجو أن تخرج كلبي من صندوق سيارتك فإنه ليس خروفا !!

ألا يذكركم هذا بمن تعرفونهم من المستشارين والخبراء
الموجودين عندنا بالمئات وربما بالآلاف ؟


منقول


:)

pharmacist 17.12.2012 11:02

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبها د/مسلمة (المشاركة 142291)
سلمت يمينكِ أختي موضوع شيق ومفيد .. جعله الله في ميزان حسناتك

http://www.jr7elzmn.com/jr7tiny/imag...7456279518.gif
اقتباس:

أسأل الله أن ينفع بما تكتبين
http://files.fatakat.com/2010/6/1277851934.gif

pharmacist 18.12.2012 20:29

لا تُبـالِ

جلس رجل في زاوية المطعم وبيده ورقة وقلم

الــعـجوز، ظَـنّْ أنه يكتب رسالة لأمه
المراهق، ظَـنَّ أنه يكتب رسالة لزوجته
الطفل، ظَـنّْ أنه يرسم
التاجر، ظَـنّْ أنه يدبر صفقة
الموظف، ظَـنّْ أنه يحصى ديونه

كل شخص يفسر تصرفات الآخرين من "زاوية اهتماماته "
وكل شخص يرى الناس "بعين طبعه" فلا تُبـالِ

افعل ما أنت مقتنع به، لأنك لن تسلم من كلام الناس في جميع الأحوال !!

منقول

pharmacist 20.12.2012 21:27

ناقصات عقل ودين

يقول :

اليومَ عقدُ زواجي.

يمثل لي هذا اليوم حدًّا فاصلاً.

أشعر بالرهبة.

اليوم سيقتَحم حياتي كائنٌ من نوع آخر.

نوع غريب بالنسبة لي.

نوع لا أعرِف عنه شيئًا.

لكني أعرفُ أنه نوعٌ كالقوارير.

رقيقٌ وهشٌّ.

يحتاج إلى نوعٍ آخر مِن المعاملة.

لن أستطيع أن أمزَح معه بخشونةٍ كما أمزح مع أصدقائي،

ولن أتمكن من معاملته بالطريقة العملية التي أعامِل بها زملائي.

كائنٌ رقيقٌ، سيملأ حياتي بهجةً، فقط إذا استطَعْت معاملته كما يجب.

ولِمَ لا؟! الأمر بسيط.

بتطبيق ما أمر به النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((رفقًا بالقوارير)).

قطع وصولي إلى المسجد حبلَ أفكاري.

متوترٌ أنا حقًّا، مما زاد توتري: أنه لم يأتِ الشيخ الذي اتَّفَقْت معه على خُطبة العقد.

أنا في وَرْطَةٍ حقًّا.

لكن الحمد لله.

حضر صديقي، أحدُ طلاب العلم.

نَعَم، أنا أيضًا طالبُ علم، لكن لا تتوقع مني أن أخطُب خُطبة نكاحي.

فذهني شاردٌ جدًّا.

https://lh6.googleusercontent.com/-H...23ef811c14.png

واجه صديقي المدعوِّين، وبدأ:

"إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومِن سيئات أعمالنا،
مَن يهده الله تعالى فلا مضلَّ له، ومَن يضلل فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأن محمدًا عبده ورسوله.

إخوتي في الله:

نبارك لأخينا العزيز؛ ((بارك الله لكما، وبارك عليكما، وجمع بينكما في خير)).
وأزيد على هذا الدعاء: والعقبى لك في الثانية والثالثة.
طبعًا، كان اللهُ في عون الأخ الفاضل؛ فالنساء ناقصاتُ عقلٍ ودينٍ، وكل رجل متزوِّج يعلم:
كم نعاني من عقولهن الناقصة وسفاهتهن... "؛ كان يتحدَّث بصيغة استهزاء، استنكرتُها جدًّا، وتعجَّبت منها.

أكمَلَ الصَّدِيقُ: "ونذكِّرُك - أخانا - لكي تستريح من هذا العقل المعوج أن تعلق السوط، وأزيدك في النُّصْح: استخدِمْه؛
فالمرأة خلقت من ضلع أعوج؛ فهي ناقصة عَقْل ومعوجة الخلق، فلا بد من تأديبها وتقويمها؛ لكيلا تنفلِت،
فزوجتك - يا صديقي - مجرَّد مملوكة، نَعَم، مملوكة للرجل، فاحذر ثم احذر أن تلبِّيَ لها رغباتها على حساب دينك وعقلك الراجح،
فمهما كان مبلغ علمها فهي ناقصة، وهل للمملوك شيءٌ عند سيده؟!
وعادَةً، فكل رغباتها سفيهَة مِثْلها، واحرِص - إن شاوَرْتَها - أن تخالف ما تشير به عليك؛ فإن في مشورتها الخطأ حتمًا.

ولاحظ ما جاء في الحديث: ((إذا خرجت المرأة استشرفها الشيطان))؛ فهي في الفتنة كالشيطان الرجيم - نعوذ بالله - بل
إن كيد الشيطان ضعيف، وكيدهن عظيم؛ فالشيطان تلميذٌ في مدرستهن.

فاحبسها في بيتك، لا تخرُج منه إلا لضرورة قصوى، ويُستحسَن ألا تخرج إلا للقَبْر... ".

استمرت الخطبة على هذا المنوال.

الحقيقة كنت مذهولاً مما أسمع.

كنت أتمنى ألا تكون زوجتي قد سَمِعَت هذا الكلام المستفِزَّ.

كم يسيئُنِي أن يستخدم الإنسان آياتِ الله وأحاديثَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سياقٍ؛
ليثبت به معنى لم يرِدْه الله ولا رسوله!

https://lh6.googleusercontent.com/-H...23ef811c14.png

حقٌّ يُراد به باطل

عزمت على التحدُّث مع صديقي غدًا، وبعد العقد ذهبت إلى بيت أهل زوجتي لتناول العشاء عندهم،
وحاولت قدر جهدي أن أُفهِم زوجتي الرقيقة أن هذا الكلام ليس رأيي، وأنني سأناقش هذا الصديق غدًا،
وسَعِدْت جدًّا عندما وجدت أن النساء لم تَسمَع شيئًا من الخطبة لعطل في السمَّاعات!!

ذهبت في اليوم التالي لمقابلة صديقي؛ فاسمع مني ما دار بيننا:

بدأته بالسلام والتحية، وتبسَّمْت في وجهه، وأنا أحضِّر في ذهني الكلمات التي سأقولها.

ابتسم، وقال لي: ها، ما الأخبار؟ هل رأيت النساء وعقولهن؟

قلت له، وأنا أضبط كلماتي: صديقي الحبيب، ألم تسمع قول الله تعالي:

{لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ} [الحجرات: 11].

نظر لي في تعجُّب: ومِمَّن أسخر؟!

قلت: تسخَر من النساء عامَّة، وتستهزئ بزوجتي خاصَّةً بعبارتك السابقة رغم أنك لا تعرفها أصلاً.

قال مستنكرًا: عجبًا، أنا أردِّد قول النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا أتحدَّث عن زوجتك بعينها.

قلت له: أعلم أنك لا تقصد أن تغتاب زوجتي، لكن عبارتك استهزاءٌ بها؛ فأنا لم أتزوَّج أمس سوى واحدةٍ معيَّنةٍ،
فعلي من يؤول الكلام؟ وبِغَضِّ النظر عن هذا سأَسْأَلُك سؤالاً.

قال متبرِّمًا: تفضَّل.

قلت: ألم تقرأ تفسير الحديث من قبل؟ هل النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إن النساء ناقصات عقل ودين))
في سياق استهانةٍ وتنقُّصٍ واستهزاء أو ماذا؟

قال في حيرة: لا أذكر سياق الحديث، لكن ليس من خلق النبي - صلى الله عليه وسلم - الاستهزاء بأحد.

قلت له: اسمع السياق؛ فقد قضيت ليلتي أبحث في الأحاديث التي سقتَها في خطبة نكاحي،
وتعجبت من استخدامك هذا الأسلوبَ الَّذِي امتلأ بالاستهزاء والسخرية والتنقُّصِ والمهانة لجنس النساء.
الحديث يقول:

حَدَّثَنَا ‏سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ ‏قَالَ: أَخْبَرَنَا ‏مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ‏قَالَ:
أَخْبَرَنِي ‏زَيْدٌ - هُوَ ابْنُ أَسْلَمَ - ‏عَنْ ‏عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، ‏عَنْ ‏أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ‏قَالَ:
خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ - ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ‏فِي أَضْحَى أَوْ فِطْرٍ إِلَى الْمُصَلَّى، فَمَرَّ عَلَى النِّسَاءِ، فَقَالَ:
((يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ، ‏تَصَدَّقْنَ فَإِنِّي ‏أُرِيتُكُنَّ ‏أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ))، فَقُلْنَ: وَبِمَ، يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ:
((تُكْثِرْنَ ‏اللَّعْنَ، ‏وَتَكْفُرْنَ ‏الْعَشِيرَ، ‏مَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَذْهَبَ ‏لِلُبِّ ‏الرَّجُلِ الْحَازِمِ مِنْ إِحْدَاكُنَّ))،
قُلْنَ: وَمَا نُقْصَانُ دِينِنَا وَعَقْلِنَا، يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: ((أَلَيْسَ شَهَادَةُ الْمَرْأَةِ مِثْلَ نِصْفِ شَهَادَةِ الرَّجُلِ؟))
قُلْنَ: بَلَى، قَالَ: ((فَذَلِكِ مِنْ نُقْصَانِ عَقْلِهَا، أَلَيْسَ إِذَا حَاضَتْ لَمْ تُصَلِّ، وَلَمْ تَصُمْ؟))
قُلْنَ: بَلَى، قَالَ: ((فَذَلِكِ مِنْ نُقْصَانِ دِينِهَا))؛ متفق عليه.


فهل هذا السياق: ((‏مَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَذْهَبَ ‏لِلُبِّ ‏الرَّجُلِ الْحَازِمِ مِنْكُنَّ)) مشعر بالتنقُّص أو السخرية؟

قال في حرج: لا، لكنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - صرح بأن النساء ناقصاتُ العقل والدين.

قلت له: وما نقصان العقل والدين؟ هل هذا يعني: أن الرجال أكثر ذكاء من النساء؟
هل يعني هذا: أن النساء كلهن سفيهاتٌ تافهاتٌ؟ هل يعني هذا: أن الرجال أفضل من النساء على الإطلاق؟

قال في حرج: اسمع - يا صديقي - أنا لا أحب الاختلاف معك؛ فأنا أحترمك جدًّا، وأقدِّرُك،
لكني أشعر أنك جانبت الصواب هذه المرَّة، فمَعلوم أن النساء أقل شأنًا من الرجال،
وأنَّهُن أقل عقلاً من الرجال، وأنَّهُن نشَأن في الحلية ولا يصلحن للأعمال الشاقَّة.

https://lh6.googleusercontent.com/-H...23ef811c14.png

قلت له: اسمع أنت - يا صديقي -:

أولاً: لا بد ألاَّ نخلِط الألفاظ الصحيحة والخاطئة؛ فكلامك فيه حق لكنَّ فيه باطلاً،
ثم ثانيًا: لا بد أن نحدِّد ما هو نقصان العقل عند النساء؟ أهو نقصان الذكاء أم أن النساء سفيهاتٌ مثلاً أم ماذا؟

قال في دهشة كمَن يقرر مسألة بدهيَّة: نَعَم، هن أقل شأنًا وذكاءً، وهن سفيهاتٌ.

قلت له: طبعًا، لن أطالبَك بالدليل، فواضح أنك ستشير إلى الحديث السابق، لكن لتَفْهَم المدلول أجِبْ عن هذا السؤال.

أيُّهُما أعقَلُ: بلقيس ملكة سبأ في قولها للملأ:

{إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ} [النمل: 34]،

وإرسالها الهدية لسليمان لتقَصِّي خبره ومعرفة أمره، أم الملأ - وفيهم رجالٌ قطعًا إن لم يكن كلهم من الرجال -
عندما تفاخروا بقوَّتِهم وأبدوا استعدادًا للحرب دون معرفة قوَّة الخصم؟

أيُّهما أعقل: بلقيس لما أسلمت لله لما ظهر لها الحق أم صناديد قريش الذين أصرُّوا على الكفر؟

أيُّهما أعقل: الصحابيات المسلمات أم صناديد قريش؟

قال: أنا لا أقول: إن كل النساء سفيهاتٌ أو أقل عقلاً من كل الرجالِ، أنا أتحدَّث عن المجمل،
وبالتأكيد هناك في النساء مَن هن أعقل من نوعٍ معينٍ مِن الرِّجال.

قلتُ له: رغم أنك قلتَ عن كل النساء: إنَّهُن سفيهات وأقل ذكاءً وشأنًا من الرجال، لكني سأغض الطرف عن هذا،
وأقول: إنك لم تقله، لكن بعد قولك الذي يُعَدُّ نقطةَ اتفاق، سأعيدُ السؤال: ما معنى أن النساء أقل عقلاً؟
هل هو الذكاء أم الشأن أم ماذا؟

سَكَتَ لحظة، وقال في ارتباك: لا أفهم قصدك.

قلت له: لا بأسَ، سأجيب أنا:
إن نقصان العقل عند المرأة هو: أن النساء عادةً - وليس كلهن - عند التفكير في أمر
يَنْظُرْن له من زاوية عاطفية مرجَّحة عندها على الزاوية العقلية.

فمثلاً: لو أن أمًّا ترى ابنها سيَتَألم لو أخذ دواءً أو حقنًا أو تمت له عملية جراحية ما - فستراها تندفع بعاطفتها
لتمنع عنه الألم والأذى القريب، وتُلْقِي وراء ظهرها المصلحة الراجِحَة في هذا الألم، في حين أن الرجل
عادةً - وليس كل الرجال أيضًا - يتحامل على عواطفه في مقابل الراحة البعيدة.

هكذا تجد أن المرأة بطَبعِها غالبًا تغُلِّب الناحية العاطفيَّة على الناحيَّة الحسابيَّة البحتة،
ويغضبها أمور قد لا تُلْق لها أنت بالاً، كما تُسعِدُها أيضًا أمورٌ لا تُلْق لها أنت بالاً بحساباتك المنطقيَّة.

والعاقلة من النساء من تُقاوِم هذه العاطفة الجامحة وغير العاقلة من أن تنساق فيها إلى نهايتها،
وكلتاهما أنقَصُ في المقاومة والنظر من هذه الزاوية من الرجال في المجمَل، وليس على التفصيل.

وفي الواقع هذا يؤهِّل النساء أن يكنَّ أكثر ذكاءً عاطفيًّا من الرجال؛ فيجدن أمورًا بِطبعِهن وفطرتهن
لا يستطيعها الرجل بطبعه وفطرته؛ فنقصان عقل المرأة ليس معناه انتقاصَها، أو أنها غبِيَّة ومعوَجَّة وسفيهة، أو أقل شأنًا،
فقد نشأت أغلَبُ النساء في الحلية ولم يُجْبَلْنَ على الشقاء، نَعَم، لكن هذه الجِبِلَّة هي الأنسب للإنسانية والحياة الأسرية،
فلا بد من قائد ورعية.

ونقصان عقلها بوجه عام يمنع مجمل النساء - أو على وجه الدقة أغلب النساء - من مباشرة أعمال معينة،
وإن كان بعضهن قد يقُمْن بنفس العمل بجَودَة مساوية أو أكثر من الرجال.

https://lh6.googleusercontent.com/-H...23ef811c14.png

والحقيقة أن الكمال عند كل نوع يختلف، فَضَعْف المرأة ودموعها - مثلاً - كمالٌ، وخشونتها وغلظتها ضعف.
والعكس تمامًا عند الرجال؛ وانظر إلى قول النبي - صلى الله عليه وسلم -:

((كمل من الرجال كثيرون، ولم يكمل من النساء إلا أربع))؛

تفهم أن للمرأة كمالاً مطلوبًا، وللرجل كمالٌ مطلوبٌ، ولم تبلغ امرأة الكمال المطلوب منها إلا أربع من النساء،
وبلغ كثيرٌ من الرجال الكمالَ المطلوبَ منهم، وليس هذا تفضيلاً؛ بل حكاية عن أمرٍ واقعٍ،
فعدد الأنبياء وحواريهم وكبار الصحابة مثلاً أكثَر من أربع، وهذا منطقيٌّ جدًّا،
فامرأة تُصَلِّي، وطفل أو أكثر يصرخ في أذنها، ويجذبها من ملابسها، ويبُول على موضِع سجودها،
أنَّى لمثل هذه أن تكمُل إلا بشق الأنفس؟!

فنقصان عقل المرأة كمالٌ لها في بيتها، هو كمال خِلْقِيٌّ فِطْري، كما أنه تكليفٌ للرجل بمراعاة هذا،
وحق لكل امرأة أن تفخر بنقصان عقلها؛ فليس هذا انتقاص لها أو تقليل من شأنها، فالذي خلقها هو الذي قدَّر هذا النقص؛
ليكون في حقيقته كمالاً للحياة الأسرية ولها كامرأة، ومثل هذا مثل ضعف بدنها بالنسبة للرجل،
إذا برز للنساء عضلات مثل عضلات الرجال: هل ستفرح المرأة بهذا أو تَعُدُّه نقصًا حقيقيًّا ودمامةً وتشويهًا لبدنها؟
هل ستعد أنت هذا كمالاً للمرأة أو تعُدُّه منظرًا مشوهًا؟ هل ضَعْفُ بدن المرأة بالنسبة للرجل مدعاةٌ للاستهزاء بها
والسخرية منها أو هو في حقيقته كمالٌ؟

إن الحياة ستصير غاية في الجفاف والجفاء، لو كان كلا العقلين يفكران بالطريقة العملية العقلية البحتة،
التي تميِّز ما نطلق عليه بوجه عام: "عقلٌ كاملٌ"؛ بل قد يكون التفكير بهذه الطريقة في بعض الأحيان قسوةً
في غير محلِّها، ومذمومة ومرفوضة.

ولو نَظرت إلى حقيقة تفكير ملكة سبأ، فإن عدم اندفاعها للحرب نبع عن تفكيرها العاطفي، وهو أنها لا تعرف قوَّة الخصم،
فخافت من المجهول، ورأت بعاطفتها فساد قريتها، وتألم أهلها بهذا الإفساد، حتى لو انتصرت على العدو
فقد عرَّضت أمَّتَها وشعبها للألم وأنهكت قوتها المادية والمعنوية، فكانت بتفكيرها العاطفي أعقل من الملأ.

واندفاع الرجال من الملأ في الحرب نبع من تفكيرهم الحسابي البحت: نحن أولو قوَّة وأولو بأس شديد،
فحسابهم قوتهم وشعورهم أنهم أفضل وأنهم يرون الانتصار قريبًا، ولو تألَّمُوا.

فكان تفكير الملكة في هذا الموضع بطريقتها العاطفيَّة ممدُوحًا وأنفَع لها، خاصَّةً وأنَّ خَصْمَها كان في حقيقة الأمر
نبيٌّ من أنبياء الله، ولو فرضنا أنها أكثر منه قوَّة في الدنيا فسينتصر بأمر الله في الدنيا وفي الآخرة،
فنفعها نقصانُ عقلها الذي هو تغليبُ عواطفها في هذا الموقف بالذات.

لكن بوجه عام إذا وليت امرأة أمرَ المسلمين، وحكمت بهذه الطريقة المغرقة في العاطفة - عطَّلت مصالح شرعيَّة كثيرة.

أيَبدُو لك في كلامي هذا خطأٌ؟

قال: لا.

قلت: إذًا هل هذا يدل على أن النساء أقل شأنًا من الرجال؟

قال متعجِّبًا:

كلامُك يدل على أنهن لسن أقل ذكاءً ولا أقل حكمةً، بل إنهن يتمتَّعْن بنقصان عقل لصلاح المجتمع،
وأن هذا النقص يعني الاندفاع في التفكير العاطفي، وتغليبه على التفكير العقلي العملي الحسابي المادي البحت.


https://lh6.googleusercontent.com/-H...23ef811c14.png

لكن لو لم تكن أقل شأنًا، فلماذا فضَّل الله الرجل بالقوامة؟

قلت: أصلَحَك الله - يا صديقي - إن قوامة الرجل ليست تشريفًا له، إنما هو تكليف بمراعاة البيت، وسيُسأل عنه يوم القيامة؛
فكونك مكلَّف بأمر زائد عن المرأة ليس أمرًا مُفرِحًا بالتأكيد! يبدو لي هذا كأن يَفرَح أحدهم بأنه وليُّ أمرِ قطرٍ ما من الأقطار،
ولا يدري المسكين أنه مسؤول من الأمير، ومن الله - عز وجل - أيضًا عما ولاه من أمر المسلمين،
فيفرح فرحًا قريبًا يجعله يتطاول ويتمادى في الغيِّ، ثم عند الحساب يبكي ويلطم خدَّيْه، ويقول: يا ليتني، ما وُلِّيتُ.

ثم هل الرعية أقل شأنًا من الحاكم أو أنهما أمام الله سواءٌ؟ فقط أحدهما ولي مسؤوليةً يحاسَب عليها.

وقد ذكر الله تعالى أن هذه القوامة لتفضيل في الخلق ولأمر أخر، وهو وجوبُ إنفاق الرجل على البيت.

فلو نظرنا للأمر من زاوية أخري، لقُلنا: إن المرأة في الشرع الإسلامي كملكة في إمبراطورية،
يحكمها ملك مطالب بتلبية رغباتها ومراعاة شؤونها على ما اعتَادَت عليه في بيت أبيها والعرف.

واللهِ، إن النساء في الإسلام يُحْسَدْنَ على ما لهن من حقوق؛ فهي قد رُفِع عنها تكليف بالرعاية الكاملة للبيت،
وهذا يعني بالتالي أنها لن تحاسَب على ما يفعله الزوج، فأُسقِط عنها تكليفٌ وحساب وأُلقِيا على عاتق الرجل.


وراعى الدين طبيعتها العاطفية، فلم يكلفها بما لا تطيق، بل كلف الرجل بمراعاة هذا.

فتجد النبي - صلى الله عليه وسلم - يأمر بالرفق بهن ومراعاتهن، وحفظ حقوقهن.

وتجده يأمر بالاستمتاع بالمرأة على عِوَجِها العاطفي بالنسبة لمنطق الرجل المادي،
ويأمر بعدم محاولة تقويم هذا العوج، مما يعني أنه عوج ممدوح لإقامة البيت المسلم.

ويأمر بملاطفة الزوجات ويوصي بالنساء خيرًا، ويَنهَى عن ضربهن... إلخ،
كل تلك الأحاديث والآيات التي تنظم علاقة الرجل بالمرأة في المجتمع.

وتخيَّل لو كان كلٌّ من المرأة والرجل يفكر بطريقة مادية بحتة: كيف تستقيم الحياة؟

كان صديقي ينصت لي مصغيًا.

سكتُّ لحظة، فقال: أكمل؛ أنا معك.

https://lh6.googleusercontent.com/-H...23ef811c14.png

أكملت قائلاً: انظر إلى المثل الذي ضربه النبي - صلى الله عليه وسلم - على نقصان عقل المرأة،
إن شهادة الواحد من الرجال بشهادة اثنين من النساء، والتعليل في الآية:

{أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى} [البقرة: 282]،


لأن طبيعة المرأة الحيضُ ثم الحَمل والولادة، وهذه الأمور تجعل ذاكرة المرأة للأحداث التي لا تتعلق مباشرة بمحيط اهتمامها ضعيفة،
فتجد المرأة لها ذاكرة قوية جدًّا في الملبس والمأكل؛ لأنهما مهنتها اليومية، وتجدها فيما لها وما عليها من مال حاضرة الذهن.

أما دَين لا يخصها في شيءٍ ولا علاقة لها به، فقلة ضبطها فيه واردة جدًّا، ومثل ذلك ترديد بعض العلماء أن علم الحديث
هو علم الرجال. لماذا؟ لأن الرجل بطبيعته الفطرية أضبط في حفظ الأسماء والأسانيد، وكل ما يتعلق بعلوم الحديث،
أما النساء، فهن أقل ضبطًا في ذلك كله.

ولكن قد تجد من النساء مَنْ فرَّغت نفسها للعلم، فنالت منه حظًّا لم ينله غيرها من الرجال،
لكن دفعت ثمن ذلك غاليًا من أمومتها واستقرارها في بيت الزوجية.

سَكَتُّ لأتَمَالك أعصابي وأنفاسي، ثم أردفت:
في عصر الصحابة لم نسمع أنهم تحدثوا عن المرأة باعتبارها كائنًا أنقصَ، كانوا يعرفون العيوب التي سماها
النبي - صلى الله عليه وسلم - ويتعاملون بمقتضاها، فهم يعرفون أنها أضعف من الرجال جسمانيًّا ونفسيًّا فترفقوا بها.

حتى منع النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - الحادي - من الحُدَاء - خشية أن تسرع الجمال فتتأذى القوارير
على أحد تفسيرَي الحديث.

ومما يدل على أن الشرع إنما ذكر عيوب المرأة ونقصان عقلها، الذي هو تغليب عواطفها عن التحكيم المادي البحت؛
لتكون أصلاً في الأحكام - ما ذهب إليه الكثير من الفقهاء بجواز قطع الصلاة النافلة، إذا نادت الأم على المصلِّي،
وعدم جوازها إذا نادى الأب على الابن، فليس ذكر نقصان عقلها سببًا في الاستهزاء بها والتنقص منها؛
بل أصلاً ينبني عليه العديد من الأحكام الشرعية، سواء بالنص أو بالاجتهاد،
ويجب مراعاته وفي نفس الوقت هو تنبيه للمرأة حتى تحسن التعامل مع كِيانها.

قال صديقي ضاحكًا: ها أنت قد سَمَّيْتَها عيوبًا.

قلت له: صديقي العزيز، إذا كان لديك جهازٌ يعمل في البلاد الباردة بجودَة، لكن إذا احتجت لتشغيله في بلدٍ حارَّةٍ مثلاً
تضطر إلى إنقاص قطعة ما منه، هذا يُسمَّى عيب من باب أن الجهاز نقص قطعة، لكن لو لم تحذف هذه القطعة
لما كان الجهاز مناسبًا لك أنت في بلدك الحارَّة.

قال في لطف: نعم، نعم، فهمت، أنا فقط أمازحُك، أكمِلْ.

قلت: على الصعيد الثاني، تتأثر المرأة بالوعظ وتخشَع أكثر من الرجل لطبيعتها العاطفية.

أضف إلى هذا كله: أن طبيعة الرجل، واختلاطه بالمجتمع العملي، وانخراطه فيه، في حين أن المرأة عادة تراعي شؤون
عدد معين من الأفراد - أسرتها - بالإضافة إلى طبيعته الجسمانية المختلفة عن النساء - كلُّ هذا يولِّد عنده طبائع
وإدراكًا معينًا مختلفًا عن إدراك النساء.

إذًا أنت ترى أن نُقصَان عقل النساء بالنسبة للرِّجال... لا علاقة له لا بذكاء، ولا بسفاهة، ولا بقلة الشأن؛
بل المقصود اتخاذ القرار الصائب الحازم في الوقت المناسب،
وتغليب الناحية المادية العقلية على الناحية العاطفية في الوقت المناسب.


قال: أوضِح أكثر.

قلت: بالمثال يتَّضح المقال، عندما ترفض أنت ذهاب أولادك للحضانة في سنٍّ مبكِّرٍ، يكون رفضك بسبب ماذا؟
سبب عقلي، تخشى فسادًا معينًا، تخشى أمراضًا مثلاً.

أما رفض المرأة، فيكون غالبًا بسبب عاطفيٍّ: "سأفتقد الأولاد"، ولو لم تصرح به، فهو هناك في ركنٍ مظلمٍ من عقلها،
ولولا هذه العاطفةُ، لأُلْقِيَ الأطفال في الشوارع.

مثال آخر: عندما يكون طفلك بحاجة لعملية جراحية، الرجل يتخذ القرار في وقت قصير،
أما المرأة فرغم علمها أن القرار الصائب هو الموافقة، لكن تحتاج لدعم عاطفيٍّ كبير وتهدئة نفسية لتوافق،
فقرار المرأة الصائب هاهنا قد لا يأتي في الوقت المناسب احتاجت وقتًا لتقاوم طبيعتها العاطفية.

https://lh6.googleusercontent.com/-H...23ef811c14.png

والمسألة في النساء درجات طبعًا، لكن هذا على الغالب؛ فمن النساء مَن تَزِن ألف رجل ممن انْسَاق خلف عواطفه وشهواته،
وهو يرى الحق ويعرفه، وهذا مُشاهَد، ولهذا تفرَّع عن تلك المسألة النهي عن إمارة وقضاء المرأة؛
لأن الغالب على النساء تغليب العاطفة، أو احتياج وقت للتغلب عليها، فليس هناك داع لمغامرة غير مأمونة العواقب
بالسماح بتوليتها هذه المناصب، ثم يتَّضِح أنها لم تتغلَّب على تلك الطبيعة العاطفية بما يكفي لتوليتها المنصب.

فحتى المرأة التي تُغالِب طبيعتها تعود فتغلبها تلك الطبيعة العاطفية، والطبع يغلب التطبُّع،
وأكرر أن طبيعتها هذه كمالٌ لها في كثير من المواقف، ومحمودة ومرغوبة، وهي سبب استقرار وسعادة الأسَرِ.

فكما يقال: إن المركب التي لها قبطانانِ تغرق ولا بد.

لكن لا تجد نهيًا عن أن تُفتِي أو تطبِّب مثلاً؛ لأن هذا يحتاج إلى حنكة وعلم وذكاء وخبرات يمكن للمرأة اكتسابها ببساطة؛
لأنها مؤهلة لذلك، ولن تمنَعها طبيعتها العاطفية من اكتسابها.

ومَن كانت من النساء ذات طبيعة حساسة أو مرهفَة تجدها من تلقاء نفسها تَبتَعِد عن المجالات التي لا تناسبها مثل الطب،
وهذا مشاهد كما أنه مشاهدٌ أن النساء طبيبات ماهرات؛ بل إن التوليد عملية صعبة، ورغم هذا طوال عمرنا نعرف أن هذا عمل النساء،
ألا إن من تتفوق في هذه المجالات تجدها تدفع الثمن غالبًا أيضًا من استقرار بيتها أو أمومتها،
ومنهنَّ من تَنجَح في الموازنة بالكاد، ولو أن كلَّ امرأة لم تتزوَّج صَرَفَت هَمَّها في علم من العلوم النافعة -
لرأيتَ منها نجاحًا لا رَيبَ فيه.

قال - وهو يَمُطُّ شفتَيهِ -: نَعَم، كلامٌ منطقيٌّ، لكن الطبيب الرجل غالبًا ما يكون أمهَرَ من النساء.

قلت: هذا الكلام لا علاقة له بنقصان عقلها أو عدمه أصلاً، فمن تتفوق، تتفوق لأنها تفرَّغَت للعلم، ومن لا تتفوق،
فلأنها فضلت بيتها على العلم والمهنة، فهل كون المرأة تفضِّل بيتها ومشقة العمل فيه على المهنة والعلم - داعٍ للاستهزاء منها،
أو داعٍ لشكرها وتقديرها والامتنان لفعلها؟ ولو استمر كل رجل على منوالِكَ، لعزفت النساء عن الزواج، أو أهْمَلْن البيوت؛
لِيُثْبِتْنَ للرجال أنهن جديرات بالاحترام، وأنهن لَسْنَ أقلَّ قدرةً على العلم والتعلم والاشتغال بالمِهَن.

فَكَثْرَة الرجال المَهَرَة في هذه المجالات؛ لأن الطبيعي أن يكون للرجل مِهنَة، فهي شُغلُه الشاغل،
أما النساء فالبيت شغلها الشاغل الذي يلتهم عُمرَها وجهدها، وهي سعيدةٌ بهذا.

أما كونك تربط كثرة الرجال المهرة في المهن بنقصان عقل المرأة، فخطأٌ ظاهرٌ، والدليل:
أن النساء في المدارس والكليات غالبًا ما يتفوَّقْن بل قد يَفُقْنَ الرجال.

قال متأففًا: لكن أنا لا أثق في عقولِهن، ولا أسلم نفسي لطبيبة.

قلت له: حقًّا؟! ومن طلب منك أن تذهب لطبيبة امرأة؟ يَحدُث هذا عندما تعدم الرجال درءًا للفِتنَة، لكن حسنًا،
أتترك زوجتك تذهب لطبيب النساء والتوليد أو الأسنان مثلاً؟ أم إنك تظل تبحث وتتحرى عن طبيبة ماهرةٍ
تتولى أمرها، ولو كان الأمر قهريًّا؟

قال في ارتباك: أأ، أعني، أقصد، لا.

زفر بقوَّةٍ ثم قال: حسنًا أعتَرِف: سأتحرى عن أمهر طبيبةٍ مِن النساء.

ثم أرْدَف محرجًا: أنا اقتَنَعْتُ، فقط أنا أُمَازِحُك أكمِلْ، يا عزيزي.

https://lh6.googleusercontent.com/-H...23ef811c14.png

قلت: ثم هل جاء الإسلام بانتقاص النساء، والحثِّ على قهرهن وإهانتهن؟

ألم ترَ كيف كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعامل زوجاته ويُدَلِّلُهن ويرفق بهن؟

ألم تَرَ أن السيدة عائشة كانت تفتي والصحابة حضور، ولم ينكر عليها أحدهم بدعوى أنها امرأة ناقصة؟
بل كانت تخالف الصحابة في فتاواهم، ولم يتهمها أحد أنها تخالفهم لنقصٍ فيها،
ولم يشر أحدهم لهذا ليثبت أن كلامَه أصوَب من كلامها.

وانظر إلى أخذ النبي - صلى الله عليه وسلم - بنصيحةِ أم سلمة يوم الحديبِية،
هل هذا فعلٌ يَدُل على أنه ينتقص النساء؟ ألا يدل مجرَّد استشارته لها ثم العمل بنصيحتها على كونها عاقلةً وتستحق الاحترام؟
وهذا طبعًا خلاف كلماتك التي ذكرتها من مشاورة النساء ومخالفتهن.

قال صديقي: كلام جميل وموزون، يبدو أنني سأعيد التفكير في منطقي هذا. هيا أكمل: ما الذي تنتقده عليَّ أيضًا في الخطبة.

قلت ضاحكًا في غيظ مَرِحٍ: خطبتك كانت عجيبة حقًّا!! اعذرني على انتقادي لك بهذه الطريقة،
فقد استفزَزْتَنِي، وأنا أحبك، ولا أحب أن أرى منك عيبًا.

بدأتَ خُطْبتك بالحث على الزواج الثاني والثالث، وما تعلمته منك أنت شخصيًّا قبل العلماء والفقهاء أن الزواج الثاني
له أحكام الزواج الأول: من وجوب، وحرمة، واستحباب، وإباحة؛ إذ هو ليس فرضًا على إطلاقه.
وكذلك فإن لكل مقام مقالاً، ويجب مراعاة مقتضى الحال؛ فهل يليق في يوم عقد نكاح امرأة بكر أن تتحدث عن الزواج الثاني؟
وخاصة أن هذا يوم فَرَح لتلك المرأة التي اخترتُها زوجةً لي، فهل يليق أن تستفزَّ مشاعر الغَيْرَة في يوم فرحها بهذا الدعاء؟

قال في أسف: أنت محق في هذه.


قلت له: أتعرف أين الخلل في علاقة الرجل بالمرأة؟

قال في فضول: ما هو؟

قلت: إننا نقارن بينهما من زاوية غير صحيحة. الحقيقة أنني لم أجد حديثًا أو آيةً فيها مقارنة بين الرجال والنساء
بالصورة التي نفعلها؛ لأن الله تعالى خلق الرجل وأمره بأمورٍ، وخلق المرأة وأمرها بأمورٍ،
وكل من الأمر الموجه إلى هذا أو تلك مناسب تمامًا لما جبل الله عليه كلاًّ منهما، من الناحية النفسية والعضوية.

فأنت يمكنك أن تقارن بين رقم ورقم باعتباره رقمًا، أو حرف وحرف باعتباره حرفًا، لكن أن تقارن بين رقم وحرف،
فهذا لا يكون على سبيل المساواة؛ بل على سبيل التكامل؛ فأنت تحتاج للحروف كما تحتاج للأرقام.

فليس من العقل أن نقول: إن الحروف أفضل من الأرقام على الإطلاق أو العكس.

هذه مقارنة غير عادلة؛ ولهذا قال تعالي:

{مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً} [النحل: 97].

قال صديقي: لكن في آية القوامة قال تعالي:

{بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ} [النساء: 34].

قلت: نعم،

القوامة جُعِلت للرجل؛ لأن الله تعالى فضَّل الرجال على النساء بعدَّة أمور منها: العقل المنطقي، وقوة البدن.

ولاحظ اللفظ: {بما فضل الله به} يعني:
أن هناك أمورًا معينةً فضَّل الله بها الرجال على النساء، جعلت الرجال مناسبين للقوامة أكثَرَ مِن النساء.

وهذا اللفظ مُختَلِف عن أفعَل التَّفْضِيل المطلَق فالله تعالى لم يذكر في الآية أنهم الأفضل على الإطلاق.

ولاحظ أنت سياق قوله تعالى:

{وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ} [النساء: 32].

يعني أن كل منهما فُضِّل بأمور، وما فضل الله به الرجال على النساء من هذه الأمور جعلته أصلح للقوامة،
وتذكر كلامي عن كون القوامة تكليفًا لا تشريفًا.

أطرَقَ الصديق برهةً ثم قال: أكمل - يا صديقي - لا فُضَّ فُوك.

https://lh6.googleusercontent.com/-H...23ef811c14.png

قلت: لهذا فإنه عندما يطالب الغرب بالمساواة بين الرجل والمرأة فهذا ظلم؛
لأن المساواة تعني أن آخُذ من الرجل والمرأة المثل وأعطيهما المثل، وهذا ظلم للرجل في كثير من الأمور،
وظلم للمرأة في كثير من الأمور، والعدل مراعاة مقتضي الحال، دون مقارنة تؤدي لانتقاص أحد الطرفين.

هل تعلم: لماذا استجابت النساء في الدول العربية لدعاة الغرب والتحرير؟

نظر متعجبًا، وقال: لماذا؟

قلت: لأن كثيرًا من الرجال في الدول الإسلامية نحَّوا الإسلام جانبًا، ومنعوا المرأة حقوقها العاطفية والنفسية،
متأوِّلِين ما تأولْتَ أنت من الكتاب والسنة فافتَقَدَت الشعور بالأمان، ثم بدأ الرجل في التفاخر عليها بقوته ويتشدق
بأنه يسلبها حقوقها؛ لأنها ناقصة عقل، ويُكثر من الحديث: أنها مجرد خادمة، لا حَقَّ لها في علم ولا تستطيعه؛
على الرغم من أنه على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يمنع امرأة من العلم على اختلافه،
بل وكان العرب يفخرون بالمرأة العالمة والتي تحفظ من الشعر وتلقيه، وتلك الفصيحة والشجاعة،
وكتب تاريخ العرب والحديث ممتلئة بهذا.

فظنت المسكينة في زمننا هذا أنها لو خرجت لميدان الرجل،
وتحرَّرَت من سيطرته المادية والمعنوية - ستثبت له أنها الأفضل.

وللعلم هذا النوع من الانتقاص سبَّب نفس المشكلة للأهل مع الأولاد، فمحاولة فرض السيطرة غير العادلة
بدعوى النقص في الآخَر، هو نفس المشكلة للمراهقين في بيوت المسلمين؛ فالمرأة كما يقهرها الرجل تقهر هي أولادها،
ولاحظ أنها أكثر احتكاكًا بهم في البيوت، وتلك المشكلة التي لم تظهر إلا في الفترة الأخيرة،
لكن دعنا لا نخرج عن صلب الموضوع.

فالرجل هو الذي أدَّى للمشكلة، وهو السبب في منازعة المرأة له وعنادها، وقد قيل: لا تَتَجَاهلها حتى لا تعاندك،
ولو تصرف الرجل من منطلق القوامة لاختلف الأمر؛ فالقوَّام يحتوي ويحلم ويرفق؛ لأنه يثق أنه قادر على إدارة دفة الأمور.

أما الرجال اليوم فلديهم عقدةُ نقصٍ عجيبةٌ (أسد عليَّ، وفي الحروب نعامةٌ)!!

تخيل عندما يرفق بك مديرك في العمل هذا الرفق هو في الواقع نوع من القوة له وتثبيت لإدراته؛
فأنت حينها تشعر بالأمان، وتحترمه، وتشعر أنه مدير جيد، ولا تحاول أبدًا التعدِّي عليه، عدا الحاقدين طبعًا،
ولكنَّ رفقَه وعدلَه يجعلان من العسير عليهم إسقاطه.

لكن إذا أراد المدير أن يثبت سيطرته بانتقاصك وإهانتك واغتصاب حقوقك أو بعضها -
فإنَّ رَدَّ فِعْلِك لا يُؤمَن سَاعَتَها، ولن يكون محمودًا، ولو صبرت بعض الوقت فهناك نقطة انفجار.

قال مفكرًا: صدقت، أكمل.

https://lh6.googleusercontent.com/-H...23ef811c14.png

قلت: وانظر إلى وصف النبي - صلى الله عليه وسلم - لهن بالقوارير، انظر لهذا اللفظ؛
المرأة مخلوق هشٌّ رقيق أنيق كالقوارير، يحتاج لنوعٍ من اللُّطف والحرص في التعامل.

وانظر إلى حِلم النبي - صلى الله عليه وسلم - بنسائه في مواقف عديدةٍ:
عندما قامَت السيدة عائشة، وغارت وكسرت الإناء: هل قال لأصحابه: انظروا لنقصان عقلها؟ كلاَّ.

هل سخر منها واستهزأ؟ كلاَّ.

هل غضب ورفع صوته، وقال: لا بد أن تعرفي مَن القائد هنا؟ كلاَّ.

بل قال برفقه المعهود: ((غارت أمُّكم)).

انظر إلى تبجيله لها، ذكَّر الصحابة أن هذه أمهم ولو غارت فهي أمهم.

انظر إلى أمره - صلى الله عليه وسلم - الرجال بحسن صحبة الأم، وشدد على هذا؛ بل قدمها على الأب.

توقفت لحظة لأري أثر كلامي في وجهه.

نظر لي، وابتسم، وقال: أكمل أكمل فحديثك شائق؛ لقد نجحت في إثارة فضولي.

قلت: هل تذكر كم صحابيَّة خرجت تقاتل وتذب عن النبي - صلى الله عليه وسلم؟

هل منَعَهن النبي - صلى الله عليه وسلم؟

هل قال لها: ارجعي، لا تقاتلي فأنت ناقصة؟!

هل قال لها: هذا عمل شاقٌّ لا يلائمُك؟!

بل سألها في لطف: ((ما أخرجك؟ ما الذي جعلك تحملين السلاح لتقاتلي؟)).

فلمَّا ردَّت عليه الصحابية: أقاتل دونك، تركها تَفعَل، واليوم نحن نتعجب من شجاعتها وحزمها
وحبها للنبي - صلى الله عليه وسلم.

طبعًا، لو حدث هذا اليوم، لقال لها من يرى نقصان النساء في احتقار:
ارجعي، يا امرأة، فليس هذا المجال لمثلك، إنه مجال الرجال، أما النساء الناقصات فالخدمة في البيوت مكانهن فقط.

كم من امرأةٍ تسمع هذا الكلام من أمثالك فيستفزها، ثم إذا قرأت نفس الأحاديث التي سُقْتَها أنت كأدلة من كتب الحديث،
فإذا هي بردٌ وسلامٌ وأمانٌ على قلبها.

لماذا، يا تُرَى، يستفِز النساءَ كلامُك، ولا يستفزهن كلام النبي - صلى الله عليه وسلم؟

قال وهو يبتسم: لا أدري، لكن لا وجه للمقارنة.

قلت له: لاختلاف السياق والنيّة والرحمة.

قال: وجهة نظر مقبولة.

رفعت رأسي، وقلت: الحمد لله، لكن هناك نقطةً أخرى أحب أن أناقشها معك.

قال: تفضل.

قلت: الصحابي الجليل عبدالله بن عمر - إن لم تَخُنِّي الذاكرة - عندما روى حديث: ((لا تمنعوا إماء الله مساجد الله))،
قال له ابنه: بلى، لنمنعهن. ماذا فعل؟ غضب على ابنه غضبًا شديدًا، على الرغم من أن مقصد الابن أنه سيمنعهن؛
لأنهن خالفن الصورة التي أجاز بها النبي - صلى الله عليه وسلم - لهن الخروج عليها،
لكن الصحابي هاله أن يعارض ابنه لفظ الحديث.

كم رجلاً اليوم يخالف أمرَ النبي - صلى الله عليه وسلم - بقوله وفعله؟

يحرِّم على المرأة ما أحله لها الاسلام؛ بدعوى أنها فتنة وشيطان وسفيهة... إلخ،
هذه الصفات المحقرة لشأن النساء، والتي تستفز المرأة جدًّا وتدفعها أكثر للتمرد.

ويقول هؤلاء الذين يحرمون على النساء الحلال: لو تركنا لهن الحبل على الغارب - رغم أن هذا الغارب هو ما أباحه
الله تعالى - لفعلن وفعلن، ويذكرون أفعالاً مشينة لا تفعلها حرَّة عفيفة بل فقط فاجرة ماجنة، فهل كل النساء فجَّار مُجَّان،
لا رابط لهن ولا ضابط، ولا عفة ولا خشية؟

وهل كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يَجهَل ما يؤدِّي للفتنة فيحرمه؟

أم أننا اليوم أعلَم منه بالفِتَن، فنحرم ما لم يحرمه؟

سكتُّ، فأردَفْتُ:
ثم من يُرِدْ تحريم الحلال على النساء، يُجَمِّلْ في التنقص منهن، ويجعل ذلك سببَ التحريم.

ألم يكن النبي - صلى الله عليه وسلم - يعلم مقدارَ فِتنَتِهِن؛ فيحرم عليهن ما يحرمه هؤلاء؟!

سَكَتَ مُفكِّرًا، ثم قال: نَعَم، كلامُك صحيح، هذا يحدث، وأفهَم ما ترمي إليه وإن لم تقُله، واللبيب بالإشارة يفهَم.

أكمِل: ما الذي لم يعجبك في الخطبة أيضًا؟

https://lh6.googleusercontent.com/-H...23ef811c14.png

قلت - وكأنَّنِي ألقي القاضِيَةَ -: تقول في خطبتك وتَنصَح بضرب النساء؟

ارتبك، واحمرَّ وجهه خجلاً، ولم يرُدَّ.

فقلت له: يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((خيركم خيرُكم لأهله))،
وقال عن الرجال الذين ضربوا زوجاتهن: ((ليسوا أولئك بخياركم)).

واستدللت بقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((خلقت المرأة من ضلع أعوج)) في سياق الذم،
فماذا كان يريد النبي - صلى الله عليه وسلم - بهذا الكلام؟

قال مرتبكًا: اشرح، يا أخي.

قلت: إن الحديث حثَّ على تحمُّل الزوج لزوجته في تمنُّعِها وتدلُّلِها، واندفاعها العاطفي،
والأمر بالاستمتاع بها على ما فيها، وعدم محاولة تغييره؛ بل التعامل معها بمقتضاه واحتماله.

ثم ارتفع صوتي: فتأتِي أنت وتستدل بالحديث على اعوجاج خُلُقِهَا، وتوجب الضرب بمقتضي الحديث!
من أين أتيت بهذا الكلام؟!

سَكَتَ فقلت له: وكل ما سلف نَقرَة، وقولك عن المرأة: إنها مملوكة نَقرَة؛ من أين أتيت بهذه الكلمة؟

قال في حيرة: ألم يقل النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((إن النساء عوانٍ عندكم)).

قلت في غيظ: يا أخي، ألم يقل الله تعالى: {لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ} [النساء: 43]؟

يا أخي، النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((استوصوا بالنساء خيرًا)).

لماذا (خيرًا)؟ لأنهن عوان؛ يعني أن المرأة في بيتك كما هو مشاهد لا تملك حق الخروج من غير إذنك،
ولا تملك التصرف في مالك، كما أنه ليس من حقها الامتناع عن فراشك، وكل هذا بأمر الشرع لها.

فالنبي - صلى الله عليه وسلم - يلين قلوب الرجال على زوجاتهم، ويوصيهم بهن خيرًا؛
فإنهم إن استوصوا بهن خيرًا، أعانوهن على طاعة الله - عز وجل - فيهم، كما أمرهنَّ الله تعالى.

فإن كانت تقيَّة وامتَنَعَت عما هو محرم عليها، وأدت ما عليها - فهي كالعوان، يعني الأسير.

فاستوصِ بها خيرًا لتستمرَّ علي هذا الحال.

فهل هذا السياق مثل سياقك؟

قال في خجل: لا.

https://lh6.googleusercontent.com/-H...23ef811c14.png

قلت: هل تتمنى أن تجد زوجتك - من كثرة ما استفززتها بتحويرك الشرع وألفاظه - تتمرد على أوامر الله،
ثم لا يسعها لتتخلص من تأنيب ضميرها لمخالفتها الشرع أن تطلب الطلاق؟!
فقط لتتخلص من امتلاكك لها بهذه الصورة القهرية، التي رسَمْتَها في خُطْبَتُكَ فِي عَقْدِ نِكاحِي.

ثم ألا تجد أن هناك فرقًا بين مملوكةٍ وعوانٍ؟

النبي - صلي لله عليه وسلم - يتخيَّر ألفاظه، يا أخي، ونَحْن لا نتخير ألفاظنا.

وإلا فما الفرق بين الزوجة والمملوكة، أو ما يسمى بملك اليمين؟

قال في تردُّد: أنا لا أجادلُك؛ لقد فهِمْت قَصدَك، لكن: ألا ترى النبي - صلي لله عليه وسلم - استخدم لفظ التَّملُّك
للمرأة في حديثه عن العقد، فقال: ((ملكتموهن بكلمة الله))؟

قلت له: فرق بين الفعل وبين اسم الفاعل الذي يدل على صفة لازمة.

ثم، يا أخي، استخدم كل لفظ في السياق الذي استخدمه النبي - صلى الله عليه وسلم - وبنفس الاشتقاق؛
فإن كلامه الرفيق الحكيم الذي يُلِين القلوب - مختلفٌ عن كلامك المستفز، وعندما تستخدم كلماته - صلى الله عليه وسلم -
وسياقه احذر من لكنَةٍ ساخرة تفسد الأمر.

سكتُّ ألتقطُ أنفاسي، فقال لي في خجل: لديك حقٌّ في كل ما قلته، غفر الله لي ولك.

قلت له: لا تغضب مني لانفعالي؛ فقد استفزتني طريقتك جدًّا أمسِ.

ثم أردفت في هدوءٍ:

ليت كل من يتحدث عن المرأة من الملتزمين يستخدم لكْنَةَ احترام وتبجيل؛ فالمرأة هي أمك وأختك وزوجتُك وابنتك،
ولو استخدمنا هذه اللكنة في حديثنا عنهن، لوجدنا ردَّ فعل غير متوقَّعٍ من الاستجابة.


ثم أردفت في غيظٍ مرِح: لكِنَّك كدَّرْت الخطبة، وفي يوم عقد نكاحي.

سَكَتَ وَأطْرَقَ... ثم رفع رأسه، وقد شاعت في وجهه ابتسامة رائعة، وقال: لقد استفدت منك اليوم أيما استفادة.

فابتسمت والتقطت أنفاسي، وقلت له بابتسامة ودُودٍ: لا تغضب مني؛
ففعلاً كان كلامك مستفزًّا، ولولا محبتي لك لما صرحت لك بذلك.

قال: لا يمكنني أن أغضب منك - يا صديقي الصدوق - فأنت خيرُ من يذكرني ويردني للحق.

ثم ضحك في ارتباك، وحك رأسه، وقال: لقد علمت الآن: لماذا تعاندني زوجتي دومًا.

https://lh6.googleusercontent.com/-H...23ef811c14.png

منقول


pharmacist 20.12.2012 22:34

زوجان

يقول :

دخلت البيت، مرتَّبة هي زوجتي، لكن هناك العديد من الملاحظات التي تضايقني منها ،
ها هي ذي أقبلَتْ مبتسمة بشوشة، آه كالمعتاد! شعرها مربوط خلف ظهرها، قلتُ لها ألفَ مرة
ألاَّ تربطه خلف ظهرها؛ لن أبتسم في وجهها، راحت تتحدث إليَّ وتتجاذب أطراف الحديث؛
لكني مصرٌّ على عدم الحديث معها، ألقي لها بعض الكلمات الجافة فقط،
لابُد أن تتعلم كيف تتعامل معي.

وضعَتِ الطعام، طعام شهي حقًّا، من النوع الذي أحبه وأشتهيه، سَأَلِينُ لها وأُخبرها أنَّ الطعام جيد،
فزوجتي تُحبني حقًّا، وتُحاول أن ترضيَني؛ لكنها تقصر في أمور، أعلم أنها لا تقصد،
لكن لا بُد أن تتعلَّم طاعتي، لا لن أعترف لها أن الطعام جيد، سأظلُّ على عبوسي.

مرَّ يومان، تُحاول الزوجة أن تتجاهل ضيقَ زوجها تارة، وتارة تسأله عن سبب ضيقه، فينفي في برود،
تحدِّثه وتضحك وتتصل به في عمله، تكلِّمه تحكي له تستشيره... والزوج مصمِّم على الخصام!

في النهاية سألته: أنا أثق أنَّ هناك شيئًا جعلك مُستاءً مني بهذه الطريقة؛ لكني لا أعرف ما هو،
أرجوك أخبرني! وبكَتِ الزوجةُ.

http://forum.toleen.com/uploaded1/12...1211489094.gif

هنا، وهنا فقط قرَّر الزَّوج أن يتحدَّث، قال لها: لقد حذَّرتكِ ألف مرة من أن تربطي شعرك خلف رأسك؛
ولكنَّك أصررت. نظرتْ له الزوجةُ غير مصدقة، قالت: هل كل هذا النكد والخصام والضيق في البيت
من أجل هذا السبب التافه؟!

ثار الزوج وأرعد وأبرق: تافه؟! أنا تافه؟ ورأيي تافه؟ ما هذا الكلام؟!

أهذا الكلام يصدر من زوجة محترمة؟!
ثُمَّ إنَّنا لنا عام كامل وكل يوم أقول لك لا تربطي شعرك خلف رأسك، وأنتِ لا تطيعيني!

قالت له: أحقًّا ما أسمع؟! هل أطالبكَ بالقَسَم أنَّني منذُ أن تزوَّجْنا أربط شعري خلف ظهري؟
أنا أغيِّر تصفيفةَ شعري يوميًّا!

قال الزوج في برود: وأنا أمرتُك ألاَّ تغيِّري تصفيفتَه، دعيه هكذا منسدلاً، لا أحبه مربوطًا،
ثم... ثم هذا الرّداء، طلبتُ منكِ ألاَّ ترتديه، أليس كذلك؟

قالت الزوجة: لي شهر لم أرتدِه، والآن وجدتُه ملائمًا للجو، كما أنني كنتُ أعمل في المطبخ؛
ولهذا لا أستطيع أن أترك شعري منسدلاً طوال الوقت!

http://forum.toleen.com/uploaded1/12...1211489094.gif

قالت الزوجة في ضيق: هلاَّ توضَّأنا وصلَّينا ركعتين؛ لنطرد الشيطان؟!

قال لها: أنتِ مَن جلبه، ولو أطعتِني لما جاء.
انطلقت الزوجة تضحك فجأة وقالت:
زوجي العزيز ألاَ تَجد أنَّه لو سمع أحد ما يدور بيننا من حوارٍ لقال عنَّا أننا أطفال؟!
ثارت ثائرةُ الزوج مرة أخرى وقال: لا، ثم لا، ثم ألف لا! أنا حرٌّ في بيتي أقول ما أشاء،
وليس عليكِ إلا التنفيذ، أنتِ زوجتي؛ فيجب عليكِ طاعتي في كل وقت.

استفزَّ كلامُه الزوجةَ، وشعرت أنه يريد افتعال مشكلة،
قالت له: أطيعُكَ إلا في معصية الله!

ماذا تتوقَّعون؟!

وقت غضب، ونفث شيطان، واستفزاز...

قال الزوج: لا تقولي هذا!
قالت الزَّوجة: بل سأقوله؛ أليس هذا من كلام النبي - صلي الله عليه وسلم؟!
قال ثائرًا: وهل آمرُكِ بالمعصية؟! ثم ولو كان هذا صوابًا لا تقوليه، أنا آمرك بهذا!

تصاعدتْ حدَّة الكلمات، وتصاعدت، وتصاعدت، وتفاقم الأمر،
وأعلنت الزوجة أنَّها تُريد أن تذهب عند أهلها، وأن يكون الانفِصال!
فهذه المشكلة هي القشَّة التي قصمت ظهر البعير!
ورفض الزَّوج، ودخلت غرفتها وأغلقت الباب.

http://forum.toleen.com/uploaded1/12...1211489094.gif

بعد أن هدأَ الزوجُ قليلاً وصلى ركعتين طرق الباب،
وقال لها في خشونة مصطنعة: هلاَّ قمتِ فتوضأتِ فصلَّيتِ ركعتين؟!

كانت تبكي بِحُرقة، ولم تَرُدَّ، قال لها وهو يُلِين الكلام:
صلِّي وسنتحدث حديثًا طويلاً نتقي فيه الله تعالى أنا وأنت.

فماذا دار بينهما بعد الصلاة؟!

بعد أن صلَّتْ قال لها: حسنًا هل يُعْجِبك ما حدث؟! ألم يكن من الأفضل أن تطيعيني؟

قالت وهي تكظم غيظها: ممكن تُعِيرني آذانَكَ قليلاً؟ ابتسم وقال: تفضلي.

قالت وهي تمنع عَبراتها: كنت لك نِعْم الزوجة...

فتح فمه ليعقب، فوضعت يدها على فمه ، وقالت:

اسمعني مرة في حياتك من غير مقاطعة.

http://forum.toleen.com/uploaded1/12...1211489094.gif

كنتُ لك نعم الزوجة، أنا أعلم هذا، أنا أطيعك في كل كبيرة وصغيرة، ليس هذا مدحًا في نفسي،
لكنك تتعمَّد أن تقهرني، أنتَ تتركني طوال اليوم ولا تكلف خاطرك أن تتصل لتسأل عني،
أكلِّمُك فتردُّ عليَّ بجفاء، الخطأ الصادر مني كبير، وما يعجبك قليل،
إن أعجبك شيء ما - أراه في عينك - تبخل عليَّ بكلمة ثناء،
وإن قلتَ كلمة ثناء تقتصد في الكلام.

وتكتفي بأن تقول: جيد - مقبول - معقول، وفي الذَّمّ تتخيَّر المبالغات وتذمّ بشدَّة،
لا تُحاوِل الإصلاح قدر ما تُحاول الذمَّ والنقد، نقدُك غير بناء، أظل طوال النهار أدور في البيت وحيدة،
فأحاول إعداده؛ ليكون في أبهى صورة عندما تأتي في المساء، فتدخل لتدور بعينك وتنسى أن تشكرني
على تعبي؛ لتبحث عن شئ تنتقده، ويثير بيننا الخلافات والمشاحنات،
أرتدي أفخر الملابس وأحسنها وأتزيَّن وأتعطَّر فلا ترى إلا ما لا يعجبك،
وإذا اعترضتُ على ما تقول تثور وترغي وتزبد، وتندِّد بالفتن في الشوارع،
وأنَّني يَجِبُ أن أُعِفَّكَ، وهل قصرت في التزين؟!
لكنَّك تُريد أن تَجعلني آلةً حديدية: تبتسم عندما تريد، وتتحرك عندما تريد،
ثم لم تسأل نفسك لحظة: كيف أعفّ أنا زوجتي؟!

أرسل لك خطابات أبثُّك فيها مودتي، فتُقابل كلَّ هذا بجفاء،
وتدَّعي أنَّ الرجولة هو ألاَّ تظهر لزوجتك مودتك، وأن تقسوَ عليها، وتظهر لها الجفاء، فأين عفَّتي؟!

أحيانًا يأتيني الشيطان فيقول لي: انظري إلى الفتيات المنحلاَّت في الشوارع، يسمعْنَ كلمات الغزل والمديح
وأنت لأنَّك عففتِ نفسك محرومة! أطرده وأصبر؛ فأنا أعلم أنه ابتلاء من الله؛ ليعلم مني الرضا والصبر،
أحاول استمالتَك فلا تميل!

http://forum.toleen.com/uploaded1/12...1211489094.gif

أين أنا منك؟ لماذا لا تفكر إلا في السيطرة عليَّ، وإثبات أنَّك مطاع؟!
وهل قصرتُ أصلاً في طاعتك؟ لماذا تتحدث دائمًا كما لو أنَّك تشْعُر أنَّني لن أُطِيعَك؟
أين ثقتك في نفسك؟! هل الرجولة أن يعلوَ صوتُك؟ هل الرجولة أن أخشاك؟!

الرجولة أن أَحْتَرمك، أن أحبك، أن تحتويني، تُقوِّمني برفق وحنان، الرجولة أن تترفق بالقوارير،
الرجولة أن تُشعِرَني بالدّفء والأمان، الرجولة أن تُحِبَّني وتبثني غرامك، الرجولة أن تكثر مدحي
على ما أفعله من أجلك، الرجولة أن تضطرني اضطرارًا لطاعتك؛ لأنك تعمل على مراعاة الشرع
والصالح العام، وليس لأنَّك تقول كلامًا غير ذي معنى، وتريد مني أن أطيعك وحسب،
الرجولة أن تكون أنت الصديقَ والحبيب والمعلِّم والزوج.


لماذا يا زوجي الحبيب... لماذا تشعر بالنَّقص؟! لماذا تظنّ أنَّ قسوتك رجولة؟

كانت الزوجة تتحدث ودموعها تسيل على وجهِها، وحين رفعت عينها إلى زوجها وجدتْ وجهًا
غير الوجه الأول، وسالتْ دموع الزوج، وامتَزَجَتْ دموعُهما!
ثم أشرقتِ البسمةُ من جديد، وبدأ عهد جديد.

أسأل الله العظيم أن يجعل في بيوت المسلمين عهدًا جديدًا من الحب والوئام والمودة والرحمة

{وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً} [الروم: 21].

http://forum.toleen.com/uploaded1/12...1211489094.gif

منقول

pharmacist 22.12.2012 13:25

إنكار منكر

استيقظ من نومه مبكرًا؛ ليذهب لعمله، لقد نام بعدما صلى الفجر،
خرج من غرفته، وجد أمَّه تُعِدُّ الإفطار،
أمُّه ليست ملتزمة،
كان الكاسيت بجوارها في المطبخ، وكانت هناك أغنية، وكانت أمه تدندن بالأغنية،
شعر بالتوتر؛ الموسيقى حرام،
وأيضًا أن تشنف أذنه بمزمار الشيطان هذا في الصباح الباكر، هذا غير محتمل.

حاول أن يضبط أعصابه، أطفأ الكاسيت فقط فنظرت له أمُّه: صباح الخير،
قال في ضيق وقد فاض به الكيل: أمي، تحية الإسلام السلام عليكم،
زمت الأم شفتيها في ضيق،
ثم مدَّت يدها تفتح الكاسيت، قال لها في تأفُّف وازدراء:
في الصباح نسمع القرآن أم الغناء؟!

ردت الأم وقد أغضبتها طريقة ولدها:
اسمع يا هذا، حينما يكون لك بيت افعل فيه ما شئت،
أما هنا (وخبطت بيدها على المنضدة في حزم) فهذا بيتي أنا، وأنا حرة!

ارتفع صوته، وارتفع صوت الأم الغاضب، ثم لما لم يجد بدًّا ارتدى ملابسَه،
وخرج دون أن يتناول الإفطار، وصفق الباب خلفه في غضب،
وصوت الأغنية يتعالى خلف الباب، ويتعالى.

بعدما مشى عدة خطوات شعر بالندم؛ كانت الآية تتردد في أذنه:

{وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} [الإسراء: 23]،

وقوله - تعالى -:

{وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا
وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا}[لقمان: 15]،


اتَّصل بأمِّه على المحمول، راح يعتذر لها، ويستسمحها حتى رضيت،
فأكمل طريقه وعيناه كالصقر تتربصان.

http://www.lamst-a.net/upfiles/iln43866.gif

ركب المترو، وجد فيه رجالاً غير مُلتحِين، لم يُلق السلام،
ونظر لهم نظرة مفعمة بالازدراء والاحتقار،
ثم أخرج المصحف من جيبه،
وجعل يقرأ بصوت خفيض ما تيسَّر له من سورة سبأ.

دخل المترو قس عجوز يتظاهر بالوداعة والطيبة،
لم يجد مكانًا فوقف بجوار بطلنا الهمام، وابتسم له في مداهنة،
نظر له الشاب شذرًا، ثم قرَّر رفع صوته بالتلاوة في تحدٍّ،
وتحديدًا الآية رقم ثلاث وسبعين من سورة المائدة.

كان يظن أنه بذلك قد آذى القس، وماذا في ذلك؟ ألا يجب عليه إيذاؤه في الله؟

والدعوة والحكمة!

ومنذ متى يهتم بطلنا بالدعوة والحكمة؟ إن اهتمامه منصب على إنكار المنكر.

وماذا كان رد فعل القس؟ كعادة هؤلاء الخبثاء في الظهور بالمظهر المنكسر الطيب،
نظر له القس في أسف مفتَعل،
وهزَّ رأسه وهو يتمتم بعبارات، لم يسمع منها بطلنا سوى كلمات قليلة:
الله يهديك، ابتسم الشاب في ظفر؛ فقد ظن أنه انتصر في الحرب،
لقد انسحب العدو،
بغض النظر هل بلغته رسالته أو لا؟ هل فهم ما يريد قوله أو لا؟
يهمه فقط أن يقهرهم، ويحقر من شأنهم، في الحرب، ولِمَ لا؟
أليس هو الداعية الذي ينكر المنكر في هذا الزمن؟

بلغ المترو المحطةَ المنشودة،
فنهض لينزل وهو يدير عينيه في عيون الركاب الناظرة إليه في بغض،
والحقيقة أنه سَعِد بهذا البغض؛ فهو يظن أن بغضهم له دلالة على قوة موقفه؛
كل ناجح له أعداء،
ولو أحبوه فهذا يعني أنه مخطئ، وأنه مثلهم، فاسق،
لكن كان ينتظره اليوم بالذات في العمل مفاجأةٌ، ترى ما هي؟

http://www.lamst-a.net/upfiles/iln43866.gif

دخل مكتبه، ألقى السلام في فتور على زملائه، مجبر هو على إلقاء السلام،
فكيف يلقي السلام على أناس ليسوا ملتزمين؟! وما فائدة إنكار المنكر إذًا؟

لفت انتباهَه شخصٌ يقف عند مكتب مديره،
كان الشخص موليًا ظهرَه لباقي المكاتب ويتحدث مع المدير،
ناداه المدير حين دخل المكتب، وقال له: تعال يا فلان، قد جاءك زميل جديد،
ثم أردف في توتر وضيق: وهو مثلك.

التفت الوافد، فإذا به شاب ملتحٍ، تبدو على وجهه علاماتُ التقوى والالتزام،
أخيرًا، رفيق درب في هذا المكان الكئيب،
رحبت به وعيناي تدور في وجوه زملائي في ظفر وزهو،
إنه يا سادة زميلي أنا، إننا اليوم جبهة واحدة، كنت أعلم أنه لولا ثقتُهم فيَّ،
ومهارتي في العمل، لفصلني المدير بلا تردد،
فأنا ضميرهم الحي، الذي لا يفتر يذكِّرهم ليلَ نهارَ بأنهم عصاة فسقة،
أحيانًا يتهمني الجميع بسوء الخلق، لكنهم لا يفقهون،
يظنون حسن الخلق أن أهادن في الله، لكن كلاّ،
فإن خير الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر
(لاحظ كمَّ الخلط الذي يعانيه الأخ في المصطلحات الشرعية،
وإنزالها على المواقف العملية)
فعلى الأقل أنا أقولها في وجه مديري، حتى لو فصلني.

أفقت من خواطري على صوت رفيق الدرب الجديد،
كان صوته خفيضًا، مهذبًا، سألني عدة أسئلة عن العمل،
ومرَّ اليوم سريعًا، كنت أراقب الفتى الجديد، وأختلس إليه النظرات،
كان مهذبًا أكثر مما ينبغي، يتحدث مع الجميع بمودة وتهذيب،
برغم أن الجميع كان في بداية اليوم يعامله بحذر؛
باعتبار أن لهم خبرةً سابقة في التعامل مع "هذا النوع"،
ثم سقط حذرُهم وتحفُّظهم؛ لما رأوا من دماثة خلقه،
وطيب معشره، صاروا يتحدثون معه بود ظاهر،
وخيِّل إليَّ أنهم يتقبَّلون كل ما يقول عن العمل بصدر رحب،
بدون جدال كما يفعلون معي، غاظني هذا،
ليس هذا من عقيدة الولاء والبراء، قررت الإنكار عليه.

http://www.lamst-a.net/upfiles/iln43866.gif

ذهبت إليه في آخر اليوم ووجهي ينطق بما سيتلفظ به لساني، ابتدرني في عذوبة: أأنت متزوج؟

نسيت غضبي وإنكاري للمنكر أمام ابتسامته وحسن خلقه، قلت له وقد لانت عريكتي قليلاً: لا.

اتسعت ابتسامته وقال: إذًا لن يطالبك أحد بسرعة العودة إلى المنزل، يمكنني أن أدعوَك لتناول الغداء،
قلت له وقد عاد التوتر يكسو ملامحي: أنا، أنا لا آكُل في أماكنَ مشبوهةٍ، ابتسَم في لطف وقال:
جيد، أنا أيضًا لا أفعل، سنأكل في مطعم يملكه بعض الإخوة يتحرون الحلال، فلا تَخْشَ شيئًا.

تَبعتُه كالمسحور، وكانت بداية الانقلاب في حياتي.

ترى ماذا دار في هذا اللقاء؟

ركبنا وسيلة من وسائل المواصلات العامة، كنت متحفزًا جدًّا، لكن لا أستطيع النطق،
وكان هو هاشًّا باشًّا، يبتسم في وجه كل مَن قابلنا، ويلقي التحية، استفزني هذا أيضًا.

ثم قابلنا قسًّا، قام وأجلسه مكانه، ثم أخرج من جيبه مطويةً عن الإسلام، وابتسم في وجهه وأعطاها له،
وقال مبتسمًا: هدية، هدانا الله وإياك، ثم سحبني من يدي في هدوء لننزل ونركب وسيلة أخرى،
إلى هنا لم أحتمل: "تسلِّم على غير ملتحين، وغير ملتزمين، احتملت منك هذا، لكن تبتسم في وجه قس!
لا وألف لا، أين البراء؟ تقر المنكر والكفر ؟!"، كذا انطلقت العبارة من فمي كالرصاص.

التفتَ إليَّ والابتسامة لا تزال على وجهه، وقال:

بل أنا أدعوهم إلى الله.

http://www.lamst-a.net/upfiles/iln43866.gif

توقفت فجأة حتى كدتُ أقع على الأرض، استندت إلى ذراعه، وحدقت في وجهه بغضب عارم،
يخامره الكثير من الدهشة، ثم قلت في غضب: دعوة! وأين الدعوة مما تفعل؟!

قال بهدوء: أنت تعلم ما يقولون في كل وسائل الإعلام؛ الملتحون إرهابيون، أليس كذلك؟

قلت في حيرة: بلى.

قال: الآن أنا أثبت لهم أن الملتحين هم الملتزمون حقًّا بشريعة الإسلام،
وأنزع من رؤوسهم عمليًّا فكرةَ أن اللحية إرهاب، ألم يقل النبي - صلى الله عليه وسلم -:

((وتُسلِّم على مَن عرَفت ومن لم تعرف))؟

قلت: بلى؛ لكنه أيضًا قال إن إنكار المنكر باليد أو اللسان أو القلب،
فإذا عجزنا عن الإنكار باليد واللسان، فلا أقل من القلب، وهو الهجران.

قال مبتسمًا: لا تَعارُض، لكن قل لي أخي أولاً:
هل يصح أن تنكر على جاهل بالهجران، فلا يفهم لِمَ هجرتَه؟

صمتُّ برهة، وأنا أحاول استيعاب كلماته، ثم قلت في حيرة: معذرة لم أفهم.

قال: أعني أن اليوم الكثير ممن يفتي في وسائل الإعلام ليس ملتحيًا، ويقول: إن اللحية ليست فرضًا،
بل لا بأس عليه إن قال أيضًا: إنها بدعة، وإن مصافحة النساء جائزة، وإن الأغاني شيء جميل جدًّا،
ويبيح الحرام ويزينه؛ بل بلغ ببعضهم الجرأة بمساواة أهل السنة مع أهل البدع من الفرق الضالة؛
بل مع النصارى واليهود، ويقول: إن الأديان عند الله سواء، أليس كذلك؟

قلت في حيرة أكبر: بلى.

قال: إذًا لو هجرتَ المجتمعَ كله، هل سيفهم الناس أنهم على خطأ، وأنك هجرتهم للمعاصي؟

هل سيفهم النصراني أن الحق في الإسلام، وأن النصرانية واليهودية خطأ؟
وقد ظهر أهل العمائم في الوسائل الإعلامية ليقولوا خلاف ما تقول أنت؟
باختصار هل بلغت الرسالة؟

http://www.lamst-a.net/upfiles/iln43866.gif

صَمَتُّ وقد هزني منطقُه، قال وهو يبتسم في خفة:
أخي قد بلغْنا المطعمَ، دخلت معه ورأسي يقلب كلامه على كل الوجوه، جلس وطلب الطعام،
طال بنا الحديث، وتطرقنا إلى أمور شتى، لكنَّ ذهني كان مشغولاً بكلامه، رفعت رأسي فجأة،
ثم قلت: حسنًا، أنت إذا وجدتَ أمك أو أختك تفعل شيئًا حرامًا، تسمع أغانيَ مثلاً، أو تشاهد التلفاز،
وقد قلت لها مرارًا وتكرارًا: إن هذا حرام، ماذا تفعل؟

أسند ذقنه على يديه وقال: أقف مع نفسي وقفة، وأسأل نفسي: ما الخطأ في طريقة دعوتي؟

هل أستخدم طريقة حسنة في تفهيم أمي أو أختي؟ هل قدمت بين يدي نصيحتي هدية أو ابتسامة؟
هل أجبت عن كل الشبهات التي في قلبهما؟ هل شعرت بالرحمة والرغبة في هدايتهما؟

هل أشعرتهما بالتقدير والاحترام أو بلغهم عني شعور بالكبر والتطاول؟

لاحظ أنت تتحدث عن أمك وأختك التي تحت ولاية أبيك،
فإذا وقفت على الخطأ أصلحته واستعنت بالله،
وقدمت بين يدي نصيحتي استغفارًا ودعاء، ونظرت في قلبي ونيتي،
وإن لم أجد خطأ ظاهرًا، استعنت بالله وتضرعت له بالأسحار؛
كي يهديهم ولا أفتأ أذكرهم ما حييت.

نظرت إليه منبهرًا وقلت: لم يخطر هذا في بالي أبدًا.

http://www.lamst-a.net/upfiles/iln43866.gif

ابتسم وقال: ألم تقرأ قول الله - تعالى -:

{فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ
فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ} [آل عمران: 159]؟


نظرت إليه في دهشة، فكأنما أسمع هذه الآية للمرة الأولى، قلت له: هلاَّ شرحت الآية.

قال: انظر، لقد منَّ الله - تعالى - على النبي - صلى الله عليه وسلم - برحمة في قلبه للأمة،
فترى في كثير من الآيات كيف اهتم النبي - صلى الله عليه وسلم - بهداية الخلق،
وشق على نفسه ألا يستجيب الناس للحق؛ رحمة لهم، ورغبة منه - صلى الله عليه وسلم -
في إنقاذهم من النار، فالذي يمارس الدعوةَ
يجب أن يحرص على التماس هذا الشعور من نفسه، قال لي شيخي ذات مرة:
لا ينبغي للداعية أن يكون كالجزار، ينتظر وقوع الضحية؛ ليجهز عليها بسكينه،
فإن افتقد الداعية هذا الشعورَ، وغلبه الغضبُ، والرغبة في تدمير المدعو وجرحه،
فليعلم أن فيه خللاً، وأن دعوته ستأتي بعكس النتائج المرجوة،
وسينفض الناس مِن حوله، ومن ثم عدم قبولهم النصح.

انظر كيف يأمر الله - عز وجل - أن يشاور النبيُّ الصحابة،
ففيه إشارة خفية للداعية أن يشاور المدعو في أمور لا تمس الشريعة؛ إشعارًا منه بالاحترام،
ومنعًا للتطاول، وهذا باب للقلوب لا يعدله شيء، فإن الإنسان إذا شعر أن مَن ينصحه ينتقص عقله،
أو جنسه، أو بلده... إلخ، غضب لنفسه، فقد أخرجته إذًا من حالة قد يقبل فيها الحق،
إلى حالة الغضب للنفس، والعصبية الجاهلية.

انظر للنبي لما جاءه الفتى يطلب منه أن يبيح له الزنا، ماذا فعل النبي - صلى الله عليه وسلم؟
شاوره في الأمر، حتى جعل الحق ينطق على لسانه هو.

نظرت له مليًّا وقلت: لكن أحيانًا أشعر أن الشدة تنفع.

ابتسم وقال: أحيانًا نعم، لكن غالبًا تفقد بالشدة ما قد تجلبه باللين.

قلت: بمعنى؟

قال: يعني كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -:

((إن الرفق ما دخل في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه)).

http://www.lamst-a.net/upfiles/iln43866.gif

فيمكنك أن تجبر ولدك على الصلاة، لكن هل يمكنك أن تجبره على الخشوع فيها؟

قلت: لا.

قال: لكن بالرفق، والتذكرة مرة بعد مرة، والتخويف والترغيب، تصل لمأربك، قال - تعالى -:

{وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاَةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا} [طه: 132]،

فأنت بالصبر والمصابرة تبلغ مرادك، لكننا نقع في العجلة، نريد النتائج حاضرة، ننسى أننا كنا كذلك من قبل:

{كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ} [النساء: 94]،

وننسى أن نحب لإخواننا ما نحب لأنفسنا، ولو أنك إذ وقفتَ أمام مدعوٍّ تذكرتَ أنك تريد نصحه؛ رحمةً به،
ورغبة في الأجر ودخوله الجنة، وأنك لو كنت مكانه - عافانا الله - فكيف تحب أن يتحدث إليك الداعي،
إذًا لاختلفتْ طرقنا في الدعوة، ولاحظ أنه حتى لو لم تكن الاستجابة لدعوتك تامة،
سيظل في قلوب المدعو كلامُك مدويًا، يكفي أنك علَّمته أن هذا هو الحق،
في مثل زمننا هذا الذي اختلط فيه الحق بالباطل بدعوة أهل الباطل،
فصار كثير من الناس لا يعلمون شيئًا.


http://www.lamst-a.net/upfiles/iln43866.gif

كان كلامه يخترق أذني اختراقًا، فينفذ إلى قلبي فيهزه هزًّا، وطريقته في الإلقاء مؤثرة جدًّا؛
عيناه تتفاعل معي، تخترق كياني، أرى فيهما الرحمة والعزة معًا.

قلت: لكن الأنبياء يأتون يوم القيامة ومعهم الرجل والرجلان، وليس هذا عن عيب فيهم؟

ابتسم وقال:

لكنك لست موصولاً بالوحي، أنت تخمن أن مَن أمامك متكبر، أو لا يقبل الحق،
فدعك ممن أمامك، عليك بنفسك، تعاهَدْها وتحرَّ أن تعمل ما يجب عمله،
فإن أيقنت أنك عملت ما ينبغي عمله، ورأيت الشح المتبع، والهوى المؤْثَر،
فعليك نفسَك؛ لكن لا تفتأ تُذكِّر بين الفينة والأخرى؛ عسى أن يهدي الله مَن تدعو،
وانظر حال نبينا - صلى الله عليه وسلم - كيف كان يدعو إلى الله؟ كيف كان يحرص على هدايتهم؟
حتى المنافقين كان حريصًا على أن يؤمنوا، ولما لم يؤمنوا لم يزل بهم رحيمًا بعد موتهم،
ولولا أمر الله له بترك الصلاة عليهم لصلى عليهم - صلى الله عليه وسلم - ما أرحمَه! ما أحلمه!

كنت أستمع له بجسدي كله، أذني وقلبي وعقلي، يا لضيعتي! كم أضعت من العمر هباء!

نهض وأصر على دفع الحساب،

الجميع هنا يتعاملون معه بترحاب غير طبيعي،

علمت فيما بعد أنه كان سببًا في التزام العاملين، فقط بحسن خلقه، وسخائه، وبسمته،
علمت أيضًا أنه لمس غروري وتطاولي على الناس من أول لحظة قابلني فيها،
علمت أنه رحمني وأشفق عليَّ، فكانت نيتُه بدعوتي للغداء الدعوةَ إلى الله بالحسنى.


علمت كل هذا، أفتسألونني بعد ذلك لماذا أستشيره في كل أموري؟!

http://www.lamst-a.net/upfiles/iln43866.gif

منقول

pharmacist 22.12.2012 13:26

احلق لحيتك!!

يقول :

كنت أسير أنا وصديقي في شارع من شوارع العاصِمة.

صديقي هذا ملْتحٍ وملتزم، زوجتُه منتقبة.

كمْ نصحتُه بحلْق لحيته،

وأن تخلع زوجتُه ذلك الرِّداء الذي يَجعلها أشبهَ بالأشباح!

أتعجَّب من حال أولئك القوْم حقًّا!

رأيتُ امرأةً منتقبة، ترتدي عباءةً ضيِّقة، مطرَّزة جدًّا، رغم أنَّها تُغَطِّي وجهها،
وكفَّاها بلا قفَّازين، وعيناها ظاهرة مع مكياج صارخ.

كانت تقِف في وضع مريب.

تتلفَّت حولها بطريقةٍ ملفتة.

ثم توقَّفت أمامَها سيارة، وجعل قائدُها ينظر في المرآة الجانبيَّة.

تلفَّتت الفتاةُ حولَها، ثُمَّ تقدَّمت وركبتْ جوارَ السَّائق.

هذا هو حال المنتقبات!

نظرتُ إلى صديقي، وقلْتُ له في هدوء لا يخلو من لكنة هجوميَّة:
هل رأيتَ ما رأيتُ؟

لهذا - يا صديقي - أنصحُك
بأن تُجْبِر زوجتك على خلْع هذا الرداء الذي صار شبهة.

تَخيَّل: لو مشت زوجتُك في الشارع سيظنُّها النَّاس مثل هذه!

ولو تعاملتَ مع المُلْتحين اللُّصوص الذين تعاملت معهم في حياتي،
لاقتنعتَ أنَّه يَجب عليْك حلق لحيتك؛ لئلا يظنَّك النَّاس مثلهم.
ثم أردفْتُ في حكمة: النَّاس الآن صارت تستغلُّ الدِّين لتتظاهَر!

سكت صديقي وهزَّ رأْسَه، وهو يبتسم ابتسامةً لم أفهم مغْزاها جيِّدًا.

ثُمَّ مشيْنا قليلاً.

https://lh6.googleusercontent.com/-H...23ef811c14.png

وتوقَّف صديقي، وأشار إلى النَّاحية الأخرى من الشارع.

نظرتُ فرأيت فتاةً ترتدي "إيشاربًا" على قدر رقبتها.

وبنطلونًا ضيِّقًا جدًّا، وقميصًا مفتوحًا من أعلى، يُظْهِر صدرَها.

كان مِكياجها صارخًا.

منظر مألوف، هذا حجاب مألوف.

غير ملفت مثل المنتقِبات، ابنتِي ترتدي هذا الزِّي.

كانت الفتاةُ تَجلس على سور قصير، وأمامها شابٌّ حليق.

و ... أسْتحيي في الواقع من ذِكْر وصفٍ لِما أرى.

وهو منظر صار مألوفًا في بلادِنا مع الألم.

تركني صديقي أتأمَّل الموقف لحظاتٍ، ثم قال لي:
هذا هو حال بعْض حليقي اللحية، وبعض من لا ترتدي النِّقاب،
أخشى أن يظنَّ النَّاس أنَّك أو أنَّ أي فتاة ممَّن يرتدون مثْلها يفعلون فعلَهُما.

طأطأْتُ رأسي خجلاً وسكتُّ.

قال لي في طيبة :

يا أخي، الماسك على دينه كالماسك على جمرة من النَّار؛
فابحث عمَّا يُرْضي ربَّك فافعله، وليس لنا شأن بِما يفعله الآخرون،ولا بِما يقولونه،


وأنت تعلم أنَّ زوْجتي إذا ارتَدَت النِّقاب وخرجتْ، يظهر لمن يراها أنَّها محجَّبة حقًّا،
لا مِثْل تلك التي أشرْتَ إليْها..

وكل إناءٍ بِما فيه ينضح.

منقول

pharmacist 23.12.2012 13:33

الجنرال الذي روّض مستهلكي المسلمين

في أَحدِ فنادقِ الـ"خمسة نجوم" في مدينةِ مالٍ وأعمالٍ عربيةٍ،
وبقاعةِ اجتماعاتٍ مجهّزةٍ، انغلق البابُ عليهم،
بعد أن تمّ التنبيهُ على عدمِ تحويلِ مكالماتٍ للقاعة،
وعدمِ السّماحِ بدُخولِ أيّ شخصٍ، تحتَ أيّ ظرفٍ.

جلسَ ثلاثتُهُم يشْخصُونَ إلى مديرِ الجلسةِ الذي يطلُّ عليهم من الشاشة،
في الاجتماع المنعقد عَبْرَ (فيديو اللقاءات المرئية)، رحّبَ بِهمْ،
وابتدرَ بتلكَ الكلماتِ المعهودةِ في مِثلِ هذه الاجتماعاتِ المِهْنِيّةِ.
ثُم استتلَى بهدوءٍ وجدِّية:

إنّكم هناكَ تعملُونَ في سوقٍ واعدٍ لنا في العالم،
لقدْ بدأتْ مُنتجاتُنا تواجِهُ حرباً شرسةً في الغَرب،
وأصبحنا نتّخذُ أوضاعاً دفاعيةً لم نكن نتخيّلُها منذُ عقدينِ مِن الزّمانِ،
ونتخوّفُ أنْ تتطوّرَ الأُمورُ للأسوأ.
وتوسُّعُنا - أيّها السادةُ - في الشرق الأوسطِ أصبح خِياراً وحيداً
لِلمحافظةِ على نُمُوِّ تِجارَتِنا.

https://lh6.googleusercontent.com/-H...23ef811c14.png

وأعتقدُ أنّكُم لا تحتاجونَ لِمَنْ يلفتُ انتِباهَكُم لكونِ هذه المنقطةِ شَهِدَتْ، عدّة مرّاتٍ،
حملاتٍ لمقاطعةِ المنتجاتِ الغربيّة كردّةِ فعلٍ على توتُّراتٍ تمرُّ بها المنطقةُ،
وقد كانت تُحْدِثُ مدًّا كبيراً في أحوالٍ كثيرةٍ، ثُمّ ما يلبثُ هذا المدُّ أنْ ينحسرَ...

نعم، حوصِرَتِ السِّلَعُ الغربيّة هنا عدّةَ مراتٍ..
أصنافٌ مِن الحليبِ البودرةِ والزبدةِ والشيكولاتة،
ومساحيقِ الغسيل وحفّاظات الأطفال والعصائر والمياه الغازية، وغيرها.
ولم يَفُكَّ الحصارَ إلاّ الجنرالُ العبقريّ، جنرالُنا الذي روَّض المستهلكين المسلمين!

عندما يقاطع المسلمُ البضائعَ الغربيّة لا يجدُ صُعوبةً كبيرةً في اتّخاذِ هذا القرار
ولا في الاستمرار في تنفيذه، غيْرَ أنّهُ لا يستطيع أنْ يستغنيَ عن السيجارة،
هو في أحوالٍ كثيرةٍ يعودُ إليها تحتَ التأثير والإلحاح المتفرّد للتبغِ،
يعودُ فيجدُ نفسَهُ وقد خالفَ المقاطعة في بندٍ، فتنكسِرُ إرادةُ التّحدّي لديهِ،
فيعود لاستهلاكِ كلِّ المنتجاتِ الّتي قاطعَها.


والشاهدُ أنّهُ يجب أن يعرفَ هؤلاءِ المنتجون الغربيون هذا،
عليهمْ أن يستوعِبوا جيداً كونَ (الجنرال تَبْغ) هو الذي يقومُ وَحْدَهُ - ودائماً -
بفكّ الحِصارِ المفروضِ على المُنتجاتِ الغربيّةِ في الشرقِ الأوسط.

وبناءً عليهِ، فيجبُ على قائمةٍ طويلةٍ من المنتجين،
الحريصينَ على حصصهِم من السوق في الشرق الأوسطِ، وكذلكِ وكلائهم،
أن لا يقدّمُوا أيّ دعمٍ ماديٍّ أو معنويٍّ لمجهودِ مكافحةِ التدخينِ في الإقليم
وألاّ يكونوا رعاةً لأيّ فعاليةٍ لمكافحة التدخين، مَهْما كانت محدودة؛
إذ ليس من العدل أن يعضّوا اليدَ التي امتدّتْ لتنتشِلَهُم.

ونحن كمنتجينَ رئيسيّينَ للتَّبْغ، تعاونّا سويًّا في تصميمِ بحثٍ تسويقيٍّ ميدانيٍّ،
في عِدّة دولٍ عربيةٍ، عن المقاطعة، وأنتم بذلْتُم – مشكورينَ - جهداً عظيماً في
متابعةِ شركةِ (.....) لأبحاث التسويق، التي لها باعٌ طويلٌ وخبرةٌ متميزةٌ في
تنفيذِ استِباناتٍ عن منتجاتِ التَّبغ، طوالَ مراحلِ تنفيذ الموجةِ الأُولى من الاستبانة،
حتى نفّذت - في هدوءٍ وسلاسَةٍ - عشرينَ ألفَ استبيانٍ في عِدّةِ دولٍ
عربيةٍ عن المقاطعة، وطبيعةِ المنتجات التي قررَ الناسُ مقاطعتَها،
وتوقعاتِهم عن قدراتِهم على مقاطعةِ بعض السّلَع، ومنها التّبغ.

https://lh6.googleusercontent.com/-H...23ef811c14.png

.. يبتسمُ ابتسامة ثقةٍ، ثُم يستتلي:
نحن نعرف جنرالنا جيّداً،
ونعرف أنّ نتائج هذا البحث في صالحِنا مِن قبل أن ننفّذَه،
وبالفعل قد استلمنا نتائج الموجةِ الأولى أوّلَ أمسِ، وجاءتْ طيّبةً ومبشِّرةً للغاية،
الجمهورُ كانت إجاباتُه في الغالب متوافقةُ مع توقعاتِنا مِن زبائننا الكِرام.

ستصلُكم نُسَخٌ مِن تقرير شركةِ بحوث التسويق، وخلاصةُ التقريرِ هو

أنّ التبغ هو القادرُ وحدَه على فكّ الحصار المضروبِ على السّلَعِ الغربيةِ
في المِنطقةِ في أيّ حملةٍ من حملاتِ المقاطعةِ، مهما اشتدّ أُوارها،
التَّبغُ يمرُّ بقوّة وعنفٍ مِن عند صناديقِ المحاسبةِ في (السوبرماركت) ، ويمرّ
خلْفَهُ طابورٌ طويلٌ من عربات التسوَّقِ الممتلئةِ لآخِرها بمنتجاتٍ غربيّة.


ويسرّنا أنْ تعرِفوا أنّنا سنقدِّم نتائجَ البحثِ الميدانيّ في نسخةٍ ورقيةٍ
وأخرى على هيئةِ قرصٍ مَرِنٍ لعديدٍ مِن الشركاتِ الغربية
التي تعمل في المِنطقة والمهتمّةِ بشأنِ المقاطعة.

سنلتقي مع ممثلِينَ لشركاتٍ عديدةٍ مرموقةٍ في حفلٍ ظريفٍ
ستتولاّه شركةٌ للعلاقاتِ العامّة كلَّفناها بذلكَ، وهناك، ومِن أجل تأمين المستقبل،
بكلّ تأكيدٍ علينا أن نَخرج بوعوٍد قاطعةٍ بالتعامل معَنا كمنتجاتٍ غربيّة قبلَ أيّ شيءٍ.
وأنتم يا سادة، عليكم أن تكلِّفوا من يلزمُ بمتابعةِ حملاتِ وفعالياتِ مكافحةِ التدخين
في الشرق الأوسط، ورصدِ الشركاتِ المموِّلةِ لها حتى نضعَها في حسبانِنا
في خططِ الاتصالِ والعلاقاتِ العامة.

والآن، أترككُم مع السيّد (....)، وإلى اللّقاء، معَ مزيدٍ مِن الأخبارِ السّارّة.

وشكراً لِحُسنِ استِماعِكُم.

https://lh6.googleusercontent.com/-H...23ef811c14.png

منقول

pharmacist 24.12.2012 11:36

بوز المدفع

رائحتها العطرة سبقتها إلى موقف الحافلات...
تَسابق العاملون هناك على حمل حقائبها ووضعها في الصندوق المخصَّص لها،
وعندما شارفوا على الانتهاء تناول صديقها يدها بحنان قائلاً: "دعيني أعاونكِ على الصعود".

بغنج ودلال وبملابس تكشف أكثر مما تستر أخذت تتهادى فوق عتبات الحافلة الثلاث

"ما هذا؟"، تساءلت بقرَف، بينما عيناها تقومان بجولة استطلاع في أرجاء الحافلة،

وتصاعدت لهجة الازدراء والاحتقار حينما وقعت عينُها على (سمر) المنقَّبة التي تجلس
في المقعد الأمامي يجاورها شابٌّ صغير السن؛ همست لصديقها بغرور وصلف :
"ما هذه الأشكال الغريبة العجيبة؟"،

تململت (سمر) في جلستها؛ فعبارة المرأة الحادة اخترقت أذنيها وقلبها بقوّة كالسيف المسنون،
ولكنها مع ذلك لم تكترث كثيراً، فقد تعودت سماع مثل هذه التعليقات، وأكملت مطالَعَةَ كتابها.

"ما رأيكِ بالجلوس هنا عزيزتي؟"، أشار الرجل بيدٍ إلى المقعد الأمامي ؛
نظرات فزعٍ فرّت من عينيها، وأجابت مستنكرة:
"لا.. لا أحب الجلوس هنا... بل في الخلف، في الخلف... لا يعرف المرء ما قد يصيبه،
قد نتعرّض لحادثٍ ما؛ فَلِمَ نكون في بوز المدفع؟".
(بوز المدفع : مَثَل شعبي في بلاد الشام يقول: فلان في بوز المدفع،
أي في المقدمة والواجهة في الأزمة.)

https://lh4.googleusercontent.com/-Z...e989d96575.gif

"سبحان الله؛ عجيب هذا الحرص من قِبَل الناس على الحياة الدنيا مع علمهم أنها دار فناء،
والأعجب تهاونهم بالحياة الآخرة والاستعداد لها مع أنها دار بقاء؛ صدق قول الله تعالى فيهم:

{بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى}"؛

أسرّت (سمر) لنفسها وبصرُها لم يفارق صفحة الكتاب.

- "أَبِك شيء أمي؟"، استفسر ابنها الجالس بجوارها.

- "لا، أبداً. كنت أقرأ أبياتاً من الشعر أعجبتني..."،

وانقطع حديثهما عندما صعد السائق إلى الحافلة مؤْذناً بانطلاقها.

{سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ}.

أغمضت (سمر) عينيها ولسانها يُدندن بدعاء الركوب.

فجأة تذكّرت محمداً!..

التفتت إلى ابنها تتأكد من أنه يتلو الدعاء مثلما تفعل،
وعندما اطمأنت عاودت إغلاق عينيها متمتمة:

{وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ}،

ثم استسلمت بعدها لذكر الله، مما أنعش قلبها الظَّمآن.

https://lh4.googleusercontent.com/-Z...e989d96575.gif

نصفُ ساعة مرّت يعكّرها صوت الأغاني من المذياع،
ولكن (سمر) تبدو كالطرشاء لا تسمع شيئاً، تسبح في ملكوت خاصٍّ بها؛
فمرةً تتنقّل بين دفَّتيِ الكتاب الذي أحضرته معها ليؤنسها في سفرها،
ومرة تغرق في تلاوة الأذكار واستحضار ما حفظت من آي الذكر الحكيم.
أما ابنها فملامح وجهه تدل على أنه مستمتع بغفوة بسيطة
على وقع الأناشيد التي ينبعث صوتها من جهازه الصغير.

- فجأة تمايلت الحافلة بقوّة كشجرة هَرِمة تواجه إعصاراً شديداً...
صرخ السائق صرخة عظيمة انخلعت لها قلوب الركّاب وأخذ يصيح كالمجنون:
"فقدتُ السيطرة على الحافلة... فقدتُ السيطرة".

"يا ألله، لطفك ورحمتك"،
آخر عبارة تدحرجت من فِي (سمر) قبل أن تفقد الوعي...

لمْ تستفق إلا على صوت السائق وهو يصيح بأعلى صوته:
"هل أصاب أحداً منكم مكروه؟... هل أصاب أحداً منكم مكروه؟"...

https://lh4.googleusercontent.com/-Z...e989d96575.gif

عندما اطمأنّ عليها وعلى ابنها انطلق بين الركّاب يتفقدهم الواحد تِلو الآخر...
النحيب والنُّواح اللذان تصاعدا من الخلف دفعا الجميع للتوجه إلى هناك فوراً
ليفاجئوا بالحادث المروِّع...
سيارة اصطدمت بمؤخرة الحافلة، وكانت الضحية:
(الراكبة) التي فرّت من "بوز المدفع" لتلقَى حَتفها في آخره.

أمسكت (سمر) بذراع ابنها وهو يعاونها على الترجل من الحافلة المنكوبة،
ولم تنسَ - رغم أنها ما زالت تحت وقع الصدمة - أن تقبض بيدها الأخرى على الكتاب،
وسارت كالعمياء باتجاه حافلة أخرى تُقِلّهم.

لاشعورياً فتحت دفتَي الكتاب حيث توقفت عند أبيات الشعر التي أعجبتها...
امتزجت دموعها بالكلمات التي غابت معالمها قليلاً،
وبصعوبة أخذت تقرأها بصوتٍ خفيض:

سهِّلْ عليكَ فإنّ الأمــرَ مَقدورُ *** وكلُّ مستأنَفٍ في اللوحِ مَسطورُ
يأتي القضاءُ بمـــــا فيهِ لمدَّتهِ *** فكلُّ ما لمْ يكن فيــــــه فمَحظورُ
لا تَكْذِبَنَّ، وخيرُ القولِ أصدَقُهُ *** إنّ الحريصَ على الدُّنيا لَمغرُورُ


https://lh4.googleusercontent.com/-Z...e989d96575.gif

منقول

pharmacist 25.12.2012 20:47

هل ترى الفروق؟

يوميًا يستيقظ قبل الفجر بساعة، يتوضأ، يصلِّي ما تيسَّر له،
ولا يفتأُ بين كلِّ ركعتَين يُنادي زوجتَه برفق، داعيًا إيَّاها للصَّلاة
حتَّى يؤذَّن للفجْر.ثم ينزل للصَّلاة في المسجد كعادته،
لا يفوِّتُ صلاةً في المسجد أبدًا؛ بل يجلس إلى الشروق، يذْكُر الله تعالى،
قد تغلبه عيناهُ وينام في المسجد، وله عذره، فيومُه شاق جدًّا.

يصلي الضُّحى في المسجد، ثُمَّ يصعد إلى بيته،
يسأل زوجته هل صلَّت، فإذا تأكَّد من صلاتِها، نام نصف ساعة،
ثم يقوم فيرتدي ملابسَه ويفطر - ما عدا يومَي الاثنيْن والخميس -
ويصلِّي ركعتيْن، ويذهب إلى العمل.

كل يوم يتكرر المشهد.
ثم يعود غالبًا مع أذانِ المغرِب،
أحيانًا مع أذان العصْر لكن هذا نادر جدًّا، بالتأكيد يوم شاق.

يدخل البيت، يُسلم على زوجته وهو مرهق جدًّا،
ينظُر إلى أولادِه في ودٍّ، يُصافِحُهم، يتناولون الطَّعام جَميعًا.

ثم: "زوجتي العزيزة،
هلاَّ أعددتِ لي مشروبًا منعشًا؛ فهذا وقتُ المراجعة...".
تنهضُ الزَّوجة تلبِّي الطلب، يدخل غُرْفة المكتب، ويُغْلِق الباب.

يُحاول أحد الأولاد أن يُخرج والده من عزلته، ينادي الأب زوْجَته،
يقول بابتسامة عذبة: "زوجتي الحبيبة، إذا أردتم راحتي،
فلا يزعجْني أحد؛ فهذا وقت المُراجعة".

تحاول الزوجة أن تخبر زوجها:
هناك أمور في البيت تَحتاج منك بعض الاهتمام.

يردُّ - ولا تزالُ ابتسامتُه تعلو وجهَه -:
"فيما بعد، فيما بعد، يوم الجمعة لِناظره قريب".

كان هذا حاله من زمن طويل، استسلمت الزَّوجة.
كانت تقوم بالأعباء وحدها.
شيء انكسر، طفل مريض، أي شيء وكل شيء.

تظنُّون أنَّه يَجلس مع أولاده ليحفظهم؟
بالطبع لا؛ هُناك شيخ يقوم بهذه المهمَّة.
لم يقصِّر؛ شيخ يَحضر أسبوعيًّا، مدارس إسلاميَّة.

حتى الآن الحياة تقليديَّة جدًّا.
فأين المشكلة؟

https://lh5.googleusercontent.com/-y...%25D8%25BA.gif

صورة أخرى:

يوميًا يستيقظ قبل الفجر بساعة، يتوضأ، يصلِّي ما تيسَّر له،
ولا يفتأُ بين كلِّ ركعتَين يُنادي زوجتَه برفق، داعيًا إيَّاها للصَّلاة حتَّى يؤذَّن للفجْر.
ثم ينزل للصَّلاة في المسجد كعادته، لا يفوِّتُ صلاةً في المسجد أبدًا.
يذْكُر الله تعالى، بل يجلس إلى الشروق، قد تغلبه عيناهُ وينام في المسجد،
وله عذره، فيومُه شاق جدًّا.

يصلي الضُّحى في المسجد، ثُمَّ يصعد إلى بيته، يسأل زوجته هل صلَّت،
فإذا تأكَّد من صلاتِها، نام نصف ساعة، ثم يقوم فيرتدي ملابسَه ويفطر مع زوجته
وأولاده - ما عدا يومَي الاثنيْن والخميس - لأنَّ كلهم صائمون، ويصلِّي ركعتيْن،
ويذهب إلى العمل.

يوصِّل أبناءه للمدرسة.
لا ينسى ملاطفة زوجته، يوصيها خيرًا، وتوصيه خيرًا.
كذا تعوَّدا من أوَّل يومٍ جَمَعهما الله - تعالى - في ذلك البيْت الطيِّب.

كل يوم يُجدِّد إيمانه بِهذه الجلسة، بهذه الوصيَّة.

ثم يعود غالبًا مع أذان المغرب، أحيانًا مع أذان العصْر لكن هذا نادرٌ جدًّا.
بالتأكيد يوم شاق، لكنَّه يستعين بالله ولا يعجِز.

يدخل البيت، يطرح إرْهاقه جانبًا، يُسلِّم على زوجتِه.
ينظر إلى أولادِه في ودٍّ، يَحتضنهم في شوق.
يصافح هذا ويداعب هذا.

يتناولون الطَّعام جميعًا، وهم يتبادلون حوارًا لطيفًا نافعًا.

ثم: "زوجتي العزيزة، هلاَّ أحضَرْتِ المصحف فهذا وقت المراجعة".

ذهبت الزَّوجة وهي تبتسِم في سعادة.
أحضرت المصحف، بدأ الزَّوْج يقرأ وِرْدَه اليومي.

أطفاله من حوله يسمعون أباهم يتلو القُرآن.
يا له من صوتٍ عذْب!

يبدأ الزوج يستمع لأولاده، وهم يتنافسون على القِراءة وتَحسين الصوت.

تقول له زوجته معاتبة: "ألا تُحضر لهم شيخًا بدلاً من أن تُرْهِق نفسك؟".

يردُّ مُستنْكِرًا: "وأين أذْهَب أنا؟! ألا تُريدين لي أجرًا بعد موتي؟!".

تبتسم في سعادة.
تقرأ وِرْدَها.

ثم نصف ساعة، تجتمع فيه العائلة على درس مفيد،
يومًا يستمعون فيه شريطًا، يومًا يقرؤون في السيرة،
يومًا في التَّوحيد، يومًا آخر أسئلة فقهيَّة، وهكذا.

كل يوم يتجدَّد اللِّقاء.
ويَجتمع شمل الأُسرة على الخير.

هل علمتُم الآن الفرق؟ وأين كانت المشكلة؟

https://lh5.googleusercontent.com/-y...%25D8%25BA.gif

منقول

pharmacist 27.12.2012 12:15

التوبة

استَيْقظ من نومِه مذعورًا، يتَصَبَّب عرقًا،
وكانت عقارب الساعة تغازل الثالثة فجرًا،
بقي مذهولاً للحظات، وهو يستحضر صورة الحلم الرهيب،
فقد رأى في منامه أنه يتقيَّأ في برميلٍ لا يمتلئ أبدًا، بل يغور قعره كلما زاد تقيؤُه.

لم يغمض جفنيه حتى لاح نور الصباح، وبقي لساعات يتدبَّر حلمه،
وأمعاؤه تتمَزَّق كأنه تقيَّأ فعلاً، اختلط لديه الحلم بالواقع،وبدأ التغيُّر يدبُّ في تصوُّره للأحلام
شيئًا فشيئًا، فبعدما كان هواه فرويديًّا في تفسير الأحلام، تبَيَّن له أنها قد تحمل معانيَ أعمق
من ذلك بكثير، فقرَّر البحث عن تفسير ديني أو روحاني لحلمه الرهيب.

قام باكرًا من فراشه على غير عادته، وقد عافت نفسه الطعام،
ولم يستطعْ أن يقرب الإفطار؛ استشار أخته في الأمر، فدَلَّتْه على فقيه سوسي
[نسبة إلى سوس، وهي منطقة جنوب المغرب، اشتهر أهلها بالفقه وعلوم القرآن]،
مشهور بين الناس بتفسيره الأحلام على طريقة ابن سيرين.

استقلَّ سيارته متَّجهًا صوب المدينة، حيث الفقيه، وفي ذهنِه تتدافَع الأسئلة
ليصلَ بعد سبع ساعات من السفر، فكان استرشاده بأول شخص يلقاه على مداخل المدينة
كافيًا ليبلغ ضالته، فقد كانتْ شهرة الفقيه تطبق الآفاق كنار القرى ليلاً على علم.

https://lh3.googleusercontent.com/-u...3478_IN093.png

انتظر ساعات قبل أن يحل دوره لكثْرة المترَدِّدين على الفقيه،
وما أن حدثه بالرؤيا حتى بادره بالقول: "أفطرت رمضان عمدًا ولسنوات عدَّة".

اقْشَعَرَّ بدنه، وهو يسمع هذا التفسير من رجلٍ لا يعرف عنه شيئًا،
وهو الذي عاش ملحدًا يساريًّا منذ ما يزيد عن عشرين عامًا،
ينكر كل شيء يتجاوز المادة، ويرى أن العلوم المادية وحدها ما يفسر العالم ووقائعه،
وأن كل الارتباطات التي تفَسِّر الأشياء سببيَّة، يُمكن تفسيرُها بقواعد علميَّة دقيقة،
دونما الحاجة إلى الإيمان بقُوى خفيَّة تحكمها،
وأن نظام الوجود لا يحتاج إلى إلهٍ بتاتًا!

دمعتْ عينا الرجل،
وهو ينظُر إلى الفقيه الذي يعلوه الوقار بِلِحْيته الكثَّة البيضاء،
والتي يتخلَّلها بضع شعيرات سوداء، ثم نطق قائلاً:

"أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله".

فابْتَسَم الفقيه برِقَّة دون أن تظهرَ أسنانُه، وهو يقول:

"كأنِّي بك لم تسلمْ إلا اليوم"،

فردَّ الرجل بكلمات مخنوقة بالبكاء:

"لقد عشتُ ملحدًا منذ سن الواحدة والعشرين،
وهأنذا اليوم قد قاربتُ الثانية والأربعين،
وقد أفطرت رمضان عمدًا كل هذه السنوات".

نظر الفقيه إليه مليًّا بعينيه المغرورقتين بالدمع،
وتنَهَّد بعمق قبل أن يحدثه قائلاً:

"الحمد لله الذي هدانا لهذا، وما كنَّا لنهتديَ لولا أن هدانا الله".

تلمظ الرجل وعلى وجنتيه يلمع الدمع الذي جادتْ به عيناه، وقال:
"لا أجد رقابًا أُحَرِّرها، ولا أملك المال لإطعام مئات المساكين،
وصيام يكفر عن واحد وعشرين رمضان أمرٌ بعيد المنال، ولا طاقة لي به".

ضحك الفقيه من كلمات الرجل وقرأ:

{يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} [البقرة: 185]،

ثم قرأ:

{ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ
إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر: 53]،


فتابع كلامه قائلاً: على أي حال تُبْ إلى الله،
وأَكْثِر من الصلاة والاستغفار والصدَقات،
ولاَ تنْسَ أن رحمة الله وسعتْ كل شيء، والإسلامُ يجبُّ ما قبله.

قام الرجل وقد دَبَّ الإحساس بالطمأنينة والأمان في قلبه،
وتثاقَلَتْ خُطاه، وهو يغادر مجلس الفقيه، ثم وقف هنيهة على خطوات منه،
وأصاخ إليه السمع، وهو يقرأ بصوت رخيم:

{وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} [طه: 124].

منذ ذلك اليوم لم ينسَ الرجلُ أنَّ الله أعظم مِن أن يحيط به عقله الصغير.

https://lh3.googleusercontent.com/-u...3478_IN093.png

منقول


pharmacist 28.12.2012 20:31

قصة الأمير و رامي الإبر

يحكى انه دخل على احد الأمراء شخص بارع في رمي الإبر،وقام
أمامه بعرض مدهش إذ وضع إبرة كبيرة أمامه و رماها بإبرة ثانية
فدخلت من فتحة الإبرة الأولى و استقرت فيها، ثم رمى الإبرة الثانية بثالثة
فدخلت في فتحة الإبرة الثانية، ثم جاء بإبرة رابعة و أدخلها بتلك الطريقة في الإبرة الثالثة.
و هكذا دواليك و لأكثر من عشر إبر حتى استحسن الحضور براعته.
فما كان من الأمير الصامت إلا أن أمر له بعشرة دنانير و عشر جلدات.
و لمّا استفسر أحد الحضور من الأمير قائلا:
قد فهمنا يا مولاي منحك هذا الرجل عشرة دنانير ، فما سبب الجلد بعشرة جلدات ؟!
فقال الأمير : عشرة دنانير مكافأة له على براعته و عشرة جلدات
عقوبة له على إضاعته لوقته فيما لا يفيد و لا ينفع.

https://lh5.googleusercontent.com/-a...3e9a_M.jpg.gif

يقضي الكثير من الناس معظم وقتهم في القيام بأشياء غير مهمة مطلقا
و لا علاقة لها بأهدافهم. فالوقت هو عمر الإنسان وحياته كلها
وهو مورد غير قابل للتخزين أو التعويض


لذا علينا احترام وقتنا و توظيفه و الاستفادة منه لئلا يضيع هدرا
فيضيع عمرنا و قدراتنا و مستقبلنا ثمّ ننظر إلى ما ضيّعنا بعين
الحسرة و الندم و لكن بعد فوات الأوان.

منقول

هادية 28.12.2012 21:43

http://www.shy22.com/upfilgif/4w237618.gif

pharmacist 29.12.2012 08:30

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبها هادية (المشاركة 142619)


pharmacist 29.12.2012 21:07

رحمة

يقول أحدهم :

ولدت زوجة صاحبي في الشهر السابع
و لم يستمر إلا أيام معدودات حتى توفي المولود
فأعطوه لأبيه ليدفنه !!

أركبته معي في السيارة و انطلقت أقود به إلى المقبرة
وهو واضع ابنه في حجره و عينه بوجه ابنه

أثر بي الموقف و لكن تمالكت نفسي

انحنى بنا الطريق .. فاستقبلتنا الشمس

فقام بحركة غريبة جداً !
نزع سترته و ظلل بها أبنه ليقيه حر الشمس !

يا الله !
لقد نسي الأب أن ابنه ميت !

غلبتني دمعة .. قفزت من عيني ..
فصددت و انفجرت باكياً من رحمته بولده ؛

و فهمت حينها معنى الآية و أخذت أرددها :

(( وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا‎))..!!

منقول


pharmacist 05.01.2013 07:56

حوار مع قلبي

جَلسَتْ وَحِيدةً في غُرْفتِها،
بعد أن أمضتْ يومًا مُمِلاًّ دون أن تفعل شيئًا،
لم يكن هذا اليوم يُشبه البارحةَ الذي أمضتْه في لهو ولعب،
وضعتْ رأسَها على الوِسادة واسترخت،
عينُها تنظر إلى السقف، استنشقت الهواء ببطء،
ثم استنثرته بسرعة قائلة: "الله"!

وفي صمت يمْلأُ المكان،
سمعتْ دقاتٍ تدقُّ داخل صدرها واحدةً تلو الأخرى،
أحسَّتْ كأنها تحمل فيه شيئًا ثقيلاً يريد الخروج،
أول مرة يأتيها هذا الإحساس الغريب،
تساءلتْ وهي متعجِّبة: ما هذا؟!
هل هذا الشيء الغريب أحمله أنا؟!

ازدادت الدقَّات والنبضات: ما هذا؟!

أجابها صوتٌ بعيد، كأنه آتٍ من نفقٍ طويل: أنا "قلبكِ".

قالت: "قلبي"؟! وما الذي أيقظك من نومك؟!

http://www.drahim.com/forum/uploaded/537_1255841190.gif

قال لها:

مَلِلْتُ، مللتُ السُّبَاتَ، والجُلوس وحدي دون مَن يرْعاني ويسأل عني،
حتى أصابني الهمُّ والغمُّ، وأصبحتُ تعيسًا مريضًا نحيفًا،
فقررت أن أستجمع قِوايَ التي لم يبقَ منها إلا القدرُ الذي أقبض به على يديَّ،
وأُوجِّهها إلى باب صدركِ، وأضرب عليه ضربةً تلو الأخرى؛ لعل أحدًا يسمعني،
ويلتفت إليَّ قبل أن يقضي عليَّ اليأسُ.

قالت: وما الذي تريده يا "قلبي"؟

فردَّ عليها بسرعة: وما الذي تريدينه أنتِ؟ كأنه يعاتبها.

أدهشها هذا الردُّ منه، صمتتْ قليلاً، ثم حوَّلت عينيها إلى فوق وأرجعتهما،
أجابتْه: لا أدري.

قال "قلبي": نعم، كنتُ أعلم، من هنا دخل المرض!

قالتْ له: وهل أكون سببًا لمرضك وأنا بعيدة عنك؟

http://www.drahim.com/forum/uploaded/537_1255841190.gif

قال: نعم، منذ أن تركتِني وأنا لم أذقْ طعمَ الاطمئنان والسعادة،
كنتُ دائمًا ألتقطُ ما يأتيني منكِ من ألوان الملذَّات؛
لعلي أرتوي منها، لكنها بمجرَّد ما تقترب منِّي تتحوَّلُ إلى
سِهام سوداء تنغمس في جسدي الرَّطب فتؤذيني.

قالت: ولِمَ لم تنادِني وتنبِّهْني؟

أجاب "قلبي": فعلتُ ذلك مرارًا، حتى أصبح صوتي شاحبًا،
فيه كالطعنة، كنتُ أصرخ وأنادي،
ومما زادني يأسًا كثرةُ الصَّخب الذي كان في صدرك.

قالت: ومن أين ذلك الصخب؟

http://www.drahim.com/forum/uploaded/537_1255841190.gif

قال: منذ أن حلَّ فصلُ "الغفلة"،
والحارسُ الذي اسمه "الذِّكْرُ" ترك الباب،
أصبح الصدرُ فارغًا، فاستعمره الخنَّاس مع جيشه "الهوى".

برغم جرحي وآلامي ظللتُ أقاوم العدوَّ، كنت دائمًا أنتظر إعانةً منكِ؛
لتعزِّزِي من مُقاوَمتي، لكن يا ليتني ما فعلت!

قالت بدهشة: لماذا؟!

قال: ما كان يأتي منكِ لم يكن إلا ليقوي العدو.

قالت: وكيف ذلك؟!

http://www.drahim.com/forum/uploaded/537_1255841190.gif

قال "قلبي":

أعلم أنكِ لم تكوني تعلمين، إنه هكذا دائمًا جوُّ الغفلة،
تكون فيه الأحوالُ غيرَ واضحة، لكن سأخبركِ.

قال: اعلمي أنه لكل جيش منا سِلاحُهُ،
فسلاحُ عدوِّي مُعزز بِدُرُوع الجَهْل، ورِماح اللهو واللعب،
وكانت الموسيقى والأغاني التي تأتي من منفذ الأذن تُكثر من كِنَانَةِ العدو،
وكانت سيوف الأفلام والمسلسلات
والنظر في المحرَّمات حادةً جدًّا، وتتسَلَّلُ من ثغر العين،
وكان التبرج والعشق الفاسد يدمِّرانِ جُدرانَ حِصْني.

طالما بكيتُ لِمَا وجدتُه من وحْدَةٍ وقلَّةِ الحيلة،
لم أكن أملِكُ سلاحًا سوى الصرَاخِ، لعله يأتي يومٌ تسمعينني،
إنكِ لا تعلمين مدى حجم الدمار الذي خلَّفه العدوُّ في صدركِ،
أحْزنَنِي ذلك كثيرًا؛ حتى أصابني الغمُّ والهم والفشل،
ظلَّ حالي هكذا مدةً من الزمن، إلى أن آنسْتُ غفلةً من العدو،
وجاءتني تلك الجرعة من الأمل فأيقظتْني.

http://www.drahim.com/forum/uploaded/537_1255841190.gif

قالت: وما هي تلك الجرعة؟

قال "قلبي":
لَمَّا قلتِ: "الله"، غَمرَ المكانَ نورٌ عجيب،
تحرَّك له جرسُ الأمل، فأيقظني،
وأول ما فعلتهُ هو أنني طرقتُ الباب؛
لتسمعيني وتلتفتي إليَّ.

قالت بصوت مرهف:
سامحني، سامحني يا قلبي، فأنا التي كنت سببَ تعاستِك وشقائِك،
أنا التي سَمحْتُ لعدوِّك بالهجوم عليك والإضرار بك، لن أتخلى عنك أبدًا،
لن أدعَك وحيدًا منذ الآن، وسأعتني بك ما حييتُ،
وسأعمل جاهدةً على فعل كل ما يشفيك ويُطَمْئنك.

http://www.drahim.com/forum/uploaded/537_1255841190.gif

قال "قلبي": إذًا؛ أول شيء تفعلينه هو
الشراب من كأس التوبة النصوح؛
لتغسلي صدرك من مخلفات الحرب، ولكي أرتوي منه؛
فأنا ضعيف وأحتاج إلى ما يقويني،
واعلمي أنه لا بد لَكِ من مُعينٍ يعينكِ.

قالت: وأين أجد هذا المُعينَ؟

قال: هل عندكِ كتاب الله؟

قالت: أظن ذلك.

قال "قلبي": ابحثي عنه.

فوجدتْه داخل دولاب، تحت بعض الكتب والمجلات، أخرجتْه ونفضتْ عنه الغبار،
وضمَّتْه إلى صدرها قائلة: سامحني يا ربي!

قالت لقلبي: ها هو ذا كتاب الله.

http://www.drahim.com/forum/uploaded/537_1255841190.gif

قال لها: لا تغفلي عنه ثانية؛ فهو الشفاء والهدى والرحمة؛ كما قال فيه مُنزلُه - جل جلاله:

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ}
[يونس: 57].


قالت: نعم.

قال: استخرجي منه المِفتاح.

قالت: وما المِفتاح؟

قال:

{لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} [الأنبياء: 87].

قالت: نعم.

قال لها: استخرجي منه مَاسِحة الذنوب.

قالت: وما مَاسِحة الذنوب؟

قال:

{وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ}
[هود: 114].


قالت: نعم.

http://www.drahim.com/forum/uploaded/537_1255841190.gif

قال لها: استخرجي منه عِفَّتَكِ وعِزَّتكِ.

قالت: وما عِفَّتي وعِزتي؟

قال:

{وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ
وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ}
[النور: 31].


قالت: نعم.

قال لها: استخرجي منه الحَياة الطيِّبة.

قالت: وما الحياة الطيِّبة؟

قال:

{مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً}
[النحل: 97].


قالت: نعم.

http://www.drahim.com/forum/uploaded/537_1255841190.gif

قال لها: ثم افتحي باب سَيِّدِ الاستغفار.

قالت: وما سيِّدُ الاستغفار؟

قال:

اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي، لا إِلَه إِلاَّ أَنْتَ خَلَقْتَني وأَنَا عَبْدُكَ، وأَنَا على عهْدِكَ ووعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ،
أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ ما صنَعْتُ، أَبوءُ لَكَ بِنِعْمتِكَ علَيَّ، وأَبُوءُ بذَنْبي فَاغْفِرْ لي،
فَإِنَّهُ لا يغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ.


قالت: نعم.

فتَحرَّكتْ عَينُها، ونزلتْ منها قطرةٌ تشبه قطرةَ المَاء،
تحْمِلُ معها مرض "قلبي"؛ لتذهب به بعيدًا.

http://www.drahim.com/forum/uploaded/537_1255841190.gif

ثم هشت بالبُكاء فوق سريرها وهي تقول:

لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.

ابتسَم "قلبي"،

وأشرقتْ شمسُ الإيمان في صدرها،

ورجع الحارس "الذِّكْرُ" إلى بابه طاردًا العدوَّ،
رافعًا لواءَ السعادة والطمأنينة وهو يُرَدِّد:

ألاَ بذكر الله تطمئن القلوب،

ألا بذِكر الله تطمئن القلوب،

ألاَ بذكر الله تطمئن القلوب.


http://www.drahim.com/forum/uploaded/537_1255841190.gif

منقول

pharmacist 09.01.2013 15:31

عهود ذهبية
http://www.smailat.com/smile_albums/...0286667803.gif
أراد أحد المسلمين أن يخرج زكاته في عهد السلطان محمد الفاتح ,
إلا أنه لم يجد فقيراً ، وبعد البحث عن أي فقير عدة أيام ولم يجد
قام بوضع مال الزكاة داخل كيس كبير مكتوب عليه :
"يا أخي لم أجد أي فقير لإعطاء زكاتي, خذ الكيس هذا بلا حرج إذا كنت في حاجة إليه "
و علقه على شجرة في وسط المدينة ..

تذكر كتب التاريخ أن الكيس بقي عالقاً على الشجرة لمدة ثلاثة أشهر

منقول

زهراء 10.01.2013 16:42

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبها pharmacist (المشاركة 142846)
عهود ذهبية
http://www.smailat.com/smile_albums/...0286667803.gif
أراد أحد المسلمين أن يخرج زكاته في عهد السلطان محمد الفاتح ,
إلا أنه لم يجد فقيراً ، وبعد البحث عن أي فقير عدة أيام ولم يجد
قام بوضع مال الزكاة داخل كيس كبير مكتوب عليه :
"يا أخي لم أجد أي فقير لإعطاء زكاتي, خذ الكيس هذا بلا حرج إذا كنت في حاجة إليه "
و علقه على شجرة في وسط المدينة ..

تذكر كتب التاريخ أن الكيس بقي عالقاً على الشجرة لمدة ثلاثة أشهر

منقول

سبحان الله..ولأن الشيء بالشيء يذكر..

طلب سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه من أهل حمص وذلك عندما كان أميرًا للمؤمنين أن يعدوا له قائمه بأسماء الفقراء في البلدة
قائمة أفقر الفقراء كما اليوم هناك في زماننا قائمة بأغنى أغنياء العالم ؟
ربما تكون إمرأة أرملة أو مطلقة !!
ربما مديون ..
ربما أبٌ أو أم كبار في السن تخلى عنهما أبناؤهما .. فهم لا يسألون الناس إلحافا ولا يجدون ما يسد رمقهم بعد كبرهم وضعفهم


ربما.. وربما.. وربما ... أي أحد من هؤلاء أن يتربع على رأس قائمة الفقراء
فالصور كثيرة والأسباب متنوعة .


ولكن أتدرون من كان على رأس هذه القائمة ؟؟

إنه .. واليهم


أيعقلُ هذا ؟؟

أيكون واليهم أفقرهم ؟؟


إنه الصحابي الجليل سعيد بن عامر رضي الله عنه وبالإجماع من أهل حمص !!!!
واليهم وحاكمهم هو من يتربع على رأس قائمة الفقراء وبلا منازع !! !!!!

ولا عجب من ذلك التصنيف حيث كانوا يعتبرون المنصب تكليفًا لا تشريفًا وليست هذه حالة نادرة أو شاذة..
بل سار عليها معظم سلفنا الصالح ليس ابتغاء للشهرة والمدح أو لتسجيل رقم قياسي..
بل ورعًا وتقوى وزهدًا في الدنيا

نعم هكذا كان أجدادنا ؟؟؟

pharmacist 11.01.2013 11:27

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبها زهراء (المشاركة 142888)

سبحان الله..ولأن الشيء بالشيء يذكر..
طلب سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه من أهل حمص وذلك عندما كان أميرًا للمؤمنين أن يعدوا له قائمه بأسماء الفقراء في البلدة
قائمة أفقر الفقراء كما اليوم هناك في زماننا قائمة بأغنى أغنياء العالم ؟
ربما تكون إمرأة أرملة أو مطلقة !!
ربما مديون ..
ربما أبٌ أو أم كبار في السن تخلى عنهما أبناؤهما .. فهم لا يسألون الناس إلحافا ولا يجدون ما يسد رمقهم بعد كبرهم وضعفهم
ربما.. وربما.. وربما ... أي أحد من هؤلاء أن يتربع على رأس قائمة الفقراء
فالصور كثيرة والأسباب متنوعة .
ولكن أتدرون من كان على رأس هذه القائمة ؟؟
إنه .. واليهم
أيعقلُ هذا ؟؟
أيكون واليهم أفقرهم ؟؟
إنه الصحابي الجليل سعيد بن عامر رضي الله عنه وبالإجماع من أهل حمص !!!!
واليهم وحاكمهم هو من يتربع على رأس قائمة الفقراء وبلا منازع !! !!!!
ولا عجب من ذلك التصنيف حيث كانوا يعتبرون المنصب تكليفًا لا تشريفًا وليست هذه حالة نادرة أو شاذة..
بل سار عليها معظم سلفنا الصالح ليس ابتغاء للشهرة والمدح أو لتسجيل رقم قياسي..
بل ورعًا وتقوى وزهدًا في الدنيا
نعم هكذا كان أجدادنا ؟؟؟



جميع الأوقات حسب التوقيت الدولي +2. الساعة الآن 03:05.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.