تسجيل الدخول

اعرض النسخة الكاملة : ومن يستعفف يعفه الله ، ومن يستغن يغنه الله


أمة الله
22.07.2010, 20:19
http://www.alfrasha.com/up/1314132760495194113.gif

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال :

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم " ومن يستعفف يُعفّه الله ومن يستغن

يُغنه الله ومن يَتَصَبَّر يُصّبِّره الله وما أعطِيَ أحد عطاء خيراً وأوسع من الصبر"
رواه البخاري










http://www.sh11sh.com/sh11sh1/Bubblesbar2_mommys.gif


هـذا الحديث اشتمل على أربع جمل جامعــة نافعة :

إحداها : قوله " ومن يستعفف يعفه الله "

والثانية : قوله " ومن يستغن يغنه الله "







http://www.sh11sh.com/sh11sh1/Bubblesbar2_mommys.gif





وهاتان الجملتان متلازمتان ، فإن كمال العبد في إخلاصه لله رغبة ورهبة وتعلقاً به دون المخلوقين ،

فعليه أن يسعى لتحقيق هذا الكمال ويعمل كل سبب يوصله إلى ذلك حتى يكون عبداً لله حقاً حُرّاً من رق

المخلوقين . وذلك بأن يجاهد نفسـه على أمرين :

انصرافها عن التعلق بالمخلوقين بالإستعفاف عما في أيديهم فلا يطلبه بمقاله ولا بلسان حاله .
ولهـــذا قال صلّى الله عليه وسلم لعمر "
ما جاءك من هذا المال وأنت غير مشرف ولا سائل فخذه ومالا فلا تتبعه نفسَك "
رواه مسلم ،
http://www.sh11sh.com/sh11sh1/Bubblesbar2_mommys.gif








فقطع الإشراف في القلب والسؤال باللسان ، تعففاً

وترفعاً عن مِنن الخلق وعن تعلق القلب بهم ، سبب قوي لحصول العفة .





وتمام ذلك : أن يجاهـد نفسه على الأمر .

الثاني : وهو الإستغناء بالله والثقة بكفايته ، فإنه من يتوكل على الله فهو حسبه .وهذا هو المقصود .

والأول وسيلة إلى هذا.







فإن من استعف عما في أيدي الناس وعما يناله منهم : أوجب له ذلك أن يقوى تعلقه بالله ورجاؤه

وطمعه في فضل الله وإحسانه ، ويحسن ظنه وثقته بربه والله تعالى عند حسن ظن عبده به إن ظن خيراً فله ،

وإن ظن غيره فله وكل واحد من الأمرين يمد الآخر فيقويه فكلما قوي تعلقه بالله ضعف تعلقـه بالمخلوقين وبالعكس .
ومن دعاء النبي صلّى الله عليه وسلم "
اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى "
رواه مسلم
http://www.sh11sh.com/sh11sh1/Bubblesbar2_mommys.gif
فجمع الخير كله في هذا الدعاء .
فالهدى : هو العلم النافع .
والتقى : العمل الصالح ، وترك المحرمات كلها .
هذا صلاح الدين وتمام ذلك بصلاح القلب وطمأنينته بالعفاف عن الخلق والغنى بالله .
ومن كان غنياً بالله فهو الغني حقاً ،وإن قلت حواصله .
فليس الغنى عن كثرة العَرَض إنما الغنى غنى القلب.
وبالعفاف والغنى يتم للعبد الحياة الطيبة والنعيم الدنيوي والقناعة بما آتاه الله .
والثالثة قوله "ومن يتصبر يصبره الله " .
ثم ذكر في الجملة الرابعة :
أن الصبر إذا أعطاه الله العبد فهو أفضل العطاء وأوسعه وأعظمه ، إعانة على الأمور .
قال تعالى ( وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ ) البقــرة , أي: على أموركم كلها .
والصبر كسائر الأخلاق يحتاج إلى مجاهدة للنفس وتمرينها .
فلهذا قال " ومن يتصبر " أي : يجاهد نفسه على الصبر " يصبره الله " ويعينه وإنما كان الصبر
أعظم العطايا ، لأنه يتعلق بجميع أمور العبد وكمالاته وكل حاله من أحواله تحتاج إلى صبر .
فإنه يحتاج إلى الصبر على طاعة الله ، حتى يقوم بها ويؤديها .
وإلى صبر عن معصية الله حتى يتركها لله وإلى صبر على أقدار الله المؤلمة ،
فلا يتسخطها بل إلى صبر على نعم الله ومحبوبات النفس ، فلا يدع النفس تمرح وتفرح الفرح
المذموم، بل يشتغل بشكر الله فهو في كل أحواله يحتاج إلى الصبر .
وبالصبر ينال الفلاح .
ولهذا ذكر الله أهل الجنة فـقال
( وَالمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ ، سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ )
وكذلك قوله ( أُوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا) فهم نالوا الجنة بنعيمها
وأدركوا المنازل العالية بالصبر .
ولكن العبد يسأل الله العافية من الإبتلاء الذي لا يدري ما عاقبته ،ثم إذا ورد عليه فوظيفته الصبر.
فالعافية هي المطلوبة بالأصالة في أمور الإبتلاء و الامتحان و الصبر يؤمر به عند وجود أسبابه
ومتعلقاته والله هو المعين وقد وعد الله الصابرين في كتابه وعلى لسان رسوله أمور عالية جليلة .
وعدهم بالإعانة فـي كل أمورهم وأنه معهم بالعناية
والتوفيق و التسديد و أنه يحبهم ويثبـت قلوبهم وأقدامهم ويلقي عليهم السكينة والطمأنينة ،
ويسهل
لهم الطاعات ، ويحفظهم من المخالفات ، ويتفضل عليهم بالصلوات والرحمة والهداية عند المصيبات .
والله يرفعهم إلى أعلى المقامات في الدنيا والآخرة .
وعدهم النصر ، و أن ييسرهم لليسرى ويجنبهم العسرى ووعدهم بالسعادة والفلاح والنجـاح ، وأن
يوفيهـم أجرهم بغيـر حساب ،وأن يخلف عليهم في الدنيا أكثر مما أخذ منهم من محبوباتهم و أحسن ،
يعوضهم عن وقوع المكروهات عوضا عاجلا
يقابل أضعاف أضعاف ما وقع عليهم من كريهة ومصيبة وهو في ابتدائه صعب شديد . وفي انتهائه سهل حميد العواقـب، كما قيل:

والصبر مثل اسمه مر مذاقته ... لكن عواقبه أحلى من العسل .

من كتاب:

بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار في شرح جوامع الأخبار

للشيخ عبد الرحمن السعدى



منقووول للامانه

مصدر هذا الجزء من الكتاب (اضغط هنا) (http://www.islamport.com/b/4/aammah/%DF%CA%C8%20%DA%C7%E3%C9/%C8%E5%CC%C9%20%DE%E1%E6%C8%20%C7%E1%C3%C8%D1%C7%D 1%20%E6%DE%D1%C9%20%DA%ED%E6%E4%20%C7%E1%C3%CE%ED% C7%D1%20%DD%ED%20%D4%D1%CD%20%CC%E6%C7%E3%DA%20%C7 %E1%C3%CE%C8%C7%D1/%C8%E5%CC%C9%20%DE%E1%E6%C8%20%C7%E1%C3%C8%D1%C7%D 1%20%E6%DE%D1%C9%20%DA%ED%E6%E4%20%C7%E1%C3%CE%ED% C7%D1%20%DD%ED%20%D4%D1%CD%20%CC%E6%C7%E3%DA%20%C7 %E1%C3%CE%C8%C7%D1%20002.html)

queshta
23.07.2010, 09:04
جزاك الله خيرا
أختي الفاضلة:
أمة الله
على هذا النقل الطيب

ندى الاسلام
23.07.2010, 11:20
جزاكم الله خيرآ أختي الفاضله أمة الله

تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال