المساعد الشخصي الرقمي

اعرض النسخة الكاملة : شرح حديث : ( مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ أَوْ يُنْسَأَ.....)


راجية الاجابة من القيوم
06.08.2010, 19:35
:26:
:31:
السؤال : هل من الممكن أن تشرحوا لي هذا الحديث : عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (من أحب أن يبسط له في رزقه ويُنسأ له في أثره فليصل رحمه) متفق عليه ، وما معنى (يُنسىء له في أثره) ؟

الجواب :



الحمد لله



روى البخاري (2067) ومسلم (2557) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ أَوْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ ) .



البسط في الرزق كثرته ونماؤه وسعته وبركته وزيادته زيادة حقيقية .



واختلفت عبارات العلماء في معنى قوله صلى الله عليه وسلم : ( يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ ) .



فقيل : المعنى : حُصُولُ الْقُوَّةِ فِي الْجَسَدِ .



وقيل : بِالْبَرَكَةِ فِي عُمْره , وَالتَّوْفِيق لِلطَّاعَاتِ , وَعِمَارَة أَوْقَاته بِمَا يَنْفَعهُ فِي الْآخِرَة , وَصِيَانَتهَا عَنْ الضَّيَاع فِي غَيْر ذَلِكَ .



وقيل : معناه : بَقَاءُ ذِكْرِهِ الْجَمِيلِ بَعْدَ الْمَوْتِ .



وقيل : يُكْتَبُ عُمُرُه مُقَيَّدًا بِشَرْطٍ كَأَنْ يُقَالَ : إِنْ وَصَلَ رَحِمَهُ فَلَهُ كَذَا وَإِلَّا فَكَذَا ، فتَكُون الزّيَادَة فِي العُمرِ زيَادَة حَقِيقِيّة .



راجع : "شرح النووي على مسلم" (16 / 114) – "فتح الباري" (4 / 302)





وهذا القول الأخير هو الراجح ، فيكون معنى الحديث : من أحب أن يبسط له في رزقه فيكثر ويوسع عليه ويبارك له فيه ، أو أحب أن يؤخر له في عمره فيطول : فليصل رحمه .



فتكون صلة الرحم سببا شرعيا لبسط الرزق وسعته ، وطول العمر وزيادته ، والتي لولاها لما كان هذا رزقه ، ولا كان هذا عمره – بتقدير الله تعالى وحكمته - .



قال الشيخ الألباني رحمه الله في "صحيح الأدب المفرد" (1 / 24) :



" الحديث على ظاهره ، أي : أن الله جعل بحكمته صلة الرحم سبباً شرعياً لطول العمر وكذلك حسن الخلق وحسن الجوار كما في بعض الأحاديث الصحيحة ، ولا ينافي ذلك ما هو معلوم من الدين بالضرورة أن العمر مقطوع به ؛ لأن هذا بالنظر للخاتمة ، تماماً كالسعادة والشقاوة ، فهما مقطوعتان بالنسبة للأفراد فشقي أو سعيد ، فمن المقطوع به أن السعادة والشقاوة منوطتان بالأسباب شرعاً .



وكما أن الإيمان يزيد وينقص ، وزيادته الطاعة ونقصانه المعصية ، وأن ذلك لا ينافي ما كتب في اللوح المحفوظ ، فكذلك العمر يزيد وينقص بالنظر إلى الأسباب فهو لا ينافي ما كتب في اللوح أيضاً " انتهى .



قال الطحاوي رحمه الله :



" يحتمل أن يكون الله عز وجل إذا أراد أن يخلق النسمة جعل أجلها إن برت كذا وإن لم تبر كذا ، لما هو دون ذلك ، وإن كان منها الدعاء رد عنها كذا ، وإن لم يكن منها الدعاء نزل بها كذا ، وإن عملت كذا حرمت كذا ، وإن لم تعمله رزقت كذا ، ويكون ذلك مما يثبت في الصحيفة التي لا يزاد على ما فيها ولا ينقص منه " انتهى .



"بيان مشكل الآثار" (7 / 202) .



وقال الحليمي رحمه الله في معناه : " أن من الناس من قضى الله عز وجل بأنه إذا وصل رحمه عاش عددا من السنين مبينا ، وإن قطع رحمه عاش عددا دون ذلك ، فحمل الزيادة في العمر على هذا " انتهى .



"شعب الإيمان" (6 / 219) .





وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :



" الْأَجَلُ أَجَلَانِ " أَجَلٌ مُطْلَقٌ " يَعْلَمُهُ اللَّهُ " وَأَجَلٌ مُقَيَّدٌ " وَبِهَذَا يَتَبَيَّنُ مَعْنَى قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ وَيُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ) فَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَ الْمَلَكَ أَنْ يَكْتُبَ لَهُ أَجَلًا وَقَالَ : " إنْ وَصَلَ رَحِمَهُ زِدْتُهُ كَذَا وَكَذَا " وَالْمَلَكُ لَا يَعْلَمُ أَيَزْدَادُ أَمْ لَا ؛ لَكِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يَسْتَقِرُّ عَلَيْهِ الْأَمْرُ فَإِذَا جَاءَ ذَلِكَ لَا يَتَقَدَّمُ وَلَا يَتَأَخَّرُ " انتهى .



"مجموع الفتاوى" (8 / 517) .





وقال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله :



" معناه : أن الله سبحانه وتعالى وعد من يصل رحمه أن يثيبه وأن يجزيه بأن يطيل في عمره ، وأن يوسع له في رزقه جزاءً له على إحسانه .



ولا تعارض بين هذا الحديث وبين الحديث الذي فيه أن كل إنسان قد قدر أجله ورزقه وهو في بطن أمه ؛ لأن هناك أسبابًا جعلها الله أسبابًا لطول العمر وأسبابًا للرزق ، فهذا الحديث يدل على أن الإحسان وصلة الرحم سبب لطول الأجل وسبب لسعة الرزق ، والله جل وعلا هو مقدر المقادير ومسبب الأسباب ، هناك أشياء قدرها الله سبحانه وتعالى على أسباب ربطها بها ورتبها عليها إذا حصلت مستوفية لشروطها خالية من موانعها ترتبت عليها مسبباتها قضاءً وقدرًا وجزاءً من الله سبحانه وتعالى " انتهى .



"المنتقى من فتاوى الفوزان" (98 / 1) .



وقال الشيخ ابن جبرين رحمه الله :



" وذلك : أن الله يجازي العبد من جنس عمله ؛ فمن وصل رحمه وصل الله أجله ورزقه ، وصلاً حقيقياً ، وضده : من قطع رحمه ، قطعه الله في أجله وفي رزقه " انتهى .



"فتاوى الشيخ ابن جبرين" (54 / 13)





موقع الإسلام سؤال وجواب
http://www.islam-qa.com/ar/ref/145514

محب السنة
06.08.2010, 20:05
بسم الله الرحمن الرحيم بارك الله فيك أختنا على هذالطرح الطيب و على هذا الشرح الماتع

قلبى ملك ربى
06.08.2010, 21:21
مشكورة أختى الحبيبه راجيه الاجابه من القيوم على هذا التوضيح الرائع
بارك الله فيك
وجزاك خير الجزاء

ندى الاسلام
07.08.2010, 18:19
جزاك الله خيرآ حبيبتي الغاليه راجيه

على هذا النقل الطيب

بورك فيك ونفع بك

وتقبل الله منا ومنك صالح الاعمال

هبة الرحمن
07.08.2010, 21:05
جزاك الله خيرا

أختى الفاضلة : راجية الاجابة من القيوم

صلة الرحم

لا يسلم من إهمالها الكثيرين

أسأل الله تعالى أن يرحمنا برحمته يوم لا ينفع سوى رحمته
..............

نضال 3
07.08.2010, 21:26
بوركت جهودك غاليتى راجية

شكرا لكِ طرح القيم

وجزاكِ الله خير لهذا التوضيح الطيب

دمتِ بتميز دوماا

راجية الاجابة من القيوم
09.08.2010, 01:33
بسم الله الرحمن الرحيم بارك الله فيك أختنا على هذالطرح الطيب و على هذا الشرح الماتع
:bismillah2:
وفيك بارك يااخى جزاك الله خيرا على المرور

راجية الاجابة من القيوم
09.08.2010, 01:35
مشكورة أختى الحبيبه راجيه الاجابه من القيوم على هذا التوضيح الرائع
بارك الله فيك
وجزاك خير الجزاء

:bismillah2:
حبيبتى قلبى ملك ربى بوركتى غاليتى شرفنى واسعدنى مرورك ياغاليه احبك فى الله :36_3_16::36_3_16:

راجية الاجابة من القيوم
09.08.2010, 01:38
جزاك الله خيرا

أختى الفاضلة : راجية الاجابة من القيوم

صلة الرحم

لا يسلم من إهمالها الكثيرين

أسأل الله تعالى أن يرحمنا برحمته يوم لا ينفع سوى رحمته
..............


غاليتى هبه جزانا واياكى ياغاليه احبك بالله شرفنى مرورك

راجية الاجابة من القيوم
09.08.2010, 01:39
بوركت جهودك غاليتى راجية

شكرا لكِ طرح القيم

وجزاكِ الله خير لهذا التوضيح الطيب

دمتِ بتميز دوماا
بارك الله فيكى غاليتى وحبيبتى نضال
شرفنى مرورك غاليتى

راجية الاجابة من القيوم
09.08.2010, 01:49
جزاك الله خيرآ حبيبتي الغاليه راجيه

على هذا النقل الطيب

بورك فيك ونفع بك

وتقبل الله منا ومنك صالح الاعمال


جزانا واياكى غاليتى ندى انرتى الموضوع ياغاليه
وفيك بارك الله
منا وومنكى ياغاليتى