ضربة قاسية في القرن التاسع عشر تلقى طفل عمره عشر سنوات ضربة قاسية .. فقد كان والده في السجن وكان الطفل يعاني من الجوع الذي يقرص معدته ولكي يجد الطفل ما يأكله حصل على وظيفة لاصق عناوين على قوارير الصبغة السوداء في مخزن كئيب مليء بالفئران, وكان ينام في غرفة موحشة أعلى المنزل مع طفلين آخرين متسولين. وبينما كان يحلم سرا أن يصبح كاتبا ونظرا لأنه لم يتعلم سوى أربع سنوات في حياته فقط, فقد كان قليل الثقة في قدراته ولكي يتفادى ضحكات أصدقائه الساخرة كان يتسلل في آخر الليل خارج الغرفة في ليالي الشتاء الانجليزي القارص كي يكتب القصص ويرسلها إلى الصحف كان يتحمل آلام البرد الشديد خارج الغرفة والإجهاد من عمل طوال اليوم وأحيانا ألم الجوع من أجل حلمه في أن يكون كاتبا مرموقا. وأرسل بالبريد أول عمل تخطه يده, ثم رفضت كتاباته قصة بعد قصة إلى أن تم أخيرا قبول واحدة لكنه لم يتقاضى ثمنا لها ومع ذلك استمر لأن أحد المحررين امتدح كتاباته, وغيّر هذا المديح حياة الشاب وكان له مثل شمعة في ليلة مظلمة, ولولا تشجيع ذلك المحرر لقضى حياته كلها يعمل في مصنع يعج بالفئران. ربما سمعتم عن ذلك الولد الذي أحدثت كتبه العديد من الإصلاحات في معاملة الأطفال والفقراء داخل المجتمع الانجليزي, هو الكاتب الانجليزي الشهير تشارلز ديكينز صاحب كثير من القصص الرائعة التي أصبحت علامة في تاريخ الأدب الانجليزي. منقول |
المحتال وزوجته قرر المحتال وزوجته الدخول إلى مدينة قد أعجبتهم ليمارسا أعمال النصب و الاحتيال على أهل المدينة في اليوم الأول : اشترى المحتال حمـــارا وملأ فمه بليرات من الذهب رغما عنه، وأخذه إلى حيث تزدحم الأقدام في السوق لمح الحمـــار ما لفت نظره في السوق فنهق فتساقطت النقود من فمه فتجمع الناس حول المحتال الذي اخبرهم أن الحمــار كلما نهق تتساقط النقود من فمه بدون تفكيرا بدأت المفاوضات حول بيع الحمــار, اشتراه كبير التجار بمبلغ كبير لكنه اكتشف بعد ساعات بأنه وقع ضحية عملية نصب غبية فانطلق فورا إلى بيت المحتال وطرقوا الباب قالت زوجته انه غير موجود لكنها سترســـل الكلب وسوف يحضره فــــــورا .فعلا أطلقت الكلب الذي كان محبوسا فهـــرب لا يلوي على شيء، لكن زوجها عاد بعد قليل وبرفقته كلب يشبه تماما الكلب الذي هرب. طبعا، نسوا لماذا جاؤوا وفاوضوه على شراء الكلب ، واشتراه احدهم بمبلغ كبير طبعا ثم ذهب إلى البيت وأوصى زوجته أن تطلقه ليحضره بعد ذلك فأطلقت الزوجة الكلب لكنهم لم يروه بعد ذلك عرف التجار أنهم تعرضوا للنصب مرة أخرى فانطلقوا إلى بيت المحتال ودخلوا عنوة فلــم يجــدوا سوى زوجته ، فجلسوا ينتظرونه ولما جاء نظر إليهم ثم إلى زوجته ، وقــــال لها:لمـــاذا لم تقومي بواجبـــات الضيافة لهـــؤلاء الأكـــارم؟؟ فقالت الزوجة : إنهم ضيوفك فقم بواجبهم أنت. فتظاهر الرجل بالغضب الشديد وأخــرج من جيبه سكينا مزيفا من ذلك النوع الذي يدخل فيه النصل بالمقبض وطعنها في الصدر حيث كان هناك بالونا مليئا بالصبغة الحمراء، فتظاهرت بالموت صار الرجال يلومونه على هذا التهور فقال لهم :لا تقلقوا ... فقد قتلتها أكثر من مرة وأستطيع أعادتها للحياة وفورا اخرج مزمارا من جيبه وبدأ يعزف فقامت الزوجة على الفور أكثر حيوية ونشاطا،وانطلقت لتصنع القهوة للرجال المدهوشين نسى الرجال لماذا جاءوا ، وصاروا يفاوضونه على المزمار حتى اشتروه بمبلغ كبير، وعاد الذي فاز به وطعن زوجته وصار يعزف فوقها ساعات فلم تصحو، وفي الصباح سأله التجار عما حصل معه فخاف أن يقول لهم انه قتل زوجته فادعى أن المزمار يعمل وانه تمكن من إعادة إحياء زوجته،فاستعاره التجار منه وقتل كل منهم زوجته. بالتالي طفح الكيل مع التجار فذهبوا إلى بيته ووضعوه في كيس وأخذوه ليلقوه بالبحر.ساروا حتى تعبوا فجلسوا للـــراحة فنــاموا. صار المحتال يصرخ من داخل الكيس فجاءه راعي غنم وسأله عن سبب وجوده داخل كيس و هؤلاء نيام فقال له بأنهم يريدون تزويجه من بنت كبير التجار في الإمارة لكنه يعشق ابنة عمه ولا يريد بنت الرجل الثري. طبعا ... أقتنع صاحبنا الراعي بالحلول مكانه في الكيس طمعا بالزواج من ابنه تاجر التجار، فدخل مكانه بينما اخذ المحتال أغنامه وعاد للمدينة ولما نهض التجار ذهبوا والقوا الكيس بالبحر وعادوا للمدينة مرتاحين.لكنهم وجدوا المحتال أمامهم ومعه ثلاث مئة رأس من الغنم. فسألوه فأخبرهم بأنهم لما القوه بالبحر خرجت حورية وتلقته وأعطته ذهبا وغنما وأوصلته للشاطئ أخبرته بأنهم لو رموه بمكان ابعد عن الشاطئ لأنقذته أختها الأكثر ثراء التي كانت ستنقذه وتعطيه آلاف الرؤوس من الغنم وهي تفعل ذلك مع الجميع كان المحتال يحدثهم وأهل المدينة يستمعون فانطلق الجميع إلى البحر والقوا بأنفسهم فيه (عليهم العوض) وصارت المدينة بأكملها ملكا للمحتال الممثلون حسب الظهور : المحتال = إسرائيل زوجة المحتال = الغرب أهل المدينة = العرب منقول |
عملية قياس غبية يحكى أن تاجر ذهب مر بأيام عجاف في تجارته في الذهب فأفلس .. دخل على زوجته وهو مغموم مهموم من إفلاسه .. فما كان من زوجته إلا أن أخذت بيديه وقالت له : تعال معي إلى المستودع عندي لك ما يزيل لك همك .. عندما وصلت الزوجة مع زوجها تاجر الذهب للمستودع .. توقفت أمام عدد من الصناديق .. فتح الرجل الصناديق فوجدها مملوءة ذهبا... تعجب .. فرك عينيه .. لمس الذهب فوجده ذهبا حقيقيا .. تعجب .. وقال لزوجته .. من أين لك هذا ؟؟؟ قالت له : زوجي العزيز لقد كنت كلما أتيت بدفعة ذهب من تجارتك أنزل إلى مستودع البضائع.. وآخذ قطع من الذهب .. أضعها في تلك الصناديق .. وأقول : .. الذهب الأصفر لليوم الأسود .. هيا خذ ذلك وأعد أمجاد تجارتك... فرح زوجها بها وكافئها بعد انتعاش تجارته .. سمعت بتلك القصة زوجة بائع الأجندات .. وكانت دائمة الخلاف مع زوجها .. فقالت سأكسب وده.. وأعمل كما عملت زوجة تاجر الذهب .. صارت كلما أتت دفعة من الأجندات تحمل منها .. مجموعة كبيرة جداً وتقول في نفسها أجندة اليوم الأبيض لليوم الأسود .. نتيجة لعملتها تلك .. أفلس زوجها .. وهو مستغرب من الفروقات التي تحصل له دخل الرجل إلى بيته مهموم .. موجوع .. مما به.. سألته ما بك يا رجل ؟؟؟ قال لها .. لقد أفلست .. وحكى لها ما حصل معه .. بكل ثقة في نفسها .. قالت له أبشر .. سأزيل ضائقتك ... اتبعني.. قادته إلى غرفة كبيرة كانت تخزن فيها الأجندات التي تأخذها من وراءه .. سألها من أين لك هذا ؟؟؟؟؟؟ أدرك التاجر سبب إفلاسه.... وقال لها يا جاهلة ... الأجندات لها تواريخ تنتهي بنهاية العام . وهذه حصيلة أعوام ...في ماذا تفيدني الآن .....اذهبي فأنت طالق ... ما أغبى هذا القياس ... فلننتبه ... ولندرك ذلك منقول |
الاهتمام بالآخرين ... منطقة جوع نفسية زار أحد السياح الفرنسيين جزيرة جرسي في انكلترا بهدف رؤية الآثار والمكان الذي كان يعيش فيه الأديب فيكتور هيجو، وعندما سأل أهل الجزيرة عنه فوجئ بجهلهم بوجود هذا الأديب أصلاً في جزيرتهم، رغم شهرته الواسعة في بلاده والعالم... وتبين بعد تحليله للأمور، أن الأديب الكبير عندما نفي للجزيرة، تجاهل الانجليز ولم يهتم حتى بتعلم لغتهم، وكان يقول: إذا شاءت انكلترا أن تتحدث إليَّ فلتتعلم لغتي ... لذلك عاقبه الناس فيها بعدم الاهتمام به، فعاش وحيداً معزولاً في حياته ومنسياً بعد موته... منقول |
الوهم آفة مدمرة .. ومرض قاتل يحكى أن عملاقاً بلغ من القوة ما يدهش ويحيّر , وطبقت شهرته الآفاق , وترامت أنباؤه حتى وصلت إلى عملاق آخر في بلد قريب , فأحب أن يتعرف إلى ذلك الذي يتحدث عنه الناس , فأرسل إليه رسالة لطيفة يطلب وده ويعرض صداقته , ولكن خاب ظنه حين جاءه الجواب القاسي ينهاه عن التطاول فوق مرتبته ... فصمم على الانتقام لشرفه من هذا المغرور الذي أساء الأدب في رده فخرج يسعى إليه حتى وصل إلى مشارف أرضه , ولما سمع المغرور وقع أقدام خصمه تهز الأرض خارت قواه , وتغير لونه .. أدركت امرأته حاله , فأشارت عليه أن يندس في الفراش, وألقت عليه دثاراً .. ولما وصل الخصم الهائج سألها عن المغرور الذي لا يعرف قدر الناس .. فطلبت منه ألا يرفع صوته حتى لا يوقظ الطفل النائم , وأشارت إلى قدميه وقد برزتا من تحت الدثار , فلما رآهما هذا الذي ما عرف قلبه الخوف , صمت قليلاً كأنما ألقي عليه دلو من الماء البارد , ثم قال في نفسه : " طفل ... ؟ ! فكيف يكون الأب إذاً ... ؟ ! " .. ثم أطلق ساقيه للريح عائداً من حيث أتى . منقول |
هل فات الأوان لتبدأ من جديد ؟ إن فرص النجاح متاحة لكل واحد منا , إذا عرف كيف يكتشف منطقة تفوقه والبحث عن هذه المنطقة ليس بمشكلة كما قد يتصور البعض منا , ولو أننا نخصص من وقتنا بضع ساعات يومياً , نخلو فيها إلى أنفسنا لنبحث عما في داخل رؤوسنا من أفكار لاستطعنا بمجهود بسيط أن نضع أقدامنا على بداية الطريق الذي يوصلنا إلى ما نتطلع إليه من نجاح وفلاح في حياتنا كلها . يروي برنالد هالدين في كتابه " كيف تجعل من النجاح عادة ؟ " قصة رجل جاوز الثالثة والأربعين من عمره , جاءه يوماً يقول : " درست القانون وأنا أعمل اليوم محامياً , ولكنني أشعر بعد مرور خمسة عشر عاماً على ممارستي لهذه المهنة , أنني لم أحقق النجاح الذي كنت أتطلع إليه وأنا طالب في كلية الحقوق , لم أكمل تعليمي بعد ! ".. وقال هالدين : " وقلت للرجل : عد إلى سنوات طفولتك وصباك , حاول أن تتذكر عملاً , أي عمل قمت به وشعرت بلذة ومتعة وأنت تؤديه , ألم يكن لك أي ميول أو اتجاهات أخرى في أي مجال ؟ " . وجلس الرجل صامتاً يفكر فترة طويلة , وفي النهاية بدأ يتكلم وكأنه تذكر شيئاً .. وبدأ يروي قصته , قال : " لقد كان والدي يمتلك بندقية صيد كبيرة .. وكان قد كف عن ممارسة هواية الصيد لفترة طويلة , ثم قرر فجأة أن يعود إليها , وبحث عن بندقيته فلما وجدها كان الصدأ قد علاها , وأصبحت غير صالحة للاستعمال فما كان منه إلا أن ألقى بها جانباً وقرر العدول عن الخروج مع رفاقه للصيد ! .. وكنت يومها صبياً لم أتجاوز عشرة من عمري , وكنت أحب والدي , وما كدت أراه يعود إلى مقعده وشعل الغليون بين شفتيه , ويجلس في ملل يرقب النار المشتعلة في المدفأة , حتى شعرت بالأسف من أجله ! وعدت إلى البندقية وحملتها في هدوء إلى غرفتي , ثم أغلقت الباب عليّ , بعد أن قررت بيني وبين نفسي أن أفعل كل ما في وسعي لأعيدها إلى ما كانت عليه وفي اهتمام شديد , رحت أفك أجزاءها قطعة بعد قطعة ثم نظفتها وأزلت الصدأ الذي كان يكسوها , وأعدتها إلى ما كانت عليه , إنني لا استطيع أن أنسى ذراعي والدي القويتين وهما يرفعانني في الهواء ثم يهبطا بي مرة أخرى وهو يصيح : " فليباركك الله يا بني " . عندما عدت إليه ببندقيته صالحة للاستعمال مرة أخرى .. لقد أحسست يومها بفخر وزهو لا يعادلهما شئ في الدنيا .. لقد منحني والدي يومها جنيهاً مكافأة لي " . ويقول هالدين : " وعدت أسأل صاحبي : هل قمت بأعمال مماثلة بعد ذلك , هل أعدت محاولاتك لإصلاح شئ خرب في البيت ؟ " .. قال : " نعم , فعلت , لقد أصلحت ماكينة الحياكة التي تملكها أمي , وأعدت التيار الكهربائي بعد أن قطع مرة عن البيت , وأصلحت دراجة أختي الصغيرة .. وفي كل مرة كنت أجد متعة وأنا أقوم بهذه الأعمال " . وقلت للرجل أخيراً : " إن مكانك يا صديقي في مصنع كبير لا في مكتب المحاماة ! " .. - ولكنني درست القانون لأن والدي أراد لي هذا الطريق ! .. - ولماذا لا تدرس الهندسة ؟! .. - أن أعود طالباً بعد أن جاوزت الأربعين ؟!.. - بالضبط .. التحق بكلية الهندسة وتعلم , فقد خلقت لتكون مهندساً ! .. نظرة إلى الأمام هذا المحامي الفاشل أصبح واحداً من أشهر مهندسي بريطانيا بعد أن جاوز الخمسين من عمره يا له من مستوعب للمواهب , لم تمسسه يد , ذلك الذي كان يختفي داخل هذا الرجل الذي تصور في لحظة من لحظات حياته أن الفشل هو نصيبه من هذه الحياة منقول |
تجنب الوقوع في فخ ..جَلْد الذات كان مارك طاهياً كبيراً , ولقد كان يدير مطعماً ناجحاً , ويؤرقه طموح واحد : أن يزكي مطعمه داخل مطبوعة ( دليل الطعام الجيد)! لقد اعتقد أنه ليس بالكفاءة التي تجعله جديراً ولو بإشارة عابرة عنه , وهو مثل كثير من الناس , وكانت تغلب عليه شكوكه الذاتية, ثم حدث أن هبط الشرف العظيم في أحد الأيام, واعترفوا .. بتميزه في مقالة رائعة إلا أنه لم يشعر مع ذلك بالسعادة ! ... لقد كان راغباً في أن يحظى بهذا الشرف طيلة حياته العملية , ولكنه الآن وبعد أن حصل عليه بات يشعر بالشقاء والتعاسة ! لماذا ؟ .. لأنه بدلاً من أن يقيم نفسه بطريقة أفضل نتيجة لهذا الإنجاز الذي حققه , عمد إلى الإقلال من قيمة رأي دليل الطعام الجيد ! وكانت أموره تمضي على هذا النحو : ليس هناك الكثير من الأهمية لتضميني داخل الدليل ما دام يتضمن غيري من أمثالي ! .. منقول |
سقط فارتفع تحكي كتب التاريخ أن يوليوس قيصر تعثّر أثناء نزوله من سفينة على شواطئ إفريقيا ووقع على الأرض، ومثل هذا المشهد قادر على بثّ الوهن بين الجنود واعتباره نذير شؤم؛ لكن يوليوس قيصر -المعروف بسرعة بديهته وموهبته في الارتجال- فتح ذراعيه كاملتين، ثم احتضن الأرض وقبّلها؛ وذلك كرمز للاشتياق للفتح والانتصار؛ فتبسّم جنوده واستبشروا خيراً. إن من أهم القوانين التي نحتاج إلى أن نقف عندها كثيراً لفهم واقعنا بشكل أفضل؛ ذلك الذي يقول: لا تدع الأشياء التي ليس لك يدٌ في تغييرها، تأخذك عن الأشياء التي لك يد في تغييرها. إن أمر الله قائم، ومن الفطنة التي تبعث السعادة والسرور أن نتعامل مع قضاء الله تعاملاً إيجابياً؛ فيرى الله منا تسليماً لقضائه، ورضى بقدره، وامتثالاً لأمره. منقول |
اليأس يدعونا للجلوس على المقعد الرمادي زعموا أن بطة رأت في الماء ضوء كوكب فظنته سمكة، فحاولت أن تصيدها، فلما جربت ذلك مراراً علمت أنه ليس بشيء يصاد فتركته. ثم رأت من بعد ذلك سمكة، فظنت أنها مثل الذي رأته بالأمس فتركتها ولم تطلب صيدها. وهكذا أضاعت البطة فرصة صيد السمكة بسرعة استسلامها إلى اليأس وتكاسلها عن المحاولة منقول |
ماذا أخفى جحا داخل المنديل؟! ذات صباح قام جحا، وهو حكيم كبير طالما تظاهر بالجنون بلف بيضة في منديل، وذهب إلى وسط ميدان يقع في مدينته، ثم قال موجها كلامه للمارة : ـ ستقام اليوم مسابقة مهمة فمن يكتشف الذي في داخل هذا المنديل، سيحصل على ما في داخله كجائزة له! نظر الحاضرون بعضهم إلى بعض في حيرة وتساءلوا : ـ كيف لنا أن نعلم ذلك، فليس أحدنا بمنجم أو عراف! وواصل جحا حديثه في إصرار قائلا: ـ ما بداخل المنديل له قلب أصفر بلون صفار البيض، ويحيط به سائل كلون بياض البيض الذي بدوره يوجد في داخل قشرة يمكن تحطيمها بسهولة، وهو رمز للخصوبة، ويذكرنا بالعصافير التي تطير باتجاه أعشاشها. والآن من يستطيع إخباري بما أخفيه؟! فكر الحاضرون بأن جحا يمسك بيضة بين يديه، ولكن جلاء الإجابة حال دون أن يُعرض أحدهم نفسه للخجل أمام الآخرين. وماذا لو لم تكن بيضة؟ وكانت شيئا آخر ذا أهمية بالغة، نتاج الخيال الخصب للحكماء؟ فالنوة صفراء اللون والسائل المحيط بها لربما يكون مستحضرا كيميائيا... إن هذا المجنون يريد أن يصبح أحدهم مثارا للسخرية! قام جحا بإلقاء السؤال عليهم مرتين متتالين، وأيضا لم يرد أحد.. عندئذ فتح هو المنديل بنفسه، وأظهر البيضة للجميع قائلا: ـ كان جميعكم يعرف الإجابة، ولكن أيا منكم لم يجرؤ على التعبير عن ذلك بالكلمات. إن الحلول قد منحنا الله إياها بكل كرم من عنده، ولكن أولئك الذين اعتادوا البحث عن حلول أكثر تعقيدا ينتهي بهم الحال دون فعل أي شيء! منقول |
حكاية غراب عطش غراب مدة ثلاثة أيام، فصار يبحث عن الماء، و بينما هو يتردّد في طلب الماء،صادف إناء فيه ماء قليل، فصار يدخل منقاره في الإناء فلا يصل إلى الماء، ثمّ تفكّر ، فخطر بباله أنّه إذا ألقى جملة أحجار و حصى في الإناء ارتفع الماء، ففعل ذلك، فارتفع الماء إلى أن أمكنه الشرب و الرّي، فشرب وارتوى. معناها : الفكر الصائب من ذوي الألباب، يكون سببا في تسهيل الأمور الصعاب. منقول |
إنما أبغض فعله مرّ أبو الدرداء على جماعةٍ قد تجمهروا على رجلٍ وجعلوا يضربونه , ويشتمونه .. فأقبل عليهم وقال ما الخبر ؟ قالوا : رجلٌ وقع في ذنبٍ كبير .. قال : أرأيتم لو وقع في بئرٍ أفلم تكونوا تستخرجونه منه ؟ قالوا : بلى قال : لا تسبوه ولا تضربوه وإنما عظوه وبصروه , واحمدوا الله الذي عافاكم من الوقوع في ذنبه .. قالوا : أفلا نبغضه ؟! قال : إنما أبغض فعله , فإذا تركه فهو أخي .. فأخذ الرجل ينتحب ويًعلنُ توبته منقول |
حسن النية كان أحد رجال العرب أجود من في زمانه، فقالت له امرأته يوما: ما رأيت قوما أشد لؤما من إخوانك وأصحابك.. قال: ولم ذلك ؟ قالت: أراهم إذا اغتنيت لزِمُوك، وإذا افتقرت تركوك فقال لها: هذا والله من كرم أخلاقهم يأتوننا في حال قدرتنا على إكرامهم ويتركوننا في حال عجزنا عن القيام بحقهم . علق على هذه القصة أحد الحكماء فقال : أنظر كيف تأول بكرمه هذا التأويل حتى جعل قبيح فعلهم حسنا، وظاهر غدرهم وفاء، وهذا يدل على أن سلامة الصدر راحة في الدنيا.. لترتاح أحسن الظن بالآخرين. منقول |
كن لطيفا عند أول لقاء يذكر أن مجموعه من الضباط سافرو إلى أمريكا في دورة تدريبيه كانت الدورة في التعامل الوظيفي. في أول يوم حضروا إلى القاعة مبكرين جعلوا يتحدثون و يتعارفون . دخل عليهم المدرس فجأة فسكتوا. فوقعت عين المدرس على طالب لا يزال مبتسما فصرخ به لماذا تضحك ؟ قال : عذرا ما ضحكت قال : بلى تضحك ثم جعل يؤنبه أنت إنسان غير جاد المفروض أن تعود لأهلك على أول رحلة طيران لا أتشرف بتدريس مثلك و الطالب المسكين قد تلون وجهه و جعل ينظر إلى مدرسه و يلتفت إلى زملائه و يحاول حفظ ما تبقي من ماء وجهه ثم حدق المدرس فيه النظر عابسا و أشار إلى الباب و قال: اخرج قام الطالب مضطربا و خرج نظر المدرس إلى بقية الطلاب و قال : أنا الدكتور فلان سأدرسكم مادة كذا و لكن قبل أن ابدأ الشرح أريدكم أن تعبئوا هذه الاستمارة دون كتابة الاسم. ثم وزع عليهم استمارة تقييم للمدرس فيها خمسة أسئلة : 1- ما رأيك بأخلاق مدرسك؟ 2- ما رأيك بطريقة شرحه ؟ 3- هل يقبل الرأي الآخر؟ 4- ما مدى رغبتك في الدراسة لديه مرة أخرى ؟ 5- هل تفرح بمقابلته خارج المعهد ؟ كان أمام كل سؤال منها الاختيارات .... ممتاز .... جيد .... مقبول .... ضعيف . عبأ الطلاب الاستمارة و أعادوها إليه وضعها جانبا و بدأ يشرح تأثير فن التعامل في الجو الوظيفي ثم قال : أوه لماذا نحرم زميلكم من الاستفادة فخرج إليه و صافحه و ابتسم له و ادخله القاعة ثم قال : يبدو أنني غضبت عليك قبل قليل من غير سبب حقيقي لكني كنت أعاني من مشكله خاصة أدت بي أن أصب غضبي عليك فأنا أعتذر إليك فأنت طالب حريص يكفي في الدلالة على حرصك تركك لأهلك وولدك و مجيئك هنا أشكرك بل أشكركم جميعا على حرصكم و من أعظم الشرف لي أن أدرس مثلكم ثم تلطف معهم و ضحك قليلا ثم أخذ مجموعه جديدة من الاستمارات و قال ما دام زميلكم فاته تعبئة الاستمارة فما رأيكم أن تعبئوها كلكم من جديد. ووزع عليهم الأوراق فعبئوها و أعادوها إليه فأخرج الاستمارات التي عبئوها في البداية و اخرج الأخيرة و جعل يقارن بينها فإذا الخانة الخاصة بضعيف في التعبئة الأولى كلها مليئة أما الثانية لا فيها ضعيف و لا مقبول أبدا فضحك و قال لهم : كان ما رأيتم دليلا عمليا على تأثير التعامل السيئ على بيئة العمل بين المدير و موظفيه و ما فعلته كان تمثيلا عمليا أردت أن أجريه أمامكم فانظروا كيف تغيرت نظرتكم بمجرد تغير تعاملي معكم. هذا من طبيعة الإنسان .. فلا بد من مراعاته .. خاصة مع من تلتقي بهم لمرة واحدة فقط .. كن لطيفا عند أول لقاء في الغالب أن أول لقاء يطبع أكثر من 70 % من الصورة عنك و هو ما يسمي بالصورة الذهنية. منقول |
وصفتها بأنها إنسانة (رائعة) لم تصدق مريضة صحت من غفوة غشتها أثناء عملية علاج بالحقن الصينية أنها وحيدة بمبنى العيادة، و20 حقنة مغروزة في مختلف أنحاء جسدها. الأدهى أن المريضة لم تغضب، بل تفهمت جيدا موقف الطبيبة التي نستها وأغلقت عيادتها ومضت في سبيلها، معتقدة أنها ستعود في الرابعة من مساء اليوم التالي لتفتح عيادتها وتستقبل مرضاها كالعادة. وفي لقاء مصور على الهواء مباشرة، ومن أمام باب العيادة، وقفت المريضة (41 سنة) تحكي لصحافي ومصور من برنامج (النمسا هذا المساء)، وبرفقتها متحدث باسم الشرطة ورجلان من فرقة الإنقاذ، كيف أنها غفت أثناء انهماك الطبيبة في إجراء غرز الإبر، مشيرة إلى أن تلك لم تكن المرة الأولى التي تخضع فيها لإجراء علاج مماثل على يد الطبيبة نفسها، وكيف أنها حينما تنبهت لوجودها وحيدة لم تتوقع أبدا أن لا تجد الطبيبة هناك، شارحة كيف أنها انتظرت ثم انتظرت عودة الطبيبة لخلع الإبر، لتكتشف عندها أن العيادة مغلقة تماما. المريضة وصفت في حكايتها كيف أن القلق قد ساورها؛ ليس من الإبر فحسب، بل ومن الحبس الذي تعيشه، واصفة كيف أنها تدريجيا بدأت في لملمة نفسها، ومن ثم بدأت نزع الإبر واحدة تلو الأخرى، مضيفة أنها لم تطلب رقم الشرطة إلا عندما فشلت تماما في فتح باب الخروج من العيادة، حيث حضر فريق منها مصحوبا برجلين من رجال المطافئ، أقنعوها، بدورهم، بضرورة استدعاء صحافي ومصور من التلفزيون الحكومي لتوثيق حادث غريب وغير مسبوق. من جهة ثانية، تعذر ظهور الطبيبة، التي تحدثت مع مريضتها هاتفيا مبدية اعتذارها وراجية الصفح وقبول دعوة لجلستي علاج مجانيتين مع باقة ورود للمريضة. بقي أن نشير إلى أن المريضة تفهمت أن حالة النسيان التي وقعت للطبيبة جاءت نتيجة ضغوط الحياة، التي كانت أيضا وراء نومها أثناء غرز الإبر؛ فلم تظهر أي مشاعر غضب أو استياء، بل ظلت هادئة، على الرغم مما غمر عينيها من دموع حاولت إخفاءها، واصفة الطبيبة بأنها إنسانة (رائعة). طريقة تفكير بمنظور مختلف وجميل ، ليتنا نستطيع أن نفكر مثلها ، كانت الأمور اختلفت كثيرا منقول |
الببغاء الصامت يحكى أن سيدة ثرية كانت تشتكي من الوحدة فقررت أن تشتري ببغاء يستطيع الكلام حتى يؤنس عليها وحدتها . فذهبت إلى محل بيع الطيور واشترت ببغاء جميل أكد لها البائع بأنه يتكلم ووضعته في منزلها في قفص كبير اشترته من نفس البائع . وبعد أيام عادت السيدة للمتجر وهي مستاءة جداً . سألها البائع عن حال الببغاء قالت: ( إنه لا يتكلم ). فسألها البائع : ( هل اشتريت له سلماً ) ، فقالت له : (لا) ، فقال لها : ( إن الببغاوات يحبون السلالم بل يعشقون الصعود والترقي عليها ). ثم أخرج لها سلماً مميزاً وطلب منها وضعه في القفص . إلا أن السيدة لاحظت أنه مر يومين والببغاء لم يتكلم أيضاً فقررت العودة للمتجر مرة أخرى وهي غاضبة . وبمجرد دخولها للمتجر : نظرت للبائع وقالت بغضب : ( لم يتكلم حتى الآن ) . فسألها البائع مندهشاً : ( هل اشتريتِ له مرآة؟ ) ، فقالت له : ( لا ) ، فقال لها: ( إن الببغاوات يحبون المرايا ) . فذهبت السيدة واشترت مرآة ووضعتها له في القفص . إلا أن الببغاء لم يتكلم هذه المرة أيضاً فقررت العودة للمتجر مرة أخرى وهي أشد غضباً مما سبق . ولما دخلت المتجر سألها البائع عن سبب غضبها ، فأجابت بأن الببغاء لم يتكلم حتى بعد أن أحضرت له المرآة . فقال لها البائع ناصحاً : ( هل اشتريتِ له أرجوحة ؟ ) ، فقالت له : ( لا ) ، فقال لها: ( إن الببغاوات يحبون الاستمتاع باللعب بالأرجوحة لأنها تدخل على نفوسهم البهجة ) . ثم أخرج لها أرجوحة مخصصة للببغاوات ، فاشترتها منه وهي مسرورة ، وذهبت للمنزل ووضعتها في قفص الببغاء . إلا أنه أيضاً مرت ثلاثة أيام ولم يتكلم ، عندها ازداد غضب السيدة أكثر واتجهت لمتجر بيع الطيور ، وهذه المرة بمجرد دخولها أدرك البائع أن سبب غضبها أن الببغاء لم يتكلم أيضاً . فقال لها بسرعة : ( هل ملأتِ له القفص بالورود ؟ ) فأجابت السيدة بالنفي ، فقال لها: ( إن هذا الببغاء يحب أن يعيش في بيئة مليئة بالورد) . ذهبت السيدة واشترت بعض الورود ووضعتها داخل القفص وعلى جانبيه وحتى على طاولات المنزل . إلا إنها عادت للمتجر بعد أسبوع آخر حزينة جداً ، ولما سألها البائع عن سبب حزنها قالت له: ( لقد مات الببغاء ) ! قال لها البائع مندهشاً : (هل قال شيئاً قبل أن يموت؟ ) ، فقالت له: ( نعم ، لقد كانت المرة الوحيدة التي يتكلم فيها ) . قال البائع: وماذا قال ؟ . ردت السيدة قائلة : كانت أول وآخر جملة ينطق بها : أليس في هذا المنزل طعام وشراب ؟ ! . الفائدة : أنانية تلك المرأة أنستها واجباتها البسيطة تجاه ذلك الكائن الحي فكل همها تحقيق رغبتها في كلام الببغاء على حساب أي شيء .. إن هذه المرأة لم تبحث الاحتياجات الأساسية للببغاء أو نسيت أن له احتياجات أهم من المظاهر الخارجية وهذا ينطبق على الإنسان أيضا سنجد أننا كثيرا ما نبحث عن المظاهر الخارجية لنسعده مثل تقديم الهدايا والعزائم والرحلات وغيرها ولم نبحث في أعماقه لنعمل على إسعاده ونشبع احتياجاته الأساسية من تقدير ورعاية وحب واهتمام. منقول |
من راعي إلى والي!!! قد تجد الخير في غير الذي كنت تحسبه.. تجميد العقل على فكرة واحدة قد يصاحبه ضياع وتنويع الأفكار والتجربة تكشف لك من الخير ما لم تكن تعلم.. فقط فكّر فإذا عزمت فتوكل على الله ، واجعل قدوتك الصحابي الجليل (عقبة بن عامر الجهني) رضي الله عنه وأرضاه عقبة بـن عامرٍ الجُهني لم يَشهد موكبَ رسول الله صلوات الله وسلامه عليه عندما وصل إلى المدينة. ولم يَسعد باستقبالِه مع المُستقبلين. ذلك، لأنه كان قد خَرجَ إلى البوادِي بغنيماتٍ له، ليرعاها هناك، بعد أن اشتدَّ عليها الجوع وخاف عليها الهلاك، وهي كل ما يَملك من حُطام الدنيا قال عقبة: قدِمَ رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وأنا في غنيمة لي أرعاها، فما إن بلغني خبرُ قدومه حتى تركتها ومضيتُ إليه لا ألوي على شيء فلما لقيته قلت: تبايعني يا رسول الله؟ قال: ( فمن أنت ) قلت: عقبة بن عامرٍ الجهني، قال: ( أيما أحبُّ إليك: تبايعني بيعة أعرابية أو بيعة هجرةٍ؟ ) قلت: بل بيعة هجرةٍ، فبايعني رسول الله صلى الله عليه وسلم على ما بايعَ المهاجرين، وأقمتُ معه ليلةً ثم مضيتُ إلى غنمي. الصحبة الصالحة وكنا اثني عشرَ رجلاً ممن أسلموا نقيمُ بعيداً عن المدينة لنرعى أغنامَنا في بَواديها. فقال بعضُنا لبعضٍ: لا خيرَ فينا إذا نحنُ لم نقدمْ على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً بعدَ يومٍ، ليفقهنا في ديننا، ويُسمعنا ما ينزل عليه من وحي السماء، فليمضِ كل يومٍ واحدٌ منا إلى يثرِبَ وليترُك غنمه لنا فنرعاها له. فقلت: اذهبوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم واحداً بعد آخر وليَترُك لي الذاهبُ غنمه؛ لأني كنتُ شديد الإشفاق على غنيمتي من أن أتركها لأحد. اللحظة الحاسمة واتخاذ القرار يكمل عقبه فيقول: ثم طفقَ أصحابي يَغدو الواحدُ منهم بعد الآخر على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويتـركُ لي غنمه أرعاها له، فإذا جاء، أخذتُ منهُ ما سمع، وتلقيت عنه ما فقه، لكنني ما لبثتُ أن رجعتُ إلى نفسي وقلتُ: ويحَك! أمِن أجل غنيماتٍ لا تسمن ولا تغني تفوتُ على نفسك صُحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والأخذ عنه مشافهةً من غيرِ واسطة؟! ثم تخليتُ عن غنيماتي، ومضيتُ إلى المدينة لأقيمَ في المسجد بجوار رسول الله صلى الله عليه وسلم. كان قراره رضي الله عنه قرار شجاع وحازم تخلى عن فكرة لأجل فكرة أخرى فمازال يصاحب رسول الله ويقود له بغلته وأحيانا يركب خلفه حتى سمي رضي الله عنه (رديف رسول الله) من رعي الغنم إلى عالم كبير ومجاهد عظيم شُغِف بالعلم فكانت مدرسة رسول الله خير مدرسة وأفضلها يشرب من مناهلها العذبة حتى غدا مقرئا وفقيها وعالما بالمواريث وشاعرا وكان إلى جانب العلم شغوف بالجهاد حتى أنه حفظ جميع أحاديث الجهاد وعلمها للناس.. وكان يتعلم الرمي وأنه دأبَ على حذقِ الرِّماية حتى إنه إذا أراد أن يتلهى تلهَّى بالرَّمي. وشهد أحد وكان في جيش دمشق و أبلى بلاء حسنا فأرسله أبو عبيدة الجراح ليبشر عمر بن الخطاب بفتح دمشق فكان هو من بشر عمر الفاروق رضي الله عنهم وأرضاهم ، وكان ممن شارك في فتح مصر وصار واليا عليها. ولما حضرته الوفاة أوصى أبنائه وصية جليلة : يا بني أنهاكم عن ثلاثٍ فاحتفظوا بهنّ : لا تقبلوا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا من ثقةٍ، ولا تستدينوا ولو لبستمُ العباءَ ولا تكتبوا شعراً فتشغلوا به قلوبكمْ عـن القرآن. ووجدوا في تركته بضعا وسبعين قوسا وكان قد كتب القرآن بخط يده رضي الله عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم. الفوائــد : 1-الأهم فالمهم (نسق أمورك ورتبها بحيث لا يطغى أمرا على أمر) فقد كان رضي الله عنه يهتم بأمر غنيماته ولكنه لما علم بقدوم رسول الله ذهب لمبايعته ولم يأبه لغنيماته. 2-احرص على الصحبة الصالحة التي تعينك على أمر دينك ودنياك ، الصحبة التي لا تخفي عنك شيئا قد يستقيم به أمرك ، الصحبة التي تثق بهم وتأمن على مالك ونفسك معهم ، كما هو عقبة وأصحابه رضي الله عنهم عندما اتفقوا أن يذهب كل يوم واحد يأتي لهم بالعلم 3-اشغل وقتك بما يفيدك كان رضي الله عنه له حلم الشهادة والجهاد في سبيل الله (حتى أنه إذا أراد أن يتلهى تلهى بالرمي) ، أي أنه كان يتعلمها في وقت فراغه فعندما تكرس وقتك لهدف فإن كل شي تفعله يوصلك إليه ، حتى في وقت الفراغ. 4-فكر دائما بالأفضل، تخيل لو أن الصحابي عقبة لم يذهب إلى رسول الله وآثر غنيماته واكتفى بما يعلمه أصحابه.. هل سينال شرف صحبة رسول الله ولقب(رديف رسول الله)، هل سينال شرف العلم والجهاد، لا تجمد عملك ولا أفكارك ، فكر بما ينفعك ، جرّب أعمال جديدة ، ثق بالله بأنه لن يتركك ، ولكن قبل كل شي انوِ الخير يقول بن القيم : (النية الصالحة والهمة العالية نفسٌ تضيء وهمةٌ تتوقد ) 5-محطات في حياة الصحابي : 1-اختياره لمبايعة الهجرة لا بمبايعة الأعراب ، 2-اختياره لأن يكون رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم 3- كان هو مبشر الفاروق الذي كان ينتظر بفارغ الصبر خبر فتح دمشق ، كل هذه الأمور تدل على شخص يتوق دائماً للأفضل ، ينظر دائما للقمة وقبل كل هذا من يصدق مع الله يصدق الله معه وينصره ويؤيده وينعم عليه فاسألوا الله من فضله وتذكروا بأن الله كريم فأروه من أنفسكم ما يحب (وما بكم من نعمة فمن الله) منقول |
سجـــــــــن الأفكـــــــــــار؟؟ يُروى أن شاباً كان ينوي زيارة إيطاليا، وقد حدّثه صديق قبل السفر محذراً إياه من اللصوص في ذلك البلد، وشدّد على ذكر منطقة معينة وصفها ببؤرة النشّالين والمحتالين. وسافر الشاب لإيطاليا وهو حذر يترقب. وسأل الله أن يجنبه النشّالين، ومحاذراً من الاقتراب من المنطقة التي شدّد عليها صاحبه. ومن سوء طالعه -أو هكذا بدا له- أن جاءته حوالة، وكان عليه أن يتسلمها من ذات المنطقة المحظورة!! ذهب صاحبنا لتلك المنطقة خائفاً يترقب، نزل من سيارة الأجرة وضربات قلبه تتزايد، وانطلق في اتجاه العنوان، وإذا هو بشاب يناديه بصوت عال: هذا هو ما تم تحذيره منه يقع ! أسرع صاحبنا، وأسرع الشاب خلفه، جرى صاحبنا وجرى الشاب خلفه، اقترب الشاب منه، ولم يعد صاحبنا قادراً على الجري. توقف متوثباً، وقبل أن يقول شيئاً بادره الشاب : "سيدي، لقد سقطت منك محفظتك عند السيارة، هل تتفضل بأخذها؟! توقف عقله للحظة، ومد يدّه وأخذ المحفظة، تلعثمت الكلمات في فمه، وقبل أن يقول شكراً كان الشاب قد مضى في طريقـــــــــــه... همسة في أذنك : أغلبنا يعيش مثل هذه الحالة إنه سجن الأفكار المسبقة!! منقول |
قصتي مع الرجل والعميان السبعة د. جاسم المطوع دخل عليّ رجل يشتكي من سرقة سيارته، وعلمت بعد ذلك أن لديه سبعة أطفال عميان لا يبصرون ، وهذه القصة التي سأرويها لكم ما زلت أتذكرها على الرغم من مرور أكثر من عشرين عاما عليها . عندما كنت وكيلا للنيابة العامة في بداية عملي في سلك القضاء ، دخل مكتبي رجل كبير السن وعلامات الحزن ظاهرة عليه ، وهو يروي لي حادثة سرقة ماله وسيارته . قال: إني عملت خلال السنتين الماضيتين لجمع ألفي دينار لعلاج عيون اثنين من أبنائي ، وقد سمعت عن طبيب جيد خططت أن أسافر له اليوم لإجراء العملية الجراحية بهذا المبلغ ، وقد تركت المبلغ الذي جمعته لهما في السيارة ، إلا أنها سرقت في صباح هذا اليوم فضاع كل جهدي وتعبي . وكنت أستمع له بإنصات ، وأنا أقول في نفسي "سبحان الله ما هذا الابتلاء العائلي" ، فأحببت أن أخفف عنه مصابه فقلت له مسليا : لو كشف الله لك غطاء الغيب ما اخترت إلا الواقع . فشعرت من قسمات وجهه أنه لم يعجبه كلامي ، ولكني مارست عملي ، ثم ودعته ، وانتهى الأمر. وبعد أسبوع من الحادثة اتصل بي رجال المباحث وأبلغوني أنهم وجدوا السيارة المسروقة في الصحراء وليس فيها وقود ، فقالوا ربما سرقها صبيان صغار للتسلية بها ، ولما انتهى الوقود تركوها بالصحراء. فقلت لهم المهم افتحوا درج السيارة وابحثوا لي عن المبلغ الذي تركه ، فأخبروني أنهم وجدوا ألفي دينار. ففرحت كثيرا بهذا الخبر وطلبت منهم أن يحضروا السيارة والمبلغ ، ودعوت الرجل صاحب الشكوى وأنا سعيد ، لأني سأسعده بالخبر وأساعده على استكمال عملية ابنيه ليبصرا من العمى . فلما دخل علي استقبلته بقولي: يا عم عندي لك مفاجأة وبشارة. فرد عليّ بنفس الأسلوب والطريقة ، وقال: وأنا عندي لك مفاجأة وبشارة. فتوقفت قليلا وقلت في نفسي لعل رجال المباحث أبلغوه بالخبر ، ولكني أوصيتهم ألا يخبروه ، فقلت له وأنا على يقين أنه لا يعرف أننا وجدنا السيارة والمبلغ أخبرني ما هي مفاجأتك؟ فقال: أنت أخبرني أولا ما هي بشارتك؟ فقلت: أبشرك أننا وجدنا السيارة سليمة ، وكذلك وجدنا فيها الألفي دينار في المكان الذي وصفته لنا فلم يذهب تعبك سدى. وكنت أقول الخبر وأنا مبتسم وفرحان وأراقب ردة فعله ، فكان يستمع للخبر وكأنه أمر عادي ولم يتأثر به كثيرا ، فقلت في نفسي (الله يستر) ربما حدث شيء لأطفاله ، ثم تمالكت نفسي وقلت له : والآن جاء دورك فأخبرني ما هي بشارتك؟ فقال لي: هل تذكر ما هي الكلمة التي قلتها لي؟ قلت: نعم. فقال: رددها مرة أخرى. فقلت : (لو كشف لك غطاء الغيب ما اخترت إلا الواقع). فقال: ماذا تعني؟ قلت: إن الله تعالى يقدر الابتلاء للإنسان بما فيه مصلحته ، ولكن الإنسان أحيانا يعترض على القضاء ولا يعلم أن ما قدره الله تعالى فيه خير له ، فلو قدر الله لك أمرا تكرهه ثم كشف لك الغيب ، وقال لك يا عبدي اختر أنت أي قضاء تريده أن أقضيه عليك ، فإذا اطلعت على جميع الاحتمالات فإنك ستختار ما اختاره الله لك من قضاء وقدر ، وهذا معنى (ما اخترت إلا الواقع). فابتسم وقال: نعم كلامك صحيح مائة بالمائة ونعم بالله ، فالله لا يختار لعبده إلا الخير. فقلت له: وما هي بشارتك؟ فقال: أبشرك أن الطفلين اللذين جمعت من أجلهما المال قد صارا بعد يومين من حادثة السرقة يبصران كما لو لم يكن بهما شيء ، فقد أبصرا وكأننا عملنا لهما العملية. فقلت له: سبحان الله فانظر إلى الحكمة من قدر الله ولطفه لك ، فقد أخذ الله منك سيارتك ومالك الذي جمعته من أجل علاجهما ، ثم رد على طفليك بصرهما وبعدها رد عليك سيارتك ومالك ، أي نعمة أعظم من هذه! فقال: الحمد لله ، ولكن الإنسان عجول ودائما معترض على قدر الله. فقلت له: نعم (لو كشف لك غطاء الغيب ما اخترت إلا الواقع). فابتسم وانتهى اللقاء ، ولكنه درس لن أنساه . منقول |
كل يرى الحياة حسب منظاره ..! القصة الأولى : تم إرسال بائع أحذية أمريكي في مهمة تستغرق أسبوعين إلى إحدى الدول النامية ليرى إن كانت هناك أي إمكانية لإقامة أعمال فيها . استقل البائع الطائرة وجاب الدولة لمدة أسبوعين ثم عاد ليخبر رئيسه : " أيها الرئيس " لا توجد لنا أي فرصة في هذه الدولة ، إنهم لا يلبسون أية أحذية هناك على الإطلاق " . كان الرئيس رجل أعمال ذكي، وقرر أن يرسل بائعاً آخر في نفس المهمة لنفس الدولة ، استقل البائع الطائرة في رحلة مدتها أسبوعين ، وعندما عاد ، أسرع من المطار إلى شركته مباشرة ودخل على رئيسه والحماس يملؤه : " أيها الرئيس ، لدينا فرصة رائعة لبيع الأحذية في هذه الدولة ، فلا يوجد أحد يلبسها بعد ! القصة الثانية : كان هناك شاعران فرنسيان أيام الثورة وأدخلوا السجن فنظر الأول من فتحة النافذة إلى السماء فقال: يا الله ما أجمله من منظر و الآخر نظر إلى الطين و تشاءم و قال : ما أقبحه من منظر كلاهما في نفس السجن و لكن أحدهما رأى السماء و الثاني رأى الطين و الوحل تعليق : إن الناس يرون نفس الأشياء بأشكال مختلفة ، وإدراكنا يعتمد بدرجة كبيرة على توجهنا الذهني . فاختلاف التوجهات الذهنية بين الناس يجعل ردود أفعالهم متفاوتة فلكل واحد منا وجهة نظر مختلفة و كل واحد منا يرى الحياة حسب منظاره أو يرى بمنظاره الذي وضعه على عينه. فكن جميلا ترى الوجود جميلا. تذكر أنه من الرائع أن يرى الإنسان الجانب الإيجابي من أي أمر مهما كان .. حتى لو كان ظاهر الأمر سلبي منقول |
لوحة السلام عرض أحد الملوك جائزة كبيرة للفنان الذي يستطيع أن يرسم أفضل لوحة للسلام.. حاول العديد من الرسامين وقدموا أعمالهم للملك.. نظر إليها كلها واختار لوحتين فقط أحبهما فعلاً.. كانت اللوحة الأولى عبارة عن بحيرة هادئة تحيط بها جبال توحي بالسلام وسماء زرقاء مع غيوم بيضاء والقليل من الطيور الملونة التي تطير بسلام.. اعتقد كل من رأى الصورة أنها لوحة رائعة للسلام. أما الثانية فكانت مختلفة تماماً تحوي جبالاً أيضا ولكنها وعرة وعارية والسماء غاضبة والمطر ينهمر والبرق يلمع وفي الأسفل إلى جانب الجبل شلالاً يهدر ماء، كان كل من ينظر إليها يؤكد أن لا علاقة لها بالسلام ولكن الملك كان ينظر من منظار أكثر دقة من الآخرين : لقد رأى خلف الشلال شجيرة صغيرة تخرج من شق في الصخر وفي الشجرة عصفورة بنت عشها وفي وسط هذا الطقس السيئ كانت العصفورة الأم تجلس في عشها بسلام تام. كان رجال البلاط متأكدين من الصورة التي سيختارها الملك ولكنهم دهشوا عندما اختار الثانية. وعندما سألوه: لماذا اختارها؟ ابتسم وقال : السلام لا يعني أن تكون في مكان كل شيء فيه على ما يرام دون ضجة أو صعوبات.. السلام هو أن تجد نفسك وسط كل أنواع التحديات وتحافظ على هدوئك. فتنظر إلى شروق الشمس وأنت تبتسم وتجد الجمال في لون زهرة صغيرة والمتعة في حركات الفراشة.. منقول |
المتفائل والمتشائم هذه قصة توأمين متماثلين: أحدهما متفائل يحدوه الأمل دائما حيث كان دائماً يقول : " كل شيء في الدنيا جميلٌ كالورد" أما الآخر فكان حزيناً ومتشائماً ويائساً. ولذلك اضطر الوالدان أن يأخذانهما إلى الطبيب النفسي في المنطقة. وقدم الطبيب اقتراحاً للوالدين وهو خطة لموازنة شخصية التوأمين. فقال لهما الطبيب: " في يوم عيد ميلادهما, يجب أن يكون كل منهما في غرفة منفصلة كي يفتح كل منهما هداياه, ويجب أن تعطوا الطفل المتشائم أفضل الهدايا التي يمكنكما شراؤها, وتعطوا المتفائل صندوق به علف" نفذ الوالدان التعليمات ولاحظا النتائج بكل حرص, عندما اختلسا النظر ليريا المتشائم فسمعاه يشتكي بصوتٍ عالٍ: " أنا لا أحب لون هذا الحاسوب وأنا على يقين أنه سوف ينكسر... أنا لا أحب هذه اللعبة.. أنا أعرف شخصاً لديه سيارة لعبة أكبر من هذه.." ومشى الوالدان على أطراف أصابع القدم واختلسا النظر ورأيا المتفائل الصغير وهو يلقي بالعلف في الهواء بطريقة مرحة ومضحكة, ويضحك بصوت عالي ويقول: " إنكما لا تستطيعان خداعي, من أين لكما بهذا العلف, لا بد أن يكون هناك حصان صغير في انتظاري!" إضافة بسيطة طريقة التفكير هي إحدى خيارات الحياة إن الشخص السعيد ليس هو من يحالفه الحظ والظروف دائماً ولكنه من يملك مجموعة معينة من طرق التفكير. العبرة من القصة واضحة لا بد أن ننظر للحياة بتفاؤل، ولا بد أن نعيشها بكل لحظاتها بسعادة وحب ومرح. منقول |
قصتي و الحصاة السبع..! عندما بلغت العاشرة من عمري بدأت أرافق والدي عندما كان يذهب لحراثة الحقول و البساتين أساعده في حمل البذار و الزاد. كنت أراقبه و هو يعمل ...و ذات يوم قلت له: أبي علّمني الحراثة فابتسم و قال :ائت بسبع حصاة . و بسرعة البرق جمعت سبع حصاة فطلب اليّ أن أضعها على المقود الخشبي للمحراث وأحفظها بيدي من السقوط على الأرض. ثم ضغط على يدي و بدأنا الحراثة ، ثم ضغط بشدة أكثر فصرخت من شدة الوجع. فقال لي:رسبت... فقلت له و متى انجح؟ قال :عندما لا تصرخ و تقول آخ. فطلبت إليه أن أجرب مرة ثانية، فسمح لي. وضعت من جديد البحصات على المقود الخشبي. حضنتها بيدي ،و ضغط أبي على يدي ضغطا شديدا، وبدأنا الحراثة ذهابا و إيابا سبع مرات. حبست أنفاسي و ضبطت أعصابي و لم انبس بكلمة. عندئذ ابتسم أبي و قال :"نجحت.." . فتحت يدي ،و إذا بالحصاة مغروزة باللحم ،يكاد الدم ينزّ منها. هنا سألت أبي قائلا له : لماذا هي سبع حصاة و إلام ترمز؟! فكان جوابه الذي ظل راسخا في ذاكرتي حتى كبرت تماما مثل اثر الجرح الذي ظل في راحة يدي هذه السنين الطويلة : الحصاة الأولى : النية الطيبة(القرار). الحصاة الثانية : النفس الطويل(الصبر). الحصاة الثالثة : الإرادة و الإصرار. الحصاة الرابعة : التنفيذ المتقن. الحصاة الخامسة : الحزم. الحصاة السادسة : المرونة و السلاسة. الحصاة السابعة : الابتسامة في خضم المحن. وأردف قائلا لا تنس يا بني ما يلي : من يكن ماهرا في اتخاذ القرار السليم و مرتاحا له و متحليا بالصبر على تنفيذه بإرادة و عزيمة قوية و إصرار و حزم و مرونة و ابتسامة نابعة من القلب في وجه المصاعب و المحن يكن إنسانا ذا ثقة سامية و قوية و ناجحا و محققا لأحلامه بإذن الله. و اعلم أن الحياة ليست سهلة، لذا عليك بالمثابرة وتدعيم الثقة بالنفس وعدم الاستسلام للفشل. و كانت آخر الكلمات التي كررها على مسمعي : إذا أردت أن تنجح لا تستسلم أبدا..لا تستسلم أبدا..لا تستسلم أبدا منقول |
المغضوب عليه من قِبَل المسؤولين ! يحكى أن رجلاً في مؤسسة كبيرة كان مغضوباً عليه من قبل بعض المسؤولين لأنه لا يجامل في الحق، ولأنه جريء بالتعبير عن رأيه لمصلحة العمل. هؤلاء المسؤولون لم يستطيعوا طرد الموظف بشكل مباشر حتى لا يخلقوا بلبلة حول تقصيرهم، فقرروا أن يجعلوه يمل من العمل حتى يقدم استقالته، فقرروا نقله كل بضعة أشهر من قسم إلى آخر. استمر الحال لمدة 3 أعوام، والموظف شعاره "المهم أن أقوم بعملي على النحو الصحيح وأتعلم في القسم الجديد"، وكانت مشكلة أولئك المسؤولين أنه يجيد أينما ارتحل بشكل يخلق له مؤيدين في أي قسم. بعد أيام من انتهاء العام الثالث تلقى اتصالاً هاتفياً من إحدى الشركات التي اطلعت على سيرته الذاتية في إحدى مواقع التوظيف، وتوجه لهناك وتفاجأ بسهولة الحصول على وظيفة ممتازة بأجر يبلغ ضعف أجره مما دفعه للسؤال "لماذا؟". فأجابوه "لأننا وجدنا لديك خبرة في أقسام متعددة وهذا ما نحتاجه فعلاً لهذا المنصب!". العبرة "عليك دائماً أن تلتزم بفعل الأشياء الصحيحة مهما كانت الظروف الفاسدة تحيط بك". منقول |
الدجال والخرافات كان هناك دجال يملأ عقول الناس بالخرافات في قرية نائية غاب عنها التنوير وضاع منها كل من الوعي والحكمة. تمكن ذلك الدجال من السيطرة على عقول أبناء القرية وتسميم معتقداتهم. وظهر في إحدى الأيام شاب يتسم بالوعي لكنه يفتقد الحكمة. حاول ذلك الشاب إقناع الناس بأن ما يقوله لهم سيدهم ليس إلا خرافة لا قيمة لها، لكنهم لم يصغوا إليه. وذات يوم هاجم الشاب المتنور الدجال فاستشاط الأهالي غضباً وأوسعوه ضرباً. ترك الشاب القرية وراح يبحث عن ضالته الحكمة، فقابل حكيماً في إحدى المدن وبدأ يروي له ما حدث وطلب منه المشورة. قال له الحكيم: "إذا أردت أن تهزم ذلك الرجل، فعليك أن تتعلم أموراً كثيرة." فسأله الشاب عما يجب أن يتعلم ومن أين يبدأ. فأجابه الحكيم قائلاً: "عليك أن تتعلم السياسة أولاً." فوجئ الشاب وقال: "وما دخل السياسة في رجل الخرافة الذي حدثتك عنه للتو؟" فقال الحكيم "ستتعلم ذلك بالتدرج." مرت السنين وعاد الشاب المتنور إلى قريته وقد تحلى بالحكمة إلى جانب الوعي. وما إن علم الدجال بعودة الشاب، طلب إحضاره إليه وضربه من جديد. فأتى الأهالي بالشاب إلى مقر ذلك الدجال وسألوه: "أنضربه الآن في حضرتك يا سيدي؟" وحالما سمع الشاب ذلك قال: "نعم أرجوكم اضربوني في هذا المكان المقدس بأمر من هذا الشيخ الجليل." استغرب الدجال وظن أن فكر الشاب قد تغير فطلب من الأهالي تركه وشأنه طالما لا يهاجمه أو يتكلم عنه بسوء. حفظ الشاب لسانه وتجنب الحديث عن ذلك الدجال الذي كان دائما يتصنع الأخلاق ليخدع الناس بخرافاته. وذات مساء مر الشاب بالأهالي وهم مجتمعين لدى الدجال وهو يلقنهم المزيد من الخرافات. وقف الشاب أمام الحشد المكون من الأهالي البسطاء وقد جاءته الحكمة والوقت المناسب قد حان، فأشار إلى الدجال بسبابته وقال: "سمعت أن من يحصل على شعرة من ذقن هذا الرجل يدخل الجنة." فانقض الأهالي على الدجال كل يحاول نتف الشعرة التي ستدخله إلى الجنة. كانت تلك هي المرة الأولى التي يتعرض فيها الدجال لهذا الألم فلم يسعه إلا أن يبدأ بسب وشتم الجميع. ذهل الأهالي من ردة فعله غير المألوفة حيث تعرت أمامهم خصاله السيئة بعد أن نتفوا ذقنه ليأخذوا عنه انطباعاً جديداً كشخص يشتم ولا لحية له. بالصبر والحكمة والتروي تحصل على مرادك ولو بعد حين كما أن الإنسان غير السوي سينكشف أمره ولو طال عليه الأمد منقول |
اقتباس:
|
اقتباس:
|
الثعلب و الغراب رأى الثعلب غرابا فوق الشجرة وفي فمه قطعة من الجبن فقال الثعلب : "أيها الغراب غني لي بصوتك الجميل". فوضع الغراب قطعة الجبن تحت جناحه وقال: أيها الثعلب الماكر أتحسبنا الغراب الذي في كتاب القراءة ,,,, الحكمة : اللعبة مكشوفة لا تحاول أن توهم نفسك انك الوحيد تعرف المراوغة والاستحواذ على الأشياء بل إن غيرك أدهى منك استفيد من المصداقية في التعامل ربما لا تتكرر الفرص مستقبلا اقنع نفسك أن المصداقية في التعامل ديمومة وسر نجاح الآخرين منقول |
إذا صرخ العالم في وجهك قائلين مستحيل ..لا تيأس كانت مدرسة البلدة الصغيرة يتم تدفئتها باستخدام موقد صغير يعتمد على حرق الفحم وكان هناك صبى صغير يأتي مبكرا إلى المدرسة كل يوم لإشعال النار لتدفئة الحجرة قبل وصول المعلم وزملائه وذات صباح وصلوا إلى المدرسة ليجدوها تحترق فقاموا بسحب الصغير فاقدا للوعي وقد أصيب بحروق شديدة في نصف جسده السفلى فقاموا باصطحابه إلى المستشفى وبينما هو راقد على السرير مصابٌ بحروق شديدة وفي نصف وعيه سمع الصبي الصغير الطبيب وهو يقول لأمه أن طفلها ميت لا محالة.. وهو الأفضل بالنسبة له فقد شوهت النار الجزء الأسفل من جسده ولكن الصبي لم يكن يريد أن يموت وصمم على النجاة وبطريقة ما أذهلت الطبيب تمكن من النجاة وعندما زال الخطر المميت سمع الطبيب ووالدته يتحدثان بصوت منخفض حيث قال لها الطبيب: إن الموت أفضل بالنسبة له. حيث دمرت النار اللحم الموجود في الجزء الأسفل من جسده وإنه سيقضى بقية حياته معاقا وغير قادر على تحريك أطرافه ومرة أخرى صمم الصغير على أنه لن يكون معاقا أبدا ولسوف يمشى ولكن لسوء الحظ لم تكن هناك أي قوة دافعة لتحريك نصفه السفلى فقدماه النحيلتان موجودتان ولكن بلا حياة وأخيرا خرج من المستشفى وكانت والدته تقوم بتدليك رجليه كل يوم ولكن لم يكن بهما أي إحساس أو تحكم لكن تصميمه على المشي كان أقوى من ذي قبل فعندما لا يكون على السرير كان يجلس على كرسي متحرك .. وفى أحد الأيام المشرقة دفعته أمه إلى ساحة المنزل ليستنشق بعض الهواء المنعش وبدلاً من الجلوس على المقعد المتحرك ألقى بنفسه على الأرض وأخذ يسحب جسده على الحشائش جاراً رجليه خلفه. وظل كذلك حتى وصل إلى السور الذي يحيط بحديقتهم وبعد جهد كبير استطاع رفع نفسه على السور واستند على السور وبدأ في سحب نفسه بطول السور مقتنعا بأنه سوف يمشي وبدأ في القيام بهذا كل يوم حتى تمكن من السير بسهولة حول السور فلم يرغب الصبي الصغير في أي شيء أكثر من إعادة الحياة إلى رجليه ومن خلال التدليك اليومي وبإرادة جديدة وعزم قوي وتوكل على الله تمكن من الوقوف ثم بدأ يمشى متكئا ثم استطاع المشي بنفسه وأخيرا تمكن من الجري. ومؤخرا وفى أحد الميادين ما زال يوجد ذلك الصغير الذي لم يكن من المتوقع أن يعيش والذي لم يكن ليمشي لكن بتصميم وعزيمة استطاع جلين كنجهام إحراز لقب أسرع عداء في العالم. إذا صرخ العالم في وجهك قائلين مستحيل فتذكر دائماً أنك أنت فقط من يمكنه تحديد مصيره بعد الله عز وجل فلا تيأس منقول |
أنت تصنع نجاحك صبي في الولايات المتحدة .. قرر أن يعمل في الصيف .. وبدأ البحث عن عمل ولكن أغلقت الأبواب أمامه . وكلما جاء لصاحب محل تجاري رفضه .. استمر في عرض نفسه كعامل مجد ومجتهد ولكن بلا فائدة... وعندما أصيب بالإحباط .. عاد لبيته محملا بقدر كبير من الهم .. وفجأة سمع أن ابن الجيران .. وجد عملا .. وأين .. عند ذلك العجوز الذي رفضه وقال له إني لا احتاج لعامل .. فغضب الصبي وذهب لصاحب المحل .. وبدأ في الشتم بداية من اتهام العجوز بالكذب نهاية بثورة غضب عارمة .. نظر إليه صاحب المحل .. وقال .. أنت حضرت إلى المتجر قبل أسبوع ولم أوظفك , وحضرت اليوم ولن أوظفك .. وحتى لو حضرت بعد أسبوع أو سنة لن أوظفك .. أتدري لماذا ..؟ لأنك لم تصنع نجاحك بنفسك ولكن ذلك الصبي صنع نجاحه بنفسه .. سكت الصبي .. وارتسمت علامات التعجب على وجهه .. واستمر العجوز في الكلام وقال .. نعم .. لم يأت ويقول أريد عملا .. ولكن جاء وقال .. لدي فكرة .. سأقوم بالذهاب لكل بيت في الحي وانظر ما يريدون وسأنقل الطلبات بدراجتي .. نعم فكرة جميلة .. هكذا قال العجوز وزادت المبيعات.. فكم من شخص بيني وبينهم عداوة .. ولكن الآن أصبحوا يشترون من خلال هذا الصبي .. نعم فكّر في القصة .. كلنا نستطيع أن نصنع نجاحنا ولكن علينا بالتفكير .. وقبل ذلك الدعاء. منقول |
الثمــــــــــار العجيبة يحكى أن في أحدى القرى كان هناك وادي به شجرة تثمر بثمار عجيبة حيث أن هذه الثمار فيها شفاء الكثير من الأمراض وكانت توصف للعلاج ولكنها كانت قليله جداً ونادراً ما يحصل عليها. وذات يوم أتى رجل إلى القرية يسأل عن هذه الثمار حيث وصفت له كدواء فدله أحدهم إلى السوق فذهب إلى السوق وسأل عن حاجته فلم يجدها إلا عند بائع واحد ووجد عنده ثلاث ثمرات فقط. فسأله بكم هذه الثمرات الثلاث فقال البائع بدينار ذهب فقال الرجل أنا أرى أن السعر غالي فقال البائع أهذا رأيك؟ حسناً فأكل البائع ثمرة فقال الرجل إذا بكم هاتين الثمرتين فقال البائع بدينار ذهب فقال الرجل أنا أرى أن السعر غالي فقال البائع أهذا هو رأيك؟ حسناً فأكل البائع ثمرة ثانية فقال الرجل وبكم هذه الثمرة فقال البائع بدينار ذهب فأمسك الرجل يد البائع وأدخل يده الأخرى في جيبه وأخرج ديناراً ذهبياً ودفعه للبائع وقال خذ هذا الدينار وأعطني الثمرة فإني أريدها دواءً لي. لا تتردد في الإنفاق على ما هو مفيد وخصوصا ما يتعلق بالصحة وسلامة البدن منقول |
الصحن المكسور وصناعة المستحيل ذات يوم قال لي أبني كيف تصنع المستحيل فقلت وماذا تعني بذلك فقال لي إذا كان عندك صحن مكسور كيف تعيده كما كان دون أن تستخدم أي مواد لاصقه فقلت له لا يمكن أن يعود الصحن المكسور كما كان حتى ولو استخدمت مواد اللصق هذا مستحيل. فقال وكيف نصنع هذا المستحيل فقلت له قل أنت إذاً فقال نأخذ هذا الصحن المكسور ونكسر قطعه إلى قطع أصغر ثم نكسر هذه القطع إلى قطع أصغر أيضاً ثم نطحنها إلى أن تصبح مسحوقاً ثم نضعها في وعاء ونصب فوقها الماء ونخلطها كالأسمنت ثم نشكلها على شكل صحن ونضعه بالشمس حتى يجف ثم نلونه فيصبح الصحن كما كان. ما شاء الله تبارك الله ولا حول ولا قوة إلا بالله بارك الله فيك يا ولدي. هذه الفكرة التي استوحاها الولد من برنامج تلفزيوني يعرض عمليات إعادة التدوير وكيفية الاستفادة من النفايات وبالطبع عملية إعادة تصنيع الصحن تحتاج إلى العديد من المراحل كي تصل إلى النتيجة النهائية. ولكن العبرة في هذه القصة أنه لا تهمل أي فكرة يخبرك بها عقلك الباطن أثناء شرودك الذهني لعلك كنت تتذكر مشهداً معيناً أو حديثاً سمعته من شخص أو من الإذاعة توحي لك بفكرة تتطور شيء فشيء حتى تخرج بحل رائع تواجه به أحدى تحدياتك في حياتك الناجحة. منقول |
حكاية الكلب السارق كلب سرق من مطبخ صاحبه قطعة لحم ، وذهب بها إلى شاطئ النهر ليأكلها ، وفي حال وقوفه على شاطئ النهر رأى عكس صورته في الماء ، وفي فمه قطعة اللحم ، فظنه كلبا آخر في فمه ما ذكر ، فحدثته نفسه أن يختطفها من فمه ، فوثب على الصورة المنعكسة ، فوجدها خيالا ، وسقطت قطعة اللحم من فمه ، فحصل له ألم وتأسف ، حيث أضاع التي كانت في فمه بدون فائدة بعد اكتسابها بالمشقة . الحكمة : من أضاع ما في يده طمعا في أن ينال ما في يد الآخرين أو أن ينال شيئا غير محقق فلا شك انه أحمق ولا بد أن يندم . وكما يقول المثل الشائع : "الطمع ضر ما نفع" منقول |
قطعة الحلوى كان رجل مسن يرقد في المستشفى وقد هرم جسده، ويزوره شاب كل يوم ويجلس معه لأكثر من ساعة، يساعده على أكل طعامه والاغتسال، ويأخذه في جولة بحديقة المستشفى، ويساعده على الاستلقاء، ثم يذهب بعد أن يطمئن عليه. دخلت عليه الممرضة في أحد الأيام لتعطيه الدواء وتتفقد حالته، وقالت له : ما شاء الله يا حاج.. الله يخلي لك ابنك الذي يزورك كل يوم. نظر إليها المسن وقال: هذا الشاب هو يتيم من الحي الذي كنا نسكن فيه، رأيته مرة يبكي عند باب المسجد بعدما توفي والده وهدأته واشتريت له الحلوى، وتكررت الحالة عدة مرات، ولم احتك به منذ ذلك الوقت. ولما علم بوحدتي أنا وزوجتي أخذ يزورنا كل يوم ليتفقد أحوالنا حتى وهن جسدي، فأخذ زوجتي إلى منزله وجاء بي إلى المستشفى للعلاج، وعندما كنت أسأله لماذا يا ولدي تتكبد هذا العناء معنا؟ كان يبتسم ويقول : مازال طعم الحلوى في فمي يا عمي! قال الشاعر : ازرع جميلا ولو في غير موضعه *** فلن يضيع جميل أينما زرعا إن الجمـــــيل وان طال الزمان به *** فليس يحصده إلا الذي زرعا منقول |
الثقة بالنفس هي ما نحتاج لم يجد رجل الأعمال الغارق في ديونه وسيلة للخروج منها سوى بأن يجلس على كرسي بالحديقة العامة وهو في قمة الحزن والهمّ متسائلاً إن كان هناك من ينقذه، وينقذ شركته من الإفلاس؟ فجأة! ظهر له رجل عجوز وقال له: “أرى أن هناك ما يزعجك”، فحكى له رجل الأعمال ما أصابه، فرد عليه العجوز قائلا: “أعتقد أن بإمكاني مساعدتك” ثم سأل الرجل عن اسمه وكتب له ” شيكاً ” وسلّمهُ له قائلاً: “خذ هذه النقود وقابلني بعد سنة بهذا المكان لتعيد المبلغ”، وبعدها رحل العجوز وبقي رجل الأعمال مشدوهاً يقلب بين يديه شيكاً بمبلغ نصف مليون دولار عليه توقيع ( جون دي روكفلر) رجل أعمال أمريكي كان أكثر رجال العالم ثراء فترة 1839م – 1937م. جمع ثروته من عمله في مجال البترول، وفي وقت لاحق أصبح من المشهورين. أنفق روكفلر خلال حياته مبلغ 550 مليون دولار أمريكي تقريبًا في مشروعات خيرية. أفاق الرجل من ذهوله وقال بحماسة: الآن أستطيع أن أمحو بهذه النقود كل ما يقلقني، ثم فكر لوهلة وقرر أن يسعى لحفظ شركته من الإفلاس دون أن يلجأ لصرف الشيك الذي أتخذه مصدر أمان وقوة له. وانطلق بتفاؤل نحو شركته وبدأ أعماله ودخل بمفاوضات ناجحة مع الدائنين لتأجيل تاريخ الدفع. واستطاع تحقيق عمليات بيع كبيرة لصالح شركته. وخلال بضعة شهور استطاع أن يسدد ديونه. وبدأ يربح من جديد. وبعد انتهاء السنة المحددة من قبل ذلك العجوز، ذهب الرجل إلى الحديقة متحمساً فوجد ذلك الرجل العجوز بانتظاره على نفس الكرسي، فلم يستطيع أن يتمالك نفسه فأعطاه الشيك الذي لم يصرفه، وبدأ يقص عليه قصة النجاحات التي حققها دون أن يصرف الشيك. وفجأة قاطعته ممرضة مسرعة باتجاه العجوز قائلة: الحمد لله أني وجدتك هنا، فأخذته من يده، وقالت لرجل الأعمال: أرجو ألا يكون قد أزعجك، فهو دائم الهروب من مستشفى المجانين المجاور لهذه الحديقة، ويدّعي للناس بأنه ” جون دي روكفلر “. وقف رجل الأعمال تغمره الدهشة ويفكر في تلك السنة الكاملة التي مرت وهو ينتزع شركته من خطر الإفلاس ويعقد صفقات البيع والشراء ويفاوض بقوة لاقتناعه بأن هناك نصف مليون دولار خلفه! حينها أدرك أنّ النقود لم تكن هي التي غيَّرت حياته وأنقذت شركته، بل الذي غيرها هو اكتشافه الجديد المتمثل في ( الثقة بالنفس ) فهي التي تمنحك قوة تجعلك تتخطى أخطر فشل وتحقق أعظم نجاح منقول |
ضدَّان يا أختاه حوار في الطائرة مع فتاة متبرجة بقلم : عبدالرحمن بن صالح العشماوي حينما جلست في المقعد المخصص لي في الدرجة الأولى من الطائرة التي تنوي الإقلاع إلى عاصمة دولةٍ غربية ، كان المقعد المجاور لي من جهة اليمين ما يزال فارغاً ، بل إن وقت الإقلاع قد اقترب والمقعد المذكور ما يزال فرغاً ، قلت في نفسي : أرجو أن يظل هذا المقعد فارغاً ، أو أن ييسّر الله لي فيه جاراً طيباً يعينني على قطع الوقت بالنافع المفيد ، نعم أن الرحلة طويلة سوف تستغرق ساعات يمكن أن تمضي سريعاً حينما يجاورك من ترتاح إليه نفسك ، ويمكن أن تتضاعف تلك الساعات حينما يكون الأمر على غير ما تريد! وقبيل الإقلاع جاء من شغل المقعد الفارغ ... فتاةُ في مَيْعة الصِّبا ، لم تستطيع العباءة الفضفاضة السوداء ذات الأطراف المزيَّنة أن تخفي ما تميزت به تلك الفتاة من الرِّقة والجمال .. كان العطر فوَّاحاً ، بل إن أعين الركاب في الدرجة الأولى قد اتجهت إلى مصدر الرائحة الزكيَّة ، لقد شعرت حينها أن مقعدي ومقعد مجاورتي أصبحا كصورتين يحيط بهما إطار منضود من نظرات الرُّكاب ، حينما وجهت نظري إلى أحدهم ... رأيتُه يحاصر المكان بعينيه ، ووجهه يكاد يقول لي : ليتني في مقعدك ؛ كنت في لحظتها أتذكر قول الرسول عليه الصلاة والسلام فيما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه ( ألا وإنَّ طيب الرجال ما ظهر ريحه ، ولم يظهر لونه ، ألا وإن طيب النساء ما ظهر لونه ولم يظهر ريحه ). ولا أدري كيف استطعت في تلك اللحظة أن أتأمل معاني هذا الحديث الشريف ، لقد تساءلت حينها ( لماذا يكون طيب المرأة بهذه الصفة )؟ كان الجواب واضحاً في ذهني من قبل : إن المرأة لزوجها ، ليست لغيره من الناس ، وما دامت له فإن طيبَها ورائحة عطرها لا يجوز أن يتجاوزه إلى غيره ، كان هذا الجواب واضحاً ، ولكن ما رأيته من نظرات ركاب الطائرة التي حاصرت مقعدي ومقعد الفتاه ، قد زاد الأمر وضوحاً في نفسي وسألت نفسي : يا ترى لو لم يَفُحْ طيب هذه الفتاة بهذه الصورة التي أفعمت جوَّ الدرجة الأولى من الطائرة ، أكانت الأنظار اللاَّهثة ستتجه إليها بهذه الصورة؟ عندما جاءت (خادمة الطائرة ) بالعصير ، أخذت الفتاة كأساً من عصير البرتقال ، وقدَّمته إليَّ ، تناولته شاكراً وقد فاجأني هذا الموقف ، وشربت العصير وأنا ساكتٌ ، ونظرات ذلك الشخص ما تزال تحاصرني ، وجَّهت إليه نظري ولم أصرفه عنه حتى صرف نظره حياءً - كما أظن - ، ثم اكتفى بعد ذالك باختلاس النظرات إلى الفتاة المجاورة ، ولما أصبح ذلك دَيْدَنَه ، كتبت قصاصة صغيرة ( ألم تتعب من الالتفات ؟ )، فلم يلتفت بعدها . http://www.lamst-a.net/upfiles/iln43866.gif عندما غاصتْ الطائرة في السحاب الكثيف بعد الإقلاع بدقائق معدودات اتجه نظري إلى ذلك المنظر البديع ، سبحان الله العظيم ، قلتُها بصوت مرتفع وأنا أتأمل تلك الجبال الشاهقة من السحب المتراكمة التي أصبحنا ننظر إليها من مكان مرتفع ، قالت الفتاة التي كانت تجلس بجوار النافذة : إي والله سبحان الله العظيم ، ووجهتْ حديثها إليَّ قائلة إن هذا المنظر يثير الشاعرية الفذَّة ، ومن حسن حظي أنني أجاور شاعراً يمكن أن يرسم لوحة ًشعرية رائعة لهذا المنظر ... لم تكن الفتاة وهي تقول لي هذا على حالتها التي دخلت بها إلى الطائرة ، كلا.. لقد لملمت تلك العباءة الحريرية ، وذلك الغطاء الرقيق الذي كان مسدلاً على وجهها ووضعتهما داخل حقيبتها اليدوية الصغيرة ، لقد بدا وجهها ملوَّناً بألوان الطيف ، أما شعرها فيبدو أنها قد صفَّـفته بطريقة خاصة تعجب الناظرين ... قلت لها : سبحان من علَّم الإنسان ما لم يعلم ، فلولا ما أتاح الله للبشر من كنوز هذا الكون الفسيح لما أتيحت لنا رؤية هذه السحب بهذه الصورة الرائعة .. قالت: إنها تدلُّ على قدرة الله تعالى .. قلت: نعم تدل على قدرة مبدع هذا الكون و خالقه ،الذي أودع فيه أسراراً عظيمة ، وشرع فيه للناس مبادئ تحفظ حياتهم وتبلَّـغهم رضى ربهم ،وتنجيهم من عذابه يوم يقوم الأشهاد. قالت : إلا يمكن أن نسمع شيئاً من الشعر فإني أحب الشعر وإن هذه الرحلة ستكون تاريخية بالنسبة إليَّ ، ما كنت أحلم أن أسمع منك مباشرة .. لقد تمنَّيتُ من أعماق قلبي لو أنها لم تعرف مَنْ أنا لقد كان في ذهني أشياء كثيرة أريد أن أقولها لها . وسكتُّ قليلاً كنت أحاور نفسي حواراً داخلياً مُرْبكاً ، ماذا أفعل ، هل أبدأ بنصيحة هذه الفتاة وبيان حقيقة ما وقعت فيه من أخطاءٍ ظاهرة ، أم أترك ذلك إلى آخر المطاف ؟ وبعد تردُّد قصير عزمت على النصيحة المباشرة السريعة لتكون خاتمة الحديث معها. وقبل أن أتحدث أخرجت من حقيبتها قصاصاتٍ ملوَّنة وقالت : هذه بعض أوراق أكتبها ، أنا أعلم أنها ليست على المستوى الذي يناسب ذوقك ، ولكنها خواطر عبرت بها عن نفسي ... وقرأت القصاصات بعناية كبيرة ، إني أبحث فيها عن مفتاح لشخصية الفتاة .. إنها خواطر حالمة ، هي فتاة رقيقة المشاعر جداً ، أحلامها تطغى على عقلها بشكل واضح ، لفت نظري أنها تستشهد بأبيات من شعري ، قلت في نفسي هذا شيء جميل لعل ذلك يكون سبباً في أن ينشرح صدرها لما أريد أن أقول ، بعد أن قرأت القصاصات عزمت على تأخير النصيحة المباشرة وسمحت لنفسي أن تدخل في حوارٍ شامل مع الفتاة .. قلت لها : عباراتك جميلة منتقاة ، ولكنها لا تحمل معنىً ولا فكرة كما يبدو لي ، لم أفهم منها شيئاً ، فماذا أردتِ أن تقولي ...؟ بعد صمتٍ قالت : لا أدري ماذا أردتُ أن أقول : إني أشعر بالضيق الشديد ، خاصة عندما يخيَّم عليَّ الليل ، أقرأ المجلات النسائية المختلفة ، أتأمَّل فيها صور الفنانات والفنانين ، يعجبني وجه فلانة ، وقامة فلانة ، وفستان علاَّنة ، بل تعجبني أحياناً ملامح أحد الفنانين فأتمنَّى لو أن ملامح زوجي كملامحه ، فإذا مللت من المجلات اتجهت إلى الأفلام ، أشاهد منها ما أستطيع وأحسُّ بالرغبة في النوم ، بل إني أغفو وأنا في مكاني ، فأترك كل شيء وأتجه إلى فراشي ...، وهناك يحدث ما لا أستطيع تفسيره ، هناك يرتحل النوم ، فلا أعرف له مكاناً . عجباً ، أين ذلك النوم الذي كنت أشعر به وأنا جالسة ، وتبدأ رحلتي مع الأرق ، وفي تلك اللحظات أكتب هذه الخواطر التي تسألني عنها ... http://www.lamst-a.net/upfiles/iln43866.gif ( إنها مريضة ) قلتها في نفسي ، نعم إنها مريضة بداء العصر ؛ القلق الخطير ، إنها بحاجة إلى علاج . قلت لها : ولكنَّ خواطرك هذه لا تعبر عن شيء ٍ مما قلت إنها عبارات برَّاقة ، يبدو أنك تلتقطينها من بعض المقالات المتناثرة وتجمعينها في هذه الأوراق ... قالت : عجباً لك ، أنت الوحيد الذي تحدَّثت بهذه الحقيقة ،كل صديقاتي يتحدثن عن روعة ما أكتب ، بل إن بعض هذه الخواطر قد نشرت في بعض صحفنا ، وبعثَ إلىَّ المحرِّر برسالة شكر على هذا الإبداع ، أنا معك أنه ليس لها معنى واضح ، ولكنها جميلة . وهنا سألتها مباشرة : هل لك هدفٌ في هذه الحياة ؟! بدا على وجهها الارتباك ، لم تكن تتوقع السؤال ، وقبل أن تجيب قلت لها : هل لك عقل تفكرين به ، وهل لديك استقلال في التفكير ؟ أم أنك قد وضعت عقلك بين أوراق المجلات النسائية التي أشرت إليها ، وحلقات الأفلام التي ذكرت أنك تهرعين إليها عندما تشعرين بالملل . هل أنتِ مسلمة ؟!.. هنا تغيَّر كل شيء ، أسلوبها في الحديث تغيَّر ، جلستها على المقعد تغيَّرت ، قالت : هل تشك في أنني مسلمة ؟ ! إني – بحمد الله – مسلمة ُ ومن أسرة مسلمة عريقة في الإسلام ، لماذا تسألني هذا السؤال ، إن عقلي حرٌّ ليس أسيراً لأحد ، إني أرفض أن تتحدَّث بهذه الصورة ... وانصرفت إلى النافذة تنظر من خلالها إلى ملكوت الله العظيم ... لم أعلق على كلامها بشيء ، بل إنني أخذت الصحيفة التي كانت أمامي وانهمكت في قراءتها ، ورحلت مع مقال في الصحيفة يتحدث عن الإسلام والإرهاب ( كان مقالاً طويلاً مليئاً بالمغالطات والأباطيل ، يا ويلهم هؤلاء الذين يكذبون على الله) , ولا أكتمكم أنني قد انصرفت إلى هذا الأمر كلياً حتى نسيت في لحظتها ما جرى من حوار بيني وبين مجاورتي في المقعد ، ولم أكن أشعر بنظراتها التي كانت تختلسها إلى الصحيفة لترى هذا الأمر الذي شغلني عن الحديث معها – كما أخبرتني فيما بعد-، ولم أعد من جولتي الذهنية مع مقال الصحيفة إلا على صوتها وهي تسألني : أتشك في إسلامي ؟! قلت لها : ما معنى الإسلام ؟! قالت : هل أنا طفلة حتى تسألني هذا السؤال ! قلت لها: معاذ الله بل أنت فتاة ناضجة تمتم النضج ، تُلوِّن وجهها بالأصباغ ، وتصفِّفُ شعرها بطريقة جيدة ، وتلبس عباءتها وحجابها في بلادها ، فإذا رحلت خلعتها وكأنهما لا يعنيان لها شيئاً ، نعم إنك فتاة كبيرة تحسن اختيار العطر الذي ينشر شذاه في كل مكان ..فمن قال إنك طفلة ... ؟! قالت : لماذا تقسو عليَّ بهذه الصورة ؟ قلت لها : ما الإسلام ؟ ... قالت : الدين الذي أرسل الله به محمد صلى الله عليه وسلم، قلت لها : وهو كما حفظنا ونحن صغار ( الاستسلام لله بالتوحيد ، والانقياد له بالطاعة ، و الخلوص من الشرك )، قالت : إي والله ذكرتني ، لقد كنت أحصل في مادة التوحيد على الدرجة الكاملة ! قلت لها : ما معنى ( الانقياد له بالطاعة ) ؟ سكتت قليلاً ثم قالت : أسألك بالله لماذا تتسلَّط عليَّ بهذه الصورة ، لماذا تسيء إليَّ وأنا لم أسئ إليك ؟ قلت لها : عجباً لك ، لماذا تعدّين حواري معك إساءة ؟ أين موطن الإساءة فيما أقول؟ قالت : أنا ذكية وأفهم ما تعني ، أنت تنتقدني وتؤنبني وتتهمني ، ولكن بطريقة غير مباشرة .. قلت لها : ألست مسلمة ؟ قالت : لماذا تسألني هذا السؤال ؟ إني مسلمة من قبل أن أعرفك ، وأرجوك ألا تتحدث معي مرة أخرى . قلت لها : أنا متأسف جداً ، وأعدك بألا أتحدث إليك بعد هذا ... http://www.lamst-a.net/upfiles/iln43866.gif ورجعتُ إلى صفحات الصحيفة التي أمامي أكمل قراءة ذلك المقال الذي يتجنَّى فيه صاحبه على الإسلام ، ويقول : إنه دين الإرهاب ، وإن أهله يدعون إلى الإرهاب ، وقلت في نفسي : سبحان الله ، المسلمون يذبَّحون في كل مكان كما تذبح الشيِّاه ، ويقال عنهم أهل الإرهاب ... وقلبتُ صفحة أخرى فرأيت خبراً عن المسلمين في كشمير ، وصورة لامرأة مسلمة تحمل طفلاً ، وعبارة تحت صورتها تقول : إنهم يهتكون أعراضنا ينزعون الحجاب عنَّا بالقوة وأن الموت أهون عندنا من ذلك ، ونسيت أيضاً أن مجاورتي كانت تختلس نظرها إلى الجريدة ، وفوجئت بها تقول : ماذا تقرأ ؟ .. ولم أتحدث إليها ، بل أعطيتها الجريدة وأشرت بيدي إلى صورة المسلمة الكشميرية والعبارة التي نُقلت عنها ... ساد الصمت وقتاً ليس بالقصير ، ثم جاءت خادمة الطائرة بالطعام ... واستمر الصمت ... وبعد أن تجوَّلتُ في الطائرة قليلاً رجعت إلى مقعدي ، وما إن جلست حتى بادرتني مجاورتي قائلة ً : ما كنت أتوقع أن تعاملني بهذه القسوة !.. قلت لها : لا أدري ما معنى القسوة عندكِ ، أنا لم أزد على أن وجهت إليك أسئلة ً كنت أتوقع أن أسمع منك إجابة ًعنها ، ألم تقولي إنك واثقة بنفسك ثقة ً كبيرة ؟ فلماذا تزعجك أسئلتي ؟ قالت : أشعر أنك تحتقرني .. قلت لها : من أين جاءك هذا الشعور ؟ قالت : لا أدري . قلت لها : ولكنني أدري .. لقد انطلق هذا الشعور من أعماق نفسك ، إنه الشعور بالذنب والوقوع في الخطأ ، أنت تعيشين ما يمكن أن أسمّيه بالازدواجية ، أنت تعيشين التأرجح بين حالتين ... وقاطعتني بحدّة قائلة : هل أنا مريضة نفسياً ؟ ما هذا الذي تقول ؟! قلت لها : أرجو ألاَّ تغضبي ، دعيني أكمل ، أنت تعانين من ازدواجيةٍ مؤذية ، أنتِ مهزومة من الداخل ، لاشك عندي في ذلك ، وعندي أدلّة لا تستطيعين إنكارها . قالت مذعورة ً : ما هي ؟ قلت : تقولين إنك مسلمة ، والإسلام قول وعمل ، وقد ذكرت لك في أول حوارنا أن من أهم أسس الإسلام ( الانقياد لله بالطاعة ) ، فهل أنت منقادة لله بالطاعة ؟ وسكتُّ لحظة ً لأتيح لها التعليق على كلامي ، ولكنها سكتتْ ولم تنطق ببنتِ شفةٍ –كما يقولون – وفهمت أنها تريد أن تسمع ، قلت لها : هذه العباءة ، وهذا الحجاب اللذان حُشرا – مظلومَيْن – في هذه الحقيبة الصغيرة دليل على ما أقول ... قالت بغضب واضح : هذه أشكال وأنت لا تهتم إلا بالشكل ، المهم الجوهر . قلت لها: أين الجوهر؟ ها أنت قد اضطربت في معرفة مدلولات كلمة ( الإسلام ) الذي تؤمنين به ، ثم إن للمظهر علاقة قوية بالجوهر ، إن أحدهما يدلُّ على الآخر ، وإذا اضطربت العلاقة بين المظهر والجوهر ، اضطربت حياة الإنسان ... قالت : هل يعني كلامك هذا أنَّ كل من تلبس عباءة ً وتضع على وجهها حجاباً صالحة نقية الجوهر ؟ قلت لها : كلا ، لم أقصد هذا أبداً ، ولكنَّ من تلبس العباءة والحجاب تحقِّق مطلباً شرعياً ، فإن انسجم باطنها مع ظاهرها ، كانت مسلمة حقّة ، وإن حصل العكس وقع الاضطراب في شخصيتها ، فكان نزعُ هذا الحجاب – عندما تحين لها الفرصة هيِّناً ميسوراً ، إن الجوهر هو المهم ، وأذكِّرك الآن بتلك العبارة التي نقلتها الصحيفة عن تلك المرأة الكشميرية المسلمة ، ألم تقل : إن الموت أهون عليها من نزع حجابها ؟ لماذا كان الموت أهون ؟ لأنها آمنت بالله إيماناً جعلها تنقاد له بالطاعة فتحقق معنى الإسلام تحقيقاً ينسجم فيه جوهرها مع مظهرها ، وهذا الانسجام هو الذي يجعل المسلم يحقق معنى قول الرسول عليه الصلاة السلام : ( والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به ) . إنَّ لبس العباءة والحجاب – عندك – لا يتجاوز حدود العادة والتقليد ، ولهذا كان هيّناً عليك أن تنزعيهما عنك دون تردُّد حينما ابتعدت بك الطائرة عن أجواء بلدك الذي استقيت منه العادات والتقاليد ، أما لو كان لبسك للحجاب منطلقاً من إيمانك بالله ، واعتقادك أن هذا أمر شرعي لا يفرّق بين مجتمع ومجتمع ، ولا بلدٍ وبلدٍ لما كان هيّناً عليك إلى هذه الدرجة . الازدواجية في الشخصية – يا عزيزتي – هي المشكلة .. أتدرين ما سبب هذه الازدواجية ؟ فظننت أنها ستجيب ولكنها كانت صامتةً ، وكأنها تنتظر أن أجيب أنا عن هذا السؤال.. قلت : سبب هذه الازدواجية الاستسلام للعادات والتقاليد ، وعدم مراعاة أوامر الشرع ونواهيه ، إنها تعني ضعف الرقابة الداخلية عند الإنسان ،ولهذا فإن من أسوأ نتائجها الانهزامية حيث ينهزم المسلم من الداخل ، فإذا انهزم تمكن منه هوى النفس ، وتلاعب به الشيطان ، وظلَّ كذلك حتى تنقلب في ذهنه الموازين ... لم تقل شيئاً ، بل لاذت بصمت عميق ، ثم حملت حقيبتها واتجهت إلى مؤخرة الطائرة ... http://www.lamst-a.net/upfiles/iln43866.gif وسألت نفسي تراها ضاقت ذرعاً بما قلت ، وتراني وُفَّقت فيما عرضت عليها ؟ لم أكن – في حقيقة الأمر – أعرف مدى التأثر بما قلت سلباً أو إيجاباً ، ولكنني كنت متأكداً من أنني قد كتمت مشاعر الغضب التي كنت أشعر بها حينما توجه إليَّ بعض العبارات الجارحة ، ودعوت لها بالهداية ، ولنفسي بالمغفرة والثبات على الحق . وعادت إلى مقعدها .. وكانت المفاجأة ، عادت وعليها عباءَتُها وحجابها ... ولا تسل عن فرحتي بما رأيت ! قالت : إن رحمة الله بي هي التي هيأت لي الركوب في هذا المقعد ، صدقت – حينما وصفتني – بأنني أعاني من الهزيمة الداخلية ، إن الازدواجية التي أشرت إليها هي السمة الغالبة على كثير من بنات المسلمين وأبنائهم ، يا ويلنا من غفلتنا ! أنَّ مجتمعاتنا النسائية قد استسلمتْ للأوهام ، لا أكتمك أيها الأخ الكريم ، أن أحاديثنا في مجالسنا نحن النساء لا تكاد تتجاوز الأزياء والمجوهرات والعطورات ، والأفلام والأغاني والمجلات النسائية الهابطة ، لماذا نحن هكذا ؟ هل نحن مسلمون حقاً ؟ هل أنا مسلمة ؟ كان سؤالك جارحاً ، ولكني أعذرك ، لقد رأيتني على حقيقة أمري ، ركبت الطائرة بحجابي ، وعندما أقلعت خلعت عني الحجاب ، كنت مقتنعة بما صنعت ، أو هكذا خُيِّل إليَّ أني مقتنعة ، بينما هذا الذي صنعته يدلُّ حقاً على الانهزامية والازدواجية ، إني أشكرك بالرغم من أنك قد ضايقتني كثيراً ، ولكنك أرشدتني ، إني أتوب إلى الله وأستغفره . ولكن أريد أن أستشيرك . قلت وأنا في روضةٍ من السرور بما أسمع من حديثها : ( نعم ... تفضلي إني مصغ ٍ إليك ) . قالت : زوجي ، أخاف من زوجي . قلت : لماذا تخافين منه ، وأين زوجك ؟ قالت : سوف يستقبلني في المطار ، وسوف يراني بعباءتي وحجابي .. قلت لها : وهذا شيء سيسعده ... قالت : كلا ، لقد كانت آخر وصية له في مكالمته الهاتفية بالأمس : إياك أن تنزلي إلى المطار بعباءتك لا تحرجيني أمام الناس ، إنه سيغضب بلا شك . قلت لها : إذا أرضيت الله فلا عليك أن يغضب زوجُك ، وبإمكانك أن تناقشيه هادئة فلعلَّه يستجيب ، إني أوصيك أن تعتني به عناية الذي يحب له النجاة والسعادة في الدنيا والآخرة . http://www.lamst-a.net/upfiles/iln43866.gif وساد الصمت ... وشردت بذهني في صورة خيالية إلى ذلك الزوج يوصي زوجته بخلع حجابها ... أهذا صحيح ؟! أيوجد رجل مسلم غيور كريم يفعل هذا ؟! لا حول ولا قوة إلا بالله ، إن مدنية هذا العصر تختلس أبناء المسلمين واحداً تلو الآخر ، ونحن عنهم غافلون ، بل ، نحن عن أنفسنا غافلون . وصلت الطائرة إلى ذلك المطار البعيد ، وانتهت مراسم هذه الرحلة الحافلة بالحوار الساخن بيني وبين جارة المقعد ، ولم أرها حين استقبلها زوجها ، بل إن صورتها وصوتها قد غاصا بعد ذلك في عالم النسيان ، كما يغوص سواها من آلاف الأشخاص والمواقف التي تمر بنا كلَّ يوم ... http://www.lamst-a.net/upfiles/iln43866.gif كنت جالساً على مكتبي أقرأ كتاباً بعنوان ( المرأة العربية وذكورية الأصالة ) لكاتبته المسمَّاة (منى غصوب ) وأعجبُ لهذا الخلط ، والسفسطة ، والعبث الفكري واللغوي الذي يتضمَّنه هذا الكتاب الصغير ، وأصابني – ساعتها – شعور عميق بالحزن والأسى على واقع هذه الأمة المؤلم ، وفي تلك اللحظة الكالحة جاءني أحدهم برسالة وتسلَّمتها منه بشغف ، لعلَّي كنت أودُّ – في تلك اللحظة – أن أهرب من الألم الذي أشعله في قلبي ذلك الكتاب المشؤوم الذي تريد صاحبته أن تجرد المرأة من أنوثتها تماماً ، وعندما فتحت الرسالة نظرت إلى اسم المرسل ، فقرأت : ( المرسلة أختك في الله أم محمد الداعية لك بالخير ) . أم محمد ؟ من تكون هذه ؟! وقرأت الرسالة ، وكانت المفاجأة بالنسبة إليَّ ، إنها تلك الفتاة التي دار الحوار بيني وبينها في الطائرة ، والتي غاصت قصتها في عالم النسيان ! إن أهم عبارة قرأتها في الرسالة هي قولها : ( لعلَّك تذكر تلك الفتاة التي جاورتك في مقعد الطائرة ذات يوم ، إِني أبشِّرك ؛ لقد عرفت طريقي إلى الخير ، وأبشرك أن زوجي قد تأثر بموقفي فهداه الله ، وتاب من كثير من المعاصي التي كان يقع فيها ، وأقول لك ، ما أروع الالتزام الواعي القائم على الفهم الصحيح لديننا العظيم ، لقد قرأت قصيدتك ( ضدان يا أختاه ) وفهمت ما تريد ! لا أستطيع أن أصور الآن مدى الفرحة التي حملتني على جناحيها الخافقين حينما قرأت هذه الرسالة ... ما أعظمها من بشرى ..... حينها ، ألقيت بذلك الكتاب المتهافت الذي كنت أقرؤه ( المرأة العربية وذكورية الأصالة ) ، ألقيت به وأنا أردد قول الله تعالى : { يُرِيدُونَ أن يُطْفِئُوا نُورَ اللهِ بَأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ } ثم أمسكت بالقلم ... وكتَبْتُ رسالةَ ً إلى (( أم محمد )) عبَّرْتُ فيها عن فرحتي برسالتها ، وبما حملته من البشرى ، وضمَّنتها أبياتاً من القصيدة التي أشارت إليها في رسالتها ، منها : ضدان يا أختاه ما اجتمعا *** دين الهدى والفسق والصَّدُّ والله مـــــا أزرى بأمـــتنا *** إلا ازدواج مــــا لــه حَــدُّ وعندما هممت بإرسال رسالتي ، تبيَّن لي أنها لم تكتب عنوانها البريديَّ ، فطويتها بين أوراقي لعلّها تصل إليها ذات يوم . منقول |
خطط السلام المهلكة الأسد - كالعادة - ملك الغابة وكان جائعاً وكان معه الثعلب الذي لا يفارقه في حلّه وترحاله وكأنّه رئيس وزرائه. قال الأسد : يا ثعلب اجلب لي طعاماً وإلا اضطررت لأكلك!! قال الثعلب: تأكلني لا لا ، الحمار موجود حالاً أجرجره لك حتّى تأكله. قال الأسد : حسنا ولا تتأخّر عليّ .. ذهب الثعلب في زيارة مكوكيّة إلى الحمار قال له: انتبه إنّ الأسد يبحث عن ملك للغابة فاذهب معي حتّى تتقرّب منه (ممكن تصبح أنت الملك) قال الحمار: هل أنت متأكّد يا ثعلب؟ قال الثعلب: نعم 'وأخذ الحمار يفكّر بالمنصب الّذي ينتظره فرحاً بفرصة عمره وأخذ يبني شكل وهيئة مملكته وحاشيته من الأحلام الورديّة الّتي حلّقت به في فضاء آخر'. بعد أن وصل الحمار عند الأسد وقبل أن يتكلّم قام الأسد وضربه على رأسه فقطع أذنيه، ففرّ الحمار على الفور. وهكذا فشلت خطّة السّلام الأولى!! قال الأسد: يا ثعلب اجلب لي 'الحمار' وإلا أكلتك ؟ قال الثعلب : سأحضره لك ولكن أرجو أن تقضي عليه بسرعة. قال الأسد : أنا بانتظارك. راح الثعلب للحمار مرّة ثانية وقال له : صحيح أنك حمار ولا تفهم، كيف تترك مجلس ملك الغابة وتضيّع على نفسك هذا المنصب، ألا تريد أن تصبح ملكاً؟!. قال الحمار : العب غيرها يا ثعلب تضحك عليّ وتقول أنّه يريد أن ينصّبني ملكاً، وهو في الواقع يريد أن يأكلني . قال الثعلب : يا حمار، هذا غير صحيح هو حقّاً يريد أن ينصّبك ملكاً ولكن تمهّل ولا تستعجل!!. قال الحمار : إذن بماذا تفسّر ضربته على رأسي، حتّى طارت أذناي؟ قال الثعلب : أنت غشيم يا حمار، كيف ستتوّج وكيف سيركب التاج على رأسك، كان يجب أن تطير أذناك حتّى يركب التاج على رأسك يا حمار!! قال الحمار : هه ... صدقت يا ثعلب، سأذهب معك إلى الأسد الطيّب الّذي يبحث عن السّلام!! رجع الحمار برفقة الثعلب إلى عرين الأسد مرّة ثانية. قال الحمار : يا أسد أنا آسف ، فلقد أسأت الظنّ بك!! قال الأسد : بسيطة ما صار شي. قام الأسد من مكانه واقترب من الحمار ثمّ ضربه مرّة ثانية على مؤخّرته فقطع ذيل الحمار، ففرّ الحمار مرّة أخرى. قال الثعلب : أتعبتني يا أسد!!! قال الأسد 'متذمّراً' :اجلب لي الحمار وإلا أكلتك!! قال الثعلب: حاضر يا ملك الغابة. وهكذا تكون قد فشلت محاولة السّلام الثانية. رجع الثعلب للحمار وقال : ما مشكلتك يا حمار ؟. قال الحمار: أنت كذّاب وتضحك عليّ ، فقدتُ آذاني ثمّ فقدتُ ذيلي، وأنتَ لا زلتَ تقول يريد أن ينصّبني ملكاً، أنت نصّاب يا ثعلب!!. قال الثعلب : يا حمار شغّل عقلك، قل لي بالله عليك كيف تجلس على كرسيّ ملك 'العرش' وذيلك من تحتك ؟ قال الحمار : لم أفكّر في هذه ولم تخطر على بالي..!! قال الثعلب : لهذا ارتأى الأسد ضرورة قطعه. قال الحمار : أنت صادق يا ثعلب، أرجوك خذني عنده لأعتذر منه وحتى نرتّب الأمور أخذ الثعلب الحمار معه إلى الأسد مرّة ثالثة. قال الحمار: أنا آسف يا أسد، ومستعدّ لكلّ الّذي تطلبه منّي. قال الأسد : لا تهتمّ هذه مجرد اختلافات في وجهات النظر. قام الأسد وافترس الحمار من رقبته والحمار يصيح 'أين أضع التاج..أين أضع التاج..أين أضع التاج' وعند ذلك لفظ الحمار أنفاسه الأخيرة. قال الأسد : يا ثعلب خذ اسلخ الحمار وأعطني المخّ والرّئة والكلى والكبد. قال الثعلب : حاضر أكل الثعلب المخّ ورجع ومعه الرّئة والكلى والكبد . قال الأسد : يا ثعلب أين المخّ؟ قال الثعلب : يا ملك الغابة لم أجد له مخّاً!! قال الأسد : كيف ذلك ؟ قال الثعلب : لو كان للحمار مخّ لم يرجع لك بعد قطع أذنيه وذيله . قال الأسد : صدقت يا ثعلب فأنت خير صديق . وهكذا نجحت خطّة السّلام الثالثة. منقول |
دقة بدقة ، ولو زدت لزاد السقا ما أبلغها قصة ذلك التاجر من مدينة الموصل في شمال العراق ، والتي وقعت بالفعل مطلع القرن الماضي ، وذاك التاجر صاحب الخلق والدين والاستقامة وكثير الإنفاق على أبواب الخير من الفقراء والمعوزين وباني المساجد ومشاريع الخير . فلما كبرت به السن وكان له ولد وبنت ، وكان كثير المال ذائع الصيت ، فأراد أن يسلم تجارته لابنه ، حيث كان التاجر يشتري من شمال العراق الحبوب والأقمشة وغيرها ويبيعها في الشام ويشتري من الشام الزيوت والصابون وغير ذلك ليبيعه في العراق . فبعد أن جلس مع ابنه وأوصاه وعرّفه بأسماء تجار دمشق الصادقين ، ثم أوصاه بتقوى الله إذا خرج للسفر وقال : ( يا بني ، والله إني ما عرضت نفسي لحرام طيلة حياتي ، يا بنيّ حافظ على عرض أختك بأن تحافظ على أعراض النّاس ) . وخرج الشاب في سفره وتجارته ، وباع في دمشق واشترى وربح المال الكثير ، وحمّله تجّار دمشق السلام الحار لأبيه التاجر التقيّ الصالح . وخلال طريق العودة وقبيل غروب شمس يوم وقد حطّت القافلة رحالها للراحة ، أما الشاب فراح يحرس تجارته ويرقب الغادي والرائح ، وإذا بفتاة تمرّ من المكان ، فراح ينظر إليها ، فزيّن له الشيطان فعل السوء ، وهاجت نفسه الأمّارة بالسوء ، فاقترب من الفتاة وقبّلها بغير إرادتها ، ثمّ سرعان ما انتبه إلى فعلته وتيقّظ ضميره ، وتذكّر نظر الله إليه ، ثمّ تذكّر وصية أبيه ، فاستغفر ورجع إلى قافلته نادماً مستغفراً . فينتقل المشهد إلى الموصل ، وحيث الابن ما زال في سفره الذي وقع فيه ما وقع ، حيث الوالد في بيته يجلس في علّيته وفي زاوية من زواياها ، وإذا بساقي الماء الذي كان ينقل إليهم الماء على دابته يطرق الباب الخارجي لفناء البيت ، وكان السّقا رجلاً صالحاً وكبير السن ، اعتاد لسنوات طويلة أن يدخل البيت ، فلم يُر منه إلا كلّ خير . خرجت الفتاة أخت الشاب لتفتح الباب ، ودخل السقا وصبّ الماء في جرار البيت بينما الفتاة عند الباب تنتظر خروجه لتغلق الباب ، وما أن وصل السقا عند الباب وفي لحظة خاطفة زيّن له الشيطان فعل السوء ، وهاجت نفسه الأمّارة بالسوء فالتفت يميناً وشمالاً ، ثمّ مال إلى الفتاة ، فقبّلها بغير إرادتها ، ثم مضى ، كل هذا والوالد يجلس في زاوية من زوايا البيت الواسع يرى ما يجري دون أن يراه السّقا ، وكانت ساعة الصمت الرهيب من الأب ، ثم الاسترجاع أن يقول ( إنّا لله وإنّا إليه راجعون ) ، ثم الحوقلة أن يقول ( لا حول ولا قوّة إلا بالله ) ، وأدرك أنّ هذا السّقا الذي ما فعل هذا في شبابه فكيف يفعلها اليوم ، وأدرك أنّما هو دينٌ على أهل البيت ، وأدرك أنّ ابنه قد فعل في سفره فعلة استوجبت من أخته السداد . ولمّا وصل الشاب وسلّم على أبيه وأبلغه سلام تجّار دمشق ، ثمّ وضع بين يديه أموالاً كثيرة ربحها ، إلا أنّ الصمت كان سيد الموقف ، وإنّ البسمة لم تجد لها سبيلاً إلى شفتيه ، سوى أنّه قال لابنه : هل حصل معك في سفرك شيء ، فنفى الابن ، وكرّرها الأب ، ثمّ نفى الابن، إلى أن قال الأب : ( يا بني ، هل اعتديت على عرض أحد ؟ ) ، فأدرك الابن أن حاصلاً قد حصل في البيت ، فما كان منه إلا أن اعترف لأبيه ، ثمّ كان منه البكاء والاستغفار والندم ، عندها حدّثه الأب ما حصل مع أخته ، وكيف أنّه هو قبّل تلك الفتاة بالشام قبلة ، فعاقبه الله بأن بعث السقا فقبّل أخته قبلة كانت هي دين عليه ، وقال له جملته المشهورة : ( يا بُنيّ دقة بدقة ، ولو زدت لزاد السقا ) ، أي أنّك قبّلت تلك الفتاة مرة فقبّل السّقا أختك مرة ، ولو زدت لزاد ، ولو فعلت أكثر من ذلك لفعل . إضافة موقع إسلام ويب : القصة المشار إليها قد ذكرها صاحب تفسير روح البيان. وقد وردت بعض الأحاديث في هذا المعنى، كحديث : من زنى زُنِىَ به ولو بحيطان داره. لكن هذه الأحاديث لم يثبت منها شيء يصلح للاستدلال على ثبوت هذه القاعدة، ومع ذلك فلا يظهر تعارض بين مكافأة الزاني بهتك عرضه وبين قوله تعالى : (وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى)( الأنعام:164). فإنّ من يقع في المعصية من أهل الزاني لا يعاقب بذنب غيره، وإنّما يقع في المعصية بكسبه وتفريطه ويعاقب على ذنبه. وعلى كلّ حال فلا يخفى على المسلم أنّ الزنا من الكبائر التي تجلب غضب الله، وما ورد فيه من الوعيد في الآخرة يكفي زاجراً لمن كان له قلب، كما ننبّه على أنّ الإنسان إذا تاب توبة نصوحاً، فإن التوبة تمحو أثر الذنب، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : (التَّائِبُ مِنْ الذَّنْبِ كَمَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ.) رواه ابن ماجه، وحسنه الألباني. والله أعلم. منقول |
أنا كأُختك حاول شاب أن يستوقف فتاة ليصف لها مدى إعجابه بها .. ولكن الفتاة لم تكن صيدا سهلا .. كباقي الأسماك المغفلة أو ربما البريئة .. ردت عليه بطريقة جعلته يدور حول نفسه دورة كاملة ويهتز في مكانه .. والأكثر من هذا أنها قلبت طريقة تفكيره وجعلته يغير نظرته القزمة تجاه كل فتاة أراد أن يتسلى بها .. أتعرفون .. بما وكيف ردت عليه .. بهدوء الواثقة العاقلة قالت له : أيُّها الشابُ النبيلُ تنحّى .. إن ما زالتْ فيكَ نخوةٌ عربية .. سألتُكَ إن بقيتْ فيكَ ذرةُ كرامةٍ .. دعني أمُرُّ ولا تُكثر عليَّا .. لديَّا مُحاضرةٌ أو موعدٌ أم أبي ينتظِرُني .. أنتَ لا يعنيك َبِما لديَّا .. لو كُنتَ تراني أميرةً في نظرِك .. فدعني أراكَ فارِساً عربيا .. دعني أُصدِّقُ أنَّ الرُجولةَ ما زالت في شبابِنا .. أم أنّكُم ترتدونها في المُناسباتِ الرسميِّة .. أو في غُرفِ نومِكُم .. وعلى مقاعِدِكُم .. أو عِند مُحاولةِ صيدِ فتاةٍ غبيِّة .. أنا كأُختك .. ولا أظنُّكَ ترتضي لأُختِكَ هذا أم أنَّها مُحرّمةٌ .. وأنا مسموحةٌ وشرّعية .. أم أنَّها عذراءٌ ومُقدَّسةٌ بِالنسبةِ لكَ .. وأنا لستُ مِثلها صَبيِّة .. أيُّها الصديقُ الشهمُ .. تَفضّل إن كانَ عِندكَ ما تقولُ كُلِّي آذانٌ صاغية .. فأنا لكَ صَديقةٌ وفيِّة .. ولكِن مِن فضِّلك ... لو سمحت لا تبدأ في الحديثِ المُمِّلِ ذاته .. أَنّني أُعّجِبُكَ وأنَّكَ على استِعدادٍ أن تتقدمَ رسميِّا .. وأننّي مُنذُ بدايةِ العامِ أُفكِّرُ بِكِ .. ولا أنامُ ولا أآكلُ تَصوّري .. حياتي تَلخبطت كُليَّا .. وأنني وأنني ... فهذا اللِسانُ ما عادَ يقطُرُ عسلاً .. ولا يحمِلهُ سِوى الأغبياء ولستُ أتَشرّفُ إن جئتني غبيَّا .. صَعَدَ العالمُ إلى القمرِ وما زلنا نُقزِّمُ فِكرنا بِالتفاهاتِ العاطِفيِّة .. وما زالَ أقصى ما يَصِلُ إِليّهِ فكرُنا .. كيفَ نواجِهُ تِلكَ الصبيِّة .. وماذا نَقولُ .. وكيفَ نَقولُ .. وأيَّ قِناعٍ نلبسُ وأيَّ شخصيِّة .. تنّحى حضرةَ المُحّتَرم .. فلا ترضى إِمرأةٌ كريمةٌ أن تُرى هكذا ولا أَظنُّ أنَّ رجُلاً كريماً يَرتضي لي نظرةً دُونيِّة.. فاحفظ ماءَ وجهِكَ وتوكّل على الله .. إن كانتْ أوقاتُكَ لهوٌ وعَبثٌ .. فأوقاتي يا سيِّدي ذَهبيِّة .. منقول |
احترموا دموع النساء سأل الولد أمه : لماذا تبكين ؟ أجابته : لأني امرأة فقال الولد : أنا لا أفهم هذا !...! فاحتضنته أمه و قالت : و لن تفهمه أبدا .. ... ثمّ سأل الولد أباه : لماذا تبكي أمي بلا سبب ؟ أجاب أبوه : جميع النساء يبكين بلا سبب .. كبر الولد و أصبح رجلا و لا زال يجهل لماذا تبكي النساء !! و في النهاية سأل عالم حكيم لماذا تبكي النساء ؟ أجاب الحكيم : عندما خلق الله المرأة جعل لها أكتافا قوية جدا لتحمل عليها أحمال الدنيا .. و جعل لها ذراعين ناعمتين و حنونتين لتعطي الراحة .. و أعطاها قوة داخلية لتحتمل ولادة الأطفال و تحتمل رفضهم لها عندما يكبرون و أعطاها صلابة لتحتمل أعباء أسرتها و تعتني بهم .. و تبقى صامدة في أصعب الظروف و دون تذمر .. و أعطاها محبة لأطفالها لا تنتهي و لا تتغير حتى لو عادوا إليها و سببوا لها الألم .. أخيرا .. أعطاها الدموع لتذرفها عند الحاجة فترمي أحمال هذه المسؤولية الكبيرة .. و تستطيع أن تواصل الرحلة .. و هذه هي نقطة ضعفها الوحيدة لذلك احترموا دموع نساء العالم حتى و إن كانت بلا سبب .. منقول |
جميع الأوقات حسب التوقيت الدولي +2. الساعة الآن 03:05. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.