المساعد الشخصي الرقمي

اعرض النسخة الكاملة : بلاغة القرآن في حرف !


أبوحمزة السيوطي
27.04.2009, 09:45
الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا الأمين وآله وصحبه أجمعين

أما بعد ,,,

فإن خير كلام كلام الله عز وجل أحسن الكلام تنسيقا وأحسنه بيانا وأقواه بلاغةً وإن فيه حلاوة و أن عليه لطلاوة و أنه لمثمر أعلاه مغدق أسفله و أنه ليعلو و ما يُعلى و أنه ليحطم ما تحته .

يغدو في معانيه القلب ويروح ويخشع وتقشعر من خشية قائله الأبدان والجلود وتخضع .

إذا قُرِء نزلت الرحمة وإذا أُصغي إليه حفت السكينة القارئ والسامع لا يتدبره إلا ذو لب سليم ولا يُهمله إلا من كانت على قلوبهم أقفال مفاتيحها لتنوء بالعصبة أولي القوة .

نظمها الله عز وجل بما أعجز أهل الكلام من الإنس والجن عن الإتيان بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا .

فصار للحرف مكانً وبيانا وبلاغةً يعرفها الحذاق والبسطاء إذا فقهوا شرط الله عز وجل فيه { أفلا يتدبرون القرآن }

ومن مزاياه أنه يصور المشهد تصويرا يستقر في الأذهان كأنه رأي عين ومن بلاغته أنه بحرف واحد يضع الشيء في موضعه ويرسم لك صورة كاملة واضحة ومن ذلك قول الله عز وجل في سورة الزمر وأرجوا التدبر وتصور الموقفين التاليين :

{ وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ (71) }

{ وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ (73) }

بالنسبة لوفد النار { حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا }

وإذا أداة شرط وجوابها فتحت فدل ذلك على أنها أي الأبواب كانت مغلقة وبمجرد وصول أهل النار إلى النار فتحت أوابها ..

وقال أخي الهزبر مشرف عام منتديات البشارة وهو أستاذ لغة عربية :
اذا هنا ظرف لزمان المستقبل يفيد معنى الشرط. وجوابه فتحت فلا تفتح الا اذا جاؤوها. انتهى

وتصوير المشهد أنه من المعلوم أن للنار زئير وشهيق وزفير يأكل بعضها بعضا لها حسيس فيساق أهلها وهم في الطريق إليها يسمعون حثيثها وهي مغلقة أمامهم فيكون ذلك تعذيب نفسي لهم لأنهم لا يعلمون ما سيُلاقونه وراء هذه الأبواب من هول ما يسمعون فكان مشهدا قاسيا حتى إذا وصلوا إليها فتحت أبوابها ورأوا ما كانوا به يكذبون ..

أعاذني الله وإياكم منها ومن حثيثها ..

وبالنسبة لأهل الجنة { حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا }

قال الآلوسي رحمه الله :

والواو للحال والجملة حالية بتقدير قد على المشهور أي جاءوها وقد فتحت لهم أبوابها كقوله تعالى : { جَنَّـٰتِ عَدْنٍ مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ ٱلأَبْوَابُ }[ص: 50]
ويشعر ذلك بتقدم الفتح كأن خزنة الجنات فتحوا أبوابها ووقفوا منتظرين لهم، وهذا كما تفتح الخدم باب المنزل للمدعو للضيافة قبل قدومه وتقف منتظرة له، وفي ذلك من الاحترام والإكرام ما فيه .

قلت :
أي أن تقدير الكلام حتى إذا جاءوها وقد فتحت أبوابها إستعدادا لاستقبال أهلها فيراها أهلها من خلال الأبواب المفتوحة وهم يساقون إليها من بُعد يرون إشراقها ويشمون من ريحها وإن للجنة ريحا يزداد طيبه كلما اقتربوا إليها فهم في الطريق في شوق وبهجة وتفاؤل مشرقة وجوههم من النعيم الذي يرون دلائله نابعا من هذه الأبواب المفتحة .

جعلني الله وإياكم من أهلها ...

فأي كلام مثل كلام الله عز وجل بيانا وبلاغة ...

والحمد لله رب العالمين

الزبير بن العوام
27.04.2009, 13:34
بارك الله فيك أخي الحبيب ... أثابك الله

--------------

أبوحمزة السيوطي
30.04.2009, 15:34
بارك الله فيك أخي الحبيب ... أثابك الله

--------------

وفيك بارك أخي الزببر بن العوام

شرفني مرورك أخي الحبيب

نوران
30.04.2009, 19:09
بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


جميل جدا هذا الفهم وهو مفهم صحيح وقد جاء في عدة تفاسير ففي فتح القدير

وقيل إن زيادة الواو دليل على أن الأبواب فتحت لهم قبل أن يأتوا لكرامتهم على الله،

والتقدير: حتى إذا جاءوها وأبوابها مفتحة بدليل قوله "جنات عدن مفتحة لهم الأبواب"

وحذفت الواو في قصة أهل النار، لأنهم وقفوا على النار وفتحت بعد وقوفهم إذلالاً وترويعاً.

ذكر معناه النحاس منسوباً إلى بعض أهل العلم، قال: ولا أعلم أنه سبقه إليه أحد.

وعلى هذا القول تكون الواو واو الحال بتقدير قد: أي جاءوها وقد فتحت لهم الأبواب

وقد تكرر

وإليك فهم آخر من تفسير ابن سعدى


وقال في النار { فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا } وفي الجنة { وَفُتِحَتْ } بالواو، إشارة إلى أن أهل النار، بمجرد وصولهم إليها، فتحت لهم أبوابها من غير إنظار ولا إمهال،

وليكون فتحها في وجوههم، وعلى وصولهم، أعظم لحرها، وأشد لعذابها.


وأما الجنة، فإنها الدار العالية الغالية، التي لا يوصل إليها ولا ينالها كل أحد، إلا من أتى بالوسائل الموصلة إليها،

ومع ذلك، فيحتاجون لدخولها لشفاعة أكرم الشفعاء عليه،

فلم تفتح لهم بمجرد ما وصلوا إليها، بل يستشفعون إلى اللّه بمحمد صلى اللّه عليه وسلم، حتى يشفع، فيشفعه اللّه تعالى.

وبالتأكيد هناك معاني أخرى فالقرآن لا تنقضي عجائبه

أبوحمزة السيوطي
03.05.2009, 07:56
جزاك الله خيرا أختنا الفاضلة

إضافة قيمة جدا ... وهذا هو القرآن كلما تبحرنا وجدنا الدُرر ...

Just asking
13.09.2009, 20:17
http://islamroses.com/zeenah_images/post14.gif

د/مسلمة
16.10.2010, 22:46
جزاكم الله خيرًا وجعله الله في ميزان حسناتكم

محمود جابر
17.11.2010, 23:34
جزاكم الله خيرا يا سيدنا

وجزاكم الله خيرا أمنا الكريمة نوران على الإضافة الجميلة

عاشق الجنان
18.11.2010, 00:08
لا عجب من انَّ الصحابة كانوا اشد الناس ايمانا بالله سبحانه وتعالى
فهم كانوا يملكون اللغة العربية الأم ويفهمون بلاغة القران
اما نحن فبعد دراسات لنكتشف بلاغة القران

جزاكم الله خيرا

Zainab Ebraheem
18.11.2010, 10:09
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك شيخنا الكريم

وبارك فيك امنا نوران

ما احوجنا لاحياء اللغة العربية

فانى ارى ان اغلب الشبهات مصدرها هو الجهل باللغة العربية وقصور الفهم الناتج عن ذلك

البتول
18.11.2010, 13:48
جزاك الله خيراستاذنا الفاضل

أعاذنا الله واياكم من النار
ورزقنا الجنة وما يقرب اليها من قول او عمل

هاجر
18.11.2010, 14:48
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
سبحان الله!
جزاكم الله تعالى خيرا أخ أبو حمزة, و نفع بكم الأمة

أبا جعفر الهاشميّ
11.12.2010, 01:35
بوركتم وجزاكم ربي خيرا
أحسنتم

ابوحازم السلفي
16.12.2010, 13:33
جزاك الله خيراستاذنا الفاضل

أعاذنا الله واياكم من النار
ورزقنا الجنة وما يقرب اليها من قول او عمل

اللهم آميين