إدريسي
15.09.2010, 17:58
بسم الله الرحمن الرحيم
رد شبهة تعارض حديث النزول وكروية الأرض .. بلا تأويل وتعطيل ولا تكييف وتشبيه ..
في الحديث المشهور :
قوله صلى الله عليه وسلم "ينزل الله إلى السماء الدنيا كل ليلة . حين يمضي ثلث الليل الأول . فيقول : أنا الملك . أنا الملك . من ذا الذي يدعوني فأستجيب له ! من ذا الذي يسألني فأعطيه ! من ذا الذي يستغفرني فأغفر له ! فلا يزال كذلك حتى يضيء الفجر"
الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 758
خلاصة حكم المحدث: صحيح
كيف نجمع بين نزول الرب تبارك وتعالى وبين كروية الأرض ؟
الرد :
مقدمة لا بد منها ..
عندما يقف العباد في الصلاة أمام ربهم سبحانه وتعالى في وقت معين .. هل الله يراهم كلهم في نفس اللحظة أم أن الله يرى واحدا منهم فقط ولا يستطيع رؤيتهم وسماعهم والعلم بهم جميعا واحدا واحدا في نفس اللحظة ؟! .. ولنفرض أن أثناء صلاة هؤلاء قام أناس آخرون في منطقة أخرى على ظهر الكرة الأرضية لتأدية الصلاة .. فهل الله سينصرف عن أولئك ويقبل على هؤلاء الذين شرعوا في الصلاة أم أن الله يرى هؤلاء وأولئك جميعا ويسمعهم ويعلم بهم في نفس اللحظة ومع مرور الأوقات واختلاف الأمكنة ؟!
خلاصة ما أريد قوله والتنبيه عليه في هذه المقدمة هو : أن أفعال الله ليست كأفعالنا .. وصفاته عز وجل ليست كصفاتنا .. فإذا كان الواحد منا لا يستطيع أن ينظر في نفس الوقت إلى شخصين مختلفين - أو أكثر - ويتحاور معهم أو يتجه نحوهم ويذهب إليهم وينزل عندهم ، ولا يستطيع تصور حدوث ذلك .. فلا يعمم هذا على الله سبحانه وتعالى .. أي لا يقيس أفعال الله على أفعال مخلوقاته ولا ذاته المقدسة ولا صفاته الكاملة .. بل الله في نفس اللحظة يرى ويسمع ويعلم بمخلوقاته جميعا رغم مرور الأوقات واختلاف الأمكنة ، وإن كنا نحن لا نستطيع تصور كيفية ذلك ..
ومن قال بغير هذا فهو مشبه والعياذ بالله .. يلزم من قوله أن الله لا يعلم بعض الجزئيات في سمواته وأرضه ، أي أنه سبحانه ليس محيطا بكل شيئ !
بعد هذه المقدمة نأتي لحديث النزول ..
الشبهة أظنها الآن زالت بعد المقدمة .. فما قلناه عن رؤية الله لعباده وسماعه وعلمه بهم جميعا وفي نفس اللحظة رغم مرور الأوقات واختلاف الأمكنة نقوله عن النزول أيضا .. الله ينزل لهؤلاء وهؤلاء رغم مرور الأوقات واختلاف الأمكنة على ظهر الكرة الأرضية .. وهذا كما أن الله يراك في الصلاة ويسمعك ويعلم بك - لدرجة أنك تظن أن الله معك أنت وحدك ! - لكنه يرى كذلك غيرك ويسمعهم ويعلم بهم سواء صلوا معك في نفس الوقت أو شرعوا في الصلاة بعدك بقليل أو كثير في أي مكان على ظهر الكرة الأرضية ..
فنزول الله عز وجل حق معلوم لكن كيفيته مجهولة .. لا نقيس صفة نزوله على أفعالنا وصفاتنا فنشبهه ونمثله سبحانه بمخلوقاته وهو الذي ليس كمثله شيئ .. ولا نؤول صفة نزوله فنعطل ما أثبته له الذي لا ينطق عن الهوى صلوات ربي وسلامه عليه .. لأن من أنكر نزول الله حقيقة واعتبر نزوله هذا من المجاز - مستدلا بأن عقله القاصر لم يستطع تصور ذلك - فهو يلزمه أن يفعل نفس الشيئ مع رؤية وسماع وعلم الله بعباده جميعا في نفس اللحظة في الصلاة - وفي غير الصلاة أيضا - رغم مرور الأوقات واختلاف الأمكنة .. وبالتالي يجعل علم الله محدودا أي أنه سبحانه لا يعلم بعض الجزئيات في سماواته وأرضه وبالتالي ليس محيطا بكل شيئ .. سبحانه عما يقولون ويصفون !
خلاصة القول .. النزول معلوم وكيفه مجهول والسائل عنه لو لم يقع في بدعة التشبيه والتمثيل - حيث قاس في عقله ذات الله وصفاته وأفعاله على مخلوقاته وأفعالهم - لما سأل عنه !
والحمد لله رب العالمين ..
رد شبهة تعارض حديث النزول وكروية الأرض .. بلا تأويل وتعطيل ولا تكييف وتشبيه ..
في الحديث المشهور :
قوله صلى الله عليه وسلم "ينزل الله إلى السماء الدنيا كل ليلة . حين يمضي ثلث الليل الأول . فيقول : أنا الملك . أنا الملك . من ذا الذي يدعوني فأستجيب له ! من ذا الذي يسألني فأعطيه ! من ذا الذي يستغفرني فأغفر له ! فلا يزال كذلك حتى يضيء الفجر"
الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 758
خلاصة حكم المحدث: صحيح
كيف نجمع بين نزول الرب تبارك وتعالى وبين كروية الأرض ؟
الرد :
مقدمة لا بد منها ..
عندما يقف العباد في الصلاة أمام ربهم سبحانه وتعالى في وقت معين .. هل الله يراهم كلهم في نفس اللحظة أم أن الله يرى واحدا منهم فقط ولا يستطيع رؤيتهم وسماعهم والعلم بهم جميعا واحدا واحدا في نفس اللحظة ؟! .. ولنفرض أن أثناء صلاة هؤلاء قام أناس آخرون في منطقة أخرى على ظهر الكرة الأرضية لتأدية الصلاة .. فهل الله سينصرف عن أولئك ويقبل على هؤلاء الذين شرعوا في الصلاة أم أن الله يرى هؤلاء وأولئك جميعا ويسمعهم ويعلم بهم في نفس اللحظة ومع مرور الأوقات واختلاف الأمكنة ؟!
خلاصة ما أريد قوله والتنبيه عليه في هذه المقدمة هو : أن أفعال الله ليست كأفعالنا .. وصفاته عز وجل ليست كصفاتنا .. فإذا كان الواحد منا لا يستطيع أن ينظر في نفس الوقت إلى شخصين مختلفين - أو أكثر - ويتحاور معهم أو يتجه نحوهم ويذهب إليهم وينزل عندهم ، ولا يستطيع تصور حدوث ذلك .. فلا يعمم هذا على الله سبحانه وتعالى .. أي لا يقيس أفعال الله على أفعال مخلوقاته ولا ذاته المقدسة ولا صفاته الكاملة .. بل الله في نفس اللحظة يرى ويسمع ويعلم بمخلوقاته جميعا رغم مرور الأوقات واختلاف الأمكنة ، وإن كنا نحن لا نستطيع تصور كيفية ذلك ..
ومن قال بغير هذا فهو مشبه والعياذ بالله .. يلزم من قوله أن الله لا يعلم بعض الجزئيات في سمواته وأرضه ، أي أنه سبحانه ليس محيطا بكل شيئ !
بعد هذه المقدمة نأتي لحديث النزول ..
الشبهة أظنها الآن زالت بعد المقدمة .. فما قلناه عن رؤية الله لعباده وسماعه وعلمه بهم جميعا وفي نفس اللحظة رغم مرور الأوقات واختلاف الأمكنة نقوله عن النزول أيضا .. الله ينزل لهؤلاء وهؤلاء رغم مرور الأوقات واختلاف الأمكنة على ظهر الكرة الأرضية .. وهذا كما أن الله يراك في الصلاة ويسمعك ويعلم بك - لدرجة أنك تظن أن الله معك أنت وحدك ! - لكنه يرى كذلك غيرك ويسمعهم ويعلم بهم سواء صلوا معك في نفس الوقت أو شرعوا في الصلاة بعدك بقليل أو كثير في أي مكان على ظهر الكرة الأرضية ..
فنزول الله عز وجل حق معلوم لكن كيفيته مجهولة .. لا نقيس صفة نزوله على أفعالنا وصفاتنا فنشبهه ونمثله سبحانه بمخلوقاته وهو الذي ليس كمثله شيئ .. ولا نؤول صفة نزوله فنعطل ما أثبته له الذي لا ينطق عن الهوى صلوات ربي وسلامه عليه .. لأن من أنكر نزول الله حقيقة واعتبر نزوله هذا من المجاز - مستدلا بأن عقله القاصر لم يستطع تصور ذلك - فهو يلزمه أن يفعل نفس الشيئ مع رؤية وسماع وعلم الله بعباده جميعا في نفس اللحظة في الصلاة - وفي غير الصلاة أيضا - رغم مرور الأوقات واختلاف الأمكنة .. وبالتالي يجعل علم الله محدودا أي أنه سبحانه لا يعلم بعض الجزئيات في سماواته وأرضه وبالتالي ليس محيطا بكل شيئ .. سبحانه عما يقولون ويصفون !
خلاصة القول .. النزول معلوم وكيفه مجهول والسائل عنه لو لم يقع في بدعة التشبيه والتمثيل - حيث قاس في عقله ذات الله وصفاته وأفعاله على مخلوقاته وأفعالهم - لما سأل عنه !
والحمد لله رب العالمين ..