ابن عباس
18.07.2010, 21:04
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الذنوب حجاب عن المحبوب
الحمدُ لله الَّذِي نَصب من كلِّ كائنٍ على وَحْدانيتِه بُرهاناً، وتصرَّفَ في خليقَتِه كما شاءَ عزّاً وسُلطاناً، واختارَ المتقينَ فوَهبَ لهم أمناً وإيماناً، وعمَّ المذنبينَ بحلْمِه ورحمتِه عفْواً وغُفراناً، ولم يَقطعْ أرزاقَ أهلِ معصيتِه جوداً وامتناناً،
أحمدُه حمدَ عابدٍ لربه، معتذرٍ إليه من تقصيرِهِ وذنبِه، وأشهدُ أن لا إِلهَ إِلاَّ الله وحدَه لا شريكَ له شهادةَ مُخلِصٍ من قلبِه، وأشهد أن محمداً عبدُه ورسولُه المصطفى من حِزبه، صلَّى الله عليه وعلى آلِهِ وأصحابِه ومن اهتدى بهدْيِه، وسلَّم تسليماً.
أما بعد :
فإنَّ الإِنسانَ لا يخلُو من الْخَطأ والتقصير، وكلُّ بنِي آدم خطَّاء، وخير الخطائين التوابون،
وقد حثَّ الله في كتابه وحثَّ النبي صلى الله عليه وسلّم في خطابه على استغفار الله تعالى والتوبة إليه،
فقال سبحانه{يأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ تُوبُواْ إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَـتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّـتٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الاَْنْهَـرُ يَوْمَ لاَ يُخْزِى اللَّهُ النَّبِىَّ وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَـنِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَآ أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَآ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ } [التحريم: 8]
وفي السنة عن الأغَرِّ بنِ يَسَار المُزنيِّ رضي الله عنهُ قال: قالَ النبي صلى الله عليه وسلّم: «يا أيها الناسُ توبُوا إلى الله واستغفروه فإني أتوبُ في اليوم مئةَ مرة»، رواه مسلم.
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قالَ: قالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلّم: «للهُ أشدُ فرَحاً بتوبةِ عبدِه حين يتوبُ إليهِ من أحدِكم كان على راحلتِه بأرضٍ فلاةٍ فانفلتت منُه وعليها طعامُه وشرابُه فأيس منها، فأتى شجرةً فاضطجعَ في ظلِّها وقد أيِس من راحلتِه، فبينما هُو كذَلِكَ إذْ هو بها قائمةً عندَه، فأخذَ بخِطامِها، ثم قالَ من شدَّةِ الفرحِ: اللَّهُمَّ أنتَ عبِدي وأنا ربُّك أخطأ من شدَّةِ الفرحِ»، رواه مسلم.
وإنما يفرحُ سبحانَه بتوبةِ عبدِه لمحبَّتِه للتوبةِ والعفْوِ ورجوعِ عبدِه إليه بعد هَربِه منه،
عن أنس وابن عباسٍ رضي الله عنهم أنَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلّم قال: «لو أن لابن آدم وادياً من ذهبٍ أحبَّ أن يكونَ له وادِيَانِ ولن يملأ فَاه إِلاَّ الترابُ ويتوبُ الله على مَن تابَ»، متفق عليه.
قال صاحب الياقوتة ((أيها العبد : راقب من يراك على كل حال وما زال نظره إليك في جميع الأفعال وطهر سرك فهو عليم بما يخطر بالبال ))
قال سري : الشوق والأنس يرفرفان على قلب فكان هناك الإجلال والهبية حلا ولارحلا ومن ظهر الخشوع على قلبه دخل الوقار على جوارحه.
قال حاتم الأصم : إذا علمت فانظر نظر الله إليك وإذا شكرت فاذكر علم الله فيك.
وقال أبو الفوارس الكرماني : من غض بصره عن المحارم وأمسك نفسه عن الشهوات وعمر باطنه بدوام المراقبة وظاهره باتباع السنة وعود نفسه أكل الحلال لم تخطىء له فراسة ،
ولله در من قال :ـ
( كان رقيبا منك يرعى خواطري ... وآخر يرعى ناظري ولساني )
( فما نظرت عيناي بعدك منظرا ... لعمرك إلا قلت : قد رمقاني )
( ولا بدرت من في بعدك لفظة ... لغيرك إلا قلت : قد سمعاني )
( ولا خطرت في ذكر غيرك خطرة ... على القلب إلا عرجا بعنان )
( وفتيان صدق قدسمعت كلامهم .وعفف عنهم خاطري وجناني )
( وما الدهر أسلا عنهم غير أنني ...أراك على كل الجهات تراني )
فهل علمت أن
الذنوب حجاب عن المحبوب،
والانصراف عما يبعد عن المحبوب واجب،
وإنما يتم ذلك بالعلم والندم والعزم..
فإنه من لم يعلم أن الذنوب أسباب البعد عن المحبوب،
لم يندم عليها،
ولم يتوجع بسبب سلوكه طريق البعد،
وإذا لم يتوجع لم يرجع.
( بحرمةِ غُربتي كم ذا الصدودُ ...
ألا تعطف علي ألا تجــــودُ )
( سرور العيد قد عم النـواحي ...
و حزني في ازديـــاد لا يبيدُ )
( فإن كنت اقترفت خلال سوء ...
فعذري في الهــوى أن لا أعودُ )
فعذري في الهــوى أن لا أعودُ
فعذري في الهــوى أن لا أعودُ
فمتى نعودُ بحقٍ إلى الله؟
جـ..........................
ومتى نخضع بين يديه؟
جـ...........................
اللهُمَّ
اهدنا صراطَك المستقيم، صراطَ الذين أنعمت عليهم من النبيّين
والصِّدِّيقين والشُّهَداء،الذين قالوا ربُّنا الله ثم استقاموا،
وعلموا أنك أنت
الجبّارُ
الذي خَضَعتْ لجَبرُوتِه الجبَابرة،
والعزيزُ
الذي ذلّتْ لعزَّته الملوكُ الأعِزَّة، وخَشَعت لمهَابة سَطْوتِه ذوُو المهابة، فلم يُرهِبْهم بغيُ باغٍ ولا ظُلْم سفّاحٍ ظالم
اللهم
إنا نعوذُ برضاكَ من غَضَبِك، فاغفر لَنا وارْحَمنا وتبْ علينا إنّك أنْتَ التَّوَّابُ الرَّحيم
إلهنا وسيدنا ومولانا
عبادك غيرنا كثير وليس لنا رب سواك
إن أغلقت بابك فمن الذي يفتحه
إلهي ...
لبست ثوب الرجا والناس قد رقدوا ...
وقمت أشكو إلى مولاي ما أجد ...
وقلت يا عدتي في كل نائبة ...
ومن عليه لكشف الضر أعتمد ...
وقد مددت يدي والضر مشتمل ...
إليك يا خير من مدت إليه يد ...
فلا تردنها يا رب خائبة ...
فبحر جودك يروي كل من يرد ...
فلا تردنها يا رب خائبة ...
فبحر جودك يروي كل من يرد ..
فلا تردنها يا رب خائبة ...
فبحر جودك يروي كل من يرد ..
اللهم تب علينا لنتوب
اللهم تب علينا لنتوب
اللهم تب علينا لنتوب
أسأل الله ألا يجعلنَا من الذين فرَّقُوا دِينَهم وَكانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُون
وأن يثبتنا وإياكم على الإيمان
وجزاكم الله خيرا
والحمد لله رب العالمين
(أبو أنس)
الذنوب حجاب عن المحبوب
الحمدُ لله الَّذِي نَصب من كلِّ كائنٍ على وَحْدانيتِه بُرهاناً، وتصرَّفَ في خليقَتِه كما شاءَ عزّاً وسُلطاناً، واختارَ المتقينَ فوَهبَ لهم أمناً وإيماناً، وعمَّ المذنبينَ بحلْمِه ورحمتِه عفْواً وغُفراناً، ولم يَقطعْ أرزاقَ أهلِ معصيتِه جوداً وامتناناً،
أحمدُه حمدَ عابدٍ لربه، معتذرٍ إليه من تقصيرِهِ وذنبِه، وأشهدُ أن لا إِلهَ إِلاَّ الله وحدَه لا شريكَ له شهادةَ مُخلِصٍ من قلبِه، وأشهد أن محمداً عبدُه ورسولُه المصطفى من حِزبه، صلَّى الله عليه وعلى آلِهِ وأصحابِه ومن اهتدى بهدْيِه، وسلَّم تسليماً.
أما بعد :
فإنَّ الإِنسانَ لا يخلُو من الْخَطأ والتقصير، وكلُّ بنِي آدم خطَّاء، وخير الخطائين التوابون،
وقد حثَّ الله في كتابه وحثَّ النبي صلى الله عليه وسلّم في خطابه على استغفار الله تعالى والتوبة إليه،
فقال سبحانه{يأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ تُوبُواْ إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَـتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّـتٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الاَْنْهَـرُ يَوْمَ لاَ يُخْزِى اللَّهُ النَّبِىَّ وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَـنِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَآ أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَآ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ } [التحريم: 8]
وفي السنة عن الأغَرِّ بنِ يَسَار المُزنيِّ رضي الله عنهُ قال: قالَ النبي صلى الله عليه وسلّم: «يا أيها الناسُ توبُوا إلى الله واستغفروه فإني أتوبُ في اليوم مئةَ مرة»، رواه مسلم.
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قالَ: قالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلّم: «للهُ أشدُ فرَحاً بتوبةِ عبدِه حين يتوبُ إليهِ من أحدِكم كان على راحلتِه بأرضٍ فلاةٍ فانفلتت منُه وعليها طعامُه وشرابُه فأيس منها، فأتى شجرةً فاضطجعَ في ظلِّها وقد أيِس من راحلتِه، فبينما هُو كذَلِكَ إذْ هو بها قائمةً عندَه، فأخذَ بخِطامِها، ثم قالَ من شدَّةِ الفرحِ: اللَّهُمَّ أنتَ عبِدي وأنا ربُّك أخطأ من شدَّةِ الفرحِ»، رواه مسلم.
وإنما يفرحُ سبحانَه بتوبةِ عبدِه لمحبَّتِه للتوبةِ والعفْوِ ورجوعِ عبدِه إليه بعد هَربِه منه،
عن أنس وابن عباسٍ رضي الله عنهم أنَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلّم قال: «لو أن لابن آدم وادياً من ذهبٍ أحبَّ أن يكونَ له وادِيَانِ ولن يملأ فَاه إِلاَّ الترابُ ويتوبُ الله على مَن تابَ»، متفق عليه.
قال صاحب الياقوتة ((أيها العبد : راقب من يراك على كل حال وما زال نظره إليك في جميع الأفعال وطهر سرك فهو عليم بما يخطر بالبال ))
قال سري : الشوق والأنس يرفرفان على قلب فكان هناك الإجلال والهبية حلا ولارحلا ومن ظهر الخشوع على قلبه دخل الوقار على جوارحه.
قال حاتم الأصم : إذا علمت فانظر نظر الله إليك وإذا شكرت فاذكر علم الله فيك.
وقال أبو الفوارس الكرماني : من غض بصره عن المحارم وأمسك نفسه عن الشهوات وعمر باطنه بدوام المراقبة وظاهره باتباع السنة وعود نفسه أكل الحلال لم تخطىء له فراسة ،
ولله در من قال :ـ
( كان رقيبا منك يرعى خواطري ... وآخر يرعى ناظري ولساني )
( فما نظرت عيناي بعدك منظرا ... لعمرك إلا قلت : قد رمقاني )
( ولا بدرت من في بعدك لفظة ... لغيرك إلا قلت : قد سمعاني )
( ولا خطرت في ذكر غيرك خطرة ... على القلب إلا عرجا بعنان )
( وفتيان صدق قدسمعت كلامهم .وعفف عنهم خاطري وجناني )
( وما الدهر أسلا عنهم غير أنني ...أراك على كل الجهات تراني )
فهل علمت أن
الذنوب حجاب عن المحبوب،
والانصراف عما يبعد عن المحبوب واجب،
وإنما يتم ذلك بالعلم والندم والعزم..
فإنه من لم يعلم أن الذنوب أسباب البعد عن المحبوب،
لم يندم عليها،
ولم يتوجع بسبب سلوكه طريق البعد،
وإذا لم يتوجع لم يرجع.
( بحرمةِ غُربتي كم ذا الصدودُ ...
ألا تعطف علي ألا تجــــودُ )
( سرور العيد قد عم النـواحي ...
و حزني في ازديـــاد لا يبيدُ )
( فإن كنت اقترفت خلال سوء ...
فعذري في الهــوى أن لا أعودُ )
فعذري في الهــوى أن لا أعودُ
فعذري في الهــوى أن لا أعودُ
فمتى نعودُ بحقٍ إلى الله؟
جـ..........................
ومتى نخضع بين يديه؟
جـ...........................
اللهُمَّ
اهدنا صراطَك المستقيم، صراطَ الذين أنعمت عليهم من النبيّين
والصِّدِّيقين والشُّهَداء،الذين قالوا ربُّنا الله ثم استقاموا،
وعلموا أنك أنت
الجبّارُ
الذي خَضَعتْ لجَبرُوتِه الجبَابرة،
والعزيزُ
الذي ذلّتْ لعزَّته الملوكُ الأعِزَّة، وخَشَعت لمهَابة سَطْوتِه ذوُو المهابة، فلم يُرهِبْهم بغيُ باغٍ ولا ظُلْم سفّاحٍ ظالم
اللهم
إنا نعوذُ برضاكَ من غَضَبِك، فاغفر لَنا وارْحَمنا وتبْ علينا إنّك أنْتَ التَّوَّابُ الرَّحيم
إلهنا وسيدنا ومولانا
عبادك غيرنا كثير وليس لنا رب سواك
إن أغلقت بابك فمن الذي يفتحه
إلهي ...
لبست ثوب الرجا والناس قد رقدوا ...
وقمت أشكو إلى مولاي ما أجد ...
وقلت يا عدتي في كل نائبة ...
ومن عليه لكشف الضر أعتمد ...
وقد مددت يدي والضر مشتمل ...
إليك يا خير من مدت إليه يد ...
فلا تردنها يا رب خائبة ...
فبحر جودك يروي كل من يرد ...
فلا تردنها يا رب خائبة ...
فبحر جودك يروي كل من يرد ..
فلا تردنها يا رب خائبة ...
فبحر جودك يروي كل من يرد ..
اللهم تب علينا لنتوب
اللهم تب علينا لنتوب
اللهم تب علينا لنتوب
أسأل الله ألا يجعلنَا من الذين فرَّقُوا دِينَهم وَكانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُون
وأن يثبتنا وإياكم على الإيمان
وجزاكم الله خيرا
والحمد لله رب العالمين
(أبو أنس)