اعرض النسخة الكاملة : أوقاتنـــا........... أعمارُنـــا
غايتي ربي رضاك
09.05.2009, 08:24
أوقاتنـــا........... أعمارُنـــا
مقدمــــة
إن الحمـد لله ، نحمـده ونسـتعينه ونسـتغفره ، ونعـوذ بالله مـن شـرور أنفسـنا ومـن سـيئات أعمالنـا ، مـن يهـده الله فـلا مضـل لـه ، ومـن يضلـل فـلا هـادي لـه ، وأشـهد أن لا إله إلا الله وحـده لا شـريك لـه ، وأشـهد أن محمـدًا عبـده ورسـوله.
(يـَا أَيُّهَـا الَّذيِـنَ آمَنُـوا اتَّقُـوا اللهَ حَـقَّ تُقَاتِـه وَلا تَمُوتُـنَّ إِلاَّ وَأَنَتُـم مُّسْـلِمُونَ)
{سورة آل عمران / آية : 102}
" يـَا أَيُّهَـا النَّـاسُ اتَّقُـوا رَبَّكُــمُ الَّـذِي خَلَقَكُـم مِّـن نَّفْـسٍ وَاحِـدَةٍ وَخَلَـقَ مِنْهَـا زَوْجَهَـا وَبَـثَّ مِنْهُمَـا رِجَـالاً كَثِيـرًا وَنِسَـاءً وَاتَّقُـوا اللهَ الَّـذِي تَسَـاءَلُونَ بِـه وَالأَرْحَـامَ إِنَّ اللهَ كَـانَ عَلَيْكُـمْ رَقِيبـًا "
{سورة النساء / آية : 1 }
" يـَا أَيُّهـَا الَّذِيــنَ آمَنـُـوا اتَّقُـوا اللهَ وَقُولُـوا قَــولاً سَـدِيدًا يُصلِـحْ لَكُـمْ أَعْمَالَكُـمْ وَيَغْفِـرْ لَكُـمْ ذُنُوبَكُـم وَمَـن يُطِـعِ اللهَ وَرَسُـولَهُ فَقَـدْ فَـازَ فَـوزًا عَظِيمـًا "
سورة الأحزاب / آية : ( 70 ، 71 )
أمــا بعـــد :
فـإن أصـدقَ الحديـثِ كتـابُ اللهِ ، وخيـرَ الهـدي هــديُ محمـدٍ ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ، وشـرَّ الأمـورِ محدثاتُهَـا ، وكـلَّ محدثـةٍ بدعـةٌ ، وكـلَّ بدعـةٍ ضلالـةٌ ، وكـلَّ ضلالـةٍ فـي النـار .
ثــم أمــا بعــد.........
وقـت الإنسـان هـو عمـره فـي الحقيقـة ، ومـادة حياتـه الأبديـة فـي النعيـم المقيـم ، وهـو يمـر أسـرع مـن السـحاب ، فمـا كـان مـن وقتـه وعملـه لله (1) ، وبالله (2) ، وفـي الله (3) ، فيكـون عملـه خالصـًا موافقـًا لشـريعة الله علـى وجـه الاسـتعانة بـه سـبحانه فهـو حياتـه وعمـره ، ومـا كـان غيـر ذلـك فليـس محسـوبًا مـن حياتـه وإن عـاش طويـلاً فهـو يعيـش عيشـة البهائـم .
• قـالابـن القيـم فـي فوائـد الفوائـد / المبحـث العاشـر : فـي أعمـاق النفـس / ( 1 ) فصـل : كيـف تصلـح حالـك / ص : 323 :
" ... وذلـك أنـك فـي وقـتٍ بيـن وقتيـن ، وهـو فـي الحقيقـة عمـرُك ، وهـو وقتـك الحاضـرُ بيـن مـا مضـى ومـا تسـتقبل ، فالـذي مضـى تصلحُـهُ بالتوبـة والنـدم والاسـتغفار ، وذلـك شـيء لا تعـب عليـك فيـه ولا نصـب ولا معانـاةَ عمـلٍ شـاق ، إنمـا هـو عمـلُ القلـب ، وتمتنـعُ فيمـا تسـتقبلُ مـن الذنـوب ، وامتناعـك تـركٌ وراحـةٌ ، ليـس هـو عمـلاً بالجـوارح يشـق عليـك معاناتُـه ، وإنمـا هـو عـزم ونيـة جازمـة ..." .
ا .هـ .
الحاشية:
( 1 ) لله ---> المراد به الإخلاص ، أي إخلاص العمل لله
( 2 ) بالله ---> المراد به الاستعانة به سبحانه ، فلا يعتد بنفسه ولا يعتمد عليها وإنما يستعين بالله .
( 3 ) في الله ---> أي في شرعه ، فلا يتجاوز الشرع ، ولا يبتدع في دين الله ما ليس منه .
شرح القواعد المثلى / ص : 322
يـُـــتــْــبــَــعُ
د.سهير البرقوقي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد بن عبد الله
وعلى آله وصحبه ومن امن به وا تبع هداه ودعا بدعواه إلى يوم الدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي الغالية أهلا ومرحبا
موضوع قيم واتشرف بتسجيل متابعة
بارك الله في قولك وعملك وجزاك خيرا
أبوحمزة السيوطي
09.05.2009, 10:26
بارك الله فيك أختنا الفاضلة
وجزاك الله خيرا على هذا الموضوع هام
متابع بعون الله ..
غايتي ربي رضاك
10.05.2009, 02:14
بارك الله في قولك وعملك وجزاك خيرا
اللهم أمين
بارك الله فيك غاليتي نوران
يشرفني متابعتك للموضوع
غايتي ربي رضاك
10.05.2009, 02:16
بارك الله فيك أختنا الفاضلة
وجزاك الله خيرا على هذا الموضوع هام
متابع بعون الله ..
اللهم آمين
جزاكم ربي خيرا وبارك فيكم وفي عملكم
يشرفني متابعتكم جزيتم خيرا
غايتي ربي رضاك
14.05.2009, 14:42
نتابع معا ....أوقاتنــــا أعمارُنــــا
وقـال ابـن القيـم فـي فوائـد الفوائـد / المبحـث العاشـر ... / ( 9 ) فصـل : جمـع الهمـم علـى الله وحـده / ص : 337 :
علامـة صحـة الإرادة أن يكـونَ هـمُّ المريـدِ رضـا ربـه ، واسـتعدادَهُ للقائـه ، وحُزنَـهُ علـى وقـتٍ مـرَّ فـي غيـر مرضاتـه ، وأسـفَه علـى [ فـوْتِ ] قُربـهِ والأنـسِ بـه .
وجُمَّـاعُ ذلـك : أن يصبـحَ ويمسـي وليـس لـه هـمٌّ غيـرَه .
{ ا .هـ . }
•ويقـول ابـن القيـم ـ رحمه الله ـ :
كـل نَفَـسٍ أو كـل عـرَقٍ سـيخرج فـي الدنيـا فـي غيـر طاعـة الله أو فائـدة فـي الحيـاة ـ
[ تعيـن علـى حسـنة ] ـ (2) سـيخرج يـوم القيامـة حسـرة وندامـة .
------------------
( 2 ) ما بين المعكوفتين تصرف
ا . هـ .
ويقـول عمـار بـن رجـاء : سـمعت عبيـد بـن يعيـش " شـيخ البخـاري ومسـلم " يقـول :
" أقمـتُ ثلاثيـن سـنة مـا أكلـتُ بيـدي بالليـل ، كانـت أختـي تُلَقِّمُنـي وأنـا أكتـب الحديـث " .
ا .هـ .
عندمـا يخلـص الإنسـان لربـه وخالقـه ويشـتغل بكـل دقيقـة مـن وقتـه وعمـره فـي طاعـة ربـه يُبـارك الله لـه فـي عمـره وإن كـان قصيـرًا ، والرجـال لا يقاسـون بطـول أعمارهـم ، وإنمـا يقاسـون بأعمالهـم ، والله عـز وجـل تعبدنـا بحسـن الأعمـال وذلـك فـي مقدورنـا وفـي إمكاننـا بـإذن ربنـا ، ولـم يتعبدنـا بطـول أعمارنـا فـإن ذلـك ليـس بمقدورنـا ولا بإرادتنـا .
فالإنسـان الـذي يعـرف حـق وقتِـه وقيمتـه ينبغـي عليـه أن يعمِّـر وقتَـه بالخيـرات ما اسـتطاع إلـى ذلـك سـبيلاً ويسـارع فيهـا ، فكلمـا تيسـر إليـه خيـر بـادر إليـه تطبيقـًا للآيـة :
قـال الله تعالـى :
" .... وَعَجِلْـتُ إِلَيْـكَ رَبِّ لِتَرْضَـى " . سورة طه / آية : 84 .
وللحديـث :
احـرص علـى ما ينفعـك .
* فعـن أبـي هريــرة قـال : قـال رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ :
" المؤمـن القـوي خيـر مـن المؤمـن الضعيـف وفـي كـل خيـر ، احـرِص علـى مـا ينفعــك واسـتعن بالله ولا تعجِــز ، وإن أصابـك شـيء فـلا تقـل : لـو أنـي فعلـتُ كـان كـذا وكـذا ، ولكـن قـل : قَـدَرُ الله ، ومـا شـاء فعـل ، فـإن لـو تفتـح عمـلَ الشـيطانِ " .
{ صحيح مسلم . متون / ( 46 ) ـ كتاب : القدر/ ( 8 ) ـ باب : في الأمر بالقوة وترك العجز ، .. /
حديث رقم :34 ـ (2664) / ص : 677 .
والمـراد بالقـوة هنـا عزيمـة النفـس والقريحـة فـي أمـور الآخـرة .
احـرِص علـى مـا ينفعـك .... ولا تعجِـز : احـرص علـى طاعـة الله تعالـى والرغبـة فيمـا عنـده ، واطلـب الإعانـة مـن الله تعالـى علـى ذلـك ، ( ولا تعجِـز ) ولا تكسـل عـن طلـب الطاعـة ولا عـن طلـب الإعانـة .
صحيح مسلم شرح النووي / ج : 16 / ( 46 ) ـ كتاب : القدر / ( 8 ) ـ باب : في الأمر بالقوة و ... / ص : 329.
قـال صلـى الله عليـه وعلـى آله وسـلم :
* " افعلـوا الخيـرَ دهركـم ، وتعرضـوا لنفحـاتِ رحمـة الله ، فـإن لله نفحـاتٍ مـن رحمتـه ، يصيـب بهـا مـن يشـاء مـن عبـاده ، وسـلوا الله أن يسـتر عوراتِكـم ، وأن يؤمِّـن رَوعاتِكـم " .
أخرجه الطبراني في الكبير . وحسنه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في سلسلة الأحاديث الصحيحة /
ج : 4 / حديث رقم : 1890 / ص : 511 .
إن مـن رحمـة الله بعبـاده وإكرامـه لهم سـبحانه أن هيـأ لهـم فرصـًا وأوقاتـًا خصهـا بالأجـر الوفيـر ، أوقـات فاضلـة . فكمـا فضـل سـبحانه بعـض الأماكـن علـى بعـض ، كذلـك فضـل الأزمنـة علـى بعـض .
فلقـد فضـل سـبحانه مـن الشـهور " شـهر رمضـان " الـذي أنـزل فيـه القـرآن وجعـل لمـن فـاز بصيامـه وقيامـه إيمانـًا واحتسـابًا الجائـزة العظيمـة وهـي غفـران مـا تقـدم مـن الذنـب ، ونفـس الجائـزة لمـن فـاز بليلـة القـدر بـأن قامهـا إيمانـًا واحتسـابًا .
وفضـل سـبحانه مـن أيـام العـام : " أيـام العشـر مـن ذي الحجـة " .
وخـص فيهـا يـوم عرفـة بجائـزة عظيمـة لمـن فـاز بصيامـه .
* قـال صلـى الله عليـه وعلـى آله وسـلم :
" أفضـل أيـام الدنيـا أيـام العشـر " .رواه البزار عن جابر . صححه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في : صحيح الجامع الصغير وزيادته / الهجائي /
ج : 1 / حديث رقم : 1133 / ص : 253 .
أيـام العشـر : أي عشـر ذي الحجـة . فيـض القديـر ... / ج : 2 / ص : 71 .
وهكـذا هـذا على سـبيل المثـال لا الحصـر . فلنتحـر الأوقـات الفاضلـة ليربـو عملُنـا ولتغْفـر ذنوبُنَـا ، ولنفـوز بجنـة ربِّنـا .
ولـذا كـان العـزم علـى تجميـع بحـث صغيـر ليكـون إعانـة لنـا علـى معرفـة حقيقـة أعمارنـا ، ومـا يجـب علينـا تجاههـا ، ووسِـمَ هـذا البحـث بـ :
" أوقاتنـا أعمارنـا "
وهـو يحـوي عـدة مباحـث موضحـة بفهـرس موضوعـات البحـث .
نسـأل الله أن تنفعنـا هـذه الرسـالة وإياكـم ، يـوم لا ينفـع مـال ولا بنـون إلا مـن أتـى الله بقلـب سـليم .
وآخــر دعوانــا أن الحمــد لله رب العالميــن .
وصلـى الله علـى محمـدٍ وعلى آله وســلم .
إلى لقاء قريب بإذن الله تعالى
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
=================
غايتي ربي رضاك
14.05.2009, 14:43
نتابع معا ....أوقاتنــــا أعمارُنــــا .........
ـ فاللبيـب الـذي يفطـن إلـى هـذا فيجتهـد فـي فعـل مـا يسـتغل بـه أوقاتـه وقوتـه ، يجتهـد فـي أن يجعـل كـل لحظـة مـن لحظاتـه عبوديـة يزيـد بهـا إيمانـه ، فإن فاتـه العمـل فلا تفوتـه النيـة ، حتـى لا يكـون فـي هـذه اللحظـة مغبونـًا ، فـإن رأس مـال العبـد صحتـه وفراغـه .
* فعـن ابـن عبـاس ـ رضي الله عنهما ـ قـال : قـال النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ :
" نعمتـان مغبـونٌ فيهمـا كثيـرٌ مـن النـاس : الصحـة ، والفـراغ " .
{ صحيح البخاري 0 متون / ( 81 ) ـ كتاب : الرقاق / ( 1 ) ـ باب : لا عيش إلا عيش
الآخرة / حديث رقم : 6412 / ص : 752 .}
يعنـي أن هذيـن الجنسـين مـن النعـم مغبـون فيهمـا كثيـر مـن النـاس ، أي مغلـوب فيهمـا ، وهمـا الصحـة والفـراغ .
فـإذا كـان الإنسـان فارغـًا صحيحـًا فإنـه يغبـن كثيـرًا فـي هـذا ، لأن كثيـرًا مـن أوقاتنـا تضيـع بـلا فائـدة ونحـن فـي صحـة وعافيـة وفـراغ ومـع ذلـك تضيـع علينـا كثيـرًا ، ولكننـا لا نعـرف هـذا الغبـن فـي الدنيـا ، إنمـا يعـرف الإنسـان الغبـن إذا حضـره أجلـه ، وإذا كـان يـوم القيامـة ، وممـا يـدل علـى ذلـك قـول الله تعالـى :
" حَتَـى إِذَا جَـاءَ أَحَدَهُـمُ الْمَـوْتُ قَـالَ رَبِّ ارْجِعُـونِ * لَعَلِّـي أَعْمَـلُ صَالِحـًا فِيمَـا تَرَكْـتُ .... " . { سورة المؤمنون / آية : 99 ، 100 }.
وقـال عـز وجـل :
"........ مِّـن قَبْـلِ أَن يَأْتِـيَ أَحَدَكُـمُ الْمَـوْتُ فَيَقُـولَ رَبِّ لَـولا أَخَّرْتَنِـي إِلَـى أَجَـلٍ قَرِيـبٍ فَأَصَّـدَّقَ وِأَكُـن مِّـنَ الصَّالِحِيـنَ " . { سورة المنافقون / آية : 10}.
الواقـع أن هـذه الأوقـات الكثيـرة تذهـب علينـا سُـدَى لا ننتفـع منهـا ، ولا ننفـع أحـدًا مـن عبـاد الله ، ولا ننـدم علـى هـذا إلا إذا حضـر الأجـل ؛ يتمنـى الإنسـان أن يُعْطَـى فرصـة ولـو دقيقـة واحـدة لأجـل أن يسـتعتب ، ولكـن لا يحصـل ذلـك .
ثـم إن الإنسـان قـد لا تفوتـه هـذه النعمـة ، بـل قـد لا تفوتـه هاتـان النعمتـان : الصحـة والفـراغ بالمـوت بـل قـد تفوتـه قبـل أن يمـوت ، قـد يمـرض ويعجـز عـن القيـام بمـا أوجـب الله عليـه ، قـد يمـرض ويكـون ضيـق الصـدر لا ينشـرح صـدره ويتعـب ، وقـد ينشـغل بإيجـاد النفقـة لـه ولعيالـه حتـى تفوتـه كثيـر مـن الطاعـات .
ولهذا ينبغـي للإنسـان العاقـل أن ينتهـز فرصـة الصحـة والفـراغ بطاعـة الله عز وجل بقدر ما يسـتطيع.
{ شرح رياض الصالحين / للشيخ العثيمين / ج : 1 / ( 11 ) ـ باب : المجاهدة / شرح حديث
رقم : ( 3 / 97 ) / ص : 451 }.
نتابع معًا بإذن الله تعالى...
http://www.alrekab.com/vb/images/statusicon/user_offline.gif
http://img182.imageshack.us/img182/9540/13972006041422rq0.gif
اللهمَّ اغفر لنا واعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
وجعلنا ممن عمل بمقتضى قولك الكريم
" .... وَعَجِلْـتُ إِلَيْـكَ رَبِّ لِتَرْضَـى " . سورة طه / آية : 84
شكرا لك أبنتي الحبيبة
http://www.albetaqa.com/cards/data/media/295/fawasel0014.gif
بارك الله فيك وفي قولك وعملك
وزادك علما وعملا صالحا مقبولا
غايتي ربي رضاك
15.05.2009, 06:05
بارك الله فيك وفي قولك وعملك
وزادك علما وعملا صالحا مقبولا
اللهم أمين غاليتي نوران ولك المثل
جزاك ربي كل خير ونفع بك
أمــة الله
15.05.2009, 11:53
جزاك الله الجنة أختي الحبيبة غايتي ربي رضاك
اللهم بارك لنا في أوقاتنا وأعمالنا واقولنا وأعمارنا
اللهم بارك في قول وعمل أختي الغالية غايتي ربي رضاك
غايتي ربي رضاك
16.05.2009, 02:38
جزاك الله الجنة أختي الحبيبة غايتي ربي رضاك
اللهم بارك لنا في أوقاتنا وأعمالنا واقولنا وأعمارنا
اللهم بارك في قول وعمل أختي الغالية غايتي ربي رضاك
اللهم آمين غاليتي نورا
جزاك ربي خيرا على هذا الكلام الطيب
رضى اللله عنك وارضاك..
أسعدني مرورك
غايتي ربي رضاك
10.06.2009, 02:23
نتابع معا ....أوقاتنــــا أعمارُنــــا .........
ـ وقـد كـان السـلف ـ رضي الله عنهم ـ أحـرص (1) ما يكونـون علـى أوقاتهـم لأنهم كانـوا أعـرف النـاس بقيمتهـا . وكانـوا يحرصـون كـل الحـرص علـى ألاَّ يمـر يـوم أو بعـض يـوم أو برهـة مـن الزمـان وإن قصـرت دون أن يتـزودوا منهـا بعلـم نافـع أو عمـل صالـح أو مجاهــدة للنفـس أو إسـداء نفـع للغيـر حتـى لا تتسـرب الأعمـار سـدى وتضيـع هبـاء وتذهـب جُفـاءً وهـم لا يشـعرون.
--------------------------------------------------------
( 1 ) وقد كان السلف ـ رضي الله عنهم ـ أحرص مايكونون .... :
سيأتي نماذج ذلك في المبحث الخامس تحت عنوانه : وقفات مع السلف .
نتابع معًا بإذن الله تعالى...
غايتي ربي رضاك
10.06.2009, 02:23
نتابع معا ....أوقاتنــــا أعمارُنــــا .........
قـــال الشـــاعر :
إذا مــر بــي يــوم ولـم أقتبـس هــدى
ولـم أسـتفد علمــًا فمـا ذاك مـن عمــري .
{رسالة اقتربت الساعة / محمود المصري / بتصرف . ا . هـ }.
* عـن ابـن عبـاس قـال : قـال رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ :
" اغتنـم خمسـًا قبـل خمـسٍ : حياتـك قبـل موتـك ، وصحتـك قبـل سـقمك ، وفراغـك قبـل شـغلك ، وشـبابك قبـل هرمـك ، وغنـاك قبـل فقـرك " .
{ رواه الحاكم والبيهقي عن ابن عباس ـ وصححه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في صحيح
الجامع..../ الهجائي / ج : 1 / حديث رقم : 1077 / ص : 244 }.
* عـن أبـي الـدرداء قـال : قـال رسـول الله :
" لـو تعلمـون مـا أعلـمُ ، لبكيتـم كثيـرًا ، ولضحكتـم قليـلاً ، ولخرجتـم إلـى الصُّعـدات ؛ تجـأرون إلـى الله تعالـى ..... ".
{ أخرجه الحاكم ..... وحسنه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في صحيح الجامع الصغير وزيادته /
الهجائي / ج : 2 / حديث رقم : 5262 / ص : 933 }.
* عـن عبـد الله بـن عمـرو ، قـال : مَـرَّ بـي رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ، وأنـا أُطَيِّـنُ حائطـًا لـي ! أنـا ، وأمـي ، فقــال :
" مـا هـذا يـا عبـد الله " ؟ فقلـت : يـا رسـول الله أُصلحـه ، فقـال : " الأمـرُ أسْـرَعُ مِـنْ ذاكَ " .
{ سنن أبي داود [ المجلد الواحد ] / تحقيق الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ / ( 35 ) ـ أول كتاب الأدب / ( 172 ) ـ باب : [ ما جاء ] في البناء / حديث رقم : 5235 / ص : 946 / صحيح .
نتابع معًا بإذن الله تعالى...
غايتي ربي رضاك
10.06.2009, 02:24
السلامُ عليكم ورحمةُ الله وبركاته
نتابع معا ....أوقاتنــــا أعمارُنــــا .........
* عـن الأعمـش قـال :
مَـرَّ علـيَّ رسـول الله ، ونحـن نعالـج خُصـًا لنا وَهَـى ، فقـال : " ما هـذا " ؟ .
فقلنـا : خـصٌّ لنـا وَهَـى فنحـن نُصْلِحـه. فقـال رسـول الله : " ما أرى الأمـرَ إلاَّ أعجـل مـن ذلـك " .
{سنن أبي داود [ المجلد الواحد ] /( 35 ) ـ أول كتاب الأدب / ( 172 ) ـ باب : [ ما جاء ] في البناء /
حديث رقم : 5236 / ص : 946 / صحيح }.
مـا يقصـد صلـوات الله وسلامـه عليـه ، أنْ يمنعهـم مـن إصـلاح ذلـك الخـص ( البيـت ) ، ولكـن يقصـد يذكرهـم بـأن الآخـرة هـي المتـاع ، وبـأن المـوتَ آتٍ لا مَحالـة ، وبـأن العاقـل اللبيـب هـو الـذي يصلـحُ هنالِـك قبـل أن يهتـم بإصـلاح هـذا الفانـي .
ولاشـك أن نصيحتَـهُ أيضـًا تتضمـنُ عـدم الانشـغال الزائـد بالدنيـا ، الـذي يُلْهِـي المؤمـن ، ويجعــل الدنيـا فـي النهايـة كأنهـا الهـدف وكأنهـا الغايـة ، وكأنهـا هـي المقصـودة المُــرَادة .
" إن الأمــرَ أعجـلُ مـن ذلـك " ---> يعنـي إن المـوت آتٍ لا مَحَالـة ، ولابـد أن تسـتعدوا للقـاء الله عـز وجـل ، أي لا تبالِغُــوا فـي إصـلاح دنياكـم ، ولا تُبالِغُــوا فـي الاهتمـام بهـا ، كمـا هـو الحـالُ الآن ، النـاسُ يهتمـون بالدنيـا اهتمامـًا مُبَالَغـًا فيـه . الدنيـا عنـد المؤمـن لابـد أن تكـون بِقَــدَر ، ولابـد فعـلاً أنْ تكـون وسـيلة ، وإذا كانـت وسـيلة قطعـًا لـن يهتـم المؤمـن بالمظاهـر الكاذبـة ، وبالأُمـور التـي يُقصَـدُ بهـا التفاخـر والتباهِـي ، المؤمـن سـيكون فعـلاً قَصْـدُهُ أن يسـتعينَ بهـا علـى حَسَـنَة ، هـذا قـدر الدنيـا عنـده ، أنهـا توصلـه ، هـي مَعْبَـر ، هـي جِسـر ، فلـن يهتـم المؤمـنُ بهـا فـي هـذه الحالــة إلا مـا يُعيـن منهـا علـى طاعــة اللهِ عـز وجـل .
فقولـه صلـى الله عليـه وعلـى آله وسـلم " إن الأمـر أعجـل مـن ذلـك " ---> أي لا تُبَالِغُـوا فـي الاهتمـام بأموركـم الدنيويـة . وفـي الحديـث الصحيـح أيضـًا : " مـا قـلَّ وكفَـى خيـرُ ممـا كَثُـرَ وألْهَـى " .
{ مسند أبي يعلي ، عن أبي سعيد . وصححه الشيخ الألباني في صحيح الجامع الصغير وزيادته / ج : 2 / حديث رقم : 5653 / ص : 987 . [ السلسلة الصحيحة تحت رقم : 945 ] }.
هـذا الحديـث واضـح الدلالـة فـي أن الإنسـان كلمـا كَثُـرَ انشـغاله بالدنيـا كلمـا كانـت سـببًا فـي إلهائـه وانشـغاله.
{أشرطة شرح رياض الصالحين} .
نتابع معًا بإذن الله تعالى...
غايتي ربي رضاك
10.06.2009, 02:24
نتابع معا ....أوقاتنــــا أعمارُنــــا .......
ـ لا عيـش إلا عيـش الآخـرة :
* .... قـال : حدثنـا سـهل بـن سـعد السـاعديُّ كنـا مـع رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ فـي الخنـدق وهـو يحفـر ونحـن ننقُـلُ التـراب ويمـرُّ بنـا فقـال :
" اللهـم لا عيـش إلا عيـش الآخـرة فاغفـر للأنصـار والمهاجـرة " .
{صحيح البخاري . متون / ( 81 ) ـ كتاب : الرقاق / ( 1 ) ـ باب : لا عيش إلا عيش الآخرة / حديث رقم : 6414 / ص : 752. }
ـ ملعونـة الدنيـا :
.... قـال سـمعتُ أبـا هريـرة يقـول : سـمعتُ رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ يقـول :
" ألا إن الدنيـا ملعونـة (1) ، ملعـونٌ مـا فيهـا ، إلا ذكـرُ الله ومـا والاه (2) وعالـمٌ أو متعلـم " .
{ سنن الترمذي [ المجلد الواحد ] / تحقيق الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ / ( 33 ) ـ كتاب : الشهادات عن رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ / ( 14 ) ـ باب منه / حديث رقم : 2322 / ص : 525 / حديث حسن .}
( 1 ) ملعونـة : أي مبغوضـة.
( 2 ) ومـا والاه : أي قاربـه مـن الطاعـة الموصلـة لمرضـات الله .
ولا يُفهـم مـن هـذا الحديـث سـب الدنيـا مطلقـًا ولعنهـا ، بـل الملعـون ـ المبغـوض ـ منهـا مـا يبعـد عـن الله تعالـى ويُشـغل عنـه .
ـ عـن البـراء قـال :
كنـا مـع رسـول الله فـي جنـازة فجلـسَ علـى شـفيرِ القبـرِ فبكـى حتـى بـلَّ الثـرى ، ثـم قـال : " يـا إخوانـي لمثـل هـذا فأعـدُّوا " .
{ سنن ابن ماجه / [ المجلد الواحد ] / ( 37 ) ـ كتاب : الزهد / ( 19 ) ـ باب : الحزن والبكاء / حديث رقم : 4195 / ص : 696 . حسن }.
فلنُعِـد أنفسـنا لذلـك اليـوم العصيـب ، الـذي لا ينفـع فيـه مـال ولا بنـون ، وكـل منـا آتيـه وحـده ، نسـأل الله التثبيـت .
نتابع معًا قريبًا بإذن الله تعالى...
غايتي ربي رضاك
10.06.2009, 02:25
نتابع معا ....أوقاتنــــا أعمارُنــــا .......
المبحـــث الثانـــي
===============
انتبـــه الحســـاب فـــردي
====================
إن الحسـاب عنـد الله فـردي .
قـال تعالـى :
" يَـوْمَ تَأْتِـي كُـلُّ نَفْـسٍ تُجَـادِلُ عَـن نَّفْسِـهَا .... " . سورة النحل / آية : 111.
يأتـي كـل إنسـان يجـادل عـن ذاتـه ، لا يهمـه غيـره مـن النـاس ، وإنمـا سـيأتي يـوم القيامـة ، ويُسـأل عـن حالـه ، عـن عملـه ، عـن نفسـه هـو ، لـن يُسـأل عـن غيـره .
وقـال سـبحانه :
" كُـلُّ نَفْـسٍ بِمَـا كَسَـبَتْ رَهِينَـةٌ " . سورة المدثر / آية : 38 .
وقـال سـبحانه :
" وَكُلُّهُـمْ آتِيـهِ يَـوْمَ الْقِيَامَـةِ فَـرْدًا " . سورة مريم / آية : 95 .
فالحسـاب حسـاب فـردي ، ولـن ينفـع أحـدٌ أحـدًا .
قـال تعالـى :
" ضَـرَبَ اللهُ مَثَـلاً لِّلَّذِيـنَ كَفَـرُوا امْـرَأَتَ نُـوحٍ وَامْـرَأَتَ لُـوطٍ كَانَتَـا تَحْـتَ عَبْدَيْـنِ مِـنْ عِبَادِنَـا صَالِحَيْـنِ فَخَانَتَاهُمَـا فَلَـمْ يُغْنِيَـا عَنْهُمَـا مِـنَ اللهِ شَـيْئًا وَقِيـلَ ادْخُـلاَ النَّـارَ مَـعَ الدَّاخِلِيـنَ " . سورة التحريم / آية : 10 .
نتابع معًا بإذن الله تعالى...
غايتي ربي رضاك
10.06.2009, 02:26
نتابع معا ....أوقاتنــــا أعمارُنــــا ..
وقـال سـبحانه :
" فَـإِذَا جَـاءَتِ الصَّاخَّـةُ * يَـوْمَ يَفِـرُّ الْمَـرْءُ مِـنْ أَخِيـهِ * وَأُمِّـهِ وَأَبيـهِ * وَصَاحِبَتِـهِ وَبَنِيـهِ * لِكُـلِّ امْـرِئٍ مِّنْهُـمْ يَوْمَئِـذٍ شَـأْنٌ يُغْنِيـهِ " . سورة عبس / آية : 33 ـ 37 .
وقـال سـبحانه :
" وَمَـا أَدْرَاكَ مَـا يَـوْمُ الدِّيـنِ * ثُـمَّ مَـا أَدْرَاكَ مَـا يَـوْمُ الدِّيـنِ * يَـوْمَ لاَ تَمْلِـكُ نَفْـسٌ لِّنَفْـسٍ شَـيْئًا وَالأَمْـرُ يَوْمَئِـذٍ للهِ " . سورة الانفطار / آية : 17 ـ 19.
" وَكُـلُّ صَغِيـرٍ وَكَبِيـرٍ مُّسْـتَطَرٌ " . سورة القمر / آية : 53 .
عـن عـدي بـنِ حاتـمٍ قـال : قـال رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ :
" مـا منكـم أحـدٌ إلا سـيكلمه ربُّـهُ ليـس بينـه وبينـه تُرجُمَـان ، فينظـرُ أيمـنَ منـه فـلا يـرى إلا مـا قَـدَّمَ مـن عملِـه ، وينظـرُ أشـأمَ منـه فـلا يـرى إلا مـا قـدَّم ، وينظـرُ بيـن يديـه فـلا يـرى إلا النـار تلقـاء وجهـه ، فاتقـوا النـارَ ولـو بشـقِ تمـرةٍ " .
صحيح البخاري .متون / ( 97 ) ـ كتاب : التوحيد / ( 36 ) ـ باب : كلام الرب عز وجل يوم
القيامة مع الأنبياء وغيرهم / حديث رقم : 7512 / ص : 871 .
النجـــاة :
ـــــــ
فهيـا نلتمـس طريـق النجـاة ، ونبحـث عـن معالـم هـذا الطريـق لنكـون مـن أهلـه . وأول الطريـق تعاهـد القلـب وتحسـسـه فـي كـل وقـت وحيـن .
نتابع معًا بإذن الله تعالى...
===============
غايتي ربي رضاك
10.06.2009, 02:26
المبحـــث الثالــث
==============
حيـــاة القلـــب وأغذيتــه
===================
اعلـم أن أي طاعـات فرضهـا ونفلهـا إذا خلـت مـن أعمـال القلـوب فهـي أجسـاد بـلا أرواح ، أجسـاد لا خيـر فيهـا ، بـل قـد تكـون وبـالاً علـى صاحبهـا ، فـإن أول مـن تسـعر بهـم النـار ثلاثـة : قـارئ ، وشـهيد ، ومُنفـق ، عملـوا أعظـم الأعمـال ظاهـرًا لكـن لـم يوافقهـا مـا تعظـم بـه باطنـًا ، بـل وافقهـا عكـس ذلـك فكـان صاحبهـا مـن أول مـن تُسَـعَّر بهـم النـار .
(مختصر غاية الرفق في تربية النفس 000 / ص : 58 )
* فعـن سُـليمان بـن يسـارٍ ، قـال : تفـرق النـاسُ عـن أبـي هريـرة فقـال لـه ناتِـلُ أهـلِ الشـام : أيهـا الشـيخ ! حدثنـا حديثـًا سـمعته مـن رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ، قـال : نعـم ، سـمعتُ رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ يقـول :
" إن أولَ النـاس يُقضـى يـومَ القيامـةِ عليـه ، رجـلٌ اسـتُشـهد فأُتـيَ به فعرَّفَـهُ نِعمَـهُ فعرفهـا.قـال : فمـا عمِلـتَ فيهـا : قـال : قاتلْـتُ فيـك حتـى اسـتُشـهِدتُ. قـال : كذبـتَ ، ولكنـك قاتلـتَ لأن يُقــالَ جـريءٌ ، فقـد قيـل . ثـم أُمِـرَ بـه فسُـحِبَ علـى وجهـهِ حتـى أُلقـيَ فـي النـار .
ورجـلٌ تعلَّـمَ العلْـمَ وعلَّمَـه وقـرأ القـرآن . فأُتـيَ بـه ، فعرَّفـه نِعَمَـهُ فَعَرَفَهـا . قـال : فمـا عملـتَ فيهـا ؟ . قـال : تعلمـتُ العلـمَ وعلمتُـهُ وقـرأتُ فيـك القـرآن . قـال : كَذَبْـتَ ، ولكنـك تعلمـتَ العلـمَ ليُقَـال عالـمٌ ، وقـرأت القـرآن ليُقَـال هـو قـارئ . فقـد قِيـل ، ثـم أُمـر بـه فسُـحِبَ علـى وجهـه حتـى أُلقـيَ فـي النـار .
ورجـلٌ وسَّـعَ اللهُ عليـه وأعطـاه مـن أصنـاف المـال كلـه ، فأتـيَ به ، فعرَّفَـهُ نعمَـهُ فعرَفَهـا . قـال : فمـا عَمِلـتَ فيهـا ؟ . قـال : مـا تركـتُ مـن سـبيلٍ تحـبُّ أن يُنفـقَ فيهـا إلا أنفقـتُ فيهـا لك . قـال : كذَبـتَ ، ولكنَّـكَ فعلـتَ ليقـالَ هـو جَـوَادٌ ، فقـد قيـل . ثـم أُمِـرَ بـه فَسُـحِبَ علـى وجهـه . ثـم أُلقـيَ فـي النـار.
( صحيح مسلم [ المجلد الواحد ] / ( 33 ) ـ كتاب : الإمارة / ( 43 ) ـ باب : من قاتل للرياء والسمعة استحق النار / حديث رقم : 152 ـ ( 1905 ) / ص : 499 ).
نتابع معًا بإذن الله تعالى...
===============
غايتي ربي رضاك
10.06.2009, 02:27
نتابع معا ....أوقاتنــــا أعمارُنــــا
ـ لـذا قـال صلـى الله عليـه وعلـى آله وسـلم :
" لا تعجبـوا بعمـل عامـل ، حتـى تنظـروا بـمَ يختـمُ لـه " .
رواه الطبراني عن أبي أمامة . وصححه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في : صحيح الجامع الصغير وزيادته /
مرتب هجائيًا / ج : 2 / حديث رقم : 7366 / ص : 1229 .
ورد شـرح الحديـث فـي : فيـض القديـر شـرح الجامـع الصغيـر للأحاديـث النبويـة بالترتيـب الأبجـدي ، للعلامـة المنَـاوي / ج : 6 / ص : 536 / شـرح حديـث رقـم : 9828 :
( لا تعجبـوا بعمـل عامـل ) : أي لا تعجبـوا عجبًـا يفضـي إلـى القطـع بنجاتـه ، .....
( حتـى تنظـروا بمـا يختـم لـه ) : لأن الخاتمـة بالخيـر والشـر تفيـد قـوة الرجـاء والخـوف لا القطـع بحالـه الـذي لا يعلمـه إلا الله ، فـإن العمـل علـى الخاتمـة وهـي غيـب عنـا . ا. هـ .
لذلـك يجـب تعاهـد القلـب وتحسـسـه فـي كـل وقـت وحيـن ، فـإن أعمـال القلـوب أخطـر وأعظـم مـن أعمـال الجـوارح .
ـ يقـول شـيخ الإسـلام ـ رحمه الله ـ :
" واعلـم أن أعمـال القلـوب هـي الأصـل المـراد المقصـود ، وأعمـال الجـوارح تبـع لهـا ومكملـة ومتممـة " . ا . هـ .
ـ يقـول العـز بـن عبـد السـلام ـ رحمه الله ـ :
" صـلاح الأجسـاد موقـوف علـى صـلاح القلـوب ، وفسـاد الأجسـاد موقـوف علـى فسـاد القلـوب " .
لذلـك قـال النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ :
" ........... ، ألا وإن فـي الجسـدِ مُضغـةً ، إذا صَلَحَـت صَلَـحَ الجسـدُ كلُّـه ، وإذا فسـدتْ ، فسـد الجسـدُ كلُّـه ، ألا وهـي القلـبُ ".
صحيح مسلم 0 متون / ( 22 ) ـ كتاب : المساقاة / ( 20 ) ـ باب : أخذ الحلال وترك الشبهات /
حديث رقم : 107 ـ ( 1599 ) / ص : 418 .
فالقلـب ملِـك والأعضـاء جنـوده ، فإذا طـاب الملـك طابـت جنـوده ، وإذا خبـث الملِـك خبثـت جنـوده .
مختصر غاية الرفق في تربية النفس والأسرة والمجتمع بالدين الحق / ص : 59 / بتصرف .
نتابع معًا قريبًا بإذن الله تعالى...
جزاكم الله خيرًا وبارك فيكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
===============
=============
غايتي ربي رضاك
13.06.2009, 06:39
نتابع معا ....أوقاتنــــا أعمارُنــــا
أقســـام القلـــوب
=============
القلـوب علـى ثلاثـة أقسـام :
1 ـ القلـــب الســـليم :
-----------------
وهـو القلـب الـذي سَـلِمَ مـن كـل شـهوة تخالـف شـرع الله ، ومـن كـل شـبهة تُعـارض خبـره ، سَـلم مـن عبوديـة غيـر الله وخلصـت عبوديتـه لله : إرادة ومحبـة ، وتوكـلاً وإنابـة وإخباتـًا ، ورجـاء وخشـية ، فـإن أحـب أحـب لله ، وإن أبغـض أبغـض لله ، وإن أعطـى أعطـى لله ، وإن منـع منـع لله ، يقـدم محبـة الله ومحبـة رسـوله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ علـى محبـة مـن سـواهما .
2 ـ القلـــب الميـــت :
----------------
وهـو القلـب الـذي لا يعـرف ربـه ، ولا يعبـده بأمـره ، ولا بمـا يحبـه ويرضـاه ، بـل هـو عبـد لهـواه ، يـدور مـع شـهواته ولذاتـه حيـث دارت ، وإن أوردتـه مـوارد سـخط الله وغضبـه .
3 ـ القلـــب المريــض :
-----------------
وهـو قلـب لـه حيـاة وبـه علـة ، تمـده هـذه مـرة وهـذه مـرة وهـو لِمـا غلـب عليـه منهمـا ، وهـو بيـن داعييـن : داع يدعـوه إلـى الله ورسـوله والـدار الآخـرة ، وداع يدعـوه إلـى العاجلـة وهـو بحسـب أقربهمـا منـه بابـًا .
(مختصر غاية الرفق ... / ص : 60 .)
نتابع معاً بإذن الله تعالى
غايتي ربي رضاك
13.06.2009, 06:44
علامـــات صحــة القلــب
=================
1 ـ إيثـار مـا يحبـه الله ويرضـاه علـى مـا يدعـوه إليـه هـواه .
2 ـ العـزوف عـن الدنيـا وشـهواتها وملذاتهـا . ( بـأن تكـون الدنيـا فـي يـده وليسـت فـي قلبـه ) .
3 ـ ومـن علاماتهـا : أنـه إذا فاتـه ورده مـن الطاعـة تألـم أشـد الألـم أعظـم مـن تألُّـم الحريـص بفـوات مالـه وفقـده .
4 ـ أن يكـون شـحيحًا بوقتـه أن يذهـب سـدى كأشـد النـاس شُـحًا بمالـه .
5 ـ أن يكـون اهتمامـه بتصحيـح العمـل أعظـم منـه بالعمـل ؛ فيحـرص علـى الإخـلاص فيـه ، والمتابعـة ، والإحسـان ، وشُـهود مِنَّـة الله عليـه وتقصيـر نفسـه وتفريطـه .
6 ـ ألاَّ يفتـر عـن ذكـر ربـه ، ولا يأنـس بغيـره إلا مـن يدلـه عليـه ويذكـره بـه .
مختصر غاية الرفق ... / ص : 60 .
============
أســباب حيــاة القلــب وأغذيتــه النافعــة
=============================
أسـباب حيـاة القلـب هـي الطاعـات والمداومـة عليهـا ، والبعــد عـن المعاصـي والمداومـة علـى ذلـك .
..... قـال حذيفـة :
سـمعتُ رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ يقـول :
" تُعـرضُ الفتـنُ علـى القلـوب كالحصيـر عـودًا عـودًا ، فأيُّ قلـبٍ أُشـرِبَهَا نُكِـتَ فيـه نُكْتَـةٌ سـوداءُ .
وأيُّ قلـب أنكَرَهـا نُكِـتَ فيـه نُكتـةٌ بيضـاءُ ، حتـى تصيـرَ علـى قلبيـن ، علـى أبيـضَ مثـل الصفـا ، فـلا تضـرُّهُ فتنـةٌ مـا دامـتِ السـماوات والأرضُ
والآخـرُ أسـودُ مُرْبـادًا كالكـوزِ مُجَخِّيـًا لا يعـرِف معروفـًا ولا ينكـرُ منكـرًا ، إلا مـا أُشـرِبَ مـن هـواه " .
(صحيح مسلم . متون / ( 1 ) ـ كتاب : الإيمان / ( 65 ) ـ باب : بيان أن الإسلام بدأ غريبًا ... / حديث رقم : 144 / ص : 45 . )
ففعـل الطاعـات والبعـد عـن المعاصـي والشـهوات يصقـل القلـب يومـًا بعـد يـوم ، ويمـده بمـادة حياتـه يومـًا بعـد يـوم حتـى يقـوى ويشـتد فـلا تضـره فتنـة .
مختصر غاية الرفق في تربية النفس والأسرة والمجتمع بالدين الحق / د . محمد إبراهيم منصور / ص:/63
(بتصرف) .
نتابع معاً بإذن الله تعالى
* * * * *
غايتي ربي رضاك
13.06.2009, 06:45
المبحـــث الرابـــع
==============
محاســـبة النفـــس
==============
محاسـبة النفـس أمـر عظيـمٌ جـدًا ، والمحاسـبة لا تصلـح النفـس إلا بهـا ، والمحاسـبة هـي التـي مـن قـام بهـا اليـوم أَمِـنَ غـدًا ، المحاسـبة أن تنظـر فـي نفسـك وتتأمـل فيهـا وتعـرف عيوبهـا ، المحاسـبة لا نجـاة إلا بهـا .
ومحاسـبة النفـس طريقـة المؤمنيـن وسِـمة الموحديـن وعنـوان الخاشـعين ، فالمؤمـن متـقٍ لربـه محاسـب لنفسـه مسـتغفرٌ لذنبـه ، يعلـم أن النفـس خطرهـا عظيـم ، ومكرهـا كبيـر ، فهـي أمـارة بالسـوء ميالـة إلـى الهـوى ، .......
فمـن تـرك سـلطان النفـس حتـى طغـى فإنـه لـه يـوم القيامـة مـأوى مـن الجحيـم . قـال تعالـى :
{ فَأَمَّـا مَـن طَغَـى * وَآثَـرَ الْحَيَـاةَ الدُّنْيَـا * فَـإِنَّ الْجَحِيـمَ هِيَ الْمَـأْوَى * وَأَمَّـا مَنْ خَافَ مَقَـامَ رَبِّـهِ وَنَهَـى النَّفْـسَ عَـنِ الْهَـوَى * فَـإِنَّ الْجَنَّـةَ هِـيَ الْمَأْوَى } .
سورة النازعات / آية : 37 ـ 41 .
وقـال تعالـى :
{ يَـا أَيُّهَـا الَّذِيـنَ آمَنُـوا اتَّقُـوا اللهَ وَلْتَنظُـرْ نَفْـسٌ مَّـا قَدَّمَـتْ لِغَـدٍ ... } .
سورة الحشر / آية : 18 .
قـال الشـيخ عبـد الرحمـن السـعدي فـي تفسـير هـذه الآيـة :
" وهـذه الآيـة الكريمـة أصـل فـي محاسـبة العبـد لنفسـه وأنـه ينبغـي لـه أن يتفقدهـا فـإن رأى زلـلاً تداركـه بالإقـلاع عنـه والتوبـة (1) النصـوح والإعـراض عـن الأسـباب الموصلـة إليـه ، وإن رأى نفسـه مقصـرًا فـي أمـرٍ مـن أوامـر الله بـذل جهـده واسـتعان بربـه فـي تتميمـه وتكميلـه وإتقانـه ، ويقايـس بيـن مِنـن الله عليـه وإحسـانه وبيـن تقصيـره هـو فـي حـق الله ، فـإن ذلـك يوجـب الحيـاء لا محالـة ، والحرمـان كـل الحرمـان أن يغفـل العبـد عـن هـذا الأمـر ..... " .
سلسلة أعمال القلوب / محمد بن صالح المنجد / ص : 263 / بتصرف .
------------------------------------------------------------------------------
جزاكِ الله خيراً أختي الغالية غايتي ربي رضاك
لتحميل سلسلة أعمال القلوب كاملة للشيخ المنجد
فضلاً تتبع الرابط
http://www.saaid.net/book/open.php?book=130&cat=81
جزاكِ الله خيرا أختي الكريمة
غايتي ربي رضاك
وأكرمكِ على المجهود الطيب
تقبلي مروري
vBulletin® v3.8.7, Copyright ©2000-2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
diamond